اعادة تصحيح
بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله
المجموعة الثالثة
س1: بيّن عناية السلف الصالح بالحثّ على طلب العلم والتعريف بفضله.
لما كان للعلم من أهمية ,في تصحيح مسار الأمة ,و ارشادها الى الحق المبين ,و أنه بالعلم يحفظ للأمة رفعتها و عزتها, فكان حري على علماء الأمة أن يبينو للأمة فضل العلم ,و أثره في اصلاحها ,وحتى تكون على هدى من ربها و نور مبين ,و لأجل أن العلم تزكو به النفس, و تكون في معية الله و حفظه و عونه ,حافز اخر على علماء الأمة أن يعتنو بالعلم أشد اعتناء ,و أن يصبرو عليه تعلما و تعليما و دعوة ,و صبر على ذلك كله ,فما كان منهم الا أن تحملوا العبأ الثقيل عل عاتقهم ,حتى تستنير الأمة و تتبصر بنور العلم ,و الشريعة الربانية ,لتفوز و تفلح في الدنيا و الاخرة برضى الرحمان.
و لأهمية ذلك ما كان منهم ,الا أن حرضوا طلابهم للعلم خاصة و للأمة عامة ,و عرفوا لهم العلم, و بينوا مسارات تلقيه من المنبع الصافي و من مشكاة النبوة الطاهرة ,وهذا نراه من خلال أقوالهم و أفعالهم:
*فهذا الامام أحمد يقول في ذلك:"العلم لا يعدله شيء".
*كما نقل النووي عن بعض السلف أن الاشتغال بالعلم أفضل من النوافل.
*وقال ليث ابن أبي سليم في قول الله تعالى:"يؤتي الحكمة من يشاء" قال:"ليست بالنبوة و لكنه العلم و الفقه و القران" وقال في تفسيرها الربيع ابن أنس البكري:"الحكة الخشية"-->و الخشية لا تأتي الا بعلم.
*و كذالك ما رواه الامام أحمد عن ابن الشخير:"فضل العلم أحب اليا من فضل العبادة ,و خير دينكم الورع"-->لأنه اذا فقد العلم لم تصح الطاعة.
*وهذا الشافعي يحرض على طلب العلم, مبينا أهميته بقوله:"ليس بعد أداء الفرائض أفضل من طلب العلم"
* وقال الزهري:"ما عبد الله بمثل الفقه"
--> وهناك من العلماء من جعل طلب العلم أفضل من الجهاد في سبيل الله, كالامام الشافعي .
فقول أهل العلم في ذلك كثير ,واعتنوا به أشد اعتناء, وألفوا في ذلك المؤلفات, التي تراوحت بين المتون القصيرة ,و المؤلفات الطويلة ,لادراكهم بقيمة العلم ,و بقيمة تحصيلة ,و نفعه على الفرد والأمة.
س2: أيهما يقدّم الطالب: علوم المقاصد أم علوم الآلة؟
ان العلوم التي يعتني بها علماء الشريعة قسمان:
1/القسم الأول؛علم المقاصد:
وهي جملة العلوم الشرعية كعلم العقيدة وعلم السير و السلوك و كذلك الفقه
2/اما القسم الثاني؛فهو علوم الالة:
وهي جملة العلوم التي تعين طالب العلم على تحصيل علم المقاصد.
لكن السؤال الذي يطرح في هذا الباب, أيهما يقدم على الاخر؟
و هذا مما اختلف فيه علماء الأمة, على أقوال متباينة ,و لكن ما صوبه الشيخ عبدالعزيز الداخل في كتابه (بيان فضل العلم و اهله) ,بان يبدأ طالب العلم بالمتون المختصرة من علم المقاصد بداية ,ويأخذ من علوم الالة ما يعينه على استعاب تلك المتون, فهما راسخا يجعله محيطا بذلك الفن من كل جوانبه ,ثم يتدرج في ذلك ,و ينهل من علوم الالة ما تقتضيه الحاجة و الضرورة في تنمية مهاراته العلمية و قدراته الذهنية فتكون له ملكة راسخة في العلم.
-->ومما يجدر التنبيه اليه أن طالب العلم لا ينشغل بعلوم الالة حتى يضيع مقصوده الأصلي وهو تحصيل العلم الشرعي و تعلم ما اوجبه الله عليه
س3: ما هي المقاصد الصالحة لطلب العلم؟
[/u][/color]
فطالب العلم اثناء طلبه للعلم وجب عليه أن يكون مقصده الرئيسي مرضات الله ,لأن هذا هو المقصد الأعظم ,الذي تدور عليه جملة المقاصد الأخرى فمن هذه المقاصد الصالحة:
*أن تكون النية و المقصد النفع للناس.
*واحياء الدين في الأمة علما و تعليما.
*ابتغاء ثواب الله تعالى.
*كذلك حفظ لهذه الامة دينها , من تحريف الغالين ,و تأويل المبطلين, وشراك الاعداء, الذين يتربصون باللأمة حتى يحيدون بها عن صراطها المستقيم.
*أن يكون مقصده رفع الجهل عن نفسه و عن غيره
-->فطلب العلم و العناية بمقاصده له اثار ايجابية على طالب العلم وعلى بيئته لما قاله ابن عيينة:"انما منزلة الذي يطلب العلم ينتفع به بمنزلة العبد يطلب كل شيء يرضي سيده يطلب التحبب اليه و التقرب اليه و المنزلة عنده؛لئلا يجد عنده شيء يكرهه"
س4: بيّن بإيجاز ركائز التحصيل العلمي.
التحصيل العلمي لا يتم لطالب العلم الا على أربع ركائز:
-1-الركيزة الأولى؛الاشراف العلمي:
في هذه الركيزة ,على طالب العلم أن يكون تحت اشراف عالم او طالب علم متقدم يعينه في طلب العلم بالنصح و التوجيه بحيث يتدرج معه في طلب العلم, ويبرز له نقاط قوته حتى ينميها و يطورها ,و نقاط ضعفه حتى يتدراكها و يقومها ,وهذه الركيزة مهمة لطالب العلم في مرحلة التأسيس ,بحيث يدرك مسائل العلم و معالمه ,بالفهم والادراك و الاحاطة به من كل جوانبه بالفهم و الاستعاب.
-2-الركبزة الثانية؛التدرج في الدراسة و تنظيم القراءة:
هنا على الطالب أن يتدرج في طلب العلم بأن يبدأ بالمتون و المختصرات في كل فن يتعلمها و يتفنها و يحيط بها فهما من كل جونبها ثم يطور من مهاراته العلمية بان ينتقل الى ما هو اوسع ولكن هذا يكون تحت اشراف شيخ يرجع اليه في ضبط مسائل كل فن
-3-الركيزة الثالثة؛النهمة في التعلم:
هاته النهمة في طلب العلم, تاتي عند حب الطالب للعلم ,و بيان فضله اليه ,ولما في العلم من نيل مرضاة الله و معيته و محبته ,وأن يتيقن ذلك اكثر من يقينه أن واحد مع واحد يساوي اثنان؛ فبهاته العزائم و الفضائل تجنب طالب العلم العوائق و العلائق التي تعترض مساره في الطلب
والقصد ,فبذلك يترك ملذات الدنيا ,و زينتها و يعلق قلبه بالعلم والقراءة ,لا يشغله عن ذالك شاغل فيندفع الى طلب العلم وكله يقين بان الفوز في الدنيا و الاخرة في طلب العلم و العمل به .
-4-اما الركيزة الرابعة؛الوقت الكافي:
فعلى طالب العلم أن يعلم أن هذا المسار التعليمي لا بد له من تفريغ الاوقات و الجهد الجهيد حتى يحصل العلم و يكون من أهله هنا لا بد لطالب العلم أن يكون ملما بأمرين هما:
*أن يعلم أن هذا الطريق طويل ,لابد له من صبر.
**وأن الطريق صعب ,لابد له من مجاهدة.
س5: اكتب رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحذّره فيها من المتعالمين الذين يقترحون مناهج خاطئة في طلب العلم.
بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلا على رسول الله؛
اما بعد:
أخي الطالب, من باب النصيحة لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:"الدين النصيحة" ,فقال له الصحابة:"لمن يا رسول الله", فقال صلى الله عليه و سلم:"لله و لكتابه و لرسوله و لائمة المسلمين و عامتهم"؛فمن هذا الباب أخي الطالب أحيل انتباهك الى أمر في الحقيقة مهم لنا جميعا ,و نحن في طريق طلب العلم ,بأن نحذر من المناهج المنحرفة ,و من يتصدرها من المتعالمين ,و أصحاب الأهواء ,وهذا لا يكون الا بألتزام غرز العلماء الربانين, ومن سار على نهجهم من طلبة العلم المجتهدين الصادقين, لأن عدم التزام غرزهم فسنكون أخي ,مع قلة زادنا ,في هذا الطريق ممن يتلاطمهم الفضول الى الوقوع في شراك الانحراف عن الطريق السوي, فهذا الطريق لم يسلم منه حتى العلماء, وهاك مثال الامامم الجويني لما ترك نصح العلماء ,وجد نفسه قد انهكته المسارات ,وأبعدته عن طريق الحق حتى أنه سأل الله في اخر حياته أن يميته على عقيدة عجائز نيسابور, وهي عقيدة الفطرة ألتي يمتلكها أبسط الناس.
فلذلك كان حري بنا أن نكون ثابتين و متأنين ,في مسار طلب العلم ,بعيدن كل البعد عن التذبذب والفضول الذي يفظي بنا الى سبل
و منزلقات خطرة يصعب علينا فيما بعد تدراكها, فمن الواجب أن نكون فاهمين لمعالم تحصيل العلم و جملة الركائز التي يقوم عليها هذا الطلب وهذا كله تحت اشراف العلماء.
أخيرا أخي علينا ان نختار من المناهج الصحيحة و ما يتناسب و قدراتنا وأن نصبر على ذلك ,باذن الله يكون لنا الفوز في الدنيا و الاخرة.