دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 06:12 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب المغازي والسير

كتاب المغازي والسير
باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام وما لقيه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن جامع بن شداد عن طارق بن عبد الله المحاربي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يرميه بالحجارة وقد أدمى عرقوبيه وكعبيه وهو يقول يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب فقلت من هذا فقيل هذا غلام من بني عبد المطلب قلت فمن هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة قيل هذا عمه عبد العزى أبو لهب فلما أظهر الله الإسلام خرجنا في ركب حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا فبينما نحن قعود إذ أتانا رجل عليه بردان أبيضان فسلم فقال من أين أقبل القوم قلنا من الربذة قال ومعنا جمل قال أتبيعون هذا الجمل قلنا نعم قال بكم قلنا بكذا وكذا صاعا من تمر قال فأخذه ولم يستنقصنا قال قد أخذته ثم توارى بحيطان المدينة فتلاومنا فيما بيننا فقلنا أعطيتم جملكم رجلا لا تعرفونه قال فقالت الظعينة لا تلاوموا فإني رأيت وجه رجل لم يكن لتخفركم إن ما رأيت أحدا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه قال فلما كان من العشي أتانا رجل فسلم علينا فقال أنا رسول رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول إن لكم أن تأكلوا حتى تشبعوا وتكتالوا حتى تستوفوا قال فأكلنا حتى شبعنا وكلنا حتى استوفينا قال ثم قدمنا المدينة من الغد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب على المنبر وهو يقول يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك فقام رجل فقال يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع قتلوا قتلانا في الجاهلية فخذ لنا ثأرنا منه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأيت بياض إبطيه وقال ألا لا تجني أم على ولد ألا لا تجني أم على ولد أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله عن صفوان بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى
المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل إليه فقال ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم تعرقون ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى ولده أو والده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وأنها التي قال الله جل وعلا الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين الآية أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن عمرو بن العاص قال ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يوما رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه صلى الله عليه وسلم وتصايح الناس وظنوا أنه مقتول قال وأقبل أبو بكر رضي الله عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة فقال يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت لكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه فقال له أبو جهل يا محمد ما كنت جهولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت منهم (قلت) ويأتي حديث ابن عباس بنحو هذا في غزوة بدر
باب البيعة على الحرب أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سبع سنين يتبع الناس بمنازلهم بعكاظ ومجنة والموسم بمنى يقول من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي حتى إن الرجل ليرحل من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن وينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم إنا اجتمعنا فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه مكة في الموسم فواعدناه بيعة العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن
تقولها لا تبالي في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني وتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنكم تخافون من أنفسكم جبنا فبينوا ذلك فهو أعذر لكم فقالوا امط عنا فوا الله لا ندع هذه البيعة أبدا فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة باب الهجرة ونزول آية القتال أخبرنا حاجب بن الركين بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير قال فعرفت أنها ستكون
باب في غزوة بدر أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله أنهم كانوا يوم بدر بين كل ثلاثة بعير وكان زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو لبابة فإذا حانت عقبة النبي صلى الله عليه وسلم قالا اركب ونحن نمشي فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى عن الأجر منكما أخبرنا أبو يعلى حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عليا قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصبح ببدر من الغد أحيا تلك الليلة كلها وهو مسافر أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي
رضوان الله عليه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا مسلم ابن خالد الزنجي حدثني ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن اكملأ إلا من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف لو قد رأينا محمدا لقمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هذا الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا عرف نصيبه من ديتك قال يا بنية ائتني بوضوء فتوضأ ثم دخل المسجد فلما رأوه قالوا ها هو ذا فخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه منهم رجل
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من تراب وقال شاهت الوجوه ثم حصبهم فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصا حصاة إلا قتل يوم بدر أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثني محمد بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول الدمشقي عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقي العدو فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين باب في غنيمة بدر وغيرها أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثني محمد بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول الدمشقي عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقي العدو فلما
هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم واستولت طائفة على العسكر والنهبة فلما كفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم قالوا لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أنتم أحق به منا هو لنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا ينال العدو منه غرة قال الذين استولوا على العسكر والنهب والله ما أنتم بأحق به منا هو لنا فأنزل الله تعالى يسألونك عن الأنفال الآية فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفلهم إذا خرجوا بادئين الربع وينفلهم إذا قفلوا الثلث وقال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير ثم قال يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأنفال ويقول ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم
باب في أسرى بدر أخبرنا حاجب بن الركين بدمشق حدثنا رزق الله بن موسى حدثنا أبو داود الجعدي حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سفيان بن سعيد عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عكرمة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام هبط على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له خيرهم يعني أصحابه في الأسارى إن شاءوا القتل وإن شاءوا الفداء على أن يقتل العام المقبل منهم عدتهم قالوا الفداء ويقتل منا عدتهم باب في غزوة أحد أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الفضل بن موسى حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال حدثني أبي بن كعب قال لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وسبعون ومنهم ستة فيهم حمزة فمثلوا بهم
فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوما لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله تعالى وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فقال رجل لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفوا عن القوم غير أربعة باب في غزوة الحديبية أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة أنه كان قائما على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وهو متلثم وعنده عروة فجعل عروة يتناول لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويجذبه فقال المغيرة لعروة لتكفن يدك عن لحيته أو لا ترجع إليك قال فقال عروة من هذا قال هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة فقال عروة يا غدر ما غسلت رأسك من غدرتك بعد
باب ما جاء في خيبر أخبرنا خالد بن النضر بن عمر القرشي المعدل أبو يزيد بالبصرة حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والنخل والزرع فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء ويخرجون منها فاشترط عليهم أن لا يكتموا شيئا ولا يغيبوا شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعم حيى ما فعل مسك حيى الذي فيه جاء به من النضير فقال أذهبته النفقات والحروب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد قريب والمال أكثر من ذلك فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزبير فمسه بعذاب وكان حيي قبل ذلك قد دخل خربة فقال قد رأيت حييا يطوف في خربة ها هنا فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن
أخطب وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا وأراد أن يجليهم منها فقالوا يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها وتقوم عليها ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يتفرغون أن يقوموا عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل نخل وزرع وسنى ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام يخرصها عليهم ويضمنهم الشطر قال فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه فقال يا أعداء الله أتطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ولأنتم أبغض الناس إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض قال ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيني صفية بنت حيي خضرة فقال يا صفية ما هذه الخضرة فقالت كان رأسي في حجر أبي
حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال تمنين ملك يثرب قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض الناس إلي قتل زوجي وأبي وأخي فما زال يعتذر إلي ويقول إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير فلما كان زمن عمر بن الخطاب غشوا المسلمين وألقوا ابن عمر من فوق بيت فقال عمر بن الخطاب من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها عمر بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال عمر لرئيسهم أتراني سقط عني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق حدثنا
معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء فأتى إلى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فأوجع المسلمين وأظهر المشركون فرحا وسرورا فبلغ العباس بن عبد المطلب فعقر في مجلسه وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني الجزري عن مقسم قال فأخذ العباس ابنا له يقال له قثم وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم برغم من رغم قال معمر قال ثابت عن أنس ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط ويلك ما جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير مما جئت به قال الحجاج لغلامه اقرأ أبا الفضل السلام وقل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ الباب قال أبشر يا أبا الفضل فإن الخبر على ما يسرك فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه ثم جاء العباس فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم
أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي فأخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها فتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال لي ها هنا أردت أن أجمعه وأذهب فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع جمعته فدفعته إليه ثم استمر فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب وقالت لا يحزنك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي
بلغك قال أجل لا يحزنني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا وقد أخبرني الحجاج أن الله قد فتح خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرت سهام الله فيها واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني صادق والأمر على ما أخبرتك قال ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ مالا كان له ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزي على المشركين باب ما جاء في غزوة الفتح أخبرنا الحسين بن مصعب بمرو بقرية سلج صلى حدثنا محمد بن عمر بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي حدثني عبيدة بن الأسود حدثنا القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال كانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بنو بكر رهط من بني كنانة خلفاء لأبي سفيان قال وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية فأغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدة فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدونه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ممدا لهم في شهر رمضان فصام حتى بلغ قديدا ثم أفطر وقال ليصم الناس في السفر ويفطروا فمن صام أجزأ عنه صومه ومن أفطر وجب عليه القضاء ففتح الله مكة فلما دخلها أسند ظهره إلى الكعبة وقال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر حتى جاءه رجل فقال يا رسول الله إنه قتل رجل بالمزدلفة فقال إن هذا الحرم حرام عن أمر الله لم يحل لمن كان قبلي ولا يحل لمن بعدي وإنه
لم يحل لي إلا ساعة واحدة وإنه لا يحل لمسلم أن يشهر فيه سلاحا وأنه لا يختلى خلاه ولا يعضد شجره ولا ينفر صيده فقال رجل يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الإذخر وإن أعتى الناس على الله ثلاثة من قتل في حرم الله أو قتل غير قاتله أو قتل بذحل الجاهلية فقام رجل فقال يا رسول الله إني وقعت على جارية بني فلان وإنها ولدت لي فأمر بولدي فليرد إلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بولدك لا يجوز هذا في الإسلام والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينة الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب فقال رجل يا رسول الله وما الأثلب قال الحجر فمن عهر بامرأة لا يملكها أو امرأة قوم آخرين فولدت له فليس بولده لا يرث ولا يورث والمؤمنون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم يعقد عليهم أولهم ويرد عليهم أقصاهم ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسافر ثلاثا مع غير ذي محرم ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا تصلوا بعد العصر حتى تغرب الشمس أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده أي بنية أظهريني على أبي قبيس قالت وقد كف بصره فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين قالت أرى سوادا مجتمعا قال تلك الخيل قالت وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال ذلك يا بنية الوازع يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ثم قالت قد والله انتشر السواد فقال
قد والله دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي فانخطت وقال به فتلقاه الخيل قبل أن يصل بيته وفي عنق الجارية طوق لها من ورق فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها قالت
فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد أتاه أبو بكر رضي الله عنه بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى اكون أنا آتيه قال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له أسلم فأسلم قالت ودخل به أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا من شعره ثم قام أبو بكر وأخذ بيد أخته فقال أنشد الله والإسلام طوق أختي فلم يجبه أحد فقال يا أخيه احتسبي طوقك فإن الأمانة اليوم في الناس لقليل أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح مكة ولواؤه أبيض أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا عاصم بن عمر عن ابن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وجد بها ثلاثمائة وستين صنما فأشار بعصاه إلى كل صنم منها وقال صلى الله عليه وسلم جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فيسقط الصنم ولا يمسه أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت أنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا موسى بن عقبة عن عبد الله عن ابن عمر قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته القصوى يوم الفتح واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مناخا في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي فأنيخت ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية يا أيها الناس إنما الناس رجلان بر تقي كريم على ربه وفاجر شقي هين على ربه ثم قرأ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا حتى قرأ الآية ثم قال أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
باب في غزوة حنين أخبرنا
أحمد بن علي بن المثنى حدثنا جعفر بن مهران السباك حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعلم بمن يخبر بالقوم الذين خرجوا إلينا فاستقبلنا وادي حنين في عماية الصبح وهو واد اجوف من أودية تهامة إنما ينحدرون فيه انحدارا قال فوالله إن الناس ليتتابعون لا يعلمون بشيء إذ فجأتهم الكتائب من كل ناحية فلم ينتظر الناس أن انهزموا راجعين قال وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وقال أيها الناس أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله وكان أمام هوازن رجل ضخم على جمل أحمر في يده راية سوداء إذا أدرك طعن بها وإذا فاته شيء بين يديه رفعها لمن خلفه فرصد له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار كلاهما يريده قال فضرب على عرقوبي الجمل فوقع على عجزه وضرب الأنصاري ساقه فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع وأقبل الناس حتى كانت الهزيمة وكان أخو صفوان بن أمية لأمه قال ألا بطل السحر اليوم وكان صفوان بن أمية يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فوالله لئن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال إن هوازن جاءت يوم حنين بالشاء والإبل معهم فجعلوها صفين ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله جل وعلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ من قتل كافرا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم (قلت) فذكر الحديث وذكر قصة أبي قتادة فكتبته في باب في الغنيمة في الجهاد في أن السلب للقاتل
باب غزوة تبوك أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن فضالة بن عبيد قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بظهرهم من الجهد فتحين رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيقا سار الناس فيه وهو يقول مروا بسم الله فجعل ينفخ بظهورهم وهو يقول اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر قال فضالة فلما بلغنا المدينة جعلت تنازعنا أزمتها فقلت هذه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القوي والضعيف فما بال الرطب واليابس فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرص ورأيت السفن وما يدخل عرفت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نافع بن جبير عن ابن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن شأن العسرة قال خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا فادع قال أتحب ذلك قال نعم قال فرفع يديه صلى الله عليه وسلم فلم يرجعها حتى أظلت سحابة ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السرى أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أخبرني ابن أخي أبي رهم قال سمعت أبا رهم الغفاري يقول وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا فلما قفلنا سرنا ليلة فسرت قريبا منه وألقى علي النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز
فأزجر راحلتي حتى غلبتني عيني في بعض الليل فزحمت راحلتي راحلته في الغرز فأصبت رجله فلم أستيقظ إلا بقوله حس فرفعت رأسي وقلت استغفر لي يا رسول الله فقال سر فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف من بني غفار فأخبره فإذا هو قال ما فعل النفر السود الثطاط فحدثته بتخلفهم فقال ما فعل النفر السود الجعاد القطاط أو القصار الذين لهم نعم بشبكة سرح فتذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطا من أسلم فقلت يا رسول الله أولئك من أسلم وقد تخلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يمنع أولئك حين تخلف أحدهم أن يحمل على بعض إبله امرءا نشيطا في سبيل الله إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون والأنصار وأسلم وغفار باب فتح الحيرة والشام أخبرنا ابن أسلم حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة فقال هي لك فاعطوها إياه فجاء أبوها فقال أتبيعنيها فقال نعم قال بكم قال احتكم ما شئت قال بألف درهم قال قد أخذتها فقيل لو قلت ثلاثين ألفا قال وهل عدد أكثر من ألف (قلت) هكذا وقع في هذه الرواية أن الذي اشتراها أبوها وأن المشهور أن الذي اشتراها عبد المسيح أخوها والله أعلم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد يعني ابن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري قال شهدت اليرموك وعليها خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض صاحب الحديث الذي يحدث سماك عنه قال: قال عمر رضي الله عنه إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة قال فكتبنا إليه أن قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني وإني
أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا الله فاستنصروه فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر بأقل من عددكم فإذا أتاكم كتابي فقاتلوهم ولا تراجعوني قال فقاتلناهم وهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ وأصبنا أموالا فتشاوروا فأشار عليهم عياض عن كل رأس عشرة فقال أبو عبيدة من يراهنني فقال شاب أنا إننا لم نغصب قال فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهي خلفه على فرس عربي باب فتح الاسكندرية أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا وهب بن بقية أنبأنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده قال: قال عمرو بن العاص خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الاسكندرية فقال عظيم من عظمائهم أخرجوا إلينا رجلا يكلمني وأكلمه فقلت لا يخرج إليه غيري فخرجت ومعي ترجماني ومعه ترجمانه حتى وضع لنا منبرا فقال ما أنتم فقلت نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وأشد عيشا نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض بأشد عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا فقال أنا رسول الله إليكم يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا فكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناهم فقتلنا وظهر علينا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد حتى جاءكم وحتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش فضحك وقال إن رسولكم صدق قد جاءتنا رسلنا بالذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهر فينا ملوك فجعلوا يعملون بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه فإن فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل فعل الذين عملوا بأهوائهم فخلى بيننا وبينكم
لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة قال عمرو بن العاص فما كلمت أحدا قط أذكى منه
باب فتح نهاوند أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن خلف العسقلاني حدثنا آدم ابن أبي إياس حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا زياد بن جبير بن حية قال أخبرني أبي أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال للهرمزان أما إذ أمنتني بنفسك فانصح لي وذلك أنه قال له تكلم لا بأس فأمنه فقال الهرمزان نعم إن فارس اليوم رأس وجناحان قال فأين الرأس قال نهاوند مع بيداد قال فإن معه أساورة كسرى وأهل أصفهان قال فأين الجناحان فذكر الهرمزان مكانا نسيه فقال الهرمزان اقطع الجناحين توهن الرأس فقال له عمر رضوان الله عليه كذبت يا عدو الله بل أعمد إلى الرأس فيقطعه الله فإذا قطعه الله عني انقطع عني الجناحان فأراد عمر أن يسير إليه بنفسه فقالوا نذكرك الله يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك إلى العجم فإن أصبت بها لم يكن للمسلمين نظام ولكن ابعث الجنود قال فبعث أهل المدينة وبعث فيهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وبعث المهاجرين والأنصار وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن سر بأهل البصرة وكتب إلى حذيفة بن اليمان أن سر بأهل الكوفة حتى تجتمعوا بنهاوند جميعا فإذا اجتمعتم فأميركم النعمان بن مقرن المزني فلما اجتمعوا بنهاوند أرسل إليهم بيداد أن أرسلوا إلينا يا معشر العرب رجلا منكم نكلمه فاختار الناس المغيرة بن شعبة قال أبي فكأني أنظر إليه رجل طويل أشعر أعور فأتاه فلما رجع إلينا سألناه فقال لنا إني وجدت العلج قد استشار أصحابه في أي شيء تأذنون لهذا العربي أبشارتنا وبهجتنا وملكنا أو نتقشف له فنزهده عما في أيدينا فقالوا بل نأذن له بأفضل ما يكون من الشارة والعدة فلما رأيتهم رأيت تلك الحراب والدرق يلمع منها البصر ورأيتهم قياما
على رأسه فإذا هو على سرير من ذهب وعلى رأسه التاج فمضيت كما أنا ونكست رأسي لأقعد معه على
السرير قال فدفعت ونهرت فقلت إن الرسل لا يفعل بهم هذا فقالوا لي إنما أنت كلب أتقعد مع الملك فقلت لأنا أشرف في قومي من هذا فيكم قال فانتهرني وقال اجلس فجلست فترجم لي قوله فقال يا معشر العرب إنكم كنتم أطول الناس جوعا وأعظم الناس شقاء وأقذر الناس قذرا وأبعد الناس دارا وأبعده من كل خير وما كان منعني أن آمر هذه الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسا لجيفتكم أنه لأنكم أرجاس فإن تذهبوا يخلى عنكم وإن تابوا نبوئكم وهو مصارعكم قال المغيرة فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت والله ما أخطأت من صفتنا ونعتنا شيئا إن كنا لأبعد الناس دارا وأشد الناس جوعا وأعظم الناس شقاء وأبعد الناس من كل خير حتى بعث الله إلينا رسولا فوعدنا بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة فلم نزل نتعرف من ربنا مذ جاءنا رسوله صلى الله عليه وسلم الفلاح والنصر حتى أتيناكم وإنا والله نرى لكم ملكا وعيشا لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا حتى نغلبكم على ما في أيديكم أو نقتل في أرضكم فقال أما الأعور فقد صدقكم الذي في نفسه فقمت من عنده وقد والله أرعبت العلج جهدي فأرسل إلينا العلج إما أن تعبروا إلينا بنهاوند وإما أن نعبر إليكم فقال النعمان اعبروا فعبرنا فقال أبي فلم أر كاليوم قط إن العلوج يجيئون كأنهم جبال الحديد وقد تواثقوا أن لا يفروا من العرب وقد قرن بعضهم إلى بعض حتى كان سبعة في قران وألقوا حسك الحديد خلفهم وقالوا من فر منا عقره حسك الحديد فقال المغيرة بن شعبة حين رأى كثرتهم لم أر كاليوم قتيلا إن عدونا يتركون أن يتتاموا فلا تعجلوا أما والله لو أن الأمر إلي لقد أعجلتهم به قال وكان النعمان رجلا بكاء فقال قد كان الله جل وعز يشهدك أمثالها فلا يخزيك
ولا تعدى موقفك وإني والله ما يمنعني أن أناجزهم إلا لشيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا فلم يقاتل أول النهار لم يعجل حتى تحضر الصلوات وتهب الأرواح ويطيب القتال ثم قال النعمان اللهم إني أسألك أن تقر عيني بيوم يكون فيه عز الإسلام وأهله وذل الكفر وأهله ثم اختم لي على أثر ذلك بالشهادة ثم قال أمنوا رحمكم الله فأمنا وبكى فبكينا فقال النعمان إني هاز لوائي فيسروا السلاح ثم هازها الثانية فكونوا متيسرين لقتال عدوكم بإزائكم فإذا هززتها الثالثة فليحمل
كل قوم على من يليهم من عدوهم على بركة الله قال فلما حضرت الصلاة وهبت الأرواح كبر وكبرنا وقال ريح الفتح والله إن شاء الله وإني لأرجو أن يستجيب الله لي وأن يفتح علينا فهز اللواء فتيسروا ثم هزها الثانية ثم هزها الثالثة فحملنا جميعا كل قوم على من يليهم وقال النعمان إن أنا أصبت فعلى الناس حذيفة بن اليمان فإن أصيب حذيفة ففلان فإن أصيب فلان حتى عد سبعة آخرهم المغيرة بن شعبة قال أبي فوالله ما علمت من المسلمين أحدا يحب أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو يظفر وثبتوا لنا فلم نسمع إلا وقع الحديد على الحديد حتى أصيب في المسلمين عصابة عظيمة فلما رأوا صبرنا ورأونا لا نريد أن نرجع انهزموا فجعل يقع الرجل فيقع عليه سبعة في قران فيقتلون جميعا وجعل يعقرهم حسك الحديد خلفهم فقال النعمان قدموا اللواء فجعلنا نقدم اللواء فنقتلهم ونهزمهم فلما رأى النعمان قد استجاب الله له ورأى الفتح جاءته نشابة فأصابت خاصرته فقتلته فجاء أخوه معقل بن مقرن فسجى عليه ثوبا وأخذ اللواء فتقدم ثم قال تقدموا رحمكم الله فجعلنا نتقدم فنهزمهم ونقتلهم فلما فرغنا واجتمع الناس قالوا أين الأمير فقال معقل هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة فبايع الناس حذيفة بن اليمان
قال وكان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بالمدينة يدعو الله وينتظر مثل صيحة الحبلى فكتب حذيفة إلى عمر بالفتح مع رجل من المسلمين فلما قدم عليه قال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح أعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل فيه الشرك وأهله وقال النعمان بعثك قال احتسب النعمان يا أمير المؤمنين فبكى عمر واسترجع فقال ومن ويحك قال وفلان وفلان حتى عد ناسا ثم قال وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم فقال عمر رضوان الله عليه وهو يبكي لا يضرهم أن لا يعرفهم عمر لكن الله يعرفهم


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المغازي, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir