الضحى
على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: الضحى، يعني: النهار. فذلك قوله: {والضحى} [الضحى: 1]. يعني: النهار. وقال في الأعراف: {أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} [89]. وهو النهار أجمع. وكقوله في طه: {وأن يحشر الناس ضحى} [59] يعني: نهارا، وهو النهار أجمع.
الوجه الثاني: الضحى، يعني: إذا دخل النهار أول ساعة. فذلك قوله: {والضحى (1) والليل إذا سجى} [الضحى: 1-2]. يعني: أول ساعة من النهار إذا ترحلت الشمس. وقال في النازعات: {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [46]. يعني: أول ساعة من النهار إذا ترحلت الشمس.
الوجه الثالث: الضحى، يعني: حر الشمس. فذلك قوله: {والشمس وضحاها} [الشمس: 1]. يعني: وحرها. وقال في طه: {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} [119]. أي: لا يصيبك حر الشمس فيؤذيك.
الخاسرين
على خمسة أوجه:
الوجه الأول: الخاسرين، يعني: عجزة. فذلك قوله في يوسف: {لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} [14]. يعني: لعجزة.
وقال في المؤمنين: {ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون} [34]. أي: لعجزة. وقال في الأعراف: {لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون} [90]. يعني: لعجزة.
الوجه الثاني: الخاسرين، يعني: المغبونين. فذلك قوله في الزمر: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم} يعني: غبنوا أنفسهم وصاروا إلى النار وغبنوا أهليهم في الجنة، يعني: الأزواج والخدم، {ألا ذلك هو الخسران المبين} [15]. يعني: ذلك هو الغبن المبين. نظيرها في: حم عسق: {إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم}، يعني: غبنوا أنفسهم فصاروا إلى النار وغبنوا أهليهم يوم القيامة، يعني: الأزواج والخدم في الجنة فصاروا لغيرهم، {ألا إن الظالمين في عذاب مقيم} [الشورى: 45].
الوجه الثالث: الخسران، يعني: الضلال. فذلك قوله في النساء: {فقد خسر خسرانا مبينا} [119]. يقول: ضل ضلالا مبينا. وقال في العصر: {إن الإنسان لفي خسر} [2]. يعني: لفي ضلال.
الوجه الرابع: الخسران، يعني: النقص. فذلك قوله في الشعراء: {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين} [181]. يعني: من الناقصين في الكيل والميزان. كقوله في الرحمن: {ولا تخسروا الميزان} [9]. يقول: ولا تنقصوا الميزان. وقال في المطففين: {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} [3]. يعني: ينقضون.
الوجه الخامس: الخاسرين، يعني: في العقوبة. فذلك قوله في الزمر: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} [65]. يعني: في العقوبة. وقال في الأعراف: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} [149]: في العقوبة. وقال في سورة هود: {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [47]. يعني: في العقوبة.
الاستطاعة
على وجهين:
الوجه الأول: الاستطاعة، يعني: السعة في المال. فذلك قوله في براءة: {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم}، يعني: لو وجدنا سعة في المال لخرجنا معكم في غزوة تبوك، {والله يعلم إنهم لكاذبون} [42]. أي: إن عندهم لسعة في المال للخروج. كقوله في آل عمران: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [97]. يعني: وجد سعة من المال على أن يحج به قدر ما يبلغ. وقال في النساء: {ومن لم يستطع منكم طولا} يعني: فمن لم يجد منكم سعة من المال، {أن ينكح المحصنات} [25].
وكقوله أيضا: {لا يستطيعون حيلة}، أي: يجدون سعة فيخرجون من مكة إلى المدينة، {ولا يهتدون سبيلا} [98].
الوجه الثاني: الاستطاعة، يعني: الطاقة. فذلك قوله في النساء: {ولن تستطيعوا}، يقول: لن تطيقوا، {أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} [129] في الحب. وقال في هود {ما كانوا يستطيعون السمع} [20]. يعني: ما كانوا يطيقون سمع الإيمان ولا يقدرون عليه. وكقوله عز وجل لعاد: {فما استطاعوا من قيام} [الذاريات: 45] يقول: فما أطاقوا أن يقوموا من العذاب.
وقال في التغابن: {فاتقوا الله ما استطعتم} [16]. يعني: ما أطقتم. وقال في الفرقان: {فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا} [19]. يقول: لا تطيقون ذلك ولا تقدرون عليه.