تلخيص مقاصد الرسالة التبوكية لابن القيم رحمه الله
المقصد العام:
بيان وجوب الهجرة إلى الله ورسوله وزاد المهاجر.
المقاصد الفرعية:
1. بيان أنواع الهجرة
لو جعلت عنوان المقصد: الهجرة إلى الله ورسوله, ثم نذكر بأنها قد تكون بالبدن أو بالقلب, لأن هجر بلاد الكفار من الهجرة إلى الله ورسوله.
· الهجرة هجرتان:
الهجرة الأولى: هجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.
الهجرة الثانية: هجرة إلى الله ورسوله.
· الهجرة إلى الله ورسوله فرض عين على كل أحد في الدنيا.
· يسأل العبد عنهما في البرزخ ويوم القيامة.
قال قتادة:
"كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ ".
· الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام إنما هي تابعة للهجرة إلى الله ورسوله.
وهي هجرة عارضة قد لا تتعلق بالمرء إن لم يحصل موجبها.
2.بيان معنى الهجرة إلى الله
الكلام هنا عن هجرة القلب
· الهجرة إلى الله تتضمن هجران ما يكرهه الله وإتيان ما يحبه الله ويرضاه.
· أصل الهجرة إلى الله حب ما يحبه الله، وبغض ما يبغضه الله
· تحقيق هذه الهجرة مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
· داعي الإيمان يدعو العبد إلى مرضاة الله عز وجل، لهذا كثر اقتران الإيمان بالهجرة في القرآن.
· كلما قوي داعي المحبة قويت الهجرة إلى الله وإذا ضعفت المحبة ضعفت الهجرة.
· داعي الهوى والشيطان والنفس يصدون العبد عن مرضاة الله
· الهجرة إلى الله تتضمن بداية وغاية "من" و "إلى"
الهجرة من عبودية غير الله إلى عبودية الله فيتحقق بهذا توحيد الألوهية.
هذه العبادات تشمل العبادات القلبية مثل الخوف والتوكل وغير القلبية.
ويتحقق بهذا معنى قوله تعالى:
{ففروا إلى الله}
■ الفرار من الله إليه:
· يتحقق توحيد الربوبية وإثبات القدر بالفرار من الله إليه.
· الإيمان بأن كل ما في الكون من مكروه ومحذور إنما هو بمشيئة الله.
· العبد يفر مما يخافه ويكرهه (وهو بمشيئة الله) إلى رحمة الله وبره وإحسانه.
· يدخل تحت هذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بك منك) و (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك)
· تحقيق هذه المعاني يوجب:
- انقطاع التعلق بغير الله بالكلية خوفًا ورجاء ومحبة.
- تحصيل العبد الأمان في هذه الدنيا.
3. بيان معنى الهجرة إلى رسول الله
· حد الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم عرض كل مسألة ونازلة على هديه، واتباعه فيها.
· تحقيق هذه الهجرة مقتضى شهادة أن محمد رسول الله
· اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم يستلزم طاعته في أمره.
· هدي النبي صلى الله عليه وسلم وحي من الله عز وجل
قال تعالى:
{قل إن ضللت فإنّما أضلّ على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربّي إنّه سميعٌ قريبٌ (50)}.
· حكى الشافعي - رضي الله عنه - إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أنّ من استبانت له سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
· سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُعارض بالعقل!
· سنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه تفيد اليقين.
· كل شرور الدنيا والآخرة إنما تحصل بمخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
· تحقيق معنى الهجرة إلى الرسول لا يحصل بمجرد الدعوى، ولا بالنسب إليه أو إلى موطنه صلى الله عليه وسلم.
· بيان عظم المصاب وعموم البلوى بانقطاع الناس عن الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
■ قال تعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا (65)}
· مقصد الآية نفي الإيمان عن العبد حتى يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع، وينشرح صدره بذلك، وينقاد لأمره لا تسليم قهر ومصابرة.
· تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم برد الأمر إليه في حياته وإلى سنته بعد مماته.
· (ما) في قوله {فيما شجر بينهم} تدل على العموم.
· أكد الله عز وجل معنى هذه الآية بعدة مؤكدات:
1. نفي القسم بـ (لا) يفيد التأكيد.
2. التأكيد بالقسم.
3. المقسم به، وقد أقسم بنفسه سبحانه
4. التأكيد بانتفاء الحرج {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا} ووجود التسليم {ويسلموا}
5. تأكيد الفعل بالمصدر {ويسلموا تسليمًا}
هذا استطراد
■ قال تعالى: {النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم}
· تتحقق هذه الأولية بـ:
1. أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب للعبد من نفسه.
2. تحقيق لوازم المحبة من الرضى بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على كل من سواه.
3. ألا يكون للعبد حكم على نفسه، بل يكون الرسول حكمًا على نفسه.
اقتباس:
4. عرض قول من سوى النبي صلى الله عليه وسلم من الناس على قوله، فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، وإن لم يتبين له موقفه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم توقف فيه.
· ادعاء أن العقل أصدق من النقل ينافي هذه الأولوية.
· ادعاء أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا تفيد اليقين ينافي هذه الأولوية.
|
هل هذا من تحقيق الأولوية التي نصت عليه الآية؟
■ قال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللّه أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا (135)}.
· تصدير الآية بالنداء لبيان أن فعل ما جاء بها من أوامر والانتهاء عما بها من نواه هو من مقتضيات الإيمان.
· القيام بالقسط يعني القيام بالعدل في حق كل أحد ويدخل فيها الآراء والمذاهب على أهميتها لتعلقها بأمر الله عز وجل.
· الشهادة لله هي الإخبار بالحق، فيكون شاهد عدل، ابتغاء وجه الله وحده، وتتضمن الشهادة بالقسط أيضًا.
· تحقيق القيام بالعدل والشهادة لله ولو على النفس أو أحب الناس للعبد (الوالدين والأقربين)، وعلى الغني أوالفقير.
·
{فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا}
نهي عن اتباع الهوى كراهة العدل (على قول البصريين)
لا يحمله بغض العدو على كتمان الحق.
ولا يحمله حب القريب على التحريف أو الظلم.
ولا يحمله رجاء منفعة الغني، أو الخوف من إعدام الفقير على عدم القيام بالقسط.
· بيان أسباب كتمان الحق والتحذير منهما في قوله تعالى:
{وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا}
1. اللي وهو التحريف ومنه:
- تحريف لفظي وهو تغيير اللفظ بالزيادة أو النقصان أو التبديل أو نطقه بما يوهم السامع خلاف المراد.
- تحريف المعنى: وهو تأويل المعنى على خلاف مراد المتكلم منه.
2. الإعراض وهو كتمان الحق.
· دلت الآية على أن من مقتضيات الإيمان تلقي النصوص بالقبول وعدم مقابلتها بالتحريف أو الإعراض، ودعوة الخلق إليها والقيام بها بالعدل على كل أحد ولو على نفسه.
■ قال تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}
· إذا ثبت لله ولرسوله في كل مسألة من المسائل حكمٌ طلبيٌّ أو خبريٌّ وجب العمل به.
· ليس للعبد أن يتخير خلاف ما اختاره له الله ورسوله، وفعل هذا مناف لمقتضى الإيمان.
■ قال تعالى: {قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّوا فإنّما عليه ما حمّل وعليكم ما حمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين (54)}
· دلت الآية على وجوب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
· فرق بين طاعته
{أطيعوا الله} و طاعة الرسول
{وأطيعوا الرسول} لبيان أن طاعة الرسول واجبة وإن لم يأت فيما أمر به آية من القرآن.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك رجلٌ شبعان متكئٌ على أريكته يأتيه الأمر من أمري؛ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من شيء اتبعناه، ألا وإنّي أوتيت الكتاب ومثله معه".
·
{وإن تطيعوه تهتدوا}
فيها تعليق جواب الشرط (الهداية) على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
· الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بالتبليغ ونحن مأمورون بالطاعة.
{فإنما عليه ما حُمل وعليكم ما حملتم}
■ قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا}
· طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست طاعة مستقلة.
· صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"على المرء السّمع والطاعة [فيما أحبّ وكره] ما لم يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية الله، فلا سمع ولا طاعة".
· الأمر عند التنازع يرد إلى الله ورسوله
· الرد إلى الله رد إلى كتابه.
· الرد إلى الرسول رد إليه في حياته ورد إلى سنته بعد مماته.
· ختام الآية ب
{ذلك خير وأحسن تأويلا} بيان لحسن عاقبة من أطاع الله ورسوله ورد الأمر إليهم عند التنازع.
وفقك الله: الكلام ينقصه الترتيب, فالقارئ بعد مجاوزة عنوان المقصد؛ لا يدري مثصود الكلام, فالأولى اختيار عنوان المسألة التي تدل على المقصد الفرعي ثم تأت بالأدلة عليها, مثاله:
تحكيم سنة النبي عليه الصلاة والسلام وشرعه...
ثم تسوقي الأدلة وتعلقي عليها بكلام واضح متسلسل.
4. بيان موقف الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
هذا تابع لما قبله
· بيان اختلاف الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين شقي وسعيد.
· قال - صلى الله عليه وسلم -:
"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم: كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفةٌ طبّبةٌ قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا, ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
- بين هذا الحديث أقسام الناس من قبول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
قسمان سعيدان وهما:
1. من انتفع بالعلم ورفع به رأسًا فتعلمه وعمل به،ومثّل به بالأرض الطيبة.
وحتى يكون المرء من هذا القسم
يحتاج إلى:
أ: أن يكون العَوْد طيبًا فيسهل عليه القبول علمًا وعملا وإرادة.
ب: أن تكون النفس قوية غالبة لدواعي البطالة والغي والهوى.
ج: علم شاف بحقائق الأشياء فيميز بين الحق والباطل.
2. من انتفع بالعلم ودعا إليه فنفع الناس به، ومثّل به بالأرض الأجادب.
قسم شقي:
من لم يقبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل له بالأرض القيعان.
· ينقسم الأشقياء إلى قسمين من حيث (متبوعيهم):
القسم الأول: يكون فيه الأتباع والمتبوعون مشتركون في الضلالة:
· ضلالة الأتباع والمتبوعين إما بافتراء الكذب أو التكذيب بالحق.
قال تعالى:
{فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين (37)
· تركوا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتبعوا غيره، واتخذوه خليلًا:
قال تعالى:
{ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول ياليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا (27) ياويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا (28) لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولًا (29)}.
· مآل هذه الخلة العداوة يوم القيامة:
قال تعالى:
{الأخلّاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلّا المتّقين (67)}.
· حسرة من تولى عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، حيث لا ينفعهم اعتذار.
قال تعالى:
{يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون ياليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا (66) وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا (67) ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا (68)}.
· لعنة الأتباع والمتبوعين بعضهم لبعض يوم القيامة: قال تعالى:
{قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون (38) وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون (39)}.
- {لكل ضعف} وإن لم يطلع كل فريق على تضعيف العذاب للآخرين.
- {فما كان لكم علينا من فضل} لأنهم جاؤوهم الرسل وبينوا لهم الحق ولكنهم أبوا إلا اتباع المضلين والإعراض عن الرسل.
القسم الثاني: يكون فيه المتبوعون على هدى، والأتباع على ضلالة:
· هذا الفريق يدعي اتباع أهل الحق وهم يخالفون طريقتهم.
· ويدعون أن اتباعهم ينفعهم يوم القيامة، فاتخذوهم من دون الله أولياء.
· يتبرأ المتبوعين من أتباعهم يوم القيامة، وتنقطع كل الأسباب من دون الله.
قال تعالى: {إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب (166) وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار (167)}.
· لا ينفع العبد يوم القيامة إلا التجرد والإخلاص لله عز وجل، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
· السعداء من اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم على قسمين.
القسم الأول: سعداء لهم حكم الاستقلال:
· ثبت رضى الله عنهم، فاستحقوا السعادة بذلك.
· هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
· قال تعالى:
{والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه}
- لفظ التابعين اشتهر كعلم على أصحاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لكن معنى الآية يشمل كل من تحقق فيه هذا الوصف
{والذين اتبعوهم بإحسان}
- الباء في {بإحسان} للمصاحبة، فكانت التبعية مصاحبة للإحسان فهو قيد في الاتباع.
القسم الثاني: أتباع المؤمنين من ذريتهم:
· قال تعالى:
{والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ (21)}.
· هولاء الذرية لم يثبت لهم حكم التكليف في الدنيا ولم يأتوا بعمل يستحق الدرجات العالية التي نالها آباؤهم.
· يلحق الله الذرية بالآباء في الفضل إكرامًا لهم.
{ألحقنا بهم ذريتهم}
· لا ينقص الآباء من أجورهم شيئًا. قال تعالى:
{وما ألتناهم من عملهم من شيء}
· ولا يلحق الآباء من آثام أبنائهم شيئًا
{كل امرئ بما كسب رهين}
5. بيان زاد المهاجر إلى الله ورسوله
· الزاد:
- العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- دوام التفكر في آيات القرآن وتدبره، حتى تشغل معانيه خواطر القلب
إن فعل هذا تمكن الإيمان من قلبه، وحصلت له الاستقامة والسكينة على الطريق، مهما اضطرب الكون من حوله.
· الطريق:
بذل الجهد واستفراغ الوسع فيه، وذلك بـ:
- ألا يخاف في الله لومة لائم.
- أن تهون عليه نفسه في الله.
ويحتاج إلى الصبر لتحقيق هذين الأمرين.
· المركب:
- صدق اللجأ إلى الله والتضرع إليه والافتقار إليه.
لم تذكري أدلة المقصد
6. بيان وجوب التعاون في الطريق إلى الله
هذا يلحق بزاد المهاجر ولوازم الهجرة
■ قال تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب (2)}.
· في هذا الآية بيان الواجب بين العبد وربه وهو {واتقوا الله}
- تحصل التقوى بإيثار طاعة الله، واجتناب معصيته.
- لا يتم هذا الواجب إلا بتحقيق الإخلاص لله عز وجل (عزل الخلق من البين)
· الواجب بين العبد والخلق
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاووا على الإثم والعدوان}
(وهو المقصود)
- لا يتم هذا الواجب إلا بعزل حظ النفس من الوسط.
- أن يقوم بمعاونة إخوانه على البر والتقوى لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر.
- التعاون على البر والتقوى أساس سعادة المرء وفلاحه.
- من حقق هذا الواجب، أقبل الله إليه بقلوب عباده، وفتح على قلبه أبواب العلم، ويسّره لليسرى.
- من فرّط فيه حصل له عكس ذلك.
7. آفات على طريق الهجرة وعلاجها:
■ انعدام الرفيق:
· لا ينبغي أن ينتظر السالك وجود الرفيق الذي يأنس به.
· انفراد العبد في طريق طلبه دليلٌ على صدق المحبة.
· على السالك أن يصاحب لأموات الذين هم في العالم أحياء، الذين سبقوه على الطريق، فيأنس بسيرتهم، وآثارهم الجميلة.
■ معارضته من الخلق:
· الناس أمام السالك إلى الله عز وجل إما:
1. معارض مناقض
2. لائم مصرح أو معرِّض.
3. فارغ عن الحركة مُعرض.
4. موافق يأنس به وحصوله قليل.
· على السالك أن يعمل بقول الله تعالى:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199)}
1. {خذ العفو} وهو ما يأخذه السالك من الناس:
العفو ما عفا من أخلاقهم، وسمحت به طبائعهم، ووسعهم بذله من أموالهم وأخلاقهم.
2. {وأمر بالعرف}
وهذا ما يكون من السالك إلى الناس أن يأمرهم بكل معروف.
3. {وأعرض عن الجاهلين}
ما يقابل به جاهلهم وهو الإعراض عنه.
والحمد لله رب العالمين.