اعبدوا
على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: اعبدوا، يعني: وحدوا. فذلك قوله في هود: {اعبدوا الله}، يعني وحدوا الله، {ما لكم من إله غيره} [50]. وكذلك قول صالح لقومه. وقال في النساء: {واعبدوا الله}، يعني: وحدوا الله، {ولا تشركوا به شيئا} [36]. وقال في سورة نوح عليه السلام: {أن اعبدوا الله}، يعني: وحدوا الله، {واتقوه} [3].
الوجه الثاني: يعبدون، يعني: يطيعون. فذلك قوله في سبأ: {ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} [40]، يعني: يطيعون في الشرك، {قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن} [41]. يعني: يطيعون الشياطين في عبادتهم إيانا. وقال في القصص: {تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} [63]. يعني: يطيعون في الشرك. وقال في يس: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} [60]. يعني: لا تطيعوه في الشرك.
الوجه الثالث: العباد، يعني: المماليك. فذلك قوله في الزمر: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [53]. يعني: مماليكي. وقال في الزخرف: {وجعلوا له من عباده جزءا} [15]. يعني: مماليكه. وقال: {والصالحين من عبادكم} [النور: 32]. يعني: مماليككم.
الصراط
على وجهين:
الوجه الأول: الصراط، يعني: الطريق. فذلك قوله في الأعراف: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} [86]. يعني: بكل طريق. وقال في الصافات: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} [23]. يعني: طريق الجحيم.
الوجه الثاني: الصراط، يعني: الدين. فذلك قوله في فاتحة الكتاب: {اهدنا الصراط المستقيم} [6]. يعني: الدين المستقيم. وقال في الأنعام: {وأن هذا صراطي مستقيما} [153]. يعني: هذا ديني مستقيما وقال: {وهذا صراط ربك مستقيما} [الأنعام: 126]. يعني: دين ربك مستقيما. ونحوه كثير.
آووا
على وجهين:
الوجه الأول: آووا، يعني: ضموا. فذلك قوله في آخر الأنفال: {والذين آووا ونصروا} [72]. يعني: ضموا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنفسهم، ونصروه. وقال أيضا: {فآواكم وأيدكم بنصره} [26]. يعني: ضمكم إلى المدينة.
الوجه الثاني: أوى، يعني: انتهى. فذلك قوله في الكهف: {إذا أوينا إلى الصخرة} [63]. يقول: انتهينا. قال أيضا: {فأووا إلى الكهف} [16]. يعني: فانتهوا إلى الكهف.