دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو القعدة 1440هـ/8-07-2019م, 08:35 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس السادس والعشرون: مجلس تطبيقات البلاغة القرآنية

(مجلس تطبيقات البلاغة القرآنية)


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها.


المجموعة الأولى:
س1: اقرأ رسالة جلال الدين السيوطي "فتح الربّ الجليل" ولخّص ما ذكر فيها من الأوجه البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ... } الآية.
س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}

المجموعة الثانية:
س1: اقرأ رسالة الحافظ الجزري "كفاية الألمعي" ولخّص ما ذكر فيها من الفوائد البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }
س2: استخرج الأوجه البلاغية من : قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }

المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو القعدة 1440هـ/9-07-2019م, 09:11 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
سأذكر الفوائد البلاغية المأخوذة من تفسير ابن عاشور، المستفادة من الآية على شكل نقاط بإذن الله:
1- ابتداء فإنه لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره وسَهله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التذكير مما هو هدى وإرشاد، ولينبئ بعناية الله به .
2- "ولقد" جاء الخبر مؤكدا باللام وحرف التحقيق مراعاة لحَال المشركين الشاكين في أنه من عند الله.
3- اللام في قوله :"للذكر" متعلقة بـ:"يسرنا" وهي ظرف لغو غيرُ مستقر ، وهي لام تدل على أن الفعل الذي تعلقت به فُعِل لانتفاع مدخول هذه اللام به فمدخولها لا يراد منه مجرد تعليل فعل الفاعل كما هو معنى التعليل المجرد ومعنى المفعول لأجله المنتصببِ بإضمار لام التعليل البسيطة، ولكن يراد أن مدخول هذه اللام علة خاصة مراعاةٌ في تحصيل فعل الفاعل لفائدته، فهذه اللام من القسم الذي سماه ابن هشام في «مغني اللبيب» : شبه التمليك.
وأحسن من ذلك تسمية ابن مالك إياه في «شرح كافيته» وفي «الخلاصة» معنى التعدية . ولقد أجاد في ذلك لأن مدخول هذه اللام قد تعدى إليه الفعل الذي تعلقت به اللام تعديةً مثلَ تعدية الفعل المتعدي إلى المفعول، فمدخول اللام في هذه الأمثلة دال على المتنفعين بمفاعيل أفعالها، وقد بسط ابن عاشور القول في هذه اللام لدقة معناها.
4- في قوله : "يسرنا القرآن للذكر" استعارة مكنية ولفظ: "يسرنا" تخييل. ويؤول المعنى إلى : يسرنا القرآن للمتذكرين . فجعلت سرعة ترتب التذكر على سماع القرآن بمنزلة منفعة للذكر لأنه يشيع ويروج بها كما ينتفع طالب شيء إذا يُسرت له وسائل تحْصيله، وقربت له أباعدها.


س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }

جاء نظم الآية على سبيل التمثيل، فصيغت الحكمة في قالب البلاغة، وفي الآية أوجه بلاغية عديدة استندنا إلى تفسير ابن عاشور، والحاوي في تفسير القرآن، وشبكة الفصيح لاستخراجها:
1- في عطف الآية اهتمام بها يجعلها مستقلة بالقصد لأنها مشتملة على زيادة على البيان المذكور في قوله :"ولاتبذر تبذيرا" بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير .
2- "ولا تجعل" ذلك خطاب مواجهة، فالتاء في "تجعل" تاء خطاب، فَلَهَا دلالة معنى وإن كانت حرف مبنى، فجاء النهي الجازم على وجه استغرق شطري القسمة.
3- تقرر في حكمة الأخلاق أن لكل خلق طرفين ووسطاً، فالطرفان إفراط وتفريط وكلاهما مقر مفاسد للمصدر وللمورد، والوسط هو العدل، وهذا ما ينطبق على الآية في الحديث عن الإنفاق بإسراف والبخل، والوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا ).
4- الاستعارة التمثيلية في قوله :"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط" كناية عن البخل والإسراف، فالبلاغة تتجلى بتمثيل الشح والإمساك بغل اليد إلى العُنق مجازا، وهو تمثيل مبني على تخيل اليد مصدراً للبذل والعطاء، وتخيُّل بَسطها كذلك وغلها شحاً، وهو تخيل معروف لدى البلغاء والشعراء، قال الأعشى:
يَداك يدَا صدق فكف مفيدة .. وكف إذا ما ضُن بالمال تنفق
فجاء التثميل في الآية مبنياً على التصرف في ذلك المعنى بتمثيل الذي يشح بالمال بالذي غُلّت يده إلى عنقه، أي شدت بالغُلّ ، وهو القيد من السير يشد به يد الأسير، فإذا غُلت اليد إلى العنق تعذر التصرف بها فتعطل الانتفاع بها فصار مصدر البذل معطلاً فيه ، وبضده مُثِّلَ المسرف بباسط يده.
5- مُثِّلَ المسرف بباسط يده غاية البسط ونهايته وهو المفاد بقوله : "كل البسط" أي البسطَ كله الذي لا بسط بعده، فـ"كل" أفادت معنى النهاية، وذلك من العموم المعنوي الذي أفاد استغراق المعنى ولازم ذلك الخروج عن حد العادة فيبلغ الإنسان بالبسط حد الإسراف .
6- طباق إيجاب في الاستعارة بين بسط اليد والغل من حيث المعنى.
7- المقابلة بَيْنَ الشطرين تَنْهَى عن الضدين "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" يقابلها "ولا تبسطها كل البسط" وبينهما واسطة هي الأمر بالتوسط والاعتدال.
8- السكوت عن الواسطة بين المتقابلين، لدلالة المذكور على المحذوف، فالبلاغة تقضي ألا يذكر فضلا أن ذلك آكد في إقامة الحجة باستنطاق المخالف، فالذهن إلى الحكم يتبادر بانتفاء الضد الدائر، زيادة أو نقصا، والمسكوت عنه قد يزيد عن العدل وهو يقضي بالواجب إلى الفضل.
9- "فَتَقْعُدَ" أي: فتصير. وهو من المجاز.
10- قوله : "فتقعد ملوما محسوراً" جواب لكلا النهيين على التوزيع بطريقة النشر المرتب، فالملوم يرجع إلى النهي عن الشح، والمحسور يرجع إلى النهي عن التبذير. والمحسور : المنهوك القوى، والمعنى: غير قادر على إقامة شؤونك.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ذو القعدة 1440هـ/10-07-2019م, 12:36 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[COLOR="Blue"]المجموعة الثانية:
س1: اقرأ رسالة الحافظ الجزري "كفاية الألمعي" ولخّص ما ذكر فيها من الفوائد البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }
من الأوجه البلاغية التي ذكرت في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: تشبيه الأرض والسماء بالعقلاء المميزون الذين ينادون فيستجيبون كما في قوله "يا أرض"، "وياسماء"، وسيأتي تفصيلها بعد قليل مع بيان أنواع ما فيها.
=ومنها: مراعاة تناسب الألفاظ أو مراعاة النظير: حيث استعمل مع الأرض البلع وهو النشف، واستعمل مع السماء الإقلاع وهو الإمساك فإن الواقع أن الأرض ينزل فيها الماء والسماء ينزل منها الماء.
=ومنها: استخدام الإيجاز فلم يتكرر لفظ الماء مع السماء اكتفاءاً بذكره مع الأرض.
=ومنها: الحذف؛ حيث حذف الفاعل جل جلاله للتنبيه على تعيينه وأنه هو الواحد القاهر المتصرف في كل شيء سبحانه وتعالى وهذا في قوله تعالى "وقيل يا أرض ابلعي ماءك" ، "وياسماء أقعلي" فإن الأذهان لا تنصرف في ذلك إلا إليه سبحانه وتعالى وهذا من دلائل جلاله وكبريائة سبحانه وتعالى.
=ومنها: الجناس؛ بين قوله "ابعلي" وقوله "أقلعي"
=ومنها: الاستعارة؛ حيث شبه نزول الماء للأرض بالبلع الذي يكون فيه جذب للمطعوم فينزل في مقر خفي وهذا موجود أيضا مع الأرض فهي قد جذبت الماء لباطنها.
=ومنها: الكناية في تشبيه الماء للأرض بالطعام لمن يأكله، فهي تتقوى به في الإنبات للزروع والأشجار كما يتقوى الآكل بالطعام.
=ومنها: استعارة مرشحة في قوله "ابعلي ماءك" حيث ذكر فيها ملائم للمشبه به وهو الطعام فملائمه هو البلع، وأما الماء فملائمه هو الشرب ونحوه.
=ومنها: المجاز في جعل الأرض كمن يملك الماء فخاطبها بقوله "ماءك" فأضاف الماء إليها.
=ومنها: الاستعارة في حبس المطر النازل من السماء حيث شبهه بالإقلاع الذي هو ترك الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان.
=ومنها: الاستعارة في تشبيه السماء بمن يعقل فوجه إليها الأمر في قوله "أقلعي" ، كما تقدم في "ابعلي".
=ومنها: التعريض ببيان أن سبب قيام الطوفان وحصول ما كان هو من جراء فعل الظالمين المحاربين لشرع الله الرافضين عبادته سبحانه وتعالى.
=ومنها: استخدام أداة النداء "يا" دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت وهو تبعيد المنادي المؤذن بالتهاون به، فهي وإن كانت مخلوقات عظيمة جدا إلى أنها طائعة لله يقول لها كن فتكون.
=ومنها: الاختصار في قوله "يا أرض" فلم يقل: يا أيتها الأرض، وما في أيتها من تكلف التنبيه غير المناسب للمقام
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث استخدم لفظ الأرض دون غيره من أسماءها لكونه أخف وأدور على الألسن، ومثله مع السماء.
=ومنها: الإيجاز والاختصار في اختيار غيض على غيض –المشدد- ، وفي عدم ذكر أمر نوح فقال "قضي الأمر" ،
=ومنها: استعمال اللام مع "بعدا" الذي يدل على أن البعد حق لهم وهم مستحقون له، مع ما فيه من الاختصار.
=ومنها: استعمال العموم: في إطلاق الظلم ليتناول كل نوع منه، حيث يدخل فيه ظلمهم لأنفسهم وظلمهم لغيرهم.
=ومنها: تقديم النداء على الأمر {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} دون أن يقال –ابلعي يا أرض وأقلعي يا سماء، وهذا لمراعاة اللازم لمن ينادى حقيقة فإنه ينبه أولا ثم يؤمر ثانياً، وهذا من شأنه أن يتلقى الأمر بالعناية والإقبال عليه.
=ومنها: تقديم الخطاب للأرض على السماء لمناسبة الطوفان لها فهو بها ألصق فهي الأصل فيه فقدمت.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل مراعاة النظير، وائتلاف اللفظ مع المعنى،
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام مصدر ماء الطوفان وهي ما يخرج من الأرض وما ينزل من السماء ثم ذكر أقسام إيقاف ذلك وهي إمساك السماء وابتلاع الأرض.


س2: استخرج الأوجه البلاغية من : قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
من الأوجه البلاغية التي ظهرت لي في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: التأكيد بزيادة "ما" بعد "إذا" في قوله تعالى "وإذا ما أنزلت" وهذا من شأنه تأكيد المعنى الموجود في "إذا" وهو الشرط، وهذا التأكيد يحتاج إليه لأن المنافقين ينكرون صدوره منهم كما أنهم ينكرون أن نزول سورة يزيد الإيمان.
=ومنها: الحذف، حيث حذف المسند إليه في قوله "أنزلت" للعلم بمن أنزلها سبحانه وتعالى فحذف للتنبيه على أنه معلوم.
=ومنها: الاختصار، حيث حذف كلمة القرآن فلم يقل سورة من القرآن وهذا لأنه معهود معلوم، ومثله عدم إعادة ذكر المنافقين هنا لأنهم مذكورة في الآية التي قبلها فاكتفى هنا بالضمير في قوله تعالى "فمنهم".
= ومنها: الاستفهام بغرض التهكم من المؤمنين والقرآن، في قولهم "أيكم زادته هذه إيماناً" ، فمن المعلوم أن القرآن يزيد المؤمنين إيماناً.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام من يتلقى القرآن فهم فريقين: الأول فريق يزداد بما نزل إيماناً وفريق يزداد به كفرا وعناداً.
= ومنها: مراعاة النظير: حيث ذكر مع حال المؤمنين أنهم "يستبشرون"، وذكر مع حال المنافقين أنهم يموتون وهم "كافرون".
= ومنها: استخدام التفريع بإضافة الفاء في قوله "فأما الذين آمنوا" فهو تفريع على استفهام المنافقين المقصود منهم إنكار أن تزيد السورة الإيمان، فذكر الله سؤالهم ثم أجابه بخلاف ما يقصدون منه فبين أن المؤمنين ازدادوا إيماناً، ومنهم من يحصل له أكثر من ذلك وهو البشر لهم، بل زادت عن ذلك بأنها تزيد المنافقين والكافرين رجسا وكفرا إلى كفرهم.
=ومنها: المقابلة: بين حال المؤمنين عند نزول سورة وحال الكافرين عند ذلك حيث قال تعالى في المؤمنين:
(فزادتهم إيماناً) (وهم يستبشرون)، وفي مقابل هذا حال المنافقين حيث قال فيهم: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) (وماتوا وهم كافرون). فللمؤمنين فائدتان وللمنافقين مصيبتان.
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر مع حال من تقبل هديه وأقبل عليه أن له البشر، وذكر مع حال المنكر المعرض أنه يموت وهو كافر وهذا لازمه العذاب الأليم في نار الجحيم.
=ومنها: التضمين: حيث ضمن قوله "زادتهم رجسا" معنى الضم فتم تعديته ب "إلى"، أي ضموا ضلالا وكفرا وعنادا إلى ما عندهم من ذلك فكان هذا زيادة لما عندهم.
=ومنها: الكناية؛ حيث كنى عن الكفر والنفاق بالمرض الذي في القلب وهذا له نظائر في القرآن في غير آية، وأيضا في تكنية الكفر والنفاق بالرجس وهو في الأصل الخبث.

والله أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ذو القعدة 1440هـ/11-07-2019م, 04:54 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اقرأ رسالة جلال الدين السيوطي "فتح الربّ الجليل" ولخّص ما ذكر فيها من الأوجه البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ... } الآية.


قال تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) ) .


الله : فيها تقديم لفظ الجلالة على ولي ، وفيها التفات على رأي السكاكي -كما ذكر السيوطي - ، لأنه موضع للتكلم وعدل عنه إلى لفظ الجلالة .

وليُّ :فيها تفنن حيث أفرد الولي هنا وجمع أولياء الكفار لتعددهم ، وفيه فريدة حيث أتى بلفظة لا يقوم غيرها مقامها لما فيها من القرب والمكانة والعناية والخصوصية للمؤمن .

الذين آمنوا : جاء بصيغة الماضي ليراد به الدوام ، وفيه إطناب ، إذ كان يمكن أن يقول المؤمنون ، وفيه إيجاز حذف ، حيث حذف موصوف الذين وتقديره القوم .
وفي لفظ الإيمان إبداع لأنه من الأسماء الشرعية على الحقيقة .
وفي قوله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) : حصر ، من قصر الصفة على الموصوف .

يخرجهم : فيها فصل لأنها استئنافية ، وفيها مجاز ، بمعنى يمنعهم من الدخول فيه ابتداء ، وفيها تفسير ( استئناف بياني ) ، كما أنه فعل يراد به الاستمرار .
وفيما سبق لف ونشر مرتب ، فالمُضمر الأول راجع إلى لفظ الجلالة ، والثاني ( هم ) راجع إلى الذين .

من الظلمات : طباق ومقابلة في قوله تعالى ( من الظلمات إلى النور ، و ( من النور إلى الظلمات ) ، وفيه العكس والتبديل ، وفيه استعارة تصريحية علاقتها المشابهة حيث أطلق لفظ الظلمات على الكفر ، وفيه إبداع مجازي .
إلى : مقابلة بين (من ) و( إلى ) ، وهناك جناس مشوش بين ( ولي ) و( إلى ) .

النور : فيه استعارة تصريحية علاقتها المشابهة فأطلق النور على الإيمان والهدى ، وفيه إبداع مجازي ، وفيه تفنن حيث أفرد النور وجمع الظلمات ، وفيها جناس اشتقاقي بين النور والنار .
وفي قوله تعالى ( يخرجهم من الظلمات إلى النور ) فيها إيجاز قصر ، حيث قامت مقام : يزيح عنهم الشكوك والريب والجزع والسخط وغير ذلك من الضلالات والبدع ، ويلقي في قلوبهم اليقين والرضا والصبر ونحو ذلك من مقامات الاهتداء .
كما أنّ فيها استعارة مكنية تخييلية لأنه شبه الذي انتقل من الضلالة إلى الهدى بمن كان جالسا في مكان مظلم ثم خرج منه إلى مكان نيّر ، فأثبت المشبه وحذف المشبه به وأتى بلازمه وهو الإخراج ، ويصح أن تكون استعارة تمثيلية ، انتزع منها وجه الشبه من متعدد .

والذين كفروا : فيها وصل ، لمناسبته بالذين آمنوا مناسبة تضاد ،
و فيها طباق ، بين (الذين آمنوا) و(الذين كفروا ) ،
وفيها تقديم الذين كفروا على الطاغوت ،
وجاءت بصيغة الماضي ليراد به الدوام ،
وفي الجملة إطناب إذ يمكن أن يقوم الكافرون مقامها ،
وفيه إيجاز حذف حيث حُذف موصوف الذين وتقديره القوم ،
وفيه تقسيم لأن الناس إما مؤمن وإما كافر .
وفي ( الذين ) تكرار .
وفي لفظ الكفر إبداع لأنه من الأسماء الشرعية على الحقيقة .

أولياؤهم : فيه مقابلة بين ولي وأولياء ،
وفيها مشاكلة واستعارة تهكمية ، لأن هذا صنع الأعداء لا الأولياء ، ففيه تهكم بهم ، ومشاكلة لقوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا ) ،
وفيه القول بالموجب ، حيث ادعوا أن لهم أولياء فقال نعم ، لكن أوليائهم الطاغوت الذين لم ينفعوا أنفسهم .

الطاغوت : فيه مقابلة بين لفظ الجلالة والطاغوت ،
وفيه مجاز عقلي علاقته السببية لأن الطاغوت سبب ، وفاعل الخير والشر حقيقة هو الله ،
كما أوقع المفرد موقع الجمع ،
وفيه فريدة حيث أتى بلفظة لا يقوم غيرها مقامها في الذم والقبح والبشاعة ، وفيه ائتلاف اللفظ والمعنى .
في قوله تعالى : ( أولياؤهم الطاغوت ) حصر ، وهو من قصر الصفة على الموصوف .

يخرجونهم : فيه فصل لأنها استئنافية ،
وفيه مقابلة بين يخرجهم ويخرجونهم ،
وفيه مجاز ، وفيه تفسير أو استئناف بياني ،
كما أنه يراد به الاستمرار ،
وفيه تغليب ، لأن الطاغوت يشمل الأصنام والشياطين وكل ما عبد من دون الله فغلّب ضمير المذكر العاقل .
وفيه لف ونشر غير مرتب ، فإن ضمير الواو راجع إلى الطاغوت ، وضمير ( هم ) راجع إلى الذين كفروا .

من النور إلى الظلمات : فيها تكرار في الأربعة المذكورة ( من ) ، (إلى ) ، ( النور ) ، (الظلمات ) .
وفيه تقسيم ، لأن الطرق إما مظلمة وإما نيّرة .

وفي قوله تعالى ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) احتراس لئلا يُتوهم من قوله أولياؤهم أنهم يفعلون بهم كما يفعل ولي المؤمنين بأحبابه .
وفيها إيجاز قصر .
وفيها استعارة مكنية تخييلية ، كما في الأولى .
ويمكن أن يكون فيها تورية و تلميح إلى واقعة ذكرت ،حيث ورد في الحديث أن الناس يكونون في ظلمة ثم يرسل عليهم نور ، فيبقى نور المؤمن ويطفأ نور المنافق .

أولئك أصحاب النار : فيها فصل ، وفيها مجاز مرسل ، علاقته اعتبار ما يكون ،
وفيها حصر ، والإشارة بأولئك يدل على استحقاقهم لما يُذكر بعده ، وأولئك عائد على الطاغوت وعلى الذين كفروا .
وفيه المساواة ، لأنه لفظ طبق معناه .
و بين ( إلى ) و( أولئك ) جناس مطرف ناقص .
وجناس خطي ناقص بين ( أولياء ) و( أولئك ) .

وفي الآية احتباك ، تقديره : الله ولي الذين آمنوا وهم أصحاب الجنة ، والذين كفروا ليس الله بولي لهم وأولئك أصحاب النار ، فحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني والعكس .
وفي أصحاب تغليب ، حيث غلب لفظ المذكر .

هم : فيها فصل و تأكيد ، وفيها جناس مطرف بين ( أولياؤهم ، وهم ).
فيها خالدون : فيها تتميم ، حيث تمم بوصف خلودهم فيها وهو قدر زائد على الدخول ، وفيها تغليب حيث غلّب لفظ المذكر والآية شاملة الذكور والإناث .

وفيها الاكتفاء حيث اكتفى بوعيد الكافرين دون وعد المؤمنين .
وفي الآية افتنان من حيث جمعه بين مدح المؤمنين وذم الكافرين .
وفيها المذهب الكلامي : حيث قرر أن من آمن فالله وليه ومن كان الله وليه فهو مهتد ، فالمؤمن مهتد .
ومن كفر فوليه الطاغوت ، ومن كان الطاغوت وليه فهو ضال ، فالكافر ضال .
وفيها إرسال المثل ، فإن كلا الجملتين يصلحان مثلا .
وفيها ائتلاف اللفظ والمعنى ، ( الذين ، آمنوا ، ولي ، النور ) كلها رقيقة ولفظ الجلالة فخّم لعظم الذات المقدسة .
وفي قوله ( الطاغوت ، كفر ، الظلمات ، خالدون ) ففيها غلظة .
وفيها إتيانه بالجملة الإسمية في ولاية الله ، وولاية الطاغوت ، واستحقاق النار ، والخلود ، لأنها ثابتة مستمرة .
وإتيانه بالجملة الفعلية في الإيمان والكفر والإخراج لأنه مما يحدث ويتجدد .


س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}

- البدء بأسلوب استفهامي للتشويق .
- استعارة في قوله تعالى ( بدلوا ) لوضعهم الشيء في مكان يستحقه شيء آخر .
- أسلوب الاحتباك في قوله تعالى ( بدلوا نعمة الله كفرا ) والتقدير : بدلوا نعمة الله وشكرها كفرا بها ونقمة منه ، ودلّ على ذلك قوله تعالى ( وأحلوا قومهم دار البوار ) .
- إيجاز حذف ، في قوله تعالى ( إلى الذين ) أي القوم الذين .
- إيجاز قصر في قوله تعالى ( بدلوا نعمة الله كفرا ) ، أي بدلوا نعمة الأمن ، والرزق ، و خروج نبي منهم ، إلى كفر وتكذيب وشقاق و استكبار .
- مجاز عقلي في قوله تعلى ( وأحلوا ) علاقته السببية ، فهم كانوا السبب في إحلال العقاب .
- وصل ، في قوله ( وأحلوا قومهم ) .
- جناس في قوله ( بدلوا – أحلوا ) .
- استعمال المضي في قوله ( وأحلوا ) لقصد التحقيق .
- كناية في قوله تعالى : (دار البوار) أي جهنم ، أو أرض بدر .
- الوصل في قوله تعالى ( جهنم ) ، على القول بأن جهنم هي دار البوار ، والفصل على الاستئناف إن قلنا أنها أرض بدر .
- تفسير أو استئناف بياني قي قوله ( دار البوار ( ) جهنم يصلونها ) .
- مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون في قوله تعالى ( وأحلوا قومهم دار البوار ( ) جهنم ..) .
- تقديم وتأخير في قوله تعالى ( جهنم يصلونها ) ، لتعجيل المساءة .
- أسلوب ذم في قوله تعالى ( وبئس القرار ) .
- إيجاز حذف في قوله تعالى ( وبئس القرار ) تقديره : مستقرهم .
- سجع في قوله تعالى ( البوار ) و (القرار ) .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 ذو القعدة 1440هـ/13-07-2019م, 12:03 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الثالثة
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
***

المناسبة (حسن الانتقال من موضوع الى موضوع ): ذكر ابن عاشور مناسبة هذه الآية لما قبلها
قال : لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره وسَهله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التذكير مما هو هدى وإرشاد .

التعريض: في الآية حيث للمؤمنين على تذكر القران والإقبال عليه و في ذلك تعريض بالمشركين الذين اعرضوا عن كتاب الله


تأكيد الخبر (خبر إنكاري) ...موافقا لمقتضى الحال :
جاء الخبر في الآية مؤكدا " بالام " وحرف التحقيق " قد" مراعى فيه حَال المشركين الشاكين في أنه من عند الله .

ائتلاف اللفظ و المعنى


استعمال لفظ اليسر دون غيره من الألفاظ "سهل" موافقة لدلالة على المعنى المراد
فالقران ميسر للناس ؛ تيسير الألفاظ وتيسير المعاني ؛ ميسر بتيسير الله له .

معاني الحروف:
معنى حرف اللام " للذكر".... " لام شبه التمكليك أو للتعدية
استعارة مكنية:
الْقُرْآنَ سُهِّلَتْ دَلَالَتُهُ لِأَجْلِ انْتِفَاعِ الذِّكْرِ بِذَلِكَ التَّيْسِيرِ، فَجعلت سرعَة ترَتّب التَّذَكُّرِ عَلَى سَمَاعِ الْقُرْآنِ بِمَنْزِلَةِ مَنْفَعَةٍ لِلذِّكْرِ لِأَنَّهُ يَشِيعُ وَيَرُوجُ بِهَا كَمَا يَنْتَفِعُ طَالِبُ شَيْءٍ إِذَا يُسِّرَتْ لَهُ وَسَائِلُ تَحْصِيلِهِ، وَقُرِّبَتْ لَهُ أَبَاعِدُهَا.
مجيء الاستفهام والمراد به التحضيض
(فهل من مذكر ) استفهام مستعمل في معنى التحضيض على التذكر بسماع مواعظ القران.

دلالة . على العموم:
و{ من } زائدة للدلالة على عموم الجنس في الإِثبات على الأصح من القولين .
موافقة معنى اللفظ لمعنى الآية:
"فهل من مدكر" ا لمراد بالإدكار ادكار عن سماع مواعظ القرآن البالغة وفهم معانيه والاهتداء به .
بخلاف فيما سبق من الآية في قوله تعالى "
وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فالمراد بالادِّكار ادّكار اعتبار عن مشاهدة آثار الأمة البائدة .

***
س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }


نهى تعالى بهذه الآية عن طرفي الإفراط و التفريط ، وهما الإسراف . فالمأمور به : هو العدل الوسط.. وجاء نظمها على سبيل التمثيل فصيغت الحكمة في قالب البلاغة .
فصورت الآية البخل باليد المغلولة إلى العنق، والإسراف باليد المبسوطة التي لا تمسك شيئا، ثم تجسّم الصورة لكلّ من البخيل والمسرف، في صورة القاعد الحسير، الذي لا يتمكّن من متابعة شئون حياته، فالبخيل يمنعه بخله، من مزاولة شئون حياته، والمسرف ينتهي إلى الإفلاس، فلا يتمكن من متابعة حياته.

--عطف الآية على ما قبلها بحرف الواو ( الوصل)
الآية عطف على قوله تعالى " ولا تبذر تبذيرا" ؛ جاءت لبيان التبذير المذكور آنفا والأصل أن لا تعطف ؛لأن من شأن البيان أن لا يعطف على المبين..لكن حصل الوصل لطول الفصل.
-وأيضا حسن الوصل اهتماما بها يجعلها مستقلة بالقصد. لأنها مشتملة على زيادة على البيان بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير

* أسلوب إنشائي النهى .
.(ولا تجعل)؛( وَلا تَبْسُطْهَا)

تكرار لا ؛ "ولا"
أشارة إلى أن هناك شيء وسط بين طرفي نقيض بين الشح والإسراف وهو الإنفاق العدل الوسط . فالوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا ) .

الوصل:
الوصل بين {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } وبين { وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}..
لاتفاق الجملتين إنشاء ..ووجود المناسبة بينهما -فكلاهما نهى عن خلتين كلاهما طرفي نقيض - و لم يكن هناك مانع من الوصل

المقابلة:
المقابلة بَيْنَ الجملتين "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" يقابلها "ولا تبسطها كل البسط"
قال أبو حيان: وطابق في الاستعارة بين بسط اليد وقبضها من حيث المعنى لأن جعل اليد مغلولة هو قبضها ، وغلها أبلغ في القبض وقد طابق بينهما"
-وقد طابق بينهما في الكيفية والصفة: ..وإنما قال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) ولم يقل (ولا تجعل يدك مغلولة) من غير العنق، لأنه قال (ولا تبسطها كل البسط) فكأنه أراد، ولا تجعل يدك مغلولة كل الغل ولا تبسطها كل البسط، فناب ذكر العنق عن قوله (كل الغل)، لأن غل اليد إلى العنق، هو أقصى الغايات التي جرت العادة بغل اليد إليها.مطابقة وموافقة ل "كل البسط " الذي هو غاية البسط الذي لا بسط بعده.

الكناية : ( كناية عن صفة)
في الآية كناية عن صفة البخل وكناية عن صفة التبذير
فقد أبرزت الآية معنى البخل في صورة اليد المشدودة إلى العنق المقيدة به، كما أبرزت صفة التبذير في صورة اليد المبسوطة؛ فلا يبقى بها شيء

-مجازاً لغوياً على سبيل الاستعارة التمثيلية أو المركبة،
-شبه البخيل الذي لا يمد يده بالعطية بالمغلول الذي لا يستطيع أن يمد يده.
قال ابن القيم :" شبه الإمساك عن الإنفاق باليد إذا غلت إلى العنق"
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 95)
قال أبو هلال العسكري :{ «حقيقته لا تكونن ممسكا، والاستعارة أبلغ، لأن الغلّ مشاهد، والإمساك غير مشاهد، فصوّر له قبح صورة المغلول ليستدل به على قبح الإمساك» كتاب الصناعتين: لأبي هلال العسكري. ص 262 - 264.

-تشبيه المسرف المبذر بالباسط يديه غاية البسط الذي لا بسط بعده بحيث
بحيث لا تحفظ شيئا.
قال ابو حيان :" واستعير بسط اليد لإذهاب المال وذلك أن قبض اليد يحبس ما فيها ، وبسطها يذهب ما فيها"

جعل لفظ اليد رمزا على البخل وعلى الإنفاق والبذل ( المشترك الفظي)
قوله تعالى :(.. وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) رمز باليد إلى البخل وعدم الإنفاق
وقوله ( وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ..) رمز لليد إلى البسط

اللف والنشر المرتب:
جاء اللَّفُّ المفصَّل في الآية : في النّهي عن البخل وعن التبذير بعبارة {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط} .
وجاء النشر مرتَّباً على وفق ترتيب اللّف، وذلِكَ لأنّ اللَّوْمَ يكون على البخل الذي جاء في العبارة أوّلاً، وإنْهاكَ الْقُوى وخُلُوَّ الْيَدِ من المال ( محسورا) يكون بسبب التبذير.

مجاز لغوي :
(فَتَقْعُدَ مَلُومًا) أي فتصيرَ .قاله أو السعود
وقال ابن عاشور: مستعار لمعنى المكث والدوام.


***

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 ذو القعدة 1440هـ/14-07-2019م, 03:28 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي


(مجلس تطبيقات البلاغة القرآنية)
المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
من الفوائد البلاغية التي ذكرها الطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير " في هذه الآية الكريمة :
1- حسن الابتداء وبراعة الاستهلال: في قول الشيخ رحمه الله "لَمّا كانَتْ هَذِهِ النِّذارَةُ بُلِغَتْ بِالقُرْآنِ والمُشْرِكُونَ مُعْرِضُونَ عَنِ اسْتِماعِهِ حارِمِينَ أنْفُسَهم مِن فَوائِدِهِ ذُيِّلَ خَبَرُها بِتَنْوِيهِ شَأْنِ القُرْآنِ بِأنَّهُ مِن عِنْدِ اللَّهِ وأنَّ اللَّهَ يَسَّرَهُ وسَهَّلَهُ لِتَذَكُّرِ الخَلْقِ بِما يَحْتاجُونَهُ مِنَ التَّذْكِيرِ مِمّا هو هُدًى وإرْشادٌ."
2- الاقتباس:فهو ضمن الكلام شيئا من القرآن واستدل به على صحة استنباطه :"وهَذا التَّيْسِيرُ يُنْبِئُ بِعِنايَةِ اللَّهِ بِهِ مِثْلُ قَوْلِهِ ﴿إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لَحافِظُونَ﴾"
3- لقد: تَأْكِيدُ الخَبَرِ بِاللّامِ وحَرْفِ التَّحْقِيقِ مُراعًى فِيهِ حالُ المُشْرِكِينَ الشّاكِّينَ في أنَّهُ مِن عِنْدِ اللَّهِ.
4- الأطناب في مدح القرآن وكون لغته أفضل اللغات ،وأسلوبه أفضل الأساليب من حيث فَصاحَةِ الكَلِماتِ وفَصاحَةِ التَّراكِيبِ وغير ذلك
وأيضا أصنب في شرح معاني اللام في "للذكر".
5- اللّامُ في قَوْلِهِ لِلذِّكْرِ مُتَعَلِّقَةٌ بِيَسَّرْنا وهي ظَرْفٌ لَغْوٌ غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ، وهي لامٌ تَدُلُّ عَلى أنَّ الفِعْلَ تَعَلَّقَتْ بِهِ فُعِلَ لِانْتِفاعِ،فهي للتعدية ،فدْخُولَ هَذا اللّامِ قَدْ تَعَدّى إلَيْهِ الفِعْلُ الَّذِي تَعَلَّقَتْ بِهِ اللّامُ تَعْدِيَةً.
6- فَفي قَوْلِهِ ﴿يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ اسْتِعارَةٌ مَكْنِيَّةٌولَفْظُ يَسَّرْنا تَخْيِيلٌ. ويُؤَوَّلُ المَعْنى إلى: يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلْمُتَذَكِّرِينَ.
7- ائتلاف اللفظ مع المعني في قوله: ﴿يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ أنَّ القُرْآنَ سُهِّلَتْ دَلالَتُهُ لِأجْلِ انْتِفاعِ الذِّكْرِ بِذَلِكَ التَّيْسِيرِ، فَجُعِلَتْ سُرْعَةُ تَرْتِيبِ التَّذَكُّرِ عَلى سَماعِ القُرْآنِ بِمَنزِلَةِ مَنفَعَةٍ لِلذِّكْرِ لِأنَّهُ يَشِيعُ ويَرُوجُ بِها كَما يَنْتَفِعُ طالِبُ شَيْءٍ إذا يُسِّرَتْ لَهُ وسائِلُ تَحْصِيلِهِ، وقُرِّبَتْ لَهُ أباعِدُها.
8- مراعاة النظير في قوله "وفَرَّعَ عَلى هَذا المَعْنى قَوْلَهُ ﴿فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٥] . والقَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ في نَظِيرِهِ المُتَقَدِّمِ آنِفًا، إلّا أنَّ بَيْنَ الِادِّكارَيْنِ فَرْقًا دَقِيقًا، فالِادِّكارُ السّالِفُ ادِّكارُ اعْتِبارٍ عَنْ مُشاهَدَةِ آثارِ الأُمَّةِ البائِدَةِ، والِادِّكارُ هُنا ادِّكارٌ عَنْ سَماعِ مَواعِظِ القُرْآنِ البالِغَةِ وفَهْمِ مَعانِيهِ والِاهْتِداءِ بِهِ".

س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }
ما تيسر من الأوجه البلاغية في الآية:
· استعارة تمثيلية: بِتَمْثِيلِ الَّذِي يَشِحُّ بِالمالِ بِالَّذِي غُلَّتْ يَدُهُ إلى عُنُقِهِ، أيْ شُدَّتْ بِالغُلِّ، وهو القَيْدُ مِنَ السَّيْرِ يُشَدُّ بِهِ الأسِيرُ، فَإذا غُلَّتِ اليَدُ إلى العُنُقِ تَعَذَّرَ التَّصَرُّفُ بِها فَتَعَطَّلَ الِانْتِفاعُ بِها فَصارَ مَصْدَرُ البَذْلِ مُعَطَّلًا فِيهِ، وبِضِدِّهِ مِثْلَ المُسْرِفِ بِباسِطِ يَدِهِ غايَةَ البَسْطِ ونِهايَتَهُ، هَذا تَمْثِيلٌ لِمَنعِ الشَّحِيحِ وإعْطاءِ المُسْرِفِ، وأمْرٌ بِالِاقْتِصادِ الَّذِي هو بَيْنَ الإسْرافِ والإقْتارِ.
· الأطناب:(كُلَّ البَسْطِ﴾ أي البسطَ كله الَّذِي لا بسط بعده، وهو معنى النهاية،وهو ما يسمى في البلاغة بالاعتراض.
· التعريف :في قوله "البسط" ال التعريف للعهد الذكري.
· الطي والنشر:قوْلُهُ ﴿فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ جَوابٌ لِكِلا النَّهْيَيْنِ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا} عَلى التَّوْزِيع بِطَرِيقَةالنَّشْرِ المرتب، فالمَلُومُ يَرْجِع إلى النَهي عن الشُّح، والمَحْسُورُ يَرْجِعُ إلى النَّهْيِ عَنِ التَّبْذِيرِ.
· الوصل بالواو:عَوْد إلى بَيانِ التَّبْذِيرِ والشُّحِّ، فالجُمْلَةُ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ ولولا تخلل الفصل بَيْنَهُما بِقَوْلِهِ ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ﴾َ لَكانَتْ جُمْلَةُ ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ﴾ غَيْرَ مُقْتَرِنَةٍ بِواوِ العَطْفِ
· الأسلوب الإنشائي الطلبي: "لا تجعل "،" ولا تبسطها" والنهي وهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء.
· التشبية : شبة الذي يسرف في الانفاق ويتلف ماله بالبعير الحسير الذي لا يستطيع القيام من مكانه ولاالانبعاث ومواصلة السير.
· المقابلة : في معنى البخل والتبذير في قوله تعالى :{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}،وهو من أنواع المحسنات المعنوية.
· السجع : في قوله "ملوماً"و "محسوراً".

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو الحجة 1440هـ/27-08-2019م, 10:40 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تطبيقات البلاغة القرآنية

المجموعة الأولى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: اقرأ رسالة جلال الدين السيوطي "فتح الربّ الجليل" ولخّص ما ذكر فيها من الأوجه البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ... } الآية.


قال تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) ) .


الله : فيها تقديم لفظ الجلالة على ولي ، وفيها التفات على رأي السكاكي -كما ذكر السيوطي - ، لأنه موضع للتكلم وعدل عنه إلى لفظ الجلالة .

وليُّ :فيها تفنن حيث أفرد الولي هنا وجمع أولياء الكفار لتعددهم ، وفيه فريدة حيث أتى بلفظة لا يقوم غيرها مقامها لما فيها من القرب والمكانة والعناية والخصوصية للمؤمن .

الذين آمنوا : جاء بصيغة الماضي ليراد به الدوام ، وفيه إطناب ، إذ كان يمكن أن يقول المؤمنون ، وفيه إيجاز حذف ، حيث حذف موصوف الذين وتقديره القوم .
وفي لفظ الإيمان إبداع لأنه من الأسماء الشرعية على الحقيقة .
وفي قوله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) : حصر ، من قصر الصفة على الموصوف .

يخرجهم : فيها فصل لأنها استئنافية ، وفيها مجاز ، بمعنى يمنعهم من الدخول فيه ابتداء ، وفيها تفسير ( استئناف بياني ) ، كما أنه فعل يراد به الاستمرار .
وفيما سبق لف ونشر مرتب ، فالمُضمر الأول راجع إلى لفظ الجلالة ، والثاني ( هم ) راجع إلى الذين .

من الظلمات : طباق ومقابلة في قوله تعالى ( من الظلمات إلى النور ، و ( من النور إلى الظلمات ) ، وفيه العكس والتبديل ، وفيه استعارة تصريحية علاقتها المشابهة حيث أطلق لفظ الظلمات على الكفر ، وفيه إبداع مجازي .
إلى : مقابلة بين (من ) و( إلى ) ، وهناك جناس مشوش بين ( ولي ) و( إلى ) .

النور : فيه استعارة تصريحية علاقتها المشابهة فأطلق النور على الإيمان والهدى ، وفيه إبداع مجازي ، وفيه تفنن حيث أفرد النور وجمع الظلمات ، وفيها جناس اشتقاقي بين النور والنار .
وفي قوله تعالى ( يخرجهم من الظلمات إلى النور ) فيها إيجاز قصر ، حيث قامت مقام : يزيح عنهم الشكوك والريب والجزع والسخط وغير ذلك من الضلالات والبدع ، ويلقي في قلوبهم اليقين والرضا والصبر ونحو ذلك من مقامات الاهتداء .
كما أنّ فيها استعارة مكنية تخييلية لأنه شبه الذي انتقل من الضلالة إلى الهدى بمن كان جالسا في مكان مظلم ثم خرج منه إلى مكان نيّر ، فأثبت المشبه وحذف المشبه به وأتى بلازمه وهو الإخراج ، ويصح أن تكون استعارة تمثيلية ، انتزع منها وجه الشبه من متعدد .

والذين كفروا : فيها وصل ، لمناسبته بالذين آمنوا مناسبة تضاد ،
و فيها طباق ، بين (الذين آمنوا) و(الذين كفروا ) ،
وفيها تقديم الذين كفروا على الطاغوت ،
وجاءت بصيغة الماضي ليراد به الدوام ،
وفي الجملة إطناب إذ يمكن أن يقوم الكافرون مقامها ،
وفيه إيجاز حذف حيث حُذف موصوف الذين وتقديره القوم ،
وفيه تقسيم لأن الناس إما مؤمن وإما كافر .
وفي ( الذين ) تكرار .
وفي لفظ الكفر إبداع لأنه من الأسماء الشرعية على الحقيقة .

أولياؤهم : فيه مقابلة بين ولي وأولياء ،
وفيها مشاكلة واستعارة تهكمية ، لأن هذا صنع الأعداء لا الأولياء ، ففيه تهكم بهم ، ومشاكلة لقوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا ) ،
وفيه القول بالموجب ، حيث ادعوا أن لهم أولياء فقال نعم ، لكن أوليائهم الطاغوت الذين لم ينفعوا أنفسهم .

الطاغوت : فيه مقابلة بين لفظ الجلالة والطاغوت ،
وفيه مجاز عقلي علاقته السببية لأن الطاغوت سبب ، وفاعل الخير والشر حقيقة هو الله ،
كما أوقع المفرد موقع الجمع ،
وفيه فريدة حيث أتى بلفظة لا يقوم غيرها مقامها في الذم والقبح والبشاعة ، وفيه ائتلاف اللفظ والمعنى .
في قوله تعالى : ( أولياؤهم الطاغوت ) حصر ، وهو من قصر الصفة على الموصوف .

يخرجونهم : فيه فصل لأنها استئنافية ،
وفيه مقابلة بين يخرجهم ويخرجونهم ،
وفيه مجاز ، وفيه تفسير أو استئناف بياني ،
كما أنه يراد به الاستمرار ،
وفيه تغليب ، لأن الطاغوت يشمل الأصنام والشياطين وكل ما عبد من دون الله فغلّب ضمير المذكر العاقل .
وفيه لف ونشر غير مرتب ، فإن ضمير الواو راجع إلى الطاغوت ، وضمير ( هم ) راجع إلى الذين كفروا .

من النور إلى الظلمات : فيها تكرار في الأربعة المذكورة ( من ) ، (إلى ) ، ( النور ) ، (الظلمات ) .
وفيه تقسيم ، لأن الطرق إما مظلمة وإما نيّرة .

وفي قوله تعالى ( يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) احتراس لئلا يُتوهم من قوله أولياؤهم أنهم يفعلون بهم كما يفعل ولي المؤمنين بأحبابه .
وفيها إيجاز قصر .
وفيها استعارة مكنية تخييلية ، كما في الأولى .
ويمكن أن يكون فيها تورية و تلميح إلى واقعة ذكرت ،حيث ورد في الحديث أن الناس يكونون في ظلمة ثم يرسل عليهم نور ، فيبقى نور المؤمن ويطفأ نور المنافق .

أولئك أصحاب النار : فيها فصل ، وفيها مجاز مرسل ، علاقته اعتبار ما يكون ،
وفيها حصر ، والإشارة بأولئك يدل على استحقاقهم لما يُذكر بعده ، وأولئك عائد على الطاغوت وعلى الذين كفروا .
وفيه المساواة ، لأنه لفظ طبق معناه .
و بين ( إلى ) و( أولئك ) جناس مطرف ناقص .
وجناس خطي ناقص بين ( أولياء ) و( أولئك ) .

وفي الآية احتباك ، تقديره : الله ولي الذين آمنوا وهم أصحاب الجنة ، والذين كفروا ليس الله بولي لهم وأولئك أصحاب النار ، فحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني والعكس .
وفي أصحاب تغليب ، حيث غلب لفظ المذكر .

هم : فيها فصل و تأكيد ، وفيها جناس مطرف بين ( أولياؤهم ، وهم ).
فيها خالدون : فيها تتميم ، حيث تمم بوصف خلودهم فيها وهو قدر زائد على الدخول ، وفيها تغليب حيث غلّب لفظ المذكر والآية شاملة الذكور والإناث .

وفيها الاكتفاء حيث اكتفى بوعيد الكافرين دون وعد المؤمنين .
وفي الآية افتنان من حيث جمعه بين مدح المؤمنين وذم الكافرين .
وفيها المذهب الكلامي : حيث قرر أن من آمن فالله وليه ومن كان الله وليه فهو مهتد ، فالمؤمن مهتد .
ومن كفر فوليه الطاغوت ، ومن كان الطاغوت وليه فهو ضال ، فالكافر ضال .
وفيها إرسال المثل ، فإن كلا الجملتين يصلحان مثلا .
وفيها ائتلاف اللفظ والمعنى ، ( الذين ، آمنوا ، ولي ، النور ) كلها رقيقة ولفظ الجلالة فخّم لعظم الذات المقدسة .
وفي قوله ( الطاغوت ، كفر ، الظلمات ، خالدون ) ففيها غلظة .
وفيها إتيانه بالجملة الإسمية في ولاية الله ، وولاية الطاغوت ، واستحقاق النار ، والخلود ، لأنها ثابتة مستمرة .
وإتيانه بالجملة الفعلية في الإيمان والكفر والإخراج لأنه مما يحدث ويتجدد .

[أحسنتِ، وتميزتِ، زادكِ الله فضلا وعلمًا وهدىً]
س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}

- البدء بأسلوب استفهامي للتشويق .
- استعارة في قوله تعالى ( بدلوا ) لوضعهم الشيء في مكان يستحقه شيء آخر .
[للتوضيح: التبديل هو ترك شيء وأخذ شيء آخر مكانه سواء كان ذاتًا أو صفة، وهذا هو المشبه به.
وهناك وجهان لتفسير الآية:

الأول: أنهم تركوا شكر النعمة وفعلوا مكانه الكفر؛ فعلى هذا النعمة باقية، لكنها موصوفة بالكفران، فالتبديل هنا تبديل صفة.

الثاني: أنهم لما كفروا النعمة، سُلبت منهم، فصاروا تاركين لها لأنهم فعلوا أسباب زوالها، فاستحقوا ذلك، فهنا النعمة زائلة، والتبديل تبديل ذات حيث سُلبت نفس النعمة، وحصل مكانها الكفران.
فالمشبه هنا هو وضع الشيء (الكفر) في مكان يستحقه شيء آخر (النعمة)
والمشبه به هو التبديل لأنهم لم يتركوا النعمة على الحقيقة، وإنما تركوا شكرها على القول الأول، أو سُلبت منهم لفعل أسباب زوالها على القول الثاني.

والاستعارة هنا تبعية لأن المستعار " لفظ المشبه به" مشتق]




- أسلوب الاحتباك في قوله تعالى ( بدلوا نعمة الله كفرا ) والتقدير : بدلوا نعمة الله وشكرها كفرا بها ونقمة منه ، ودلّ على ذلك قوله تعالى ( وأحلوا قومهم دار البوار ) .
- إيجاز حذف ، في قوله تعالى ( إلى الذين ) أي القوم الذين .
- إيجاز قصر في قوله تعالى ( بدلوا نعمة الله كفرا ) ، أي بدلوا نعمة الأمن ، والرزق ، و خروج نبي منهم ، إلى كفر وتكذيب وشقاق و استكبار .
- مجاز عقلي في قوله تعلى ( وأحلوا ) علاقته السببية ، فهم كانوا السبب في إحلال العقاب .
- وصل ، في قوله ( وأحلوا قومهم ) .
- جناس في قوله ( بدلوا – أحلوا ) .
- استعمال المضي في قوله ( وأحلوا ) لقصد التحقيق .
- كناية في قوله تعالى : (دار البوار) أي جهنم ، أو أرض بدر . [استعارة: لأن البوار في الأصل معناه الكساد، وللمشابهة بينه وبين الهلاك فاستعير للتعبير عنه؛ ثم هو معنى عام من أفراده " جهنم"؛ فيكون في الآية تخصيص بعد عموم على القول بأن جهنم بدل من " دار البوار"]
- الوصل في قوله تعالى ( جهنم ) ، على القول بأن جهنم هي دار البوار ، والفصل على الاستئناف إن قلنا أنها أرض بدر .
- تفسير أو استئناف بياني قي قوله ( دار البوار ( ) جهنم يصلونها ) .
- مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون في قوله تعالى ( وأحلوا قومهم دار البوار ( ) جهنم ..) . [سبق بيانكِ أنه مجاز عقلي، لأنه إسناد الفعل لغير ما هو له عند المتكلم في الظاهر لعلاقة.

فهنا الله عز وجل هو من أدخلهم جهنم على الحقيقة، لكن لما كان رؤساؤهم هم السبب فأُسند الفعل إليهم]

- تقديم وتأخير في قوله تعالى ( جهنم يصلونها ) ، لتعجيل المساءة .
- أسلوب ذم في قوله تعالى ( وبئس القرار ) .
- إيجاز حذف في قوله تعالى ( وبئس القرار ) تقديره : مستقرهم . [على القول بأنه أراد المقر وعبر عنه بالحال( القرار)؛ ففيها مجاز مرسل]
- سجع في قوله تعالى ( البوار ) و (القرار ) .


التقويم: أ

أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو الحجة 1440هـ/28-08-2019م, 12:16 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
سأذكر الفوائد البلاغية المأخوذة من تفسير ابن عاشور، المستفادة من الآية على شكل نقاط بإذن الله:
1- ابتداء فإنه لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره وسَهله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التذكير مما هو هدى وإرشاد، ولينبئ بعناية الله به .
2- "ولقد" جاء الخبر مؤكدا باللام وحرف التحقيق مراعاة لحَال المشركين الشاكين في أنه من عند الله.
3- اللام في قوله :"للذكر" متعلقة بـ:"يسرنا" وهي ظرف لغو غيرُ مستقر ، وهي لام تدل على أن الفعل الذي تعلقت به فُعِل لانتفاع مدخول هذه اللام به فمدخولها لا يراد منه مجرد تعليل فعل الفاعل كما هو معنى التعليل المجرد ومعنى المفعول لأجله المنتصببِ بإضمار لام التعليل البسيطة، ولكن يراد أن مدخول هذه اللام علة خاصة مراعاةٌ في تحصيل فعل الفاعل لفائدته، فهذه اللام من القسم الذي سماه ابن هشام في «مغني اللبيب» : شبه التمليك.
وأحسن من ذلك تسمية ابن مالك إياه في «شرح كافيته» وفي «الخلاصة» معنى التعدية . ولقد أجاد في ذلك لأن مدخول هذه اللام قد تعدى إليه الفعل الذي تعلقت به اللام تعديةً مثلَ تعدية الفعل المتعدي إلى المفعول، فمدخول اللام في هذه الأمثلة دال على المتنفعين بمفاعيل أفعالها، وقد بسط ابن عاشور القول في هذه اللام لدقة معناها.
4- في قوله : "يسرنا القرآن للذكر" استعارة مكنية ولفظ: "يسرنا" تخييل. ويؤول المعنى إلى : يسرنا القرآن للمتذكرين . فجعلت سرعة ترتب التذكر على سماع القرآن بمنزلة منفعة للذكر لأنه يشيع ويروج بها كما ينتفع طالب شيء إذا يُسرت له وسائل تحْصيله، وقربت له أباعدها.


س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }

جاء نظم الآية على سبيل التمثيل، فصيغت الحكمة في قالب البلاغة، وفي الآية أوجه بلاغية عديدة استندنا إلى تفسير ابن عاشور، والحاوي في تفسير القرآن، وشبكة الفصيح لاستخراجها:
1- في عطف الآية اهتمام بها يجعلها مستقلة بالقصد لأنها مشتملة على زيادة على البيان المذكور في قوله :"ولاتبذر تبذيرا" بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير .
2- "ولا تجعل" ذلك خطاب مواجهة، فالتاء في "تجعل" تاء خطاب، فَلَهَا دلالة معنى وإن كانت حرف مبنى، فجاء النهي الجازم على وجه استغرق شطري القسمة. [ ما هو غرض النهي؟؛ فالنهي من أساليب الإنشاء ( علم المعاني)]
3- تقرر في حكمة الأخلاق أن لكل خلق طرفين ووسطاً، فالطرفان إفراط وتفريط وكلاهما مقر مفاسد للمصدر وللمورد، والوسط هو العدل، وهذا ما ينطبق على الآية في الحديث عن الإنفاق بإسراف والبخل، والوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا ).
4- الاستعارة التمثيلية في قوله :"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط" كناية عن البخل والإسراف، فالبلاغة تتجلى بتمثيل الشح والإمساك بغل اليد إلى العُنق مجازا، وهو تمثيل مبني على تخيل اليد مصدراً للبذل والعطاء، وتخيُّل بَسطها كذلك وغلها شحاً، وهو تخيل معروف لدى البلغاء والشعراء، قال الأعشى:
يَداك يدَا صدق فكف مفيدة .. وكف إذا ما ضُن بالمال تنفق
فجاء التثميل في الآية مبنياً على التصرف في ذلك المعنى بتمثيل الذي يشح بالمال بالذي غُلّت يده إلى عنقه، أي شدت بالغُلّ ، وهو القيد من السير يشد به يد الأسير، فإذا غُلت اليد إلى العنق تعذر التصرف بها فتعطل الانتفاع بها فصار مصدر البذل معطلاً فيه ، وبضده مُثِّلَ المسرف بباسط يده.
[ بعض أهل اللغة اعتبر ما قلتِ أن في الآية كناية، لكن أغلب المفسرين اللغويين على أنها استعارة، والفرق بين الكناية والاستعارة أن الكناية لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة هذا المعنى.
أما الاستعارة فهي مجاز علاقته المشابهة، أي لفظ مستعمل في غير ما وُضع له لعلاقة المشابهة مع وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
وبالتطبيق على الآية
إن قلنا أنها كناية عن البخل، فهل يجوز إرادة المعنى الأصلي؟ أنه يغل يده إلى عنقه؟
الواضح أن في السياق قرينة تنفي إرادة المعنى الأصلي لأن السياق عن الإنفاق، وفي الآية علاقة المشابهة بين البخل وإمساك المال، وبين الغل والقيد، وكذا بين الإسراف وبسط اليد كل البسط. ]

5- مُثِّلَ المسرف بباسط يده غاية البسط ونهايته وهو المفاد بقوله : "كل البسط" أي البسطَ كله الذي لا بسط بعده، فـ"كل" أفادت معنى النهاية، وذلك من العموم المعنوي الذي أفاد استغراق المعنى ولازم ذلك الخروج عن حد العادة فيبلغ الإنسان بالبسط حد الإسراف .
6- طباق إيجاب في الاستعارة بين بسط اليد والغل من حيث المعنى.
7- المقابلة بَيْنَ الشطرين تَنْهَى عن الضدين "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" يقابلها "ولا تبسطها كل البسط" وبينهما واسطة هي الأمر بالتوسط والاعتدال.
8- السكوت عن الواسطة بين المتقابلين، لدلالة المذكور على المحذوف، فالبلاغة تقضي ألا يذكر فضلا أن ذلك آكد في إقامة الحجة باستنطاق المخالف، فالذهن إلى الحكم يتبادر بانتفاء الضد الدائر، زيادة أو نقصا، والمسكوت عنه قد يزيد عن العدل وهو يقضي بالواجب إلى الفضل.
9- "فَتَقْعُدَ" أي: فتصير. وهو من المجاز. [ يوضح ويفصل]
10- قوله : "فتقعد ملوما محسوراً" جواب لكلا النهيين على التوزيع بطريقة النشر المرتب، فالملوم يرجع إلى النهي عن الشح، والمحسور يرجع إلى النهي عن التبذير. والمحسور : المنهوك القوى، والمعنى: غير قادر على إقامة شؤونك.
[وهذا على أحد الأوجه في تفسير الآية، والوجه الآخر أن قوله تعالى :{فتقعد ملومًا محسورًا} حكم واحد لكلا الفريقين البخيل والمسرف، فيكون في الآية من المحسنات المعنوية " الجمع"]

كان ليكون عملا رائعًا لولا اعتمادك على النسخ من تفسير ابن عاشور - غالبًا-، والنسخ واللصق لا يوضح لكِ أولا - فضلا عن المصحح - الجوانب التي فهمتيها والتي لم تفهميها من كلام المفسر، وهذا النسخ واللصق هو ما أضعف التقويم.
التقويم: ج+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1441هـ/31-08-2019م, 11:16 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
(مجلس تطبيقات البلاغة القرآنية)
المجموعة الثالثة:
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
من الفوائد البلاغية التي ذكرها الطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير " في هذه الآية الكريمة :
1- حسن الابتداء وبراعة الاستهلال: في قول الشيخ رحمه الله "لَمّا كانَتْ هَذِهِ النِّذارَةُ بُلِغَتْ بِالقُرْآنِ والمُشْرِكُونَ مُعْرِضُونَ عَنِ اسْتِماعِهِ حارِمِينَ أنْفُسَهم مِن فَوائِدِهِ ذُيِّلَ خَبَرُها بِتَنْوِيهِ شَأْنِ القُرْآنِ بِأنَّهُ مِن عِنْدِ اللَّهِ وأنَّ اللَّهَ يَسَّرَهُ وسَهَّلَهُ لِتَذَكُّرِ الخَلْقِ بِما يَحْتاجُونَهُ مِنَ التَّذْكِيرِ مِمّا هو هُدًى وإرْشادٌ."
[الأولى أن نقول " حسن التخلص" لأن هذه الآية ليست بداية الحديث] 2- الاقتباس:فهو ضمن الكلام شيئا من القرآن واستدل به على صحة استنباطه :"وهَذا التَّيْسِيرُ يُنْبِئُ بِعِنايَةِ اللَّهِ بِهِ مِثْلُ قَوْلِهِ ﴿إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لَحافِظُونَ﴾" [ابن عاشور استدل بالآية، والدليل قوله : " مثل قوله " فهو أشار إلى أنها آية من القرآن، والاقتباس: شرطه أن الكاتب أو المتكلم لا يقصد أنه من القرآن والسنة]
3- لقد: تَأْكِيدُ الخَبَرِ بِاللّامِ وحَرْفِ التَّحْقِيقِ مُراعًى فِيهِ حالُ المُشْرِكِينَ الشّاكِّينَ في أنَّهُ مِن عِنْدِ اللَّهِ.
4- الأطناب في مدح القرآن وكون لغته أفضل اللغات ،وأسلوبه أفضل الأساليب من حيث فَصاحَةِ الكَلِماتِ وفَصاحَةِ التَّراكِيبِ وغير ذلك
وأيضا أصنب في شرح معاني اللام في "للذكر".
5- اللّامُ في قَوْلِهِ لِلذِّكْرِ مُتَعَلِّقَةٌ بِيَسَّرْنا وهي ظَرْفٌ لَغْوٌ غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ، وهي لامٌ تَدُلُّ عَلى أنَّ الفِعْلَ تَعَلَّقَتْ بِهِ فُعِلَ لِانْتِفاعِ،فهي للتعدية ،فدْخُولَ هَذا اللّامِ قَدْ تَعَدّى إلَيْهِ الفِعْلُ الَّذِي تَعَلَّقَتْ بِهِ اللّامُ تَعْدِيَةً.
6- فَفي قَوْلِهِ ﴿يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ اسْتِعارَةٌ مَكْنِيَّةٌولَفْظُ يَسَّرْنا تَخْيِيلٌ. ويُؤَوَّلُ المَعْنى إلى: يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلْمُتَذَكِّرِينَ.
7- ائتلاف اللفظ مع المعني في قوله: ﴿يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ أنَّ القُرْآنَ سُهِّلَتْ دَلالَتُهُ لِأجْلِ انْتِفاعِ الذِّكْرِ بِذَلِكَ التَّيْسِيرِ، فَجُعِلَتْ سُرْعَةُ تَرْتِيبِ التَّذَكُّرِ عَلى سَماعِ القُرْآنِ بِمَنزِلَةِ مَنفَعَةٍ لِلذِّكْرِ لِأنَّهُ يَشِيعُ ويَرُوجُ بِها كَما يَنْتَفِعُ طالِبُ شَيْءٍ إذا يُسِّرَتْ لَهُ وسائِلُ تَحْصِيلِهِ، وقُرِّبَتْ لَهُ أباعِدُها.
8- مراعاة النظير في قوله "وفَرَّعَ عَلى هَذا المَعْنى قَوْلَهُ ﴿فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٥] . والقَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ في نَظِيرِهِ المُتَقَدِّمِ آنِفًا، إلّا أنَّ بَيْنَ الِادِّكارَيْنِ فَرْقًا دَقِيقًا، فالِادِّكارُ السّالِفُ ادِّكارُ اعْتِبارٍ عَنْ مُشاهَدَةِ آثارِ الأُمَّةِ البائِدَةِ، والِادِّكارُ هُنا ادِّكارٌ عَنْ سَماعِ مَواعِظِ القُرْآنِ البالِغَةِ وفَهْمِ مَعانِيهِ والِاهْتِداءِ بِهِ".
[ائتلاف اللفظ والمعنى هو مراعاة اختيار الألفاظ حسب المعنى المطلوب فنختار الألفاظ القوية لمواقف مثل الحماسة والحديث عن الحرب وهكذا ...، والألفاظ السهلة للمعاني الرقيقة.
والمقصود من التطبيق استخلاص الأوجه البلاغية التي وردت في الآية - من تفسير ابن عاشور - وليس الحديث عن كلام ابن عاشور نفسه.
وعليه فقد فاتكِ استخلاص ما ورد في تفسير قوله تعالى: {فهل من مدكر} وقد أحال إلى تفسير قوله تعالى :{ ولقد تركناها آية فهل من مدكر} وفيها الحديث عن الاستفهام وغرضه وعن معنى " من " ودلالتها.
كما فاتكِ بين الاستعارة في قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}]


س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }
ما تيسر من الأوجه البلاغية في الآية:
· استعارة تمثيلية: بِتَمْثِيلِ الَّذِي يَشِحُّ بِالمالِ بِالَّذِي غُلَّتْ يَدُهُ إلى عُنُقِهِ، أيْ شُدَّتْ بِالغُلِّ، وهو القَيْدُ مِنَ السَّيْرِ يُشَدُّ بِهِ الأسِيرُ، فَإذا غُلَّتِ اليَدُ إلى العُنُقِ تَعَذَّرَ التَّصَرُّفُ بِها فَتَعَطَّلَ الِانْتِفاعُ بِها فَصارَ مَصْدَرُ البَذْلِ مُعَطَّلًا فِيهِ، وبِضِدِّهِ مِثْلَ المُسْرِفِ بِباسِطِ يَدِهِ غايَةَ البَسْطِ ونِهايَتَهُ، هَذا تَمْثِيلٌ لِمَنعِ الشَّحِيحِ وإعْطاءِ المُسْرِفِ، وأمْرٌ بِالِاقْتِصادِ الَّذِي هو بَيْنَ الإسْرافِ والإقْتارِ.
· الأطناب:(كُلَّ البَسْطِ﴾ أي البسطَ كله الَّذِي لا بسط بعده، وهو معنى النهاية،وهو ما يسمى في البلاغة بالاعتراض. [وفي لفظ " كل " العموم، أي منتهى البسط وغايته]
· التعريف :في قوله "البسط" ال التعريف للعهد الذكري.
· الطي والنشر:قوْلُهُ ﴿فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ جَوابٌ لِكِلا النَّهْيَيْنِ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا} عَلى التَّوْزِيع بِطَرِيقَةالنَّشْرِ المرتب، فالمَلُومُ يَرْجِع إلى النَهي عن الشُّح، والمَحْسُورُ يَرْجِعُ إلى النَّهْيِ عَنِ التَّبْذِيرِ.
· الوصل بالواو:عَوْد إلى بَيانِ التَّبْذِيرِ والشُّحِّ، فالجُمْلَةُ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ ولولا تخلل الفصل بَيْنَهُما بِقَوْلِهِ ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ﴾َ لَكانَتْ جُمْلَةُ ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ﴾ غَيْرَ مُقْتَرِنَةٍ بِواوِ العَطْفِ
· الأسلوب الإنشائي الطلبي: "لا تجعل "،" ولا تبسطها" والنهي وهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء.
· التشبية : شبة الذي يسرف في الانفاق ويتلف ماله بالبعير الحسير الذي لا يستطيع القيام من مكانه ولاالانبعاث ومواصلة السير.
[التشبيه يتوفر فيه طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) وأداة التشبيه ووجه الشبه، وأقل ما في الأمر أن يتوفر طرفي التشبيه ليكون تشبيهًا بليغًا، أما قوله "فتقعد" فقد اعتبره ابن عاشور استعارة، راجعيها في تفسير قوله تعالى :{ فتقعد مذمومًا مخذولا} [سورة الإسراء: 22] · المقابلة : في معنى البخل والتبذير في قوله تعالى :{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}،وهو من أنواع المحسنات المعنوية.
· السجع : في قوله "ملوماً"و "محسوراً". [السجع هو اتفاق الفاصلتين نثرا؛ هنا فاصلة واحدة في جملة " فتقعد ملومًا محسورً" ]

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

الاعتماد على النسخ في بعض المواضع أضعف كثيرًا من عملكِ، والأولى التعبير بأسلوبك ليتبين فهمك للأوجه البلاغية.

التقويم: ج
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1441هـ/31-08-2019م, 11:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة
س1: اقرأ تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} للطاهر ابن عاشور في كتابه "التحرير والتنوير" ، ثمّ لخّص ما ذكره من الفوائد البلاغية.
***

المناسبة (حسن الانتقال من موضوع الى موضوع ): ذكر ابن عاشور مناسبة هذه الآية لما قبلها
قال : لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره وسَهله لتذكّر الخلق بما يحتاجونه من التذكير مما هو هدى وإرشاد .

التعريض: في الآية حيث للمؤمنين على تذكر القران والإقبال عليه و في ذلك تعريض بالمشركين الذين اعرضوا عن كتاب الله


تأكيد الخبر (خبر إنكاري) ...موافقا لمقتضى الحال :
جاء الخبر في الآية مؤكدا " بالام " وحرف التحقيق " قد" مراعى فيه حَال المشركين الشاكين في أنه من عند الله .

ائتلاف اللفظ و المعنى


استعمال لفظ اليسر دون غيره من الألفاظ "سهل" موافقة لدلالة على المعنى المراد
فالقران ميسر للناس ؛ تيسير الألفاظ وتيسير المعاني ؛ ميسر بتيسير الله له .

معاني الحروف:
معنى حرف اللام " للذكر".... " لام شبه التمكليك أو للتعدية
استعارة مكنية:
الْقُرْآنَ سُهِّلَتْ دَلَالَتُهُ لِأَجْلِ انْتِفَاعِ الذِّكْرِ بِذَلِكَ التَّيْسِيرِ، فَجعلت سرعَة ترَتّب التَّذَكُّرِ عَلَى سَمَاعِ الْقُرْآنِ بِمَنْزِلَةِ مَنْفَعَةٍ لِلذِّكْرِ لِأَنَّهُ يَشِيعُ وَيَرُوجُ بِهَا كَمَا يَنْتَفِعُ طَالِبُ شَيْءٍ إِذَا يُسِّرَتْ لَهُ وَسَائِلُ تَحْصِيلِهِ، وَقُرِّبَتْ لَهُ أَبَاعِدُهَا.
مجيء الاستفهام والمراد به التحضيض
(فهل من مذكر ) استفهام مستعمل في معنى التحضيض على التذكر بسماع مواعظ القران.

دلالة . على العموم:
و{ من } زائدة للدلالة على عموم الجنس في الإِثبات على الأصح من القولين .
موافقة معنى اللفظ لمعنى الآية:
"فهل من مدكر" ا لمراد بالإدكار ادكار عن سماع مواعظ القرآن البالغة وفهم معانيه والاهتداء به .
بخلاف فيما سبق من الآية في قوله تعالى "
وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فالمراد بالادِّكار ادّكار اعتبار عن مشاهدة آثار الأمة البائدة . [وهذه مسألة تفسيرية]

***
س2: استخرج الأوجه البلاغية من قول الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }


نهى تعالى بهذه الآية عن طرفي الإفراط و التفريط ، وهما الإسراف . فالمأمور به : هو العدل الوسط.. وجاء نظمها على سبيل التمثيل فصيغت الحكمة في قالب البلاغة .
فصورت الآية البخل باليد المغلولة إلى العنق، والإسراف باليد المبسوطة التي لا تمسك شيئا، ثم تجسّم الصورة لكلّ من البخيل والمسرف، في صورة القاعد الحسير، الذي لا يتمكّن من متابعة شئون حياته، فالبخيل يمنعه بخله، من مزاولة شئون حياته، والمسرف ينتهي إلى الإفلاس، فلا يتمكن من متابعة حياته.

--عطف الآية على ما قبلها بحرف الواو ( الوصل)
الآية عطف على قوله تعالى " ولا تبذر تبذيرا" ؛ جاءت لبيان التبذير المذكور آنفا والأصل أن لا تعطف ؛لأن من شأن البيان أن لا يعطف على المبين..لكن حصل الوصل لطول الفصل.
-وأيضا حسن الوصل اهتماما بها يجعلها مستقلة بالقصد. لأنها مشتملة على زيادة على البيان بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير

* أسلوب إنشائي النهى .
.(ولا تجعل)؛( وَلا تَبْسُطْهَا)

تكرار لا ؛ "ولا"
أشارة إلى أن هناك شيء وسط بين طرفي نقيض بين الشح والإسراف وهو الإنفاق العدل الوسط . فالوسط هو وضع المال في مواضعه وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا ) .

الوصل:
الوصل بين {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } وبين { وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}..
لاتفاق الجملتين إنشاء ..ووجود المناسبة بينهما -فكلاهما نهى عن خلتين كلاهما طرفي نقيض - و لم يكن هناك مانع من الوصل

المقابلة:
المقابلة بَيْنَ الجملتين "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" يقابلها "ولا تبسطها كل البسط"
قال أبو حيان: وطابق في الاستعارة بين بسط اليد وقبضها من حيث المعنى لأن جعل اليد مغلولة هو قبضها ، وغلها أبلغ في القبض وقد طابق بينهما"
-وقد طابق بينهما في الكيفية والصفة: ..وإنما قال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) ولم يقل (ولا تجعل يدك مغلولة) من غير العنق، لأنه قال (ولا تبسطها كل البسط) فكأنه أراد، ولا تجعل يدك مغلولة كل الغل ولا تبسطها كل البسط، فناب ذكر العنق عن قوله (كل الغل)، لأن غل اليد إلى العنق، هو أقصى الغايات التي جرت العادة بغل اليد إليها.مطابقة وموافقة ل "كل البسط " الذي هو غاية البسط الذي لا بسط بعده.

الكناية : ( كناية عن صفة)
في الآية كناية عن صفة البخل وكناية عن صفة التبذير
فقد أبرزت الآية معنى البخل في صورة اليد المشدودة إلى العنق المقيدة به، كما أبرزت صفة التبذير في صورة اليد المبسوطة؛ فلا يبقى بها شيء

-مجازاً لغوياً على سبيل الاستعارة التمثيلية أو المركبة،
-شبه البخيل الذي لا يمد يده بالعطية بالمغلول الذي لا يستطيع أن يمد يده.
قال ابن القيم :" شبه الإمساك عن الإنفاق باليد إذا غلت إلى العنق"
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 95)
قال أبو هلال العسكري :{ «حقيقته لا تكونن ممسكا، والاستعارة أبلغ، لأن الغلّ مشاهد، والإمساك غير مشاهد، فصوّر له قبح صورة المغلول ليستدل به على قبح الإمساك» كتاب الصناعتين: لأبي هلال العسكري. ص 262 - 264.

-تشبيه المسرف المبذر بالباسط يديه غاية البسط الذي لا بسط بعده بحيث
بحيث لا تحفظ شيئا.
قال ابو حيان :" واستعير بسط اليد لإذهاب المال وذلك أن قبض اليد يحبس ما فيها ، وبسطها يذهب ما فيها"

جعل لفظ اليد رمزا على البخل وعلى الإنفاق والبذل ( المشترك الفظي)
قوله تعالى :(.. وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) رمز باليد إلى البخل وعدم الإنفاق
وقوله ( وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ..) رمز لليد إلى البسط

[ بعض أهل اللغة اعتبر ما قلتِ أن في الآية كناية، لكن أغلب المفسرين اللغويين على أنها استعارة، والفرق بين الكناية والاستعارة أن الكناية لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة هذا المعنى.
أما الاستعارة فهي مجاز علاقته المشابهة، أي لفظ مستعمل في غير ما وُضع له لعلاقة المشابهة مع وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
وبالتطبيق على الآية
إن قلنا أنها كناية عن البخل، فهل يجوز إرادة المعنى الأصلي؟ أنه يغل يده إلى عنقه؟
الواضح أن في السياق قرينة تنفي إرادة المعنى الأصلي لأن السياق عن الإنفاق، وفي الآية علاقة المشابهة بين البخل وإمساك المال، وبين الغل والقيد، وكذا بين الإسراف وبسط اليد كل البسط]

اللف والنشر المرتب:
جاء اللَّفُّ المفصَّل في الآية : في النّهي عن البخل وعن التبذير بعبارة {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط} .
وجاء النشر مرتَّباً على وفق ترتيب اللّف، وذلِكَ لأنّ اللَّوْمَ يكون على البخل الذي جاء في العبارة أوّلاً، وإنْهاكَ الْقُوى وخُلُوَّ الْيَدِ من المال ( محسورا) يكون بسبب التبذير.
[وهذا على أحد الأوجه في تفسير الآية، والوجه الآخر أن قوله تعالى :{فتقعد ملومًا محسورًا} حكم واحد لكلا الفريقين البخيل والمسرف، فيكون في الآية من المحسنات المعنوية " الجمع"]
مجاز لغوي :
(فَتَقْعُدَ مَلُومًا) أي فتصيرَ .قاله أو السعود
وقال ابن عاشور: مستعار لمعنى المكث والدوام.


***


التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 ذو الحجة 1441هـ/10-08-2020م, 12:23 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
[color="blue"]المجموعة الثانية:
س1: اقرأ رسالة الحافظ الجزري "كفاية الألمعي" ولخّص ما ذكر فيها من الفوائد البلاغية في تفسير قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) }
من الأوجه البلاغية التي ذكرت في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: تشبيه الأرض والسماء بالعقلاء المميزون الذين ينادون فيستجيبون كما في قوله "يا أرض"، "وياسماء"، وسيأتي تفصيلها بعد قليل مع بيان أنواع ما فيها. [وهنا استعارة على الاصطلاح لأن المشبه به محذوف، وهي مجاز علاقته المشابهة، فجاء التعبير عن هذا المعنى أيضا في الكلام عن المجاز
لكن الواقع أنه لا يمتنع أن يكون هذا النداء على الحقيقة لا المجاز
وقال السكاكي - كما أورد عنه الجزري- أن النداء استعارة عن مراد الله عز وجل، ولا يمتنع أيضًا أن يكون النداء على الحقيقة لما في ذلك من بيان قدرة الله ونفاذ أمره في المخلوقات]

=ومنها: مراعاة تناسب الألفاظ أو مراعاة النظير: حيث استعمل مع الأرض البلع وهو النشف، واستعمل مع السماء الإقلاع وهو الإمساك فإن الواقع أن الأرض ينزل فيها الماء والسماء ينزل منها الماء.
=ومنها: استخدام الإيجاز فلم يتكرر لفظ الماء مع السماء اكتفاءاً بذكره مع الأرض.
=ومنها: الحذف؛ حيث حذف الفاعل جل جلاله للتنبيه على تعيينه وأنه هو الواحد القاهر المتصرف في كل شيء سبحانه وتعالى وهذا في قوله تعالى "وقيل يا أرض ابلعي ماءك" ، "وياسماء أقعلي" فإن الأذهان لا تنصرف في ذلك إلا إليه سبحانه وتعالى وهذا من دلائل جلاله وكبريائة سبحانه وتعالى.
=ومنها: الجناس؛ بين قوله "ابعلي" وقوله "أقلعي"
=ومنها: الاستعارة؛ حيث شبه نزول الماء للأرض بالبلع الذي يكون فيه جذب للمطعوم فينزل في مقر خفي وهذا موجود أيضا مع الأرض فهي قد جذبت الماء لباطنها.
=ومنها: الكناية في تشبيه الماء للأرض بالطعام لمن يأكله، فهي تتقوى به في الإنبات للزروع والأشجار كما يتقوى الآكل بالطعام. [استعارة مكنية، حذف المشبه به الطعام وأتى بما يدل عليه " ابلعي"]
=ومنها: استعارة مرشحة في قوله "ابعلي [ابلعي] ماءك" حيث ذكر فيها ملائم للمشبه به وهو الطعام فملائمه هو البلع، وأما الماء فملائمه هو الشرب ونحوه.
=ومنها: المجاز في جعل الأرض كمن يملك الماء فخاطبها بقوله "ماءك" فأضاف الماء إليها.
=ومنها: الاستعارة في حبس المطر النازل من السماء حيث شبهه بالإقلاع الذي هو ترك الفعل للشبه بينهما في عدم ما كان.
=ومنها: الاستعارة في تشبيه السماء بمن يعقل فوجه إليها الأمر في قوله "أقلعي" ، كما تقدم في "ابعلي".
=ومنها: التعريض ببيان أن سبب قيام الطوفان وحصول ما كان هو من جراء فعل الظالمين المحاربين لشرع الله الرافضين عبادته سبحانه وتعالى.
=ومنها: استخدام أداة النداء "يا" دون سائر أخواتها لكونها أكثر في الاستعمال، وأنها دالة على بعد المنادي الذي يستدعيه مقام إظهار العظمة، وإبداء شأن العزة والجبروت وهو تبعيد المنادي المؤذن بالتهاون به، فهي وإن كانت مخلوقات عظيمة جدا إلى أنها طائعة لله يقول لها كن فتكون.
=ومنها: الاختصار في قوله "يا أرض" فلم يقل: يا أيتها الأرض، وما في أيتها من تكلف التنبيه غير المناسب للمقام
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث استخدم لفظ الأرض دون غيره من أسماءها لكونه أخف وأدور على الألسن، ومثله مع السماء.
=ومنها: الإيجاز والاختصار في اختيار غيض على غيض –المشدد- ، وفي عدم ذكر أمر نوح فقال "قضي الأمر" ،
=ومنها: استعمال اللام مع "بعدا" الذي يدل على أن البعد حق لهم وهم مستحقون له، مع ما فيه من الاختصار.
=ومنها: استعمال العموم: في إطلاق الظلم ليتناول كل نوع منه، حيث يدخل فيه ظلمهم لأنفسهم وظلمهم لغيرهم.
=ومنها: تقديم النداء على الأمر {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} دون أن يقال –ابلعي يا أرض وأقلعي يا سماء، وهذا لمراعاة اللازم لمن ينادى حقيقة فإنه ينبه أولا ثم يؤمر ثانياً، وهذا من شأنه أن يتلقى الأمر بالعناية والإقبال عليه.
=ومنها: تقديم الخطاب للأرض على السماء لمناسبة الطوفان لها فهو بها ألصق فهي الأصل فيه فقدمت.
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل مراعاة النظير، وائتلاف اللفظ مع المعنى،
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام مصدر ماء الطوفان وهي ما يخرج من الأرض وما ينزل من السماء ثم ذكر أقسام إيقاف ذلك وهي إمساك السماء وابتلاع الأرض.
[بارك الله فيك
- لو أعدت ترتيب ما استخرجت من أوجه بلاغية ؛ إما على أبواب البلاغة، ويمكنك اعتماد ترتيب كتاب دروس البلاغة، أو ترتيبها على حسب ألفاظ الآية وهو أولى.
- الانتباه لما في كلام البلاغيين من توسع في دعوى المجاز في القرآن، ومن ذلك دعوى أن النداء في الآية مجازًا يدل على الإرادة، وقد فصّل الحافظ الجزري في هذه الرسالة الكلام على الحقيقة والمجاز فأرجو أنك اطّلعت عليه.
- فاتك عدد من الفوائد البلاغية، ولعلكَ إن اطلعت على باب الأسئلة والأجوبة التي ذكرها الحافظ الجزري في رسالته يتبين لكَ أكثرها بإذن الله]





س2: استخرج الأوجه البلاغية من : قول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) }
من الأوجه البلاغية التي ظهرت لي في الآية:
= فصاحة الألفاظ حيث أن ألفاظها عربية مستعملة جارية على قوانين اللغة سليمة عن التنافر.
=ومنها: التأكيد بزيادة "ما" بعد "إذا" في قوله تعالى "وإذا ما أنزلت" وهذا من شأنه تأكيد المعنى الموجود في "إذا" وهو الشرط، وهذا التأكيد يحتاج إليه لأن المنافقين ينكرون صدوره منهم كما أنهم ينكرون أن نزول سورة يزيد الإيمان.
=ومنها: الحذف، حيث حذف المسند إليه في قوله "أنزلت" للعلم بمن أنزلها سبحانه وتعالى فحذف للتنبيه على أنه معلوم.
=ومنها: الاختصار، حيث حذف كلمة القرآن فلم يقل سورة من القرآن وهذا لأنه معهود معلوم، ومثله عدم إعادة ذكر المنافقين هنا لأنهم مذكورة في الآية التي قبلها فاكتفى هنا بالضمير في قوله تعالى "فمنهم". [الآية قبلها صريحة في الكفار، واستفاد ابن عاشور من ذلك أن فيها تعريضًا بالمنافقين]
= ومنها: الاستفهام بغرض التهكم من المؤمنين والقرآن، في قولهم "أيكم زادته هذه إيماناً" ، فمن المعلوم أن القرآن يزيد المؤمنين إيماناً. [واختُلف في غرض هذا الاستفهام بحسب الاختلاف في القائل والمخاطب به]
= ومنها: وجود المحسنات المعنوية مثل التقسيم حيث ذكر أقسام من يتلقى القرآن فهم فريقين: الأول فريق يزداد بما نزل إيماناً وفريق يزداد به كفرا وعناداً.
= ومنها: مراعاة النظير: حيث ذكر مع حال المؤمنين أنهم "يستبشرون"، وذكر مع حال المنافقين أنهم يموتون وهم "كافرون".
= ومنها: استخدام التفريع بإضافة الفاء في قوله "فأما الذين آمنوا" فهو تفريع على استفهام المنافقين المقصود منهم إنكار أن تزيد السورة الإيمان، فذكر الله سؤالهم ثم أجابه بخلاف ما يقصدون منه فبين أن المؤمنين ازدادوا إيماناً، ومنهم من يحصل له أكثر من ذلك وهو البشر لهم، بل زادت عن ذلك بأنها تزيد المنافقين والكافرين رجسا وكفرا إلى كفرهم.
=ومنها: المقابلة: بين حال المؤمنين عند نزول سورة وحال الكافرين عند ذلك حيث قال تعالى في المؤمنين:
(فزادتهم إيماناً) (وهم يستبشرون)، وفي مقابل هذا حال المنافقين حيث قال فيهم: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) (وماتوا وهم كافرون). فللمؤمنين فائدتان وللمنافقين مصيبتان.
=ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى: حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر مع حال من تقبل هديه وأقبل عليه أن له البشر، وذكر مع حال المنكر المعرض أنه يموت وهو كافر وهذا لازمه العذاب الأليم في نار الجحيم.
=ومنها: التضمين: حيث ضمن قوله "زادتهم رجسا" معنى الضم فتم تعديته ب "إلى"، أي ضموا ضلالا وكفرا وعنادا إلى ما عندهم من ذلك فكان هذا زيادة لما عندهم.
=ومنها: الكناية؛ حيث كنى عن الكفر والنفاق بالمرض الذي في القلب وهذا له نظائر في القرآن في غير آية، وأيضا في تكنية الكفر والنفاق بالرجس وهو في الأصل الخبث.
[ومن الفوائد البلاغية أيضًا
" أسلوب الحكيم" ، وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقبه، فجاء إجابة سؤالهم " أيكم زادته هذه إيمانا " بغير ما يترقبونه]

والله أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين.


التقويم: ب+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir