اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير
سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة(ت:12هـ)
لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى:
كان سالم رجلا فارسيا, ولكن فارسيته لم تمنعه من أن يلحق بالركب, بل أن يكون في مقدمته, فقد كان من السابقين الأولين للإسلام والهجرة.
القرآن حينما يعز أصحابه:
كان سالم معلما للقرآن زمن النبي, بل كان يؤم صحابة رسول الله وفيهم خيرة الصحبة, أبو بكى وعمر, وزيد. كما رواه البخاري.
بل وصل به الأمر إلى أن يوصي رسول الله بالاستقراء من لسانه, فكان من قراء الصحابة -رضي الله عنه وأرضاه. كما رواه البخاري.
يروي الإمام أحمد أن عائشة أبطأت يوما على رسول الله, فسألها عما حبسها فأجابت أن قد أخرها سماع قراءة رجل في المسجد, فلما ذهب رسول الله ليرى من هو, فإذا به سالم -رضي الله عنه وأرضاه-, فقال له رسول الله جملة يشتريها المرء بنفسه وماله: "الحمدلله الذي جعل في أمتي مثلك".
محمود الرسول, وأمنية عمر:
وكما أن رسول الله حمد الله على أن جعل في أمته من هو مثله, فإن عمر -رضي الله عنه- بعد أن سأل في مجلس عن أماني خير الرجال فيه, عقب برأيه فقال: " أتمنى لو أنها -الدار التي كانوا يجلسون فيها- مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان" رواه أحمد, والبخاري في التاريخ الأوسط.
حينما يكون القرآن في الصدر حيا على أرض الواقع:
لسالم رضي الله عنه فضائله كثيرة، وذكر حنظلة بن أبي سفيان الجمحي(ت:151هـ) أن سالماً حمل لواء المهاجرين يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطّاب فكُلّم في ذلك فقال: (بئس حامل القرآن أنا إن أُتيتم من قبلي)، وتقدّم باللواء حتى قتل وهو يتلو قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قُتل معه ربيّون كثير ...} الآية، والخبر في كتاب الجهاد لابن المبارك والمستدرك للحاكم وفضائل القرآن لأبي عبيد بألفاظ مختلفة.
فانظر كيف يكون القرآن حجة على صاحبه, لا مزية يركن بها إلى الدعة والراحة.
ممن ارتوى من عذب نهره:
روى عنه عمرو بن العاص وعبد الله بن معقل رضي الله عنهما، وقد علّم جماعة من الصحابة القرآن, ولم يدركه أكثر التابعين فلذلك قلّت الرواية عنه.
وفاته:
استشهد يوم اليمامة -كما ذكرنا- سنة 12هـ.
خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي الأنصاري (ت:100هـ)
خير خلف لخير سلف:
ولد خارجة سنة 30هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكان أبوه زيد بن ثابت كاتب الوحي، وأمّه جميلة بنت سعد بن الربيع أحد النقباء ليلة العقبة، فنعم النسب, ونعم البيت الذي تلقى فيه التربية.
مشاهد تشهد على آثاره:
كان له في بدر صولات, وأحد جولات, وشهودهما لوحدهما خير شاهد على حسن سيرة الرجل, وعظيم إيمانه, وقد كان من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإمام الفقيه:
كان خارجة أحد الفقهاء السبعة، وتفقّه بأبيه وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُدَّ من كبار أهل الفتوى في زمانه.
قال عبد العزيز الدراودي: سمعت عبيد الله بن عمر قال: (كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، وسعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وعبد الملك بن مروان بن الحكم، وسليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث). رواه ابن عساكر.
ممن انتفع ومن نفع:
روى خارجة عن أبيه وأمّه وعن أسامة بن زيد، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأمّ العلاء الأنصارية.
وروى عنه: ابنه سليمان، وابن شهاب الزهري، ومحمد الديباج، وأبو الزناد، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعبد الله بن كعب الحميري، وغيرهم.
ثلمت في الإسلام ثلمة:
لما بلغ السبعين من عمره رأى في منامه أنه بنى سبعين درجة فلما بلغ آخرها تهوّرت, فنظر في عمره فإذا هو قد بلغ سبعين سنة؛ فمات في تلك السنة.
اختلف في سنة وفاته على أقوال أرجحها أنها سنة 100هـ، وله سبعون سنة.
وروي أنّ عمر بن عبد العزيز لما بلغه موته استرجع، وصفق بإحدى يديه عَلَى الأخرى، وَقَال: (ثُلمة والله فِي الإسلام).
وهكذا هم العظماء, حينما يموتون لا يشعر بفقدهم القريب والحبيب دون سواهم, بل على قدر العظمة ينتشر الألم, ومن عظمة الرجل أن يرثيه خير الرجال.
المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي (ت:188هـ)
النسب الشريف:
هو المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي.
السلسلة الذهبية:
- روى عن أبيه، وموسى بن عقبة، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة، وعبد الله بن عمر العمري، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عياش، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وغيرهم.
مدار الفقه في المدينة:
كان الغيرة من كبار فقهاء المدينة في آخر حياة مالك بن أنس وبعده.
- وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة، وهو أحد فقهاء أهل المدينة، ومن كان يفتي فيهم). ذكره أبو الحجاج المزي.
بل كان فقيه المدينة بعد مالك على جلالة قدره! وقال أبو عمر ابن عبد البر: (كان مدار الفتوى بالمدينة في آخر زمن مالك وبعده على المغيرة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، حكى ذلك عبد الملك بن الماجشون، وكان ابن أبي حازم ثالث القوم في ذلك).
الورع والزهد:
ذكر ابن عبدالبر أن أمير المؤمنين الرشيد عرض عليه قضاء المدينة، وجائزة أربعة آلاف دينار فامتنع وأبي أمير المؤمنين إلا أن يلزمه ذلك فقال: والله يا أمير المؤمنين لأن يخنقني الشيطان أحب إلي من أن ألي القضاء فقال الرشيد: ما بعد هذا غاية وأعفاه من القضاء وأجازه بألفي دينار.
فانظر إلى قدر القضاء في نفوسهم, والخوف من الخوض في حقوق العباد, والبعد كل البعد عن مواطن الظلم لمن علم نفسه وعرفها, وانظر إلى صغر الدنيا وحقارتها في عيونهم, وعزة النفس عن أموالها وزينتها.
تعظيم القرآن:
قال محمد بن مسلمة المخزومي: قال المغيرة بن عبد الرحمن: (نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به، صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
الله الله على مثل هذه العبارة الوجيزة البليغة! كيف اختصرت حقيقة السلف في التعامل مع كتاب الله وتفسيره, وكيف أن حب كتاب الله وعظمته في نفوسهم هي ما دعت لتخوفهم وقلة حديثهم في تفسير معانيه, وانظر كيف يجرؤ متعالمي اليوم في الخوض في كتاب الله ولي عنق آياته, وتفسيره حسب ما يشتهون.
نفاسة مروياته في التفسر:
قال الذهبي: قد وثقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده.
وقد كان أبو داوود يوثق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويضعّف المخزومي عكس ما رواه عباس الدوري عن يحيى بن معين.
مروياته في كتب التفسير المسندة عزيزة جداً.
رحيله:
قال ابنه عياش بن المغيرة: (ولد أبي سنة أربع أو خمس وعشرين ومئة ومات يوم الأربعاء لسبع خلت من صفر سنة ست وثمانين ومائة).
وقال محمد بن سعد: (توفي سنة ثمان وثمانين ومائة)
وقال الذهبي: عاش اثنتين وستين سنة.
|
وفقك الله وسددك
المطلوب تلخيص سيرهم لا كتابتها , وانظري طريقة الأخ علاء عبد الفتاح.
كما إن المطلوب اختيار ثلاثة من كل طبقة , اي:
ثلاثة من طبقة الصحابة
ثلاثة من طبقة التابعين
ثلاثة من طبقة تابعي التابعين
فأرجو إكمال المجلس على ما وضحنا , بارك الله فيك.