دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 ربيع الأول 1443هـ/11-10-2021م, 04:20 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

(7) ضبط أمور متعلقة بإعجاز القرآن
قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر الحسيني (ت: 1418هـ): (7)
وهذا الذي اقتصصته لك، تاريخ مختصر أشد الاختصار، ولكنه مجزئ في الدلالة على تحديد معنى (إعجاز القرآن) بالمعنى الذي يفهم من هذا اللفظ على إطلاقه، ومجزئ في الدلالة على هذا (الإعجاز) من أي وجوه الإعجاز كان إعجازًا، وإنه ليكشف عن أمور لا غنى لدراس عن معرفتها:
الأول: أن قليل القرآن وكثيره في شأن (الإعجاز) سواء.
الثاني: أن (الإعجاز) كائن في رصف القرآن وبيانه ونظمه، ومباينة خصائصه للمعهود من خصائص كل نظم وبيان في لغة العرب، ثم في سائر لغات البشر، ثم في بيان الثقلين جميعًا، انسهم وجنهم متظاهرين.
الثالث: أن الذين تحداهم بهذا القرآن، قد أوتوا القدرة على الفصل بين الذي هو من كلام البشر، والذي هو ليس من كلامهم.
الرابع: أن الذين تحداهم به كانوا يدركون أن ما طولبوا به من الإتيان بمثله، أو بعشر سور مثله مفتريات، هو هذا الضرب من البيان، الذي يجدون في أنفسهم أنه خارج من جنس بيان البشر.
الخامس: أن هذا التحدي لم يقصد به الإتيان بمثله مطابقًا
[مداخل إعجاز القرآن: 162]
لمعانيه، بل أن يأتوا بما يستطيعون افتراءه واختلاقه من كل معنى أو غرض، مما يعتلج في نفوس البشر.
السادس: أن هذا التحدي للثقلين جميعًا إنسهم وجنهم متظاهرين، تحد مستمر قائم إلى يوم الدين.
السابع: أن ما في القرآن من مكنون الغيب، ومن دقائق التشريع، ومن عجائب آيات الله في خلقه، كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز وإن كان ما فيه من ذلك يعد دليلاً على أنه من عند الله تعالى، ولكنه لا يدل على أن نظمه وبيانه مباين لنظم كلام البشر وبيانهم، وأنه بهذه المباينة كلام رب العالمين، لا كلام بشر مثلهم.
فهذه أمور تستخرجها دراسة تاريخ نزول القرآن، ومدارسة آياته في جدال المشركين من العرب في صحة الآيات التي جاءتهم من السماء، كما جاءت سائر آيات الأنبياء ومعجزاتهم، وحسبك في بيان ذلك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي إلا وأوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحى إلي، فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) فالقرآن هو آية الله في الأرض، آيته المعجزة من الوجه الذي كان به معجزًا للعرب، ثم البشر، ثم للثقلين جميعًا.
[مداخل إعجاز القرآن: 163]
وكل لبس يقع في ضبط هذه الأمور المتعلقة بمعنى (إعجاز القرآن) وكل اختلاف في تمييزها وتحديد ما تقضيه في العقل والنظر، سبيل إلى انتشار أغمض اللبس، وأبلغ الخلل في فهم معنى (إعجاز القرآن) من الوجه الذي صار به القرآن معجزًا للعرب، ثم لسائر البشر على اختلاف ألسنتهم، ثم للثقلين جميعًا متظاهرين) [مداخل إعجاز القرآن: 162-164]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مداخل, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir