القارئ: ثامنًا: براعةُ الطلَبَ: هوَ أنْ يُشيرَ الطالبُ إلى ما في نفسِه دونَ أنْ يُصَرِّحَ في الطلَبِ، كما في قولِه:
وفي النفسِ حاجاتٌ وفيكَ فَطانةٌ ..... سُكُوتِي كلامٌ عندَها وخِطَاب
الشيخ: براعةُ الطلَبَ: تضمين الكلام بما يشعر برغبة المتكلم دون إفصاحٌ في هذا، وهذا قريبٌ من الكناية التي مرت بنا في صور البيان، ولكنها لا تخضع لقضية الكناية، حينما يأتي ويقول الشاعر: (وفي النفسِ حاجاتٌ وفيكَ فَطانةٌ)؛ إذا كانت نفسه تحتاج أشياء، والمخاطب فطن، فهنا تلميح إلى أن المتكلم يرغب في أن تكون نفس ما يتحقق في نفسه عند ذلك المخاطب.
يقول: (سُكُوتِي كلامٌ عندَها وخِطَاب) وكأن كلمة (سُكُوتِي كلامٌ عندَها وخِطَاب) أننا صمتي على الإفصاح بها هو خيرٌ من التحدث والخطاب بذكرها، وهذا يسميه براعة الطلب؛ لأن فيه طلب دون تصريح، ودائمًا الأشياء يكون بمثل هذه الطريقة يكون فيها براعة وقدرة للمتكلم الذي ضمن كلامه شيءٌ من الطلب دون أن يصرح به.