دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الثاني 1441هـ/16-12-2019م, 02:35 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابات المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية ؟ بيّن إجابتك بالدليل :
جمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة ، لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً ، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها ، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري ، ولا يصحّ خلاف ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا عن أحد من التابعين.

وممن قال : انها مدنية :
قال مجاهد رحمه الله : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن ابي شيبة في مصنفه بلفظ مقارب.
قال الحسين بن الفضل البجلي : لكل عالم هفوة ، وهذه مُنكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها ، والعلماء على خلافه. ذكره الثعلبي.
وقيل : نزلت مرتين : مرة بمكَّة ومرة بالمدينة :

وهذا القولُ نُسب إلى الحسين بن الفضل البجلي وفي النسبة إليه نظر ، وقال به القشيري في تفسيره ، وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين ، وهو جمع فيه نظر ، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
وقيل : نزل نصفها بمكة ، ونصفها الآخر بالمدينة :

وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره ، وهو قول باطل لا أصل له ، قال ابن كثير : وهو غريب جداً.


س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد ؟
المشهور عن القرّاء ترتيلها ، وقد تكلّموا في أحكام وصل الاستعاذة بالبسملة وبالآية بعدها ، وفي الوقف عليها ،كما هو معروف في كتب القراءات والتجويد.
وقد جرى عمل كثير من القراء ، ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها ، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة.
ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن.
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء ، لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم. رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة.

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : اقرأوا كما عُلّمتم. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه

س3: ما معنى اسم الرحمن ؟ وما معنى اسم الرحيم ؟ وما الحكمة من اقترانهما ؟
(الرحمن) ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، وبناء هذا الاسم على وَزن "فَعْلان" يدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية ، وهو اسم مختصّ بالله تعالى ، لا يُسمَّى به غيره.
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل ، أي : راحم ، ووزن فعيل من أوزان المبالغة ؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة ، والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين ؛ فهو عظيم الرحمة ، وكثير الرحمة.
واختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين ، وكثرة تكررهما مقترنين ، على أقوال أحسنها وأجمعها : ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى ، حيث ذكر ان (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه ، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم ؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل ، فالأول دال على أن الرحمة صفته ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى : {مالك يوم الدين} ، وما أثرها على المعنى ؟ وما موقفنا من هذه القراءات ؟
في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان :
الأولى : {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم ، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية : {ملك يوم الدين} بحذف الألف ، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.

أمَّا المَلِك : فهو ذو المُلك ، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه ، وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص ؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله ؛ فكلّ ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم ، ويأتونه كما خلقهم أوَّل مرة مع سائر عباده عراة حفاة غرلاً ؛ كما قال الله تعالى : {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
وأمَّا المالك : فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين ، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا ، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً إذ يأتيه الخلق كلّهم فرداً فرداً لا يملكون شيئاً ، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.
فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه ، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى ، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها ؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك ، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك ، فالله تعالى هو المالك الملِك ، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه ، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.

وموقفنا من هذه الاقراءات : الايمان بها ، وتلاوتها ، واثبات المعني المراد منها.


س5: بيّن معنى الاستعانة ، وأقسامها :
الاستعانة هي طلب العون ؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ ، وهي أوسع معاني الطلب ، بمعني انها إذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة ؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة : طلب الإعانة على دفع مكروه ، وحقيقة الاستغاثة : طلب الإعانة على تفريج كربة.
فالاستعانة بمعناها العام تشمل : الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها ؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
والاستعانة على قسمين :
القسم الأول : استعانة العبادة :

وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب ، فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر ، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا ، فالاستعانة ملازمة للعبادة ، فكل عابد مستعين ؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
القسم الثاني : استعانة التسبب :

وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية ، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة ؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.

وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض ، فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة ، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة ، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.


س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى : {اهدنا الصراط المستقيم} :
تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواع :
1- فيأتي معدّى بإلى ، كما في قوله تعالى : {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ، فهو متضمّن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط المستقيم.
2- ويأتي معدّى باللام ، كما في قوله تعالى : {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا} ، بمعنى حصول الهداية للعبد وتحققها وتهيّئها له.

3 - ويأتي معدّى بنفسه ، كما في قوله تعالي :{اهدنا الصراط المستقيم} ، فيجمع هذه المعاني كلها.
فقوله تعالى : {اهدنا الصراط المستقيم} جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.


س7: هل يجهر المأموم بالتأمين ؟
اتّفق العلماء على أنّ المأموم يقول : آمين ؛ لكن اختلفوا في الجهر بالتأمين وإخفائه على أقوال ، أرجحها أنه يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية.
لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا يقول: ( لا تبادروا الإمام ، إذا كبَّر فكبّروا ، وإذا قال :{ ولا الضالين} فقولوا : آمين ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ؛ فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ). متفق عليه ، واللفظ لمسلم.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة ؟
1 - في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ ، فلا يحمد علي شئ الا هو ، فهو وحده المستحق للحمد من جميع الوجوه ، وعلي جميع الأحوال.
2 - في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } اثبات الربوبية لله وحده ، فهو ربي ورب العالمين ، فهو وحده جل وعلا المتصرف بأحوالنا ، العالم بما يصلحنا ، يربينا كيفما شاء ، فلا نتسخط علي أقداره ، ولا نكفر نعمه جل وعلا.
3 - في قوله تعالي { الرحمن الرحيم } إثبات ما تضمناه من الرحمة لله جل وعلا ، فلا نطلب الرحمة والعفو والمغفرة الا منه جل وعلا ، وان اي رحمة تقع بنا فهي منه وحده ، لا يستحق الشكر والحمد عليها الا هو جل وعلا.
4 - في قوله تعالي { مالك يوم الدين } اثبات البعث والمعاد ، فلم يخلقنا الله هملا ، وسيبعثنا للجزاء والحساب ، فلنعمل لهذا اليوم الذي سنقف فيه بين يديه جل وعلا.
5 - في قوله تعالي { اياك نعبد} اثبات العبودية لله جل وعلا ، فلا نعبد الا اياه ، ولا نستعين الا به ، ولا نصرف اي خصيصة من خصائص العبودية الا له وحده.
6- في قوله تعالي : { اهدنا الصراط المستقيم } الهداية للصراط المستقيم لا تكون الا بالله تعالي ، فهو الهادي وحده عز وجل ، فلا تطلب الهداية الا منه وحده.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1441هـ/17-12-2019م, 01:11 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابات المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية ؟ بيّن إجابتك بالدليل :
جمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة ، لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً ، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها ، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري ، ولا يصحّ خلاف ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا عن أحد من التابعين.

وممن قال : انها مدنية :
قال مجاهد رحمه الله : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن ابي شيبة في مصنفه بلفظ مقارب.
قال الحسين بن الفضل البجلي : لكل عالم هفوة ، وهذه مُنكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها ، والعلماء على خلافه. ذكره الثعلبي.
وقيل : نزلت مرتين : مرة بمكَّة ومرة بالمدينة :

وهذا القولُ نُسب إلى الحسين بن الفضل البجلي وفي النسبة إليه نظر ، وقال به القشيري في تفسيره ، وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين ، وهو جمع فيه نظر ، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
وقيل : نزل نصفها بمكة ، ونصفها الآخر بالمدينة :

وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره ، وهو قول باطل لا أصل له ، قال ابن كثير : وهو غريب جداً.


س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد ؟
المشهور عن القرّاء ترتيلها ، وقد تكلّموا في أحكام وصل الاستعاذة بالبسملة وبالآية بعدها ، وفي الوقف عليها ،كما هو معروف في كتب القراءات والتجويد.
وقد جرى عمل كثير من القراء ، ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها ، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة.
ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن.
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء ، لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم. رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : اقرأوا كما عُلّمتم. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه

س3: ما معنى اسم الرحمن ؟ وما معنى اسم الرحيم ؟ وما الحكمة من اقترانهما ؟
(الرحمن) ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ، وبناء هذا الاسم على وَزن "فَعْلان" يدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية ، وهو اسم مختصّ بالله تعالى ، لا يُسمَّى به غيره.
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل ، أي : راحم ، ووزن فعيل من أوزان المبالغة ؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة ، والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين ؛ فهو عظيم الرحمة ، وكثير الرحمة.
واختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين ، وكثرة تكررهما مقترنين ، على أقوال أحسنها وأجمعها : ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى ، حيث ذكر ان (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه ، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم ؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل ، فالأول دال على أن الرحمة صفته ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى : {مالك يوم الدين} ، وما أثرها على المعنى ؟ وما موقفنا من هذه القراءات ؟
في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان :
الأولى : {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم ، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية : {ملك يوم الدين} بحذف الألف ، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.

أمَّا المَلِك : فهو ذو المُلك ، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه ، وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص ؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله ؛ فكلّ ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم ، ويأتونه كما خلقهم أوَّل مرة مع سائر عباده عراة حفاة غرلاً ؛ كما قال الله تعالى : {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
وأمَّا المالك : فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين ، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا ، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً إذ يأتيه الخلق كلّهم فرداً فرداً لا يملكون شيئاً ، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.
فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه ، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى ، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها ؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك ، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك ، فالله تعالى هو المالك الملِك ، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه ، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.

وموقفنا من هذه الاقراءات : الايمان بها ، وتلاوتها ، واثبات المعني المراد منها.


س5: بيّن معنى الاستعانة ، وأقسامها :
الاستعانة هي طلب العون ؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ ، وهي أوسع معاني الطلب ، بمعني انها إذا أطلقت دلَّت على معنى الاستعاذة والاستغاثة ؛ لأنَّ حقيقة الاستعاذة : طلب الإعانة على دفع مكروه ، وحقيقة الاستغاثة : طلب الإعانة على تفريج كربة.
فالاستعانة بمعناها العام تشمل : الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها ؛ لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
والاستعانة على قسمين :
القسم الأول : استعانة العبادة :

وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب ، فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر ، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا ، فالاستعانة ملازمة للعبادة ، فكل عابد مستعين ؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
القسم الثاني : استعانة التسبب :

وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية ، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة ؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.

وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض ، فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة ، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة ، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.


س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى : {اهدنا الصراط المستقيم} :
تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواع :
1- فيأتي معدّى بإلى ، كما في قوله تعالى : {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ، فهو متضمّن معنى الدعوة والإرشاد إلى الصراط المستقيم.
2- ويأتي معدّى باللام ، كما في قوله تعالى : {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا} ، بمعنى حصول الهداية للعبد وتحققها وتهيّئها له.

3 - ويأتي معدّى بنفسه ، كما في قوله تعالي :{اهدنا الصراط المستقيم} ، فيجمع هذه المعاني كلها.
فقوله تعالى : {اهدنا الصراط المستقيم} جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.


س7: هل يجهر المأموم بالتأمين ؟
اتّفق العلماء على أنّ المأموم يقول : آمين ؛ لكن اختلفوا في الجهر بالتأمين وإخفائه على أقوال ، أرجحها أنه يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية.
لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا يقول: ( لا تبادروا الإمام ، إذا كبَّر فكبّروا ، وإذا قال :{ ولا الضالين} فقولوا : آمين ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ؛ فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ). متفق عليه ، واللفظ لمسلم.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة ؟
1 - في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ ، فلا يحمد علي شئ الا هو ، فهو وحده المستحق للحمد من جميع الوجوه ، وعلي جميع الأحوال.
2 - في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } اثبات الربوبية لله وحده ، فهو ربي ورب العالمين ، فهو وحده جل وعلا المتصرف بأحوالنا ، العالم بما يصلحنا ، يربينا كيفما شاء ، فلا نتسخط علي أقداره ، ولا نكفر نعمه جل وعلا.
3 - في قوله تعالي { الرحمن الرحيم } إثبات ما تضمناه من الرحمة لله جل وعلا ، فلا نطلب الرحمة والعفو والمغفرة الا منه جل وعلا ، وان اي رحمة تقع بنا فهي منه وحده ، لا يستحق الشكر والحمد عليها الا هو جل وعلا.
4 - في قوله تعالي { مالك يوم الدين } اثبات البعث والمعاد ، فلم يخلقنا الله هملا ، وسيبعثنا للجزاء والحساب ، فلنعمل لهذا اليوم الذي سنقف فيه بين يديه جل وعلا.
5 - في قوله تعالي { اياك نعبد} اثبات العبودية لله جل وعلا ، فلا نعبد الا اياه ، ولا نستعين الا به ، ولا نصرف اي خصيصة من خصائص العبودية الا له وحده.
6- في قوله تعالي : { اهدنا الصراط المستقيم } الهداية للصراط المستقيم لا تكون الا بالله تعالي ، فهو الهادي وحده عز وجل ، فلا تطلب الهداية الا منه وحده.
ممتاز، بارك الله فيك وأحسن إليك. أ
الخصم على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir