دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الثاني 1441هـ/19-12-2019م, 02:06 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الرابع من دروة طرق التفسير

القسم الرابع: [
من درس
البديع إلى نهاية المقرر ]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1:
ما المراد بالبديع؟
س2: بين فائدة معرفة تناسب الألفاظ والمعاني للمفسّر.

س3: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س4: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
س5: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س6:
ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟

المجموعة الثانية:
س1:
بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر.
س2: ما المراد بتناسب الألفاظ والمعاني؟
س3: ما المراد بالاحتباك؟ وما فائدة معرفته لطالب علم التفسير؟
س4: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س5: ما الفرق بين القول في القرآن بغير علم وبين الاجتهاد في التفسير؟
س6:
ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟

المجموعة الثالثة:
س1:
تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
س2: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني.
س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

س4: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم.
س6:
ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1441هـ/22-12-2019م, 12:12 AM
أسامة المحمد أسامة المحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 209
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما المراد بالبديع؟
هو من العلوم العربية، وهو علم لطيف يغرف بمحاسن الألفاظ على المعاني ولطائف المعاني، ويستعان بها على استخراج الأوجه التفسيرية.
ويقع على معنيين:
1- التعبير المبتكر الذي تقدم فيه المتكلم على من سبقه ففاقهم حسناً وبراعة، وألف ابن عاشور فصلاً في مقدمة تفسيره (مبتكرات القرآن).
2- ما يسميه المتأخرون في علم البلاغة (المحسنات المعنوية واللفظية).
س2: بين فائدة معرفة تناسب الألفاظ والمعاني للمفسّر.
المعرفة بتناسب الألفاظ والمعاني، يعمل الذهن في تأمل الأمثلة، وهذا يفيد في حسن البيان عن معاني القرآن.
مثال: تفسير ضيزى، {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}، فهذا اللفظ يعني الجور، والنقصان، والاعوجاج، وذلك في اللغة.
أقوال السلف:
1- عوجاء، قول مجاهد.
2- جائرة، قول قتادة وغيرهم من أهل اللغة.
3- منقوصة، قول سفيان الثوري.
وفيها لغات: ضئزى، وضيزى، وضأزى، وضؤزى.
وأفادت معنى الغرابة والتشنيع وتقبيح هذه القسمة، ولا يوجد لفظة أنسب منها في هذا الموضع.
وقال عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني في كتابه "البلاغة العربية": (ونلاحظ أنّ اختيار كلمة "ضِيزَى" في هذا الموضع دون الكلمات التي تُؤدّي معناها له نُكْتَتَان: معنوية، ولفظيّة).
المعنوي: الإشعار بقباحة التعامل مع الرب، يختاروا لأنفسهم الذكور ولربهم الإناث.
اللفظي: مراعاة رؤوس الآي، في الآيات قبلها، وفي الآيات بعدها.
س3: بيّن طرق التفسير اللغوي.
1- طريق النقل عن العرب وعلماء اللغة المتقدمين، فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، فإذا سئلوا عن شيء من التفسير أو شرح حديث ذكروا ما يعرفونه من كلام العرب، وتوقفوا عنه ما لم يكن ظاهرا لهم.
قال أبو منصور الأزهري: (قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية {لأحتنكنّ ذريّته} فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتها به).
واختلفوا فيها:
أ‌- لأحتوينهم، قول مجاهد، لأستأصلنهم، يقال احْتَنَكَ فُلاَنٌ مَا عِنْدَ فُلاَنٍ مِنْ عِلْمٍ اسْتَقْصَاهُ، البخاري.
ب‌- شبه الزناق، وهو ما تحتنك به الدابة، قول مجاهد.
ت‌- منهم من أخذ بالقولين، الراغب الأصفهاني.
ث‌- الجمع بينهما، ابن جرير.
ج‌- ومنهم من فسرها بلازم معناها، مثل قول عبدالرحمن بن زيد، لأضلنهم.
فللعلماء طرق ومناهج في نقل كلام العرب.
2- الاجتهاد: كان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن ويستنبط ويستخرج العلل ويناظر حتى يقع له علم كثير، ويجتهدون ما بالأمور المتفق عليها، ومنه ما يختلفوا فيه، ويجب هنا التنبه إلى أمرين:
أ‌- ليس كل لفظة تقبل في التفسير مما تحمله من معاني ولو كانت صحيحة وثابتة وهذا لأسباب:
1- أن يقوم دليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات.
2- أن يعرض الاحتمال اللغوي دليلا صحيحا من كتاب أوسنة أو إجماع.
3- ألا يلتئم الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظية عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
ب‌- أن التفسير اللغوي منه ما هو محل إجماع، ومنه ما هو خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ في التفسير اللغوي، ولا يمكن يقع تعارض مجمع عليه عند أهل اللغة وعندالسلف.
س4: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
يعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.
ويحذر من جهة التنظير المجرد:
1- القول بالقرآن بالرأي المجرد.
2- أهل الرأي المعروفين كأبي حنيفة وغيرهم أحسنوا في مسائل وأخطأوا في غيرها، ولا يجوز تصنيفهم من أهل الرأي المذموم لأنهم معروفين بعلمهم وفقههم.
س5: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
يدخل الاجتهاد في التفسير في جميع طرق التفسير، وموارده:
1- تفسير القرآن بالقرآن، منه ما تكون دلالته نصية ظاهرة ومنه ما هو محل اجتهاد، ومداخله:
أ‌- الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات.
ب‌- الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
ت‌- الاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى.
ث‌- الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي.
ج‌- الاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير.
ح‌- الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى.
2- تفسير القرآن بالسنة، مداخله:
أ‌- الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً.
ب‌- الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها.
ت‌- الاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
ث‌- الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
ج‌- الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة، مداخله:
أ‌- الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير.
ب‌- الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ت‌- الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير.
ث‌- الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
ج‌- الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
ح‌- الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
خ‌- الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله:
أ‌- الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
ب‌- الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط.
ت‌- الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وغيرها.
5- تفسير القرآن بلغة العرب، مداخله:
أ‌- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
ب‌- الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي.
ت‌- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين.
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير؟
الحمدلله رب العالمين
1- سعة علم التفسير وضبطه.
2- معرفة الكتب التي تتعلق بعلم التفسير.
3- فهو مفتاح للولوج بعلم التفسير.
4- اهتمام العلماء بعلم التفسير.
5- التنبيه على بعض أخطاء المفسرين التي لا ينبغي لطالب العلم أن يقع فيها.
6- عدم التقول على الله بغير حق.
7- أن من التفسير لا يسع لأحد جهله ومنه من تفهمه العرب بكلامها ومنه من يعلمه العلماء ومنه لا يعلمه إلا الله.
8- أن السنة مفسرة للقرآن وهذا فيه رد على القرآنيين.
9- التعرف على طبقات المفسرين.
10- الاهتمام والاعتناء بعلوم اللغة العربية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ربيع الثاني 1441هـ/25-12-2019م, 12:29 AM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تقويم المجلس:

أسامة المحمد +أ
وفقك الله وسدددك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 جمادى الآخرة 1441هـ/11-02-2020م, 09:06 AM
ندى البدر ندى البدر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 111
افتراضي

س1: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
بدأت عناية المفسرين بالبديع مع بداية العناية بالتأليف في التفسير فكان بعضهم يذكر بعض الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها.
وكان لبعض البلاغيين عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن في كتبهم في إعجاز القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.

وأوّل من عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري في كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها.
ثمّ جُعلت في بعض أنواع علوم القرآن في الكتابين:
البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي فذكروا أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيدون فيه، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.
س2: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني.
أقوال العلماء في مسائل تناسب الألفاظ والمعاني يدلّ على أنّها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهذا النوع هو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها فإن الحروف تتفاوت في القوة والضعف، ويؤثر حروف بناء الكلمة على معناها. ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى "الصمد": (إذا قيل: الصمد بمعنى المصمت وأنه مشتق منه بهذا الاعتبار؛ فهو صحيح فإن الدال أخت التاء؛ فإن الصمت السكوت وهو إمساك. وإطباق للفم عن الكلام. قال أبو عبيد: المصمت الذي لا جوف له وقد أصمته أنا وباب مصمت قد أبهم إغلاقه.
ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت
فالمصمد والمصمت متفقان في الاشتقاق الأكبر، وليست الدال منقلبة عن التاء، بل الدال أقوى.
والمصمد أكمل في معناه من المصمت، وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى؛ فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ولهذا كان الصمت إمساك عن الكلام مع إمكانه، والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد، والسيد، والصَّمْد من الأرض، وصماد القارورة ونحو ذلك؛ فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ "الصمد" فإن فيه الصاد والميم والدال، وكل من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف، والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل)ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (تأمل قولهم: "حجر" و"هواء" كيف وضعوا للمعنى الثقيلِ الشديدِ هذه الحروفَ الشديدةَ، ووضعوا للمعنى الخفيفِ هذه الحروفَ الهوائيةَ التي هي من أخف الحروف)ا.هـ.
.
النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
فإن الحركات تتفاوت في القوة والضعف، ويُؤثر تقلبها على اللفظ فالمعنى. قال ابن القيم رحمه الله: (تأمّل قولهم: "دار دَوَرَانا" و"فارت القِدْرُ فَوَرَانا" و"غَلَتْ غَلَيَانا" كيف تابعوا بين الحركات في هذه المصادر لتتابع حركة المسمى؛ فطابق اللفظ المعنى)ا.هـ.
وقال أيضاً: (وتأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء. )ا.هـ.
النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ومن أحسن من تكلّم في هذا النوع مصطفى صادق الرافعي في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، ومن أمثلته:
قوله تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية زائدة، أي: في الإعراب؛ فيمكن أن يُظن أنهما زائدتان في النظم، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من بلاغته.فإن المراد بالآية تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله.
فجاء المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه.
وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية، لا يُمكن إحراز هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق.
ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الاجتهاد في التفسير مبني على أصول ذات مراتب، مبني بعضها على بعض، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن الصواب أوشابه أهل الهوى والضلال، وهذه الأصول هي :
أولاً:
التفسير بدلالة الكتاب والسنة؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
وكل مسألة فيها نص صريح فإنها لا تحتاج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
والأصل الثاني:دلالة الإجماع فإذا أجمع الصحابة والتابعون على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ فلا يُتصور أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث:دلالة الأثر، وهو ما وقع فيه الخلاف من أقوال الصحابة والتابعين في التفسير فتعددت الأقوال فيه ولم يصل لمرتبة الإجماع.
وقول الصحابي إذا خالف إجماعاً وصحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما قول التابعي إذا خالف قولاً وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
وهذه الدلالة تنبني على ما قبلها؛ فلا تصحّ دلالة الأثر على ما يخالف النصّ أو الإجماع.
وكلّ من استدلّ بقول مأثور على ما يخالف النصّ أو الإجماع فاستدلاله باطل.
والأصل الرابع:دلالة اللغة، فلا تُفسر الآية إلا بدلالة لغوية بما يحتمله السياق من المعاني.
وهذه الدلالة أيضاً تنبني على دلالة النص ودلالة الإجماع ثم الأثر فإن خالفت أحدها ردت.
والأصل الخامس:دلالة الاجتهاد، ويُشترط فيها أن لا تخالف أصلاً من الأصول الأربع السابقة فإن خالفت أحدها ردت.
ومعرفة هذه المراتب يهدي المفسر في تفسيره واجتهاده لئلا يتعدى أو يزل، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن سبيل أهل التأويل العالمين به وشابه أهل الهوى والضلال.

س4: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1. المعرفة بالعلوم المتعلقة بالمسائل التي يقع الاجتهاد فيها
2. المعرفة بموارد الاجتهاد لئلا يقع في الاجتهاد في أمور لا يمكن الاجتهاد فيها
3. المعرفة بمراتب دلالات طرق التفسير فلا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من أصول طرق التفسير فيقع في المحذور ويُرد.

س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم.
القول في القرآن بغير علم من أكبر الكبائر، فإنّ المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛ فإن أخطأ فيها فقد كذب على الله، وقال عليه ما لا يعلم، وقد جاءت آيات عديدة في وعيد من كذب على الله
قال تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) }
واللام في {ليضل} فُسّرت بالتعليل وبالعاقبة، فما افتراه من الكذب إنما افتراه ليضل الناس، وهذا حاصل متحقق وهو بهذا الإضلال ظالم لهم وظالم لنفسه، فقد تعدى على ما ليس له به علم، وأخرج الناس إلى ظلمات وضلالات.
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}.
فويل لهم يوم القيامة يوم يُشهد عليهم فيه
وقال تعالى في بيان مسؤلية الإنسان فيما يتكلم به: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
وقد اشتدّ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ ذلك، ونهى عنه أشدّ النهي، وكان يرى عليه الغضب إذا رأى شيئاً من الاختلاف في القرآن، والقول فيه بغير علم.
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟! وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟!
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: ((بهذا أُمرتم - أو بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أُمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتم عنه فانتهوا)). رواه أحمد
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات... الآية) قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". رواه أحمد والبخاري ومسلم
وقد تعددت الآثار عن الصحابة والسلف في التحذير منه، عن أبي بكر رضي الله عنه: " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم"
وقال مسروق: " اتقوا التفسير فإنه القول عن الله"
وروي عن مالك بن أنس: " لا يأتني برجل يقول في القرآن برأيه إلا جعلته نكالاً"



س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟
1. العلم بسبيل التفسير وأنه ينبني على مراتب وأصول.
2. أن الكلام في التفسير بدون اعتبار لمراتب طرقه، يوقع في الخطأ والضلال
3. على المفسر أن يكون على علم ودراية بعدد من علوم الآلة حتى يرتفع باجتهاده عن الخطأ، كالجرح والتعديل و علوم اللغة.
4. أن أكثر القرآن مبين واضح تعرفه العرب من كلامها.
5. أن الخطأ وقع في أكثر كُتب التفسير، بسبب بعض اجتهادات المفسرين غير المنضبطة ودخول كثير من الفتن والضلالات في الأمة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الآخرة 1441هـ/13-02-2020م, 10:46 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى البدر مشاهدة المشاركة
س1: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
بدأت عناية المفسرين بالبديع مع بداية العناية بالتأليف في التفسير فكان بعضهم يذكر بعض الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها.
وكان لبعض البلاغيين عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن في كتبهم في إعجاز القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.

وأوّل من عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري في كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها.
ثمّ جُعلت في بعض أنواع علوم القرآن في الكتابين:
البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي فذكروا أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيدون فيه، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.
س2: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني.
أقوال العلماء في مسائل تناسب الألفاظ والمعاني يدلّ على أنّها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهذا النوع هو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها فإن الحروف تتفاوت في القوة والضعف، ويؤثر حروف بناء الكلمة على معناها. ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى "الصمد": (إذا قيل: الصمد بمعنى المصمت وأنه مشتق منه بهذا الاعتبار؛ فهو صحيح فإن الدال أخت التاء؛ فإن الصمت السكوت وهو إمساك. وإطباق للفم عن الكلام. قال أبو عبيد: المصمت الذي لا جوف له وقد أصمته أنا وباب مصمت قد أبهم إغلاقه.
ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت
فالمصمد والمصمت متفقان في الاشتقاق الأكبر، وليست الدال منقلبة عن التاء، بل الدال أقوى.
والمصمد أكمل في معناه من المصمت، وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى؛ فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ولهذا كان الصمت إمساك عن الكلام مع إمكانه، والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد، والسيد، والصَّمْد من الأرض، وصماد القارورة ونحو ذلك؛ فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ "الصمد" فإن فيه الصاد والميم والدال، وكل من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف، والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل)ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (تأمل قولهم: "حجر" و"هواء" كيف وضعوا للمعنى الثقيلِ الشديدِ هذه الحروفَ الشديدةَ، ووضعوا للمعنى الخفيفِ هذه الحروفَ الهوائيةَ التي هي من أخف الحروف)ا.هـ.
.
النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
فإن الحركات تتفاوت في القوة والضعف، ويُؤثر تقلبها على اللفظ فالمعنى. قال ابن القيم رحمه الله: (تأمّل قولهم: "دار دَوَرَانا" و"فارت القِدْرُ فَوَرَانا" و"غَلَتْ غَلَيَانا" كيف تابعوا بين الحركات في هذه المصادر لتتابع حركة المسمى؛ فطابق اللفظ المعنى)ا.هـ.
وقال أيضاً: (وتأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء. )ا.هـ.
النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ومن أحسن من تكلّم في هذا النوع مصطفى صادق الرافعي في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، ومن أمثلته:
قوله تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية زائدة، أي: في الإعراب؛ فيمكن أن يُظن أنهما زائدتان في النظم، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من بلاغته.فإن المراد بالآية تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله.
فجاء المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه.
وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية، لا يُمكن إحراز هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق.
ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الاجتهاد في التفسير مبني على أصول ذات مراتب، مبني بعضها على بعض، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن الصواب أوشابه أهل الهوى والضلال، وهذه الأصول هي :
أولاً:
التفسير بدلالة الكتاب والسنة؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
وكل مسألة فيها نص صريح فإنها لا تحتاج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
والأصل الثاني:دلالة الإجماع فإذا أجمع الصحابة والتابعون على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ فلا يُتصور أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث:دلالة الأثر، وهو ما وقع فيه الخلاف من أقوال الصحابة والتابعين في التفسير فتعددت الأقوال فيه ولم يصل لمرتبة الإجماع.
وقول الصحابي إذا خالف إجماعاً وصحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما قول التابعي إذا خالف قولاً وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
وهذه الدلالة تنبني على ما قبلها؛ فلا تصحّ دلالة الأثر على ما يخالف النصّ أو الإجماع.
وكلّ من استدلّ بقول مأثور على ما يخالف النصّ أو الإجماع فاستدلاله باطل.
والأصل الرابع:دلالة اللغة، فلا تُفسر الآية إلا بدلالة لغوية بما يحتمله السياق من المعاني.
وهذه الدلالة أيضاً تنبني على دلالة النص ودلالة الإجماع ثم الأثر فإن خالفت أحدها ردت.
والأصل الخامس:دلالة الاجتهاد، ويُشترط فيها أن لا تخالف أصلاً من الأصول الأربع السابقة فإن خالفت أحدها ردت.
ومعرفة هذه المراتب يهدي المفسر في تفسيره واجتهاده لئلا يتعدى أو يزل، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن سبيل أهل التأويل العالمين به وشابه أهل الهوى والضلال.

س4: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1. المعرفة بالعلوم المتعلقة بالمسائل التي يقع الاجتهاد فيها
2. المعرفة بموارد الاجتهاد لئلا يقع في الاجتهاد في أمور لا يمكن الاجتهاد فيها
3. المعرفة بمراتب دلالات طرق التفسير فلا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من أصول طرق التفسير فيقع في المحذور ويُرد.

س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم.
القول في القرآن بغير علم من أكبر الكبائر، فإنّ المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛ فإن أخطأ فيها فقد كذب على الله، وقال عليه ما لا يعلم، وقد جاءت آيات عديدة في وعيد من كذب على الله
قال تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) }
واللام في {ليضل} فُسّرت بالتعليل وبالعاقبة، فما افتراه من الكذب إنما افتراه ليضل الناس، وهذا حاصل متحقق وهو بهذا الإضلال ظالم لهم وظالم لنفسه، فقد تعدى على ما ليس له به علم، وأخرج الناس إلى ظلمات وضلالات.
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}.
فويل لهم يوم القيامة يوم يُشهد عليهم فيه
وقال تعالى في بيان مسؤلية الإنسان فيما يتكلم به: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
وقد اشتدّ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ ذلك، ونهى عنه أشدّ النهي، وكان يرى عليه الغضب إذا رأى شيئاً من الاختلاف في القرآن، والقول فيه بغير علم.
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟! وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟!
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: ((بهذا أُمرتم - أو بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أُمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتم عنه فانتهوا)). رواه أحمد
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات... الآية) قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". رواه أحمد والبخاري ومسلم
وقد تعددت الآثار عن الصحابة والسلف في التحذير منه، عن أبي بكر رضي الله عنه: " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم"
وقال مسروق: " اتقوا التفسير فإنه القول عن الله"
وروي عن مالك بن أنس: " لا يأتني برجل يقول في القرآن برأيه إلا جعلته نكالاً"



س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟
1. العلم بسبيل التفسير وأنه ينبني على مراتب وأصول.
2. أن الكلام في التفسير بدون اعتبار لمراتب طرقه، يوقع في الخطأ والضلال
3. على المفسر أن يكون على علم ودراية بعدد من علوم الآلة حتى يرتفع باجتهاده عن الخطأ، كالجرح والتعديل و علوم اللغة.
4. أن أكثر القرآن مبين واضح تعرفه العرب من كلامها.
5. أن الخطأ وقع في أكثر كُتب التفسير، بسبب بعض اجتهادات المفسرين غير المنضبطة ودخول كثير من الفتن والضلالات في الأمة.
أكثرتِ من النسخ أختي، ولو عبرتِ بأسلوبك لكان أنفع لكِ.
التقييم: ب
وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 جمادى الآخرة 1441هـ/16-02-2020م, 02:00 AM
إيمان علي محمود إيمان علي محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 123
افتراضي

المجلس الثالث عشر
المجموعه الثانيه

اجابه السؤال الاول
فائده علم البديع للمفسر:
  • يعرفه بمحاسن الالفاظ ولطائف المعاني وحسن دلاله الالفاظ على المعاني
  • يكشف عن معان بديعه لطيفه قد لا يتفطن لها كثير من الناس وتفيده في التدبر واستحضار معاني الايات ولوازم المعاني
  • يستعان به على استخراج الاوجه التفسيريه لكثرة ادواته العلميه وتنوعها
مثال من بديع الإيجاز :
قول الله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} وقد ذكر ابن أبي الإصبع سبعة أنواع من البديع في هذه الجملة، وكانت العرب في الجاهلية تتمثّل في تحسين القَصاص بقولهم: "القتل أنفى للقتل" ورُوي أنّ هذه العبارة مترجمة عن مقولة لأردشير ملك الفرس.
قال ابن معصوم: (وقوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} .. معناه كثير ولفظه يسير، لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قَتَل قُتِل كان ذلك داعيا قويا له إلى أن لا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل الذي هو القصاص، كثير من قتل الناس بعضهم لبعض؛ فكان ارتفاع القتل حياة لهم، وقد فُضّلت هذه الجملة على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى، وهو قولهم: "القتل أنفى للقتل" بعشرين وجها أو أكثر)


اجابه السؤال الثاني
علم تناسب الالفاظ والمعاني: هو علم لغوي يلتئم من معرفه صفات الحروف ودرجاتها وتناسب ترتيبها ومراتبها مع العلم بالاشتقاق والتصريف و الاشباه والنظائر و الفروق اللغويه


اجابه السؤال الثالث
الاحتباك: هو في إفتعال من الحبك وهو شده الاحكام في حسن وبهاء
وهو عند اهل البديع: ان يقابل بين جملتين مقابله غير متطابقه فيحذف من الجمله الاولى ما يقابل الثانيه ويحذف من الجمله الثانيه ما يقابل الاولى , فتدل بماذكرت على ما حذفت ويحتبك اللفظ والمعنى بايجاز بديع
فمثلا: قوله تعالى" افمن يلقى في النار خير ام من ياتي امنا يوم القيامه" فقابل بين جزاء وحال وكان المتبادر الى الذهن ان يقابل بين جزاء وجزاء وبين حال حال , والخروج عن المتبادر الى الذهن لا يكون الا للفائده بلاغيا
وتقدير الكلام: افمن ياتي خائفا يوم القيامه فيلقى في النار خير أمن ياتي آمنا يوم القيامه فيدخل الجنه
وهذا احتباك ثنائي التركيب

اجابه السؤال الرابع
الإنحراف في التفسير اللغوي من أهم أسبابه :
معارضة النصوص المحكمة وإجماع السلف واتباع المتشابه لهوى في النفس وزيغ في القلب
قال تعالى :" وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله "
فكثير من أهل البدع يشككوا في أدلة الإعتقاد الصحيح بمسند لغوي ويتوهمونه حجة لهم , ولا حجة لهم على باطلهم,فلا يمكن اين يقع تعارض بين ما اجمع عليه من الاعتقاد الصحيح وبين الادله اللغويه الصحيحه, و متى اقيم التعارض بينهما علمنا خطا مدعي التعارض او وهمه او كذبه
وقد روج أهل البدع كثير من بدعهم في التفسير , لمهارتهم في دس بدعهم بحجج لغوية واهية , ولغفلة بعض أهل السنة راجت عليهم الخدع البيانية التي يظهرها هؤلاء لترويج باطلهم

ومن مظاهره :
  • دعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف
  • التشكيك في النصوص الصحيحة من حيث دلالتها , وإقامة الإحتمالات اللغوية لتشتيت فيها
  • اتباع الحيل لنصرة أقوال أهل البدع
  • ضعف العناية بالسنة , وازدراء أهل الحديث واتهامهم بسوء الفهم وضعف الحجة , والمعلوم أن أهل الحديث هم رافعوا راية السنة , فلا يطعن في عامتهم إلا من غاظه ما قاموا بحمله
  • دعوى التعارض بين النصوص , ويبتغي من الجمع بينها مسلكا يروج به بدعته

وآثار هذا الإنحراف خطيرة , فمن اتبع غير سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فهو في ضلال مبين وقد ورد في القرآن والسنة الوعيد له
ومن اتبع أهل البدع والأهواء فهو متبع لأئمة الضلالة , ومن اتبع أحد فهو معه

وينبغي الإنتباه إلى أن البدع لها درجات وأحكام فمستقل ومستكثر


اجابه السؤال الخامس
الاجتهاد المشروع في التفسير هو القائم على اصول صحيحه وفي موارده الصحيحه وهذا لا حرج فيه بل قد يجب في بعض الاحوال
اما القول في القران بغير علم ما كان عن تخرص أوتكلف او مخالفه للنص الصحيح او الإجماع , فمن اعتمد في تفسيره على مجرد الراي فهو مخطئ وان اصاب مصادفه لانه لم يسلك المسلك الصحيح ومن اجتهد اجتهادا مشروعا فهو ماجور وان أخطا وخطؤه مغفور لانه سلك سبيل الاجتهاد الصحيح

اجابه السؤال السادس
  • فضل هذه الامه بإقبالها على كتاب ربها حفظا او دراسه وعمل وفهم
  • ان دراسه الطرق التفسير لا غنى عنها للمفسر
  • علم اليقين باعجاز القران و انه يستحيل ان ياتي بشر من قبل نفسه
  • ان من تقول في القران بغير علم ولا اهليه فقد عرض نفسه لغضب الله وعذابه ووعيده
  • ان الجهل والغفله هما عدوا الإنسان فبهما يصير فريسة لأهل الزيغ والضلال يضلونه عن الحق ويلقون به في الهلاك
  • أن العلم الشرعي هو السبيل الموصل للحق لمن طلبه
  • ان الامه لا يخلوعصر من عصورها من طائفه على الحق تدعو اليه

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 جمادى الآخرة 1441هـ/17-02-2020م, 11:17 AM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تابع تصحيح المتأخرات:


إيمان علي محمود أ
أحسنتِ أحسن الله إليكِ.
الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir