المثال الثالث: قول الله تعالى: {وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}
{فلما نجاهم} موافق للضمير في غشيهم ودعوا، والجمع في مخلصين؛ وهو دالّ على الكثرة.
وقوله تعالى: {فمنهم مقتصد} حمل على المعنى بتقدير فصنف منهم مقتصد، والحمل هنا على المعنى أبلغ لأنه أدلّ على قلّتهم ، ولو حمل على اللفظ لقال: فمنهم مقتصدون.
فجرى هذا التركيب مجرى استثناء القليل من الكثير.