سؤال: هل يؤجر المرء على طلب العلوم الدنيوية؟ وكيف يكون العمل بالعلم النافع؟

[فاطمة ع م ن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا ونسأل الله التوفيق في طلب العلم ..
ولديّ استفسار آخر بعد إذنكم شيخنا: درستُ في كتاب حلية طالب العلم بأنه لا بد من الإخلاص في طلب العلم وذلك بأن يكون لوجه الله تعالى؛ ولا بد من العمل بما نتعلم..
وأنا أطلب العلم كبقية أخواتي الفاضلات.. ولكن كيف تعمل المرأة بالذي تكتسبهُ من علم؟
وأعني بالعلم: العلم الذي نكتسبهُ من هذا المعهد الطيّب (العلم الشرعي) وبالعلم الذي ندرسه في مجالات التخصصات الأخرى (العلم الدنيوي).
وأيضاً رغبتُ في معرفة الحدود التي يجب أن تقف عندها المرأة التي تعمل بالعلم الذي تكتسبه!
وبارك الله فيكم شيخنا، ووفقكم لكل خير.

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة ع م ن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا ونسأل الله التوفيق في طلب العلم ..
ولديّ استفسار آخر بعد إذنكم شيخنا: درستُ في كتاب حلية طالب العلم بأنه لا بد من الإخلاص في طلب العلم وذلك بأن يكون لوجه الله تعالى؛ ولا بد من العمل بما نتعلم..
وأنا أطلب العلم كبقية أخواتي الفاضلات.. ولكن كيف تعمل المرأة بالذي تكتسبهُ من علم؟
وأعني بالعلم: العلم الذي نكتسبهُ من هذا المعهد الطيّب (العلم الشرعي) وبالعلم الذي ندرسه في مجالات التخصصات الأخرى (العلم الدنيوي).
وأيضاً رغبتُ في معرفة الحدود التي يجب أن تقف عندها المرأة التي تعمل بالعلم الذي تكتسبه!
وبارك الله فيكم شيخنا، ووفقكم لكل خير.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العمل بالعلم النافع على أقسام: منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب ومنه ما هو مباح؛ فالواجب هو فعل المأمور وترك المحظور؛ فإذا علم وجوب أمر في الشريعة وجب عليه العمل به، وكذلك إذا علم أن الله حرَّم شيئاً وجب عليه الانتهاء عنه وتركه، والإنسان في طلبه للعلم متعرض لاستكشاف أمور من هذا النوع لم يكن يعلم بها؛ فإذا علم بها وجب عليه العمل بها.

والقسم الثاني: هو المستحب ، وهو فعل ما نُدب إليه على غير سبيل الوجوب، وكذلك ترك المكروه ؛ فينبغي لطالب العلم أن يحرص على فعل ما علمه من السنن والمستحبات وترك ما علمه من المكروهات ، وقال عمرو بن قيس الملائي رحمه الله: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.

وأما القسم الثالث: فهو ما لا يتعلق بفعله ولا تركه ثواب ولا عقاب لذاته ، وهذا القسم منه ما لو فعله العبد قاصداً به التقوي على الطاعة أثيب على تلك النية.

وهذه الأمور منها ما يكون عاماً للرجال والنساء، ومنها ما يختص بأحد الجنسين، وطريق العمل العلم ؛ ولذلك فإن طلب العلم مفتاح لخير كثير على العبد لأنه يعرف به ما يجب عليه ولا ما يستحب منه، وما يحرم ، وما يكره ، وما يباح، ويعرف به تفاصيل أحوال الأحكام ومقاديرها وصفاتها وما يصيب الإجزاء، وما يعتد به وما يعتد به، إلا غير ذلك من الأمور المتعلقة بالأحكام الشرعية.
فالعلم بوجوب عبادة من العبادات يتبعه العلم بشروطها وصفة أدائها وما يبطلها إلى غير ذلك من الأمور التي لا تنال إلا بالعلم.

وأما العلوم الدنيوية فهي على أقسام بحسب حكمها في الشريعة ، والعلوم النافعة منها فرض كفاية على المسلمين من حيث الأصل، وقد تتعين على بعض أفراد الأمة.

والعلم ليس له حدود ، وهذه علوم الشريعة وعلوم اللغة لا يحيط بها أحد من الناس بعد الأنبياء، وفوق كل ذي علم عليم، لكن ينبغي لطالب العلم أن يجتهد في طلب العلم ، ويترقى فيه حتى يبلغ ما قُدِّر له منه.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.