دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول تدبّر القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رمضان 1441هـ/7-05-2020م, 10:23 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

المعاني البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى
المعاني البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في غاية اللطف، ولذلك عزَّ من يتعرّض لها من المفسّرين، وطالب العلم بحاجة إلى ما يفتح له باب اللطائف البيانية لتنوّع أغراض الحمل على اللفظ والحمل على المعنى في القرآن الكريم، ويدرس أمثلة لها؛ ليكتسب أصلاً ينفعه في هذه المسائل.

فأقول: إن الأصل في الكلام الحمل على اللفظ؛ وقد يُخرج منه إلى الحمل على المعنى لأغراض بيانية، وكذلك اختيار الإبقاء على الحمل على اللفظ في القرآن مع جواز العدول عنه إلى الحمل على المعنى يفيد معاني بيانية معتبرة بناء على ما تقرر من أصل اختيار الله تعالى لأحسن العبارات في القرآن الكريم وإحكامه آياته غاية الإحكام.

وقد يجتمع في موضع واحد أغراض متعددة، فيتفاوت أهل العلم في استخراجها والبيان عنها.
ومن أصول هذا الباب أن اختيار الحمل على المعنى يفيد التنبيه على استحضار قوّة المعنى غالباً؛ ثمّ تتنوّع هذه المعاني في كلّ مثال بحسبه.
ففي قول الله تعالى:{بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
{فله أجره} حمل على اللفظ، يفيد تحقق الجزاء لكلّ من قام بالشرط لا يخاف من فوات جزائه مزاحمة أحد ولا مغالبته.
{ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} حمل على المعنى يفيد كثرتهم، واستئناسهم بأمانهم من الخوف والحزن، وهذا من تمام النعمة عليهم.
وعلى هذا النوع أمثلة كثيرة في القرآن الكريم.

وقال تعالى: {ما تسبق من أمّة أجلها وما يستأخرون} في سورتي الحجر والمؤمنون.
{أجلها} حمل على اللفظ
{وما يستأخرون} حمل على المعنى
فأفاد هذا التنوّع بيان توقيتين توقيت أممي لكلّ أمّة، وتوقيت فردي لكلّ فرد؛ وهذا أقوى في الدلالة على إحكام الآجال على التفصيل والإجمال.

فإتباع الحمل على اللفظ بالحمل على المعنى جار مجرى التفصيل بعد الإجمال، ولئلا يظنّ ظانّ أن التوقيت لكلّ أمّة قد يتخلّف عنه فرد من أفرادها؛ فانتظمت الآية الدلالة على التوقيت في اتساق عجيب لطيف.
وهذا المعنى له نظائر في القرآن الكريم كما في قول الله تعالى في سورة الأعراف: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
وقال تعالى في سورة يونس: { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}

وقد يفيد الحمل على اللفظ أو الحمل على المعنى موافقة فواصل الآيات، وهذا سبب يرى بعض أهل العلم أنه لا يستقلّ بالحكمة، ومنهم من يراه سبباً كافياً لأن مراعاة الفواصل بما لا يحصل به إخلال بالمعنى أو تقصير فيه كمال إضافي.
ومن أمثلة ما تحققت فيه مراعاة الفواصل قول الله تعالى: { فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)}
ففي قوله تعالى: {أقتت} حمل على اللفظ مع جواز أن يقول أقتوا في العربية فيحمل على المعنى، لكن إيثار الحمل على اللفظ هنا فيه فائدتان:
الأولى: موافقة فواصل الآيات.
والثانية: ليكون معنى (أجّلت) شاملاً لكل ما تقدّم؛ فيصحّ انتظام الجميع في ضمير واحد.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir