المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين
المجموعة الثالثة:
- ما معنى كشف الشبهات؟
معن[ى] كشف: رفع الغطاء عن شيء مستور, أو حسر الشيء عن الشيءكما في قوله تعالى:{فَكَشفنَا عَنكَ غِطائك}
أما الشبهات: فهي جمع شبهة, وهو تشبيه الحق بالباطل, وهي بعكس الحق, لأن الحق يكون واضحا بينا بأدلته, لكن الشبهة مسألة من مسائل العلم يزينها اصحابها ببعض الأدلة التي يعتقدونها من العلم, فيعارض أصحابها الحق بها فتشتبه على الناظر فيها, ويلتبس على الناس أمرها فلا يظهر لهم الحق.
و يصبح الأمر غير واضح لهم, فلا يُدرى هل هي حق أو باطل, كما قال عليه الصلاة والسلام: م(إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ، وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس...)الحديث. لكن التشابه هنا نسبي, فقد تخفى على البعض لكن لا تخفى على الكل, فهي لا تكون شبهة عند أهل العلم الرسخين في العلم.
أما الشبهات المرادة هنا فهو ما حصل للناس في ديار الإسلام من شبهات حول عبادة القبور وسؤال المقبورين والاستغاثة بهم, والتي عمت بها البلوى بعد أن أدخلها الشيعة والمتصوفة, فاعتقد الناس بأنها من باب التقرب إلى الله, فصرفوا العبادات لغير الله سبحانه, ووقعوا في ذات الشرك الذي وقع فيه كفار العرب الذين حاربهم النبي عليه الصلاة والسلام, واستباح دمائهم[دماءهم] وأعراضهم وأموالهم.
وإزالة الشبهات من أصول الدين, لذلك امتن الله على عباده أن قيض لهم علماء ربانيين يكشفون الشبه ويظهرون الحق للناس, فقد قال عليه الصلاة والسلام:(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ), وقد قال البخاري عنهم: هم أهل العلم.
لذلك تصدى العلماء على مر القرون للشبهات: فقاموا بالرد عليها وكتابة المصنفات في بيان باطلها.
- ما هو أول واجب على العباد عند المتكلمين؟ وهل قولهم صحيح؟
أول واجب على العباد عند المتكلمين هو النظر في الملكوت للاستدلال على أن الله هو الخالق الرازق المدبر, وإثبات ربوبية الله.
فادعوا بأن المقصود الأول هو الربوبية، فمن أثبت ربوبية الله سبحانه وتعالى: فهو المؤمن الموحد.
وقولهم هذا ترده النصوص فلا دليل عليه, ونتج بداية عن الخطأ في تفسيرهم لكلمة التوحيد حيث جعلوا معناها:(لا خالق إلا الله), أو: (لا مستغنياً عما سواه ولا مفتقراً إليه كل ما عداه إلا الله), فجعلوا الرب هو الإله, وهذا لا يصح, فالإله هو المعبود, وتحقيق توحيد العبادة لله هو ما جاءت به الرسل جميعا ودعت إليه, وهو مستلزم لتوحيد الربوبية.
ولما بعث النبي عليه الصلاة والسلام, معاذا إلي اليمن, قال له:( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله -وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله...)الحديث, أما الإقرار بأن الله هو الخالق المدبر الرازق: فهذا لم ينكره إلا قلة من الناس, فقد فطر الله سبحانه وتعالى-عباده على معرفته, ودلت العقول أصحابها على وجود الخالق, وهذا شيء لم ينكره حتى كفار العرب, قال تعالى عنهم:(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله), وهو مع هذا فهموا معنى كلمة التوحيد وأنها تعني توحيد المعبود والبراءة ممن سواه, لذلك لما قال لهم عليه الصلاة والسلام: قولوا لا إله إلا الله, قالوا(أجعل الآلهة إلها واحدا) وقال تعالى عنهم(إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا ألهتنا لشاعر مجنون), وقد قال عليه الصلاة والسلام:(أُمِرت أن أُقَاتِلَ النّاس حتى يقولوا: لا إله إلا الله) فلو كان معناها (لا خالق إلا الله) لما قاتل عليه الصلاة والسلام, كفار العرب لأنهم مقرون بهذا.
- بين معنى صفة الله تعالى ( الرحمن) و (الرحيم).
(الرحمن): من الأسماء المختصة بالله والتي لا تطلق على غيره سبحانه, ومعناه ذو الرحمة الواسعة.
(الرحيم): اسم من أسماء الله, وقد يطلق على غيره, ومعناه: ذو الرحمة الواصلة.
وهما من الأسماء التي إذا اجتمعت تفرقت, ف(الرحمن) صفة لذاته سبحانه, و(الرحيم) صفة لفعله تتعلق بالمرحوم, فهو الذي يوصل رحمته لمن يشاء.
- اذكر أنواع التوحيد، وعرف كل نوع.
أنواع التوحيد ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية: وهو إفراد الله بأفعاله مثل الخلق والملك والتدبير, كما في قوله تعالى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}, وقال: {أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ }.
الثاني: توحيد السماء والصفات: وهو إفراد الله تعالى بأسمائه وصفاته التي جاءت في الكتاب والسنة, فنثبت ما اثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف.[ونذكر دليل هذا القسم من التوحيد]
الثالث: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة, أو بأفعال العبد، فما ثبت بكونه عبادة: حرم صرفه لغير الله سبحانه وتعالى.[ونذكر دليل هذا القسم أيضا]
- فسر قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}.
(لتنذر): أي: النبي عليه الصلاة والسلام.
(ما أنذر آباؤهم فهم غافلون): فيها وجهان في التفسير:
الوجه الأول: أن تكون (ما) موصولة, فيكون المعنى: لتنذريا محمد قوما الذي أنذر آباؤهم، فهم غافلون عما أنذر به آباؤهم.
الوجه الثاني: أن تكون (ما) للنفي, فيكون المعنى: لتنذر يا محمد قوما لم ينذر آباؤهم، ويكون المراد ب(آباؤهم): الآباء القريبون.
وهذا لأنهم تركوا ملة إبراهيم وهي الحنيفية السمحة, وغفلوا عنها, إلا قلة منهم تمسكوا بها وكان يطلق عليهم (الحنفاء) لاتباعهم ملة إبراهيم عليه السلام.
- اذكر أنواع الدعاء وأقسامه.
الدعاء نوعان:
الأول: دعاء عبادة[مثل الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات], وهذا لا يكون إلا لله, وصرفه لغيره شرك أكبر, وهو أن يدعو الله راجيا الثواب خائفا من العقاب, وقد قال تعالى:(إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
الثاني: دعاء المسألة أو الطلب, وهو طلب الحاجات, وهو ثلاثة أقسام:
القسم الأول: سؤال الله بما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه, كالمغفرة والرزق والشفاء, ويكون متضمنا للذل والتعظيم والخوف والمحبة والرجاء, والافتقار إلى الله سبحانه, وهذه لا تصرف إلا لله, وصرفها لغيره شرك أكبر مخرج من الملة.
القسم الثاني: دعاء الحي القادر الحاضر بما يقدر عليه, فهذا لا حرج فيه.
القسم الثالث: دعاء الميت أو الغائب شرك أكبر مخرج من الملة, ولو كان ما سأله إياه مقدور عليه حال حياته وحضوره, فمجرد دعاء الميت أو الغائب دليل على اعتقاد الداعي بأن هن هذا الميت له قدرة على النفع والضر, وله تصرف في الكون, وهذا شرك أكبر.
|