استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1- ينبغى للعبد أن يبادر بالإستجابة إلى أمر الله تعالى ولا يعترض ويجادل ويعاند ، قال تعالى : ( فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ) .
2- ينبغى للمرء أن يتأدب مع الله تعالى ولا يتخلق بأخلاق بنى إسرئيل ، قال تعالى : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) .
3- أن من يشدد يشدد الله عليه ويحرم من التوفيق ، قال تعالى : ( وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) .
4- ينبغى للعبد أن يحرص على استماع المواعظ والرقائق حتى يتخلى عن قسوة قلبه التى تمنعه من ال،تفاع بالمواعظ ، ، قال تعالى : ( ثمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) .
5- ينبغى للعبد أن يستحضر مراقبة الله جل وعلا وأنه لا تخفى عليه خافيه ، قال تعالى: ( وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) ، وقوله تعالى : (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .
6- ليحرص العبد على التفكر فى خلق الله والآيات الكونية ، قال تعالى : ( وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) .
7- دور الاستثناء وأهميته فى التوفيق ، قال تعالى : ( وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ) .
المجموعة الثانية:
1-حرّر القول في معنى "أو" في قوله تعالى: {فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
أجمع العلماء عليهم رحمة الله على استحالة تأتى كونها للشّكّ
وقد ورد في معنى "أو" في قوله تعالى: {فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}عدة أقوال :
القول الأول :(أو) بمعنى الإباحة ، والمعنى أن قلوب هؤلاء إن شبهتم قسوتها بالحجارة فأنتم مصيبون أو بما هو أشد فأنتم مصيبون ، ومنه قوله تعالى : {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا... أو كصيّب} ، وذكره الزجاج .
القول الثانى :(أو) بمعنى الواو، كما قال تعالى: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}أى :ولا تطع منهم آثمًا وكفورا، وذكره ابن عطيه وابن كثير.
القول الثالث : (أو) بمعنى بل ، ومنه قوله تعالى: { وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أى : بل يزيدون، وذكره ابن عطيه وابن كثير .
القول الرابع : (أو) بمعنى التخيير ،أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا، وذكره ابن عطيه وحكاه القرطبى والرازى ونقله عنه ابن كثير.
القول الخامس : (أو) بمعنى الشك ، أى : لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة ، وذكره ابن عطيه ونقل ابن كثير إجماع علماء العربية على استحالة كونها للشك .
القول السادس : (أو) بمعنى الإبهام ،الإبهام على المخاطب، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي :
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا ، وذكره ابن كثير .
2- فسّر بإيجاز قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
لما ذكر الله حال بنى اسرئيل، حيث أمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة ، قال اللّه تعالى: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة الّتي كتب اللّه لكم} ، وأمرهم الله سبحانه أن يأكوا من الطيبت وأن يدعوا الله أن يحط عنهم ذنوبهم , ولكن هؤلا القوم بدلوا وحرفوا ، {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}، فبدلاً من يستجيبوا لأمر الله ، بدلوا أمر الله جل وعلا ، حيث بدلوا كلمة( حطة ) بقول حبة في شعرة كما روى النسائى من حديث ورد عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ» ، فعاقبهم الله تعالى :{فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون} .