دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1431هـ/11-05-2010م, 04:15 PM
تلميذ ابن القيم تلميذ ابن القيم غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 237
Lightbulb سؤال عن أهل الفترة

في الدرس الأول لشرح كتاب التوحيد: ظهر لي التساؤل الآتي:
ورد علي إشكال في موضوع أهل الفترة عند استماعي لشرح واحد من أهل العلم المعاصرين على كتاب التوحيد مشيرا إلى أن الصحيح أن وجود طائفة تسمى (أهل الفترة) يعتبر خرافة استنادا إلى صيغ العموم في الآيات : {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} و قوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وأنه لا مخصص لهذه العمومات، وحذر الطلاب من التشويش برأي الجمهور المخالف لهذا القول والمثبت لوجود أهل فترة لم تصلهم الرسالة، وكذلك ما أثبته الإمام ابن القيم من أحكامهم في كتابه: (طريق الهجرتين)، واستند الشيخ على أصل هو اتباع الكتاب والسنة ودلالاتهما وعدم الانشغال بأقوال العلماء كابن القيم لأننا لسنا مكلفين بذلك. والحديث الوارد فيهم: ضعفه وحمله على حالات خاصة كذوي العاهات كالأصم والمجنون وغيرهم.
أرجو إفادتي بالصواب في هذا الأمر، وهل أهل الفترة حقيقة أم خرافة؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1431هـ/11-05-2010م, 04:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم مشاهدة المشاركة
في الدرس الأول لشرح كتاب التوحيد: ظهر لي التساؤل الآتي:
ورد علي إشكال في موضوع أهل الفترة عند استماعي لشرح واحد من أهل العلم المعاصرين على كتاب التوحيد مشيرا إلى أن الصحيح أن وجود طائفة تسمى (أهل الفترة) يعتبر خرافة استنادا إلى صيغ العموم في الآيات : {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} و قوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وأنه لا مخصص لهذه العمومات، وحذر الطلاب من التشويش برأي الجمهور المخالف لهذا القول والمثبت لوجود أهل فترة لم تصلهم الرسالة، وكذلك ما أثبته الإمام ابن القيم من أحكامهم في كتابه: (طريق الهجرتين)، واستند الشيخ على أصل هو اتباع الكتاب والسنة ودلالاتهما وعدم الانشغال بأقوال العلماء كابن القيم لأننا لسنا مكلفين بذلك. والحديث الوارد فيهم: ضعفه وحمله على حالات خاصة كذوي العاهات كالأصم والمجنون وغيرهم.
أرجو إفادتي بالصواب في هذا الأمر، وهل أهل الفترة حقيقة أم خرافة؟
العموم الوارد في قوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} ونحوه من الأدلة هو عموم في الأمم لا في الأفراد.
فلا يعارض ذلك وجود شخص لم تبلغه الرسالة.
فهذا أصل.
الأصل الثاني: أن الله تعالى قد اقتضى عدله ألا يعذب أحداً لم تقم عليه الحجة الرسالية كما قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار))
دل الحديث بمنطوقه على أن من بلغته الحجة ولم يؤمن فهو من أهل النار، ودل بمفهومه على أن من لم تبلغه الحجة الرسالية فلا يقع عليه هذا الوعيد.

والكلام على مسألة أهل الفترة يقتضي بسطاً ليس هذا موضعه.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 03:04 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم مشاهدة المشاركة
في الدرس الأول لشرح كتاب التوحيد: ظهر لي التساؤل الآتي:
ورد علي إشكال في موضوع أهل الفترة عند استماعي لشرح واحد من أهل العلم المعاصرين على كتاب التوحيد مشيرا إلى أن الصحيح أن وجود طائفة تسمى (أهل الفترة) يعتبر خرافة استنادا إلى صيغ العموم في الآيات : {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} و قوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وأنه لا مخصص لهذه العمومات، وحذر الطلاب من التشويش برأي الجمهور المخالف لهذا القول والمثبت لوجود أهل فترة لم تصلهم الرسالة، وكذلك ما أثبته الإمام ابن القيم من أحكامهم في كتابه: (طريق الهجرتين)، واستند الشيخ على أصل هو اتباع الكتاب والسنة ودلالاتهما وعدم الانشغال بأقوال العلماء كابن القيم لأننا لسنا مكلفين بذلك. والحديث الوارد فيهم: ضعفه وحمله على حالات خاصة كذوي العاهات كالأصم والمجنون وغيرهم.
أرجو إفادتي بالصواب في هذا الأمر، وهل أهل الفترة حقيقة أم خرافة؟
قال الله تعالى : {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}
من هذه الآية أخذ اسم هذه المسألة وهي حكم أهل الفترة، والمقصود بالفترة انقطاع إرسال الرسل مدة طويلة من الزمن.
قال ابن جرير: ( {على فترة من الرسل} يقول: على انقطاع من الرسل، و"الفَترة" في هذا الموضع: الانقطاع؛ يقول: قد جاءكم رسولنا يبين لكم الحق والهدى، على انقطاع من الرسل.
و"الفَترة" : الفَعْلَة، من قول القائل:"فتر هذا الأمر يفتُر فُتورًا"، وذلك إذا هدأ وسكن.
وكذلك"الفترة" في هذا الموضع، معناها: السكون، يراد به سكون مجيء الرسل، وذلك انقطاعها). ا.هـ.
قال أبو المظفر السمعاني: (وإنما سماه زمان الفترة ، لأن الرسل كانوا بعد موسى تترى من غير انقطاع ، ولم يكن بعد عيسى رسول سوى محمد).
وقال ابن حجر: (وزمان الفترة هو ما بين الرسولين من المدة التي لا وحي فيها).
وقال عامة المفسرين في هذه الآية بنحو ما قاله ابن جرير، بل نقل بعضهم الإجماع عليه.
فأهل الفترة هم من مات في الزمن الذي بين رفع عيسى عليه السلام وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن مما ينبغي التنبه أن كون المرء من أهل الفترة لا يقتضي ذلك الحكم بكفره ولا إسلامه، والتفصيل في شأنهم أنهم على ثلاثة أقسام:
قسم مسلمون تابعون لما بلغهم من الهدى بشريعة سابقة، ومنهم من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بخير كزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل.
وقسم كفار كذبوا الرسل وقامت عليهم الحجة من دعوة بلغتهم بطريق صحيح، وعلى هذا القسم تحمل الأحاديث الواردة في الحكم على بعض الكفار الذين ماتوا في الفترة بالنار .
وقسم لم تبلغهم الدعوة فهؤلاء هم الذين وردت فيهم أحاديث الامتحان، وقد روي في مسألة الامتحان نحو سبعة أحاديث ثلاثة منها صحيحة والباقي في طرقها ضعف، فأما الثلاثة فبيانها على ما يلي:
الحديث الأول : ما رواه معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أربعة يحتجون يوم القيامة؛ رجل أصم، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة؛
* فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام ولم أسمع شيئاً.
* وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر .
* وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل.
* وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول.
فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه؛ فيرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار)).
قال: (( فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما )).
أخرجه: الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة، والبزار، وابن حبان، وأبو نعيم الأصبهاني، والطبراني، والضياء المقدسي، وابن حزم في الإحكام، والبيهقي في الاعتقاد .
والحديث الثاني: ما رواه الإمام أحمد، ومحمد بن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة، وابن حزم في الإحكام، والبيهقي في الاعتقاد من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً نحوه إلا أنه قال في آخره: (( فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن لم يدخلها يسحب إليها)).
قال البيهقي: (وهذا إسناد صحيح).
والحديث صححه الألباني.
والحديث الثالث: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: (إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام ثم أرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار.
قال: فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول؟
قال: وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاماً.
ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه.
قال: ثم قال أبو هريرة: (اقرؤوا إن شئتم: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} ).
وهذا إسناد صحيح إلى أبي هريرة رضي الله عنه موقوفاً عليه، ومثله لا يقال بالرأي، وقد رواه من هذا الطريق محمد بن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة.
قال ابن القيم: (غاية ما يُقَدَّر فيه أنه موقوف على الصحابي ومثل هذا لا يقدم عليه الصحابي بالرأي والاجتهاد بل يجزم بأن ذلك توقيف لا عن رأي).
وقد صحت الرواية بمعناه عن أبي هريرة مرفوعاً من طريق آخر كما تقدم.

وروي في هذا المعنى أحاديث أخرى عن أنس وثوبان وأبي سعيد الخدري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم وفي طرقها كلها ضعف.
قال ابن القيم: (هذه الأحاديث يشد بعضها بعضا فإنها قد تعددت طرقها واختلفت مخارجها فيبعد كل البعد أن تكون باطلة على رسول الله لم يتكلم بها وقد رواها أئمة الإسلام ودونوها ولم يطعنوا فيها).

وممن صحح مسألة الامتحان: ابن حزم في الإحكام ، والبيهقي في الاعتقاد، وعبد الحق الأشبيلي في الغاية، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وابن حجر، والألباني.
واحتج بها محمد بن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة.

ومما ينبغي معرفته أن هذه المسألة ألحق بها من مات ولم تبلغه الدعوة وإن لم يكن من أهل الفترة المذكورة كأطفال المشركين ومجانينهم وكذلك من بلغته الدعوة على حال لا تقوم بها الحجة كالكبير المخرف والأصم ومن في حكمهم.
فمن زعم أن أهل الفترة خرافة فقد خالف صريح القرآن وقول عامة المفسرين، ولا أظن عالماً يقول بذلك، لكن بلغني أن بعض العلماء المعاصرين يقول بأن من مات كافراً قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فليس من أهل الفترة؛ فإن كان يقصد أنه ليس له حكم أهل الفترة المعروف بمسألة الامتحان فهذا جوابه كما سبق من التفصيل، وإن كان يقصد أن الزمان الذي كانوا فيه ليس هو زمان الفترة المذكور في القرآن فقد أخطأ.

وهذه المسألة تحتاج إلى مزيد بسط، وقد تناولها العلماء في كتب التفسير وشروح الحديث وكتب الاعتقاد والأصول.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir