دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 21 ربيع الثاني 1443هـ/26-11-2021م, 02:37 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,756
افتراضي

(26) إسحاق:
قال محمود رؤوف عبد الحميد أبو سعدة: ( (26) إسحاق
إسحاق (وترسم اسحق في المصحف) هو الابنُ الثاني لنبي الله إبراهيم عليهما السلام، رزق به من زوجه سارة وقد ناهزت التسعين، عجوزًا عقيمًا قد أيأستها السنون، وإبراهيم يومئذ قد بلغ المائة، فكان إنجابُهما إسحاق في تلك السن آية من آيات رحمة الله بإبراهيم وأهل بيت إبراهيم: {قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} [هود: 72 – 73].
وإسحاق عليه السلام سمته الملائكة، لم تسمه أمه ولم يسمه أبوه كما يقول سفر التكوين. بل سمت الملائكة أيضًا «يعقوب» بن إسحاق، ولم يولد بعد إسحاق. تجد هذا في قوله عز وجل: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء اسحق يعقوب} [هود: 71].
وقد قالت الكثرة من مفسري القرآن (راجع تفسير القرطبي للآية 133 وما بعدها من سورة البقرة) بعجمة «إسحاق»، ولم يتصدوا لتفسيره. إلا من شذ فحسبه من العربية، يشتقه من الجذر العربي «سحق» بمنى بعد أشد البعد. وليس هذا بشيء، لأنه يفسر الاسم بغير لغة صاحبه. فلا تلتفت إليه.
«إسحاق» في القرآن هي تعريب «يصحاق» في التوراة. وهي صيغة المضارعة في المفرد الغائب من الجذر العبري «صحق»، وقرينه في العربية الجذر العربي «ضحك». «يصحاق» العبري إذن يعني «يضحك»، لا يراد منه الفعل، وإنما يراد منه الفاعل، ومن ثم فإن معنى «اسحاق»، وهو «يصحاق» عبريًا، الضاحك أو الضحوك. وقد سمي العرب بمعناه على المبالغة فقالوا «الضحاك».
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 1/290]
والتسمية بالفعل المضارع يراد منه اسم الفاعل، شديدة الشيوع في العبرية كما مر بك في موضعه: رأيت هذا في «يشمعيل» (إسماعيل)، وتراه الآن في «يصحاق»، أي إسحاق. وستجده كثيرًا فيما يلي من أعلام التوراة.
على أن لهذا نظائر بقيت في العربية كما مر بك، تجدها في أمثال «يزيد» وغيرها من أعلام الأشخاص والمواضع.
والأصل في هذا كما مر بك أن الفعل المضارع يفيد الحال كما يفيد الاستقبال أي «يضحك» وسيظل، فهو «ضاحك» و «ضحوك».
أما التفسير القرآني لهذا الاسم العلم، فأنت تجده في قوله عز وجل: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق} [هود: 71]، أي ضحكت سارة وهي قائمة تخدم ضيف إبراهيم من الملائكة عجبًا وحياء وهي تسمع من الملائكة بشرى لإبراهيم بمولود يولد منها، وهي في تلك السن عجوز عقيم. وكأن ضحكها كان مناسبة يصاغ منها اسم المولود المبشر فقيل لها أضحكت؟ بشراك إذن «بالذي يضحك»، وهو «يصحاق»، اسم نبي الله إسحاق عليه السلام.
وربما قلت فلماذا جاءت «إسحاق» في القرآن بالسين، ولم تجيء على أصلها بالصاد «إصحاق»؟
قال هذا بالفعل بعض المستشرقين، مماحكة، كدأبهم في معارضة القرآن.
ولكنك تندهش إذ تعلم أن «يصحاق» هذه تجيء في عبرية التوراة بالسين كما تجيء بالصاد، والصاد أغلب، وأن «سحق» و«صحق» في المعجم العبري صنوان. وفي اللغة العربية تتعاقب السين والصاد مثل «السراط» و«الصراط» وقد قرئ بهما.
ولعلك تدرك معي أن تتابع الصاد والحاء والقاف في «يصحاق» قعقعة تنبو عنها موسيقى القرآن، لذا فقد عرب القرآن «إسحاق» عن «يسحاق» ولم يعربها عن «يصحاق» عالمًا أنه لم يبعد، لوجود كلا الرسمين في عبرية التوراة.
لا يشاد القرآن أحد إلا غلبه القرآن، وسبحان العليم الخبير).
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 1/290-291]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأعجمي, العَلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir