خمس فوائد سلوكية من سورة العصر:
١ـ اغتنام الوقت فيما يصلح الدين والدنيا، فالله عزوجل أقسم بالعصر الذي هو الدهر محل أفعال العباد ، قال تعالى ( والعصر ).
٢ـ الاجتهاد في طلب العلم ،وسؤال الله التوفيق لذلك ، فالإيمان يتطلب علما ولا يكون الإيمان إلا به ، حتى ينجو الإنسان من الخسار ( إن الإنسان لفي خسر / إلا الذين آمنوا ).
٣ـ الحرص على الصحبة الصالحة ، فهي من أكبر المثبتات على الخير ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
٤ـ حمل النفس على الصبر ، فما أعطي العبد عطاء أوسع من الصبر ، فبه يبلغ العبد الدرجات العالية ، ولذا ذكره الله في آخر صفات الفائزين ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) لشرفه ومكانته.
٥ـ توطين النفس على تقبل النصيحة ، فالتواصي بالحق أحد أسباب الفوز في الدارين ( وتواصوا بالحق )
*فسر قوله تعالى :
( إن الإنسان لربه لكنود )
المقسم عليه
الكنود : هو الكفور للنعمة ، كثير الجحد لها، الذي يعد المصائب وينسى النعم، منوع للخير الذي عليه لربه
فطبيعته وجبلته أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل ، والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية ، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.
( وإنه على ذلك لشهيد)
عود الضمير :
ـ على الله ، فالله شهيد على ذلك ، وهذا فيه وعيد وتهديد شديد.
ـ على الإنسان: شهيد بلسان حاله كونه كنود ، ظاهر عليه في أفعاله و أقواله.
(وإنه لحب الخير لشديد)
فيها مذهبان :
لشديد المحبة للمال
لحريص بخيل
وكلاهما صحيح ، فهو كثير الحب للمال ، مجد في طلبه وتحصيله متهالك عليه ، قدم شهوة نفسه ، على حق ربه ، وذلك لقصر نظره وغفلته عن الدار الآخرة.
( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور )
قال الله له حاثا إياه على الخوف من يوم الوعيد ، فهلا يعلم هذا المغتر إذا خرج الأموات من قبورهم لحشرهم ونشورهم
( وحصل ما في الصدور)
أظهر وأبرز ما كانوا يسرون فصار السر علانية ، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.
( إن ربهم بهم يومئذ لخبير )
لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم عليه أوفر الجزاء فلا تخفى عليه خافية .
*متعلق الجار والمجرور في قوله تعالى ( في عمد ممدة )
أي أنهم :
١ـ في عمد من حديد ، قاله عطية العوفي ، ذكره ابن كثير
وقيل : عمد من نار، قاله السدي ، ذكره ابن كثير
وقيل : القيود الطوال ، قاله أبو صالح ، ذكره ابن كثير
وقيل أدخلهم في عمد مدت فمدت عليهم بعماد ، في أعناقهم السلاسل ، فسدت بها الأبواب ( اختاره ابن جرير ) ذكره ابن كثير
وقيل :
٢ـ أن الأبواب هي الممدودة ، قاله ابن عباس ، ذكره ابن كثير
فأطبقت عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد ، فلا يفتح عليهم باب ولا يدخل عليهم روح. ،قاله مقاتل ، ذكره الأشقر
*المراد بالنعيم :
وقيل النعيم هو:
ـ الصحة والأمن والرزق، ذكره ابن كثير
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( لتسألن عن النعيم ) قال : ( الأمن والصحة )
ـ حتى شربة العسل، قاله سعيد ابن جبير ، ذكره ابن كثير
ـ الغداء والعشاء، قاله الحسن البصري ، ذكره ابن كثير
ـ أكل السمن والعسل بالخبز النقي، قاله أبو قلابة ، ذكره ابن كثير
ـ صحة الأبدان والأسماع والأبصار، قاله ابن عباس ، ذكره ابن كثير
ـ كل لذة من لذات الدنيا ، وهو قول مجاهد يشمل كل الأقوال ، ذكره ابن كثير ، وذكر السعدي والأشقر أنه يشمل كل نعيم تنعموا به
عن زيد بن أسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) يعني شبع البطون ، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الخلق، ولذة النوم ) رواه ابن أبي حاتم.