المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.
[وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ]
بعد أن أخبر الله عزوجل بحال من أخذ كتابه بيمينه وماله من نعيم ملاقيه لأنه استعد لهذا اليوم فهنا يخبر الله تعالى عن حال الشقي حيث يأخذ كتابه بشماله فينظر إلى عمله السيئ فيندم ندم شديد لأنه يرى مدى خسارته وخلوده في النار .
[وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ]
أي ياليتنى لم أعرف ما هو حسابي ولم أبعث وأحاسب
[ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ]
هنا الشقي بعد أخذ كتابه بشماله يتمنى الموت الذي لا حياة بعده ولا بعث وما هذا إلا من سوء أعمالهم وما صاروا إليه من عذاب .
[مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ]
أي لم ينفعنى مالى في الدنيا وما جمعته في دفع عذاب الله عزوجل ولا في النجاة من النار لأنى لم أقدم منه لأخرتى .
[هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ]
أي أن سلطانى وجاهى وملكى وما أنا فيه من نعيم ذهب واضمحل ولم ينقذنى مما أنا فيه وخلصت وحيدا لا معين ولا مجير .
[خُذُوهُ فَغُلُّوهُ]
هنا يأمر الزبانيه الغلاظ الشداد بأن يجعلوا الاغلال في يده وعنقه وتورده في جهنم .
[ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ]
أي اغمروه في جهنم وقلبوه في لهب جهنم ليصلى حرها .
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ]
وصف للسلسلة فهى حلق منتظمة وطولها سبعون ذراعا من سلاسل الجحيم في غاية الحرارة ثم ينظم فيها الشقي بأن تدخل في دبره وتخرج من فمه ويعلق فيها فلا يزال يعذب بها العذاب العظيم .
2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
القول الاول في [قبله ]قرئ بكسر القاف ومعناه من عند فرعون في زمانه ممن يتبعونه من كفار القبط وذكره ابن كثير .
القول الثانى قرئ بفتح القاف والمراد من قبل فرعون من الأمم المشبهين له في عمله ذكره ابن كثير والسعدى والاشقر .
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
القول الاول هى نفخة القيام لرب العلمين والبعث والنشور ذكره ابن كثير والسعدى
القول الثانى النفخة الاولى ذكره الاشقر .
وسبب وصفها بواحدة لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع وهى واحدة لا تحتاج لتكرار وتأكيد .
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية]
.اسم جنس أي كل أمة كذبت الرسول الذي أرسل أليها فمن كذب بأحدهم فقد كذب بالجميع قال تعالى [ كذبت عاد المرسلين ]
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
السبب هو أنه كلما دعا قومه إلى الإيمان بالله وطاعته ومغفرته سدوا آذانهم حتى لا يسمعوا دعوته وغطوا رؤوسهم حتى لا يروه واستمروا على ما هم عليه من الكفر والشرك وهو قد دعا قومه مدة طويلة بالليل والنهار ومن دون تقصير فقابلوا ذلك بالإعراض والفرار والبعد عن الحق .
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
قال تعالى [ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ] سورة المعارج 31