دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > ألفية السيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو القعدة 1431هـ/28-10-2010م, 10:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي ألفية السيرة النبوية


بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
أَلْفِيَّةُ السيرةِ النَّبَوِيَّةِ
يقولُ راجِي مَن إليه الْمَهْرَبُ = عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ الْمُذْنِبُ
أَحْمَدُ ربِّي بأِتَمِّ الْحَمْدِ = وللصلاةِ وللسلامِ أُهْدِي
إلى نَبِيِّهِ وأَرْجُو اللهَ = في نُجْحِ ما سُئِلْتُه شِفَاهَا
مِن نَظْمِ سيرةِ النبيِّ الأَمْجَدِ = أَلْفِيَّةً حاويةً للمَقْصَدِ
ولْيَعْلَم الطالبُ أنَّ السِّيَرَا = تَجْمَعُ ما صَحَّ وما قد أُنْكِرَا
والقصْدُ ذكْرُ ما أتى أهلُ السِّيَرْ = به وإنْ إسنادُه لم يُعْتَبَرْ
فإن يكنْ قد صَحَّ غيرُ ما ذُكِرْ = ذَكرتُ ما قد صحَّ منه واسْتُطِرْ
مُحَمَّدٌ مع الْمُقَفِّي أَحْمَدَا = الحاشرُ العاقبُ والماحِي الرَّدَا
وهو الْمُسَمَّى بنَبِيِّ الرحمةِ = في مسلمٍ وبِنَبِيِّ التوبةِ
وفيه أيضاً بنَبِيِّ الْمَلْحَمَهْ = وفي روايةٍ نَبِيُّ الْمَرْحَمَهْ
طه ويس مع الرسولِ = كذاك عبدُ اللهِ في التنزيلِ
والمتوكِّلُ النبيُّ الأُمِّي = والرؤوفُ الرحيمُ أيُّ رُحْمِ
وشاهدًا مُبَشِّراً نَذيرًا = كذا سراجًا صِلْ به مُنيرًا
كذا به الْمُزَّمِّلَ الْمُدَّثِّرَا = وداعيًا للهِ والْمُذَكِّرَا
ورحمةٌ ونعمةٌ وهَادِي = وغيرُها تَجِلُّ عن تَعدادِ
وقد وَعَى ابنُ العربيِّ سَبْعَهْ = مِن بعدِ سِتِّينَ وقيلَ تِسعهْ
مِن بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيَةِ = الفَحْصَ يُوفِيها ثلاثَمائةِ
وكونُها ألفًا ففي العارِضَةِ = ذكرَه عن بعضِ ذي الصوفيَّةِ
بابُ ذكْرِ نَسَبِه الزَّكِيِّ الطيِّبِ الطاهرِ
وهْو ابنُ عبدِ اللهِ عبدُ المطَّلِبْ = أبوه وهو شَيْبَةُ الحمْدِ نُسِبْ
أبوه عمرٌو هاشمٌ والْجَدُّ = عبدُ منافِ بنُ قُصَيّ زيدُ
ابنُ كِلابٍ أي حكيمٍ يا أُخَيْ = وهو ابنُ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤَيْ
وهو ابنُ غالبٍ أي ابنِ فِهْرِ = وهو ابنُ مالكٍ أي ابنِ النضرِ
وأَبُهُ كِنانةُ ما أَبْرَكَهْ = والدُه خُزيمةُ بنُ مُدْرِكَهْ
وهو ابنُ إلياسَ أي ابنِ مُضَرَا = إبنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ لا مِرَا
وهو ابنُ عدنانَ وأهلُ النَّسَبِ = قد أَجْمَعُوا إلى هنا في الكُتُبِ
وبعدَه خلْفٌ كثيرٌ جَمُّ = أَصَحُّهُ حَوَاهُ هذا النَّظْمُ
عدنانُ في القولِ الصحيحِ ابنُ أُدَدْ = وبعضُهم يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ
بينَهما وأُدَدٌ والدُهُ = مُقَوَّمٌ ناحورُ بعدُ جَدُّهُ
وهو ابنُ تَيْرَحٍ أي ابنِ يَعْرُبَا = وأنَّ يَعْرُبَ هو ابنُ يَشْجُبَا
وهو ابنُ نابتٍ وإسماعيلَ = أبٌ له وجَدُّهُ الخليلُ
إبراهِمُ بنُ تارحٍ أي ءَازَرُ = وهو ابنُ ناحورَ وهذا ءَاخَرُ
وهو ابنُ ساروحَ بنِ أَرْغُو فالَخْ = أبٌ له ابنُ عَيبرَ بنِ شالَخْ
وهو ابنُ أَرفخشذَ أبوهُ سامُ = أبوهُ نوحٌ صائمٌ قَوَّامُ
وهو ابنُ لامَكَ بنَ مَتْوشَلَخا = ابنِ خَنُوحَ وهو فيما وُرِّخَا
إدريسُ فيما زَعَمُوا يَرْدٌ أَبُهْ = وهو ابنُ مُهْليلَ بنِ قَينانَ يَعْقِبُهْ
يانَشُ شِيثُ أبُهُ ابنُ آدَمَا = صَلَّى عليه رَبُّنا وسَلَّمَا
أمَّا قُريشُ فالأصَحُّ فِهْرُ = جماعُها والأكثرونَ النَّضْرُ
وأمُّه ءَامِنَةُ والدُها = وَهْبٌ يَلِي عبدُ مَنافٍ جَدُّها
وهو ابنُ زُهرةَ يَلِي كِلابُ = وفيه مع أبيه الانتسابُ
بابُ ذِكْرِ مولِدِه ورَضاعِه وما وَقَعَ فيها مِن العجائبِ والآياتِ
ووُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ = أيْ في ربيعٍ الأوَّلِ الفضيلِ
ليومِ الاثنينِ مُبارَكاً أَتَى = لليلتينِ مِن ربيعٍ خَلَتَا
وقيلَ بل ذاك لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = وقيلَ بعدَ الفيلِ ذا بفَتْرَهْ
بأربعينَ أو ثلاثينَ سَنَهْ = ورُدَّ ذا الْخُلْفُ وبعضٌ وَهَّنَهْ
وقد رأتْ إذ وَضَعَتْهُ نُورَا = خَرَجَ منها فأَضَا القُصُورَا
قصورَ بُصْرَى قد أضاءتْ ووُضِعْ = بصَرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ
ماتَ أبوهُ وله عَامَانِ = وثُلُثٌ وقيلَ بالنُّقصانِ
عن قَدْرِ ذا بل صَحَّ كان حَمْلًا = وأَرْضَعَتْهُ حينَ كان طِفْلَا
مع عَمِّهِ حمزةَ ليثِ القَوْمِ = ومعْ أبي سلْمةَ المخزومِي
ثُويبةُ وهي التي أبو لَهَبْ = أَعْتَقَهَا وإنه حينَ انْقَلَبْ
هَلَكَا رُئِيَ نَوْماً بِشَرِّ حِيْبَهْ = لكن سُقِي بعِتْقِهِ ثُوَيْبَهْ
وبعدَها حَليمةُ السَّعْدِيَّهْ = فظَفِرَتْ بالدُّرَّةِ السَّنِيَّهْ
نالَتْ به خيراً وأيَّ خَيْرِ = مِن سَعةٍ ورَغَدٍ ومَيْرِ
أقامَ في سَعْدِ بنِ بكرٍ عندَها = أربعةَ الأعوامِ تَجْنِي سَعْدَها
وحينَ شَقَّ صَدْرَه جِبريلُ = خافَتْ عليه حَدَثًا يَؤُولُ
ردَّتْهُ سالِمًا إلى ءَامِنَةِ = وخَرَجَتْ به إلى المدينةِ
تَزُورُ أَخوالاً له فمَرِضَتْ = راجِعَةً فقُبِضَتْ ودُفِنَتْ
هناك بالأبواءِ وهو عُمْرُهْ = ستُّ سنينَ مع شيءٍ يقدرُهْ
ضابِطُهُ بمائةٍ أيَّامًا = وقيلَ بل أربعةٌ أعوامَا
وحينَ ماتَتْ حَمَلَتْهُ بَرَكَهْ = لِجَدِّهِ بمكَّةَ المبارَكَهْ
كَفَلَهُ إلى تَمامِ عُمْرِهِ = ثمانيًا ثم مَضَى لقَبْرِهِ
بابُ ذِكْرِ كفالةِ أبي طالبٍ له ومُتَعَلَّقَاتِ ذلك
أَوْصَى به جَدُّه عبدُ الْمُطَّلِبْ = إلى أبي طالبٍ الحامِي الْحَدِبْ
يَكْفُلُهُ بعدُ فكانتْ نَشأتُهْ = طاهرةً مأمونةً غائِلَتُهْ
وكان يُدْعَى بالأمينِ ورَحَلْ = مع عمِّهِ للشامِ حتى إذ وَصَلْ
بُصْرَى رأى منه بُحَيْرَا الراهبُ = ما دلَّ أنه النبيُّ العاقبُ
محمدٌ نَبِيُّ هَذِي الأُمَّهْ = فرَدَّهُ تَخَوُّفاً مِن ثَمَّهْ
مِن أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أَمْرَهْ = وعُمرُه إذ ذاك ثِنتا عَشْرَهْ
ثم مَضَى للشامِ مع مَيسرةِ = في مَتْجَرٍ والمالُ مِن خَدِيجَةِ
مِن قَبْلِ تزويجٍ بها فبَلَغَا = بُصْرَى فباعَ وتَقَاضَا ما بَغَا
وقد رأى مَيسرةُ العَجَائِبَا = منه وما خُصَّ به مَوَاهِبَا
وحَدَّثَ السيِّدَةَ الجليلَهْ = خديجةَ الكُبرى فأَحْصَتْ قِيلَهْ
ورَغِبَتْ فخَطَبَتْ مُحَمَّدَا = فيا لها مِن خِطبةٍ ما أَسْعَدَا
وكان إذ زُوِّجَها ابنَ خَمْسِ = مِن بعدِ عشرينَ بغيرِ لَبْسِ
بابُ قِصَّةِ بناءِ الكعبةِ الشريفةِ
وإذ بَنَتْ قريشٌ البيتَ اخْتَلَفْ = مَلَاؤُهُمْ تَنازُعًا حتى وَقَفْ
أمرُهم فيمَن يكونُ يَضَعُ = الحجَرَ الأسودَ حيثُ يُوضَعُ
إذ جاءَ قالوا كلُّهم رَضِينَا = لوَضْعِهِ مُحَمَّدَ الأمينَا
فحَطَّ في ثوبٍ وقالَ يَرْفَعُ = كلُّ قَبيلٍ طَرَفًا فرَفَعُوا
ثَمَّتَ أَوْدَعَ الأمينُ الْحَجَرَا = مكانَه وقد رَضُوا بما جَرَى
بابُ كيف كان بَدءُ الوَحْيِ
حتى إذا ما بَلَغَ الرسولُ = الأربعينَ جاءَه جِبريلُ
وهْو بغارٍ بحِراءٍ مُخْتَلِي = فجاءَهُ بالوحْيِ مِن عندِ العَلِي
في يومِ الاثنينِ وكان قد خَلَتْ = مِن شهْرِ مَولدٍ ثمانٌ ان ثَبَتْ
وقيلَ في سابعِ عشري رَجَبِ = وقيلَ بل في رمضانَ الطيِّبِ
قالَ له اقْرَأْ وهْو في الْمِرَارِ = يُجِيبُ نُطْقاً ما أنا بقَارِي
فغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ = الجَهْدَ فاشْتَدَّ لذاكَ وانْصَبَغْ
أَقرأَهُ جبريلُ أوَّلَ العَلَقْ = قرَأَهُ كما له بها نَطَقْ
وكونُ ذا الأوَّلَ فهْو الأَشْهَرُ = وقيلَ بل يا أيُّها الْمُدَّثِرُ
وقيلَ بل فاتحةُ الكتابِ = والأولُ الأقربُ للصوابِ
جاءَ إلى خديجةَ الأَمِينَهْ = يَشْكُو لها ما قد رَءَاهُ حِينَهْ
فثَبَّتَتْهُ إنها مُوَفَّقَهْ = أوَّلُ مَن قد آمَنَتْ مُصَدِّقَهْ
ثم أَتَتْ به تَؤُمُّ وَرَقَهْ = قَصَّ عليه ما رَأَى فصَدَّقَهْ
فهْو الذي ءَامَنَ بعدُ ثانيَا = وكان بَرًّا صادقاً مُواتِيَا
والصادقُ المصدوقُ قالَ إنهْ = رأى له تَخَضْخُضًا في الجنَّهْ
بابُ ذِكْرِ قدْرِ إقامتِه عليه السلامُ بمكَّةَ بعدَ البَعْثِ
أقامَ في مكةَ بعدَ البِعْثَةِ = ثلاثَ عشرةَ بغيرِ مِرْيَةِ
وقيلَ عَشْراً أو فخَمْسَ عشْرَهْ = قولانِ وَهَّنُوهُمَا بِمَرَّهْ
فكان في صلاتِه يَسْتَقْبِلُ = بمكةَ القُدْسَ ولكن يَجْعَلُ
البيتَ مِن بينِ يديهِ أَيْضَا = فيما أَتَى تَطَوُّعاً أو فَرْضَا
وبعدَ هِجرةٍ كذا للقُدْسِ = عامًا وثُلُثَا أو ونِصْفُ سُدْسِ
وحُوِّلَتْ مِن بعدِ ذاك القِبلَةُ = لكعبةِ اللهِ ونِعْمَ الجهةُ
مِن الرجالِ ابنُ أبي قُحافَهْ = قالَ به حَسَّانُ في القَصيدَهْ
بابُ ذِكْرِ السابقينَ إلى الإسلامِ
وعِدَّةٌ مِن الصحابةِ الأُلَى = وَفَّوْا وتابِعُوهُم مِمَّنْ تَلَى
إذا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِن أخي ثِقَةٍ = فاذْكُرْ أخاكَ أبا بَكرٍ بما فَعَلَا
خيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها وأَعْدَلَها = بعدَ النبيِّ وأوفاها بما حَمَلَا
والتالي الثاني المحمودَ مَشْهَدُه = وأوَّلَ الناسِ منهم صَدَّقَ الرُّسُلَا
خديجةَ اذْكُرْ أوَّلَ النِّسوانِ = عَلِيًّا اعْدُدْ أوَّلَ الصِّبْيَانِ
وعُمرُه ثمانٍ أو فعَشْرُ = أو سِتٌّ أو خَمْسٌ وقيلَ أكثرُ
مِن الْمَوَالِي زيدُ بنُ حارِثَهْ = كان مُجالِساً له مُحادِثَهْ
عثمانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = طلحةُ سَعْدٌ أَمِنُوا مِن خَوْفِ
إذ ءَامَنُوا بدعوةِ الصِّدِّيقِ = كذا ابنُ مَظعونٍ بذا الطريقِ
ثم أبو عُبيدةَ والأَرْقَمُ = كذا أبو سلمةَ الْمُكَرَّمُ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قد أَسْلَمَا = وقيلَ بل قَبْلَهُم تَقَدَّمَا
كذا ابنُ زيدٍ أي سعيدٌ لا مِرَا = وزوجُه فاطمةُ أُخْتُ عُمَرَا
كذاك عبدُ اللهِ معْ قُدَامَهْ = هما لِمَظعونٍ سَعيدَا الهامَهْ
وحاطبٌ حطابٌ ابنا الحارِثِ = أسماءُ عائشُ وهي غيرُ طامثِ
كذا ابنُ إسحاقَ بذاكَ انْفَرَدَا = ولم تكنْ عائشُ مِمَّنْ وُلِدَا
فاطمةُ فُكَيْهَةُ الزَّوْجَانِ = تلك لذاكَ هذه للثاني
عُبيدةُ بنُ حارثٍ خَبَّابُ = ابنُ الأَرَتِّ كلُّهم أَجَابُوا
كذا سَلِيطٌ وهو ابنُ عمرِو = وابنُ حُذافَةَ خُنيسٌ بَدْرِي
وابنُ رَبيعةَ اسْمُه مَسعودُ = ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ مَعدودُ
ووَلَدَا جَحْشٍ هما عبدُ اللهْ = كذا أبو أحمدَ عبدٌ أَوَّاهْ
كذا شَبيهُ المصطفى أي جَعفرُ = أسماءُ زوجُه الحليفُ عامرُ
عيَّاشُ اعْنِي ابنَ أبي رَبيعهْ = وزوجُه أَسْمَا إلى سَلامهْ
نُعيمٌ النَّحامُ أيضاً حاطِبُ = وهو ابنُ عمرٍو وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ ذُكِرْ = أبوه مع مُطَّلِبِ بنِ أَزهرْ
وزوجُه رَملةُ معْ أُمَيْنَهْ = بنتِ خَلَفْ لخالدٍ قَرينَهْ
مَضَى اسْمُه عَمَّارٌ بنُ ياسِرِ = وابنُ فُهيرةَ اسْمُه بعامِرِ
أبو حُذيفةَ صُهيبٌ جُنْدُبُ = وهو أبو ذَرٍّ صدوقٌ طَيِّبُ
وقالَ إني رابعٌ لأَرْبَعَهْ = مِن تابعِي النبيِّ أَسْلَمُوا مَعَهْ
كذا أُنيسٌ أخُهُ قد أَسْلَمَا = ثَمَّتَ بعدُ أَسْلَمَتْ أُمُّهُمَا
كذا ابنُ عبدِ اللهِ وهو وافِدُ = كذا إياسٌ عاقلٌ وخالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنو البُكَيْرْ = وابنُ أبي وقَّاصٍ اسْمُه عُميرْ
كذاك بنتُ أَسَدٍ فاطمَةُ = كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعةُ
عمرٌو أبو نَجِيحٍ فيهم مَعدودْ = عُتبةُ عبدُ اللهِ نَجْلَا مَسعودْ
بابُ إسلامِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ المذكورِ
جاءَ له النبيُّ وهْو يَرْعَى = غُنيمةً يُسِيمُهَا في الْمَرْعَى
قالَ له شَاؤُكَ فيها لَبَنُ = قالَ نَعم لكِنَّنِي مُؤْتَمَنُ
قالَ فهل فيها إذًا مِن شاةِ = ما مَسَّهَا الفَحْلُ إذًا فتَأْتِي
بها فمَسَّ الضَّرْعَ وهْو يَدْعُو = فامْتَدَّ ضَرْعُهَا ودَرَّ الضَّرْعُ
فاحْتَلَبَ الشاةَ وأَسْقَى ثم مَصْ = في شُربِهِ قالَ له اقْلُصْ فقَلَصْ
قالَ فعَلِّمْنِي لعَلِّي أَعْلَمُ = قالَ له غُليمٌ مُعَلَّمُ
بابُ اجتماعِ المسلمينَ بدارِ الأَرْقَمِ
واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأَرْقَمِ = للصَّحْبِ مُستخفينَ عن قومِهِمِ
وقيلَ كانوا يَخرجونَ تَتْرَى = إلى الشِّعابِ للصلاةِ سِرَّا
حتى مَضتْ ثلاثةٌ سِنِينَا = وأَظْهَرَ الرحمنُ بعدُ الدِّينَا
وصَدَعَ النبيُّ جَهْرًا مُعْلِنًا = إذ نَزلتْ فاصْدَعْ بما فما وَنَى
بابُ ذِكْرِ تأييدِه عليه السلامُ بمعجزةِ القُرءانِ
وأَنْذَرَ العشائرَ التي ذُكِرْ = بجَمْعِهم إذ نَزَلَتْ وأَنْذِرْ
وجَعَلَ اللهُ له القُرءانَا = ءايةَ حقٍّ أَعجزَتْ بُرهانَا
أقامَ فيهم فوقَ عَشْرٍ يَطلُبُ = إتيانَهم بِمِثْلِه فغُلِبُوا
ثم بعَشْرِ سُوَرٍ فسُورَهْ = فلم يُطيقُوهَا ولو قَصيرَهْ
وهم لعَمْرِي الفُصَحَاءُ اللُّسْنُ = فانْقَلَبُوا وهم حَيَارَى لُكْنُ
وأُسْمِعُوا التوبيخَ والتقريعَا = لَدَى الْمَلَا مُفْتَرِقًا مَجموعَا
فلم يَفُهْ منهم فَصيحٌ بشَفَهْ = معارِضًا بل الإلهُ صَرَفَهْ
فقائلٌ يقولُ هذا سِحْرُ = وقائلٌ في أُذُنِي وَقْرُ
وقائلٌ يقولُ ممن قد طَغَوْا = لا تَسْمَعْ وَالْهُ وفيه فالْغَوْا
وهم إذًا بعضٌ ببعضٍ قد خَلَا = اعتَرَفُوا بأنَّ حقًّا ما تَلَا
وأنه ليس كلامَ البَشَرِ = وأنه ليس له بِمُفْتَرِي
اعتَرَفَ الوليدُ ثم النَّضْرُ = وعُتبةُ بذاك واسْتَقَرُّوا
وابنُ شَريقٍ باءَ وهْو الأَخْنَسُ = كذا أبو جَهلٍ ولكن أُبْلِسُوا
وكيف لا وهْو كلامُ اللهِ = مُنَزَّهٌ عن نِحلةِ اشْتباهِ
يَهدِي إلى التي هُداها أَقْوَمُ = به يُطاعُ وبه يُعتصَمُ
وهْو لدينا حَبْلُهُ الْمَتينُ = نَعبدُه به ونَستعينُ
وهو الذي لا تَنقضِي عجَائِبُهْ = ولا يَضِلُّ أَبداً مُصاحِبُهْ
مُعجزةً باقيةً على الْمَدَا = حتى إلى الوقتِ الذي قد وَعَدَا
بابُ كِفايةِ اللهِ تعالى نَبِيَّهُ المستهزئينَ به مِن كُفَّارِ قُريشٍ ومَن تَبِعَهُمْ
وقد كَفَى المستهزئينَ البُعَدَا = اللهُ رَبُّنا فبَاءُوا بالرَّدَى
فعَمِيَ الأسودُ ثم الأَسْوَدُ = الآخرُ اسْتَسْقَى وأَرْدَتْهُ اليَدُ
كذا أَشارَ للوليدِ فانْتَقَضْ = الْجُرْحُ والعاصي كذاكَ فعَرَضْ
لرِجْلِه الشوكةُ حتى أُزْهِقَا = والحارثُ اجْتِيحَ بقَيْحٍ بَزَقَا
وعُقبةُ في يومِ بَدرٍ قُتِلَا = أبو لهبٍ باءَ سَريعاً بالْبَلَا
ثامنُهم أَسلمَ وهو الْحَكَمُ = فقد كَفاهُ شَرَّهُ إذ يُسْلِمُ

بابُ مَشْيِ كُفَّارِ قُريشٍ
ثم مَشَتْ قُريشٌ الاعداءُ = إلى أبي طالبٍ أن يُسَاءُوا
مِن ابنِه مُحَمَّدٍ في سَبِّهِمْ = وسَبِّ دينِهم وذِكْرِ عَيْبِهِمْ
في مَرَّةٍ ومَرَّةٍ ومَرَّهْ = وهْو يَذُبُّ ويُقَوِّي أَمْرَهْ
في ءَاخِرِ الْمَرَّاتِ قالوا أَعْطِنَا = مُحمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنَا
بَدَلَه قالَ أَرَدْتُمْ أَكْفُلُ = إبنَكم وأُسْلِمُ ابْنِي يُقْتَلُ
ثم مَضَى يَجهرُ بالتوحيدِ = ولا يَخافُ سَطوةَ العَبيدِ
وأَجْمَعَتْ قُريشٌ أن يَقولوا = ساحرًا احْذَرُوا وعنه مِيلُوا
وقَعَدُوا في زَمَنِ الْمَواسِمِ = يُحَذِّرونَ منه كلَّ قادمِ
وافترَقَ الناسُ فشَاعَ أَمْرُهُ = بينَ القبائلِ وسارَ ذِكْرُهُ
بابُ ذِكْرِ وَفْدِ نَجرانَ
وجاءَ مِن نَجرانَ قومٌ أَسْلَمُوا = عِدَّتُهُم عِشرونَ لَمَّا عَلِمُوا
بصِدْقِه جاءَ أبو جَهْلٍ فسَبْ = وأَقْذَعَ القولَ لهم بلا سَببْ
فأَعْرَضوا وقولُهم سَلامُ = ليس لنا معْ جاهلٍ كلامُ
بابُ قُدومِ ضِمادِ بنِ ثَعلبةَ
ثم أَتَى ضِمادٌ وهو الأَزْدِي = ليَستبينَ أمْرَهُ بالنقْدِ
ما هو إلا أنْ محمدٌ خَطَبْ = أَسْلَمَ للوقتِ بصِدْقٍ وذَهَبْ
بابُ ذِكْرِ أَذَى قُريشٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
وأُوذِيَ النبيُّ ما لم يُؤْذَا = مَن قَبْلَه مِن النَّبِيِّينَ وَذَا
مما يُضاعِفُ له الأُجُورَا = ولو يَشاءُ دُمِّرُوا تَدميرَا
لكنهم إذ أَضْمَرُوا الضغائِنَا = ما مُكِّنوا فاستَضْعَفوا مَن ءَامَنَا
عَمَّاراً الطيِّبَ أمَّه أَبَهْ = أمَّ بلالٍ وبلالاً عَذَّبَهْ
أُمَيَّةٌ ومنهم جارِيَةُ = ومنهم زِنِّيرَةُ الروميَّةُ
كذاك أمُّ عَنْبَسٍ وابنَتُها = وابنُ فُهيرةَ فَذِي سَبْعَتُها
ابتاعَها الصِّدِّيقُ ثم أَعْتَقْ = جميعَهم للهِ بَرَّ وصَدَقْ
بابُ ذِكْرِ انشقاقِ القمرِ
وإذ بَغَتْ منه قُريشٌ أن يُرِي = ءايًا أَراهمُ انشقاقَ القمَرِ
فصارَ فِرقتينِ فِرقةٌ عَلَتْ = وفِرقةٌ للطَّوْدِ منه نَزَلَتْ
وذاك مَرَّتَيْنِ بالِاجماعِ = والنصِّ والتواتُرِ السماعِي
زادَ الذينَ ءامَنُوا إِيمانَا = ولأبي جَهْلٍ به طُغيانَا
وقالَ ذا سِحْرٌ فجاءَ السفْرُ = كلٌّ به مُصَدِّقٌ مُقِرُّ
بابُ ذِكْرِ الهجرتينِ إلى النجاشِيِّ مَلِكِ الحبشةِ
لَمَّا فَشَا الإسلامُ واشْتَدَّ على = مَن أَسْلَمَ البلاءُ هاجَرُوا إلى
أَصْحَمَةٍ في رَجبٍ مِن سنَةِ = خمسٍ مَضَتْ لهم مِن النُّبُوَّةِ
خمسٌ مِن النساءِ واثنا عَشْرَا = مِن الرجالِ كلُّهم قد هاجَرَا
عُثمانُ معْ زوجتِه رُقَيَّهْ = أَسْبَقُهم للهجرةِ الْمَرْضِيَّهْ
مصعبٌ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = وحاطبٌ فأَمِنُوا مِن خوفِ
كذا ابنُ مظعونٍ ابنُ مسعودٍ أبو = سلمةَ وزوجُه تُصَاحِبُ
أبو حُذيفةَ أَبوهُ عُتْبَةُ = وزوجُه بنتُ سُهيلٍ سَهْلَةُ
وابنُ عُميرٍ هاشمٌ وعامِرُ = ابنُ ربيعةَ الحليفُ الناصرُ
وزوجُه ليلى أبو سَبرةَ مَعَ = زوجتِه أي أمِّ كُلثومٍ جَمَعْ
وخَرَجَتْ قُريشٌ في الآثارِ = لم يَصِلُوا منهم لأَخْذِ الثارِ
فجَاوَرُوهُ في أَتَمِّ حالِ = ثم أَتَوْا مَكَّةَ في شَوَّالِ
مِن عامِهم إذ قيلَ أهلُ مَكَّةِ = قد أَسْلَمُوا ولم يكنْ بالثبَتِ
فاستقْبَلُوهُمْ بالأَذَى والشِّدَّةِ = فرَجَعُوا للهجرةِ الثانيةِ
في مائةٍ عُدَّ الرجالُ مِنْهُمُ = اثنانِ مِن بعدِ الثمانينَ هُمُ
فنَزَلُوا عندَ النجاشِي على = أَتَمِّ حالٍ وتَغَيَّظَ الْمَلَا
على النبيِّ وعلى أَصحابِهِ = وكَتَبَ البغيضُ في كِتابِهِ
على بني هاشمٍ الصحِيفَهْ = وعُلِّقَتْ بالكعبةِ الشريفَهْ
أنْ لا تُناكِحُوهُمْ ولا ولا = وحُصِرُوا في الشِّعْبِ حتى أَقْبَلَا
أوَّلُ عامِ سبعةٍ للبَعْثِ = قاسَوْا به جُهْدًا بشَرِّ مُكْثِ
وسُمِعَتْ أصواتُ صِبيانِهمْ = فساءَ ذاك بعضَ أقوامِهِمْ
واطَّلَعُ الرسولُ أنَّ الأَرَضَهْ = أَكَلَت الصحيفةَ الْمُبَغَّضَهْ
ما كان مِن جَوْرٍ وظُلْمٍ ذَهَبَا = وبَقِيَ الذكْرُ كما قد كُتِبَا
فوَجَدُوا ذاك كما قالَ وقَدْ = شُلَّتْ يدُ البغيضِ واللهُ الصمَدْ
فلَبِسُوا السلاحَ ثم خَرَجُوا = مِن شِعْبِهم وكان ذاك الْمَخرَجُ
في عامِ عشرةٍ بغيرِ مَيْنِ = وقِيلَ كان مُكثُهم عامَيْنِ
ألا أَبْلِغَا عَنِّي التي ذاتَ بَيْنِنا = لُؤَيًّا وخُصَّا مِن لؤيٍّ بني كَعْبِ
أَلَمْ تَعْلَموا أنَّا وَجَدْنَا مُحمَّدَا = نَبِيًّا كمُوسى خُطَّ في أوَّلِ الكُتُبِ
وأنَّ عليه في العِبادِ مَحَبَّةً = ولا خيرَ مِمَّنْ خَصَّهُ اللهُ بالْحُبِّ
بابُ وفاةِ أبي طالبٍ وخديجةَ بنتِ خُويلدٍ زوجةِ المصطفى، وذلك في عامٍ واحدٍ
بعدَ خُروجِهِمْ بثُلُثَيْ عامِ = وثُلُثَيْ شَهْرٍ ويومٍ طامِي
سِيقَ أبو طالبٍ للحُمَامِ = ثم تَلَى ثلاثةَ الأَيَّامِ
موتُ خَديجةَ الرِّضَا فلم يَهُنْ = على الرسولِ فَقْدُ ذَيْنِ وحَزِنْ
بابُ ذِكْرِ وفدِ الْجِنِّ مِن جِنِّ نَصيبينَ
وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمسونَا = ورُبْعُ عامٍ جاءَهُ يَسعونَا
جِنُّ نَصيبينَ له وكانا = يَقْرَأُ في صلاتِه قُرءانَا
بنَخلةٍ فاسْتَمَعُوا وأسْلَمُوا = ورَجَعُوا فأَنْذَرُوا قومَهُمُ
بابُ ذِكْرِ قِصَّةِ الإسراءِ
وبعدَ عامٍ معَ نِصْفٍ أُسْرِيَا = به إلى السماءِ حتى حَظِيَا
مِن مكةَ الغَرَّا إلى القُدْسِ على = ظَهْرِ البُراقِ رَاكبًا ثم عَلَا
إلى السماءِ معَه جِبريلُ = فاستَفْتَحَ البابَ له يقولُ
مُجيبًا إذ قيلَ له مَن ذا مَعَكْ = مُحَمَّدٌ معي فرَحَّبَ الْمَلَكْ
ثم تَلاقَى معَ الأنبياءِ = وكلُّ واحدٍ لَدَى سَمَاءِ
ثم علا لِمُسْتَوًى قد سَمِعَا = صَريفَ الأقلامِ بما قد وَقَعَا
ثم دَنَا حتى رأى الإلها = بعينِه مُخاطِباً شِفَاهَا
أَوْحَى له سُبحانَه ما أَوْحَى = فلا تَسَلْ عما جَرى تَصريحَا
وفَرَضَ الصلاةَ خَمسينَ على = أُمَّتِهِ حتى لِخَمْسٍ نَزَلَا
والأجرُ خمسونَ كما قد كانا = وزادَهُ مِن فضلِه إِحسانَا
فصَدَّقَ الصِّدِّيقُ ذو الوفاءِ = وكَذَّبَ الكُفَّارُ بالإسراءِ
وسَألوهُ عن صفاتِ القُدْسِ = رَفَعَهُ إليه رُوحُ القُدْسِ
جِبريلُ حتى حَقَّقَ الأَوْصَافَا = له فما طَاقُوا له خِلافَا
لكنهم قد كَذَّبُوا وجَحَدُوا = فأُهْلِكُوا وفي العذابِ خُلِّدُوا
بابُ ذِكْرِ عَرْضِ النبيِّ نفسَه على القبائلِ مِن العربِ
وبَيعةِ الأنصارِ لَمَّا هَداهمُ اللهُ إلى الإسلامِ
وعَرَضَ النبيُّ نفسَه على = قَبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلَا
إيواؤُهُ مِن بعضِهم يُبَلِّغُ = رسالةَ اللهِ فكلٌّ يَنْزَغُ
إليهم الشيطانُ حتى يُعْرِضُوا = عن قولِه ويَهْزَءُوا ويَرْفُضُوا
حتى أتاحَ اللهُ للأنصارِ = فاستَبَقُوا للخيرِ باختيارِ
فيُسلِمُ الواحدُ منهم يُسْلِمُ = به جميعُ أهلِه فَرُحِمُوا
لَقِيَ سِتًّا أو ثَمانيًا لَدَى = عَقَبَةٍ دَعاهُمْ إلى الْهُدَى
فآمَنُوا باللهِ ثم رَجَعُوا = لقومِهم يَدعونَهم فسَمِعُوا
حتى فَشَا الإسلامُ ثم قَدِمَا = في قابِلٍ منهم ومِمَّنْ أَسْلَمَا
لبَيعةٍ ضِعْفُ الذين أَسْلَفُوا = كبيعةِ النِّساءِ ثم انْصَرَفُوا
ثم أتى مِن قابلٍ سَبعونَا = ونَيِّفٌ فبَايَعُوا يُخْفُونَا
بيعتَهم ليلاً ونِعْمَ البيعةُ = جَزاءُ مَن بايَعَ فيها الجنَّةُ
بابُ ذِكْرِ الهجرةِ مِن مكةَ إلى المدينةِ المشرَّفَةِ
وإذ فَشَا الإسلامُ بالمدينهْ = هاجَرَ مَن يَحفَظُ فيها دينَهْ
وعَزَمَ الصِّدِّيقُ أن يُهاجِرَا = فَرَدَّهُ النبيُّ حتى هَاجَرَا
معًا إليها فتَرَافَقَا إلى = غارٍ بثورٍ بعدُ ثُمَّ ارْتَحَلَا
ومعهما عامرٌ مَوْلَى الصِّدِّيقْ = وابنُ أُريقطٍ دليلٌ للطريقْ
فأَخَذُوا نحوَ طريقِ الساحِلِ = والحَقُّ للعدُوِّ خيرُ شاغلِ
تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالِكِ = يُريدُ فَتْكًا وهْو غيرُ فاتِكِ
لَمَّا دعا عليه ساخَتِ الفَرَسْ = ناداهُ بالأمانِ إذ عنه حُبِسْ
بابُ ذِكْرِ مُرورِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بأمِّ مَعْبَدٍ
مَرُّوا على خَيمةِ أمِّ مَعْبَدِ = وهْي على طريقِهم بِمَرْصَدِ
وعندَها شاةٌ أَضَرَّ الْجُهْدُ = بها وما بها قِوًى تَشْتَدُّ
فمَسَحَ النبيُّ منها الضَّرْعَا = فحَلَبَتْ ما قد كفاهم وُسْعَا
وحَلَبَتْ بعدُ إناءً آخَرَا = تَرَكَ ذاكَ عندَها وسافَرَا
بابُ ذِكْرِ وصولِه ـ أي: رسولِ اللهِ ـ إلى قُبَا
حتى إذا أتى إلى قُبَاءِ = نَزَلَها بالسعْدِ والهناءِ
في يومِ الاثنينِ لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = مِن شهرِ مَوْلِدٍ فنِعمَ الْهِجْرَهْ
أقامَ أربعًا لَدَيْهِم وطَلَعْ = في يومِ جُمُعةٍ فصَلَّى وجَمَعْ
في مَسجِدِ الجمعةِ وهْي أَوَّلُ = ما جَمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلُوا
وقيلَ بل أقامَ أربعَ عَشْرَهْ = فيهم وهم يَنتحلونَ ذِكْرَهْ
وهو الذي أَخْرَجَهُ الشيخانِ = لكن ما مَرَّ مِن الإتيانِ
بمسجِدِ الجمعةِ يومَ جُمُعَةِ = لا يَستقيمُ معَ هذي الْمُدَّةِ
إلا على القولِ بكونِ القَدْمَةِ = إلى قُبَا كانت بيومِ الجمُعَةِ
بَنَى به مَسْجِدَهُ وارْتَحَلَا = لطَيْبةِ الفَيحاءِ طابَتْ نُزُلَا
فبَرَكَتْ ناقتُه المأمورَهْ = بِمَوْضِعِ المسجدِ في الظهيرَهْ
فحَلَّ في دارِ أبي أَيُّوبَا = حتى ابْتَنَى مسجدَه الرَّحِيبَا
وحولَه مَنازِلًا لأَهْلِهِ = وحولَهُ أصحابُه في ظِلِّهِ
طابَتْ به طيبةُ مِن بعدِ الرَّدَى = أَشْرَقَ ما قد كان منها أَسْوَدَا
كانتْ لَمِن أَوْبَأِ أرضِ اللهِ = فزالَ داؤُها بهذا الْجَاهِ
ونَقَلَ اللهُ بفضْلِ رَحْمَةِ = ما كانَ مِن حُمَّى بها للجُحْفَةِ
وليس دَجَّالٌ ولا طاعونُ = يَدْخُلُها فحِرْزُها حَصينُ
أقامَ شَهْرًا ثم بعدُ نَزَلَتْ = عليه إتمامُ الصلاةِ أُكْمِلَتْ
أقامَ مِن شهرِ ربيعٍ لصَفَرْ = يُبْنَى له مَسجدُه والمستَقَرْ
ووَادَعَ اليهودَ في كتابِهِ = ما بينَهم وبينَ ما أصحابِهِ
وكان بَدْءُ الأمْرِ بالأذانِ = رُؤيا ابنِ زيدٍ أو لعامٍ ثانِ
وفيه فَرْضُ الصومِ والزكاةِ = للفِطْرِ والعيدينِ بالصلاةِ
بخُطبتينِ بعدُ والأُضْحِيَّةُ = كذا زكاةُ مالِهم والقِبلةُ
للمسجدِ الحرامِ والبِناءُ = بعائشَ كذلك الزهراءُ
وبَدْرٌ الكُبرى وفي الثالثةِ = دخولُه بحَفْصَةَ القانتةِ
والزينبينِ وبَنَى ابنُ عَفَّانْ = بأمِّ كُلثومٍ وفيه الْجَمعانْ
الْتَقَيَا بأُحُدٍ والرابعَهْ = بئرُ مَعونةَ بتلك الفاجِعَهْ
وغَزْوَهُ بني النَّضيرِ وجَلَوْا = ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا
وقائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ = والخمرُ حُرِّمَتْ أو في التي خَلَتْ
وقيلَ فيها ءايةُ التَّيَمُّمِ = كذا صلاةُ الخوفِ معْ خُلْفٍ نُمِي
وقيلَ في الخمْسِ وفيه نَزَلَتْ = آيُ الحجابِ والخسوفُ صُلِّيَتْ
لقمرٍ وفيه غَزْوُ الْخَنْدَقِ = معَ قُريظةَ مع المصطَلِقِ
على الصحيحِ وبها جُوَيْرِيَهْ = بَنَى بها والإفكُ أو في الآتِيَهْ
في الستِّ كانت عُمرةُ الْحُديبيهْ = وبَيعةُ الرِّضوانِ تلك الزاكيهْ
وفيه فَرْضُ الْحَجِّ أو ما خَلَتِ = أو في الثمانِ أو ففي التاسعةِ
خُلْفٌ وقيلَ كان قَبلَ الْهِجرةِ = وُجُوبُهُ حكاهُ في النهايةِ
وفيه قد سابَقَ بينَ الخيلِ = وءايةُ الظِّهارِ في ابنِ خَوْلِي
في السبعِ خيبرٌ وعُمرةُ الْقَضَا = وقَدِمَتْ أمُّ حَبيبةَ الرِّضَا
بَنَى بها وبعدَها مَيمونَهْ = كذاك فيها قَبْلَها صَفِيَّهْ
وفيه مَنْعُ الْحُمُرِ الأَهلِيَّةِ = ومُتعةُ النساءِ ثم حَلَّتِ
يومَ حُنينٍ ثم قد حَرَّمَها = مُؤَبَّداً ليس لذلك انْتِهَا
وفي الثمانِ وَقعةٌ بِمُؤْتَةِ = والفتحُ معْ حُنينَ في ذي السنةِ
وأَخْذُ جِزيةِ مَجوسِ هَجَرَا = واتَّخَذَ النبيُّ فيه الْمِنْبَرَا
في التِّسْعِ غَزوةُ تَبوكَ بعدَ أنْ = صَلَّى على أَصْحَمَ غائبًا فسَنْ
وفيه قد ءَالَى مِن النِّسوانِ = شَهْرًا وفيه قِصَّةُ اللِّعانِ
وحَجَّةُ الصِّدِّيقِ ثم أَرْسَلَا = له عَلِيًّا بعدَه على الوَلَا
أن لا يَحُجَّ مُشرِكٌ بعدُ ولا = يَطوفَ عُريانٌ كفِعْلِ الْجُهَلَا
وسُمِّيَتْ بسنةِ الوُفودِ = لكثرةِ القادمِ مِن وُفودِ
في العشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَداعِ = لا يَحْصُرُ الوافونَ باطِّلاعِ
فقيلَ كانوا أريعينَ أَلْفَا = أو ضِعْفَها وزِدْ عليها حتى ضِعْفَا
وارْتَدَّ فيها وادَّعَى النُّبُوَّهْ = الأسودُ العَنْسِيُّ حتى مَوَّهْ
لبعضِ قومِه بسَجْعٍ صَنَعَهْ = فقُتِلَ الشقِيُّ معْ مَن تَبِعَهْ
فيما يَلِيهَا وهي إحدى عَشْرَهْ = قَضَى نَبِيُّ اللهِ فيها عُمْرَهْ
عاشَ ثلاثًا بعدَ سِتِّينَ على = أصَحِّها والخُلْفُ في هذا خَلَا
بابُ ذِكْرِ صفتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أي: أوصافِه الطاهرةِ
ورَبعةً كان مِن الرجالِ = لا مِن قِصارِهم ولا الطِّوالِ
بَعيدَ بينَ الْمَنْكِبينِ شَعْرُهْ = يَبلُغُ شَحمةً للاذْنِ يُوفِرُهْ
مَرَّةً أُخْرَى فيكونُ وَفْرُهُ = يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ يَعْلُو ظَهْرَهُ
يَحْلِقُ رأسَه لأَجْلِ النُّسُكِ = وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ
وقد رَوَوْا لا تُوضَعُ النواصي = إلا لأَجْلِ النُّسُكِ الْمَحَّاصِ
أبيضَ قد أُشْرِبَ حُمرةً عَلَتْ = وفي الصحيحِ أَزْهَرُ اللونِ ثَبَتْ
وفي الصحيحِ أَشْكَلُ العينينِ = أي حُمرةٌ لدى بياضِ العينِ
ولِعَلِيٍّ أَدْعَجُ وفُسِّرَا = بشِدَّةِ السوادِ في العينِ يُرَى
وفي الصحيحِ أنه دَعْجُ الشَّعَرْ = لا سَبِطٌ ولا بِجَعْدٍ الْخَبَرْ
وعن عليٍّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ = إسنادُهُ وكان كَثَّ اللحيةِ
وأَشْعَرَ الصدْرِ دَقيقَ الْمَسْرُبَهْ = مِن سُرَّةٍ حتى يُحاذِي لَبَّتَهْ
وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ = وهو الغليظُ قُوَّةً يَستلزِمُ
إذا مَشَى كأنما يَنْحَطُّ = مِن صَبَبٍ مِن صُعُدٍ يَحُطّ
إذا مَشَى كأنما تَقَلَّعَا = مِن صَخْرٍ أيْ قَوِيَّ مَشْيٍ مُسْرِعَا
يُقْبِلُ كلُّه إذا ما الْتَفَتَا = وليس يَلْوِي عُنُقًا تَلَفُّتَا
كأنما عَرْفُهُ كاللؤلؤِ = أيْ في البياضِ والصَّفَا إذا رُئِي
تَجمعُهُ أمُّ سُلَيمٍ تَجعلُهْ = في طِيبِهَا فهو لعَمْرِي أَفضَلُهْ
يقولُ مَن يَنْعَتُهُ ما قَبْلَهُ = أو بَعدَه رأيتُ قَطُّ مِثْلَهُ
بابُ ذِكْرِ وَصْفِ أمِّ مَعبدٍ الْخُزَاعِيَّةِ له، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ اسْمِهَا
تقولُ فيه بلسانٍ ناعِتِ = أَبْلَجُ وجهٍ ظاهرُ الوضاءةِ
الخلْقُ منه لم تَعِبْهُ ثَجْلَهْ = كَلَّا ولم تُزْرِ به مِن صَعْلَهْ
أَدْعَجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ = مِن طولِها أو غَطَفٌ أو عَطْفُ
والْجِيدُ فيه سَطْعٌ وَسيمُ = والصوتُ فيه صَحَلٌ قَسيمُ
كَثيفُ لِحيةٍ أَزَجُّ أَقْرَنُ = أخلاهُ مِن قُرْبٍ له وأَحْسَنُ
أجْمَلَهُ مِن بُعْدٍ وأَبْهَا = يَعْلُوهُ إذ ما يَتكلَّمُ الْبَهَا
كذاك يَعلوهُ الوَقارُ إن صَمَتْ = مَنْطِقُهُ كخَرَزٍ تَحَدَّرَتْ
فضْلُ الكلامِ ليس فيه هَذْرُ = حُلْوُ المقالِ ما عَراهُ نَزْرُ
لا بائنٌ طُولاً ولا يُقْتَحَمُ = مِن قِصَرٍ فهْو عليهم يَعْظُمُ
بنَضرةِ الْمَنظرِ والْمِقدارِ = تَحُفُّهُ الرُّفقةُ بائتمارِ
إنْ أُمِروا تَبَادَرُوا امْتِثَالَا = أو قالَ قولاً أَنْصَتُوا إِجلالاَ
فهو لَدَى أصحابِه مَحفودُ = أي يُسرعونَ طاعةً مَحشودُ
ليس بعَابِسٍ ولا مُفَنَّدِ = بذاكَ عَرَّفَتْهُ أمُّ مَعْبَدِ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو القعدة 1431هـ/28-10-2010م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي


بابُ ذِكْرِ وَصْفِ هندِ بنِ أبي هالةَ له
وابنُ أبي هالةَ زادَ لَمَّا = وَصَفَهُ مُفَخَّمًا وفَخْمَا
لوجْهِهِ تَلَأْلُؤٌ كالبَدْرِ = مُعتدلُ الخلْقِ عَريضُ الصدْرِ
عظيمُ هامٍ واسعُ الجبينِ = فَمٌ ضَليعٌ أَقْنَى العِرْنِينِ
يَعلوهُ نُورٌ مَن رَءاهُ إذ ما = لم يَتَأَمَّلْ ظَنَّهُ أَشَمَّا
مُفَلَّجُ الأسنانِ سَهْلُ الْخَدِّ = أَشْنَبُ بادنٌ طَويلُ الزَّنْدِ
عُنُقُة يُرَى كجِيدِ دُمْيَةِ = معَ صَفاءِ لونِهِ كالفِضَّةِ
أَزَجُّ في غيرِ قَرَنْ إذا غَضِبْ = بينَهما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبْ
وسائلُ الأطرافِ رَحْبُ الراحةِ = ضَخْمُ الكراديسِ ذَريعُ الْمِشيةِ
بابُ ذِكْرِ أخلاقِه الشريفةِ - جَمْعُ خُلُقٍ , بضَمَّتينِ , صُورتِه الباطنةِ - وهي نفسُه وأوصافُها ومعانيها
أَكْرِمْ به خُلُقُهُ القُرءانُ = فهو لَدَى غَضَبِهِ غَضبانُ
يَرْضَى بما يَرضاهُ ليس يَغْضَبُ = لنفسِه إلا إذا تُرْتَكَبُ
مَحارمُ اللهِ إذاً فيَنتَقِمْ = فأَحَدٌ لذاك أَصْلًا لم يَقُمْ
بَعَثَه الرحمنُ بالإرفاقِ = كَيْمَا يَتِمَّ صالحُ الأخلاقِ
أَشْجَعُهُمْ في مَوْطِنٍ وأَنْجَدَا = وأَجودُ الناسِ بَنانًا ويَدَا
ما سُئِلَ قَطُّ حاجةً فقالَ لا = وليس يَأْوِي مَنزلاً إن فَضَلَا
مما أَتَى دِرْهَمٌ أو دِينارُ = حتى تُريحَ منهما الأقدارُ
أَصدَقُ لهجةً وأَوْفَى ذِمَّهْ = أَلْيَنُهم عَريكةً في الأُمَّهْ
أكْرَمُهم في عِشرةٍ لا يَحْسَبُ = جَليسُه أنَّ سِواهُ أَقربُ
حَياؤُه يَرْبُو على العذراءِ = في خِدْرِها لشِدَّةِ الحياءِ
نَظَرُه للأرضِ منه أَكْثَرْ = إلى السماءِ خافِضٌ إذ يَنظُرْ
أكثرُهم تَواضُعاً يُجيبُ = داعيهِ بعيدٌ أو قريبُ
مِن عبدٍ أو حُرٍّ فقيرٍ أو غَنِي = وأرحمُ الناسِ بكلِّ مؤمنِ
وطائفٍ يَعروهُ حتى الْهِرَّهْ = يُصْغِي لها الإناءَ غيرَ مَرَّهْ
كان أَعَفَّ الناسِ ليس يُمْسِكُ = أَيْدِي مَن ليس لَهُنَّ يَمْلِكُ
يُبايِعُ النساءَ لا يُصافِحُ = أَيْدِيَهُنَّ بل كلامٌ صالحُ
أشَدُّهم لصَحْبِه إِكراماً = ليس يَمُدُّ رِجْلَه احْتِرَاماً
بينَهم ولم يكنْ يُقَدِّمُ = رُكبتَه على الجليسِ يُكْرِمُ
فمَن بديهةً رَءاهُ هابَهُ = طَبْعًا ومَن خالَطَه أَحَبَّهُ
يَمشِي مع الْمِسكينِ والأَرْمَلَةِ = في حاجةٍ مِن غيرِ ما أَنَفَةِ
يَخْصِفُ نَعْلَه يَخيطُ ثَوْبَهْ = يَحْلِبُ شاتَهُ ولَنْ يَعِيبَهْ
يَخْدُمُ في مِهنَةِ أهلِهِ كَمَا = يَقْطَعُ بالسِّكِّينِ لَحْمًا قُدِّمَا
‌‌يُرْدِفُ خَلْفَهُ على الحمارِ = على إِكَافٍ غيرَ ذي اسْتِكْبَارِ
يَمْشِي بلا نَعْلٍ ولا خُفٍّ إلى = عِيادةِ المريضِ حَوْلَهُ الْمَلَا
يُجالِسُ الفقيرَ والْمِسْكِينَا = ويُكْرِمُ الكِرامَ إذ يَأْتُونَا
ليس مُواجِهاً بشيءٍ يَكْرَهُهْ = جليسُه بل بالرِّضَا يُواجِهُهْ
يَمزَحُ لا يقولُ إلا حَقَّا = يَجْلِسُ في الأكلِ مع الأَرِقَّا
يَأتِي إلى بَساتنِ الإخوانِ = يُكرِمُهُمْ بذلك الإتيانِ
قِيلَ له يَدْعُو على الكُفَّارِ = دَوْسٍ وغيرِهم مِن الفُجَّارِ
فقالَ إنما بُعِثْتُ رَحْمَهْ = وليس لَعَّانًا نَبِيُّ الرَّحْمَهْ
بل سَأَلَ اللهمَّ فاهْدِ دَوْسَا = وأْتِ بهم فَأَصْبَحُوا رُؤُوسَا
لم يَكُ فَحَّاشًا ولا لَعَّانَا = ولا بَخيلاً لا ولا جَبَانَا
يَختارُ أَيْسَرَ الأمورِ إذ ما = خيرٌ إلا أن يكونَ إِثْمَا
لم يُرَ ضَاحِكًا بِمِلْئِ فيهِ = بل ضِحْكُهُ تَبَسُّمًا يُبْدِيهِ
يَعْجَبُ مِمَّا يَعْجَبُ الْجَلِيسُ = منه فَمَا بوَجْهِهِ عُبوسُ
أصحابُه إذ يَتَنَاشَدُونَا = بينَهم الأشعارَ يَضْحَكُونَا
ويَذكرونَ جاهليَّةً فَمَا = يَزيدُ أن يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا
قد وَسِعَ الناسَ ببَسطِ الْخُلْقِ = فهُمْ سَواءٌ عِنْدَهُ في الْحَقِّ
ما انْتَهَرَ الخادمَ قَطُّ فيما = يَأتيهِ أو يَتْرُكُهُ مَلُومَا
في صُنْعِهِ للشيءِ لِمَ صَنَعْتَهْ = وتَرْكِهِ للشيءِ لِمَ تَرَكْتَهْ
يقولُ لو قُدِّرَ شيءٌ كانَا = سُبحانَ مَن كَمَّلَهُ سُبحانَا
وفي الجلوسِ يَحْتَبِي تَوَاضُعاَ = ومَرَّةً كالقُرْفُصَاءِ خَاضِعَا
مَجْلِسُهُ حِلْمٌ وصبرٌ وحَيَا = يَبدأُ بالسلامِ مَن قد لَقِيَا
ويُؤْثِرُ الداخلَ بالوِسَادَهْ = أو يَبْسُطُ الثوبَ له زِيادَهْ
ليس يقولُ في الرضا والغضَبِ = قَطْعًا سِوَى الحقِّ فخُذْهُ واكتُبِ
يَعِظُ بالجِدِّ إذ ما ذُكِّرَا = كأنه مُنْذِرُ جَيشٍ حَذَّرَا
ويَستنيرُ وَجْهُهُ إن سُرَّا = تَخَالُهُ مِن السرورِ بَدْرَا
يَمْنَعُ أن يَمْشِيَ خَلفَهُ أَحَدْ = بل خَلْفَهُ مَلائكُ اللهِ الأَحَدْ
وليس يَجْزِي سَيِّئًا بِمِثْلِهِ = لكن بِعَفْوٍ وبصَفْحٍ فَضْلِهِ
كان يُحِبُّ الفألَ مِمَّنَ ذَكَرَهْ = وكان يَكرهُ اتِّباعَ الطِّيَرَهْ
بابُ ذِكْرِ خُلُقِهِ – بضَمَّتَيْنِ - في الطعامِ والشرابِ ومُتَعَلِّقَاتِهِمَا
ولم يَعِبْ قَطُّ طَعامًا يَحْضُرُهْ = يَأكلُه إن يَشْتَهِي أو يَذَرُهْ
ولم يَكُنْ جُلوسُه مُتَّكِيَا = في حالةِ الأكلِ ولكن مُقْعِيَا
يُعْجِبُهُ الذِّراعُ والدُّبَّاءُ = والعسلُ المحبوبُ والحَلْواءُ
ويَأكلُ البِطِّيخَ والقِثَّاءَ = برُطَبٍ يَبغِي به الدواءَ
يقولُ يُطْفِي بَرْدُ ذَيْنِ حَرَّ ذا = وكلُّ إرشادٍ فعنه أُخِذَا
يأكلُ بالأصابعِ الثلاثةِ = يَلْعَقُهَا لقَصْدِ ذي البركةِ
يَبدأُ باسمِ اللهِ ثم يَخْتِمُ = بالحمْدِ في شُرْبٍ وأَكْلٍ يَطْعَمُ
يَشْرَبُ في ثلاثةٍ أَنْفَاسَا = يَمُصُّ فهو أَهْنَأُ اخْتِلَاسَا
لم يَتَنَفَّسْ في الإنا إذ يَشْرَبُ = يَبِينُهُ عن فِيهِ فهْو أَطْيَبُ
يَشربُ قاعدًا ومِن قِيامِ = لعَارِضٍ كزَمزمِ الحرامِ
وشُرْبُهُ مِن قِربةٍ مُعَلَّقَهْ = دَلَّ به للرُّخْصَةِ الْمُحَقَّقَهْ
يُناوِلُ الأيمنَ قبلَ الأَيْسَرِ = إلا بإذنِهِ لِحَقِّ الأكبرِ
والباردُ الْحُلوُ يُحِبُّ شُرْبَهُ = واللبنَ استزادَ إذ أَحَبَّهُ
يقولُ زِدْنَا منه فهو يُجْزِي = عن الشرابِ والطعامِ الْمُجْزِي
بابُ ذِكْرِ خُلُقِهِ في اللباسِ
يَلْبَسُ ما مِن الثيابِ وَجَدَا = مِن الإزارِ والقميصِ والرِّدَا
وبُردةٍ وشَمْلةٍ وحِبَرَهْ = وجُبَّةٍ أو فَقُبَاءٍ حَضَرَهْ
لَبِسَ أيضاً حُلَّةً حَمراءَ = فزَادَهَا بِحُسْنِهِ بَهَاءَ
وربما ارْتَدَى الكِساءَ وَحْدَهْ = ليس عليه غيرُه لم يَعْدَهْ
وربما كان الإزارُ وَحْدَهُ = ليس عليه غيرُه يَعْقِدَهُ
وربما كان عليه مَرْطُ = مُرَحَّلٌ يَقْنَعُ لا يَشْتَطُّ
وربما صَلَّى بثوبٍ واحدِ = مُلْتَحِفًا به بغيرِ زائدِ
لا يُسْبِلُ القميصَ والإزارَا = بل فوقَ كَعبيهِ هما اقْتِصَارَا
بل ربما كانا لنِصفِ الساقِ = تَواضُعًا لربِّهِ الخلَّاقِ
يَلْبَسُ ثوبَه مِن الْمَيَامِنِ = ونَزْعُهُ بالعكسِ للتَّيَامُنِ
كانت له مِلْحَفَةٌ مَصبوغةُ = بزَعفرانٍ أو بوَرْسٍ يَنْبُتُ
يقولُ عندَ اللُّبْسِ باللسانِ = الحمدُ للهِ الذي كسانِي
ما يَسْتُرُ العورةَ مِن لِباسِ = معَ التجمُّلِ به في الناسِ
ويَصْعَدُ الْمِنْبَرَ إذ يَشاءُ = برأسِه عِصابةٌ دَسماءُ
ونَعلُه الكريمةُ الْمَصُونَهْ = طُوبَى لِمَن مَسَّ بها جَبينَهْ
لها قِبَالانِ بسَيْرٍ وهما = سِبْتِيَّتَانِ سَبَتُوا شَعْرَهُمَا
وطولُها شِبْرٌ وإصبعانِ = وعَرْضُها ما يَلِي الكعبانِ
سبعُ أصابعٍ وبطنُ القَدَمِ = خمسٌ وفوقَ ذا فسِتٌّ فاعْلَمِ
ورأسُها مُحَدَّدٌ وعَرْضُ ما = بينَ القِبالينِ اصْبِعانِ اضْبِطْهُمَا
وهذه تَمثالُ تلك النَّعْلِ = ودُورُها أَكْرِمْ بها مِن نَعْلِ
بابُ ذِكْرِ صفةِ خاتَمِهِ
خاتَمُهُ مِن فِضَّةٍ وفَصُّهُ = منه ونَقْشُهُ عليه نَصُّهُ
مُحَمَّدٌ سَطْرٌ رسولٌ سَطْرُ = اللهُ سَطْرٌ ليس فيه كَسْرُ
وفَصُّهُ لباطنٍ يَخْتِمُ بِهْ = وقالَ لا يُنْقَشْ عليه يَشْتَبِهْ
يَلْبَسُهُ كما رَوَى البُخَارِي = في خِنْصَرٍ يمينٍ او يَسَارِ
كلاهما في مُسْلِمٍ ويُجْمَعُ = بأنَّ ذا في حالتينِ يَقَعُ
أو خاتَمينِ كلُّ واحدٍ بيدْ = كما بِفَصّ حَبَشِيّ قد وَرَدْ
بابُ ذِكْرِ فِراشِهِ
فِراشُه مِن أَدَمٍ وحَشْوُهُ = لِيفٌ فلا يُلْهِي بعُجْبٍ زَهْوُهُ
ورُبَّما نامَ على العَباءةِ = بثَنْيَتَيْنِ عندَ بعضِ النِّسوةِ
ورُبَّمَا نامَ على الحَصيرِ = ما تَحْتَهُ شيءٌ سِوَى السريرِ
بابُ ذِكْرِ طِيبِهِ الذي كان يَتَطَيَّبُ به وكُحْلِهِ
الطِّيبُ والنساءُ حُبِّبَا لَهُ = ويَكْرَهُ الريحَ الكريهَ كلَّهُ
وطِيبُه غاليةٌ ومِسْكُ = والْمِسْكُ وَحْدَهُ كذاك السُّكُّ
بَخورُه الكافورُ والعُودُ النَدِي = وعينُه يَكْحُلُهَا بالْإِثْمِدِ
ثلاثةٌ في العينِ للإيتارِ = ورُوِيَ اثنتينِ في اليَسارِ
بابُ ذِكْرِ شيءٍ مِن مُعجزاتِهِ
أَعظمُها مُعجزةُ القُرآنِ = تَبْقَى على تَعاقُبِ الأزمانِ
كذا انشقاقُ البَدرِ حينَ انْفَرَقَا = بفِرقتينِ رَأْيَ عينٍ حُقِّقَا
وقد زَوَى له الإلهُ حَقَّا = ألأرضَ مَغْرِبًا لها وشَرْقَا
وقالَ ما زَواهُ لي سَيَبْلُغُ = إليه مُلْكُ أُمَّتِي فبَلَغُوا
وحَنَّ جِذْعُ النخْلِ لَمَّا فَارَقَهْ = لِمِنْبَرٍ إليه حتى اعْتَنَقَهُ
ونَبَعَ الماءُ فجَاشَ كَثْرَهْ = مِن بينِ إِصبعَيْهِ غيرَ مَرَّهْ
وسَبَّحَ الْحَصَا بكَفِّهِ بِحَقْ = كذا الطعامُ عندَه به نَطَقْ
وشَجَرٌ وحَجَرٌ قد سَلَّمَا = عليه نَطَقَا والذارعُ كَلَّمَا
وقد شَكَى له البعيرُ إذ جَهِدْ = وبالنبوَّةِ له الذئبُ شَهِدْ
وجاءَ مَرَّةً قضاءَ الحاجَةِ = فلم يَجِدْ سِتراً سوى أَشَاءَةِ
ومِثْلِها لكن هنا بَعُدَتَا = أَمَرَ كُلًّا منهما فَأَتَتَا
تَخُدُّ الأرضَ ذي وذي حتى قَضَى = حاجتَه أَمَرَ كُلًّا فمَضَى
وأُزْلِفَتْ إليه سِتُّ بُدْنِ = للنَّحْرِ كلٌّ سابِقٌ للطَّعْنِ
ونَدَرَتْ عينُ قَتادةَ فَرَدْ = تلك فكانتْ مِن صحيحةٍ أَحَدْ
وبَرَأَتْ عينُ عليٍّ إذ تَفَل = فيها لوَقْتِهِ وما عادَ حَصَلْ
وابنُ عَتِيكٍ رِجْلُهُ أُصِيبَتْ = فهْي بِمَسْحِهِ سريعًا بَرِأَتْ
وقالَ أَقْتُلُ أُبَيَّ بنَ خَلَفْ = خَدَشَهُ خَدْشًا يَسيرًا فانْحَتَفْ
كذاكُمُ أُمَيَّةُ بنُ خَلَفِ = قُتِلَ كافراً ببَدْرٍ فَوَفِي
وعَدَّ في بَدْرٍ لهم مَصَارِعَا = كلٌّ بما سَمَّى له قد صُرِعَا
وقالَ عن قومٍ سَيَرْكَبُونَا = ثَبَجَ هذا البحرِ أي يَغْزُونَا
ومنهم أمُّ حَرامٍ رَكِبَتْ = البحرَ ثم في رجوعِهم قَضَتْ
وقالَ في الْحَسَنِ سَبْطِ نَسَبِهْ = يومًا لعلَّ اللهَ أن يُصْلِحَ بِهْ
ما كان بينَ فِئتينِ وهما = عَظيمتانِ الكلُّ مِمَّنْ أَسْلَمَا
فكان ذا وقال في عُثْمَانَا = يُصيبُه بَلْوًى فحَقًّا كانا
ومَقْتَلُ الأسودِ في صَنْعَا اليَمَنْ = ذَكَرَهُ ليلةَ قَتْلِهِ ومَنْ
قَتَلَهُ كذاك كِسْرَى أَخْبَرَا = بقتلِه فكان ذا بلا مِرَا
وقالَ إِخباراً عن الشَّيْمَاءِ = قد رُفِعَتْ في بَغلةٍ شَهباءِ
خِمَارُها أسودُ حتى أُخِذَتْ = عهدَ أبي بكرٍ كما قد وُصِفَتْ
وقد دَعَا لولَدِ الْخَطَّابِ = بعِزَّةِ الدِّينِ به أو بأَبِي
جَهْلٍ أصابَتْ عُمَرًا فأَسْلَمَا = عُزَّ به مَن كان أَضْحَى مُسْلِمَا
ولِعَلِيٍّ بذَهابِ الْحَرِّ = والبرْدِ لم يكنْ بذَيْنِ يَدْرِي
ولابنِ عبَّاسٍ بفِقْهِ الدِّينِ مَعْ = عِلْمٍ بتأويلٍ فبَحْراً اتَّسَعَ
وثابتٍ بعَيْشِهِ سَعيدَا = حياتَه وموتِه شَهيداً
فكان ذا وأَنَسٍ بكثرَةِ = المالِ والولدِ وطُولِ الْمُدَّةِ
في عُمْرِهِ فعاشَ نحوَ الْمِائَةِ = وكان يُؤْتِي نَخْلُهُ في السنَةِ
حِمْلَيْنِ والوَلَدُ لصُلْبٍ مِائَةُ = مِن بعدِ عشرينَ ذُكورًا أُثْبِتُوا
وقالَ فيمَن ادَّعَى الإِسْلَامَا = وقد غَزَا معه العِدَا وحَامَا
معْ شِدَّةِ القِتالِ للْكُفَّارِ = معْه بأنه مِن أهلِ النارِ
فصَدَّقَ اللهُ مَقالَ السَّيِّدِ = بنَحْرِهِ لنفسِه عَمْدَ اليدِ
وكان مِن عُتيبةَ بنِ ابي لَهَبْ = أَذًى له دَعَا عليه فوَجَبْ
فسَلَّطَ اللهُ عليه كَلْبَا = قَتَلَه الأسدُ قَتْلًا صَعْبًا
وقد شَكَى له قُحوطَ الْمَطَرِ = شاكٍ أتاهُ وهْو فوقَ الْمِنْبَرِ
فرَفَعَ اليدينِ للهِ وما = قَزَعَةٌ ولا سحابٌ في السَّمَا
فطَلَعَتْ سَحابةٌ وانْتَشَرَتْ = فأُمْطِرُوا جُمُعَةً تَواتَرَتْ
حتى شُكِي له انقطاعُ السُّبُلِ = فأَقْلَعَتْ لَمَّا دعا اللهُ العَلِيّ
وأَطْعَمَ الأَلْفَ زَمانَ الْخَنْدَقِ = مِن دونِ صاعٍ وبَهيمةٍ بَقِي
بعدَ انصرافِهم عن الطعامِ = أكثرَ مما كان مِن طعامِ
كذاك قد أَطْعَمَهمْ مِن تَمْرِ = أَتَتْ به جاريةٌ في صُغْرِ
وأَمَرَ الفاروقَ أن يُزَوِّدَا = مِئينَ أَربعًا أَتَوْا فزَوَّدَا
والتمرُ كان كالفصيلِ الرابضِ = كأنه ما مَسَّهُ مِن قابِضِ
كذاك أقراصُ شَعيرٍ جُعِلَتْ = مِن تحتِ إِبْطِ أَنَسٍ فأَكَلَتْ
جماعةٌ منها ثمانونَ وَهُمْ = قد شَبِعُوا وهو كما أُتِي لهمْ
وأَطْعَمَ الجيشَ فكُلٌّ شَبِعَا = مِن مِزْوَدٍ وما بَقِي فيه دَعَا
لصاحبِ الْمِزْوَدِ فيه فأَكَلْ = منه حياتَه إلى حينَ قُتِلْ
عثمانُ ضاعَ ورَوَوْا أنْ حِمْلَا = خَمْسِينَ وِسْقًا منه للهِ عَلَا
وفي بِنائِهِ بزينبَ أَطْعَمَا = خَلْقًا كَثيراً مِن طعامٍ قُدِّمَا
أَهْدَتْ له أمُّ سُليمٍ رُفِعَا = مِن بينِهم وهْو كما قد وُضِعَا
والجيشُ في يومِ حُنينٍ إذ رُمُوا = منه بقَبضةٍ تُرابًا هُزِمُوا
وأَنْزَلَ اللهُ به كِتابَا = وامْتلأتْ أَعينُهم تُرابَا
كذا الترابُ في رءوسِ القومِ قدْ = وَضَعَهُ ولم يَرَهُ منهم أَحَدْ
وكم له مِن مُعجِزاتٍ بَيِّنَهْ = تَضيقُ عنها الكُتُبُ الْمُدَوَّنَهْ
بابُ ذِكْرِ خَصائصِهِ
خُصَّ النبيُّ بوُجوبِ عِدَّهْ = الوِتْرُ والسواكُ والأُضْحِيَّهْ
كذا الضُّحَى لو صَحَّ والْمُصَابَرَهْ = على العدُوِّ وكذا الْمُشاوَرَهْ
والشافعيُّ عن الوجوبِ صَرَفَهْ = حَكاهُ عنه البيهقيُّ في الْمَعرِفَهْ
كذا التَّهَجُّدُ ولكن خُفِّفَا = نَسْخًا وقيلَ الوِترُ ذا وضُعِّفَا
كذا قضاءُ دَينِ مَن ماتَ ولم = يَتركْ وَفاءً قيلَ بل هذا كَرَمْ
كذاك تَخييرُ النساءِ اللاتِي = معه فأما في الْمُحَرَّمَاتِ
فما أُبيحَ لسِواهُ حُرِّمَا = عليه فهْو مَدُّ عَينيهِ لِمَا
قد مُتِّعَ الناسُ به مِن زَهرةِ = دُنياهم كذاك مِن خَائِنَةِ
الأعْيُنِ اعْدُدْهُ ونَزْعُهُ لِمَا = لَبِسَ مِن لَأْمَةِ حَرْبٍ حُرِمَا
حتى يُلاقِي العِدَا فيَنْزِعَا = صدقةً فامْنَعْ ولو تَطَوُّعَا
والشعْرَ والخَطَّ وقيلَ يُمْنَعُ = ثُؤْمٌ ونَحْوُهُ وأَكْلٌ يَقَعُ
مع اتِّكاءٍ والنِّكاحِ للأَمَهْ = معَ الكتابيَّةِ غيرِ الْمُسلِمَهْ
كذاك إمساكُ التي قد كَرِهَتْ = نِكاحَه والخُلْفُ في هذا ثَبَتْ
وقد أباحَ ربُّهُ الوِصالَا = له وفي ساعةِ القِتالَا
بمكةَ كذا بلا إحرامِ = دخولُها وليس بالْمَنامِ
مُضْطَجِعًا نَقْضُ وُضوئِهِ حَصَلْ = كذا اصطفاءُ اللهِ ما له أَحَلْ
مِن قَبْلِ قِسمةٍ كذاك يَقْضِي = لنفسِه ووَلدِه فيَمْضِي
كذا الشَّهادةُ كذاك يَقْبَلُ = مَن شَهِدُوا له كذاك يَفْصِلُ
في حُكمِه بعِلْمِهِ للعِصمةِ = واختلَفوا في غيرِه للرِّيبةِ
كذا له أن يَحْمِيَ الْمَوَاتَا = لنفسِه ويَأخذَ الأقواتَا
وغيرَها مِن الطعامِ مَهْمَا = إحتاجَ والبذْلَ فأَوْجِبْ حَتْمَا
مِن مالِكٍ وإن يكنْ مُحْتَاجَا = لكنه لفِعْلِ هذا ما جَا
والخلْفُ في النقْضِ بلَمْسِ المرأةِ = والْمُكْثِ في المسجدِ مع جَنابةِ
وجائزٌ نِكاحُهُ لتِسعةِ = وفوقَها وعَقْدُهُ بالْهِبَةِ
فإن فلا بالعقْدِ حَتْمٌ مَهْرِهِ = ولا الدخولُ بخِلافِ غيرِهِ
كذا بلا وَلِيٍّ او شُهودِ اوْ = في حالِ إحرامٍ بخُلْفٍ قد حَكَوْا
ومَن يَرُمْ نِكَاحَها لَزِمَهَا = إجابةٌ وحَرُمَتْ خِطْبَتُهَا
ومَن لها زوْجٌ فحَقًّا وَجَبَا = طلاقُها كما جَرَى لزَيْنَبَا
وفي وُجوبِ قَسْمِهِ بينَ الإما = وبينَ زوجاتٍ له خُلْفٌ نَمَا
زوجاتُه كلٌّ مُحَرَّمَاتُ = هنَّ لذي الإيمانِ أُمَّهَاتُ
نكاحُهُنَّ معْ عُقوقِهِنَّهْ = مع الوجوبِ لاحترامِهِنَّهْ
لا نَظَرٌ وخَلوةٌ بِهِنَّهْ = ولا بتحريمِ بناتِهِنَّهْ
مَن دَخَلَتْ عليه أو قَدْ فُورِقَتْ = أو ماتَ عنها أو تكونُ سَبَقَتْ
وهن أَفضلُ نِساءِ الأُمَّةِ = ضُعِّفْنَ في الأجرِ وفي العقوبةِ
أَفْضُلُهُنَّ مُطْلَقًا خَديجةُ = وبعدَها عائشةُ الصِّدِّيقَةُ
وأنه خاتَمُ الانبياءِ = خيرُ الخلائقِ بلا مِرَاءِ
أُمَّتُهُ في الناسِ أَفضلُ الأُمَمْ = مَعصومةٌ مِن الضلالِ بعِصَمْ
أصحابُه خيرُ القرونِ في الْمَلَا = كتابُه المحفوظُ أن يُبَدَّلَا
شِرعتُه قد أُبِّدَتْ ونَسَخَتْ = كلَّ الشرائعِ التي قَبْلُ خَلَتْ
والأرضُ مَسجدٌ له طَهورُ = والرُّعْبُ شَهْراً نَصْرُهُ يَسيرُ
سَيِّدُ أولادِ أَبِينَا ءَادَمَا = قد حَلَّلَ اللهُ له الغَنائمَا
أُرْسِلَ للناسِ جميعاً أُعْطِيَا = مَقامَهُ المحمودَ حتى رَضِيَا
وخُصَّ بالشفاعةِ العُظمى التي = يُحْجِمُ عنها كلُّ مَن لها أُتِي
أَوَّلُ مَن تَنْشَقُّ عنه الأَرْضُ = ولا يَنامُ قلبُه بل غَمْضُ
أوَّلُ مَن يَقومُ للشفاعةِ = أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجنَّةِ
أَكثرُ الانبياءِ حَقًّا تَبَعَا = يَرَى وَراءَه كقُدَّامٍ مَعَا
ءَاتاهُ رَبُّهُ جوامعَ الكَلِمْ = قرينُه أَسْلَمَ فهْو قد سَلِمْ
صُفوفُه والأُمَّةُ الْمُبَارَكَهْ = كصَفٍّ عندَ ربِّها الملائكهْ
ولا يَحِلُّ الرفْعُ فوقَ صوتِهِ = ولا يُنادَى باسْمِهِ بل نَعَتِهِ
خُوطِبَ في الصلاةِ بالسلامِ = عليكَ دونَ سائرِ الأنامِ
ومَن دَعاهُ في الصلاةِ وَجَبَتْ = إجابةٌ له وفَرْضُهُ ثَبَتْ
وبَوْلُهُ ودَمُهُ إذ أُتِيَا = تَبَرُّكًا مِن شارِبٍ ما نُهِيَا
يَقْبَلُ ما يُهْدَى له فَحِلُّ = دونَ الوُلاةِ فهْو لا يَحِلُّ
فاتَتْهُ رَكعتانِ بعدَ الظُّهْرِ = صَلَّاهُما ودامَ بعدَ العَصْرِ
وما لنا دوامُ ذا بل يَمتنِعْ = وما سِوَى سبَبِه فمُنْقَطِعْ
ونَسَبٌ يومَ القِيامةِ ومَنْ = رءَاهُ نَوْمًا فهْو قد رَءاهُ لَنْ
يكونَ للشيطانِ مِن تَمَثُّلِ = بصورةِ النبيِّ أو تَخُيُّلِ
وكَذِبٌ عليه ليس ككَذِبْ = على سِواهُ فهْو أَكبرُ الكَذِبْ
بابُ ذِكْرِ حَجِّهِ
قد حَجَّ بعدَ هِجرةٍ لطَيْبَهْ = سنةَ عشرٍ قَطُّ بغيرِ مِرْيَهْ
واعتَمَرَ النبيُّ بعدَ الهجرَةِ = أربعةً والكلُّ في ذي القَعدةِ
إلا التي في حَجَّةِ الوَداعِ = قَرَنَهَا لم يَخْلُ بالنزاعِ
أوَّلُها سنةَ سِتٍّ صُدَّا = فيها عن البيتِ فحَلَّ قَصْدَا
كانت بها بَيعتُهُ الْمَرْضِيَّهْ = ثم تَلِيها عُمرةُ القَضِيَّهْ
سنةَ سبعٍ بعدَها الْجِعْرَانَهْ = عامَ ثمانٍ واعْدُدَنْ قِرَانَهُ
ولم يَعُدَّ مالكٌ ذي الرابعهْ = وقالَ حَجَّ مُفْرَداً وتَابَعَهْ
بعضُهُمُ وحَجَّ قبلَ الهجْرَةِ = ثِنتينِ أو أكثرَ أو فمَرَّةِ
ولم يَصِحَّ عَدَدُ الْحَجَّاتِ = مِن قبلِ هِجرةٍ ولا العُمْرَاتِ
بابُ ذِكْرِ مَغازِيهِ
سبعًا وعِشرينَ اعْدُدَنَّ الغَزْوَا = أوَّلُها وَدَّانُ وهْي الأَبْوَا
ثم بُواطٌ بعدُ فالعُشَيْرَا = فبَدْرٌ الأُولَى فبَدرُ الكُبْرَى
فقَيْنُقَاعُ والسَّويقُ غَطْفَانْ = وهْي فذو أَمَرُ فغَزْوُ بَحرانْ
وأُحُدٌ بعدُ فحمراءُ الأَسَدْ = ثم بنو النَّضيرِ ثم في العددْ
ذاتُ الرِّقاعِ ثم بَدْرُ الْمَوْعِدِ = فدُومَةٌ فالخندقَ اذْكُرْ واعْدُدِ
قُريظةٌ لِحْيَانُ ثم ذو قَرَدْ = ثم الْمُرَيْسِيعُ على القولِ الأسَدْ
ثم تَلِيهَا عُمرةُ الْحُديبِيَهْ = فخيبرُ فعُمرةُ القَضِيَّهْ
ففَتْحُ مكةَ حُنينٌ وتلا = غَزاةُ طائفٍ تَبوكٌ قاتَلَا
منها بتِسعٍ أُحُدٍ والخنْدَقِ = بَدْرٍ بني قُريظةَ للمصطَلِقِ
خيبرَ والفتحِ حُنينٍ طائِفِ = وقد حَكَوْا عن قولِ بعضِ السلَفِ
بأنه قاتَلَ في النَّضِيرِ = وغابةِ وادي القُرَى المشهورِ
بابُ ذِكْرِ بُعوثِه وسَراياهُ إلى الملوكِ والبلادِ
عِدَّتُها من بَعْثٍ او سَرِيَّهْ = سِتُّونَ فالأَوَّلُ بَعْثُ حَمزهْ
لنحوِ سِيفِ البحرِ مِن ناحيةِ = العِيصِ لم يَقْتَتِلوا في الجملةِ
فبعثُه عُبيدةَ بنِ الحارِثِ = لرابغٍ أو قبلَ ذا أو ثالثِ
بأنه شَيَّعَ كُلًّا منهما = معًا لذا أَشْكَلَ ذا وأُبْهِمَا
وكان رَمْيٌ بينَهم لم يَعْدُ = أوَّلُ مَن رَمَى بسَهْمٍ سَعْدُ
فبَعْثُهُ سعدًا إلى الْخَرَّارِ = للعِيرِ فاتَتْ رَجَعُوا للدارِ
بعْثُ ابنِ جَحْشٍ بَعدَه أو أَوَّلُ = لنَخلةٍ فغَنِمُوا وقَتَلُوا
في سَلْخِ شهرِ رَجَبٍ إِنسانَا = وأَنْزَلَ اللهُ به قُرءانَا
أي يَسألونَك أَزَالَتْ كُرَبَا = وبأميرِ المؤمنينَ لُقِّبَا
فبَعْثَهُ عُمَيْراً الْخَطْمِيَّا = لقَتْلِ عَصْمَا هَجَتِ النَّبِيَّا
فبَعْثُ سالمٍ إلى أبي عَفَكْ = وقَتْلِهِ ءاذَى النبيَّ وأَفَكْ
فبَعْثُهُ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَهْ = في رِفقةٍ لقتلِ كعبِ الْمَلْأَمَهْ
جاءوا برأسِه فأَقْدَمُوهُ = قالَ لهم أَفْلَحَتِ الوُجُوهُ
فبَعْثُهُ زَيْدًا إلى القَرَدَةِ = ماءٍ بنَجْدٍ بقَريبِ غَمْرَةِ
فحَصَّلُوا مائةَ أَلْفٍ مَغْنَمَا = وأَسَرُوا فُرَاتَ ثم أَسْلَمَا
فبَعْدَهُ بعْثُ ابنِ عبدِ الأَسَدْ = لقَطَنٍ لوَلَدَيْ خُوَيْلِدِ
طُليحةٍ مع أخيهِ سَلَمَهْ = قد جَمَعَا حَرْبَ نَبِيِّ الْمَرْحَمَهْ
فلم يَصِلْ حتى تَفَرَّقَ الْمَلَا = وغَنِمُوا شاءً لهم وإِبِلًا
يَليهِ بَعْثُ ابنِ أُنيسِ العامِدِ = لقَتْلِ سفيانَ هو ابنُ خالدِ
ابنِ نَبيحٍ كان صَوْبَ عُرَنَهْ = يَجْمَعُ للنَّبِيِّ فلَمَّا أَمْكَنَهْ
احْتَزَّ رأسَه فلَمَّا أَحْضَرَهْ = دَعَا له وخَصَّهُ بِمِخْصَرَهْ
فبَعْثُهُ الْمُنْذِرَ والقُرَّا إلى = بئرِ معونةٍ فطَابُوا نُزُلَا
فاستُشْهِدَ السبعونَ إلا كَعْبَا = هو ابنُ زيدٍ كان رِتْئًا صَعْبَا
ووَجَدَ النبيُّ حُزْنًا حتى = قَنَتْ شَهْراً في الصلاةِ بَحْتَا
يَدعو على القُتَّالِ حتى أَنْزَلَا = { لَيْسَ لَكَ} الآيةَ رَبُّنَا عَلَا
وبَعْثُهُ إلى الرجيعِ مَرْثَدَا = أو عاصمَ بنَ ثابتٍ وأَسْنَدَا
هذا البخاريُّ وفيه خَانَا = بسبعةٍ منهم بنو لِحْيَانَا
وأَسَرُوا زيداً خُبيبًا بِيعَا = وقَتَلُوا ابنَ طارقٍ صَريعَا
ثم الذي ابتاعَ خُبيبًا قَتَلَهْ = كذا بزَيدٍ مُشتريهِ فَعَلَهْ
وقَصَدَتْ هُذَيْلُ رأسَ عاصمِ = حَمَتْهُ دَبْرٌ ثم سَيْلُ عاصِمِ
فبَعْثُهُ مُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَهْ = للقُرَظَا أصابَ منهم مَغْنَمَهْ
شاءٍ لهم ونَعَمًا أَصابُوا = بعضَهمُ وبعضُهم هُرَّابُ
لم يَعْرِضُوا للظُّعْنِ أمرٌ رامَهْ = أميرُهم وأَسَرُوا ثُمَامَهْ
فبَعْثُهُ عُكَّاشةَ بنَ مِحْصَنِ = لغَمْرِ مَرزوقٍ مُوَيْهٍ لِبَنِي
أُسَدٍ على يومينِ أي مِن فَيْدِ = فهَرَبُوا وما لَقُوا مِن كَيْدِ
وبَعْثُهُ أيضاً إلى ذي القَصَّةِ = مُحَمَّداً إلى بني ثَعلبةِ
في عَشرةٍ فأَحْدَقَ الأعرابُ = بهم وكانوا مائةً أَصَابُوا
كلَّهمُ قَتْلًا سِوى ابنِ مَسْلَمَهْ = جُرِحَ جُرْحًا سالِمًا ما أَسْلَمَهْ
فبَعْثُهُ لهم أبا عُبيدَةهْ = لم يَجِدِ القومَ وحادُوا حَيْدَهْ
لكن أَصَابُوا رَجُلًا فأَسْلَمَا = وغَنِمُوا شاءً لهم ونَعَمَا
فبَعْثُ زيدٍ لبني سُلَيْمِ = وهم ببَطْنِ نَخْلٍ بالجَمومِ
وقد أَصابُوا نَعَمًا وشاءَ = وأَسَرُوا ما اللهُ منهم شاءَ
فبَعْثُهُ للعِيْصِ حتى أَخَذُوا = عِيرَ قُريشٍ كلَّها ونَفَذُوا
وفِضَّةً كثيرةً وأَسْرَى = مِمَّنْ مع العِيرِ أَتَوْا والصِّهْرَا
صِهْرَ النبيِّ زوجَ زينبَ استجارَ = بها أَجارَتْ وهْو أهلٌ أن يُجَارَ
فبَعْثُهُ رابعةً إلى الطَّرَفْ = ماءٍ قريبٍ مِن مِراضٍ فانصَرَفْ
إلى بني ثَعلبةٍ أَصَابُوا = أنعامَهم وهَرَبَ الأعرابُ
فبَعْثُهُ خامسةً لِحِسْمَى = إلى جُذامٍ فأَتاهمْ هَجْمَا
صُبْحًا على القومِ أَصابُوا العَارِضَا = وأَبَهُ هُنيدًا الْمُعَارِضَا
في قومِه لدِحيةَ الكَلْبِي = فقَطَعُوا طَريقَه بالْقِيّ
وكان زيدٌ معَه خَمْسُمِائَهْ = فأَخَذُوا الأنعامَ والسبْيَ فِئَهْ
مائةٍ النساءِ والصِّبْيَانَا = فجاءَ زيدٌ مِن جُذامٍ كَانَا
معه كتابُ المصطفى إذا سَلَّمَا = له وللقومِ فسالَ الْمَغْنَمَا
أموالُهم معَ حَرِيمِهِم فَرَدْ = كُلًّا إليهم وافِيًا بما عَهَدْ
فبَعْثُهُ أيضاً له مُؤَمِّرًا = سادسةً لوِجهةِ وادي القِرَى
به أُصيبَ المسلمونَ قَتْلًا = وارْتُثَّ زيدٌ مِن خَليطِ الْقَتْلَى
بَعْثُ ابنِ عوفٍ بعدَه لكَلْبِ = بدُومةِ الْجَنْدَلِ فازَ الكلبِى
أميرُهم أَصْبَغَ بالإسلامِ = ومعه ناسٌ مِن الأقوامِ
وأَمَرَ النبيُّ أنْ يُصَاهِرَا = نَكَحَ ذاك ابنةَ ذا تَمَاضِرَا
فبَعْثُهُ لفَدَكٍ عَلِيَّا = إلى بني سَعدِ بنِ بكرٍ أَحْيَا
الليلَ سَيْرًا وكَمُنَ نَهَارَا = حتى أتاهُمْ غَفلةً أَغَارَا
فهَرَبُوا إذ جاءَهم بالظُّعْنِ = واستاقَ أنعامَهُمُ غيرَ وَنِي
فبَعْثُهُ زَيدًا لأمِّ قِرْفَةِ = سابعةً فقُتِلَتْ بعَسْفَةِ
وصَحَّ في مُسلمٍ الطريقُ = بأنما أميرُها الصِّدِّيقُ
فبَعْثُهُ لابنِ عَتيكٍ مَعَهْ = قومٌ مِن الخزرَجِ كي تَمْنَعَهْ
لخيبرٍ لابنِ أبي الْحُقَيقِ = لقَتْلِهِ أُعْينَ بالتوفيقِ
واختَلَفُوا فقيلَ ذا في السادِسَهْ = أو ثالثٍ أو رابعٍ أو خامِسَهْ
فبَعْدَهُ بَعْثٌ ثلاثونَ رَجُلْ = أميرُ ذاكَ ابنُ رَواحةَ البطَلْ
لخيبرٍ فقَتَلُوا أُسَيْرَا = ابنَ رِزَامٍ لا أَصابَ خَيْرَا
ومِخْرَشٌ مِن شَوحَطٍ كان مَعَهْ = فشَجَّ عبدَ اللهِ لَمَّا صَرَعَهْ
فبَصَقَ النبيُّ في شَجَّتِهِ = فلم تكنْ تُؤذيهِ حتى مَوْتِهِ
فبَعْثُهُ كُرْزَ بنَ جابرٍ إلى = العُرَنِيِّينَ الذينَ مَثَّلَا
بهم رسولُ اللهِ في القتلِ كما = قد فَعَلُوا هم في الرُّعاةِ مِثلَ مَا
وما رَواهُ ابنُ جَريرٍ كَوْنَا = جريرٍ المرسَلَ فارْدُدْ وَهْنَا
فبَعْثُ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةٍ إلى = قَتْلِ أبي سُفيانَ فيما فَعَلَا
مِن كونِه جَهَّزَ أَعرابيَّا = بِخِنْجَرٍ ليَقْتُلَ النَّبِيَّا
فلم يُطِقْ فأَسْلَمَ الأَعْرَابِي = فرَاحَ عمرٌو معَه صحابِي
جَبَّارٌ او سلمةُ بنُ أَسْلَمَا = وقَدَّرَ اللهُ له أن يُسْلِمَا
فلم يُطيقَا قَتْلَهُ وقَتَلَا = عمرٌو ثلاثةً وأَسْرَى رَجُلَا
بَعْثُ أبانِ بنِ سعيدٍ نَجْدَا = مِن بعدِ فتْحِ خَيبرٍ قد عُدَّا
ثم إلى تُرْبَةٍ بَعْثُ عُمَرْ = نَحْوَ هَوَازِنٍ أَتَاهُم الْخَبَرْ
فهَرَبُوا لم يَلْقَ منهم أَحَدَا = وعادَ راجِعًا لنَحْوِ أَحْمَدَا
بَعْثُ أبي بكرٍ إلى كِلابِ = يَعْقُبُهُ ومَرَّ في كتابِي
بأنَّ بَعثَه إلى فَزارَةِ = في مُسلمٍ قد صَحَّ معْ زيادةِ
فبَعْثُهُ بَشيراً الأنصارِي = لفَدَكٍ فساقَ في انحدارِ
شاءً لهم ونَعَمًا فأَدْرَكُوا = أصحابَه فقَتَلُوا وسَفَكُوا
وأَخَذُوا أموالَهم وسَلِمَا = مِن بعدِ ما ارْتُثَّ بَشيرٌ قَدِمَا
فبَعْثُهُ الليثيَّ غالبًا إلى = مَيفعةٍ مِن أرضِ نَجْدٍ قَتَلَا
قَومًا وساقَ نَعَمًا وشاءَ = لهم ولم يَسْتَأْسِرَنْ مَن جَاءَ
قِيلَ بها أسامةُ بنُ زَيْدِ = قَتَلَ مَن نَطَقَ بالتوحيدِ
قالَ له النبيُّ هَلَّا قَلْبَهْ = شَقْتَ عنه هل تُحِسُّ كَذِبَهْ
وفي البخارِي بَعْثُهُ أسامَهْ = للحُرَقَاتِ ساقَ ذا تمامَهْ
وسَيجيءُ ذِكْرُ هذي الواقِعَهْ = مِن بعدِ ذِكْرِي لبُعوثٍ عَشرَهْ
فبَعْثُهُ بَشيرًا الأنصارِي = ثانيةً ليَمَنَ والْجَبَارِ
لغَطَفَانَ هَرَبوا وقد هَجَمْ = أَرْضَهُمُ فلم يَجِدْ إلا النَّعَمْ
فساقَها ورجلينِ أُسِرَا = فأَسْلَمَا وأَرْسَلَا إذ حَضَرَا
يَليهِ بَعْثُ ابنِ أبي العَوجاءِ = وهْو بُعيدَ عُمرةِ الفَضاءِ
إلى سُليمٍ جاءَهم عينٌ لَهُمْ = فجاءَهم وقد أَعَدُّوا نَبْلَهُمْ
ثم تَرَامَوْا ساعةً فقُتِلَا = أصحابُه وهْو قد تَحَامَلَا
مِن بعدِ جُرْحِهِ إلى أن قَدِمَا = على النبيِّ سالمًا مُسَلَّمَا
فبَعْثُ غالبٍ إلى الكَديدِ = إلى بني الْمُلَوِّحِ الرُّقودِ
شَنَّ عليهم غارةً فاسْتَاقَا = نَعَمَهُمْ وأَدْرَكوا اللحَاقَا
به فجاءَ اللهُ بالسيلِ فما = قَدَّرَهُم أن يَسْتَرِدُّوا النَّعَمَا
فبَعْثُهُ ثالثةً إلى فَدَكْ = أَجْلَ مُصابٍ مَن بها قَبْلُ هَلَكْ
معَ بشيرٍ فأَصَابُوا النَّعَمَا = وقَتَلُوا في اللهِ قَتْلَى لُؤَمَا
بعْثُ شجاعٍ بَعْدَهُ إلى بَنِي = عامرِ بالسِّيءِ إلى هوازِنِ
يَسيرُ ليلاً يَكْمُنُ النهارَا = فسارَ حتى صَبَّحَ الدِّيَارَا
أصابَ منهم نَعَمًا وشَاءَ = وخَمَّسُوا وقَسَّمُوا ما جاءَ
فبَعْثُ كعبِ بنِ عُميرِ بنِ غِفَارْ = لذاتِ إطلاحٍ فحَلُّوا بالديارْ
فوَجَدُوا الجمْعَ كثيرًا قاتَلُوا = مِن أعظمِ القتالِ حتى قُتِلُوا
إلا الأميرَ ابنَ عميرٍ كَعْبَا = نجا جَريحًا كانَ رَزْأً صَعْبَا
فبَعْثُ عمرٍو وهْو ابنُ العاصي = إلى قُضاعةٍ بِمَرْمًى قاصِي
ذاتِ السَّلاسلِ وكان مَن مَعَهْ = عُدَّ ثلاثَمائةٍ مُجْتَمِعَهْ
فبَلَغَ ابنَ العاصِ كَثْرُ الْجَمْعِ = أَرْسَلَ يَسْتَمِدُّ قَدْرَ الوُسْعِ
أَرْسَلَ له أبا عُبيدةٍ وَرَدْ = في مِائتينِ منهما شَيْخَا الرَّشَدْ
العُمَرانِ يَلْحَقانِ عُمَرَا = فلَحِقُوهُ ثم سَارُوا طُرًّا
حتى لَقُوا جَمْعًا مِن الْكُفَّارِ = فهَرَبَ الكفارُ للأدبارِ
فبَعْثُهُ أيضاً أبا عُبيدَةِ = في عِدَّةٍ وهم ثَلَثُمِائَةِ
وهْو الذي تَعريفُه جَيْشُ الْخَبَطْ = يَلْقَوْنَ عِيرًا لقريشٍ ففَرَطْ
وكان زادُهم جِرابَ تَمْرِ = فأَكَلُوا الْخَبَطْ بعدَ التمْرِ
وفيهِ أَلْقَى البحرُ حُوتًا مَيْتَا = يَدْعُونَهُ العنبرَ حتى ثَبَتَا
شَهْراً عليه الجيشُ حتى سَمِنُوا = مِن أَكْلِه وحَمَلُوا وادَّهَنُوا
وفيه قيسٌ ابنُ سعدٍ نَحْرَا = جَزائرًا للجيشِ حتى ائْتَمَرَا
عُمَرُ معْ أميرِهم فمَنَعَا = وجاءَ سعدٌ فاشْتَكَى مَن مَنَعَا
بَعْثُ أبي قَتادةَ الأنصارِي = بعدُ إلى خُضرةَ للمَغارِ
على مُحَارِبٍ بنَجْدٍ سَارَا = لَيْلاً بهم وكَمُنَ النهارَا
فقَتَلُوا مَن جاءَ واستاقُوا النَّعَمْ = وأَخْرَجَ الْخُمُسَ الأميرُ وقَسَمْ
فبَعْثُه أيضاً إلى بطنِ إِضَمْ = حينَ أَرَادَ غَزْوَ مَكَّةَ وَهَمْ
وكان في البَعْثِ مُحَلِّمٌ قَتَلْ = عامرَ أَشْجَعَ وبِئسَ ما فَعَلْ
حَيَّاهُمُ تَحِيَّةَ الإسلامِ = قَتَلَهُ فبَاءَ بالآثامِ
ونَزَلَتْ {وَلَا تَقُولُوا} الآيا = ثم لَقُوا النبيَّ عند السُّقْيَا
ولابنِ إسحاقَ بأنَّ ذي القصَّهْ = لابنِ أبي حَدْرَدٍ وهْو عُرْوَهْ
بَعْثُهُ معْ رجلينِ نَحْوَا = رِفاعةٍ جاءَ يُريدُ غَزْوَا
للمسلمينَ مِن بَطْنِ مِن جَشَمْ = قَتَلَهُ عُروةُ واستاقَ النَّعَمْ
فبَعْثُهُ أسامةَ بنَ زيدِ = للحُرَقَاتِ وهْو ذو تَرديدِ
هل كان في السبْعِ كما قد مَرَّا = أو في الثمانِ كان وهْو أَحْرَى
وفيه قَتْلُهُ لِمَن قد ذَكَرَا = كلمةَ التوحيدِ حتى أَنْكَرَا
فبَعْثُ خالدٍ لِهَدْمِ العُزَّى = فحَزَّهَا باثنينِ حَزًّا حَزَّا
فبَعْثُ عمرٍو ثانيًا فَهَدَمَا = سُواعَ والسادِنُ أَضْحَى مُسْلِمَا
فبَعْثُ سَعْدٍ وهو ابنُ زَيْدِ = هَدَمَ مَناتَهم على قَديدِ
فبَعْثُ خالدٍ إلى جُذَيْمَةِ = ثانيةً يَدعو لخيرِ مِلَّةِ
ليس مُقَاتِلًا وكانوا أَسْلَمُوا = قالوا صَبَأْنَا وهْو لَفْظٌ منهُمُ
أَمَرَهُم خالدٌ أن يَقْتُلَا = كلٌّ أَسيرَهُ فبَعْضٌ قَتَلَا
وبعضُهم أَمْسَكَ كابنِ عُمَرَا = وصَحْبِهِ لم يَقْتُلُوا مَن أُسِرَا
قالَ النبيُّ إذ أتاهُ الوارِدُ = أَبْرَأُ مما قد أَتاهُ خالدُ
وَدَى لهم قَتلاهمُ النَّبِيُّ = ذَهَبْ بها إليهمُ عَلِيُّ
فبَعْثُهُ طُفَيْلاً الدُّوسِيَّا = لذي الكَفَّيْنِ صَنَمًا فَهَيَّا
ناراً له ومُنْشِداً في ذالكا = يا ذا الكَفَّيْنِ لستُ مِن عُبَّادِكَا
مِيلادُنا أقدَمُ مِن مِيلادِكَا = إني حَشَوْتُ النارَ في فؤادِكَا
فبَعْثُ قيسٍ وهْو ابنُ سَعْدِ = إلى صِدَاءَ أُمِرُوا بالرَّدِّ
لَمَّا أتى أخو صِدَاءَ الْتَزَمَا = بقومِهِ أتى بِجَمْعٍ أَسْلَمَا
فبَعْثُهُ ضاحكاً الكلابِي = لقومِهِ وهم بَنو كِلابِ
فبَعْثُهُ عُيينةَ الفَزَارِي = إلى تَميمٍ أَجْلَ أَخْذِ الثارِ
إذ مَنَعُوا مُصَدِّقَ الرسولِ = مِن أَخْذِ ما أَمَرَ بالفُضولِ
يَسيرُ ليلاً يَكْمُنُ النهارَا = صَبَّحَهُمْ فهَرَبُوا فِرَاراً
أَسَرَ منهم فوقَ خَمسينَ قَدِمْ = على النبيِّ بهم كما عُلِمْ
فجاءَ عَشْرٌ للنبيِّ منهمُ = مِن رؤساءِ قومِهم فقَدَّمُوا
عُطَارِدًا خَطَبَ ثمَّ كَلَّمَا = رَدَّ لهم أُسْرَاهُمُ والْمَغْنَمَا
ونَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ} الْمَنْزِلُ = في الحُجُراتِ فيهم لِيَعْقِلُوا
فبَعْثُ قُطبةَ هُو ابنُ عامِرِ = لِخَثْعَمٍ ببِيشَةٍ في صَفَرِ
سنةَ تِسعٍ أن يَشُنُّوا الغَارَهْ = ففَعَلُوا وأَوْقَعُوهُمْ غَارَهْ
فكَثُرَ القَتْلَى وسَاقُوا النَّعَمَا = معَ نِسائِهم فكان مَغْنَمَا
فابنُ مِجْزَزٍ والاسمُ عَلْقَمَهْ = وابنُ حُذافةَ ببَعْثٍ يَمَّمَهْ
للجيشِ في جزيرةٍ في البَحْرِ = فهَرَبُوا وفيهِ بَدْؤُ أَمْرِ
ابنِ حُذافةٍ لِمَن كان مَعَهْ = أن يَقَعُوا في النارِ ثم مَنَعَهْ
وقالَ كنتُ مازِحًا فأَخْبَرَا = بذلك النبي قالَ مُنْكِراً
لا تَسْمَعُوا ولا تُطِيعُوهُمْ في = مَعصيةٍ بل ذاكَ في المعروفِ
بَعْثُ عليٍّ بَعْدَه ليَهْدِمَا = الَفَلْسِ بالفاءِ وكان صَنَمَا
لطَيِّئٍ فشَنَّ غارةً على = حُلَّةِ آلِ حاتمٍ حتى مَلَا
أَيْدِيَهُمْ سَبْيًا وشاءً ونَعَمْ = وخَرَّبَ الفَلْسَ جميعًا وغَنَمْ
أدراعَه ثلاثةً ومِخذمَا = مع اليمانِي ورَسوبَ مَغْنَمَا
وقَسَمَ السبْيَ وآلَ حاتمِ = عزَلَهُمْ لصاحبِ المراحِمِ
قامَتْ له سَفانةٌ فاسْتَأْمَنَتْ = محمداً فحينَ مَنَّ أَسْلَمَتْ
سافَرَتِ الشامَ إلى عَدِيْ = بشَوْرِهَا جاءَ إلى النبِيْ
وذَكَرَ ابنُ سعدٍ أنَّ الْمُرْسَلَا = في البعْثِ خالدٌ كما قد نُقِلَا
فبَعْثُهُ عُكَّاشَةَ بنَ مِحْصَنِ = ثانيةً إلى الْجِبابِ مَوْطِنِ
لغَطَفَانَ أو بَلِيْ وعَذْرَهْ = أو بينَ كلبٍ وبني فَزارهْ
فبَعْثُهُ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةِ = ابنَ الوليدِ خالدًا في فئةِ
وقالَ يا خالدُ سوفَ تَجِدُهْ = وهْو يُريدُ بَقَرًا يَصَّيَّدُهْ
فأُرْسِلَتْ بقَرُ وَحشٍ حَكَّتِ = قُرونُها حائطَهُ في ليلةِ
نَشَّطَهُ ذاك يَصِيدُ البَقَرَا = شَدَّتْ عليه خَيْلُه فاسْتَأْسَرَا
أجارَهُ خالدٌ ثم صالَحَهْ = على رقيقٍ ودُروعٍ صالِحَهْ
معَ رِماحٍ وجِمالٍ ورَحَلْ = معْه إلى النبيِّ بعدَما فَصَلْ
فبَعْثُهُ أيضاً إلى عبدِ الْمَدَانْ = أو لِبَنِي الحارثِ نحوَ نَجرانْ
أتاهُمْ فأَسْلَمُوا وأَقْبَلُوا = معْه إلى النبيِّ حتى وَصَلُوا
بَعْثُ عليٍّ بعدَهُ إلى اليَمَنْ = وهيْ بلادُ مَذْحِجٍ ففَرَّقَنْ
أصحابَه جَاؤُوا بالنِّسَاءِ = ووَلَدِهِمْ ونَعَمٍ وشَاءِ
ثم دَعاهُمْ لم يُجيبُوا فقَتَلْ = منهم رِجالاً نحوَ عشرينَ رجلْ
فانْهَزَمُوا فكَفَّ ثم إذ دَعَا = ثانيةً أجابَ بعضٌ مُسْرِعَا
فأَسْلَمُوا وجَمَعَ الغنائِمَا = خُمْسُهَا للهِ ثم قَسَمَا
بَعْثُ بني عَبْسٍ وكانوا وَفَدُوا = له إلى عِيرِ قُريشٍ فَهُدُوا
آخِرُ مَن بَعَثَهُ أُسامَهْ = لأهلِ أُبْنَى لم يَرِمْ مَقَامَهْ
حتى قَضَى النبيُّ قبلَ سَفَرِهْ = ردَّ أسامةَ بِجَمْعِ عَسْكَرِهْ
بَعْثُهُ الصِّدِّيقَ حتى أَرْهَقَا = قاتِلَ زيدٍ وسَبَا وحَرَّقَا
واختلَفُوا في عَدِّها فَالأَكْثَرُ = عن قَدْرِ ما عَدَدْتُ منها قَصَّرُوا
ولابنِ نَصرٍ عالمٍ جَليلِ = بل فوقَ سَبعينَ وفي الإكليلِ
أنَّ البعوثَ عَدَّها فوقَ الْمِائَهْ = ولم أَجِدْ ذا لسِواهُ ابتدأَهْ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ذو القعدة 1431هـ/28-10-2010م, 10:20 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي

بابُ ذِكْرِ كُتَّابِهِ عليه السلامُ
كُتَّابُهُ اثنانِ وأَربعونَا = زيدُ بنُ ثابتٍ وكان حِينَا
كاتبَهُ وبعدَه مُعاوِيَهْ = ابنُ أبي سُفيانَ كان وَاعِيَهْ
كذا أبو بكرٍ كذا علِيُّ = عمرُ عُثمانُ كذا أُبَيُّ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ حَنْظَلَةُ = كذا شُرَحْبِيلُ أُمُّهُ حَسَنَةُ
وعامرٌ وثابتُ بنُ قَيْسِ = كذا ابنُ أَرقمَ بغيرِ لَبْسِ
واقْتَصَرَ الْمِزِّيُّ معْ عبدِ الْغَنِي = منهم على ذا العددِ الْمُبَيَّنِ
وزِدْتُ مِن مُفترقاتِ السِّيَرِ = جَمْعًا كثيراً فاضْبِظَنْهُ واحْصُرِ
طَلحةَ والزبيرَ وابنَ الْحَضْرَمِي = وابنَ رَواحةَ وَجَهْمًا فاضْمُمِ
وابنُ الوليدِ خالداً وحاطِبَا = هو ابنُ عمرٍو وكذا حُوَيْطِبَا
حُذَيْفَةً بريدةً أَبَانَا = ابنَ سعيدٍ وأبا سُفيانَا
كذا ابنُه يَزيدُ بعضُ مُسْلِمَهْ = الفتحِ مع مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَهْ
عمرٌو هو ابنُ العاصِ معْ مُغيرةِ = كذا السِّجِلُّ معَ أبي سَلَمَةِ
كذا أبو أَيُّوبٍ الأنصارِيْ = كذا مُعَيْقِيبٌ هو الدَّوسِيُّ
وابنُ أبي الأَرْقَمِ أَرْقَمَ اعْدُدِ = فيهم كذاك ابنُ سَلولٍ الْمُهْتَدِي
كذا ابنُ زَيدٍ واسْمُه عبدُ اللهْ = والجَدُّ عبدُ رَبِّهِ بلا اشْتِبَاهْ
واعْدُدْ جُهَيْمًا العُلاَ بنَ عُتْبَةِ = كذا حُصَيْنُ بنُ نُميرٍ أَثْبِتِ
وذَكَرُوا ثلاثةً قد كَتَبُوا = وارْتَدَّ كلٌّ مِنهمُ وانْقَلَبُوا
ابنُ أبي سَرْحٍ مع ابنِ خَطَلِ = وآخَرُ أُبْهِمَ لم يُسَمَّ لِي
ولم يَعُدْ منهم إلى الدِّينِ سِوَى = ابنُ أبي سَرْحٍ وباقِيهِمْ غَوَى
بابُ ذِكْرِ رُسُلِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ إلى الملوكِ
أوَّلُ مَن أَرْسَلَهُ النَّبِيُّ = لِمَلِكٍ عمرٌو هو الضَّمْرِيُّ
إلى النجاشِيِّ فلَمَّا قَدِمَا = نَزَلَ عن فِراشِهِ فأَسْلَمَا
وأَرْكَبَ المهاجرينَ البَحْرَا = إليه في سَفينتينِ طُرَّا
زَوَّجَهُ رَملةَ عَمْرٌو قَبْلَهْ = له ومَهْرَهَا النجاشِي بَذَلَهْ
ودِحْيَةٌ أَرْسَلَهُ لقَيْصَرَا = وهْو هِرَقْلُ فعَصَى واستَكْبَرَا
وابنُ حُذافةٍ مَضَى لكِسْرَى = فمَزَّقَ الكتابَ بَغْيًا نُكْرَا
وحاطِبًا أَرْسَلَ لِلْمُقَوْقِسِ = فقالَ خَيراً وَدَنَا لم يُؤْيِسِ
أَهْدَى له مَاريَةَ القِبْطِيَّهْ = وأُخْتَهَا سِيرينَ معْ هَدِيَّهْ
مِن ذَهَبٍ وقَدَحٍ مِن عَسَلْ = وطُرَفٍ مِن مِصرَ مِن بَنْهَا العَسَلْ
وأَرْسَلَ ابنَ العاصِ حتى أَدَّى = كِتابَه إلى ابْنَيِ الْجَلَنْدَى
فأَسْلَمَا وصَدَّقَا وخَلَّيَا = ما بينَ عمرٍو والزكاةَ هَدَيَا
وأَرْسَلَ السَّليطَ لليَمَامَةِ = لِهُوذَةٍ مَلِكْ بني حَنيفةِ
فأَكْرَمَ الرسولَ إذ أَنْزَلَهُ = وقالَ ما أَحسنَ ما يَدعو لَهُ
سَأَلَ أن يَجعلَ بعضَ الأَمْرِ = له فلَمْ يُعْطَ قَضَى في الكفْرِ
كذا شُجَاعٌ الأَسَدِيُّ يَلْقَى = الحارثَ الغَسَّانَ مَلِكَ الْبَلْقَا
رَمَى الكتابَ قالَ إني سائِرُ = إليهِ رَدَّهُ هِرقلُ قَيصرُ
وقيلَ بل أَرْسَلَهُ لِجَبَلَهْ = فقارَبَ الأمرَ ولكن شَغَلَهْ
الْمُلكُ ثم في زَمانِ عُمَرَا = أَسْلَمَ ثم ارْتَدَّ حتى كَفَرَا
وابنَ أبي أُمَيَّةَ الْمُهَاجِرَا = أَرْسَلَهُ لحارثِ بنِ حِمْيَرَا
عبدُ كُلالٍ أَبُهُ فرَدَّدَا = أَنْظُرُ في أَمْرِي وبعدُ وَفَدَا
على النبيِّ مُسْلِمًا فاعتَنَقَهُ = وفَرَشَ الرِّدَا له ووَمَقَهْ
وأَرْسَلَ العَلَا أي ابنَ الْحَضْرَمِي = لِمُنْذِرٍ وهْو ابنُ ساوَى الدَّارِمِي
كان مع العَلَا أبو هُريرةِ = فانْقَادَ مُنذرٌ بخيرِ مِلَّةِ
ووَفَدَ المنذِرُ عامَ الفتْحِ أو = في عامِ تِسعةٍ خِلافًا قد حَكَوْا
كذاك قد أَرْسَلْ مُعاذًا وأبا = موسى إلى مُخَالِفٍ فاقْتَرَبَا
وقالَ يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا = وبَشِّرَا طَوْعًا ولا تُنَفِّرَا
كذا جَريرٌ نَحْوَ ذي الكلاعِ = ونحوَ ذي عَمْرٍو ونِعْمَ الدَّاعِي
دَعَاهُمَا لِمِلَّةِ الإسلامِ = فأَسْلَمَا للهِ باستسلامِ
وعَمْرًا الضَّمْرِيَّ إلى مُسيلِمَهْ = فلَمْ يَؤُبْ عن كِذْبِهِ ولَزِمَهْ
أَرْسَلَ له كِتابَهُ معْ سائبِ = ثانيةً فلم يكنْ بالتائبِ
وبعدَه عَيَّاشًا ايضاً أَرْسَلَا = إلى بني عبدِ كُلالٍ قَبِلَا
كُلُّهُمْ كِتَابَهُ وأَسْلَمُوا = نُعَيْمٌ الحارثُ مَسروحٌ هُمُ
وأَرْسَلَ النبيُّ أيضاً إذ كَتَبْ = لعِدَّةٍ لم يُسْمَ مَن بها ذَهَبْ
لفَروةَ بنِ عمرٍو الْجُذَامِي = أَفْلَحَ إذ أَقَرَّ بالإسلامِ
ولِبَنِي عمرٍو وهم مِن حِمْيَرِ = كذاك مَعْدِي كَرِبَ الْمُشْتَهِرِ
ولأساقِفَ بنَجرانَ كَتَبْ = كذا لِمَن أَسلَمَ مِن حَدْسٍ عَرَبْ
وابنِ ضِمَادٍ خالدِ الأَزْدِيّ = ولابنِ حَزمٍ عمرٍو الرَّضِيّ
وليزيدَ بنِ الطُّفَيْلِ الحارِثِ = ولبني زيادِ بنِ الحارثِ
ولأخي تَميمٍ اوسٍ كَتَبَا = وهْو لَدَى أولادِهم ما ذَهَبَا
بابُ ذِكْرِ أولادِه مِن الذكورِ والإناثِ
كان له ثلاثةٌ بَنُونَا = القاسمُ الذي به يَكْنُونَا
بمكةٍ قبلَ النبوَّةِ وُلِدْ = والطيِّبُ الطاهرُ وهْو واحدْ
وهْو الصحيحُ واسمُه عبدُ اللهْ = وقيلَ بل هذانِ فابنانِ سِواهْ
والثالثُ ابراهيمُ بالمدينةِ = عاشَ بها عاماً ونصفَ سَنَةِ
وقيلَ معْ نُقصانِ شهْرٍ وقَضَى = سِتَّةَ عشرَ فَرَطًا له رِضَا
وماتَ قاسمٌ له عامانِ = وعِدَّةُ الأولادِ مِن نِسوانِ
أربعةٌ فاطمةٌ البَتُولُ = زَوَّجَهَا عَلِيًّا الرسولُ
وزينبٌ زَوَّجَهَا أبا العاصْ = ابنَ الربيعِ وَافِياً ذا إخلاصْ
بوَعْدِهِ وزَوَّجَ اثنتَيْنِ = تَعَاقُبًا عُثمانَ ذا النُّورَيْنِ
رُقَيَّةٌ فأمُّ كُلثومٍ تَلِي = ونِعْمَ ذاكَ الصِّهْرُ عُثمانُ الولِي
وجُملةُ الأولادِ مِن خَديجةِ = لكنَّ إبراهيمَ مِن ماريَةِ
وليس في بَناتِهِ مَن أَعْقَبَا = إلا البَتُولَ طابَ أُمًّا وأَبَا
بابُ ذِكْرِ أَعمامِهِ وعَمَّاتِهِ عليه السلامُ
أعمامُه حمزةُ والعَبَّاسُ = قد أَسْلَمَا وأُرْغِمَ الْخَنَّاسُ
زُبيرٌ الحارثُ حَجْلٌ قُثَمُ = ضِرارٌ الغَيداقُ والْمُقَوَّمُ
عبدُ مَنافٍ معْ عبدِ الكَعْبَهْ = كذا أبو لَهَبٍ ارْدِي كَسْبَهْ
عَمَّاتُهُ صَفِيَّةٌ عاتِكَةُ = أمُّ حكيمٍ بَرَّةٌ أُميمةُ
أَرْوَى ولم يُسْلِمْ سِوَى صَفِيَّةِ = قيلَ ومعْ أَرْوَى ومعْ عَاتِكَةِ
بابُ ذِكْرِ أزواجِه عليه السلامُ
زوجاتُه اللاتِي بِهِنَّ قد دَخَلْ = ثِنْتَا أو احْدَى عشرةَ خُلْفٌ نُقِلْ
خَديجةُ الأُولَى تَلِيهَا سَودَةُ = ثم تَلِي عائشةُ الصِّدِّيقَةُ
وقيلَ قبلَ سَودةٍ فحَفْصَةُ = فزينبُ والدُها خُزيمةُ
فبَعْدَها هندٌ أي امُّ سَلَمَهْ = فابنةُ جَحْشٍ زَينبُ الْمُكَرَّمَهْ
تَلِي ابنةُ الحارثِ أي جُويْرِيَهْ = فبَعدَها رَيحانةُ الْمُسَّبِيَّهْ
وقيلَ بل مِلْكُ يَمينٍ فقَطُ = لم يَتَزَوَّجْها وذاكَ اضْبَطُ
بنتُ أبي سُفيانَ وهْي رَمْلَةُ = أمُّ حبيبةٍ تَلِي صَفِيَّةُ
مِن بعدِها فبَعْدَها مَيمونَهْ = حِلًّا وكانتْ كاسْمِها مَيمونَهْ
وابنُ الْمُثَنَّى مَعْمَرٌ قد أَدْخَلَا = في جُملةِ اللاتِي بهنَّ دَخَلَا
بنتَ شُريحٍ واسْمُها فاطِمَةُ = عَرَّفَهَا بأنها الواهبةُ
ولم أَجِدْ مَن جَمَعَ الصحابَهْ = ذَكَرَهَا ولا بأُسْدِ الغابَهْ
وَعَلَّهَا التِي اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ وَهْيَ ابْنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهْ
وغيرُ مَن بَنَى بها أو وَهَبَتْ = إلى النبيِّ نفسَها أو خُطِبَتْ
ولم يَقَعْ تَزويجُها فالْعِدَّةُ = نحوَ ثلاثينَ بخُلْفٍ أَثْبَتُوا
بابُ ذِكْرِ خُدَّامِهِ مِن الرجالِ والنساءِ
فأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ للخِدْمَةِ = أسماءُ هندٌ وَلَدَا حَارِثَةِ
كذا بلالٌ عُقْبَةُ بنُ عامِرِ = سعدٌ فَتَى الصِّدِّيقِ مع ذي مِخْمَرِ
رَبيعةٌ معَ ابنِ مَسعودٍ أبو = ذَرٍّ بُكَيْرٌ ولليثِ نُسِبُوا
وابنُ شَريكٍ أَسْلَعُ فأَرْبَدُ = كذا ابنُ مالكٍ والاسمُ الاسودُ
وابنُ أخيهِ الحَدْرَجَانِ جَزْرٌ = له بخُدَّامِ النبيِّ ذِكْرُ
وسابِقٌ وسالمٌ قد ذُكِرَا = وقيلَ سَلْمَى واعْدُدِ الْمُهَاجِرَا
قَيْسُ بنُ سَعْدِ أَيْمَنٌ ثَعلبةُ = كذا نُعيمٌ أَبُهُ رَبيعةُ
كذا أبو السمْحِ أبو الحمراءِ = أبو عُبَيْدٍ ومِن النساءِ
مَاريةُ اثنتانِ مع رُزَيْنَهْ = وأَمَةُ اللهِ لهذه ابْنَهْ
صَفِيَّةٌ وخَوْلَةٌ وخَضْرَةُ = سَلْمَى وأمُّ أيمنٍ بَرَكَةُ
وأمُّ عَيَّاشٍ كذا مَيمونَةُ = وفي الْمَوالِي ذُكِرَتْ ذي الْخَمْسَةُ
بابُ ذِكْرِ مَوالِيهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
زيدٌ أسامةُ ابنُه ثَوْبَانُ = أَنَسَةٌ وصالحٌ شَقرانُ
كذا أبو كَبْشَةَ واسْمُهُ سُلَيمْ = أو أوسٌ اسْمَاهُ به أبو نَعِيمْ
كذا رَبَاحٌ ويَسارٌ مُدْعَمُ = كذا أبو رافعٍ وهْو أَسْلَمُ
وقيلَ إبراهيمُ أو فثَابِتُ = أو هِرْمِزٌ يَزيدُ خُلْفٌ ثابتُ
ورافعٌ كَرْكَرَةٌ فَضَالَهْ = ووَاقِدٌ سَفينةٌ فَزارَهْ
طَهمانُ أو كَيسانُ أو مِهرانُ = مَولاهُ أو ذَكوانُ أو مَروانُ
جَدُّ هِلالِ بنِ يَسارٍ زَيْدُ = حُنينُ مابورٌ كذا عُبَيْدُ
أبو عَسيبٍ وأبو عُبَيْدِ = معَ أبي ضُمَيْرَةٍ سَعيدِ
ومِن مَوالِيهِ أبو مُوهوبَةِ = حازُوا به فَخْراً على الْمَرتبةِ
وكلُّ مَن سُمِّيَ فيها أو كُنِي = فلم يَزِدْ عليهم عبدُ الْغَنِي
وزادَ بعضُهم عليه في العَدَدْ = تِسْعًا وأربعينَ كلٌّ قد وَرَدْ
أَفْلَحُ معه أنْجَشَهْ وأَسْلَمُ = أَيمنُ باذامُ وبَدْرٌ حاتمُ
دَوْسٌ قَفيزٌ سابقٌ رُويفِعُ = سعيدٌ اثنانِ عُبيدٌ رافعُ
سَنْدَرُ سالمٌ كُريبُ غَيْلَانْ = كذا عُبيدُ اللهِ سَعدُ سَلمانْ
محمدٌ هو ابنُ عبدِ الرحْمَنْ = مكحولُ نافعٌ نُفيعٌ وَردانُ
هُرْمُزْ واقدٌ يَسارُ شَمعونْ = ضُميرةٌ فَضالةٌ وعَمرونْ
كذا نُبَيْهٌ ونَبِيلٌ وهِلَالْ = كذا أبو رَافِعٍ آخَرُ يُقالْ
أبو البشيرِ وأبو أُثَيْلَهْ = أبو لَقِيطٍ وأبو صَفِيَّهْ
كذا أبو الْحَمْرَا أبو سَلَّامِ = معْ أبي هِنْدٍ أي الْحَجَّامِ
كذا أبو اليُسْرِ أبو لُبابةِ = كذا أبو سَلْمَى مع أبي قَيْلَةِ
أمَّا الإماءُ فذُكِرْنَ خَمْسَهْ = فيما مَضَى رَضْوَى كذا أُمَيْمَهْ
رُبيحةٌ رَزينةٌ رُكانةُ = كذاك قَيْسَرُ اختُها مَارِيَةُ
مَيمونةُ اثنتانِ والبعضُ جَعَلْ = تَيْنِ مِن الْجذامِ فيما قد نَقَلْ
بابُ ذِكْرِ أَفراسِه عليه الصلاةُ والسلامُ
سَكْبٌ لِزازٌ ظَرِبٌ وسَبْحَهْ = مُرتَجِزٌ وَرْدٌ لَحِيفٌ سَبْعَهْ
وليس فيها عندَهم مِن خُلْفِ = والخُلْفُ في مَلاوحٍ والطُّرْفِ
كذاكَ ضِرْسٌ وشَحَا مَنْدُوبُ = مِرواحُ بَحْرٌ أَدْهَمٌ نَجِيبُ
أَبلَقُ مع مُرْتَجِلٍ معْ يَعْسُوب = سَرحانَ والعُقالِ سِجلِ يَعبُوبْ
بابُ ذِكْرِ بِغالِهِ وحَميرِه صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ
بغالُه خَمسةٌ او فَسِتَّهْ = دُلْدُلُ معْ فِضةَ والأَيْلِيَّهْ
وبغلةً أَهْدَى له الأُكَيْدِرُ = وجاءَ مِن كِسْرَى وفيه نَظَرُ
وبَغلةٌ أَهْدَى لهُ النَّجَاشِي = وهْو بأخلاقِ النبيِّ الفاشِي
حِمارُه عُفيرٌ أو يَعفورُ = أو فهما اثنانِ وذا المشهورُ
وكونُه كان اسْمُه زِيادَا = أو بيَزيدَ مُنْكَرٌ إسنادَا
وثالثٌ أعطاهُ سعدٌ سَنَدُهْ = رَدِيفُهُ قَيسُ بنُ سعدٍ وَلَدُهْ
بابُ ذِكْرِ لِقَاحِهِ وجِمَالِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
كانتْ له لِقاحٌ الْحِنَّاءُ = عُرَيِّسٌ بَغومٌ السمراءُ
بُردةُ والمروةُ والسَّعْدِيَّةُ = حَفِدَةٌ مُهْرَةٌ واليسيرةُ
رِيَّاءٌ والشقراءُ والصَّهْبَاءُ = عَضْبًا وجَدعاءُ هما القَصْوَاءُ
وغيرُهُنَّ والْجِمالُ الثَّعْلَبُ وجملٌ أحمرُ والْمُكْتَسَبُ
غَنِمَةُ في يومِ بَدرٍ مِن أبي جَهْلٍ فأهداهُ إلى البيتِ النبِي
في أَنْفِهِ بِرةٌ اي مِن فِضَّهْ = غاظَ به كُفَّارَ أهلِ مَكَّهْ
بابُ ذِكْرِ مَنائحِهِ ودِيَكِهِ
كانت له مَنائحٌ بَرَكَةُ = زَمزمُ سَقْيا عَجْرَةٌ ووَرْشَةُ
أطلالٌ اطرافٌ قَمَر مع يمنِ = غَوْثَةُ أو غَيثةُ بل في السُّنَنِ
كانت له مائةُ شاةٍ غَنَمَا = ولا يُريدُ أن تَزيدَ كُلَّمَا
وُلِدَ منها بَهمةٌ راعِيها = ذَبَحَ شاةً لا يَزيدُ فيها
وكان أيضاً عندَه ديكٌ لَهُ = أبيضُ فالْمُحِبُّ قد نَقَلَهُ
بابُ ذِكْرِ سلاحِه
كان له مِن الرماحِ خمسةُ = مِن قَينقاعٍ جاءَهُ ثلاثةُ
ورابعٌ له يُسَمَّى الْمثويَا = والخامسُ الْمَثْنَى بذاكَ سُمِّيَا
أقواسُه خَمسةٌ الروحَاءُ = وقوسُ شَوْحَطٍ هي البيضاءُ
وقوسُ نَبْعٍ وهي الصَّفْرَاءُ = كذلك الكتومُ والزوراءُ
كانت له تُرْسٌ به تِمثالُ = كَرِهَهُ فذَهَبَ التِّمثالُ
كذا الزلوقُ للسلاحِ يَزْلَقُ = وتُرسُهُ الثالثُ وهو الفَتَقُ
أسيافُه الْحَتْفُ وذو الفِقَارِ = مأثورٌ العَضْبُ مع البَتَّارِ
كذاكَ مِخْذَمٌ كذا رَسُوبُ = والقَلَعي لم يُسْمَ والقضيبُ
وقيلَ ذا قَضيبُه الممشوقُ = كان بأَيْدِي الْخُلَفَا يَشوقُ
أدراعُه سَبعةٌ السُّفْدِيَّةُ = ذاتُ الفضولِ وكذاك فِضَّةُ
ذاتُ الْحَوَاشِي ما لها كِفَاءُ = ذاتُ الوِشاحِ الخِرْنِقُ البتراءُ
كانت له مِنْطَقَةٌ أَديمُ = فِضَّةٌ الْحِلَقُ والإبزيمُ
رايتُه العِقابُ كالنَّمْرَاءِ = معْ رايةٍ صفراءَ معْ سوداءِ
كانت له أَلْوِيَةٌ بِيضٌ كذا = سُودٌ معْ أَغْبَرَ منها اتَّخَذَا
حِرَابُه البيضاءُ ثم النَّبْعَةُ = وحَرْبَةٌ صغيرةٌ عنَزَةُ
مِغْفَرُهُ السبوغُ والْمُوَشَّحُ = فُسطاطُه الكنُّ كما قد صَرَّحُوا
مِحْجَنُهُ قَدْرُ ذِراعٍ يَسْتَلِمْ = في حَجِّهِ الرُّكْنَ به كما عُلِمْ
كانت له هِراوةٌ بالنَّقْلِ = كذا عَسيبٌ من جَريدِ النخْلِ
كانت له مِخْصَرَةٌ يَخْتَصِرُ = بها اسمُها العُرْجُونُ فيما ذكَروا
كان له خُفَّانِ ساذَجَانِ = أهداهما أَصْحَمَةُ الربانِي
كذا له أربعةٌ منها أُخَرْ = أصابَها مِن سَهْمِه مِن خَيبرْ
له ثلاثٌ مِن جِبابٍ تُلْبَسُ = في الْحَرْبِ إحداهُنَّ منها سُنْدُسُ
أَخْضَرُ ثم جُبَّةٌ طَيَالِسَهْ = تُغْسَلُ للمَرْضَى وكانتْ مَلْبَسَهْ
ونَبْلُهُ سُمِّيَ بالْمُؤْتَصِلَهْ = ومنه ما سُمِّيَ بالْمُنَصَّلَهْ
بابُ ذِكْرِ أَقداحِه وآنِيَتِه ورَكْوَتِه ورَبْعَتِه وسَريرِه عليه السلامُ
أقداحُه الرَّيَّانُ والْمُغيثُ = وآخَرُ مُضَبَّبَ يُغِيثُ
به إذا ما مَسَّهُمْ مِن حَاجِ = وقَدْحٍ آخَرُ مِن زُجاجِ
وقَدَحٌ تحتَ السريرِ عَيدانْ = يَقْضِي به حاجتَه في الأحيانْ
مَرْكِنُهُ مِن شَبَهٍ وتَوْرَهْ = حجارةٌ مَن نالَه يَميرَهْ
رَكوته كانت تُسَمَّى الصادِرَهْ = قَصْعَتُهُ الغرَّاءُ ليست قاصِرَهْ
كان له صاعٌ لأجلِ الفِطرَةِ = وقَعبُهُ كان اسْمُهُ بالسَّعَةِ
كانت له ربعَةٌ اي مُرَبَّعَهْ = كجُونَةٍ يُجْعَلُ فيها أَمْتِعَهْ
سواكُهُ ومِشْطُهُ والْمُكْحُلَهْ = كذلك الْمِرآةُ والْمِقراضُ لهْ
كان له سريرٌ اهدَاهُ لَهُ = أسعدُ وهو ساجٌ استعمَلَهُ
موَشَّحٌ باللَّيفِ ثم وُضِعَا = عليه لَمَّا ماتَ ثم رُفِعَا
عليه أيضاً بعدَه الصِّدِّيقُ = كذاك أيضاً عُمَرُ الفاروقُ
بابُ ذِكْرِ الوُفودِ إليه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
أوَّلُ وَفْدٍ وَفَدُوا الْمَدِينَهْ = سَنَةَ خَمْسٍ وَافِدُوا مُزَيْنَهْ
وهكذا سعدُ بنُ بكرٍ في رَجَبْ = وعامَ سبعةٍ جُذامٌ وعَقبْ
الأشعرِيُّونَ ودَوْسٌ القَوْمُ = وفي الثمانِ ألْفَتْ سُلَيْمُ
ثَعلبةٌ ثُمالةٌ والْحَدَانْ = فيها وفي التاسعِ وفدُ هَمْدَانْ
كذا بنو الدارِ وفيه في صَفَرْ = عذرةُ بعدَها بَلِي وحِمْيَرْ
وبعدُ في العاشرِ وَفْدُ خَولانْ = وكندةٍ وغامدٍ وغَسَّانْ
وَفْدُ الرهاويينَ وَفْدُ نَجرانْ = وَفْدُ صُدًا والأزْدِ معْ سَلَامَانْ
بَجيلةٍ وحَضْرَموتَ النَّخَعُ = والحارثِ بنِ كعبٍ ايضاً أَجْمَعُ
وفيهما مُرَّةُ عَبْسٌ أَسَدُ = وفْدُ تَميمٍ فيهم عُطَارِدُ
باهلةٌ وجعدَةٌ فَزَارَةُ = عَقيلُ عبدٌ أشجَعٌ كِنانةُ
لقيطُ بكرٌ وابنُ عمَّارٍ قُدَدْ = ماتَ رُجوعًا وكِلابٌ ووَفَدْ
وفدُ ثَقيفٍ معَ عبدِ القَيْسِ = رُؤَاسِ عامرٍ هِلالٍ عَنْسِ
قَشِيرُ تَغْلِبُ وبعضٌ مُسْلِمُ = أمَّا النصارَى منهم فأَلْزَمُوا
أن يَمنعوا أولادَهم مِن صِبغةِ = في دِينِهم وفي بني حَنيفةِ
ومِن وُفودِ اليَمَنِ اليمانِ = وفدُ تُجِيبَ طَيئٍ جَيشانِ
كلبٌ خُشينٌ ومُرادٌ والصَّدِفْ وخَثْعَمٌ سعدُ العشيرةِ رَدِفْ
أَزْدٌ عُمَانٌ وزَبِيدٌ اسْلَمُ = وبارقٌ وابنُ حَميدٍ سالِمُ
سعدُ هُذيمٍ جَرْمُ بَهْرا مَهْرةُ = ورُفدُ جُعْفِيّ كذا جُهَيْنَةُ
سنةَ إحدى عشرةٍ جاءَ النَّخَعْ = في مِئتينِ بعدَ مَن قَبلُ نَجَعْ
وفدُ السباعِ والذئابِ ذُكِرَا = في غابةٍ وغيرِها واستُنْكِرَا
بابُ ذِكْرِ أُمرائِهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ
أَمَّرَ باذانَ بلادَ اليَمَنِ = ثم ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعَا يَمَنِ
وابنَ أبي أُمَيَّةَ الْمُهَاجِرَا = كِنْدَةَ والصَّدِفْ فقَبِلَ أنْ سَرَا
لعَمَلِهْ قَضَى النبيُّ بالْمَوْتِ = كذا زيادُ بنُ لَبيدٍ حَضْرَ مَوْتِ
كذا أبو موسى زَبيداً وعَدَنْ = ونَبْعِ والساحِلِ مِن أرضِ الْيَمَنْ
كذاكَ قَدْ وَلَّى مُعَاذًا الْجَنَدْ = كذاك عَتَّابًا عَلَى خَيرِ بَلَدْ
كذاك قد وَلَّى أبا سُفْيَانَا = صَخْرَ بنَ حربٍ بَعْدَ ذا نَجْرَانَا
كذا ابنَه يزيدَ في تَيماءَ = وابنَ سعيدٍ خالداً صنعاءَ
كذاك عَمْراً أَخَهُ وادي الْقِرَى = وحَكَمًا أخاهما على قُرَى
عُرينةِ كذاكَ أيضاً أَعْطَى = أخاهُمَا أبانَ منه الْخَطَّى
كذاكَ إبنَ العاصِ عمرًا بعُمَانْ = كذا على الطائفِ وَلَّى عثمانْ
ابنَ أبي العاصِ كذاكَ وَلَّى = مَحْمِئَةَ الأخماسِ ثُمَّ وَلَّى
عليًّا القضاءَ والأخماسَا = بيَمَنٍ فكانَ فيه رَاسَا
كذاك أَمَّرَ ابنَ حاتمٍ عَدِي = في صَدقاتِ طَيِّئٍ وأَسَدِ
وغيرَهُ مِن أمراءِ الصَّدَقَهْ = تُجْمَعُ مِن قبائلٍ مُفترِقَهْ
وأمَّرَ الصِّدِّيقَ في الْحَجِّ لِذِي = سَنَةِ تِسعٍ وعَلِيًّا في النِّدَا
أن لا يَحُجَّ بعدَ عامِي مُشْرِكُ = ويَقْرَأُ السورةَ خَابَ المشرِكُ
أمَّا الأُولَى أَمَّرَهُمْ بالْبَعْثِ = فذَكَرُوا في كلِّ بَعثٍ بَعْثِ
بابُ ذِكْرِ مَرَضِه ووَفاتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
مَرِضَ في العشْرِ الأخيرِ مِن صَفَرْ = أقامَ في شَكواهُ ذاكَ اثْنَيْ عَشَرْ
أو عَشْراً او أقامَ أربعْ عَشْرَهْ = أو فثلاثَ عَشرةٍ قد ذَكَرَهْ
كذا ابنُ عبدِ الْبَرِّ في ربيعِ = في يومِ الاثنينِ لدى الجميعِ
وَفاتُه إمَّا بثانِي الشَّهْرِ = أو مُسْتَهَلّ أو بثانِي عَشْرِ
وهْو الذي أَوْرَدَهُ الجمهورُ = لكنْ عليهِ نَظَرٌ كبيرُ
لأنَّ وَقفةَ الوَداعِ الْجُمُعَهْ = فلا يَصِحُّ كونُها فيه مَعَهْ
وقيلَ بل في ثامنٍ بالْجَزْمِ = وهْو الذي صَحَّحَهُ ابنُ حَزْمِ
وكان ذاك عندَما اشْتَدَّ الضُّحَى = أو حينَ زاغَ الشمسُ خُلْفٌ صرَّحَا
غَسَلَهُ عليٌّ والعبَّاسُ = وقُثَمٌ والفضلُ ثم ناسُ
أسامةٌ شَقرانُ يَصْبُبَانِ = الْمَا وأوسٌ حاضرُ المكانِ
وقيلَ كان يَنقُلُ الماءَ لَهُ = وأنَّ عَمَّهُ لم يشاهِدْ غَسْلَهُ
غَسِلَ مِن بِئْرِهِ بئرِ غَرْسِ = ولم يُجَرَّدْ مِن قميصِ اللُّبْسِ
يَدْلُكُه بِخِرقَةٍ عَلِيُّ = مِن تَحتِه وهْو له وَلِيُّ
بالماءِ والسدْرِ ثلاثًا غُسِلَا = وفي ثلاثةٍ ثِيابًا جُعِلَا
وتلك بيضٌ مِن سُحولِ اليَمَنِ = ولم يَكُنْ قَيمصُه فِي الكَفَنِ
وقد رَوَى الحاكمُ أن قد كُفِّنَا = في سَبعةٍ وبالشذوذِ وُهِّنَا
ثم أتى الرِّجالُ فَوْجًا فَوْجَا = صَلَّوْا فُرَادًى ومَضَوْا خُرُوجَا
ثم النساءُ بعدَهم والصبْيَةُ = وفي حديثٍ وبه جَهالةُ
صَلَّى عليه أوَّلًا جِبريلُ = ثَمَّتَ مِيكائيلُ إسرافيلُ
ثم يَلِيهم مَلَكُ الموتِ مَعَهْ = جُنُودُهُ الملائكُ الْمُجْتَمِعَهْ
وقيلَ ما صَلَّوا عليه بل دَعَوْا = وانْصَرَفُوا وذا ضَعيفٌ ورَوَوْا
عن مالكٍ إنَّ عَددَ الصَّلَاةِ = تِسعونَ واثنانِ مِن الْمَرَّاتِ
وليس ذا مُتَّصِلَ الِاسْنَادِ = عن مالكٍ في كُتُبِ النُّقَّادِ
ودَفْنُهُ في بقعةِ الوَفَاةِ = بخبرِ الصِّدِّيقِ بالإثباتِ
ودَخَلَ القبرَ الأُولَى في الغَسْلِ = قيلَ سِوَى أُسامةٍ وخَوْلِي
زادَ ابنُ سعدٍ أيضاً ابنَ عوْفِ = معَ عَقيلٍ أَمِنُوا مِن خَوْفِ
وفُرِشَتْ في قَبْرِه قُطَيْفَةُ = وقيلَ أُخْرِجَتْ وهذا أَثْبَتُ
ولَحَدُوا لَحْدًا له ونُصِبَتْ = عليه تِسعُ لَبِنَاتٍ أُطْبِقَتْ
وسَطَّحُوا مع رَشِّهِمْ بالماءِ = واشتَرَكَ الأنامُ في العَزَاءِ
وذاك في ليلةِ الَاربِعاءِ = أو قَبْلَها بليلةٍ ليلاءِ
وقيلَ يومَ الموتِ بالتعجيلِ = صَحَّحَهُ الحاكمُ في الإكليلِ
وفَسَّرَ الصِّدِّيقُ للصِّدِّيقَةِ = مَنامَها أنْ سَقَطَتْ في الْحُجْرَةِ
حُجْرَتِها ثلاثةٌ أَقمارَا = ها خيرُ أقمارِكِ حَلَّ الدَّارَا
صَلَّى عليه ربُّنا وسَلَّمَا = وصاحِبَيْهِ نُعِّمَا وأَنْعَمَا
هُمَا الضَّجيعانِ مِن الأقمارِ = قد جَاوَرَا في اللَّحْدِ خيرَ جارِ
ثم على عُثمانَ معْ عَلِيّ = وسائرِ الأصحابِ والْوَلِيّ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفية, السيرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلس مذاكرة (مختصر عبد الغني) بطريقة التلخيص مسلمة 12 منتدى الإعداد العلمي 32 5 ربيع الثاني 1437هـ/15-01-2016م 01:25 AM


الساعة الآن 08:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir