المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)؟
الرحمن ذو الرحمة الواسعة
الذي وسعت رحمته كل شيء ، قال تعالى:" ورحمتي وسعت كل شيء " ،
والرحمن على وزن "فعلان " وهي صيغة من صيغ المبالغة ..وذلك لتدل على عظيم رحمة الله تعالى و سعتها ، واسم "الرحمن "من الأسماء التي تخص الله تعالى ولا تطلق في حق غيره تماما كاسم "الله و"رب العالمين" و "الحي الذي لا يموت " ،
بخلاف أسماء الله التي تطلق على الله وعلى غيره على السواء إلا أن الأغلب استعمالها في حق الله مثل :"الجبار "،"المتكبر " ،"القادر " القاهر".
وهناك أيضا قسم ثالث لأسمائه الحسنى وهي الأسماء التي تطلق على الله وعلى غيره على السواء مثل ،" الحي " ،"الغني " ، "البصير"،"الكريم ".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف العلماء في عد البسملة آية أم لا في أول كل سورة (عدا براءة ) ، وهي على أقوال :-
القول الأول : أنها لا تعد آية من سورة الفاتحة ولا من غيرها في أول كل سورة ، وممن قال بهذا القول أبو حنيفة ومالك والأوزاعي.
القول الثاني :أنها تعد آية في سورة الفاتحة فقط بخلاف سائر سُوَر القرآن ،وممن قال بذلك القول الشافعي .. وعلى هذا القول العد الكوفي والمكي.
القول الثالث : أنها أنها تعد آية في جميع السور عدا سورة براءة ، (رواية أحمد والشافعي وسفيان الثوري) .
القول الرابع : أنها آية من الفاتحة ، وبالنسبة للسور الباقية فهي تعد جزءاً من الآية الأولى فيها وليست آية مستقلة (عدا براءة)،ممن ذكر ذلك ( ابن تيمية و ابن كثير وابن الجوزي ).
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة لكن ليست من السور و لا تعد مع آيات السور
فيكون مثلا عدد آيات سور الكوثر 3 آيات بدون البسملة مع اعتبارها آية ، وهي رواية عن أحمد وقول عن الحنفية . وهذا القول اختاره شيخ الإيلام ابن تيمية وقال :(هو أوسط الأقوال ) .
وعلى هذا نفهم بأن الخلاف في البسملة ليس على أنها قرآن منزل أم لا وإنما الاختلاف في عدد النزول ،فقد أجمع العلماء على أنها من القرآن ، والدليل قول الرسول ﷺ حين سُئل عن سبب
ضحكه فقال :"لقد أنزلت عليّ آنفاً
سورةفقرأ: بِسْم الله الرحمن الرحيم "إنَّا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر *إن شانئك هو الأبتر "
ولكن الخلاف في العدد ، وسبب الاختلاف في ذلك أن كل إمام يرجع إلى الطريقة التي يقرأ بها كل إمام ، وعلى هذا فإن الخلاف في هذه المسألة لها فرعان _بناء على ما استقرت عليه المذاهب في العد _وهي ستة مذاهب ،وهذان الفرعان هما:-
الفرع الأول : عد البسملة آية في سورة الفاتحة ،فهي:
🔹آية في العد الكوفي والمكي .
🔹وليست آية عند باقي أهل العدد.
الفرع الثاني : عد البسملة الآية الأولى في كل سورة(عدا براءة).
والقول الراجح هو قول أهل العدد باتفاقهم من عدم عدها آية في أول كل سورة عدا الفاتحة ،
والدليل على صحة قولهم، حديث أبو هُريرة عن النبي ﷺ أنه قال :" إن سورة من القرآن ، ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي (تبارك الذي بيده الملك).
•فسورة الملك عند أهل العدد ثلاثون آية من غير البسملة.
• وعند العد الكوفي و المدني أنها إحدى وثلاثون آية باعتبار
"قد جاءنا نذير" آية منفردة ولَم يعد البسملة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س3: ما الفرق بين الحمد
والمدح؟
بين المدح والحمد عموم وخصوص؛
_فالمدح أعم من الحمد بناءً على اعتبارين:-
🔹أحدهما أن الحمد يصدر من المرء عن رضا نفس وصدق ومحبة أما المدح فلا يشترط أن يصدر عن المرء من رضا نفس ومحبة فإن المرء قد يمدح من لا يحبه ليستجلب به حبه أو يدفع عنه شره .
🔹والثاني أن الحمد يكون على اعتقاد حسن صفات الممدوح فهي حقيقة فيه وليس وهماً أو كذباً أما المدح فقد يكون على مالي بحقيقة في الواقع وليس بحسن تماما هو الحال عندما يقوم بعض وزراء الأمير أو شعرائه بتحسين أعماله القبيحة والفاسدة نفاقاً له .
_وقيل أن الحمد أعم من المدح ،باعتبار ما يقوم بهما ؛ فالمدح باللسان فقط والحمد بالقلب واللسان معاً.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
معناها أن عبادتنا يا الله مُخلصة لك ، فنحن نخصك وحدك بأنواع العبادة والطاعة فلا نُشرك معك غيرك ، فنستجيب لك امتثالاً لأوامرك محبة وطمعا في رحمتك ،واجتناباً لنواهيك خوفاً ورجاء بما عندك من الثواب ،فأنت الله وحدك لا شريك لك ولا معبود بحق سواك ، فالعبادة لغة : هي التذلل والخضوع والانقياد مع شدة المحبة والتعظيم في نفس الوقت .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
"إياك نعبد وإياك نستعين " الآية ذُكر فيها فعل الاستعانة من قبل العبد والمستعان به وهو الله تعالى ، أما المستعان عليه فهو مجهول لم يذكر ، وقد حمل العلماء هذا المحذوف على معنيين :-
• الأول: بمعنى نستعينك يا الله على عبادتك ..فكن لنا عوناً على طاعتك .
•الثاني: بمعنى نستعينك على قضاء جميع حوائجنا و في جميع أحوالنا ،فلا حول لنا ولاقوة إلا بك يا إلهنا ....
ولعل الحكمة من جعل المستعان عليه محذوفاً هو ليحمل عليه أي شيء يراد الاستعانه بالله عليه ولا يخصّص بشيء معين ، فيفيد العموم لكل شيء ، فالله تعالى يعين عبده في كل شيء يستعين بالله فيه فهذا العبد ضعيفاً يحتاج لله في جميع أحواله "وخُلق الإنسان ضعيفاً".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
إن لذلك حكم عديدة على أقوال أهل العلم :-
القول الأول : مراعاة فواصل الآيات في السورة (قاله البيضاوي وغيره ).
القول الثاني : أنه لا فرق في المعنى بين تقديم الاستعانة على العبادة والعكس (قاله ابن جرير) وعلل بذلك أن الاثنان متلازمان ويؤدي كل منهما للآخر فلا سبيل للعبد للعبادة إلا بعون الله ولا سبيل له للعون إلا وهو يفعل العبادة .
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانه، فالاستعانه نوع من أنواع العبادة فهو من بابا تقديم الأعم على الأخص (قاله البغوي ).
القول الرابع : أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها (قاله شيخ الإسلام ابن تيمية )
القول الخامس : لبيان أن عبادة العبد لا تكون إلا بعون الله له وتوفيقه له على فعلها فلا يغتر بنفسه وبعمله فهو لولا الله لما قام بهذه العباده وماتوجه إليها أساساً ،وبهذا يعرف فضل الله عليه فيسرع لشكره وحمده على هذه النعمة العظيمة(قاله البيضاوي ).
القول السادس : أن العبادة تقرب للخالق فهي أجدر بالتقديم في المناجاة أما الاستعاذة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله ممن بعين على ذلك ، ولأن الاستعانه بالله تتركب على كونه معبوداً المستعين به ،. ولأن من جملة ما تطلب الإعانة به العبادة فكانت متقدمة على الاستعانه في التعقل. (قاله ابن عاشور في كتابه لتحرير والتنوير ) .
وكذلك قد ذكر ابن القيم جملة من الحكم البليغة في كتابه "مدارج السالكين " منها :-
أنه قال 1- أن تقديم العبادة على الاستعانه من باب تقديم الغايات على الوسائل فالعبادة غاية والاستعانهة وسيلة لها .
2- أن "إياك نعبد "متعلق بألوهيته واسمه "الله " و "وإياك نستعين" متعلق بربوبيته واسمه (الرب ).
3- أن العبادة المطلق تتضمن الاستعانه من غير عكس .
4- ولأن الاستعانة جزء من العبادة .
5-ولأن الاستعانه طلب منه والعبادة طلب له .
6- ولأن "إياك نعبد " قسم الرب من الثناء عليه والمدح له و " وإياك نستعين " قسم العبد ان من القسم الذي له "اهدنا الصراط المستقيم “ إلى أخر السورة .
7- ولأن العبادة لا تكون إلا من مخلص والاستعانه تكون من مخلص وغيره .
8-ولأن العبادة حقه الذي أوجبه عليك والاستعانه طلب العون على العبادة .
9- ولأن العباده شكر نعمته عليك والله شكور- سبحانه- والإعانه فعله بك وتوفقه لك .
وعلى هذا فإن لذلك حكم عديدة ذكرها العلماء ، وحتى تُقبل أقوال العلماء فيها لا بد من شرطين :-
الأول : أن يكون القول في نفسه صحيحاً.
الثاني: أن يكون لنظم الآية دلالة معتبرة عليها .
الله ولي التوفيق .