تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الرابع

[هيئة الإدارة]

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الرابع)

*نأمل من طلاب المستوى الأول الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

[ماجد أحمد]

فبعد حمد الله والثناء والتمجيد له سبحانه، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له، شرع العبد بسؤال ربه الهداية التي بهدايته يحصل له المرغوب وينجو من المرهوب، فلولاه سبحانه ما اهتدينا ولا تصدّقنا ولا صلينا ..

تضمنت سورة الفاتحة أعظم الدعاء وأنفعه .

الدين علم وعمل، والهداية علم وعمل، وتتجلى مناسبة ختم السورة مع طلب الهداية للصراط المستقيم للعلم والعمل معًا، خلافًا لليهود {المغضوب عليه} والنصارى {الضالين}.

تتفاوت درجات العباد في طلبهم للهداية، فبقدر قصدهم وحسن ظنهم بربهم، وبقدر استجابتهم لحق الله المذكور في القسم الأول من الفاتحة، يجيبهم لمطلوبهم ويحقق مرغوبهم من الهدايتين {إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرً} .

العباد يتفاضل بعضهم بعضا في سؤال الله من وجوه :
1- حضور القلب عند الدعاء.
2- الإحسان في الدعاء.
3- مقاصد الداعي.

الحكمة من سؤال العبد اللهَ الهداية للصراط المستقيم مع دخوله في الإسلام؛ لتثبيت قلبه على الهداية والاستزادة منها حتى يأتيه اليقين، ولحاجة العبد لهداية ربه له في كل شؤون تفاصيل حياته، ولمجابهة قطع الفتن والخلاف بنور من الله، وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك".

أكثر أدعية القرآن جاءت بصيغة الجمع وذلك من تعظيم مقام عبودية الله ومسألته، ومنها الدعاء في سورة الفاتحة : {نعبد} و {نستعين} و {اهدنا} .


والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

[فيصل الغيثي]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ.
وقال أيضا: (والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة، مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم؛ فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من أولياء الله المتقين)ا.هـ.

[محمد العبد اللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فوائد يوم الاحد:
1- مقصد قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) الدعاء ومسألة الله تعالى وهي مقصود العبد بعدما تفدم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى والتوسل اليه باخلاص العبادة والاستعانة له ومايتضمن هذا الاخلاص من البراءة من الشرك.
2- مراتب الهداية مرتبتين الاولى هداية الدلالة والارشاد وهي هداية علمية ثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين والمرتبة الثانية هداية التوفيق والالهام وهي هداية عملية ثمرتها ارادة الحق والعمل به.
3- درجات المهتدين ثلاث درجات: الاولى للذين تحقق لهم اصل الهداية وهم الذين هداهم الله الى أصل الاسلام اعتقادا وقولا وعملا فأدو ماصح به اسلامهم مع اقترافهم لبعض الكبائر فاصحاب هذه المرتبة مسلمون لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الايمان علما وعملا والدرجةالثانية هم المتقون وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فنجو بذلك من العذاب والمرتبة الثالثة هم المحسنون وهم اكمل الناس هداية واحسنهم عملا وهم الذين هداهم الله لان يعبدوه كأنهم يرونه فاجتهدو في احسان اداء الواجبات والكف عن المحرمات.
4-يتفاضل السآئلون الله تعالى الهداية من وجوه :
- حضور القلب عند الدعاء فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي
- الاحسان في الدعاء فليس من يدعو الله تعالى بتضرع وتقرب ويشهد اضطراره لاجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك
- مقاصد الداعي من سوأل الهداية فانما الاعمال بالنيات ولذلك فان الاكمل للانسان ان يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحق ويتبع بها الهدى

[أنس بن محمد بوابرين]

- إذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات، وما تطلبه النفس من أحوال السعادة، ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
- {اهدنا}:سؤال الهداية هنا يتضمَّن سؤال هداية الدلالة والإرشاد، وسؤال هداية التوفيق والإلهام.
- هداية التوفيق والإلهام هي أصل الفلاح والفوز
- قال الشيخ حفظه الله : ( حديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها). فلا أصل له بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا قريب منه، ولعله مما فُهِم بالمعنى فاشتهر لفظه خطأ.
وقد نسبه ابن تيمية في مواضع من كتبه إلى ابن عباس موقوفاً عليه، ولا أعلم له إسناداً في شيء من دواوين السنة التي بين أيدينا. )
- من كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدرا.
-دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة.
- كل الاقوال الواردة عن السلف في تفسير الصراط المستقيم صحيحة ومتلازمة .
- وصف الصراط بالاستقامة يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال.

[خالد العابد]

الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في قوله:*{اهدنا}*
مع أنَّ الداعي قد يكون منفرداً ؟
على ثلاثة أقوال :
الاول: لأن كل عضو من أعضاء العبد تحتاج الى هداية خاصة فكأن الاعضاء اذا اجتمعت لتدعوا ناسب قولهم اهدنا.
الثاني: لكي يشمل الدعاء لجميع المسملين ويحظى بدعاء الملك بقوله(ولك مثلها).
الثالث: نظير الجمع في قوله نعبد ونستعين ،فناسب ان يكون الدعاء بالجمع بقوله اهدنا .

[فيصل علي]

إن للمهتدين درجات

[حسن صبحي]

1-الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد.
المرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام.
2-المهتدون على ثلاث درجات :
الدرجة الاولى: المسلمون.
الدرجة الثانية: المتقّون.
الدرجة الثالثة: المحسنون .
3-الهداية للحقّ منَّةٌ من الله تعالى، لا تكون إلا به، وكلّ الناس ضالّون إلا من هداهم الله، كما في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنه قال: [ يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم ].
4- الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
5- الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.

[محمد العبد اللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وائد يوم الاثنين
١- مقصد الاية في قوله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) انها بيان للاية السابقة وفيها تعريف الصراط المستقيم وبيان سبب سلوكه واحوال سالكيه وثوابهم ومايقتضيه هذا السبب من الواجبات وبينت انواع مخالفيه واحوالهم وعقوباتهم.

٢- الانعام في القرآن على نوعين : الاول انعام عام وهو انعام فتنة وابتلاء وهذا الانعام عام للمؤمنين والكافرين والنوع الثاني الانعام الخاص وهو انعام منة واجتباء وهو الانعام بالهداية الى مايحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال وما يمن به من اسباب فضله ورحمته وبركاته.

٣- المعنى المراد بالانعام في هذه الاية هو الانعام الخاص بالهداية الخاصة والتوفيق والاجتباء والاعانة وصرف المعوقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشر النفس.

٤- المراد بالذين اتعم الله عليهم قد بينهم الله تعالى بقوله ( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا)

٥- الحكمة في اخفاء متعلق الانعام في هذه الاية من مسائل الحذف في القرآن وقد اعتنى اصحاب التفسير البياني بهذه المسائل واجتهدو في التعرف على دلائلها وانواعها ومن ذلك ان حذف متعلق الانعام في هذة الاية للدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية.

٦- في هذه الاية تنبيه على سبب الهداية وانها لا تحصل الا بانعام الله تعالى على عبده وان العبد لولا انعام الله عليه لما كان له ان يهتدي لمعرفة الحق ولا لارادة اتباع الهوى ولا الثبات على الهداية.

[ماجد أحمد]

في قوله: {أنعمت} فوائد:
1- أنَّ الهداية إلى الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم.
2- أنَّ الهداية ليست بعمل العبد.
3- أنَّ المنعم بالهداية هو الله وحده.
4- فيها أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها.

في قوله سبحانه: {صراط الذين أنعمت عليهم}
إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق، وأنه وإن كان غريبًا بين العابثين من البشر؛ فإن طريقه مليء بالصالحين، الذين حازوا أعلى نعمة؛ فليأنس بذلك.

[خالد العابد]

الحكمة من تكرار الصراط :*
اهدنا الصراط المستقيم
في الموضع الاول دل الصراط على طلب الهداية نفسها ومعرفة الطريق الثبات عليه من الله جل وعلا .
صراط الذين أنعمت عليهم
اما الموضع الثاني فكان ذكر الصراط فيه موضحاً بمن تمسك به ونجى بالسير على نهجه والثناء على من ثبت عليه .

[أنس بن محمد بوابرين]

قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم}
- هذه الآية أوجزت وأوعبت في بيان الصراط المستقيم، وبيان سبب سلوكه، وأحوال سالكيه وثوابهم، وما يقتضيه هذا السبب من الواجبات، وبيّنت أنواع مخالفيه، وأحوالهم وعقوباتهم؛ ومناسبة عقوباتهم لأسباب مخالفاتهم، ببيان بديع محكم غاية الإحكام.
- المراد بالإنعام في هذه الآية الإنعام الخاصّ بالهداية الخاصة والتوفيق والاجتباء والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس.
- عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال.
- كلّ حذف في القرآن فله حكمة
- لولا إنعام الله على العبد لما كان له أن يهتدي لمعرفة الحق.
- مع تمام نعمة الهداية والبيان فإنَّ المسلمين يتفاضلون في إدراك نصيبهم منها كلّ بحسب مبلغه من العلم والفقه في الدين.
-تكرار (الصراط ) ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس، ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.كذا قال ابن عاشور

[فيصل الغيثي]

فائدة يوم الاثتين:

قد أتمّ الله تعالى علينا نعمته بفضله ورحمته فهي نعمة تامّة غير ناقصة كما قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
فالمراد بالنعمة هنا نعمة الهداية والبيان لما يحبّه الله عزّ وجلّ ويرضاه في كلّ شأن من شؤون المسلمين

[خالد العابد]

لماذا ذكر حرف النفي لا ولم يُكتفى بحرف العطف و في قوله تعالى"غير المغضوب عليهم ولا الضالين"؟
حتى يزول الوهم بأنهم طائفة واحدة ،ويفهم انهم طائفتين مختلفتين .
ومما قيل في المسألة:
١/ أنها زائدة.
٢/ أنها بمعنى غير.
٣/ لمنع فهم أن العطف في الآية على الذين فيكون"صراط الذين أنعمت عليهم والضالين".
٤/ أنها مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى غير.
٥/ لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين.

[محمد العبد اللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فوائد يوم الثلاثاء:
١- هذه الاية اية مستقلة عند جمهور اهل العدو في العد المكي والكوفي [صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) اية واحدة.

٢- ذكر المفسرون واهل الحديث ثلاثة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسير هذه الاية اهمها حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال) رواه أحمد والتزمذي وابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهم.

٣- صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وصف اليهود بانهم مغضوب عليهم ووصف النصارى بإنهم ضالون ولذلك توافقت اقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود وتفسير الضالين بالنصارى وهذا لايقتضي قصر الوصف عليهم ، لانه وصف له سبب فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

[فيصل علي]

بارك الله فيكم

[فيصل الغيثي]

صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.

[حسن صبحي]

1- الإنعام عام للمؤمنين والكافرين كما قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
2- الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه .
3- الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
4-طاعة اللّه جلّ ثناؤه لا ينالها المطيعون إلاّ بإنعام اللّه بها عليهم وتوفيقه إيّاهم لها.
5- مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.

[حسن صبحي]

1- روي عن ابن مسعود وابن عباس تفسير المغضوب عليهم بأنّهم اليهود، وتفسير الضالين بأنّهم النصارى.
2- سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
3- النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.
4- المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل .
5- الهداية لا تتحقّق إلا بعلم وعمل، والعلم متقدّم على العمل .
6- فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به، وإيثار غير عليه بعد معرفته؛ فلم يكن ضلالا محضاً.
7- كفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة الغضبية وبقوا مغضوباً عليهم ضالين.

[أنس بن محمد بوابرين]

استدراك :
فوائد علمية ليوم الثلاثاء :تفسير قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
ذكر المفسّرون وأهل الحديث ثلاثة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسيرهم هذه الآية؛ والعمدة على حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه، فقد صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة من أهل العلم، ومن أوفاهم عبارةً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ إذ قال: (وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.
- لا يجزم بثبوت نصّ التفسير عن ابن عباس من طريق الضحاك إذا تفرّد به لأنه لم يلق ابن عباس .
- توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى،وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.
- من ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله إذ لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كما فعلت اليهود. - ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.
- الهداية لا تتحقّق إلا بعلم وعمل، والعلم متقدّم على العمل
- لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها

[أنس بن محمد بوابرين]

شرح مسائل التأمين بعد الفاتحة
- من سنن قراءة الفاتحة إذا ختمها القارئ أن يقول: "آمين".
- في معنى آمين أقوال كثيرة عن السلف بعضها لايسلم من الاعتراض .
- قد ادّعى بعضهم لغة ثالثة وهي آمّين، وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ، وقد نسبها ابن جنّي في "الخصائص" إلى أبي العباس ثعلب، وعنه اشتهرت نسبة هذه العبارة إلى ثعلب
- الأخبار المروية في أنّ "آمين من أسماء الله" معلولة بكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات.
- التأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة.
- قال ابن جريج: قال لي عطاء [هو ابن أبي رباح]: «إني لأعجب من الإنسان يدعو فيجعل دعاءه سردا، لا يؤمن على دعائه» قال: " يقول: آمين). رواه عبد الرزاق.
- التأمين دعاءفيلزم فيه شرطا قبول العمل من الإخلاص والمتابعة.
- المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.
-
-االراجح من أقوال الفقهاء أنّ الإمام يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة.

[خالد العابد]

أمين : اللهم استجب .
وقولها سنة مؤكدة بالصلاة وغيرها يرفع بها صوته ،
لحديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.
والمقصود بالموافقة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة على الراجح .
وهي ليست من الفاتحة إجماعاً .
وفيها قرائتان :أمين على وزن فعيل وهي المشتهرة والأخرى آمين على وزن فاعيل وهما صحيحتان .
وهي ليست من أسماء الله على الصحيح .

[ماجد أحمد]

قال أبو زكريا النووي: (وقوله صلى الله عليه وسلم: "من وافق قولُه قولَ الملائكة" و "من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة"، معناه: وافقهم في وقت التأمين، فأمَّن مع تأمينهم، فهذا هو الصحيح).
وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة في السماء تؤمّن خلف كلّ إمام، بل يصدُق هذا الحديثُ على صنفٍ من الملائكة موكلون بهذا العمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل، فيعرفون كلّ جماعةٍ تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّن الإمام، هذا مادل نصُّ الحديث على أنّ ملائكةً في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَعلى ظاهره، ونعتقد صحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ.

قال ابن كثير: (فذكر الدّعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدلّ على أنّ هارون أمّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى: {قد أجيبت دعوتكما}، فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله).

الراجح من أقوال الفقهاء أنّ الإمام يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة، وهو ظاهر ما دلّت عليه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التأمين.

المنفرد جَهْرُه بالتأمين تبعٌ لقراءته؛ فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين، وإن أسرّ أسرّ، وهذا هو الراجح .

قال النووي: (يستحب لكل من قرأ الفاتحة في الصلاة أو خارج الصلاة أن يقول عقب فراغه منها آمين، بالمد أو القصر بلا تشديد فيهما، ويستحب أن يفصل بينهما وبين {ولا الضالين} بسكتةٍ لطيفة، ليميزَها عن القرآن) .

في فضل التأمين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلّ على أنّه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء، وأنّ فيه من الفضل والخير ما جعل اليهود يحسدون هذه الأمّة عليه كما حسدوهم على يوم الجمعة، ومن تلك الأحاديث:
ما رواه الإمام مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أمَّن الإمام فأمّنوا" يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: "وإذاقال: {ولا الضالين} فقولوا:آمين".
والحديثان في الصحيحين، ويدلّ لذلك عمل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان. .
ويكون معنى قوله صلى الله عليه وسلّم: "إذا أمّن..." أي: إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، وهو كما قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنه ما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" أي: إذا أراد الدخول إلى الخلاء.
وهذا قول جمهور أهل العلم، يقولون: إنّ المأموم يؤمّن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمينُ المأموم مع تأمينِ إمامه.

ربنا تقبل مساعيَنا وزكّها واهدنا وزدنا هدى .. اللهم آمين

[هشام أيت يعيش]

فائدة يوم الأحد :
ـــ يتفاضل السائلون للهداية على أوجه وهي :
أحدها: حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
والوجه الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
فمن كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدراً.
والوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كلّ سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.
ــــ معنى ضمير الجمع في قوله تعالى: {اهدنا}: اختلف العلماء في الجواب سؤال ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع قوله تعالى " اهدنا " على أقول مع أنه يمكن للمفرد أن يدعو بضمير الجمع " اهدنا" و هي طريقة القرآن و السنة في مجمل الأدعية الواردة و بيان الأقوال كالآتي :
القول الأول: لأنَّ كلَّ عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة به فأتى بصيغة الجمع تنزيلاً لكل عضو من أعضائه منزلة المسترشد الطالب لهداه، وهذا القول حكاه ابن القيّم في بدائع الفوائد عمّن لم يسمّه . وهو قول مستبعد .
القول الثاني :ليتضمّن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية؛ فيكون له أجر بالدعاء لنفسه ولإخوانه .و هو قول صحيح في نفسه و لكن عليه اعتراضات .
القول الثالث : الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، ومطابق لهما، وهذا جواب ابن القيّم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد، وقد أحسن فيه وأجاد.

[هشام أيت يعيش]

فائدة يوم الإثنين :
أثار ابن القيّم رحمه الله سؤالاً عن فائدة إضافة الصراط إلى الاسم الموصول المبهم دون أن يقول: (صراط النبيين والمرسلين) مثلاً : و تلخيص جوابه جاء على فوائد :
إحداها: التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
والثانية: قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
والثالثة: أن الآية عامّة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة.