دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو القعدة 1438هـ/6-08-2017م, 03:14 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الحادي والعشرون

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع 21)

*نأمل من طلاب المستوى الأول الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1438هـ/8-08-2017م, 10:55 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

البيان الالهي للقران الاثنين 15/11/1438
- اول بيان للقران هو من الله سبحانه تكفل الله ببيانه وتفضيله قال تعالى " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا" حم والكتاب المبين "وهو قسم انه يبين بعضه بعضا, وجعله الله هاديا فرقانا بين الحق والباطل , عصمة من الضلالة , " ولقد يسرنا القران للذكر ".
# انواع البيان الإلهي للقران :-
1- تفسير القران بالقران : فمنه ما هو صريح , ومنه ما هو اجتهاد .
مثل " والسماء والطارق..." والاجتهادي قد يصيب او يخطئ ,ومن انواعه: تفسير احدى القراءات لغيرها , وبيان المجمل وتقييد المطلق , وتخصيص العام .

# افادة البيان الالهي باليقين في ابواب الدين :-
- اهداف الافادة باليقين :
1- الهداية للحق.
2- العصمة من الضلالة .
- اسباب تقرير الافادة لليقين :
1- تبصير طالب العلم بأحوال تحضنه من ضلالات الطوائف المنحرفة كالفلاسفة والمتكلمون والرافضة والصوفية.
2- الحذر من شبهات الطعن في بيان القران ودلالته على اليقين , او تأويله حسب رغباتهم واهوائهم وباطلهم مثل : زعم ان نصوص الكتاب والسنه ظواهر لفظية لا يمكن فهم المراد منها إلا بالتحاكم إلى ما سموه القواطع العقلية , ثم اجترؤوا على القول بتقديم العقل على النقل .
- سبب وقوعهم في ذلك :
اعراضهم عن اتباع هدى الله وطاعة رسوله ومخالفتهم لتلقي قبول خطاب الله بالقبول والتعظيم .

  #3  
قديم 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م, 10:11 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

البيان النبوي للقرآن الثلاثاء 16/11/ 1438هـ
نزل القران على افصح العرب لسانا, قال تعالى " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"
البلاغ االمبين : هو الذي يعقل معناه ويعرف مراد صاحبه , وتقوم به الحجة .
وبعث الرسول في امة امية , اولو فصاحة وبيان , وانزل القران بلسان عربي ليعقلوا معاني القران ويتدبروا بلسان عربي مبين .
" وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم " فقام رسول الله بالبيان ودعا على بصيرة وبشر وانذر وكشف الشوبهات ودحض الباطل .
بدأ رسول الله بعشيرته ودعاهم للتوحيد وأمتثال الاوامر وتحكيم الشرع , فكان يتلوا القران ويدعوهم ويقيم الدين .


# انواع البيان النبوي للقران .
1- تلاوة القران بلسان عربي فيظهر أثره عليهم، وينبهر فصاحته ، وقد يسلم لمجرد ذلك ومنهم من يسأل .
2- بيان القران لمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم ، وماوقع له من خصومات ومجادلات ودحضه لهم ، فأن حقا دعوة النبي تعين على فهم القرآن .
3- بيان القران بالعمل به، مثل" صلوا كما رأيتموني أصلي "
4- بيان القرآن من خلال ابتداء النبي تفسير بعض الايات وبيان المراد منها ،مثل " فأنزل الله سكينتة على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى " قال لا اله الا الله "
5- جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن معاني القران او الشبه.
6- جواب مايشكل على المسلمين من المعاني
7- تعليم الصحابة وتنبية من أخطا منهم مثل حديث " الا أعلمكم أعظم سورة في القرآن ؟ فقال :الحمد لله رب العالمين

هل فسر النبي جميع آيات القرآن :
قال تعال " وأنزلنا اليك الذكر لتبين لناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون " - فقد بين النبي ما أنزل اليه من ربه بيان تام ، رضيه الله سبحانه وأقام به الحجة على خلقه ، لكن بيانه على أنواع كما سبق، ولا يقتضي أن يستغرق كل نوع منها جميع القرآن بل يكفي ان يحصل بمجموع تلك ، الانواع بيان شامل ، وان تفاوت الناس بمعرفة وادراكه
اما حديث عائشة: ما كان النبي يفسر شيئان من القران الا آتى بعدد علمهن أياه جبريل " فحديث منكر غريب وحمله بن جرير على ما لا يعلم الا بالتوقيف من أمور الغيب مما علمه جبريل .

  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1438هـ/11-08-2017م, 06:45 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

الأحد 14/11/1438
أصول التفسير
معنى أصول التفسير
لغه : الأصول : جمع أصل وهو ما يبنى عليه الشئ
أصول التفسير : وهي الأصول التي ينى عليها علم التفسير ، ويشمل دراسة جميع مراحل المسألة التفسيرية ، بدءا من أصول المسائل التفسيرية إلى النتائج تلك الدراسة ، وكيف يودي تفسيره للمتلقين.
أبواب أصول التفسير :
1- مقدمات التفسير : تعريف التفسير ونشأته ، وبديات تدريبه وتدرج التأليف فيه ومصادر التفسير وأنواعها ، ومناهج المفسرين إجمالا.
2- طرق التفسير : تفسير القرآن بالقرآن ، والقرآن بالسنه ، والقران بأقوال السلف ، وبلغة العرب ، وبالاجتهاد والخلاف في التفسير.
3- أدوات المفسر : وهي المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسر على دراسة مسائل التفسير " اللغه ، البلاغة ..
فوائد دراسة أصول التفسير:
1- التمكين من معرفة مصادر التفسير وطرقه .
2- التعرف على أصول المسائل التفسرية وطرقها.
3- التعرف على طرق من الإجماع زالخلاف ومراتبه
نشأه علم أصول التفسير :
- نشأ علم التفسير ، وفي القرآن آيات تدل على أهميته والعناية به.
هدى النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير القرآن اشتمل أصوله.
# المولفات في أصول التفسير :
1- البرهان ،للزركشي
2- مواقع العلوم ، للبلقيني
3-التيسير للكافيحي
4-التجبير، للسيوطي
5-القواعد الحسان لابن سعدي
6- مقدمة التحرير والتنوير

  #5  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 12:46 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

دراسة التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم :
الاربعاء 17/11/1438
_ ان تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة القران وبيان معانيه له اثر عظيم في فهمهم لمعاني القران الكريم ودلالاته .
_ قام الصحابة بنشر معاني القران بحقه تحملا وأداء لألفاظة ومعانيه .
_ قد رضى الله عنهم قال تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء .....".
# أسباب تميز الصحابة بمعرفة التفسير ومعانيه :
1- صحبة النبي صلى الله عليه وسلم .
2- شهود وقائع التنزيل .
3- معرفتهم بدعوة الرسول ومشاركتهم فيها .
4- نزول القران بلسانهم , وما يعهدونه من فنون الخطابة _ كان منهم قضاة وقراء وفقهاء ومعلمين .
_ بعضهم طالت صحبته مع الرسول في اسفاره وغزواته .
_ ومنهم من اختص بخواص شؤونه كأزواجه ومواليه.
_ ومنهم من أخذ القران مشافهة من الرسول وعلم الصحابة , كأبي , وأبن مسعود .
# طرق الصحابة في تعليم التفسير ومعانيه .
1- طريقة الإقراء والتعليم : _ عن عبد الله بن مسعود " كان الرجل اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزها حتى يعرف معانيها والعمل بها ".
2- طريقة القراءة والتفسير : عن عبد الله بن مسعود " انه كان اذا اجتمع اليه اخوانه نشروا المصحف , فقرؤوا فسر لهم " .
3- طريقة السؤال والجواب :
_ يسأل العالم أصحابه , فإن أصابوا أقرهم , وإن أخطأوا صحح لهم , مثل : _ حديث ابن عباس عندما سأل عمر أشياخ عمر برر عن قوله " إذا جاء نصر الله والفتح ..." فقالوا أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا ....".
# سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم :
1- انهم هلكوا قبل أن يحتاج اليهم .
2- كثرة الرواية عن عمر وعلي لأنهما وليا فستلا وقضيا بين الناس .
3-ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ,
4- لانهم الاحداث بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس اليهم .
5- بعض اكابر الصحابة لم يحتج اليه لكثرة اصحاب رسول الله .

  #6  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 06:40 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

مقدمات فى أصول التفسير:
أصول التفسير هي الأصول التي يُبنى عليها علم التفسير، وهذا يشمل جميع مراحل دراسة المسألة التفسيرية
ولذلك يطلق على مصادر التفسير وطرق تاتفسير وبعض قواعد التفسير والحدود الضابطة لمنهج الاستدلال وبعض كتب التفسير
أبواب أصول التفسير:
1- مقدمات التفسير
2- طرق التفسير
3-أدوات المفسر
4- الاجماع فى التفسير
5- الخلاف فى التفسير
6-الكليات التفسيرية، والمراد بها أن يفسر اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم
7- أصول دراسة مسائل التفسير
8- مسائل الخلاف القوى
9- أساليب التفسير
10- شروط المفسر وآدابه

  #7  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 06:48 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

البيان الإلهى للقرآن:
أنواعه:
1- تفسير القرآن للقرآن
منه الصريح( وما أدراك ما الطارق. النجم الثاقب) ومنه الاجتهادى وهو ما يقوم به المفسر
وهو على أنواع كثيرة كتفسير قراءة من القراءات ومنه تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، ومنه بيان المجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام؛ إلى غير ذلك من أنواعه
2-تفسير القرآن بالحديث القدسي
3- التفسير النبوى
4-البيان القدري لبعض معاني القرآن
وهو ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ
و البيان الإلهي للقرآن مفيد لليقين، هادٍ للحقّ، عاصم لمن اتّبعه من الضلالة، لا يقدح في حسن بيانه إلا ضالّ مضلّ.

  #8  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 06:57 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

البيان النبوي للقرآن
أنواعه:
1- تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين
2- ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وما وقع بينه وبين المخالفين من الخصومات والمجادلات
3-ما يكون بيانه بالعمل به؛ كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم
4- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الآيات ( كلمة التقوى قال: لا إله إلا الله)
5-جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن
6-جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن. ( يا أخت هارون) قال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم، والصالحين قبلهم»
7- تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى حديث أبي سعيد بن المعلى «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد»
8- التفسير المتلقّى بالوحي عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}

وقد كان بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع سبق تفصيلها، ولا يقتضي ذلك أن يستغرق كلّ نوع منها جميع آيات القرآن؛ بل يكفي أن يحصل بمجموع تلك الأنواع بيان شامل، وإن تفاوت الناس في معرفته وإدراكه
قال ابن كثير: (وهذا تأويل صحيح لو صح الحديث؛ فإن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله، كما صرح بذلك ابن عباس).

  #9  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 07:07 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

دراسة التفسير عند الصحابة
طرقه:
1: طريقة الإقراء والتعليم.عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
-2: طريقة القراءة والتفسير
3: طريقة السؤال والجواب: يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:تفسير ابن عباس ل (إذا جاء نصر الله والفتح) فى حضرة عمر بن الخطاب مع أشياخ بدر
4: طريقة التدارس والتذاكر
5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.
6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن. كما ردوا على قدامة بن مظعون بآية {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ}
7: الدعوة بالقرآن وقد قال الله تعالى: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}
8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم
9: إجابة السائلين عن التفسير
10: اجتهاد الرأي وذلك إذا لم يجدوا نصّاً، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب
سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم:
ال محمد بن عمر الواقدي: (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون........فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). أورده ابن سعد في طبقاته.

  #10  
قديم 21 ذو القعدة 1438هـ/13-08-2017م, 01:52 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الأحد 14 / 11 / 1438 هـ - مقدمات في أصول التفسير
- معنى أصول التفسير هي الأصول التي يُبنى عليها علم التفسير ، ويشمل جميع مراحل دراسة المسألة التفسيرية بدءاً من أصول التعرف على المسائل التفسيرية إلى ما يخلص به الدارس من نتيجة دراسته لتلك المسألة ، وطريقة تفسيره .
- الكتابة الجامعة لأبواب أصول التفسير والمحررة لمسائله عزيزة المنال ، ولذلك عُدّ هذا العلم -على كثرة ما ألّف فيه- من العلوم التي ما تزال قابلة للجمع والإضافة والتحرير .
- أهمّ ما ينبغي أن يُدرس في هذا العلم الأبواب التالية :
الباب الأول : مقدّمات التفسير من التعريف بعلم التفسير ونشأته وبدايات تدوينه ، وتدرّج التأليف فيه ، ومصادر التفاسير وأنواعها ومناهج المفسّرين فيها على وجه الإجمال ، مع معرفة الدارس بتاريخ العلم الذي يدرسه ومصادر استمداده ومراتب علمائه ومؤلفاتهم فيه على وجه الإجمال من الأصول المهمّة لإحسان دراسة ذلك العلم .
الباب الثاني : طرق التفسير ، ويبحث فيه تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وتفسير القرآن بلغة العرب ، والتفسير بالاجتهاد ، والخلاف في التفسير بالإسرائيليات .
الباب الثالث : أدوات المفسّر وهي المعارف والمهارات التي يستعين بها المفسّر على دراسة مسائل التفسير .
الباب الرابع : الإجماع في التفسير، ويدرس فيه ضوابط الإجماع في التفسير ، ومصادر معرفته ، وطرق تقريره ، والتنبيه على علل دعاوى الإجماع .
الباب الخامس : الخلاف في التفسير ، وأنواعه ومراتبه ، وطرق الجمع والترجيح والإعلال .
الباب السادس : الكليات التفسيرية ، والمراد بها أن يفسر اللفظ بمعنى واحد في جميع مواضع وروده في القرآن الكريم ، فبعض الألفاظ قد تحتمل في اللغة أكثر من معنى ، ولكن دلَّ استقراء معاني ورود هذا اللفظ في القرآن أنه لا يراد به إلا معنى واحد ، ولذلك أمثلة :
منها قول ابن عباس رضي الله عنهما : (كل سلطان في القرآن فهو حجة) وقول ابن عيينة رحمه الله : (ما سمى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً) وقول الضحاك بن مزاحم رحمه الله : (كل كأس في القرآن فهو خمر) وقول أبي العالية الرياحي رحمه الله : (الأليم الموجع في القرآن كله) وقول قتادة رحمه الله : (كل قنوت في القرآن طاعة) .
الباب السابع : أصول دراسة مسائل التفسير ، ويبحث فيه أنواع المسائل التفسيرية ، ومصادر بحث كلّ نوع منها ، وطرق اختيار المراجع ، وكيفية استخلاص الأقوال ، ومراتب التحقق من صحة نسبة الأقوال المنسوبة إلى الصحابة والتابعين ، وتخريج الأقوال اللغوية ، والفرق بين الأقوال المنصوصة والأقوال المستخرجة ، وطرق جمع الأدلة والمرجّحات وتمييزها ، وتحرير المسألة التفسيرية ، والتنبيه على بعض علل التفسير .
الباب الثامن : مسائل الخلاف القوي ، وهذا الباب من أنفع الأبواب لطالب علم التفسير ؛ لأنّ ما سبق من الأبواب يجمعها وصف التأصيل والتنظير والتمثيل اليسير ، وهذا الباب يعمد فيه المعلّم إلى جُمل من مسائل الخلاف القوي في التفسير فيشرحها للطالب شرحاً يطبّق فيه أصول التفسير ؛ فيستفيد الطالب بالتطبيق والدراسة على أصعب ما في مسائل التفسير ؛ حتى يضبطها جيّداً بإذن الله تعالى .
الباب التاسع : أساليب التفسير والمراد بها طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين ، وتقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين ومقام الحديث ؛ فطالب علم التفسير إذا تأهّل لتدريسه والدعوة إلى الله بما تعلّمه من مسائل التفسير ؛ ينبغي له أن يتعرّف على أساليب العلماء في تأدية التفسير ؛ فليس كلّ ما يُقرر لطلاب العلم يصلح أن يُلقى إلى العامة ، وليس الأسلوب الذي يلقى في مقام يناسب غيره من المقامات ؛ فلكل مقام مقال ، ولكلّ حالة ما يناسبها .
الباب العاشر : شروط المفسّر وآدابه ، ويبحث في هذا الباب شروط تصدّر المفسّر ، والآداب الواجبة والمستحبة التي ينبغي للمفسّر أن يحسن معرفتها ويفقه مسائلها .
- علم أصول التفسير من العلوم الشريفة النافعة ، ولدراسته فوائد جليلة يمكن إجمال أهمها فيما يلي :
1: إمداد الدارس بما يتمكّن به من معرفة مصادر التفسير وطرقه .
2: تعريف الدارس بأصول التعرف على المسائل التفسيرية وطرق دراستها .
3: تعريف الدارس بطرق معرفة الإجماع والخلاف ومراتب الخلاف، وطرق الجمع والترجيح والتعليل والرد .
4: تبصير الدارس بالأصول الضابطة لصحّة منهجه في التفسير ، وما يقبل فيه الاجتهاد، وما لا يُقبل .
5: التعرف على الأدوات العلمية التي يتمكن بها من قياس جودة دراسته لمسائل التفسير ، ومعرفة مواضع الخلل والتقصير ، ومواضع الإجادة والإحسان .
6: التمرّن على أساليب التفسير والتعرف على طرق تبليغ معاني القرآن الكريم والدعوة إلى الله تعالى بما تعلّمه من التفسير .
7: تعريف الطالب بالشروط التي يجب أن تتحقق فيه قبل التصدّر للتفسير ، والآداب التي عليه أن يتحلّى بها .
- نشأ علم أصول التفسير في أصله مع علم التفسير ؛ فكان في كتاب الله تعالى من التنبيه على أصول مهمّة للهداية إلى معرفة مراد الله تعالى ، والاهتداء بكتابه ، وكيف تحيا به القلوب ، وتستنير به الأبصار ، وتنشرح به الصدور ، وتُنال به العاقبة الحسنة ما ينبغي لطالب علم التفسير أن يقدره حقّ قدره ويعتني به حقّ العناية ، وتدبّر طالب العلم للآيات التي لها صلة بهذا المعنى نافع جداً ، وعليه فإنه لا يكاد يخلو باب من أبواب أصول التفسير من هدى يُقتبس من الكتاب والسنة .
- كان تلقي الصحابة لعلم التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم تلقياً قائماً على أصول محكمة ، وآداب جليلة ، ورعاية نبوية كريمة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم خير معلّم للتفسير ، وكان أصحابه خير التلاميذ والأصحاب ، أطهر الأمّة قلوباً ، وأزكاهم نفوساً ، وأفصحهم لساناً ، وأحسنهم فهماً ، وأصلحهم عملاً -رضي الله عنهم وأرضاهم- .
- كان من يطلب علم التفسير من التابعين يتلقّى تلك الأصول من الصحابة رضي الله عنهم مع ما يتلقّاه من التفسير ، وكانت تلك الأصول تدرك بأحد طريقين :
الأول : ما أثر عنهم من الآثار التي فيها تنبيه على جمل من أصول التفسير .
الطريق الثاني: أن يصحب التلميذ أحدهم مدّة حتى يتعلّم منه تلك الأصول مع ما يتعلّمه من مسائل التفسير ، كما يتعلّم الهدي والعمل .

  #11  
قديم 21 ذو القعدة 1438هـ/13-08-2017م, 02:10 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الاثنين 15 / 11 / 1438 هـ - البيان الإلهي للقرآن
- أول بيان للقرآن هو بيان منزّله جلّ وعلا ، وهو تعالى الأعلم بمراده ، وقد تكفّل ببيانه ، ويسّره للذكر ، وأحكمه وفصلّه ، وجعله بيانا وهدى وشفاء لما في الصدور {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه} {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}
- البيان الإلهي للقرآن على أربعة أنواع :
النوع الأول : تفسير القرآن للقرآن ، وهذا النوع منه ما هو صريح ومنه ما يدخله الاجتهاد ، والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس ، كما في قول الله تعالى : {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب} ففسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب ، وأما التفسير الاجتهادي للقرآن بالقرآن فما أصاب فيه المجتهد مراد الله تعالى ، فقد وفق فيه لبيان الله للقرآن بالقرآن ، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن .
وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة ؛ فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها ، وقد قال مجاهد بن جبر رحمه الله : (لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت) ومنه تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح ، ومنه بيان المجمل ، وتقييد المطلق ، وتخصيص العام ، إلى غير ذلك من أنواعه التي تبحث في طرق التفسير .
النوع الثاني : تفسير القرآن بالحديث القدسي ، وهو أن يرد في الأحاديث القدسية ما يبيّن مراد الله جلّ وعلا ببعض ما ورد في كتابه .
النوع الثالث : ما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن ، ومن ذلك الأخبار عن المغيّبات وتفصيل ما لا يُدرك إلا بتوقيف من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهذا منشؤه من الله تعالى ، ولكن لأجل أن لفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم جرى استعمال أهل العلم على اعتباره من التفسير النبوي .
النوع الرابع : البيان القدري لبعض معاني القرآن ، ويلحق بالبيان الإلهي ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده ؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم ، وأخطأ فيه من أخطأ.
وفي كل نوع من هذه الأنواع مسائل وتفصيل ، وإنما المراد هنا بيان أن أوّل نشأة علم التفسير كانت ببيان الله تعالى للقرآن ، وأجلّ ذلك ما تضمنه القرآن من الفصاحة والبيان ، وتيسيره للذكر والاعتبار ، وتفسير بعضه لبعض .
- القرآن يصدّق بعضه بعضاً ، يأتلف ولا يختلف ، وما أُجمل منه في موضع بيّن في موضع آخر ، أو أحيل إلى بيانه .
وقد أنزل الله تعالى كتابه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ويهديهم إلى صراطه المستقيم ، وقد أحكم الله آياته وفصّلها وبيّنها ليتدبّرها من تبلغه ويتفكّر فيها ، وأمر بتدبّر آياته ، فقال تعالى : {أفلا يتدبرون القرآن} وقال : {أفلم يدبروا القول} وقال : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
وما كان الناس لينتفعوا بتدبّره لولا ما فيه من البيان والهدى ، ولا سيما في القضايا الكبار التي تكرر بيانها والتأكيد عليها من توحيده جل وعلا واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بالبعث بعد الموت ، والحساب والجزاء ، والجنة والنار ، والتصديق بما أخبر الله به ، والتفكّر فيما ضربه من الأمثال {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}.
- البيان الإلهي للقرآن مفيد لليقين ، هادٍ للحقّ ، عاصم لمن اتّبعه من الضلالة ، لا يقدح في حسن بيانه إلا ضالّ مضلّ ، وسبب تقرير ما تقدّم من بيان الله تعالى للقرآن بأدلّته وأنواعه وأمثلته وبعض تفصيله والتأكيد على إفادته للهدى واليقين : تبصير طالب العلم بأصول تحصّنه من ضلالات طوائف ممن خالفوا في هذا الباب من الفلاسفة والمتكلمين وطوائف من الرافضة والصوفية وغيرهم ، فلهؤلاء شبهات كثيرة في محاولة الطعن في بيان القرآن ، ودلالته على اليقين في أبواب الدين، حتى يمكنهم أن يتأوّلوه على ما يريدون من باطلهم؛ حتى إنّ منهم من زعم أن نصوص الكتاب والسنة ظواهر لفظية لا يمكن فهم المراد منها إلا بالتحاكم إلى ما سمّوه القواطع العقلية ، حتى اجترؤوا على القول بتقديم العقل على النقل.
قال ابن القيّم رحمه الله في شأن هؤلاء وكان لهم صولة وأتباع : (ومن كيد [الشيطان] بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين : أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين ، وأوحى إليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج الفلسفية والطرق الكلامية ، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشْكاة القرآن ، وأحالهم على منطق يونان ، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العريَّة عن البرهان ، وقال لهم : تلك علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان ، ومرت عليها القرون والأزمان ، فانظر كيف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان والدين ، كإخراج الشعرة من العجين)ا.هـ.
وسبب وقوعهم في هذه الفتنة هو إعراضهم عن اتّباع هدى الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالفتهم لما يجب أن يتلّقى به خطابه جلّ وعلا من القبول والتعظيم، والتدبّر والتفكّر، والانقياد والتسليم { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .

  #12  
قديم 21 ذو القعدة 1438هـ/13-08-2017م, 02:27 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الثلاثاء 16 / 11 / 1438 هـ - البيان النبوي للقرآن
- أنزل الله عزّ وجلّ كتابه الكريم على أفصح العرب لساناً ، وأحسنهم بياناً ، وأصدقهم حديثاً ، وأعظمهم نصحاً ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يبلّغه البلاغ المبين {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.
وقد بعث الله نبيّه في أمّة أميّة ، عربٍ أقحاح ، أولي فصاحة وبيان ، ومعرفة بفنون الخطاب وأساليبه ، ودلائله ولوازمه ، وأنزل القرآن بلسان عربي مبين ، ليعقلوا معاني خطاب الله لهم ، ويعرفوا مراده ، وليدبّروا آياته ، وليتفكروا فيما صرّف لهم فيه ، ويعقلوا ما ضرب لهم من الأمثال ، حتى يتبصروا به ويهتدوا ،
قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}
وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بما أمره به ربّه خير قيام ، فدعا إلى الله على بصيرة ، وتلا عليهم آياته ، وبيّن لهم أحسن البيان ، وبشّر وأنذر ، ووعظ وذكّر ، وكشف شبهات المشبّهين ، ودحض حجج المبطلين ، وجاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه اليقين .
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)}.
وقال تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}
فكانت العرب في جاهلية جهلاء ، وعماية عمياء ، من الضلال والشقاء ، يعبدون الأصنام ، ويرتكبون الآثام ، ويكذبون بالبعث والنشور ، والحساب والجزاء ، والجنة والنار ، وكان فيهم بقايا من أهل الحنيفية الأولى ، وفي مواضع من جزيرة العرب بقايا من اليهود والنصارى والمجوس .
فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعشيرته الأقربين ، فدعاهم إلى ما أمر الله به من التوحيد وطاعة الرسول واتباع ما أنزل الله في كتابه ، والتسليم لحكمه ، والتصديق بوعده ، وامتثال أمره واجتناب نهيه ، وتحكيم شرعه ، وتلا عليهم آيات الله المبيّنات ، وبشرهم وأنذرهم ، ونصح لهم في دعوته ، وبيّن لهم ما وعد الله به المؤمنين من الثواب ، وما أعدّه للكافرين من العقاب .
وكان لأهل الجاهلية شبهات ومعارضات ؛ فكانت تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن فيها بيان ما يحتاجون إليه من كلّ ذلك ، وكان النبي صلى الله عليهم وسلم يبيّن لهم ما أنزل الله إليه بيانا شافياً كافياً بتلاوته الحسنة البيّنة ، وبدعوته الظاهرة القيّمة ، وبعمله صلى الله عليه وسلم بما أنزل الله إليه وإقامته للدين ، وتخلّقه بأخلاق القرآن ، وتأدّبه بآدابه ، وبجوابه لمن أشكل عليه شيء من معاني ما أنزل الله، وبردّه لحجج المبطلين ، وتفنيده لمزاعم المعارضين .
- أنواع البيان النبوي للقرآن :
النوع الأول : تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين ، ومن دلائل هذا البيان أنه كان يتلو القرآن ؛ فيسمعه من يسمعه ويفهمون من دلائل خطابه ما يعرف أثره عليهم ، حتى إنّه منهم من يسلم بمجرّد استماعه إلى التلاوة؛ ومنهم من يظهر منه الانبهار بفصاحته وبيانه وإن لم يسلم ، ومنهم من يظهر منه معرفةُ المراد والمناكفة والعناد ، ومنهم من يسأله عن بعض ما يشكل عليه .
النوع الثاني : ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم ، وما وقع بينه وبين المخالفين من الخصومات والمجادلات ، وما دحض الله به حجج المبطلين ؛ فإنّ فقه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تعين على فهم القرآن .
النوع الثالث : ما يكون بيانه بالعمل به ؛ كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم ، وقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي) متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه .
النوع الرابع : ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات ، وبيان المراد بها ، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال : لا إله إلا الله) رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
النوع الخامس : جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن ، وما يوردونه من الشبه والاعتراضات ، وهذا أمثلته كثيرة .
النوع السادس : جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن ، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها»
النوع السابع : تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى ، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى ، قال : مرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي ، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت ، فقال : «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت : كنت أصلي ، فقال : " ألم يقل الله : {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال : «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته ، فقال: «الحمد لله رب العالمين ، هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم الذي أوتيته» .
النوع الثامن : التفسير المتلقّى بالوحي مما فيه بيان بعض المعاني التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها ، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي ، كحديث علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})) متفق عليه.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه القرآن تعليماً يحفظون به ألفاظه ، ويعقلون به معانيه ، ويهتدون به إلى صراط الله المستقيم .
وكان لبعض الصحابة من حسن الحفظ والفهم وجودة التلقّي والحرص على العلم ما كان سبباً في رفعتهم ، وتقريب النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، وتنويهه بذكرهم ، وإرشاده إلى الأخذ عنهم ؛ فكانوا يتلقّون القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فتحفظه صدورهم ، وتعيه قلوبهم ، ويتفقهون فيه ويتدبّرونه ويعلّمونه لإخوانهم ؛ حتى كثر تدارس القرآن ، ولم يُقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن طائفة من أصحابه ، وحتى اكتملت كتابة آياته في صحف مكرّمة لدى أصحابه ؛ فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات وقد حُفظ القرآن في الصدور وفي السطور ، وعقل أصحابه معانيه ، ودرسوا ما فيه .
- هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن ؟
قال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربّه بياناً تاماً رضيه الله عزّ وجل ، وأقام به الحجّة على خلقه ، لكن كان بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع سبق تفصيلها ، ولا يقتضي ذلك أن يستغرق كلّ نوع منها جميع آيات القرآن ؛ بل يكفي أن يحصل بمجموع تلك الأنواع بيان شامل ، وإن تفاوت الناس في معرفته وإدراكه .
وفي أمر الله جلّ ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أنزل إليه ، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم ، وقيامِ الحجة على أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد بلّغ وأدّى ما أمره الله ببلاغه وأدائِه على ما أمره به .

  #13  
قديم 21 ذو القعدة 1438هـ/13-08-2017م, 02:42 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الأربعاء 17 / 11 / 1438 هـ - دراسة التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم
- كان للصحابة طرق في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه ، منها :
1: طريقة الإقراء والتعليم ، عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، والعمل بهن) رواه ابن أبي شيبة وابن جرير .
وكان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير ، ومحلّاً للأسوة والاقتداء ، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف ، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه ، وتفقيها في أحكامه ، وإرشاداً لمواعظه وزواجره وآدابه ، ولذلك قال أنس بن مالك رضي الله عنه : (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا) رواه الإمام أحمد ، وأصل الحديث في الصحيحين (جَدَّ فينا) أي : عظم شأنه ، وارتفع قدره ، وذكر مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر «مكث على سورة البقرة ، ثماني سنين يتعلمها»
2: طريقة القراءة والتفسير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن مسعود : " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا ، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير.
3: طريقة السؤال والجواب ، يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم ، وأثنى على علمهم ، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب ، ومن أمثلة ذلك :
ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي ، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ ، قال: فقال أبو بكرٍ : " لقد حملتم على غير المحمل ، قالوا : ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ".
4: طريقة التدارس والتذاكر ، وقد علموا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه ، ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده) وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه ، والوقوف على عجائبه .
قال عبد الله بن دينار : كان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول : «غص غواص» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ، وروى أبو إسحاق عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود أنه قال : «من أراد العلم فليثور القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين». رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني في المعجم الكبير واللفظ له ، والمراد بإثارة القرآن بحث معانيه والتفكّر فيه وتدارسه .
5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية ، عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال : يا أيها الناس ، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله : {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.
6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن ، عن ثور بن زيدٍ الديلي عن عكرمة عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن قدامة بن مظعونٍ شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ؟ فقال : لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدرٍ ، وأهل أحدٍ ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا ، فقال لابن عباسٍ: أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل : {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان ، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها ، فقال علي بن أبي طالبٍ : إنه إذا شرب هذي ، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى.
7: الدعوة بالقرآن ، كانوا يدعون إلى الله عزّ وجلّ بالقرآن ، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه ، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب ، وترغيب وترهيب ، وإرشاد وتبصير ، قال الله تعالى : {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه ، قال مالك بن سعيد بن الحسن : حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال : حججت أنا وصاحب لي ، وابن عباس على الحج ، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها ؛ فقال صاحبي : يا سبحان الله !! ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ؟! لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
قال مجاهد رحمه الله : «كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه نورا» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم ، كما في مناظرة ابن عباس للخوارج ، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها.
9: إجابة السائلين عن التفسير ، إجاباتهم لأسئلة السائلين عن معاني القرآن؛ فكثيرة جداً ، قال عطاء بن أبي رباح : «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه ، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه ، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ، وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.
10: اجتهاد الرأي ، كان من علماء الصحابة من يجتهد رأيه في التفسير –عند الحاجة- إذا لم يجد نصّاً ، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب ، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة ؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا ، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له ، وإن يكن خطأ فمني والشيطان ، والله منه بريء ؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه ، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير.
وهذا الاجتهاد من أبي بكر قد أصاب فيه رضي الله عنه ، وهذا من دلائل حسن اجتهاده ، وأدبه في الاجتهاد ؛ فإنّه بيّن للصحابة أنه رأي يحتمل الصواب والخطأ عنده ، وأنّه إن كان خطأ فالله برئ منه لا يصح أن يُنسب إليه خطأ على أنّه مراده .
- سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم ، قال محمد بن عمر الواقدي : (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم ، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم ، فلم يأتِ عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن العباس ، ورافع بن خديج ، وأنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، ونظرائهم .
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم ، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبدالله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين ، وكانا يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمانه ، فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم ، ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). أورده ابن سعد في طبقاته .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir