• عناية العلماء بعلم السلوك:
لأئمة الدين من السلف الصالح ومن اتّبعهم بإحسان عناية بالغة بهذا العلم الجليل تعلّماً وترسّماً وتوصيةً وتأليفاً.
وقد تضمنت دواوين السنة المعروفة كتباً في هذا العلم الجليل منها:
- كتب الرقاق، والفتن، والدعوات في صحيح البخاري.
- وكتب الزهد والرقائق، الذكر والدعاء، والتوبة، في صحيح مسلم.
- وكتابا الدعاء والزهد في سنن ابن ماجه.
- وكتب الزهد، والبر والصلة، والأمثال، والدعوات في جامع الترمذي.
- وكتاب الاستعاذة، من سنن النسائي الصغرى.
- وكتب الرقائق، والمواعظ، وعمل اليوم والليلة، والاستعاذة من السنن الكبرى للنسائي.
- وكتب الزهد، والدعاء، والأمراء من مصنف بن أبي شيبة.
- وكتاب الرقاق من سنن الدارمي.
- وكتب الرقاق، والدعاء والذكر، والتوبة والإنابة من مستدرك الحاكم.
- وكتابا البرّ والإحسان، والرقائق من صحيح ابن حبان.
وقد أفرد جماعة من الأئمة كتباً في هذا العلم منها كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وللمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع بن الجراح، وأسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي داوود السجستاني، والخطيب البغدادي، والبيهقي له كتاب الزهد الكبير، وكتاب شعب الإيمان وهما من أجمع كتب السلوك.
ولأبي حاتم الرازي كتاب مطبوع في الزهد، وفي تحقيق نسبته إليه خلاف.
وللآجري كتاب "أدب النفوس"
وللخرائطي كتاب"اعتلال القلوب".
وكتب الزهد والرقاق وإن كان هذا الغالب على تسميتها عند السلف فموضوعاتها متنوعة في أبواب علم السلوك، وهي غير منحصرة في المعنى اللفظي لكلمتي "الزهد" و"الرقائق" أو "الرِّقَاق"، وإن كان هذا من الأثر المرجو لمن قرأها؛ فهذه الكتب تضمنت من الأحاديث والآثار، والسير والأخبار، والوصايا والمواعظ قدراً كبيراً مباركاً عظيم النفع في أبواب كثيرة من علم السلوك.
ومباحث علم السلوك كثيرة متنوعة، وهي وإن لم يحطْ بها كتابٌ من هذه الكتب المصنفة إلا أن مجموعها مشتمل على عامّة مسائل هذا العلم.
ثم كثرت التصانيف في هذا العلم وتنوعت ، واختلفت مشارب مؤلفيها بحسب مكانهم من العلم والمعرفة بهذا العلم وبما يضبطه من علم الاعتقاد وعلم التفسير وعلم الحديث وغيرها.
والضعف والتقصير في أحد هذه العلوم له أثره في تلك الكتب، فمن كان مقصراً في تحقيق مسائل الاعتقاد ظهر في كتبه أغلاط بيّنه، ومنهم مَن انتحل طريقة مبتدعة في التصوف، ومنهم من غلا في ذلك غلواً كبيراً وصار له أتباع ومريدون تأثروا به فأحدث من البدع والفتن ما الله به عليم .
ومن كان مقصّراً في علم الحديث أورد في كتبه من الأخبار الواهية ما يستنكر .
لكن يبقى أجود ما كتب في هذا العلم ما كتبه الأئمة من أهل الحديث لمن كان له معرفة بالأسانيد لأن من منهم من لم يشترط الصحة فيما يخرّجه، وإنما يذكر ما روي في الباب.