دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 03:36 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الرابع

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الرابع)

*نأمل من طلاب المستوى الأول الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

  #2  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 02:23 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

السلام عليكم
الاسبوع الرابع الدرس الأول
فائدة :
انا مراتب الهدايه مرتبتين وهما :-
1- هدايةالدلاله والارشاد وهى هدايةعلميه ثمرتها العلم بالحق والبصيرة بالدين .
2-هداية التوفيق والإلهام وهى هدايةعمليه ثمرتها إرادة الحق والعمل به.
ولا تتحقق الهدايه إ لا بالجمع بين المعنين وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل .
فمن لم يعرف الحق لا يهتدى إليه ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إ رادة صحيحه له فهو غير مهتد.

  #3  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 09:49 PM
منى السهريجي منى السهريجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 120
افتراضي

السلام عليكم من أهم مادرس فى اليوم الأول من الأسبوع الرابع : تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}
مقصد الآية:

هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
مراتب الهداية:
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين العلم والعمل.
درجات المهتدين:
والمهتدون على ثلاث درجات:
تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم.
معنى {اهدنا}:
{اهدنا}: أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك ( هداية الدلالة والإرشاد )
مقاصد المهتدين من سؤال الهداية:
- فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها
- ومَن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول.
أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية: يتفاضلون من حيث :
1-حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
2-الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
3-مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات،ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.
الهداية منّة من الله تعالى:
كلّ الناس ضالّون إلا من هداهم الله، كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنه قال: [يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم]
وقد جَعَل الله تعالى الهداية للحق علامة بيّنة على استحقاقه للعبادة، وبطلان عبادة ما سواه؛ كما قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
وقال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}
فالله تعالى هو الذي يمنّ بالهداية على من يشاء من عباده، وأنَّ الله يحول بين المرء وقلبه؛ لذلك كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بتثبيت قلبه؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))
الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
إن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة وبيان ذلك من وجوه:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.
معنى الصراط
لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطه وأعدله، وله مراتب، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شماله أفضت به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.

  #4  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 11:07 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
والمهتدون على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّوا ما صحّ به إسلامهم، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات؛ فأصحاب هذه الدرجة مسلمون، لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علماً وعملاً، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي.
وهؤلاء وإن كانوا موعودين بدخول الجنّة إلا أنّهم مستحقون للعقاب والعذاب الأليم على بعض ما اقترفوا من المحرّمات وما فرّطوا فيه من الواجبات؛ فمنهم من يُعذّب في الدنيا بأنواع من العذاب، ومنهم من يعذّب في قبره، ومنهم من يعذّب في عرصات يوم القيامة، حتى يكون منهم من يعذّب في النار حتى يُطهّر من ذنوبه فلا يدخل الجنّة إلا هو طيّب قد ذهب عنه خَبَثُه، ويعفو الله عمن يشاء.
والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
الذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا سواءً في هذا السؤال العظيم، بل يتفاضلون فيه من وجوه:
أحدها: حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
والوجه الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
فمن كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدراً.
والوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كلّ سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.وتلخيص الجواب على هذا السؤال: أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة، وبيان ذلك من وجوه:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.

  #5  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 11:24 PM
رويدة محمد رويدة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 60
افتراضي

الأسبوع الرابع
الأحد3/29
ملخص تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}


مقصد الآية:
هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له.

_ بيان مراتب الهداية:
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين

_ درجات المهتدين:
والمهتدون على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّوا ما صحّ به إسلامهم، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات؛ فأصحاب هذه الدرجة مسلمون.
والمقتصدون هم المتقون.
والسابقون بالخيرات هم المحسنون، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم بمنّه وكرمه، وأن يهدينا لما هداهم إليه.

معنى {اهدنا}:
{اهدنا}: أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك؛ فسؤال الهداية هنا يتضمَّن سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام.

_ تلخيص أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية:
الذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا سواءً في هذا السؤال العظيم، بل يتفاضلون فيه من وجوه:
أحدها: حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
والوجه الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
والوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى.

_ الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات.

_معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
اختلف العلماء في جوابه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لأنَّ كلَّ عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة به فأتى بصيغة الجمع.
والقول الثاني: ليتضمّن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية؛ فيكون له أجر بالدعاء لنفسه ولإخوانه، وليحظى بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه،
والقول الثالث: الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، ومطابق لهما.

_الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في هذه الآية
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف.

_
المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.

_ تنوّع عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم:
المحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام.
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى.
والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر،
القول الخامس: هو الحقّ.

_ معنى التعريف في الصراط المستقيم:
التعريف في الصراط للعهد الذهني الذي يفيد الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير.
والتعريف هنا مع إفادته الحصر يفيد معنى التشريف والتفضيل والكمال.

_ معنى وصف الصراط بالاستقامة
إذا قيل: إنَّ الصراط في اللغة لا يكون إلا مستقيماً؛ فوصفه بأنَّه مستقيم في هذه الآية وصف كاشف للتأكيد على استقامته،
ومن جهة أخرى فإنّ هذا الوصف يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  #6  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 12:30 AM
سلمى محمد عبدالعال سلمى محمد عبدالعال غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 23
افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب).

  #7  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 09:10 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية؛ والأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وقد تقدّم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتمّ له نعمة الهداية.
ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يُخشى ضرره.

  #8  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 09:54 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

السلام عليكم
درس يوم الاثنين الاسبوع الرابع
فائدة
معانى الإ نعام في القران :-
1- إنعام عام وهو إ نعام فتنه وبلا ء وهو للمؤمنين والكافرين وهو حجة على العباد ودليل على المنهم جل وعل ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه .
والدليل قوله تعالى [ يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله ].
2- الإنعام الخاص وهو إ نعام منه واجتباء وهوإ انعام بالهدايه إ لى مايحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال .
والدليل قوله تعال [ ومن يطع الله والرسول فأ ولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا]

  #9  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 10:43 PM
منى السهريجي منى السهريجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 120
افتراضي

السلام عليكم من ثمار ما درست اليوم الثانى من تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} ما يلى :
مقصد الآية:
هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
مراتب الهداية:
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين العلم والعمل.
درجات المهتدين:
والمهتدون على ثلاث درجات:
تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
الدرجة الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم.
معنى {اهدنا}:
{اهدنا}: أي أرشدنا ووفقنا لاتّباع هداك ( هداية الدلالة والإرشاد )
مقاصد المهتدين من سؤال الهداية:
- فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها
- ومَن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول.
أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية: يتفاضلون من حيث :
1-حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
2-الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
3-مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات،ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.
الهداية منّة من الله تعالى:
كلّ الناس ضالّون إلا من هداهم الله، كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنه قال: [يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم]
وقد جَعَل الله تعالى الهداية للحق علامة بيّنة على استحقاقه للعبادة، وبطلان عبادة ما سواه؛ كما قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
وقال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}
فالله تعالى هو الذي يمنّ بالهداية على من يشاء من عباده، وأنَّ الله يحول بين المرء وقلبه؛ لذلك كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بتثبيت قلبه؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))

الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
إن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة وبيان ذلك من وجوه:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.
معنى الصراط
لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطه وأعدله، وله مراتب، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة عن يمينه أو شماله أفضت به إلى النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.
الباب الحادي عشر: تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم}
مقصد الآية: هذه الآية بيان للآية السابقة، وقد تضمَّنت أحسن التعريف بالصراط المستقيم
معاني الإنعام في القرآن:
الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء،قال تعالى {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل فى علاه كما جاء فى قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.
والنوع الثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته. قال تعالى :{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا .ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ... } الآية
معنى الإنعام في هذه الآية:
هو الإنعام الخاصّ بالهداية الخاصة والتوفيق والاجتباء والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس.
من الذين أنعم الله عليهم ؟:
قد بيّنهم الله تعالى بقوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا و هم على درجات في هذا الإنعام؛ فمن الدرجات ما اختصّ الله أنبياءه ورسله، ومن هذه الدرجات ما جعل الأمَّة تتفاضل في طلبه وإدراكه.
وكل صنف من هؤلاء قد فضّل الله بعض أهله على بعض؛ حتى الرّسل كما دلّ على ذلك قول الله تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض}
أقوال السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم:
- ابن عبّاسٍ: «طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك».
- مجاهد: «هم المؤمنون».
- عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: «النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه».
- وكيع بن الجراح: «المسلمين».
وهذه الأقوال لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال .
الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية:
للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية والتوفيق للمداومة على سلوك هذا الصراط المستقيم حتى يلقى ربَّه جلَّ علا وهو [color="red"]راضٍ عنه.
تمام نعمة الله تعالى على هذه الأمة:[/color]
هو إكمال هذا الدين قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
ومع تمام هذه النعمة فإنَّ المسلمون يتفاضلون في إدراك نصيبهم منها كلّ بحسب مبلغه من العلم والفقه في الدين.
وتمام هذه النعمة له أثر عظيم على نفس المؤمن إذ يطمئنّ به إلى أنَّ ما يطلبه قد تكفّل الله ببيانه وأتمّ النعمة به؛ فيحمله ذلك على تدبّر القرآن والتفقّه فيه وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى يزداد نصيبه من هذه النعمة العظيمة، ويجد ما يحتاج إليه من معرفة الهدى.
ما يقتضيه وصف الإنعام:
وجوب شكر النعمة و بذلك يكون العبد موعوداً بمزيدٍ من فضل الله ورحمته وبركاته، ولا يزال يسأل ربّه من نعمه، ويشكره على إنعامه، وربّه يكرمه ويزيده من فضله حتى يبلغ الدرجات العلى.
الحكمة من الإضافة في قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم}:
1- : التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2- : قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
3- : أن الآية عامّة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فائدة إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب:
ولم يقل المنعَم عليهم كما قال: {المغضوب عليهم}
كلام أهل العلم في بيان الحكمة :
1- توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدلَّ على التوحيد من قول (المنعَم عليهم).
2- أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى فيتوسّل بسابق إنعامه على كلّ من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن يُنعم عليه كما أنعم عليهم.
3- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.
4- أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.
الحكمة من تكرار ذكر الصراط: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم .. }فقد ذِكْرُ الصراط أولاً معرّفاً باللام، ثمّ ذكره معرّفاً بالإضافة
و الجواب : أنه في الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.

  #10  
قديم 30 ربيع الأول 1439هـ/18-12-2017م, 11:04 PM
رويدة محمد رويدة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 60
افتراضي

فائدة إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب:

وكلام أهل العلم في بيان الحكمة من ذلك يتلخّص في أمور:

أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم

والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى؛ فإنّ ذلك يقتضي أنَّ كل مهتدٍ إلى الصراط المستقيم فإنّما اهتدى بما أنعم الله عليه،

والثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.

والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.

وقد ذكر ابن القيّم رحمه الله وغيره أوجهاً أخرى في الجواب على هذا السؤال.

  #11  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 01:58 AM
زينب العازمي زينب العازمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 159
افتراضي

الأحد 29 ربيع الاول
الدرس الارل / الاسبوع الرابع
تفسير {اهدنا الصراط المستقيم }

▪ هذه الايه دعاء ومساله الله تعالى وهي مقصود العبد من الحمد والثناء الله تعالى وهو أنفع الدعاء.

▪ ان من هذا الدعاء الهدايه فانه اذا هداه هذا الصراط أعانه ع طاعته وترك معصيته


🃏 بيان مراتب الهدايه ؛-

📢 المرتبه الاولى ؛- هدايه الدلاله والإرشاد ( هدايه علميه ) ( ♣ ثمرتها ) >>>> ( العلم بالحق والبصيرة في الدين )

📢 المرتبه الثانيه ؛- هدايه التوفيق والإلهام ( هدايه علميه ( ♣ ثمرتها ) >>>>> ( اراده الحق والعمل به = علم وعمل )

❄ درجات المهتدين ؛-

🔐 الدرجه الاولى ؛- الذين تحقق لهم أصل الهدايه ( الذين هداهم الله الاصل الاسلام اعتقادا وقولا وعملا

🔐 الدرجه الثانيه ؛- المتقون ( الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات .

🔐 الدرجه الثالثه ؛- المحسنون ( اكمل الناس هدايه وأحسنهم عملا وهم الذين هداهم الله لان يعبدوه كانهم يرونه فاجتهدوا في اداء الواجبات وأحسنوا التقرب الى الله

🔍 معنى { اهدنا }

📌📌 اي أرشدنا ووفقنا الاتباع هداك فسؤال الهدايه الدلاله والإرشاد والتوفيق والإلهام

  #12  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 02:52 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

السلام عليكم
الاسبوع الرابع فوائد:-
1- أن سبب الغضب على اليهود انهم لم يعملوا بما علموا .
2- أن سبب ضلال النصارى لأانهم عبدوا الله على جهل .
3-أنه صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه حذر امته من التشبه باليهود والنصارى واخبر ان من هذه الامه من ستبع سننهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ب للتتبعن سنن من كان قبلكم ،شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم]
4- أن قوله تعالى فى [ ولا الضالين] [لا] هنا مزيلة للتوهم ومعلمه أن الضالين هم غير المغضوب عليهم .

  #13  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 09:18 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه تلميذه ابنُ كثير رحمهما الله.
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد: (الشقاء والكفر ينشأ من عدم معرفة الحق تارة، ومن عدم إرادته والعمل به أخرى..
فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به، وإيثار غير عليه بعد معرفته؛ فلم يكن ضلالا محضاً.
وكفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة الغضبية وبقوا مغضوباً عليهم ضالين.
ثم لما كان الهدى والفلاح والسعادة لا سبيل إلى نيله إلا بمعرفة الحق وإيثاره على غيره، وكان الجهل يمنع العبد من معرفته بالحق، والبغي يمنعه من إرادته؛ كان العبد أحوج شيء إلى أن يسأل الله تعالى كل وقت أن يهديه الصراط المستقيم تعريفا وبيانا وإرشادا وإلهاما وتوفيقا وإعانة؛ فيعلمه ويعرفه، ثم يجعله مريدا له قاصدا لاتباعه؛ فيخرج بذلك عن طريقة المغضوب عليهم الذين عدلوا عنه على عمد وعلم، والضالين الذين عدلوا عنه عن جهل وضلال)ا.هـ.

  #14  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 09:20 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

فائدة أخرى من كلام الشيخ حفظه الله
وظهر لي وجه آخر، وهو التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية:
- فمن ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله إذ لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كما فعلت اليهود. - ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.
واستحضار هذا المعنى مما يقوّي في نفس المؤمن الحرص على اتّباع هدى الله واجتناب ما يعرّض العبد للحرمان من نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم.

  #15  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 11:08 PM
رويدة محمد رويدة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 60
افتراضي

معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}:

لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة، وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.
وقد اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال:

القول الأول: هي زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.

والقول الثاني: بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف

والقول الثالث: لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين"

والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"

والقول الخامس: لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.

  #16  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 11:23 PM
منى السهريجي منى السهريجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 120
افتراضي

من فوائد ما درست من تفسير قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
- هذه آية مستقلة عند جمهور أهل العدد، وفي العدّ المكيّ والكوفي قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} آية واحدة.
هناك ثلاثة أحاديث مروية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية:
الحديث الأوَّل: حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان والطبراني في الكبير من طرق عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي به، وعباد بن حبيش وعلته أن إسناده فيه عباد بن حبيش وهو مجهول.
ورواه ابن جرير الطبري والطبراني في الأوسط وتمام في فوائده من طريق عبد الله بن جعفر الرقّي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عديّ بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى».
وهذا الإسناد ظاهره الصحّة ورجاله ثقات، لكن له علة وهي أن سعيد بن منصور رواه عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد مرسلاً.
والحديث الثاني: حديث بديل بن ميسرة العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود.
قال: فمن هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء الضالون)) يعني النصارى.
رواه عبد الرزاق وأحمد ومحمد بن نصر، وأبو يعلى. ورواه ابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير - من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم، قال: ((اليهود))، قلت: الضالين؟ قال: ((النصارى)).
وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.
والحديث له طرق أخرى فيها اضطراب فمنها الموصول والمنقطع .
والحديث الثالث: حديث سليمان بن أرقم البصري عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال: «قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلت عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: فـ {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}، والتي بيني وبينك: {إياك نعبد وإياك نستعين} منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: فـ {اهدنا الصراط المستقيم} هذه لك: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}: اليهود، {ولا الضالين}: النصارى» رواه الطبراني في الأوسط.
وسليمان بن أرقم متروك الحديث،
لكن العمدة على حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه، فقد صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة من أهل العلم،منهم شيخ الإسلام ابن تيمية
أقوال السلف في المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين:
روي عن ابن مسعود وابن عباس تفسير المغضوب عليهم بأنّهم اليهود، وتفسير الضالين بأنّهم النصارى. فروى بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: «{غير المغضوب عليهم} قال: «يعني اليهود الّذين غضب اللّه عليهم»
{ولا الضّالّين} قال: «وغير طريق النّصارى الّذين أضلّهم اللّه بفريتهم عليه».
و الضحاك بن مزاحم الهلالي لم يلقَ ابن عباس، وإنما أخذ تفسيره عن سعيد بن جبير وعن عبد الملك بن ميسرة وغيرهما وساق تفسيره مساقاً واحداً من غير تسمية الواسطة بينه وبين ابن عباس؛ فلذلك لا يجزم بثبوت نصّ التفسير عن ابن عباس من طريقه إذا تفرّد به، وإن كان الضحاك صدوقاً في نفسه إلا أنّ الآفة قد تكون من الواسطة، ولذلك يقع فيما يرويه عن ابن عباس في التفسير ما يُنكر. وقد روي نحو هذا التفسير مختصراً عن ابن عباس من طريق حجاج بن أرطأة عن ابن جريج عن ابن عباس، وهو منقطع. لكن صحّ هذا التفسير عن مجاهد بن جبر وهو من خاصة أصحاب ابن عباس ومن أعلمهم بالتفسير.
وابن جريج أخذ التفسير عن أصحاب مجاهد.
وروي هذا القول عن ابن مسعود ولا يصحّ عنه، وإنما نُسب إليه لما رواه ابن جرير في تفسيره من طريق السدّي الكبير عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: «{غير المغضوب عليهم} هم اليهود، {ولا الضّالّين} هم النّصارى».
وهذا الإسناد ليس بمتحقق أنه لهذا الأثر، وإنما هو إسناد تفسير السدّي كلّه؛ فإنّه جمع صحيفة أبي مالك الغفاري عن ابن عباس في التفسير، وصحيفة أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس، وصحيفة مرة الهمداني عن ابن مسعود، وجمع معها نسخاً أخرى يرويها بأسانيده عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، ولم يبيّن أسانيده إلى هؤلاء الصحابة، وقد يكون فيمن روى عنهم الضعيف والمتروك .. وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما يروون ما يذكره السدّي في تفسيره مفرّقاً بإسناد واحد مختصر: "عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"، ويكررون هذا الإسناد في كلّ ما يروونه من تفسير السدي. ولذلك فلا يصحّ أن ينسب ما قاله في كتابه ذلك إلى ابن مسعود ولا إلى ابن عباس، وإنما ينسب إلى السدّي نسبة اختيار. وأما ما يروى عن السدّي بأسانيد أخرى من غير هذا الكتاب فيختلف حكمه، والسدّي ضعّفه بعض أهل الحديث، ووثّقه الإمام أحمد، وروى له مسلم في صحيحه، وهو تابعيّ رأى أنس بن مالك وروى عنه؛ فيُقبل من رواياته ما ليس له علة أخرى في الإسناد، وليس فيه ما يُنكر من جهة المتن.
وأما التابعون: فصحّ هذا القول عن مجاهد، وزيد بن أسلم، والسدي، والربيع بن أنس البكري.
وقال به من تابعي التابعين: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وآثارهم مذكورة بأسانيدها في جامع ابن وهب وتفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم.
وذكر السيوطي في الدرّ المنثور أنّ عبد بن حميد رواه عن سعيد بن جبير.
المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين:
صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.
التحذير من مشابهة اليهود والنصارى:
وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حذر أمّته من التشبّه باليهود والنصاري، وأخبر أنَّ من هذه الأمّة من سيتبع سننهم؛ كما في الصحيحين من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن».
وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين: فقد أثار ابن جرير الطبري سؤالاً عن الحكمة من تخصيص اليهود بوصف الغضب عليهم، والنصارى بوصف الضلال مع تلازم الوصفين، ثمّ أجاب على هذا السؤال بجواب تعقّبه فيه ابن عطية وتتابعت أجوبة المفسّرين على هذا السؤال، وذكروا في أجوبتهم أوجهاً حسنة، وتلخيصها:
1. أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، وهذا حاصل جواب ابن جرير.
2. أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود، وهذا حاصل جواب ابن عطية.
3. اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه تلميذه ابنُ كثير رحمهما الله.
4. أ- فمن ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله إذ لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كما فعلت اليهود. ب- ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.
الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين

1- : أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، وهذا الجواب وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنّه لا يستقلّ بالجواب إذ لا بدّ من حكمة أخرى غير مجرّد مراعاة الفواصل، وقد ذكره ابن عاشور وجهاً.
2- : لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
3- : لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم أيضاً، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
4- : أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله
5- : لإفادة الترتيب في التعوّذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.
6- : لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال) ا. هـ.
وهو وجه حسن، وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة: فالخاصة بين العمل وتركه. والعامة بين العلم وعدمه.
الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}
لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
والمقصود أنَّ إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم.
معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}:
لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة، وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.
وقد اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: هي زائدة، وهو قول معمر بن المثنى، وردّه الفراء وابن جرير.
والقول الثاني: بمعنى "غير"، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
والقول الثالث: لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
والقول الخامس: لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.

  #17  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 12:06 AM
زينب العازمي زينب العازمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 159
افتراضي

الاثنين30 ربيع الاول
الدرس الثاني / الاسبوع الرابع
تفسير {صراط الذين أنعمت عليهم }

🔒 بيان معاني الانعام في القران ؛-

📘 المعنى الاول ؛- انعام عام ( انعام فتنه وابتلاء ) وهو حجه ع العباد ودليل ع المنعم جل وعلا ليخلصوا له العباده ويشكروه ع نعمه ،

📘 المعنى الثاني ؛- انعام خاص ( انعام منه واجتباه وهو الانعام بالهدايه الى ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والأعمال ( انعام خاص بالهدايه والتوفيق )

🔐 بيان معنى الانعام في هذه الايه ؛-

والأنعام الخاصه بالهدايه هي هدايه خاصه والتوفيق والاعانه وصرف المعوقات والوقايه من الفتن وكيد الشيطان .

♣ المراد بالذين انعم الله عليهم ،

🚦 هم الصديقون
🚦 الشهداء
🚦 الصالحون

🔍 بيان ما يقتضيه وصف الانعام

❄ يشكر الله عزوجل فيوفق بصلاح نيته وصدقه وإخلاصه. الى شكر هذه النعمه فيكون موعدا بمزيد من فضل الله ورحمته ،


🔍 الحكمه من الاضافه في قوله تعالى { صراط الذين أنعمت عليهم }

🚦 الفائده الاولى ؛- التنبيه على انه عزوجل هو المنعم عليهم وهي الهدايه .

🚦 الفائده الثانيه ؛- قطع التعلق بالاشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب

🚦 الفائده الثالثه ؛- انه الايه عامه في جميع طبقات المنعم عليهم

🔍 فايده إسناد. الانعام في قوله { أنعمت } الى ضمير الخطاب

❄ الامر الاول ؛- توحيد الرب عزوجل ،

❄ الامر الثاني ؛- ابلغ للتوسل والثناء ع الله تعالى

❄ ان هذا اللفظ انسب للمناجاه والدعاء والتقرب الى الله تعالى ،

❄ مقتضى شكر النعمه .


🔍 الحكمه من تكرار ذكر الصراط :-

🚦 انه اهم للسائل ان يهدي الى صراط المستقيم وهو الطريق الصحيح الى العاقبه الحسنه

🚦 يفيد بانه صراط امن قد سلكه الذين انعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته ،

  #18  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 02:46 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

السلام عليكم
الاسبوع الرابع الاربعاء
فوائد :-
1-التأمين هو قول آمين وهوسنه عند ختم الفاتحه للقارئ والمستمع في الصلاة وخارجها .
2- معنى آمين [ اللهم استجب].
3- حكم التأمين بعد الفاتحه سنه مؤكدة في الصلاة وخارجها ، والدليل أمر من النبى صلى الله عليه وسلم [ إذا أمن القرئ فأمنوا ].
4- من فضل التأمين حديث عائشه رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال [ما حسدكم اليهود على شئ ما حسدوكم على السلام والتأمين ] رواه البخارى
5- موافقة الملائكه في التأمين دل عليه قول النبى صلى الله عليه وسلم { إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه}.

  #19  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 04:34 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

التأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة.
قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ.

  #20  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 09:07 PM
منى السهريجي منى السهريجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 120
افتراضي

السلام عليكم من فوائد دارسة شرح مسائل التأمين بعد الفاتحة
التأمين هو قول: (آمين)، وهي كلمة دعاء بمعنى "اللهمّ استجب"، وليست من القرآن بإجماع أهل العلم، ولذلك لم يكتبها الصحابة رضي الله عنهم في المصاحف ولكن التأمين وهو سنة عند ختم الفاتحة للقارئ والمستمع في الصلاة وخارج الصلاة، وقد ورد فيه أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم.
معنى قول" آمين"
آمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب"، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك، وهذا قول صحيح لجمهور اللغويين والمفسّرين
أقوال لأهل العلم في معنى "آمين" :
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل" و روي عن ابن عباس من طريقين : أ- طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، ذكره السيوطي في الدر المنثور.
ب- طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رواه الثعلبي في تفسيره.
القول الثاني: معناها "اللهم استجب" وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري.
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير. ومال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهم.
القول الرابع: معناها "كذلك يكون"، وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً.
وقريب منه قول الجوهري في الصحاح (كذلك فليكن). وقريب منه ما ذكره ابن قتيبة في غريب القرآن أنها بمعنى "كذلك فعل الله". وذكره أبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري، وابن سيده في المحكم، وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.بتشديد الميم،ذكره ابن كثير عن أبو نصرٍ القشيريّ من فقهاء الشافعية عن الحسن وجعفرٍ الصّادق
وهذا القول لا يصحّ عن جعفر الصادق، ولا عن الحسن البصري، وقد أنكره المحققون من علماء اللغة.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش. وهو قول باطل.
وفي معنى "آمين" أقوال أخرى غير مشتهرة، وعامّتها معلول،كقول"أمّنا بخير" و "لا تخيّب رجاءنا"وقيل: طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات....
اللغات في "آمين"
1- قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل"، وهي لغة صحيحة فصيحة مشتهرة.
2-مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.
وقد ادّعى بعضهم لغة ثالثة فيها، وهي آمّين. وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ
هل آمين من أسماء الله؟
رُوي عن بعض السلف أنّ "آمين اسم من أسماء الله"، وقد أنكر علماء اللغة أن يكون "آمين" من أسماء الله.
معنى قولهم "آمين وبسلاً"
(بَسْلاً) أي إيجاباً للمطلوب؛ فيلحقه به بعض العرب توكيداً.
حكم التأمين بعد الفاتحة
التأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة.
مدّ الصوت بآمين
قال وائل بن حجر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يمدّ بها صوته . وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم: يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين، ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق).
بيان فضل التأمين
صحّ في فضل التأمين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلّ على أنّه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء وأنّ فيه من الفضل والخير ما جعل اليهود يحسدون هذه الأمّة عليه كما حسدوهم على يوم الجمعة، ومن تلك الأحاديث:
1.ما رواه الإمام مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». متفق عليه.
وفي رواية في صحيح البخاري من طريق سفيان الثوري عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أمَّن القارئ فأمنوا؛ فإنَّ الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»
2. وما رواه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)). متفق عليه.
روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال: سمعت عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: «إذا وافقت آمين في الأرض آمين في السماء غفر له ما تقدم من ذنبه».
3. وما رواه قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال: " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين، يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم). رواه أحمد والدارمي ومسلم وأبو داوود والنسائي وغيرهم.
4. وما رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه.
ورواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة قالت: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال: السام عليك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وعليك)).
قالت: فَهَمَمْتُ أن أتكلَّم.
قالت: ثم دخل الثانية؛ فقال مثل ذلك؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وعليك)).
قالت: ثم دخل الثالثة؛ فقال: السام عليك.
قالت: فقلت: بل السام عليكم، وغضب الله إخوانَ القردة والخنازير؛ أتحيّون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه به الله؟!
قالت: فنظر إليَّ؛ فقال: ((مَهْ! إنَّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددناه عليهم؛ فلم يضرّنا شيء، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين)). وأصله في الصحيحين.
معنى موافقة الملائكة في التأمين
وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة في السماء تؤمّن خلف كلّ إمام، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل،وهذا نظير ما رواه سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام». رواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي وغيرهم، وإسناده صحيح.
و لكن من شروط صحة التأمين أن يكون خالصاً لله تعالى من غير رياء ولا عجب ولا تسميع
والأقوال التي قيلت في هذه المسألة أربعة:
القول الأول: الموافقة في وقت تأمينهم، وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.
والقول الثاني: الموافقة في صفة الأداء من الخشية والإخلاص، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
والقول الثالث: الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
والقول الرابع: الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهرالنصّ. حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين
لقد حرص الصحابة رضي الله عنهم علي التأمين و هذا مما يدلّ على فضله وسنيّته
التنبيه على ضعف بعض المرويات في فضل التأمين
هل المُؤمِّنُ داعٍ؟
قول آمين بمنزلة قول " اللهمّ استجب" فهو دعاء في حقيقة الأمر، وقد استدلّ جماعة من أهل العلم على أنّ المؤمّن داعٍ بقول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}.
وروي مرفوعاً من حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وأعطيت {آمين} ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن)). رواه الحارث ابن أبي أسامة
الدعاء قبل التأمين
روي في الدعاء قبل التأمين حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصحّ، وروي فيه آثار عن بعض الصحابة لا تصحّ أيضاً، لكن صحّ ذلك عن بعض السلف، والراجح أن لا يفصل بين الفاتحة والتأمين بدعاء.
هل يجهر الإمام بالتأمين؟
الراجح من أقوال الفقهاء أنّ الإمام يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين.
هل يجهر المأموم بالتأمين؟
وقد اتّفق العلماء على أنّ المأموم يقول: "آمين"؛ لكن اختلفوا في الجهر بالتأمين وإخفائه على أربعة أقوال
القول الأول: يجهر المأموم بالتأمين في الصلوات الجهرية، وهو قول عطاء بن أبي رباح، ومالك، وأحمد، والبخاري، وهو قول للشافعي وعليه مذهب الشافعية، ونسبه القاضي عياض إلى فقهاء أهل الحديث.
والقول الثاني: يخفيها المأموم، وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي، وقول لبعض المالكية.
والقول الثالث: إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى الجهر به، وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ، وهذا قول لبعض الشافعية أرادوا به الجمع بين قولي الشافعي. والقول الرابع: إن كثر القوم جهروا وإلا فلا، وهو قول للشافعية ذكره النووي في روضة الطالبين.
هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
المنفرد جَهْرُه بالتأمين تبعٌ لقراءته؛ فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين، وإن أسرّ أسرّ، وهذا هو الراجح، وهو قول جمهور أهل العلم، وخالف الحنفية في ذلك فقالوا: يخفي التأمين مطلقاً.
هل يؤمّن القارئ في غير الصلاة؟
يُستحبّ لمن قرأ الفاتحة في غير الصلاة أنّ يؤمّن إذا ختمها كما يستحبّ لمن قرأها في الصلاة
إذا لم يسمع المأمومُ قراءةَ الإمام فهل يؤمّن؟
هناك قولان في هذه المسألة:
أحدهما: يؤمنّ لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة، وهو قول الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.
والقول الآخر: لا يؤمن، لأنّ التأمين فرع عن سماع الدعاء، وهو قول لبعض المالكية.
والراجح أنّ حال المأموم لا يخلو من ثلاث حالات:
1. إما أن يكون معه آخرون يسمعون قراءة الإمام ويؤمّنون فيؤمّن معهم.
2. وإما أن يكون ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمّنون أيضاَ.
3. وإمّا أن يكونوا كلّهم لا يسمعون له صوتاً فلا يؤمّنون لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها؛ فلا يؤمّن المأموم.
حكم من نسي قول آمين
القول الأول: يؤمّن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، وهو قول عند الشافعية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والقول الثاني: يؤمّن ما لم يركع، وهو قول عند الشافعية؛ ذكره الماوردي والنووي.
والقول الثالث: لا يؤمّن إذا فاته التأمين مع المأمومين ولو لم يشرع الإمام في القراءة؛ لأنّه ذكر مستحبّ مؤقّت بوقت، فلا يقال بعد فوات وقته، وهو أظهر الأقوال عند الشافعية
حكم قول "آمين ربّ العالمين"
قد ورد فى حديث مرسل عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: آمين رب العالمين). ولا يصحّ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يظهر من أقوال بعض الفقهاء أنّ هذه العبارة اشتهرت؛ فكان بعضهم يزيدها في آمين، فيقول في التأمين: "آمين ربّ العالمين". ولذلك اختلف الفقهاء فيها؛ فقال الشافعي في الأمّ: (ولو قال مع: آمين رب العالمين، وغير ذلك من ذكر الله كان حسنا، لا يقطع الصلاة شيء من ذكر الله)
وقال ابن تيمية: (فإن قال: آمين رب العالمين؛ فقال القاضي والآمدي وغيرهما: قياس قول أحمد أنه غير مستحب، كما لم يستحب الزيادة على تكبيرة الافتتاح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» وهو صلى الله عليه وسلم إنما قال: "آمين" من غير زيادة)
وقال ابن مفلح و ابن رجب لا يستحبّ .

  #21  
قديم 2 ربيع الثاني 1439هـ/20-12-2017م, 09:45 PM
رويدة محمد رويدة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 60
افتراضي

17. إذا لم يسمع المأمومُ قراءةَ الإمام فهل يؤمّن؟

إذا لم يسمع المأموم قراءة الإمام أو خفي عليه بعضها فللفقهاء قولان في هذه المسألة:

أحدهما: يؤمنّ لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة.

والقول الآخر: لا يؤمن، لأنّ التأمين فرع عن سماع الدعاء.

قال ابن تيمية في شرح العمدة: (وإذا ترك الإمام التأمين أو الجهر به أمَّن المأموم وجهر به، وسواء كان قريباً من الإمام يسمع قراءته ويسمع همهمته، أو كان لا يسمع له صوتاً؛ فإنه يؤمّن)ا.هـ.

والراجح أنّ حال المأموم لا يخلو من ثلاث حالات:

1. إما أن يكون معه آخرون يسمعون قراءة الإمام ويؤمّنون فيؤمّن معهم.
2. وإما أن يكون ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمّنون أيضاً.
3. وإمّا أن يكونوا كلّهم لا يسمعون له صوتاً فلا يؤمّنون لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها؛ فلا يؤمّن المأموم.
وكذلك إذا أسرّ الإمام في الجهرية سهواً منه أو كانت به علّة تمنع ظهور صوته؛ فإنّ المأموم لا يؤمّن لعدم تحقق الشرط الذي علّق عليه الأمر بالتأمين، لكن يقرأ المأموم الفاتحة لنفسه ويؤمّن إذا ختمها.

  #22  
قديم 3 ربيع الثاني 1439هـ/21-12-2017م, 12:04 PM
زينب العازمي زينب العازمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 159
افتراضي

الثلاثاء 1 / ربيع الثاني
الدرس الثالث / الاسبوع الرابع
تفسير { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

- 🔐. ذكر المفسرون وأهل الحديث ثلاثه احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسيرهم هذه الايه ؛-

❄. الحديث ؛- حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (( اليهود مغضوب عليهم ، النصارى ضلال )

❄ بيان المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين ،،،،

* سبب الغضب على اليهود انهم لم يعملوا بما علموا ، فهم يعرفون الحق كما يعرفون ابنائهم ، لكنهم اهل العناد وكبر وحسد ، قسوه قلب ويعادون أولياء الله ،

* الضالين هم النصارى لأنهم ضلوا ، عبدوا الله ع جهل ، متبعين في عباداتهم إهواءاهم ، مبتدعين في دينهم مالم يأذن الله به ، قايلين ع ربهم ما ليس به علم ،

🔐 تحذير السلف من التشبه باليهود والنصارى لئلا يصيب من تشبه بهم من جنس ما اصابهم من الجزاء

❄ الحكمه من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين .

1/ ان الله تعالى وسم كل طائفه بما تُعرف به ، حتى صارت كل صفه كالعلامة الآي تعرف بها تلك الطائفه


2/ ان أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنت وقتل الأنبياء أوجبت لهم غضبا خاصا ( والنصارى ضلوا من اول كفرهم دون ان يقع منهم ما وقع من اليهود )

3/ اليهود اخص بالغضب لأنهم امه عناد ( والنصارى اخص بالضلال لأنهم امه جهل

4/ التنبيه لسببين لسلب نعمه الهدايه

🔒 من ترك العمل بالعلم

🔐 من اعرض عن العلم الذي جاء من عند الله


❄ الحكمه من تقديم المغضوب عليهم على الضالين ؛-

🚦 الاول ؛- لمراعاه فواصل الآيات

🚦 الثاني ؛- لان اليهود متقدمون في الزمان ع النصارى

🚦 الثالث؛- لان اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينه

🚦 الرابع ؛- اليهود اغلظ كفرا من النصارى

🚦 الخامس ؛- الافاده الترتيب في التعوذ

🚦 السادس ؛- لان اول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم .

❄ الحكمه من اذهان ذكر الغاضب في قوله ( غير المغضوب عليهم ) :-

🚦 ان افعال الاحسان والرحمه والجود تصاف الى الله تعالى .

🚦 افعال الجزاء والعقوبه يحذف ذكر الفاعل تأدبا مع الله عزوجل وان لا يقع في بعض نفوس البشر مالا يصح من المعاني التي ينزه الله عنها .


❄ معنى ( لا) في قوله تعالى { ولا الضالين }

🚦القول الاول ؛- هي زائده

🚦 القول الثاني ؛- بمعنى ( غير ). للتنويع بين الحروف

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir