المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا }
فيه أقوال :
القول الأول: أي يعود إلى لفظ الظهار فيكرره وهذا قول باطل اختاره ابن حزم وفرقة من أهل الكلام وذكره ابن كثير
القول الثانى : هو أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق قال به الشافعي وذكره ابن كثير والاشقر .
القول الثالث : هو العودة إلى الجماع أو العزم عليه فلا تحل له إلا بكفاره قال به أبو حنيفة ومالك وذكره ابن كثير والسعدى .
2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9 إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا] هنا خطاب من الله تعالى لعباده المؤمنين ليؤدبهم
فقال [إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ] فيأمرهم بأن لا يتناجوا كالكفار والمنافقين بالشر والعدوان وعصيان الرسول عليه الصلاة والسلام
فأمرهم فقال [وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ] أي اتقوا الله بترك المحرمات والمعاصي وأطيعوا الله عز وجل وتناجوا بما فيه بر وخير وقيام بحق الله تعالى وحق عباده
[الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] أي الذي يحصي أعمالكم وأقوالكم ويجزيكم عليها
[إِنَّمَا النَّجْوَى] وهي المسارة بين الكفار والمنافقين على المؤمنين بالمكر والعدوان وعصيان الرسول علية الصلاة والسلام .
[مِنَ الشَّيْطَانِ] أي من تزينه وعمله
[لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا] أي المقصود فيها أحزان المؤمنين لتوهمهم أنهم يراد بهم شر ومكيدة
[وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا] أي هذا التناجي والإحزان والمكر الذي هو من تسويل الشيطان لن يضر المؤمنين بشئ
[إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ] أي بمشيئة الله وقضائه وقدره
[وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ] أي يفوضون أمرهم إلى الله في جميع شؤونهم فهو كافي عباده ويستعيذون بالله من الشيطان الرجيم فلا يهتموا بالنجوى وقد قال عليه الصلاة والسلام [إِذَا كُنتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ ]
3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
هذه السورة نزلت في بني النضر وهم طائفة من اليهود سكنوا المدينة ولما بعث النبي عليه الصلاة والسلام وهاجر إليها كفروا به وبكل ما جاء به وكان بينهم معاهدة فلما كان بعد وقعة بدر خرج إليهم الرسول عليه الصلاة والسلام وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذان قتلهم عمرو بن أميه فقالوا نفعل وأجلس حنى نقضي حاجتك وعندما خلا بعضهم ببعض تأمروا على قتل النبي عليه الصلاة والسلام بأن يرموا عليه الرحى على رأسه فقال رجل منهم لا تفعلوا فو الله ليخبر ن بما هممتم به وإنه لنقض للعهد الذي بيننا ثم نزل الوحى فعلم النبي عليه الصلاة والسلام فخرج مسرعا وتوجه إلي المدينة وعندما سأله الصحابة أخبرهم بما همت به اليهود فبعث إليهم الرسول علية الصلاة والسلام أن اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني فيها وقد أجلتكم عشرا فمن وجدت بعد ذلك ضربت عنقه وفي هذا الوقت أرسل إليهم المنافق عبدالله بن أبي سلول أن لا تخرجوا من دياركم وأنه سيقاتل معهم وينصرهم مع بنى قريضة فأرسل رئيسهم حيي بن أخطب أنا لا نخرج فكبر رسول الله وأصحابه ونهضوا إليهم فحاصروهم وتخلى عنهم حلفائهم وقطع نخلهم وحرق فأرسلوا أنهم يريدون الخروج من المدينة ، فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يخرجوا بأنفسهم وأولادهم وما حملت أبلهم فكانت أرضهم وأموالهم وسلاحهم مما أفاء الله على نبيه .
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
استدل من القران بآية القتل قال تعالى [ ومن قتل مؤمن خطأ فتحرير رقبة مؤمنه ]فهذه الاية بينت أنها مقيدة بالإيمان كما ذكر الشافعي واستدل بما روى عن مالك بسنده عن معاوية السلمى في قصة الجارية السوداء أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال [أعتقها فإنها مؤمنه ]