المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
إن المراد بالمعوذتين : سورة الفلق و سورة الناس ، دلّ على ذلك ما روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما " .
و من عظيم فضلها أنها خاصة لأهل القرآن ، فلم ينزل في الكتب السماوية السابقة مثلهما ، دلّ على ذلك حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: " ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس" " .
فقد جعلها الله -تعالى- حصناً منيعاً من الآفات و الشرور و ذلك لمن قرأها مؤمناً بحماية الله -تعالى- له ، آخذاً بالأسباب المشروعة ، فيتعوذ من كل ما يخافه بهما فإن كلام الله -تعالى- لا يعلوه كلام ، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المعوذتين : " ما تعوذ الناس بأفضل منهما " . وفي ذلك دليل على أن في المعوذتين الكثير من الفضائل و الهدايات التي تُرغّب كل مسلم بأن يتحصّن بهما و يرقي نفسه و غيره بهما ، متفكراً متدبراً معانيها حتى ينال من بركاتها و خيرها الوفير .
2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب في قوله -تعالى- :" قل أعوذ برب الفلق " ، للنبي -عليه الصلاة والسلام- ، و لكل المؤمنين من بعده .
و الحكمة من إثبات "قل" في التلاوة يبينها جواب الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن سؤال أبي بن كعب في المعوذتين حين قال :" سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : (قيل لي فقلت) فنحن نقول كما قال رسول الله " . وفي ذلك بيان أن كلمة "قل" من القرآن ونحن مأمورين بتلاوتها .
3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة هي : الالتجاء والاعتصام ، وحقيقتها : طلب الأمان مما يُخاف منه .
و للاستعاذة الصحيحة شروط وهي :
الإخلاص والمتابعة ، و ذلك بأن يكون المرء صادقاً في الالتجاء والاعتصام إلى لله -تعالى- ، متبعاً هدى الله فيفعل ما أمر الله به ويترك ما نهى الله عنه .
4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
ورد في المراد بالنفاثات في العقد أربعة أقوال ، وهي :
القول الأول : السواحر والسحرة ، قاله الحسن البصري .
القول الثاني : النساء السواحر ، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ثم قاله مقاتل و الفراء و غيرهم ، وهو قول جمهور المفسرين .
القول الثالث : النفوس النفاثات ، ذكره الزمخشري والرازي وغيرهم .
القول الرابع : الجماعات التي تنفث ، ذكره الزمخشري .
وخلاصة المسألة أن المراد بالنفاثات ليس فيها ما يُروى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم- .
فقط اثنين من التابعين تكلموا عنها و هما :الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، و قول الحسن -السواحر والسحرة- أرجح من قول عبد الرحمن بن زيد -السواحر- رغم أن قول عبد الرحمن بن زيد هو المشهور .
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
إن الحسد من المنهيات التي نهانا الله عنها ، دلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ " .
و إن الحاسد لا يحسد إلا لأسباب تكون متعلقة به ، وهي :
1-ازدراء الحاسد للمحسود ، بأن يحقره ويراه لا يستحق النعم ولا الخير .
2-إعجاب الحاسد بنفسه ، فيعتقد أنه أفضل منه وهو الوحيد الذي يستحق كل النعم والخيرات و إذا رأى غيره في موضوع تكريم و رفعة ثارت نار الغيرة والحسد في قلبه وتمنى أنها تزول عنه وهو يحظى بها بدلاً عنه . و كل من يجد في نفسه هذه السببين فليراجع نفسه و ليعلم أنه لا ينبغي عليه ازدراء الغير ، وأن من أراد فضل الله وكرمه فإنما يطلبه بالأسباب المشروعة لا بالمعصية كالحسد .
و حتى يحمي المؤمن نفسه من الوقوع في الحسد وأسبابه فعليه الإيمان التام واليقين الخالص الذي لا يشوبه شك بأن الأرزاق بيد الله وحده وهو -سبحانه- عادل في تقسيم الأرزاق بين عباده فيعطي من يشاء كيف ما يشاء ، أيضاً أن يشتغل المرء بنفسه و يعرف قدرها فيرى عيوبه و يعترف بها ويجتهد في إصلاح نفسه بالتقرب إلى الله -تعالى- و الدعاء بأن يطهر الله قلبه من أمراض القلوب و أن يرزقه الرضا بالأقدار و حب الخير للناس .
-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.