1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.
ورد قولين عن السلف في من نزل فيهم قوله -تعالى- : "ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى " :
القول الأول : اليهود إذا مر بهم رجل مؤمن تناجوا بينهم حتى يظن المؤمن شراً ؛ فنهاهم الله -تعالى- عن ذلك فلم ينتهوا . قاله مجاهد و مقاتل بن حيان ، ذكره ابن كثير ، و الأشقر .
القول الثاني : الأمر هنا للمؤمنين أن يتناجوا بالبر . ذكره السعدي .
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
يخاطب -تعالى- المؤمنين و يذكر لهم أدب المجالس ، فإن كانوا في مجلس و دخل عليهم أحد ما فعليهم أن يوسعوا له حتى يجد مكاناً يجلس فيه ، فإن من وسع لأخيه المسلم وسع الله عليه لأن الجزاء من جنس العمل . و إذا قيل لهم ارتفعوا و قوموا من مجلسكم لأمر فيه خير لكم فقوموا و بادروا لتحصيل المنفعة و خير ، فإن الله -تعالى- يرفع المؤمنين و الذين نالوا الدرجات العالية من العلم و تأدبوا بآدابه و عملوا بمقتضاه يرفعهم درجات و مراتب عظيمة ، فهو -سبحانه- خبير بما يعمل عباده فيجازي كل عامل بما عمل من جنس عمله إن خيراً فخير و إن شراً فشر .
3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء هو : كل مال أُخذ بحق من الكفار بغير قتال .
حكمه : يصرف على المسلمين في وجوه البر و المصالح .
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال -تعالى- :" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (22).
إن المهاجرين و الأنصار فضلهم كبير ، فالإيمان الصادق الحقيقي هو ما يربطهم و يجمع شملهم ، فأيدهم الله -تعالى- و قوّاهم و نصرهم بمعونته لهم و إحسانه إليهم ، و أثابهم الحياة الطيبة في الدنيا و الآخرة في جنات النعيم و أحلّ عليهم رضوانه و هم رضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات و عالي الدرجات ، و ما ذلك إلا لأنهم جند الله الذين امتثلوا لأمره -سبحانه- ؛ ففازوا و ظفروا بسعادة الدارين .
-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين- .