تلخيص درس اليوم
*بيان ما تضمنته المقدمة:
=منزلة العلماء :
-هم ورثة الانبياء , اقامهم الله على معالم دينه ادلاء , يقتبسون من مشكاة النبوة , و ينهلون من معين الوحى , و يتأسون بسلفهم الصالح .
=بيان ما شرف الله عز و جل به العلماء :
-اقام الله بهم عمود الدين , و رفع بهم لوائه , و شرفهم بالرفعة و التمكين .
-جعلهم ائمة يهتدى بهم , و منارا يعرف بهم الطريق .
=بيان دور العلماء :
-يعملون و يعلمون , و ينصحون و يصلحون .
-يهدون السائر , و يرشدون الحائر .
-يفتون المستفتى , و يعلمون الناس الخير , و يحذرونهم من الشر , و بيشرونهم و ينذرونهم .
=نتائج قيام العلماء بدورهم :
-يهدى الله بهم الضلال , و يصلح بهم الحال , و يحى بهم السنة , و ينجى بهم من الفتنة , و يرد بهم من الضلالة .
=بيان تيسير الله عز و جل للعلم :
-ان جعله الله عز و جل حبلا ممدودا , و ميراثا مشهودا , لا يحجب عنه طالبه , و لا يخيب راغبه .
=بيان من هم حملة العلم :
-يحمله من كل قرن خيرة اهله , فيتحملون امانته , و يرعونه حق رعايته , ليقوموا فيه مقام سلفهم , فيعلمونه كما تعلموه , و يؤدونه كما تحملوه .
=سبب تذكير اهل العلم بفضل العلم و محاسنه :
-استنهاض همم طلاب العلم , حتى يعرفوا قدره و يجدوا فى طلبه , بصدق و اخلاص , و عزيمة و ثبات .
=الدافع لتأليف هذا الكتاب النافع :
-تلخيص مختصرا يجمع كثيرا مما تفرق فى تلك الكتب التى كتبها اهل العلم فى هذا الباب
-و يقرب مباحثها , و يعين على فقه مقاصدها , و تحصيل فوائدها .
=وجوه فضل العلم :
-انه اصل معرفة الهدى , و بالهدى ينجو العبد من الضلال و الشقاء فى الدنيا و الاخرة .
-به يتعرف العبد على اسباب رضوان الله تعالى و فضله و ثوابه العظيم فى الدنيا و الاخرة .
_به ايضا يتعرف العبد على ما يسلم به من سخط الله و عقابه .
-انه اصل كل عبادة .
-به يعرف ما يحبه الله , و ما يكرهه اجمالا و تفصيلا , و لايمكن للعبد ان يتقرب الى الله عز و جل الا ان يكون اصل تقربه هو العلم .
-به يعرف العبد ما يدفع به كيد الشيطان , و ما يدفع به كيد اعدائه .
-يعرفه ايضا بما ينجو به من الفتن .
-و هو كما يعرف العبد , فهو يعرف الامة بسبيل رفعتها , و عزتها , و سبيل سلامتها من كيد اعدائها .
-ان الله تعالى يحب العلم و العلماء , و قد مدح الله العلماء و اثنى عليهم و رفع شأنهم , و هذه المحبة لها أثارها و لوازمها .
-انه يعرف العبد بربه جل و علا , و بأسمائه الحسنى , و صفاته العلى , و أثارها فى الخلق و الامر , و هذه اعز المعارف و اعلاها و اعظمها شأنا .
-به يعرف العبد جزاءه على الاعمال فى الدنيا و الاخرة بما بينه الله تعالى .
-انه رفعة للعبد فى دينه و دنياه و تشريف له و تكريم .
-انه يدل المرء على شريف الخصال و محاسن الاداب , فيحرص على اكتسابها , و يعرفه ايضا على سيئها , فيحرص على اجتنابها .
-يعرفه ايضا بالعظات و العبر التى حلت بالسابقين .
-انه من افضل القربات الى الله تعالى .
-ان الهدى لا يدعى اليه الا بالعلم .
-ان ما يحدثه العلماء من احاديث النبى صلى الله عليه و سلم , و ما يعلمونه من العلوم النافعة يجرى لهم به اجرهم ما بقى الانتفاع بعلمهم النافع الذى تركوه .
-ان العلم النافع من اسباب الحصول على الاجور العظيمة , و الحسنات المتسلسلة التى لا تنقضى بأذن الله عز و جل .
=مثال لوصول الاجر للعالم بعد موته :
-ما ذكره الامام السعدى رحمه الله فى فتاواه ,ان عالما كان فى بلدة يعلم العلم فمات فرأه احد تلاميذه فى المنام , فقال له : ( ارأيت الفتوى التى افتيت بها فى مسألة كذا و كذا , لقد وصلنى اجرها ) .
*الادلة على فضل العلم و اهله :
-قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به، والله تعالى لا يخلف وعده؛ فمن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله عز وجل- بقدر ما آتاه الله عز وجل من العلم.
-و أمر الله عز وجل نبيه أن يسأله الزيادة من العلم كما قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، وفي ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهر بيّن.
-وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)).
والتفقه في الدين يشمل التفقه في جميع أبوابه: في الاعتقاد، والأحكام، والأخلاق، والآداب، والتزكية، والجزاء، وغيرها؛ فكل ذلك من الفقه في الدين.
-وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجنَّةِ، وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رِضًا بما يَصنعُ وإِنَّ العالِمَ لَيَسْتغفِرُ لَهُ مَن في السَّماواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتَانُ في الماءِ، وَفَضْل العالِم علَى العابِدِ كَفَضْلِ القمرِ على سَائرِ الكوَاكبِ وإِنَّ العلماءَ ورثةُ الأَنبياءِ، وَإِنَّ الأنبِيَاءَ لمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)) رواه أبو دواد والترمذي.
وهذا الحديث الجليل العظيم فيه بيانٌ ظاهرٌ لفضل العلم والحث على طلبه، وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليلٌ على أن الله يغفر له -إن شاء الله- وقال: (ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال، وإنما صار كذلك -والله أعلم- لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار).
*الاثار المروية عن السلف الصالح فى فضل طلب العلم :
-قال مُطّرف بن عبد الله بن الشخّير: (فضلُ العلمِ أحبُّ إليَّ من فضل ِالعبادةِ، وخيرُ دِينكم الورَعُ) رواه الإمام أحمد في الزهد.
-وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن المبارك أنه قال: قال لي سفيان الثوري: (ما يُراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم، وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم).
وقد صدق رحمه الله؛ فنحن اليوم - بعد قرون متطاولة مضت دون قرنهم - إنما نتعلم العلم مما ورّثوه لنا من العلم رواية ودراية؛ فعنهم نتلقَّى مسائل الاعتقاد، و مسائل الفقه، و معرفة صحيح الحديث من ضعيفه، ومن تُقبل روايته ومن تُرد، وعنهم نتلقَّى العلم بالأخلاق الفاضلة والتزكية والسلوك .
-وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله والقاضي عياض في الإلماع عن الربيع بن سليمان أنه قال: سمعت الشافعي يقول: « من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن وعى الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رقَّ طَبْعُه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم »
- ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
=بيان كيفية تصحيح النية فى طلب العلم :
-قال مهنا بن يحيى السُلمي: قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال؟
قال: (طلب العلم لمن صحت نيته)
قلت: وأي شيء تصحيح النية؟
قال: (ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل).
=من صفات العلماء الربانيين :
-أن يجدهم طالب العلم فيما يحتاج إليه من أبواب الدين أئمة يقتدى بهم.
تم بفضل الله رب العالمين .