دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 شعبان 1439هـ/10-05-2018م, 01:37 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

مجالس مذاكرة تفسير المعوّذتين
مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق



أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.


المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
5:
اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

المجموعة الثالثة:
1:
هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
5
: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
5:
بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.

المجموعة الخامسة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.

2
: حرّر القول في المراد بالغاسق.
3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟

4:
ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 شعبان 1439هـ/10-05-2018م, 02:56 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟

اختلف المفسرون في القول في نزولهما:
- فمنهم من ذهب إلى أنهما مدنيتان، وهو قول الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو جعفر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم، وهو القول الصحيح، لما رواه مسلم والنسائي من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))، وعقبة بن عامر ممن أسلم بعد الهجرة وصيغة الحديث تدل على حداثة النزول، ولحديث أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما، وهو من الأنصار.
- ومنهم من ذهب إلى القول بأنهما مكيتان، وممن قال به الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور، وهو ضعيف لا يصح.

2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
أجاب العلماء على ذلك في نقطتين:
الأولى: ثبوت القصة بأحاديث صحيحة لم يتكلم فيها أهل الحديث، وهي مشهورة عن أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء، لذلك لا يجوز إنكارها كما فعل المعتزلة ومن وافقهم.
الثانية: أنها غير مؤثرة في عقله وفي تبليغه للرسالة، لأن عصمة الأنبياء فهي لدينهم وعقولهم، أما الأبدان فتبتلى.

كما قال السهيلي: (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض).
وقال ابن القيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين).

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
يتفاضل الناس في الاستعاذه حسب تصحيحها وإحسانها، وكمالها يكون بصدق التجاء القلب لله، واتباع هداه، أما من استعاذ بلسانه دون اتباع ما أمر به، أو قلبه معرض عن صدق اللجوء لله، فهي استعاذة كاذبة.

لذلك تفاضل الناس في الاستعاذة على أربع درجات:
الأولى: استعاذة باطلة، وهي ما تخلف عنها أحد شرطي القبول: (الإخلاص والمتابعة)، فهؤلاء استعاذتهم ودعائهم مخلوط بالشرك، وكذلك أصحاب البدع في الاستعاذة.
الثانية: استعاذة ناقصة، وهي ما خلت من الشرك والبدعة، لكنها ضعيفة في الاتجاء إلى الله، والاستعانة به، فقد يكون قلب العبد في غفلة ولهو عنها، مع كونها تنفع صاحبها بعض النفع بإذن الله.
الثالثة: استعاذة المتقين، والتي تكون بالقلب والقول والعمل، فتنفع صاحبها بإذن الله ويترتب عليها أثرها، لكونها جمعت شروط الصحة.
فأما استعاذة القلب: فتكون بصدق اللجوء إلى الله، والتوكل عليه وحده، وحسن الظن به، وعدم التسخط والاعتراض.
وأما بالقول: باتباع المأثور من التعويذات، أو ما في معناها مما يصح شرعا.
وأما بالعمل: فباتباع هدى الله، وعدم اتباع خطوات الشيطان.
الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلاها وأحسنها أثرا، فهم أحسنوا الاستعاذه بقلوبهم، كأنهم يرون الله، ويكثرون من ذكر الله بألسنتهم، وإحسانهم في الاتباع بالجوارح بمسارعتهم في الخيرات وتورعهم عن الشهبات، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، ولذلك استعاذتهم سريعة الأثر، لأن الله أوجب على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه كما في حديث أبي هريرة في الصحيح، فهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
شر الحاسد على نوعين:
الأول: شر نفسه وشر عينه، كما قال قتادة في تفسير الآية، والفرق بينهما أن العين ما كان عن معاينة وحضور، أما النفس فهي تعلق نفس الحاسد بالنعمة التي لدى المحسود فيؤثر فيها بإذن الله.
الثاني: شر بغيه وكيده وقد يصل إلى استعمال السحر للإضرار بالمحسود، وشر سعيه في صرف الخير أو جلب الضر.

أما أنواع الحاسدين فهي كثيرة، وبالنظر إلى ما ذكر في القرآن والسنة عنهم يمكن جمعهم إلى نوعين:
حسد عام: وهو حسد الكفار للمؤمنين، وإبليس وذريته من الشياطين لبني آدم، والمنافقين، والسحرة.
وحسد خاص: وهو حسد يكون على شخص بعينه، أو طائفة بخصوصها.

5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب في اللغة: قد يأتي فعل فيكون بمعنى دخل في الوقبة، وقد يأتي مصدر لبيان حال الدخول في الوقبة.
أما الوقبة فقد تكون مصمتة غير نافذة فتطلق على التجويف، مثل النقرة التي تكون في الجبل والحجر أو في العظم.
وقد تكون نافذة فتطلق على الخرق المتسع، مثل الكوة التي في الجدار، ويكون الدخول من خلالها.

والمقصود بوقوب الغواسق:أن للغواسق وما يكون معها من الشرور العظيمة موضعا تدخل فيه أو من خلاله الذي هو الوقبة، فإذا وقبت فيه وتمكنت منه أثرت وضرت بإذن الله، وذلك ينطبق على السحر والعين والفتنة وغير ذلك من الشرور، حتى الكلمة والنفاق.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 شعبان 1439هـ/11-05-2018م, 02:22 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟

الصحيح أنها نزلت في المدينة ودليل ذلك :حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وومن قال بهذا القول :الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم،وهو الأصح .

وورد قول أنهما نزلتا في مكة وهذا القول لا يصح ،وقد قال به :الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.

وسبب نزولهما حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم
والذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم هو لبيد بن الأعصم
والحديث كالتالي :عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود،قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان،قال: فأرسل علياً فجاء به،قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
ومما ينبغي التنبه عليه أن الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.

2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟

دعوى أنكارهم : أن الإقرار بها قدح في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه موافقة للكفار في قولهم فيما حكى الله عنهم: {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}.
الرد عليهم :أن المقصود بالمسحور في هذه الآية الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبله السحر وأذهب عقله، أما الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.

ومن المعتزلة من ينكرها لأنه ينكر السحر أصلاُ.

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.

درجات الإستعاذة أربع درجات :
الدرجة الأولى :الاستعاذة التي لم يتوفر فيها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة وهي الإستعاذة الباطلة ،فيستعيذون بالله وبغيره فيشركون ،ويدخل فيها أصحاب الإستعاذات البدعية .
الدرجة الثانية :استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكن سبب نقصانها ما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، والتقصير في اتباع هداه،فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ، وتسمى الأستعاذة الناقصة .
الدرجة الثالثة : الاستعاذة الصحيحة المتقبلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل وتسمى إستعاذة المتقين .
فأما بالقلب :فتكون بالإلتجاء صادق إلى الله جل وعلا، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، ويتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء.
وأما القول :فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما صح شرعا .
وأخيرا استعاذة العمل :فتكون باتباع هدى الله عز و جلَّ .
الدرجة الرابعة :هي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها ، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه وهي استعاذة المحسنين وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه" )).
ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
[/color]
ما المراد بشرّ الحاسد:
شره على نوعين :
الأول:شر نفسه وشر عينه.
قال قتادة في تفسير قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} قال: (من شرّ عينه ونفسه).

الثاني:ما ينشأ عن الحسد من الكيد والبغي وقول السوء وربما يصل بالبعض استعمال السحر للإضرار بالمحسود.


أنواع الحاسدين:
الحاسدون كثيرون منهم من أخبرنا عنهم ومنهم من لم يعلم عنهم :
فممن علمنا بهم :
1- إبليس وذريته من الشياطين..
2-الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم : قال الله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير} وقوله تعالى :{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}.
ومن الأحاديث : من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)).

فالحسد منه ما يكون عام وهو حسد حسد الكفار للمؤمنين، وحسد الشياطين لبني آدم، وحسد المنافقين، وحسد السحرة ،و منه ما هو خاص وهو هو الحسد الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة بخصوصها.



5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

والوقوب في اللغة : هو الدخول في الوقبة،وأصل هذا اللفظ (الوقبة) يطلق على : النقرة التي تكون في الحَجَر أو الجَبَل يجتمع فيها الماء.
قال الأصمعي: (الوقب: النقرة في الجبل).
وقال أبو فيد مؤرج السدوسي وهو تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي، في كتاب الأمثال له: ("الوقبة " و " الوقب ": النقرة في الحجر وفي الجبل. ..) .
والمقصود بوقوب الغواسق:
أن الغواسق وما يكون معها من الشرور العظيمة علمت أن لها محلاً تقب من خلاله أو محلاً تقب فيه فإذا وقبت فيه أثرت وضرَّت بإذن الله ، مثلا:فالسحر الذي يتضرر به الإنسان له موضع يدخل فيه في جسد الإنسان وتتأثر به روحه، وكذلك العين.




هذا والحمدلله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 شعبان 1439هـ/13-05-2018م, 01:35 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة مجلس مذاكرة تفسير سوره الفلق
إجابة اسئلة المجموعة الثانية :
إجابة السؤال الاول :
القول المشهور وهو الراجح عند المفسرين أن المعوذتين نزلتا في المدينة اي أنهما سورتان مدنيتان ودليل ذلك الحديث الذي رواه عقبه بن عامر عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال ألم تر آيات أُنزلت الليله لم ير مثلهنَّ قط ( قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) ..
والحديث الآخر الذي رواه ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم " انه كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما " ..
وعندما جاء رسول الله إلى المدينة كان أبو سعيد الخدري آنذاك غلام صغير ..
وبعض المفسرين قالوا أنهما نزلتا في مكة وهذا قول ضعيف غير صحيح وهناك من المفسرين من ذكر كلا القولين في تفسيره ولكنه لم يرجح أياً منهما ..

إجابة السؤال الثاني :
هناك بعض فرقه المعتزله أنكروا حادثة سحر الرسول صل الله عليه وسلم حيث أنهم بزعمهم أن إثبات هذه الحادثة قدح في رسول الله وموافقة للكفار الذين حكى الله عنهم في كتابة أنهم يقولون ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ) ..
والرد عليهم كما هو رد أهل العلم بأن المسحور المقصود في الايه هو الذي أصابه جنون بسبب السحر فأذهب عقله اما الذي لم يؤثر السحر في عقله وكلامه وفهمه فهو غير المراد في الايه ..
ومسألة أن السحر الذي أصاب رسول الله صلَّ الله عليه وسلم لم يؤثر في عقله ولا في تبليغه للرساله مسألة متفق عليها بين أهل العلم ..
فا الحديث المروي بشأن حادثة السحر صحيح من جهة النقل ومن جهة العقل فا الأنبياء معصومين في عقولهم وتبليغهم وليسوا معصومين في ابدانهم وما يصيبها ..
وكل اهل العلم أنكروا على المعتزلة انكارهم للقصة فا المعتزلة هم أساساً ينكرون حقيقة السحر ولا خلاف عند جميع سلف هذه الأمة ممن تبع الكتاب والسنة بثبوت هذه الحادثة ..

إجابة السؤال الثالث :
درجات الناس في الإستعاذه
الدرجة الأولى :
الإستعاذه الباطله وهو الإستعاذه التي تحلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة وهؤلاء يستعيذون بالله وبغيره فيشركون بالله وايضاً أصحاب الإستعاذات البدعية ولا شك أن هذا ضلال ..
الدرجة الثانية :
الإستعاذه الناقصة ، وهي إستعاذة خلت من الشرك والبدعه لكنها إستعاذة ناقصه لما فيها من ضعف الألتجاء الى الله وضعف الإستعانه به فيستعيذ العبد وهو غافل القلب ولا شك أن الإستعاذه من أنواع الدعاء قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم " الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " حديث حسن ..
وأيضاً يحدث النقص في الإستعاذه بالغفله وإتباع غير هدى الله وهي إستعاذه يصيب العبد منها بعض النفع بإذن الله ..
الدرجة الثالثة :
إستعاذة المتقين وهي الإستعاذه الصحيحه المتقبله التي تنفع أصحابها بإذن الله وهي تكون بالقلب والقول والعمل وتصحيحها بالقلب بصدق اللجأ الى الله ، وتصحيحها بالقول بذكر التعويذات التي وردت عن رسول الله، وتصحيحها بالعمل بإتباع هدي الله جل وعلى ، وبالتالي نقول إن إستعاذة المتقين هي إلا جمعت شروط قبول الإستعاذه وهي تنفع صاحبها بإذن الله ..
الدرجة الرابعة :
إستعاذة المحسنين وهؤلاء الناس حازوا أعلى مراتب الإستعاذه وأحسنها أثراً وهم من الناس الذي وعدهم الله أنهم إذا استعاذوه من شيء اعاذهم حيث تحقق عندهم جميع صفات ولاية الله لهم حيث أحسنوا الإستعاذه بقلوبهم فتكون إستعاذتهم كأنهم يرون الله جل وعلى وايضاً أحسنوا الإستعاذه بألسنتهم فهم من الذاكرين الله كثيراً وأحسنوا الإستعاذه في أعمالهم فهم من أشد الناس إتباع لهدي الله جل وعلى هؤلاء هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

إجابة السؤال الرابع :
المراد بشر الحاسد وانواع الحاسدين :
شر الحاسد على نوعين :
النوع الاول :
شر نفسه وشر عينه قال أحد السلف من شر حاسد اذا حسد من شر عينه ونفسه ، والفرق بين النفس والعين أن العين هنا ما كان عن معاينة وحضور فيصيبه بعينه بإذن الله فيؤثر فيه ، والنفس هي تعلق نفس الحاسد بالنعمة التي عند المحسود فيؤثر فيها ذلك بإذن الله .
النوع الثاني :
ما ينشأ عن الحسد من الكيد والبغى وقول السوء بل لربما يسحر محسوده هذا كله شر حاسد قد يكون حجب ما ينفع المحسود وقد يكون في جلب ما يضره ، وبعض الحاسدين اذا ذُكر عنده شيء من النفع للمحسود اجتهد في صرف ذلك الخير عن المحسود ، وأيضاً قد يسعى في جلب الضر للمحسود ، فيتضح من ذلك أن درجات الحساد كثيره فمنهم من نستعيذ من شر عينه ومنهم من شر نفسه أو من شر بغيه وكيده أو من شر سعيه في صرف الخير أو جلب المضره .
وبعض المعتزله خرجوا في هذه المسألة بقولين وهما :
1- من شر كيده وبغيه .
2- من شر إثمه وسماجة حالة ورأيه .
القول الاول حق ولكن لا يقتصر الشر عليه إنما الثاني لأن المعتزله ينكرون الإصابه بالعين والنفس والآيه تدل على أن شر الحاسد لا يقتصر على ذلك .

إجابة السؤال الخامس :
المراد بالوقوب باللغه : الدخول في الوقبة وهي النقره التي تكون في الحجر أو الجبل ويجتمع فيها الماء حيث قال الأصمعي الوقب : النقرة في الجبل ..
وكل نقرة في حجر أو جبل أو عظم يسمونها وقبه وتجويف العين يقال له وقب العين والنقره التي في كتف الإنسان تسمى وقبه والنافذه التي في الجدار تسمى وقبه ..
والوقبه والوقب اسمان اما وفي فهو فعل اي دخل في وقبته والدخول هذا اما فقط وقوب في مكان مصمت ليس له فتحه من الإتجاه الآخر كا النقره في الجبل وقد يكون الدخول من خلال الشيء مثل الوقوب من خلال الكوه التي في الجدار ..
اما معاني وقوب الغواسق :
الغاسق له موضع يدخل فيه أو يدخل من خلاله وهو وقبته التي يكون وقو به فيها او من خلالها ..
والغواسق لها محل تقب من خلاله أو تقب فيه فإذا وقبت فيه أثرت وضرت بإذن الله ..
فمثلاً السحر له موضع يقب فيه جسم الانسان وتتأثر روح ذلك الإنسان والعين ايضاً لها مكان تقب فيه وغيرها من الشرور لها مواضع تدخل إليها وتؤثر بإذن الله .. والنفاق ينبت في القلب من الضلاله التي تزداد شيئاً فشيئاً حتى يتمكن من ذلك القلب عياذاً بالله .

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 رمضان 1439هـ/15-05-2018م, 02:13 PM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟

اختلف العلماء في المعوذتين على قولين:
القول الأول: أنها مدنيتان، وهو قول الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم، واستدلوا على ذلك حديث: عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))، ففي قول النبي صلى الله عليه سلم له: (أنزلت الليلة) دلالة على حداثة نزولها، ومعلوم أن عقبة بن عامر الجهني أسلم بعد الهجرة، فهذا الدليل هو الأول.
أما الدليل الثاني: فحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما، والثابت عند أهل العلم أن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار الذين قدم النبي صلى الله عليهم وسلم المدينة وهم غلمان.
القول الثاني: أنهما أنهما مكيتان، وهو قول الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور، وهذا القول ضعيف لا يصح، والصحيح القول الأول وهو قول أكثر المفسرين، وقد حكى بعضهم الخلاف في المسألة ولم يرجّح فيها.
..............................................................................................................................
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
لاشك أنّ من أنكر هذه الحادثة من المعتزلة -ومن وافقهم- زاعما أنّ الإقرار بها قادحا في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، لكونه موافقا للكفار في قولهم ووصفهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم مسحور، كما حكى الله عنهم: {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} قد جانب الصواب من وجوه:
الوجه الأول: أنّ العلماء اتفقوا على أن السحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بينهم، كما ساق إجماعهم على ذلك ابن القيم -رحمه الله- فقال: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين) ا.هـ.
الوجه الثاني: أنّ احتجاج المعتزلة في إنكارهم هذه الحادثة خشية موافقة الكفار فيما حكاه الله عنهم في قوله تعالى: {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} احتجاج فاسد؛ لأن المقصود بالمسحور في الآية: الذي الذي أصابه جنون بسبب السحر فأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله فغير مراد هنا، وبهذا يتبين فساد إيرادهم هذا وعدم حجيته.
الوجه الثالث: أن الحديث الذي استدل به العلماء على صحة هذه الحادثة "ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض" وهذا نص قول السهيلي -رحمه الله- في هذه المسألة.
..................................................................................................
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
الناس متفاوتون في الاستعاذة على درجات تبعا لتفاوتهم في درجات الإيمان:
الدرجة الأولى: الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ ، ومن قبيل هذا استعاذة المشركين الذين يستعيذون بالله وبغيره، واستعاذة أصحاب البدع، ولاريب في بطلان هذه الاستعاذة وخلوها من النفع والفائدة.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة الغافل اللاهي المفرط، فهذه استعاذة ناقصة ضعيفة – وإن خلت من الشرك- لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه، وهذا النوع من الاستعاذة تنفع أصحابها بعضَ النفع بإذن الله تعالى.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة التي جمعت شروط الصحة فتكون بالقلب والقول والعمل، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهم الذين سارعوا في تحقيق مراد الله، وحققوا صفات الولاية، فجمعوا أعلى درجاتها وأبلغها أثراً وأعظمها نفعا، وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل وحققوا حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).
وبهذا يعلم أن العبد كلما أحسن في استعاذته كانت استعاذته أنفعَ وأحسنَ أثراً بإذن الله تعالى.
.............................................................................
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
من المتقرر أنّ الحسد من أمراض القلوب التي جاءت نصوص الوحيين بالتحذير، ومنها هذه الآية الكريمة إذ يقول جل جلاله: " ومن شر حاسد إذا حسد".
ولعلماء السلف الصالح كلام كثير في بيان المراد بقوله: " شر حاسد" يتلخص في أن شر الحاسد على نوعين:
النوع الأول: شر نفسه وشر عينه، كما قال قتادة في تفسير الآية.
النوع الثاني: ما يصدر عن الحسد من المكر والكيد والظلم والتعدي الذي قد يصل إلى استعمال السحر والعياذ بالله، فالاستعاذة بالله إذا شاملة للنوعين.
أما بعض علماء المعتزلة فقد أنكروا الإصابة بالعين، وبناء على ذلك فإنهم فسروا الآية بقولين ذكرهما الزمخشري في تفسيره:
القول الأول: شر كيده وبغيه، وقولهم هذا حق وصحيح.
والقول الثاني: شر إثمه وسماجة حاله ورأيه، وقبح ما أظهر من الحسد، وقولهم وأن كان فيه حق إلا أنه مقتصر على الحاسد لا يتعدّى لغيره؛ والآية دلت على أن شر الحاسد متعدٍّ غيرِ قاصر فناسب سؤال العافية لا الاستعاذة منه.
أما أنواع الحاسدين فهم كثر وعلى درجات متفاوتة أعلاهم درجة إبليس وذريته، ثم يأتي الكفار يتقدمهم اليهود ثم النصارى، كما قال الله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}.
وقال صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)).
فالحسد إذا نوعين عام: هو حسد الشياطين، والكفار والمنافقين والسحرة، للمؤمنين، وخاص: وهو الحسد الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة بخصوصها، وكلاهما يستعاذ منه.
....................................................................................................................
5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب في اللغة: مأخوذ من الدخول في الوقبة، أو الدخول من خلالها، وأصلها النقرة التي تكون في الحَجَر أو الجَبَل يجتمع فيها الماء، كما قال الشاعر: وعينٍ كَمَاء الوَقْبِ أشرفَ فوقَها ..... حِجاجٌ كأرجاءِ الرَّكِيَّةِ غائِرُ
فالوقوب إذا قد يكون غير نافذ مثل النقرة التي تكون في الجبل، وقد يكون نافذا كالكوَّة التي في الجدار وغيره؛ فيكون الوقوب فيه الدخول من خلاله، فهذا أشهر استعمالاته ويطلق على غيرها، بل كل نقرة تكون في حَجَرٍ أو عظم أو غيرهما يسمونها وقبة، وكذلك الليل له وقب كما قال الشاعر: فسَرَيْتُ في وَقْبِ الظَّلامِ أقودُهمْ ..... حتَّى رأيتُ الشَّمسَ زالَ ضحاها
أما وقوب الغواسق فالمقصود به: فإنه عام يشمل كلُّ ما فُسِّرَ به الغاسق وله موضع يدخل فيه أو يدخل من خلاله ، كالسحر، والعين، والفتنة، والنفاق، وغيرها من الشرور مما يدخل فيؤثر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 رمضان 1439هـ/17-05-2018م, 12:10 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق


أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.
لكن يؤخذ عليكم التركيز على مجموعة واحدة مما يفوت الفائدة عليكم بالاستفادة من جميع الأسئلة؛ فيكون مجلس المذاكرة بمثابة مراجعة للمادة بالسؤال والجواب؛ فأرجو الانتباه لهذه الملحوظة في المجالس التالية، ويُتجنب التكرار.



المجموعة الثانية:

هيثم محمد: أ+

إجلال سعد: أ
- كما ذكرتِ فإن صحة نزول السورتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم مختلف فيه، لكن في المسألة دليل آخر وهو حديث أبي سعيد الخدري :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما".
وجه الشاهد : أن أبا سعيد الخدري من صغار الأنصار.
س2: تتمة الإجابة على شبهة المعتزلة بإنكار السحر أصلا أن نذكر لهم صحة ثبوت الحادثة؛ فالحديث لم يتكلم أحد في صحته، إضافة إلى ثبوت السحر في القرآن الكريم.


ابتسام الرعوجي: ب+
س1:
- فاتكِ بيان وجه الشاهد من حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه، لأن نص الحديث لا يدل على أنها مدنية أو مكية، لكن حين نعلم أن عقبة بن عامر رضي الله عنه أسلم بعد الهجرة يتضح وجه الشاهد من الحديث، وقد أحسنتِ بيان وجه الشاهد من حديث أبي سعيد الخدري.
س4: فاتكِ بيان أنواع الحاسدين.

وفاء بنت علي شبير : أ

- أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 رمضان 1439هـ/19-05-2018م, 10:09 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على المجموعة الخامسة

1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.
الفلق اسم لكل ما يُفلق، أي يُشق، كما ينشق الصبح من جوف الليل، ناشرا نوره على الأرض، و كما تفلق الحبة من النواة، و كما يخرج النوى الذي ينبت منه النخل، و كما يفلق و يخرج الجنين من بطن أمه عندما يأذن له ربه بذلك، و قد قال الله تعالى ( إن الله فالق الحب و النوى)
و جاءت الإشارة إلى الفلق بهذا المعنى في القرآن الكريم لتحصل التذكرة للإنسان، و لينظر من خلالها إلى قدرة ربه سبحانه، فهذه الحقائق تحصل أمام عينيه كل يوم.
و قال بعض أهل العلم إن المراد به الصبح، و هذا التفسير هو من باب تقريب الفهم بالمثل، فليس المراد بالفلق الصبح فقط، لأن اللفظ في لغة العرب له معان متعددة، و المراد منه إنما التنبيه لكل ما يُفلق، و في ذلك إشارة أن الذي يقدر على ذلك، قادر أن يحمي الإنسان من كل الشرور، سبحانه عز و جل.
فالاستعاذة بهذا المعنى هي التجاء العبد إلى الله تعالى ، القادر على فلق كل شيء، أن يفلق عنه الشر، فلا أحد يقدر على ذلك إلا هو سبحانه.

2: حرّر القول في المراد بالغاسق.
ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم و عن السلف الصالح أقوالا في المراد بالغاسق، و قد جمع أشياء كثيرة اتصفت كلها بالغسوق كالليل و القمر و الكوكب و الثريا،و ذهب أغلب المفسرين إلى أن المراد به الليل، و قيل في ذلك أقوال ثلاثة :
أول ظلمت الليل عند غروب الشمس، وأول العشاء عند غياب الشفق، وحين اشتداد ظلمة الليل واجتماعها، وذلك نصف الليل. و هذه الأقوال كلها متقاربة.
و جملة أقوال السلف في المراد بالغاسق :
- القول الأول : "الليل إذا دخل"، وهذا قول مجاهد بن جبر.
-القول الثاني : أي: "أقبل ودخل على الناس"، قاله الحسن.
-القول الثالث : أي: "غاب وذهب"، قاله قتادة.
قال الشيخ -أحسن الله إليه- فإن صح قول قتادة، فإن لفظ (غسق) إذا من الأضداد، فيكون لليل وقوب عند دخوله ووقوب عند ذهابه، و استدل بسنة قراءة المعوذتين في الصباح و المساء ليقوي هذا القول، سيما و أن قتادة من أهل عصر الاحتجاج والإسناد إليه صحيح.

3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟
الحسد صفة موجودة في كثير من الناس، فقد يتمنى أحد ما في يد أخيه من النعمة، لكنه قد لا يحسده، بل يدعو له بالبركة، و في نفس الوقت، يستعيذ من شر نفسه، وهذا لا خوف منه،و لا يضر بإذن الله، إنما الذي أمرنا بالإستعاذة منه، الذي يتمنى ما في يد غيره و هو يريد أن تزول من عنده و تصبح في يده هو، فهذا حسده مؤذي. فالتقييد بالظرف في قوله تعالى :(إذا حسد) ، هو ما تقدم من العمل بالحسد سواء أكان العمل قلبياً أم بالجوارح.

4: ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
الغبطة هي أن يتمنّى العبد مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم من غير أن يتمنى زوالها عنه.
و الحسد أن يتمنى مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم مع تمنيه زوالها عنه.

5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق
-الالتجاء إلى الله سبحانه وحده في أن يبعد عن العبد كل أنواع الشرور.
-علم العبد قاصر، فهو لا يرى خفايا الأمور، لذلك أمره الله تعالى العليم الخبير، أن يستعيذ من الشر، و سنّ له رسول الله صلى الله عليه و سلم قول ذلك في الصباح و المساء.
-الدعاء بأسماء الله تعالى و أفعاله، و هو سبب من أسباب استجابة الدعاء.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 رمضان 1439هـ/22-05-2018م, 06:19 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوذتان هما سورة الفلق وسورة الناس، وإذا قيل المعوذات فالمقصود سورة الإخلاص والفلق والناس.

وفضلهما:
1. هما كرامة لهذه الأمة، إذ لم ينزل مثلهما لا في التوراة ولا الانجيل ولا الزبور، فلم ير مثلهن قط.
حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))
قال رسول صلى الله عليه وسلم : ((يا عقبة بنَ عامر! ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؟!! لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
2. هما أحب وأبلغ ما يقرأ عند الله.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) )
وفي رواية عند النسائي والحاكم : (قال: ((يا عقبة اقرأ بـ{قل أعوذ برب الفلق} فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها؛ فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)) )
3. هما خير سورتين قرأ بهما الناس، فتقرأ عند النوم وعند الاستيقاظ.
قال رسول الله صلى الله عليه لعقبة بن عامرٍ رضي الله عنه : «يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟!».
قال: قلت : بلى يا رسول الله
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}.
ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بي؛ قال: «كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ».
4. ما تعوذ متعوذ بمثلهما ولا بأفضل منهما.
عن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما))
عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ((ما تعوّذ الناس بأفضل منهما))
5. تكفي من كل شيء عند قراءتها عند المساء وعند الصباح ثلاثاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء))
6. تقرأ دبر الصلوات.
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة)
7. تقرأ في الصلوات والوتر.
قال عقبة بن عامر : (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).

2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أصالة ولكل مؤمن بالتبع.
والحكمة من اثبات (قل) في التلاوة؛ لأنها نزلت هكذا فهي من كلام الله سبحانه وتعالى ونحن نقرأ ونقول كما قرأ عليه الصلاة والسلام، ولو حذفت لأوهم ذلك استعاذة الرب عز وجل وهو منزه عن ذلك، فإن الله يعيذ ولا يستعيذ، وإنما أمر عبادة بالاستعاذة به.

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة: هي الالتجاء والاعتصام والاستجارة بالله سبحانه وتعالى من شر المستعاذ منه، فهي طلب الأمان مما يخاف منه.

وشروط صحتها هي:
1. يكون فيها صدق التجاء القلب لله سبحانه وتعالى.
2. اتباع أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه.
وهاذين الشرطين هما شرطي القبول (الإخلاص والمتابعة)، فمن أخل بأحد الشرطين بأن كانت استعاذه شركيه أو بدعيه فلن تقبل منه.
ومن انقص منهما بنقص الالتجاء لله أو التفريط في الاتباع، فاستعاذه ناقصه تنفع صاحبها بعض النفع.
أما الاستعاذة المتقبلة التي تنفع صاحبها هي التي تكون بالقلب والقول والعمل جميعاً لا يخل بأن منهم.

4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
في والمراد بالنفاثات أقوال لأهل العلم:
1. السواحر والسحرة، وه قول الحسن البصري رواه الطبري في تفسيره، وصححه ابن حجر في فتح الباري، فهذا القول يشمل الذكور والاناث من السحرة.

2. النساء السواحر، وهو قول عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، ثم قال به مقاتل والفراء وأبو عبيدة، ثم قال به البخاري في صحيحه، ثم صدر به ابن جرير تفسيره، واشتهر هذا القول شهرة كبيرة وقال به جمهور المفسرين.
وهذا القول ذكر الاناث من السحرة ويدخل فيه الذكور بأحد التخريجان:
الأول: أنه تفسير بالمثال فهو لا يقتضي حصر المراد فيه.
الثاني: أن التأنيث للغالب، فأكثر السحرة من الاناث، ويتعلق الحكم بالعلة لا بصيغة الخطاب، وهو السحر والذي يمارسه الرجال والنساء.

3. النفوس النفاثات، فيكون المعنى: من شر النفوس النفاثات، وهذا القول ذكره الزمخشري في كشافه من باب الاحتمال، ثم ذكره الرازي، ثم ذكره عدد من المفسرين كأحد الأقوال، ورجحه ابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب.
وكون أن النفوس الخبيثة مؤثرة في انقاد السحر حق لا يدفع، لكن هذا المعنى بعيد لثلاثة أمور
الأول: أن هذا المعنى غير متبادر إلى الذهن، ولو كان كذلك لقال به المفسرين قبل الزمخشري.
الثاني: أن النفث في العقد نظير الحسد من جهة تأثير النفوس فيهما، ولكن ورد لفظ الحاسد بالمذكر، والآخر بالمؤنث، فيلزم من هذا التفريق بين المتماثلين وهو باطل.
الثالث: أن المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل للشخص لا للنفس، وإذا أريد إسناده للنفس يصرح بذكر النفس.

4. الجماعات التي تنفث من السواحر والسحرة، ذكره الزمخشري في تفسيره من باب الاحتمال، وهو ذكر هذا القول والذي سبقه وذكر معهم القول الثاني كذلك لأنها هي المعاني التي يمكن أن يؤنث اللفظ لأجلها، وكذلك ذكره الرازي وعلله بأن اجتماع السحرة على السحر الواحد يجعل السحر أشد تأثيراً.
وهذا لا ينكر ولكن كونه المراد بعيد، فما ينفرد به كل ساحر أكثر بكثير مما يجتمعون عليه.
والأقرب أن يكون الجمع لأجل طوائف ما ينفث، من السحرة من الرجال والنساء والجن والشياطين، فلما أريد الجماعة أنث اللفظ، وهذا القول صحيح لغةً ولكن لم ينص عليه أحد من المتقدمين في تفسيره، وكذلك يغني عنه الاجتماع على أن هذه الآية تشتمل على الاستعاذة من كل سحر نفث فيه وعقد.

فالقول الأول وهو قول الحسن أرجح الأقوال، ولكن القول الثاني وهو قول عبدالرحمن بن زيد هو المشتهر، ويمكن الجمع بين القول الأول والثاني بالتخريجين المذكورين سابقاً، ويدخل فيه الاستعاذة من شرور جميع هؤلاء الذين ذكروا سابقاً لاشتمال الآية على الاستعاذه من كل سحر نفث فيه وعقد.


5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
حكم الحسد:
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسد في أحاديث كثيرة، وقد نقل النووي إجماع الأمة على تحريم الحسد، فمن تلك الاحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً...) وغيرها من الأحاديث.

الأسباب التي تحمل على الحسد أصلها أمران:
1. ازدراء المحسود.
2. إعجاب الحاسد بنفسه.

كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيه يكون بمعالجة الأمرين السابقين:
1. أما علاج ازدراء المحسود، فلا يحتقر مسلماً ولا يزدريه ولا يفخر عليه، ولعلم أن لبعض الناس خبايا من الأعمال الصالحة لو عرفها لاستصغر نفسه عندها، فالأسباب التي يوفق الله بها عباده قد تكون خفيه على كثير من الناس، فلا يحسد المرء الناس على ما منّ الله به عليهم وهو يعتقد بأنه أحق منه بهذه النعمة فلعل له خبيئة وأعمال صالحة لا نراها.
2. وأما علاج إعجاب الحاسد بنفسه، فينبغي أن يعالج قلبه ويعرف قدر نفسه أن فضل الله لا يدرك بمعصية الله بالحسد وغيرها من المعاصي، وإنما فضل الله يطلب من الله بما هدى الله إليه، فليس للمحسود أية علاقة بعد حصوله على هذه النعمة، فإن فضل الله واسع وهو قادر على أن يؤتيهم مثله، ولكن ليتدبر المرء في نفسه وفي أعماله وفي حال قلبه ليصل إلى سبب حرمانه من هذه النعمة، وكذلك ليتذكر المرء لربما إذا أعطاه الله سبحانه وتعالى هذه النعمة أفسدته، فليرضى بما أعطاه الله وليقنع ولا يمد عينيه لما عند غيره.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 رمضان 1439هـ/25-05-2018م, 04:06 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

المجموعة الأولى:

عائشة الزبيري: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: احرصي على عزو الأحاديث والآثار.
س2: تصحيح إملائي : " وإنما أمر عبادة [ عباده ] بالاستعاذة به. "
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الخامسة:

للا حسناء الشنتوفي: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2: اقتصرتِ في تفصيلكِ للأقوال في المراد بالغاسق على " الليل "، ولكن المسألة كما ذكرتِ فيها أقوال عدة مثل القمر والكوكب والثريا ... كان يحسن تفصيلها أيضًا بذكر من قال بها، والدليل عليها ووجه تفسير الآية بها.
والراجح أن اللفظ يعم كل ما يشمله لفظ الغسوق.
قال الشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله - بعد تفصيله للأقوال الواردة في المراد بالغاسق :
اقتباس:
والخلاصة أن قوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب} التنكير هنا لإرادة العموم، أي: من شر كل غاسق، ما علمنا منه وما لم نعلم.
والغاسق مقابل للفلق، فهو شر يغسق على العبد ويقب ؛ فيمنع عنه ما ينفعه؛ فيحتاج العبد إلى أن يوقى شرَّ ما غسق عليه.
وهذا الغاسق يكون في الأفق عامة، ويكون في جسد الإنسان، ويكون في روحه، ويكون على الفرد ، ويكون على الجماعة.
ويجمعه وصف الغاسق.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 رمضان 1439هـ/26-05-2018م, 04:28 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
الحجب التي تحجب عنه الخير و ما يُجعل على بصره من الغشاوة ؛ وهذه الغشاوة قد تكون بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال الله تعالى عن الإنسان: {إنه كان ظلوماً جهولاً} وقال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم)). وقد تكون فتنة له – والعياذ بالله-

والسبيل إلى إبصاره أن يستعيذ برب الفلق ليفلق عنه الحجب فيبصر الحق وذلك يكون بصدق النية فإذا اجتمع صدق القول والعمل فلق الله عنه كل ماكان يحجب عن بصيرته.

2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
أنواع الشرور هي:
- شرور حجب وإمساك. وهي معنوية وحسية.
وهي شرور تحول دون إيصال الخير الذي يحتاجه إليه.
وهي الشرور المعنوية من الجهل والضلال وعقوبات الذنوب التي ترين على القلب فتحجب عنه معرفة الهدى بعد ما كانت تبصره؛ فيدخل العبد في أنواع من الظلمات ويخرج من أنواع من النور كلما تمادى في الغي والضلال والإعراض عن هدى الله.

- وشرور هجوم واعتداء.
هي التي تسبب للعبد ضرر وربما قتل ومرض وغير ذلك .

ويتغلب عليها بالإستعاذة بالله منها قولا وعملا واعتقادا.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.


-استحضار المعاني مهم في الرقية بها وقوة التأثير بها؛ فإن الرقية كلام مؤثر، ويؤثر على المرتقي بحسب استحضاره واعتقاده في قوة هذه الكلمات الربانية.
-وإذن الله بنفعها.

: حرّر القول في المراد بالحاسد.
فيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: المراد كلُّ حاسد، قول قتادة وعطاء الخراساني، ونص عليه ابن جرير في تفسيره والبغوي في شرح السنة.
قال ابن جرير: (أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد).
وهذا هو الراجح، و قال به جمهور المفسرين.
القول الثاني: اليهود، قول عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان، واختاره البغوي في تفسيره.
القول الثالث: المراد به لبيد بن الأعصم، قول الفراء، وذكره بعض المفسرين بعده.





5: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة
لأنه أشد ما يخشى شر الغاسق عند وقوبه؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكفِّ الصبيان عند بدء الإظلام كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كفّوا صِبيانكم حتى تذهب فَحْمَةُ -أو فورة- العشاء ساعةَ تهبُّ الشياطين).
فالغاسق يكون شره عند وقوبه فإذا كفي العبد شرّه عند وقوبه فقد سلم منه.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 رمضان 1439هـ/29-05-2018م, 04:04 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
الحجب التي تحجب عنه الخير و ما يُجعل على بصره من الغشاوة ؛ وهذه الغشاوة قد تكون بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال الله تعالى عن الإنسان: {إنه كان ظلوماً جهولاً} وقال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم)). وقد تكون فتنة له – والعياذ بالله-

والسبيل إلى إبصاره أن يستعيذ برب الفلق ليفلق عنه الحجب فيبصر الحق وذلك يكون بصدق النية فإذا اجتمع صدق القول والعمل فلق الله عنه كل ماكان يحجب عن بصيرته.

2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
أنواع الشرور هي:
- شرور حجب وإمساك. وهي معنوية وحسية.
وهي شرور تحول دون إيصال الخير الذي يحتاجه إليه.
وهي الشرور المعنوية من الجهل والضلال وعقوبات الذنوب التي ترين على القلب فتحجب عنه معرفة الهدى بعد ما كانت تبصره؛ فيدخل العبد في أنواع من الظلمات ويخرج من أنواع من النور كلما تمادى في الغي والضلال والإعراض عن هدى الله.

- وشرور هجوم واعتداء.
هي التي تسبب للعبد ضرر وربما قتل ومرض وغير ذلك .

ويتغلب عليها بالإستعاذة بالله منها قولا وعملا واعتقادا
. [ لو فصلت في بيان هذه النقطة ]
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.


-استحضار المعاني مهم في الرقية بها وقوة التأثير بها؛ فإن الرقية كلام مؤثر، ويؤثر على المرتقي بحسب استحضاره واعتقاده في قوة هذه الكلمات الربانية.
-وإذن الله بنفعها.
[ تحتاج إلى تفصيل ببيان بعض هذه المعاني وأثر استحضارها ]

: حرّر القول في المراد بالحاسد.
فيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: المراد كلُّ حاسد، قول قتادة وعطاء الخراساني، ونص عليه ابن جرير في تفسيره والبغوي في شرح السنة.
قال ابن جرير: (أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد).
وهذا هو الراجح، و قال به جمهور المفسرين.
القول الثاني: اليهود، قول عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان، واختاره البغوي في تفسيره.
القول الثالث: المراد به لبيد بن الأعصم، قول الفراء، وذكره بعض المفسرين بعده.





5: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة
لأنه أشد ما يخشى شر الغاسق عند وقوبه؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكفِّ الصبيان عند بدء الإظلام كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كفّوا صِبيانكم حتى تذهب فَحْمَةُ -أو فورة- العشاء ساعةَ تهبُّ الشياطين).
فالغاسق يكون شره عند وقوبه فإذا كفي العبد شرّه عند وقوبه فقد سلم منه.


التقويم : ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 شوال 1439هـ/25-06-2018م, 11:08 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثالثة:

1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف؛ و الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
وأمثل ما يستدل به على ذلك هو ما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ
ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه.
فالذي يفلق هذه الأمور العظيمة التي تتكرر كل يوم في صور شتى لا تعد ولا تحصى؛ لا يعجزه أن يفرّج عنك كربك ويصرف عنك ما تخشى من الشر والسوء، ويجعل لك فرجاً ومخرجاً.
و إن ذكر ربوبية الله تعالى للفلق لها أثر عظيم في نفس المستعيذ الصادق ؛ فمن آثار ربوبية الله تعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقه من ظلمة الليل.


3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

فالغاسق له معنى كبير يقع على أشياء كثيرة متعددة؛
- فيقع على الأفق عامة ، كما في غسق الليل الذي يغسق على الأفق فيظلم ويكون في وقوبه -وهو أول دخوله- ما يكون من الشرور العظيمة والفتن والآفات التي يصيب الله بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
- ويكون الغسق أيضاً على الجماعة من الناس ، فإنه قد يغشاهم شر أو فتنة تحيط بهم فتصرفهم عن الحق أو عن بعض ما ينفعهم ، ويكون وقوبها عليهم وقوب شر وبلاء.
- ويكون الغاسق أيضاً على الواحد من الناس ، فيغشاه من الشر في جسده أو روحه ما يحجب عنه ما ينفعه أو يكون معه فتنة أو شر يصيبه بما يضره بإذن الله، وقد يطول أمد هذا الغاسق، وقد يقصر، وقد تكثر عليه بسببه الفتن والآفات والشرور وقد تقل ، وقد يعظم أثرها عليه جداً وقد يخف بحسب ما يقدّره الله عليه من ذلك كله.
- فظلمة الليل تغسِق أي: تتغشى الأفق بما يخالطها من الفتن والشرور والآفات ، وذلك كل ليلة، ونحن نستعيذ بالله من شر غسوق الليل وما يكون فيه من الفتن والآفات والشرور.
- والبَرْدُ كذلك يغسِق لأنه يتغشى من يصيبه البرد شيئاً فشيئاً، ويدخل البرد إلى أعضائه دخولاً يكون فيه شرور وآفات،
- والجرح يغسق إذا سال بصديده، ويكون غسوقه مصحوباً بأخلاط قد تُرى وقد لا تُرى، وقد يكون أثرها محسوساً وقد يكون خفياً غير محسوس.
- والسِّحر يغسِق
- والحسد يغسِق
- والعين تغسق
- وسائر الشرور تغسق على الإنسان فيحصل بسبب ذلك من الضرر والأذى ما يحصل مما يأذنُ الله به، ويعصمُ الله من شره من استعاذ به.
فدلَّ هذا على أن لفظ الغاسق يقع على أشياء متعددة ومن أشهرها ما ذكره المفسرون من باب التمثيل لا الحصر.

ولا يندفع شر الشيطان بمثل الإنابة إلى الله تعالى، وإقبال القلب عليه جل وعلا، والالتجاء إليه ، ومحبة ذكره وطاعته وتلاوة كتابه .
فإذا قرأ العبد أذكاره بقلب منيب إلى الله فقد هدي إلى الصراط المستقيم ، وعصم من الشيطان الرجيم، وكان من أهل العبودية الخاصة، الذين هم أولياء الله وصفوته من خلقه.
فيجب الاستعاذة بالله من شر كلّ غاسق إذا وقب ، علمناه أو لم نعلمه.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟

والحاسد هو الذي يتمنّى زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه؛ فيحسده على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكل ذلك من الحسد.

وقد ذكر بعض علماء اللغة أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فكأن الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
فهذا وجه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه.

5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.

لأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.

الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.
وهذا يدفع قول من يُنكر أن الحسد فيه شرّ متعدي.

الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

الأصل الرابع: أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى في جسده أو روحه أو أهله أو ماله ؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيها تكفير للمسلم

الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.

الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله فهذا على غير الهدى الصحيح،ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر. .

الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر. .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 شوال 1439هـ/28-06-2018م, 11:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:

1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف؛ و الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
وأمثل ما يستدل به على ذلك هو ما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ
ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه.
فالذي يفلق هذه الأمور العظيمة التي تتكرر كل يوم في صور شتى لا تعد ولا تحصى؛ لا يعجزه أن يفرّج عنك كربك ويصرف عنك ما تخشى من الشر والسوء، ويجعل لك فرجاً ومخرجاً.
و إن ذكر ربوبية الله تعالى للفلق لها أثر عظيم في نفس المستعيذ الصادق ؛ فمن آثار ربوبية الله تعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقه من ظلمة الليل.


3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

فالغاسق له معنى كبير يقع على أشياء كثيرة متعددة؛
- فيقع على الأفق عامة ، كما في غسق الليل الذي يغسق على الأفق فيظلم ويكون في وقوبه -وهو أول دخوله- ما يكون من الشرور العظيمة والفتن والآفات التي يصيب الله بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
- ويكون الغسق أيضاً على الجماعة من الناس ، فإنه قد يغشاهم شر أو فتنة تحيط بهم فتصرفهم عن الحق أو عن بعض ما ينفعهم ، ويكون وقوبها عليهم وقوب شر وبلاء.
- ويكون الغاسق أيضاً على الواحد من الناس ، فيغشاه من الشر في جسده أو روحه ما يحجب عنه ما ينفعه أو يكون معه فتنة أو شر يصيبه بما يضره بإذن الله، وقد يطول أمد هذا الغاسق، وقد يقصر، وقد تكثر عليه بسببه الفتن والآفات والشرور وقد تقل ، وقد يعظم أثرها عليه جداً وقد يخف بحسب ما يقدّره الله عليه من ذلك كله.
- فظلمة الليل تغسِق أي: تتغشى الأفق بما يخالطها من الفتن والشرور والآفات ، وذلك كل ليلة، ونحن نستعيذ بالله من شر غسوق الليل وما يكون فيه من الفتن والآفات والشرور.
- والبَرْدُ كذلك يغسِق لأنه يتغشى من يصيبه البرد شيئاً فشيئاً، ويدخل البرد إلى أعضائه دخولاً يكون فيه شرور وآفات،
- والجرح يغسق إذا سال بصديده، ويكون غسوقه مصحوباً بأخلاط قد تُرى وقد لا تُرى، وقد يكون أثرها محسوساً وقد يكون خفياً غير محسوس.
- والسِّحر يغسِق
- والحسد يغسِق
- والعين تغسق
- وسائر الشرور تغسق على الإنسان فيحصل بسبب ذلك من الضرر والأذى ما يحصل مما يأذنُ الله به، ويعصمُ الله من شره من استعاذ به.
فدلَّ هذا على أن لفظ الغاسق يقع على أشياء متعددة ومن أشهرها ما ذكره المفسرون من باب التمثيل لا الحصر.

ولا يندفع شر الشيطان [ الحديث عن شر الغواسق عامة ومنها شر الشيطان ] بمثل الإنابة إلى الله تعالى، وإقبال القلب عليه جل وعلا، والالتجاء إليه ، ومحبة ذكره وطاعته وتلاوة كتابه .
فإذا قرأ العبد أذكاره بقلب منيب إلى الله فقد هدي إلى الصراط المستقيم ، وعصم من الشيطان الرجيم، وكان من أهل العبودية الخاصة، الذين هم أولياء الله وصفوته من خلقه.
فيجب الاستعاذة بالله من شر كلّ غاسق إذا وقب ، علمناه أو لم نعلمه.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟

والحاسد هو الذي يتمنّى زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه؛ فيحسده على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكل ذلك من الحسد.

وقد ذكر بعض علماء اللغة أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فكأن الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
فهذا وجه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه.

5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.

لأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.

الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.
وهذا يدفع قول من يُنكر أن الحسد فيه شرّ متعدي.

الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

الأصل الرابع: أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى في جسده أو روحه أو أهله أو ماله ؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيها تكفير للمسلم

الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.

الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله فهذا على غير الهدى الصحيح،ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر. .

الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر. .

التقويم : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ، الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir