دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو القعدة 1438هـ/16-08-2017م, 02:24 AM
مصطفى الراوي مصطفى الراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 68
افتراضي

بسم الله وصلى الله وسلم على نبيه ومولاه :
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى أصول التفسير؟ وما أهمّ المؤلفات فيه؟

اصول التفسير باعتبار مفرداتها مكونة من كلمتين ( اصول ) ( التفسير )
فالاول : اصول : والاصل هو ما يبنى عليه الشيء ومنه اصل الجدار واصل الشجرة .
الثاني : التفسير : هو الايضاح والبيان .
اما باعتبار الكلمتين معا : فهو العلم الذي يُعنى بدراسة التفسير وطرقه ويشمل كل مرحلة تمر بها المسألة التفسيرية سواء معرفة اصلها ووصولا الى نتيجة البحث والدراسة لهذه المسألة ، وكيفية تأديتها للمتلقن .
كما تطلق هذه اللفظة ويراد بها : مصادر التفسير ، وطرقه ، وقواعده ، والحدود الضابطة لهذا الفن ، والمسائل الكبرى التي يُبنى ويتفرع منها مسائل أخرى ، كما أنها تطلق على بعض التفاسير باعتبار شمولها وسعتها مقارنة بنظيراتها من الكتب المختصرة .
وأهم مؤلفات هذا العلم :
1- كتاب البرهان لبدر الدين الزركشي
2- مواقع العلوم للبلقيني .
3- والتيسير في قواعد التفسير لمحمد بن سليمان الكافيجي .
4- كتاب التحبير في علوم التفسير للسيوطي
5- الاتقان للسيوطي وهو افضلها .
6- رسالة من كتابه النُقابة وشرحه إتمام الدراية
7- والتكميل في أصول التأويل للشيخ عبد الحميد الفراهي
8- والقواعد الحسان للسعدي
9- ومقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي
10- مقدمة التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
كما ان لعلماء العصر الحديث جهود في هذا الفن تتلخص بشرح تلك الكتب والتعليق عليها وكذلك في التأليف في هذا الفن ، ومن اشهرها شروح الشيخ ابن عثيمين وابن جبرين وآل الشيخ وخالد السبت ومسارع الطيار . والشيخ الشثري وغيرهم .

س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
وذلك لعدة امور منها
أنهم أرادوا بذلك ان يبينوا أن الله تعالى أنزل كتابه وبينه وفسره بحيث يهدي من اتبع سبيله الى دار السلام والى اليقين وانه عصمة من الاهواء والباطل وان يرجعوا اليه عند التنازع ولا يلتفتوا الى غير ذلك من العلوم الباطلة ككتب الملاحدة والمتكلمين وسائر طوائف اهل البدع ، ويقتصر طالب العلم على ما ورد من علوم الشرع والتفسير الالهي والنبوي واللغة العربية وما ورد عن السلف في بيانه ، فاذا اقتصر طالب العلم على هذا قطع على اهل الشبهات شبهاتهم من تقديم العقل على النقل وادعائهم ان للقران ظاهر وباطن وظواهر لفظية لا تفيد اليقين وغيرها من الشبه .
ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه العلوم غير النافعة كما صح في حديث زيد بن علقمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) رواه مسلم.
قال ابن القيّم في شأن اهل الباطل : (ومن كيد [الشيطان] بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين: أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، وأوحى إليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج الفلسفية والطرق الكلامية، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشْكاة القرآن، وأحالهم على منطق يونان، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العريَّة عن البرهان، وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان، ومرت عليها القرون والأزمان، فانظر كيف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان والدين، كإخراج الشعرة من العجين)ا.هـ.
س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.

النوع الاول : تلاوة القران باللسان العربي فإن القران نزل على العرب الاقحاح فكان عليه الصلاة والسلام يتلو عليهم هذا القران بما فيه من الاساليب وانواع الخطاب والتهديد والوعيد ما جعله يؤثر فيهم ، فتارة يسلم سامعه لاول سماع لما يألفه ويجد فيه الحلاوة وصدق الحديث ، وتارة يسأل عن مشكل ومنهم من ينبهر وان لم يسلم ومنهم من يعاند ويستكبر .

النوع الثاني : بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم وما وقع له من حوادث اثناء دعوته بينه وبين مخالفيه فان كل ذلك مما يعين على فهم كتاب الله .

الثالث : بيانه عمليا ومن ذلك تفسيره للصلاة بفعله وتبيان كيفيتها فقد صح عنه قوله : (( صلوا كما رأيتموني اصلي )) وذلك تفسيرا لقوله تعالى : (( واقيموا الصلاة ))

الرابع : ما يكون بابتداء منه بتفسير بعض الايات كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني

الخامس : ما يكون جوابا عن اسئلة المخالفين والمخاصمين له عن بعض ما يوردوه من الشبه حول معاني القران .ومنه سؤالهم عن الروح .

السادس : ما يكون جوابا للمسلمين عن اسئلتهم كقوله تعالى : (( ويسألونك عن المحيض ))
وكسؤال أبي بكرٍ الصديق: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال: أي آيةٍ؟ قال: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} أفكل ما عملنا في الجاهلية نؤخذ به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكرٍ، رحمك يا أبا بكرٍ، ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك الأواء؟ قال: بلى. قال: فذاك الذي تجزون به). رواه ابن جرير.

السابع : تصحيح ما يقع من اخطاء ومنه حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} رواه البخاري .

الثامن : الاخبار عن المغيبات وما لا يدرك الا بالوحي ومنه حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.


س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟

ذكر الواقدي جوابا لذلك وعلله بعدة تعليلات منها
ان من قلت روايته كونه هلك ولم يحتج الى روايته كون ان الصحابة متوافرون ولم يحتاجوا الى ما يبينه لعلمهم وفقههم ، فهلكوا قبل ان يحتاج اليهم .
وان من اكثر من كبار الصحابة كعمر وعلي رضي الله عنهم كونهم احتاجوا الى ان يبينوا لانهم قضوا بين الناس وحكموا وطالت خلافتهم فاحتاجوا الى الرواية والاكثار ليعلموا الناس ويبينوا ان حكمهم هو حكم الله ورسوله وانه ليس بمحض اجتهادهم .
اما صغار الصحابة ومن كثرت روايته مع قلت صحبته كابي هريرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم لانهم سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم ومن اكابر الصحابة فحوت صدورهم علما كثيرا ، فلما عاشوا بعد موت كبار الصحابة وعايشوا التابعين ومن بعدهم وطال عمرهم فإنهم اكثروا الرواية وبلغوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لمن خلفهم ليتعلموا دين الله وليحفظوا السنة ويعتنوا بها
وكل ذلك ذكره الواقدي بقوله : (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم.
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين، وكانا يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمانه.
فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). أورده ابن سعد في طبقاته.

هذا وما كان صوابا فمن الله سبحانه ، وما اخطأت به فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
والله اعلم
وصلى الله وسلم عليه واله وصحبه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1438هـ/16-08-2017م, 08:53 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

المجموعة الثانية :

1- ما هي أبواب أصول التفسير ؟
الباب الأول : مقدّمات التفسير من التعريف بعلم التفسير ونشأته، وبدايات تدوينه، ومصادر التفاسير، ومناهج المفسّرين فيها، والاطّلاع ومعرفة تاريخ العلم الذي يُدَرّس ومراتب العلماء ومؤلّفاتهم فيه من الأصول المهمّة .
الباب الثاني : طرق التفسير والبحث فيه : كتفسير القرآن بالقرآن، تفسير القرآن بالسنّة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والسلف، والتابعين، والتفسير بالاجتهاد، وغيرها .
الباب الثالث : المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير، والعلوم التي يحتاجها المفسّر وطرق الاستفادة منها على وجه الاقتصاد .
الباب الرابع : الإجماع في التفسير وضوابطه، ومعرفته، وطرق تقريره، والتنبيه على علل دعاويه .
الباب الخامس : الخلاف في التفسير، وأنواعه ومراتبه، وطرق الجمع والترجيح والإعلال .
الباب السادس : تفسير اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم، وهو ما يُسمّى « الكلّيات التفسيرية »، ومن ذلك امثلة منها: قول ابن عباس: « كل سلطان في القرآن فهو حجة »، وقول قتادة : « كل قنوت في القرآن طاعة » .
الباب السابع : أصول دراسة مسائل التفسير وتحريرها، والبحث فيها عن أنواع المسائل التفسيرية وكيفية استخلاص الأقوال، وتخريج الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة، والتنبيه على بعض علل التفسير .
الباب الثامن : مسائل الخلاف القوي، وفيه يعتمد فيه المعلم إلى جُمل من مسائله في التفسير لتطبيق فيه أصول التفسير؛ عند شرحه للطالب كي يستفيد ويضبطها جيداً، وخاصة إن وُفّق المعلّم لاختيار الأمثلة المناسبة وتنوعّها؛ فيُسهّل على الطالب دراسة ما سواها من المسائل، فهذا الباب من أنفع الأبواب لطالب علم التفسير ، وقد أُفردت في هذا الباب مولّفات ومصنّفات منها :
- تفسير آية الميثاق، تفسير آية الإسراء، تفسير الباقيات الصالحات، ومنها أيضاً : تفسير قوله تعالى: { بل ادّارك علمهم في الآخرة }، وقوله تعالى: { قالوا إن هذان لساحران } وهذه المسائل فيها خلاف قوي عند أهل اللغة .
الباب التاسع : طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث، ومعرفة طالب العلم بأساليب تبليغ التفسير وإلقائه، والتعرّف على طرق العلماء في ذلك، فليس الأسلوب الذي يُلقى في مقام يناسب غيره من المقامات، فلكل حالة ما يناسبها، ولكل مقام مقالاً .
الباب العاشر : شروط تصدّر المفسّر، والآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها .



2- اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل .

النوع الأول : تفسير القرآن بالقرآن، وهذا النوع منه ما هو صريح ومنه مايدخله الاجتهاد؛ والذي يُعدّ من التفسير الإلهي هو ما يدل على المعنى صراحة من غير التباس كما في قوله تعالى: { والسماء والطارق • وما أدراك ماالطارق • النجم الثاقب }.
أما التفسير الاجتهادي للقران بالقرآن: فهو ما أصاب المجتهد مراد الله تعالى، وهو على أنواع كثيرة؛ منها :
تفسير اللفظ بلفظ أوضح منه، ومنه أيضاً تخصيص العام، وبيان المجمل، وتقييد المطلق؛ إلى غيرها من انواعه.
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي، وهو ورود في الأحاديث القدسية مايُبيّن مراد الله عزّ وجلّ ببعض ما ورد في كتابه، ومثال ذلك؛ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية [ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ] قال : قال الله عزّ وجلّ: ( أنا أهل أن أُتّقى، فمن اتّقاني فلم يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له ).
النوع الثالث: وهو ما نزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، وهذا النوع يعتبر من التفسير النبوي، وذلك لأن منشأه من الله سبحانه وتعالى، ولفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم .
النوع الرابع : البيان القدري لبعض معاني القرآن، والمقصود ما يقدّره الله جلّ وعلا من الأقدار التي تبيّن مراده، وما يأتي من تأويل كلامه عزّ وجلّ،
ويلحق هذا النوع بالبيان الإلهي، وهو تقدير الله أموراً يظهر بها معنى الآيات البينات الدالة على مراده؛ فقد يُخطئ ويتوهّم فيه مَن يُخطئ ويتوهّم، ويقع في مثل هذا النوع في شرح بعض الأحاديث النبوية؛ كحديث عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقاً؟ قال : ( أطولكم يداً )؛ فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يداً، فلما ماتت زينب علمما أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقاً به .
ومن هذا النوع أيضاً: ما وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أنّ المسلمين كانوا يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم: « أما إنهم سيغلبون ».


3- هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن ؟

نعم، لقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن، وبيّنه بياناً تاماً، بل وأقام الحجة على خلقه، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبيّن لهم فيُضلّ الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم }، إلّا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بيّنه على بياناً مفصّلاً على أنواع؛ فمنه ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وما وقع بينه وبين المخالفين والمجادلين، ومنه ما يكون بالعمل به، ومنه ما يكون في جواب أسئلة المشركين والمنافقين، وأسئلة ما أشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن وغيرها من الأنواع، وقد أمر اللّه سبحانه وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ماأُنزل إليه ليُقيم الحجة على أنّه قد بلّغ وأدّى ما أمره الله ببلاغه، وليُبيّن للناس ما نزل إليهم، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: « إنّ من القرآن ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ماتعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله. »


4- بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير .

لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم قائمين بما أمرهم الله خير قيام، مجتمعين على الحق والهدى، كما أثنى اللّه عليهم بقوله: { محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركّعاً سجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة مَثَلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً }، وقد كانت لهم مناقب وفضائل عظيمة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أصحابه القرآن، وأدّبهم بآدابه، وعلّمهم معانيه، وأرشدهم وزكّاهم، وعلّمهم الحكمة، إذ كان لصحبتهم ومعرفتهم بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام، ومشاركتهم فيها، ونزول القرآن وشهودهم وقائع التنزيل أثرٌ عظيم في معرفتهم بمعاني القرآن، فمنهم من كان له فضل عناية بتلقّي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه للصحابة وكثرة تلاوته كمعاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبي الدرداء وغيرهم، إضافة إلى أنّه كان للصحابة رضوان الله عليهم طرق في تعلّم التفسير وتدارس معاني القرآن وتعليمه؛ فمنها:
• طريقة القراءة والتفسير، عن عبد الله بن مسعود: « أنّه إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسّر لهم » .
• طريقة التدارس والتذاكر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكره الله فيمن عنده »، فقد كانت لهم مناقب ومكانة وفضائل عظيمة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أصحابه القرآن، وأدّبهم بآدابه، وعلّمهم معانيه، وأرشدهم وزكّاهم، وعلّمهم الحكمة، وكان لهذا التعليم أثر في تفهّمهم لمعاني القرآن، وحسن أخذهم له، وقيامهم بحقّه، وعملاً به، فلم يكن تعليم الصحابة للقرآن مقتصراً على مجرد أداء حروف، بل كانوا يعلّمون حروفه ومعانيه، والفقه في أحكامه، والإرشاد لمواعظه وزواجره وآدابه، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : « كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا »، واستمر الصحابة رضوان الله عليهم بانتهاج نهجه القويم، في حرصه على تعليم الناس علم التفسير، فهو أهم علم من بين العلوم الأخرى، لاتصاله بكتاب الله، قال تعالى: { وقرآناً فرقناه لتقرأه على مكث ونزّلناه تنزيلاً }، فرضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 11:44 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية :

1- ما هي أبواب أصول التفسير ؟
الباب الأول : مقدّمات التفسير من التعريف بعلم التفسير ونشأته، وبدايات تدوينه، ومصادر التفاسير، ومناهج المفسّرين فيها، والاطّلاع ومعرفة تاريخ العلم الذي يُدَرّس ومراتب العلماء ومؤلّفاتهم فيه من الأصول المهمّة .
الباب الثاني : طرق التفسير والبحث فيه : كتفسير القرآن بالقرآن، تفسير القرآن بالسنّة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والسلف، والتابعين، والتفسير بالاجتهاد، وغيرها .
الباب الثالث : المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير، والعلوم التي يحتاجها المفسّر وطرق الاستفادة منها على وجه الاقتصاد .
الباب الرابع : الإجماع في التفسير وضوابطه، ومعرفته، وطرق تقريره، والتنبيه على علل دعاويه .
الباب الخامس : الخلاف في التفسير، وأنواعه ومراتبه، وطرق الجمع والترجيح والإعلال .
الباب السادس : تفسير اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم، وهو ما يُسمّى « الكلّيات التفسيرية »، ومن ذلك امثلة منها: قول ابن عباس: « كل سلطان في القرآن فهو حجة »، وقول قتادة : « كل قنوت في القرآن طاعة » .
الباب السابع : أصول دراسة مسائل التفسير وتحريرها، والبحث فيها عن أنواع المسائل التفسيرية وكيفية استخلاص الأقوال، وتخريج الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة، والتنبيه على بعض علل التفسير .
الباب الثامن : مسائل الخلاف القوي، وفيه يعتمد فيه المعلم إلى جُمل من مسائله في التفسير لتطبيق فيه أصول التفسير؛ عند شرحه للطالب كي يستفيد ويضبطها جيداً، وخاصة إن وُفّق المعلّم لاختيار الأمثلة المناسبة وتنوعّها؛ فيُسهّل على الطالب دراسة ما سواها من المسائل، فهذا الباب من أنفع الأبواب لطالب علم التفسير ، وقد أُفردت في هذا الباب مولّفات ومصنّفات منها :
- تفسير آية الميثاق، تفسير آية الإسراء، تفسير الباقيات الصالحات، ومنها أيضاً : تفسير قوله تعالى: { بل ادّارك علمهم في الآخرة }، وقوله تعالى: { قالوا إن هذان لساحران } وهذه المسائل فيها خلاف قوي عند أهل اللغة .
الباب التاسع : طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث، ومعرفة طالب العلم بأساليب تبليغ التفسير وإلقائه، والتعرّف على طرق العلماء في ذلك، فليس الأسلوب الذي يُلقى في مقام يناسب غيره من المقامات، فلكل حالة ما يناسبها، ولكل مقام مقالاً .
الباب العاشر : شروط تصدّر المفسّر، والآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها .



2- اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل .

النوع الأول : تفسير القرآن بالقرآن، وهذا النوع منه ما هو صريح ومنه مايدخله الاجتهاد؛ والذي يُعدّ من التفسير الإلهي هو ما يدل على المعنى صراحة من غير التباس كما في قوله تعالى: { والسماء والطارق • وما أدراك ماالطارق • النجم الثاقب }.
أما التفسير الاجتهادي للقران بالقرآن: فهو ما أصاب المجتهد مراد الله تعالى، وهو على أنواع كثيرة؛ منها :
تفسير اللفظ بلفظ أوضح منه، ومنه أيضاً تخصيص العام، وبيان المجمل، وتقييد المطلق؛ إلى غيرها من انواعه.
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي، وهو ورود في الأحاديث القدسية مايُبيّن مراد الله عزّ وجلّ ببعض ما ورد في كتابه، ومثال ذلك؛ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية [ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ] قال : قال الله عزّ وجلّ: ( أنا أهل أن أُتّقى، فمن اتّقاني فلم يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له ).
النوع الثالث: وهو ما نزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، وهذا النوع يعتبر من التفسير النبوي، وذلك لأن منشأه من الله سبحانه وتعالى، ولفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم .
النوع الرابع : البيان القدري لبعض معاني القرآن، والمقصود ما يقدّره الله جلّ وعلا من الأقدار التي تبيّن مراده، وما يأتي من تأويل كلامه عزّ وجلّ،
ويلحق هذا النوع بالبيان الإلهي، وهو تقدير الله أموراً يظهر بها معنى الآيات البينات الدالة على مراده؛ فقد يُخطئ ويتوهّم فيه مَن يُخطئ ويتوهّم، ويقع في مثل هذا النوع في شرح بعض الأحاديث النبوية؛ كحديث عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقاً؟ قال : ( أطولكم يداً )؛ فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يداً، فلما ماتت زينب علمما أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقاً به .
ومن هذا النوع أيضاً: ما وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أنّ المسلمين كانوا يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم: « أما إنهم سيغلبون ».


3- هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن ؟

نعم، لقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن، وبيّنه بياناً تاماً، بل وأقام الحجة على خلقه، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبيّن لهم فيُضلّ الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم }، إلّا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بيّنه على بياناً مفصّلاً على أنواع؛ فمنه ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وما وقع بينه وبين المخالفين والمجادلين، ومنه ما يكون بالعمل به، ومنه ما يكون في جواب أسئلة المشركين والمنافقين، وأسئلة ما أشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن وغيرها من الأنواع، وقد أمر اللّه سبحانه وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ماأُنزل إليه ليُقيم الحجة على أنّه قد بلّغ وأدّى ما أمره الله ببلاغه، وليُبيّن للناس ما نزل إليهم، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: « إنّ من القرآن ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ماتعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله. »


4- بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير .

لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم قائمين بما أمرهم الله خير قيام، مجتمعين على الحق والهدى، كما أثنى اللّه عليهم بقوله: { محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركّعاً سجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة مَثَلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً }، وقد كانت لهم مناقب وفضائل عظيمة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أصحابه القرآن، وأدّبهم بآدابه، وعلّمهم معانيه، وأرشدهم وزكّاهم، وعلّمهم الحكمة، إذ كان لصحبتهم ومعرفتهم بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام، ومشاركتهم فيها، ونزول القرآن وشهودهم وقائع التنزيل أثرٌ عظيم في معرفتهم بمعاني القرآن، فمنهم من كان له فضل عناية بتلقّي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه للصحابة وكثرة تلاوته كمعاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبي الدرداء وغيرهم، إضافة إلى أنّه كان للصحابة رضوان الله عليهم طرق في تعلّم التفسير وتدارس معاني القرآن وتعليمه؛ فمنها:
• طريقة القراءة والتفسير، عن عبد الله بن مسعود: « أنّه إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسّر لهم » .
• طريقة التدارس والتذاكر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكره الله فيمن عنده »، فقد كانت لهم مناقب ومكانة وفضائل عظيمة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أصحابه القرآن، وأدّبهم بآدابه، وعلّمهم معانيه، وأرشدهم وزكّاهم، وعلّمهم الحكمة، وكان لهذا التعليم أثر في تفهّمهم لمعاني القرآن، وحسن أخذهم له، وقيامهم بحقّه، وعملاً به، فلم يكن تعليم الصحابة للقرآن مقتصراً على مجرد أداء حروف، بل كانوا يعلّمون حروفه ومعانيه، والفقه في أحكامه، والإرشاد لمواعظه وزواجره وآدابه، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : « كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا »، واستمر الصحابة رضوان الله عليهم بانتهاج نهجه القويم، في حرصه على تعليم الناس علم التفسير، فهو أهم علم من بين العلوم الأخرى، لاتصاله بكتاب الله، قال تعالى: { وقرآناً فرقناه لتقرأه على مكث ونزّلناه تنزيلاً }، فرضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الدرجة: أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 11:38 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الراوي مشاهدة المشاركة
بسم الله وصلى الله وسلم على نبيه ومولاه :
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى أصول التفسير؟ وما أهمّ المؤلفات فيه؟

اصول التفسير باعتبار مفرداتها مكونة من كلمتين ( اصول ) ( التفسير )
فالاول : اصول : والاصل هو ما يبنى عليه الشيء ومنه اصل الجدار واصل الشجرة .
الثاني : التفسير : هو الايضاح والبيان .
اما باعتبار الكلمتين معا : فهو العلم الذي يُعنى بدراسة التفسير وطرقه ويشمل كل مرحلة تمر بها المسألة التفسيرية سواء معرفة اصلها ووصولا الى نتيجة البحث والدراسة لهذه المسألة ، وكيفية تأديتها للمتلقن .
كما تطلق هذه اللفظة ويراد بها : مصادر التفسير ، وطرقه ، وقواعده ، والحدود الضابطة لهذا الفن ، والمسائل الكبرى التي يُبنى ويتفرع منها مسائل أخرى ، كما أنها تطلق على بعض التفاسير باعتبار شمولها وسعتها مقارنة بنظيراتها من الكتب المختصرة .
وأهم مؤلفات هذا العلم :
1- كتاب البرهان لبدر الدين الزركشي
2- مواقع العلوم للبلقيني .
3- والتيسير في قواعد التفسير لمحمد بن سليمان الكافيجي .
4- كتاب التحبير في علوم التفسير للسيوطي
5- الاتقان للسيوطي وهو افضلها .
6- رسالة من كتابه النُقابة وشرحه إتمام الدراية
7- والتكميل في أصول التأويل للشيخ عبد الحميد الفراهي
8- والقواعد الحسان للسعدي
9- ومقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي
10- مقدمة التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
كما ان لعلماء العصر الحديث جهود في هذا الفن تتلخص بشرح تلك الكتب والتعليق عليها وكذلك في التأليف في هذا الفن ، ومن اشهرها شروح الشيخ ابن عثيمين وابن جبرين وآل الشيخ وخالد السبت ومسارع الطيار . والشيخ الشثري وغيرهم .

س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
وذلك لعدة امور منها
أنهم أرادوا بذلك ان يبينوا أن الله تعالى أنزل كتابه وبينه وفسره بحيث يهدي من اتبع سبيله الى دار السلام والى اليقين وانه عصمة من الاهواء والباطل وان يرجعوا اليه عند التنازع ولا يلتفتوا الى غير ذلك من العلوم الباطلة ككتب الملاحدة والمتكلمين وسائر طوائف اهل البدع ، ويقتصر طالب العلم على ما ورد من علوم الشرع والتفسير الالهي والنبوي واللغة العربية وما ورد عن السلف في بيانه ، فاذا اقتصر طالب العلم على هذا قطع على اهل الشبهات شبهاتهم من تقديم العقل على النقل وادعائهم ان للقران ظاهر وباطن وظواهر لفظية لا تفيد اليقين وغيرها من الشبه .
ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه العلوم غير النافعة كما صح في حديث زيد بن علقمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)) رواه مسلم.
قال ابن القيّم في شأن اهل الباطل : (ومن كيد [الشيطان] بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين: أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، وأوحى إليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج الفلسفية والطرق الكلامية، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشْكاة القرآن، وأحالهم على منطق يونان، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العريَّة عن البرهان، وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان، ومرت عليها القرون والأزمان، فانظر كيف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان والدين، كإخراج الشعرة من العجين)ا.هـ.
س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.

النوع الاول : تلاوة القران باللسان العربي فإن القران نزل على العرب الاقحاح فكان عليه الصلاة والسلام يتلو عليهم هذا القران بما فيه من الاساليب وانواع الخطاب والتهديد والوعيد ما جعله يؤثر فيهم ، فتارة يسلم سامعه لاول سماع لما يألفه ويجد فيه الحلاوة وصدق الحديث ، وتارة يسأل عن مشكل ومنهم من ينبهر وان لم يسلم ومنهم من يعاند ويستكبر .

النوع الثاني : بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم وما وقع له من حوادث اثناء دعوته بينه وبين مخالفيه فان كل ذلك مما يعين على فهم كتاب الله .

الثالث : بيانه عمليا ومن ذلك تفسيره للصلاة بفعله وتبيان كيفيتها فقد صح عنه قوله : (( صلوا كما رأيتموني اصلي )) وذلك تفسيرا لقوله تعالى : (( واقيموا الصلاة ))

الرابع : ما يكون بابتداء منه بتفسير بعض الايات كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني

الخامس : ما يكون جوابا عن اسئلة المخالفين والمخاصمين له عن بعض ما يوردوه من الشبه حول معاني القران .ومنه سؤالهم عن الروح .

السادس : ما يكون جوابا للمسلمين عن اسئلتهم كقوله تعالى : (( ويسألونك عن المحيض ))
وكسؤال أبي بكرٍ الصديق: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال: أي آيةٍ؟ قال: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} أفكل ما عملنا في الجاهلية نؤخذ به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكرٍ، رحمك يا أبا بكرٍ، ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك الأواء؟ قال: بلى. قال: فذاك الذي تجزون به). رواه ابن جرير.

السابع : تصحيح ما يقع من اخطاء ومنه حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} رواه البخاري .

الثامن : الاخبار عن المغيبات وما لا يدرك الا بالوحي ومنه حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.


س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟

ذكر الواقدي جوابا لذلك وعلله بعدة تعليلات منها
ان من قلت روايته كونه هلك ولم يحتج الى روايته كون ان الصحابة متوافرون ولم يحتاجوا الى ما يبينه لعلمهم وفقههم ، فهلكوا قبل ان يحتاج اليهم .
وان من اكثر من كبار الصحابة كعمر وعلي رضي الله عنهم كونهم احتاجوا الى ان يبينوا لانهم قضوا بين الناس وحكموا وطالت خلافتهم فاحتاجوا الى الرواية والاكثار ليعلموا الناس ويبينوا ان حكمهم هو حكم الله ورسوله وانه ليس بمحض اجتهادهم .
اما صغار الصحابة ومن كثرت روايته مع قلت صحبته كابي هريرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم لانهم سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم ومن اكابر الصحابة فحوت صدورهم علما كثيرا ، فلما عاشوا بعد موت كبار الصحابة وعايشوا التابعين ومن بعدهم وطال عمرهم فإنهم اكثروا الرواية وبلغوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لمن خلفهم ليتعلموا دين الله وليحفظوا السنة ويعتنوا بها
وكل ذلك ذكره الواقدي بقوله : (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم.
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين، وكانا يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمانه.
فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). أورده ابن سعد في طبقاته.

هذا وما كان صوابا فمن الله سبحانه ، وما اخطأت به فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
والله اعلم
وصلى الله وسلم عليه واله وصحبه
زادك الله إحسانا وتوفيقا ونفع بك.
نأسف لخصم نصف درجة للتأخير.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir