دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 12:56 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب القيامة ومايتعلق بها: الباب الأول: أشراطها وعلاماتها

الكتاب التاسع: في القيامة وما يتعلق بها أولاً وآخراً
الباب الأول: في أشراطها وعلامتها
الفصل الأول: في المسيح والمهدي عليهما السلام
7831 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».
زاد في رواية: «وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به قبل موته...} الآية [النساء: 59]».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟»، وفي رواية: «فأمّكم»، وفي أخرى: «فأمّكم منكم»، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمّكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمّكم بكتاب ربّكم - عز وجل - وسنّة نبيّكم -صلى الله عليه وسلم-.
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لينزلنّ ابن مريم حكما عادلا، فليكسرنّ الصليب، وليقتلنّ الخنزير، وليضعنّ الجزية، ولتتركنّ القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبنّ الشحناء، والتباغض والتحاسد، وليدعونّ إلى المال فلا يقبله أحد». أخرجه البخاري، ومسلم، وانفرد مسلم بالرواية الآخرة.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى إلى قوله: «لا يقبله أحد».
وفي رواية أبي داود: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس بيني وبينه - يعني عيسى- نبيّ، وإنّه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصّرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدقّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلّها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفّى، ويصلّي عليه المسلمون».

[شرح الغريب]
أشراطها: علاماتها ودلائلها التي تتقدم عليها، واحدها: شرط بالفتح.
الحكم: الحاكم الذي يقضي بين الناس، والأمير الذي يلي أمورهم.
مقسطا، المقسط: العادل، والقاسط: الجائر.
وضع الجزية: هو إسقاطها عن أهل الكتاب، وإلزامهم بالإسلام، ولا يقبل منهم غيره، فذلك معنى وضعها.
القلاص، جمع قلوص: وهي الناقة.
الشحناء: العداوة.
ممصرتين، ثوب ممصر: إذا كان فيه صفرة خفيفة يسيرة.

7832 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى، فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة». أخرجه مسلم.
7833 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا منّي - أو من أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا».
وفي أخرى: «[لا تذهب - أو] لا تنقضي - الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي الرواية الثانية.
وله في أخرى أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، قال: وقال أبو هريرة: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي».

7834 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا، كما ملئت جورا». أخرجه أبو داود.
7835 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المهديّ من عترتي من ولد فاطمة». أخرجه أبو داود.
7836 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المهديّ مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا، وظلما، ويملك سبع سنين». أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال: «خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث، فسألنا نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إنّ في أمّتي المهديّ يخرج، يعيش خمسا، أو سبعا، أو تسعا - زيد العمّي الشاك - قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي، أعطني، أعطني،قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله».

[شرح الغريب]
أجلى الجبهة: يقال: رجل أجلى: إذا ذهب شعر رأسه إلى نصفه.

7837 - (د) أبو إسحاق، [عمرو بن عبد الله السبيعي] - رحمه الله -: قال: قال عليّ - ونظر إلى ابنه الحسن - فقال: «إن ابني هذا سيّد، كما سمّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيّكم، يشبهه في الخلق، ولا يشبهه في الخلق... ثم ذكر قصة، يملأ الأرض عدلا». أخرجه أبو داود، ولم يذكر القصة.
الفصل الثاني: في الدجال
7838 - (م د ت) عامر بن شراحيل الشعبي - رحمه الله -: «أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس - وكانت من المهاجرات الأول - فقال: حدّثيني حديثا سمعتيه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت: لئن شئت لأفعلنّ، فقال: أجل حدّثيني، فقالت: نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما تأيّمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وخطبني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حدّثت أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أحبّني فليحبّ أسامة، فلما كلّمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: أمري بيدك فأنكحني من شئت، فقال: انتقلي إلى أم شريك - وأمّ شريك امرأة غنيّة من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضّيفان - فقلت: سأفعل، قال: لا تفعلي، إنّ أمّ شريك كثيرة الضيفان، فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمّك عبد الله بن عمرو بن أمّ مكتوم، وهو رجل من بني فهر - فهر قريش - وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلت إليه، فلما انقضت عدّتي سمعت نداء المنادي، - منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد، فصلّيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكنت في النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته، جلس على المنبر وهو على المنبر وهو يضحك.
فقال: ليلزم كلّ إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة، ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداريّ كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، وحدّثني حديثا وافق الذي كنت أحدّثكم عن المسيح الدجال.
حدّثني أنه ركب في سفينة بحرّية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب، كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره، فقالوا: ويلك، ما أنت؟ قالت: أنا الجسّاسّة، قالوا: وما الجسّاسّة؟ قالت: أيّها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل الذي في الدّير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمّت لنا رجلا، فرقنا منها أن تكون شيطانة.
قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدّير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني: ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب، كثير الشعر، لا ندري ما قبله من دبره، من كثرة الشّعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل الذي في الدّير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة.
فقال: أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أيّ شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنّه يوشك أن لا تثمر.
قال: أخبروني عن بحيرة الطّبرية، قلنا: عن أيّ شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب.
قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أيّ شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها.
قال: أخبروني عن نبيّ الأمّيين، ما فعل؟ قالوا: [قد] خرج من مكة، ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب، وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إنّ ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني.
أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرّمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدّني عنها، وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.
قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدّثتكم عن ذلك؟ فقال الناس: نعم، قال: فإنه أعجبني حديث تميم: أنّه وافق الذي كنت أحدّثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنّه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو؟ من قبل المشرق، ما هو؟ - وأومأ بيده إلى المشرق - قالت: فحفظت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية طرف من ذكر الطلاق، ثم قالت: «فنودي في الناس: إنّ الصلاة جامعة، قالت: فانطلقت فيمن انطلق من الناس، قالت: فكنت في الصف المقدّم من النساء، وهو يلي المؤخّر من الرجال، قالت: فسمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يخطب، فقال: إن بني عمّ لتميم الداريّ ركبوا في البحر.... وساق الحديث، وفيه: قالت: فكأنما أنظر إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال: هذه طيبة - يعني المدينة».
وفي رواية قالت: «قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تميم الداريّ، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنّه ركب البحر، فتاهت به سفينته، فسقط إلى جزيرة، فخرج إليها يلتمس الماء، فلقي إنسانا يجرّ شعره... واقتص الحديث، وفيه: ثم قال: أما إنّه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلّها غير طيبة، فأخرجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس فحدّثهم، وقال: هذه طيبة، وذاك الدجال».
وفي أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قعد على المنبر، فقال: أيّها الناس، حدّثني تميم الداريّ: أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم، فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة، فخرجوا إلى جزيرة في البحر... وساق الحديث». أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود: قالت: سمعت منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينادي: إن الصلاة جامعة... وساق الحديث، نحو مسلم إلى قوله: «مجموعة يداه إلى عنقه، ثم قال... فذكر الحديث، وسألهم عن نخل بيسان، وعن عيون زغر، وعن النبيّ الأمّي، قال: إني أنا المسيح وإنّه يوشك أن يؤذن لي في الخروج، قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: وإنّه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا، بل من قبل المشرق [ما هو]؟ - مرتين - وقالت: حفظت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... وساق الحديث». هذا لفظ أبي داود.
وله في أخرى قال الشعبيّ: «أخبرتني فاطمة بنت قيس: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى الظهر، ثم صعد المنبر، وكان لا يصعد عليه إلا يوم الجمعة قبل يومئذ...» ثم ذكر هذه القصة. هكذا قال أبو داود.
وله في أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخّر العشاء الآخرة ذات ليلة، ثم خرج، فقال: إنه حبسني حديث كان يحدّثنيه تميم الداريّ عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجرّ شعرها، فقال: ما أنت؟ قالت: أنا الجسّاسة، اذهب إلى هذا القصر، فأتيته، فإذا رجل يجرّ شعره، مسلسل في الأغلال، ينزوا فيما بين السماء والأرض، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال، خرج نبي الأمّيين بعد؟ قلت: نعم، قال: أطاعوه، أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذلك خير لهم».
وأخرجه الترمذي، وهذا لفظه: قالت: «إن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- صعد المنبر، فضحك، فقال: إنّ تميما الداريّ حدّثني بحديث، ففرحت، فأحببت أن أحدّثكم، إنّ ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر، فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابّة لبّاسة، ناشرة شعرها، فقالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبركم، ولا أستخبركم، ولكن ائتوا أقصى القرية، فإنّ ثمّ من يخبركم ويستخبركم، فأتينا أقصى القرية، فإذا رجل موثق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زغر، قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردنّ وفلسطين، هل أطعم؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، هل بعث؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني، كيف الناس إليه؟ قلنا: سراع، فنزا نزوة، حتى كاد، قلنا فما أنت؟ قال: أنا الدجال، وإنّه يدخل الأمصار كلّها، إلا طيبة، وطيبة: المدينة».

[شرح الغريب]
تأيمت، المرأة: مات زوجها، أو فارقها.
المسيح الدجال: الدجال: الكذاب، وهو اسم لهذا الرجل المشار إليه في الشرائع، وقيل: إنما سمي دجالا، لأنه يقطع الأرض، ويسير في أكثر نواحيها، يقال: دجل الرجل: إذا فعل ذلك، وقيل سمي به لتمويهه على الناس وتلبيسه، يقال: دجل: إذا لبس وموه، وقيل: هو مأخوذ من الدجل، وهو طلي الجرب بالقطران وتغطيته به، فكأن الرجل يغطي الحق ويستره، وإنما سمي مسيحا، لأن إحدى عينيه ممسوحة لا يبصر بها، والأعور يسمى مسيحا، وأما تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح، فقيل: لمسح زكريا عليه السلام إياه، وقيل: لأنه يمسح الأرض، أي يقطعها، وقيل: لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل: المسيح: الصديق.
أرفأت، السفينة: قربتها إلى الشط وأدنيتها من البر، وذلك الموضع مرفأ.
أقرب: القارب: سفينة صغيرة تكون إلى جانب السفن البحرية يستعجلون بها حوائجهم من البر، وتكون معهم خوفا من غرق المركب، فيلجؤون إليها، فأما أقرب فلعله جمع قارب، وليس بمعروف في جمع فاعل أفعل، وقد أشار الحميدي في غريبه إلى إنكار ذلك، وقال الخطابي: إنه جمع على غير قياس.
أهلب: الهلب: ما غلظ من الشعر، والأهلب: الغليظ الشعر الخشن.
الجساسة: فعالة من التجسس، وهو الفحص عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر.
اغتلام البحر: اضطراب أمواجه واهتياجه.
الأمي، الذي لا يعرف الكتابة: وكذلك كانت العرب، وسمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أميا لذلك، وكأنه في الأصل منسوب إلى أمه، أي على حالته التي ولدته أمه عليها.
صلتا، الصلت: المسلول من غمده، المهيأ للضرب به.
أنقابها، النقب: الطريق في الجبل، وجمعه: أنقاب ونقاب.
المخصرة: عصا، أو قضيب، أو سوط، كانت تكون بيد الخطيب أو الملك إذا تكلم.
النزو، الوثوب: نزا ينزو نزوا، والنزوة: المرة الوحدة.

7839 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول - وهو على المنبر -: «بينما أناس يسيرون في البحر، فنفد طعامهم، فرفعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبز، فلقيتهم الجسّاسة، قلت لأبي سلمة: ما الجساسة قال: امرأة تجر شعر جلدها ورأسها، قالت: في هذا القصر... فذكر الحديث، وسأل عن نخل بيسان، وعن عين زغر، قال: هو المسيح، فقال أبو سلمة: إنّ في هذا الحديث شيئا ما حفظته، قال: شهد جابر أنه ابن صياد، قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فقد أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة». أخرجه أبو داود هكذا.
7840 - (م د ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: قال: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدّجال ذات غداة، فخفّض فيه ورفّع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة، فخفّضت فيه، ورفّعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شابّ قطط، عينه طافئة، كأني أشبّهه ب «عبد العزى بن قطن»، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح (سورة الكهف)، إنه خارج خلّة بين الشام، والعراق، فعاث يمينا، وعاث شمالا، يا عبادالله، فاثبتوا.
قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله، فذاك اليوم الذي كسنة: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره، قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم، فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درّا، وأسبغه ضروعا، وأمدّه خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردّون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمرّ بالخربة، فيقول لها: اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين، رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا كفّيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ، فيقتله، ثم يأتي عيسى [بن مريم] قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدّثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمرّ أوائلهم على بحيرة طبريّة، فيشربون ما فيها، ويمرّ آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرّة ماء، ويحصر نبيّ الله عيسى عليه السلام، وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيرسل الله عليهم النّغف في رقابهم، فيصبحون فرسى، كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبيّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض، موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكنّ منه بيت مدر،ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزّلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرّمّانة، ويستظلّون بقحفها، ويبارك في الرّسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كلّ مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة».
وفي رواية نحوه، وزاد بعد قوله: «لقد كان بهذه مرة ماء»: «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر - وهو جبل بيت المقدس - فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشّابهم إلى السماء، فيردّ الله عليهم نشّابهم مخضوبة دما». أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي، وزاد في أوله بعد قوله: «في طائفة النخل»، قال: «فانصرفنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم رحنا إليه»، وقال فيه: «عينه قائمة». بدل «طافئة»، ولم يقل: «خلّة».
وقال: «فيأتي القوم فيدعوهم، فيكذّبونه، ويردّون عليه قوله، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم، ويصبحون ليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له، ويصدّقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم كأطول ما كانت درّا، وأمدّه خواصر، وأدرّه ضروعا،ثم يأتي الخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فينصرف عنها، فتتبعه كيعاسيب النحل... وذكر الحديث بنحو ما سبق إلى قوله: لقد كان بهذه مرة ماء.
وقال: ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، فهلمّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشّابهم إلى السماء، فيردّ الله عليهم نشّابهم محمرا دما، ويحاصر عيسى بن مريم وأصحابه حتى يكون رأس الثور يومئذ خيرا لهم من مائة دينار لأحدكم اليوم...». وذكر الحديث.
وقال: «قد ملأته زهمتهم ونتنهم ودماؤهم، قال: فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم بالمهبل، ويستوقد المسلمون من قسيّهم ونشّابهم وجعابهم سبع سنين، ويرسل الله عليهم مطرا لا يكنّ منه بيت وبر ولا مدر، فيغسل الأرض فيتركها كالزّلفة، قال: ثم يقال للأرض: اخرجي ثمرتك، وردّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة الرّمّانة، ويستظلّون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن الفئام من الناس ليكتفون باللّقحة من الإبل، وإن القبيلة ليكتفون باللقحة من البقر، وإن الفخذ ليكتفون باللقحة من الغنم، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله عليهم ريحا، فقبضت روح كل مؤمن، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما يتهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة».
وأخرجه أبو داود مختصرا، قال: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال، فقال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كلّ مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنّها جواركم من فتنته، قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، فقلنا: يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدركه عند باب لدّ، فيقتله».
قال أبو داود: وحدثنا عيسى بن محمد، قال: حدثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نحوه.

[شرح الغريب]
طائفة النخل، ناحيته وجانبه، والطائفة: القطعة من الشيء.
الحجيج: المحاجج، وهو المجادل والمخاصم الذي يطلب الحجة، وهي الدليل.
القطط: الشعر الجعد.
طافئة، الحبة الطافئة من العنب: هي التي قد خرجت عن حد نبات أخواتها في العنقود ونتأت، قال الخطابي: مر علي زمان وأنا أعتقد أن معنى قوله: «كأنها عنبة طافئة» أنه الحبة من العنب التي تسقط في الماء فيدخلها الماء، فتنتفخ فتطفو على الماء، إلى أن وقفت عليه في موضع أنه الحبة التي تخرج عن حد أخواتها، والذي وقع له رحمه الله مناسب. قوله: إنه خارج خلة أي أنه يخرج قصدا وطريقا بين الجهتين والتخلل: الدخول في الشيء.
فعاث، العيث: أشد الفساد.
أقدروا له: أي: قدروا قدر يوم من أيامكم المعهودة، وصلوا فيه كل يوم بقدر ساعاته.
سارحتهم، السارحة: الماشية، لأنها تسرح إلى المرعى.
الممحل: الذي قد أجدبت أرضه وقحطت وغلت أسعاره.
درا، الدر: اللبن، وإنما يكثر بالخصب وكثرة المرعى.
يعاسيب: جمع يعسوب، وهو فحل النحل ورئيسها.
جزلتين، الجزلة بالكسر: القطعة.
الغرض: الهدف الذي يرمى بالنشاب.
مهرودتين: رويت هذه اللفظة بالدال والذال، يقال: إن الثوب إذا صبغ بالورس ثم بالزعفران، جاء لونه مثل زهرة الحوذانة، فذلك الثوب مهرود، وقيل: أراد بالمهرود: الثوب المصبوغ بالهرد، وهو صبغ أصفر، قيل: إنه الكركم، وقيل أراد في شقتين من الهرد، وهو القطع.
جمان: جمع جمانة، وهي حبة تؤخذ من النقرة، كاللؤلؤة، وقد يطلق على اللؤلؤ مجازا.
لا يدان لأحد بقتالهم، يقال: مالي بهذا الأمر يدان، أي: لا أقدر عليه وأنا عاجز عنه، كما يقال: لا طاقة لي به، لأن المباشرة والدفاع إنما يكون باليد، فكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه.
فحرز: أي احرز واحفظ واجعلهم في الحرز.
الحدب: الأكمة والمرتفع من الأرض. وينسلون أي يسرعون.
النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدها: نغفة.
فرسى: جمع فريس، وهو القتيل.
الزهمة: الريح المنتنة، والزهم: مصدر زهمت يده من ريح اللحم.
المدر: طين قد استحجر، والمراد به: البيوت المبنية دون الخيام.
الزلفة، المرآة، وجمعها زلف، وقيل: هي المضغة من الماء، فمن شبهها بالمرآة: أراد لاستوائها ونظافتها، ومن شبهها بالمضغة: أراد امتلاءها من الماء، والأول أشبه لسياق الحديث.
العصابة: الجماعة من الناس قبل أن يبلغوا أربعين.
القحف للرأس: معروف. والمراد به في الحديث: قشر الرمانة.
رسل: الرسل بكسر الراء: اللبن.
لقحة: اللقحة: الناقة التي يكون لها لبن.
الفئام: الجماعة من الناس.
الفخذ من الناس: دون القبيلة.
التهارج: الاختلاف والاختلاط، وأصله، القتل.

7841 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «حدّثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدّثنا به أن قال: يأتي الدجال وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول: أشهد أنّك الدّجال الذي حدّثنا عنك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثه، فيقول الدّجال: أرأيتم إن قتلت هذا، ثم أحييته، هل تشكّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشدّ بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: اقتله، ولا يسلّط عليه». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يخرج الدجال، فيتوجّه قبله رجل من المؤمنين، فتلقاه المسالح - مسالح الدّجال - فيقولون له: أين تعمد؟ فقال: أعمد إلى هذا الذي خرج، قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربّنا؟ فيقول: ما بربّنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس نهاكم ربّكم أن تقتلوا أحدا دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيّها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فيأمر الدجال به فيشجّ، فيقول: خذوه وشجّوه، فيوسع ظهره، وبطنه ضربا، قال: فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذّاب؟ قال: فيؤمر به، فيؤشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرّق بين رجليه، قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، قال: ثم يقول له: قم، فيستوي قائما، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة؟ قال: ثم يقول: يا أيها الناس: إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه، ورجليه، فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا أعظم الناس شهادة عند ربّ العالمين».

[شرح الغريب]
السباخ: الأراضي التي لا تنبت المرعى.
بصيرة، البصيرة: المعرفة واليقين.
المسالح: جمع مسلحة، وهم قوم معهم سلاح، والمسلحة: كالثغر والمرقب وهو الذي يكون فيه قوم يرقبون العدو، لئلا يهجم عليهم، ويسمى بالأعجمية: اليزك.
فيؤشر: أشرته بالمنشار، وشرته: إذا شققته به، وقد ذكر.

7842 - (خ م د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال ربعي بن حراش: انطلقت أنا وعقبة بن عمرو إلى حذيفة، فقال عقبة: حدّثني بما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدجال، فقال: سمعته يقول: «إنّ مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنه نار: فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء: فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنّه ماء عذب بارد، قال حذيفة: وسمعته يقول: إن رجلا ممّن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقال: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئا، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة، وسمعته يقول: إن رجلا حضره الموت، فلما يئس من الحياة، أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبا كثيرا، جزلا، ثم أوقدوا فيه نارا، حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي، وامتحشت، فخذوها فاطحنوها، ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليمّ، ففعلوا، فجمعه الله - عز وجل - إليه، فقال: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، قال: فغفر الله له، فقال عقبة: وأنا سمعته يقول ذلك، وكان نباشا».
وفي رواية عن حذيفة مختصرا: أنه عليه السلام قال في الدجال: «إنّ معه ماء ونارا، فناره ماء بارد، وماؤه نار، فلا تهلكوا».
قال أبو مسعود: وأنا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان، أحدهما: رأي العين ماء أبيض، والآخر: رأي العين نار تأجّج، فإما أدركنّ أحد فليأت النهر الذي يراه نارا، وليغمّض، ثم ليطأطئ رأسه فليشرب منه، فإنّه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كلّ مؤمن، كاتب وغير كاتب».
وفي رواية لمسلم قال: قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشّعر، معه جنّة ونار، فناره جنّة، وجنّته نار». هذه الرواية أوردها الحميديّ في أفراد مسلم، وهي من جملة روايات الحديث المتفق فأوردناها معها.
وفي رواية أبي داود قال: «اجتمع حذيفة، وأبو مسعود، فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إنّ معه بحرا من ماء، ونهرا من نار، فالذي ترون أنه نار ماء، والذي ترون أنه ماء نار، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء، فليشرب من الذي يرى أنّه نار، فإنه سيجده ماء». قال أبو مسعود: هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول.

[شرح الغريب]
إنظار المعسر: تأخير ما عليه من الدين إلى حال يساره.
جزلا، الحطب الجزل: القوي الغليظ.
الامتحاش، الاحتراق، امتحشت النار العظم: إذا أحرقته.
راحا، يوم راح: كثير الريح شديده.
فاذروه في اليم: أي فرقوه في البحر وألقوه فيه، كما يذرى الطعام، واليم: البحر.
تأجج النار: اتقادها.
ظفرة، الظفرة: بالتحريك جليدة تغشى العين ناتئة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها.
شعر جفال: كثير ملتف.

7843 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «ما سأل أحد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدجال أكثر ممن سألته، وإنّه قال لي: ما يضرّك منه؟ قلت: إنّهم يقولون،إنّ معه جبل خبز، ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك».
وفي رواية: قال لي: «يا بنيّ، وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرّك، قال: قلت: إنهم يزعمون أنّ معه أنهار الماء، وجبال الخبز، قال: هو أهون على الله من ذلك».
وفي أخرى: «إنهم يقولون: إنّ معه جبال خبز ولحم، ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك». أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
ما ينصبك، النصب: التعب، أي ما يتعبك منه.

7844 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أحدّثكم حديثا عن الدّجّال ما حدّث به نبيّ قومه؟ إنّه أعور، وإنه يجيء بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة: هي النار، وإني أنذركم به، كما أنذر به نوح قومه». أخرجه البخاري ومسلم.
7845 - (م ت) أبو الزبير - رحمه الله -: سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: أخبرتني أم شريك: أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليفرّنّ الناس من الدّجّال في الجبال».
قالت أم شريك: قلت: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل».أخرجه مسلم، والترمذي.

7846 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سمع بالدّجّال، فلينأ منه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات». أخرجه أبو داود.
7847 - (م) حميد بن هلال - رضي الله عنه -: عن رهط - منهم أبو الدهماء وأبو قتادة - قالوا: «كنّا نمرّ على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنّكم لتجاوزونني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- منّي، ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة: خلق أكبر من الدّجّال». وفي رواية: «أمر أكبر من الدجال». أخرجه مسلم.
7848 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال بين ظهراني الناس، فقال: «إن الله ليس بأعور، ألا إنّ المسيح الدّجّال أعور العين اليمنى، كأنّ عينه عنبة طافئة». أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الدجال؟ فقال: ألا إنّ ربكم ليس بأعور، ألا وإنّه أعور، عينه اليمنى كأنها عنبة طافئة».
وفي رواية البخاري: «أن المسيح ذكر بين ظهراني الناس، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: إنّ الله ليس بأعور، ألا إنّ المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأنّها عنبة طافئة».
وفي أخرى له ولمسلم: أنّ النبّي -صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال فقال: إنّه أعور عين اليمنى، كأنّها عنبة طائفة.
وفي رواية أبي داود قال: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله... فذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه،ولقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنّه أعور، وأنّ الله ليس بأعور».
وفي أخرى للترمذي: قال: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله... ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنّه أعور، وأنّ الله ليس بأعور».
قال الزهري: فأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري: أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال يومئذ للناس وهو يحذّرهم فتنته: تعلمون أنّه ليس يرى أحد منكم ربّه حتى يموت، وأنّه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كلّ من كره عمله».

7849 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبي إلا وقد أنذر أمّته الأعور الكذّاب، ألا إنه أعور، وإنّ ربّكم عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه [ك ف ر]». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود.
وفي رواية لمسلم: أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدجال مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أي كافر».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه (كافر)، ثم تهجّاها (ك ف ر) يقرؤه كل مسلم».
وفي رواية لأبي داود: «بين عينيه كافر».
وفي أخرى: «يقرؤه كل مسلم».

7850 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني حدّثتكم عن الدجال، حتى خشيت أن لا تعقلوا، إن المسيح الدجال قصير أفحج، جعد أعور، مطموس العين، ليست بناتئة، ولا جحراء، فإن التبس عليكم، فاعلموا أنّ رّبكم ليس بأعور». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الفحج: تباعد ما بين الفخذين، والرجل أفحج.
عين جحراء،أي: غائرة مختفية، كأنها قد انجحرت، أي: دخلت في جحر، وهو الثقب، قال الهروي: وأقرأنيه الأزهري جخراء بالجيم والخاء المعجمة، وأنكره بالحاء المهملة، قال: معناه: الضيقة فيها رمص وغمص.

7851 - (د ت) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّه لم يكن نبيّ بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أنذركموه فوصفه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لعله سيدركه بعض من رآني، وسمع كلامي، قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها - يعني اليوم - أو خير». أخرجه أبو داود، والترمذي.
7852 - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدجال فقال: «هو يومه هذا قد أكل الطعام، وإني أعهد إليكم فيه عهدا لم يعهده نبي إلى أمّته، إنّ عينه اليمنى ممسوحة جاحظة، لا حدقة لها، كأنها نخاعة في حائط، وعينه اليسرى، كأنها كوكب درّيّ، ومعه مثل الجنة، والنار، فناره جنّة، وماؤه نار، ألا وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، فإذا خرجا من القرية دخلها أول أصحاب الدجال». أخرجه....
[شرح الغريب]
الجاحظة: الناتئة العظيمة.

7853 - جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: «استنصت الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال، فأطنب في ذكره، وقال: ما بعث الله من نبيّ إلا أنذره أمته، أنذره نوح أمته، والنبيّون من بعده، وإنّه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه، فليس يخفى عليكم، إنّ ربكم ليس يخفى عليكم - ثلاثا - إنّ ربكم ليس بأعور، وإنّه أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة». أخرجه....
7854 - عبد الله بن مسعود: قال: ذكر الدجال عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إنّ الله لا يخفى عليكم، إنّ الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينيه». أخرجه....
7855 - (ت) مجمع بن جارية الأنصاري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يقتل ابن مريم الدّجال بباب لدّ». أخرجه الترمذي.
7856 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: حدّثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خراسان يتّبعه أقوام كأن وجوههم المجانّ المطرقة». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
المجان المطرقة: المجان جمع مجنة، وهو الترس، والمطرقة التي ضوعف عليها العقب وألبسته شيئا فوق شيء، يقال: أطرقت الترس: إذا فعلت به ذلك، وطارقت النعل: إذا جعلتها طبقا فوق طبق وخصفتها

7857 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا عليهم الطّيالسة». أخرجه مسلم.
7858 - (ت) أبو بكرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يمكث أبو الدجال وأمّه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور، أضرّ شيء، وأقلّه منفعة، تنام عيناه، ولا ينام قلبه، ثم نعت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه، فقال: طوال، ضرب اللحم، كأن أنفه منقار، وأمّه امرأة فرضاخيّة، طويلة الثّديين، قال أبو بكرة: فسمعنا بمولود قد ولد على هذه الصفة في يهود المدينة، قال: فذهبت أنا والزبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه؟ فإذا نعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أعور، أضرّ شيء، وأقله منفعة، تنام عينه، ولا ينام قلبه، فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة، وله همهمة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي، ولا ينام قلبي». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
طوال ضرب اللحم: رجل طوال، أي طويل، وهو أبلغ من طويل، ورجل ضرب اللحم خفيفه.
فرضاخية، الفرضاخية: هي الضخمة العظيمة.
المنجدل: المستلقي على الأرض، وهو من الجدالة، والجدالة: الأرض.

الفصل الثالث: في ابن صياد
7859 - (خ م د)محمد بن المنكدر: قال: رأيت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما - يحلف باللّه: أنّ ابن صيّاد الدجال، قال: قلت: أتحلف باللّه؟ قال: فإني سمعت عمر يحلف باللّه على ذلك عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينكره. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.

[شرح الغريب]
ابن صياد: قال الخطابي: قد اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا شديدا، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول، فيقال: كيف بقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا يدعي النبوة كاذبا، وتركه بالمدينة في داره يجاوره؟ وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان؟ وقوله بعد ذلك: «اخسأ، فلن تعدو قدرك»؟ قال: والذي عندي، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته -صلى الله عليه وسلم- اليهود وحلفاءهم، وذلك: أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابا صالحهم فيه على أن لا يهاجروا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم، أو دخيلا في جملتهم - وكان يبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبره، وما يدعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك ليبرز أمره ويختبر شأنه، فلما كلمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رئى من الجن، أو يتعاهده شيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع قوله: الدخ زجره، فقال: «اخسأ فلن تعدو قدرك»، يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يوحى إليهم علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فيصيبون بنور قلوبهم، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في البعض، وذلك معنى قوله: «يأتيني صادق وكاذب» فقال له عند ذلك: «قد خلط عليك» والجملة من أمره: أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين {ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة} [الأنفال: 42] كما امتحن الله قوم موسى بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه، وقد اختلفت الروايات في كفره، وفيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أن تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا، وروي غير ذلك، وأنه فقد يوم الحرة فلم يجدوه، والله أعلم.

7860 - (د) نافع - مولى عبد الله بن عمر: أنّ ابن عمر -رضي الله عنهما كان يقول: «واللّه ما أشكّ أنّ المسيح الدجال ابن صياّد».
7861 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: قال: «إنّ عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رهط من أصحابه قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عن أطلم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله ظهره بيده، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: أتشهد أنّي رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال، أشهد أنّك رسول الأمّيين، فقال ابن صياد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول -صلى الله عليه وسلم-، وقال: آمنت باللّه وبرسله، ثم قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ماذا ترى؟ قال ابن صياد، يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلّط عليك الأمر، ثم قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني قد خبأت لك خبيئا،فقال ابن صياد: هو الدّحّ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اخسأ، فلن تعدو قدرك، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يارسول الله أضربّ عنقه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن يكنه فلن تسلّط عليه، وإن لم يكنه، فلا خير لك في قتله».
وقال سالم: سمعت ابن عمر يقول: «انطلق بعد ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبيّ بن كعب الأنصاريّ إلى النخل التي فيها ابن فيها ابن صياد، حتي إذا دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النخل طفق يتّقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صيّاد فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة، فرأت أمّ ابن صياد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتّقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: ياصاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد فشار ابن صياد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لو تركته بيّن.
قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو له أهل، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، ما من نبيّ إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلّموا أنّه أعور، وإنّ الله تبارك وتعالى ليس بأعور».أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد مسلم: قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاريّ: أنّه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال - يوم حذّر النّاس الدجال - «إنّه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كلّ من كره عمله -أو يقرؤه كلّ مؤمن -وقال: تعلّموا أنّه لن يرى أحد منكم ربّه حتى يموت».
وفي رواية الترمذي «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ بابن صيّاد في نفر من أصحابه - منهم: عمر بن الخطاب - وهو يلعب مع الغلمان، عند أطم بني مغاله - وهو غلام - فلم يشعر حتى ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظهره بيده.. وذكره الحديث إلى قوله: خلّط عليك الأمر - وقال: ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني قد خبأت خبيئا، وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 10] فقال ابن صياد: هو الدّخّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اخسأ، فلن تعدو قدرك، قال عمر: يارسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن يك حقا فلن تسلط عليه، وإن لا يك، فلا خير لك في قتله» ها هنا أخرج الترمذي، وقد أخرج مفردا قول سالم عن أبيه: «فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله... إلى قوله: وإنّ الله ليس بأعور».
وأخرج زيادة مسلم إلى قوله: «يقرؤه كلّ من كره عمله».
وأخرجه أبو داود مثل الترمذي إلى قوله: «فلا خير لك في قتله» وزاد بعد قوله: «فلن تسلّط عليه» قال: «يعني الدجال».
وأخرج قول سالم عن أبيه: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس... إلى قوله: وإن الله ليس بأعور، وقد تقدّم ذكر ما أخرجه هو والترمذي مفردا في الفصل الثاني.
وفي رواية لمسلم «أنّ عمر قال: انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه رهط من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - حتى وجد ابن صياد غلاما قد ناهز الحلم يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة».
قال مسلم: وساق الحديث بمثل الرواية الأولى [حديث يونس] إلى منتهى حديث عمر بن ثابت.
وفي الحديث عن يعقوب قال: قال أبيّ، يعني في قوله: «لو تركته بيّن»: «لو تركته أمّه بيّن أمره». وله في أخرى «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مرّ بابن صياد في نفر من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة، وهو غلام - بمعنى الحديث الأول» غير أنه لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-مع أبيّ بن كعب إلى النخل، وفيه «ثم قال ابن صياد: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: آمنت باللّه ورسله...» الحديث.

[شرح الغريب]
اخسأ، خسأت الكلب: إذا طردته، وقد جاء في الحديث غير مهموز كأنه حذف الهمزة وقلبها ألفا، فلما أمر منه حذفها.
يختل: الختل الخداع والمراوغة.
الأطم: البناء المرتفع.
ناهز: ناهز الصبي الحلم: إذا قاربه.

7862 - (م) عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -: قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمررنا بصبيان يلعبون، فيهم ابن صياد، ففرّ الصبيان، وجلس ابن صياد، فكأنّ رسول الله كره ذلك، فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: تربت يداك، أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمر بن الخطاب: ذرني يارسول الله حتى أقتله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله».
وفي رواية [قال]: «كنّا نمشى مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فمررنا بابن صيّاد، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قد خبأت لك خبيئا، فقال: دخّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اخسأ، فلن تعدو قدرك، فقال عمر: يارسول الله: دعني فأضرب عنقه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دعه، فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله» أخرجه مسلم.

7863 - (م ت) أبو سعيد الخدري -رضي اللّه عنه-: قال: «لقيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتشهد أني رسول الله؟ فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آمنت باللّه، وملائكته، وكتبه، ما ترى؟ قال: أرى عرشا على الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ قال: أرى صادقين وكاذبا - أو كاذبين وصادقا - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لبس عليه، دعوه» أخرجه مسلم والترمذي.
7864 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما -: قال: «لقي نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- ابن صياد ومعه أبو بكر وعمر، وابن صائد مع الغلمان...» فذكر نحو الحديث الذي قبله، وهو حديث أبي سعيد - هكذا أخرجه مسلم عقيبه،ولم يذكر لفظه.
7865 - (م) أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: «ما تربة الجنة؟ قال: درمكة بيضاء مسك ياأبا القاسم، قال: صدقت».
وفي رواية: «أن ابن صياد سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن تربة الجنة؟ فقال: درمكة بيضاء مسك خالص» أخرجه مسلم.

7866 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: «قد خبأت لك خبيئا، فما هو؟ قال: الدّخ، قال: اخسأ» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
درمكة: الدرمك: الدقيق الحواري، والدرمكة: أخص منه.

7867 - (م ت) أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه -: قال: «صحبت ابن صياد إلى مكة، فقال لي: [أ] ما [قد] لقيت من الناس، يزعمون أني الدجال؟ ألست سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه لا يولد له؟ قال: قلت: بلى، قال: فقد ولد لي، أو ليس سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخل المدينة ولامكة؟ قال: قلت: بلى،قال: فقد ولدت بالمدينة، وها أنا ذا أريد مكة، ثم قال في آخر قوله: أما واللّه إنى لأعلم مولده ومكانه، وأين هو؟ قال: فلبسني».
وفي رواية: قال: «قال لي ابن صائد -وأخذتني منه ذمامة - هذا عذرت الناس، مالي ولكم ياأصحاب محمد؟ ألم يقل نبي الله: إنّه يهوديّ، وقد أسلمت، وقال: لايولد له، وقد ولد لى، وقال: إنّ الله حرّم عليه مكة، وقد حججت؟ قال: فما زال حتى كاد أن يأخذ فيّ قوله، قال: فقال له: أما واللّه إني لأعلم الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمه، قال: وقيل له: أيسرّك أنك ذاك الرجل؟ قال: فقال: لو عرض عليّ ما كرهت».
وفي رواية قال: «خرجنا حجّاجا - أو عمّارا - ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلا، فتفرّق الناس، وبقيت أنا وهو،فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه [فوضعه مع متاعي]، فقلت: إنّ الحرّ شديد، فلو وضعته تحت تلك الشجرة؟ قال: ففعل، قال: فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعّس، فقال: اشرب أبا سعيد، فقلت: إنّ الحرّ شديد، واللبن حارّ، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال: آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلّقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس ياأبا سعيد، من خفي عليه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ [أليس] قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هو كافر؟ وأنا مسلم -صلى الله عليه وسلم- أو ليس قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [هو عقيم] لا يولد له ولد، وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قد قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يدخل المدينة ولا مكة، وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة؟.
قال أبو سعيد: حتى كدت أن أعذره، [ثم] قال: أما واللّه إني لأ عرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن؟ قال: قلت له: تبّا لك سائر اليوم» أخرجه مسلم، ولم يخرج الحميديّ الرواية الآخرة وأخرج الترمذي الرواية الآخرة إلى قوله: «وقد تركت ولدي بالمدينة».
وقال: «ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّه لا تحلّ له مكة؟ ألست من أهل المدينة، وهو ذا أنطلق معك إلى مكة؟ قال: فواللّه مازال يجيء بهذا، حتى قلت: فلعله مكذوب عليه، ثم قال يا أبا سعيد، واللّه لأخبرنّك خبرا حقا، واللّه إني لأعرفه، وأعرف والده، وأين هو الساعة من الأرض؟ فقلت له: تّبا لك سائر اليوم».

[شرح الغريب]
ذمامة: الذمامة: بالذال المعجمة: الحياء والإشفاق من الذم، والمذمة: العار، وبالدال المهملة: قبح الوجه، والمراد الأول.
العس: قدح ضخم يشرب فيه.
التب: الخسار والهلاك.

7868 - (م) نافع مولى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما - قال: «لقي ابن عمر بن صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السّكّة، فدخل ابن عمر على حفصة - وقد بلغها - فقالت له: رحمك الله، ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها؟».
وفي رواية: كان نافع يقول: ابن صياد، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، فلقيته مع قومه، فقلت لبعضهم، هل تحدّثون أنه هو؟ قالوا: لاواللّه قال: قلت: كذبتموني، واللّه لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا، كذلك هو زعموا اليوم، قال: فتحدّثنا، ثم فارقته.
قال: فلقيته لقية أخرى، قد نفرت عينه، قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لاأدري، قلت: لاتدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال، فنخر كأشدّ نخير حمار سمعت قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسّرت، وأما أنا: فواللّه ما شعرت.
قالوا: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدّثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أن قد قال: إنّ أول مايبعثه على الناس غضبة يغضبها؟ أخرجه مسلم. ولم يذكر الحميديّ الرواية الثانية.
وذكر رزين رواية قال فيها: «لقيت ابن صياد يوما، ومعه رجل من اليهود، فإذا عينه قد طفئت، وكانت عينه خارجه كعين الحمار، فقلت: ابن صياد، أنشدك الله، متى فقدت عينك؟ فمسّها بيده.
فقال: لا أدري والرحمن، فقلت: كذبت لاتدري وهو في رأسك؟ فنخر ثلاثا، ففجأني مالم أكن أحببت، وزعم اليهوديّ: أني ضربت رأسه بالعصا حتى تكسّرت، ولاأعلمني فعلت ذلك، فقلت له: اخسأ، فلن تعدو قدرك، قال: أجل لعمري، ولا أعدو قدري، وكأنما كان في سقاء فنشّ، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت لي: اجتنب هذا الرّجل، فإنا كنا نتحدّث: أنما للدجال غضبة يغضبها».

[شرح الغريب]
سقاء: السقاء: ظرف الماء من الجلود.
فنشّ: نش الشراب في السقاء: إذا غلا واشتد.

7869 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «فقدنا ابن صيّاد يوم الحرّة». أخرجه أبو داود.
الفصل الرابع: في الفتن والاختلاف أمام القيامة
7870 - (خ م د ت س) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشّعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة».
قال سفيان: زاد فيه في رواية: «صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأنّ وجوهم المجانّ المطرقة».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر، كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة، خمر الوجوه، صغار الأعين» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن قيس بن أبي حازم قال: أتينا أبا هريرة، فقال: «صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين، لم أكن في سنيّ أحرص على أن أعي الحديث منّي فيهنّ، سمعته يقول - وقال هكذا بيده - بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر، وهو هذا البارز. قال سفيان مرة: وهم أهل البارز، ويعني بأهل البارز أهل فارس، كذا هو بلغتهم».
وللبخاري أيضا: وزاد في آخره «وتجدون خير الناس أشدّهم كراهيهّ لهذا الأمر، حتي يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله».
وله أيضا: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لاتقوم الساعة حتي تقالوا خوزا وكرمان من الأعاجم، خمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوهم المجانّ المطرقة، نعالهم الشعر».
ولمسلم: أّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوما وجوههم كالمجانّ المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر» وأخرج أبو داود الأولى والآخرة،وأخرج الترمذي الأولى،وأخرج [أبو داود] والنسائي الآخرة، إلأ أنّ أبا داود لم يذكر «يمشون في الشعر».

[شرح الغريب]
ذلف الأنوف: الذلف في الأنف - بالذال المعجمة - استواء في طرفه وليس بالغليظ الكبير.

7871 - (خ) عمرو بن تغلب -رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر،وإنّ من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه، كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة» أخرجه البخاري.
7872 - (د) بريدة [بن الحصيب] -رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حديث «يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني الترك - قال: تسوقونهم ثلاث مرار، حتى تلحقوهم بجزبرة العرب، فأما في السياقة الأولى: فينجو من هرب منهم، وأما في الثانية: فينجو بعض ويهلك بعض، وأما في الثالثة، فيصطلمون» أو كما قال. أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
يصطلمون: الاصطلام: الاستئصال وأخذ الشيء جملة.

7873 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابق - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سبوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟فينهزم ثلث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علّقوا سيوفههم بالزيتون،إذ صاح فيهم الشيطان: إنّ المسيح الدّجّال فد خلفكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبيناهم يعدّون القتال، يسوّون صفوفهم، إذا أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب في الماء فلو تركه لا نزاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دمه في حربته». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
خلفكم: خلفت الرجل في أهله: إذا قمت فيهم مقامه، وخلفهم العدو: إذا طرقهم وهم غائبون عنهم.

7874 - (م) يسير بن جابر - أو أسير - رضي الله عنه -: قال: «هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجّيري إلاّ: ياعبد الله بن مسعود، جاءت الساعة، قال: فقعد - وكان متكئا - فقال: إنّ الساعة لاتقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمه، ثم قال بيده هكذا - ونحّاها نحو الشام - فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال نعم، ويكون عند ذلكم، القتال ردّة شديدة، فيتشرّط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلاغالية، فيقتتلون حتى يححز بينهم الليل، فيفيءّ هؤلاء وهؤلاء،كلّ غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرّط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء كلّ غيرغالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرّط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا،فيفيء هؤلاء،وهؤلاء، كلّ غير غالب، وتفني الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة عليهم فيقتتلون مقتلة - إما قال: لا يرى مثلها، وإما قال: لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمرّ بجنباتهم، فما يخلّفهم حتى يخرّ ميتا، فيتعادّ بنو الأم كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأيّ غنيمة يفرح، أو أيّ ميراث يقسم؟ فبينماهم كذلك؟ إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصّريخ: إنّ الدجال قد خلفهم في ذراريّهم، فيرافضون ما بأيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو قال: من خير فوارس» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
هجّيري: هجيراه، أي عادته وديدنه.
شرطة: الشرطة: أول طائفة من الجيش يشهد الوقعة، والتشرط: تفعل منه.
نهد الجيش لقتال العدو: إذا نهضوا إليه.
فيتعاد: التعاد: تفاعل من العد، أي يعد بعضهم بعضا.
البأس: الخوف والشدة.

7875 - (م) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «سمعتم بمدينة، جانب منها في البرّ، وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يارسول الله، قال: لاتقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط أحد جانبيها - قال ثور بن يزيد: لاأعلمه إلا قال: الذي في البحر - ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، واللّه أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون [الثالثة]: لا إله إلا الله، واللّه أكبر، فيفرّج فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذا جاءهم الصريخ، فقال: إنّ الدجال قد خرج، فيتركون كلّ شيء ويرجعون» أخرجه مسلم.
7876 - (خ م) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «قال: لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود [فيقتلهم المسلمون]، حتى يختبئ اليهوديّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يامسلم، ياعبد الله، هذا يهوديّ خلفي، تعال فاقتله إلا الغرقد، فإنّه من شجر اليهود».
وفي رواية أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاتقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود. حتى يقول الحجر وراءه اليهوديّ: يامسلم هذا يهوديّ ورائي، فاقتله» أخرج الأولى مسلم، والثانية البخاري.

7877 - (خ م ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتقاتلنّ اليهود،فلتقتلنّهم، حتى يقول الحجر: يامسلم، هذا يهوديّ فتعال فاقتله».
وفي أخرى قال: «تقتتلون أنتم ويهود، حتى يقول الحجر: يامسلم، هذا يهوديّ ورائي، تعال فاقتله».
وفي أخرى: «تقاتلكم اليهود فتسلّطون عليهم...» الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

7878 - (خ م) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان من المسلمين، فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة» أخرجه البخاري ومسلم.
7879 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم» أخرجه الترمذي.
7880 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاتقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يارسول الله؟ قال: القتل، القتل» أخرجه مسلم.
7881 - (ت) أنس بن مالك -رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم،يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
كقطع: قطع الليل: طائفة منه.

الفصل الخامس: في قرب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من الساعة
7882 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال بأصبيعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: بعثت أنا والساعة كهاتين».
وفي رواية قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين، ويشير بأصبعيه، يمدّهما» أخرجه البخاري ومسلم.

7883 - (خ) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين - يعني أصبعين» أخرجه البخاري.
7884 - (خ م ت) أنس بن مالك -رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بعثت أنا والساعة كهاتين، كفضل إحداهما على الأخرى وضمّ السبابة والوسطى».
وفي رواية قال: «بعثت في نفس الساعة، فسبقتها كفضل هذه على الأخرى» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين - وأشار أبو داود - بالسبابة والوسطى، فما فضل إحداهما على الأخرى؟».
وفي أخرى [لمسلم] قال: «بعثت أنا والساعة هكذا - وقرن شعبة بين أصبعيه: المسبّحة والوسطى، يحكيه».

7885 - (ت) المستورد بن شداد -رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بعثت في نفس الساعة، فسبقتها كما سبقت هذه لهذه - لإصبعيه: السبابة والوسطى» أخرجه الترمذي.
7886 - سهل بن حنيف -رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «بعثت في نفس الساعة، وإنما تقدّمتها كما بين هاتين - ويشير بالسبابة والوسطى من أصابعه فيمدّهما - وقال تعالى: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} [النحل: 77]» أخرجه...
الفصل السادس: في خروج النار قبل الساعة
7887 - (خ م) أبو هريرة -رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى» أخرجه البخاري ومسلم.

7888 - (ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستخرج نار من حضرموت - أو من بحر حضرموت - قبل القيامة تحشر الناس، قالوا: يارسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام» أخرجه الترمذي.
7889 - (خ) أنس بن مالك -رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أول أشراط الساعة: نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
الفصل السابع: في انقضاء كل قرن
7890 - (م ت) أبو الزبير: أنه سمع جابرا -رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله يقول - قبل أن يموت بشهر -: «تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله، وأقسم باللّه ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حيّة يومئذ، قال: فسّرها عبد الرحمن صاحب السقاية، قال بعضهم: هو نقص العمر».
وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من منفوسة تبلغ مائة سنة - قال سالم بن أبي الجعد: تذاكرنا ذلك عنده - إنما هي نفس مخلوقة يومئذ» أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الثانية.

[شرح الغريب]
نفس منفوسة: النفس المنفوسة: هي المولودة، نفست المرأة - بفتح النون وضمها - إذا ولدت، والمعنى في الحديث: أن كل من هو موجود الآن، يعني ذلك الوقت إلى انقضاء ذلك الأمد المعين: يكونون قد ماتوا، ولا بقي منهم على الأرض أحد، لأن الغالب على أعمارهم لا يتجاوز ذلك الأمد الذي أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتكون قيامة أهل ذلك العصر قد قامت.

7891 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -: قال: «صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة العشاء في آخر حياته، فلمّا سلّم قال: أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد» أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد الترمذي وأبو داود: قال ابن عمر: «فوهل الناس في مقالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك، فيما يتحدّثونه بهذه الأحاديث: نحو مائة سنة، وإنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد، يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن».

[شرح الغريب]
فوهل: الوهل: الفزع، وهلت أهل وهلا: إذا فجأك أمر لم تعرفه، فارتعت له، ووهل يهل إلى الشيء وهلا: إذا ذهب وهمه إليه.
ينخرم القرن: القرن من الزمان: أهل زمان مخصوص، وانخرامه: انقضاؤه.

7892 - (خ م) عائشة -رضي الله عنها -: قالت: «كان الإعراب إذا قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألوه عن الساعة، متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم، فيقول: إن يعش هذا، لم يدركه الهرم، حتى قامت عليكم الساعة، قال هاشم: يعني موتهم» أخرجه البخاري ومسلم.
7893 - (م) أنس بن مالك -رضي الله عنه - «أنّ رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هنيهة، ثم نظر إلى غلام بنين يديه من أزد شنوءة، فقال: إن عمّر هذا الغلام، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة، قال أنس: وذلك الغلام من أترابي يومئذ».
وفي رواية «وعنده غلام من الأنصار، يقال له: محمد...» وذكر الحديث أخرجه مسلم.

7894 - أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه - قال: «لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك، سألوه عن الساعة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم» أخرجه...
الفصل الثامن: في خروج الكذابين
7895 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يبعث كذّابون دجالون، قريبا من ثلاثين، كلّهم يزعم أنه رسول الله» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «حتى يخرج ثلاثون دجّال كلّهم يزعم أنه رسول الله».
وفي أخرى: «حتى يخرج ثلاثون كذّابا دجالا، كلّهم يكذب على الله وعلى رسوله».
وفي رواية عبيدة السّلماني بهذا الخبر...، فقلت له: «أترى هذا منهم؟-يعني المختار - فقال عبيدة: أما إنّه من الرؤوس».

7896 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن بين يدي الساعة كذّابين» أخرجه مسلم.
الفصل التاسع: في طلوع الشمس من مغربها
7897 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها النّاس آمن من عليها».
وفي رواية: «فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.

7898 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- جالس، فقال: يا أبا ذر، أين تذهب هذه؟ قال: قلت: الله ورسول أعلم، قال: فإنها تذهب تستأذن في السجود، فيؤذن لها، وكأنّها قد قيل لها: اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها قال: ثم قرأ: {والشمس تجري لمستقر لها} [يس: 38] وقال: وذلك في قراءة عبد الله بن مسعود» أخرجه الترمذي.
وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى بأطول منه، وهو مذكور في تفسير سورة يس، وفي «خلق العالم» من حرف التاء والخاء.

الفصل العاشر: في أشراط متفرقة
7899 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده،لا تقوم الساعة حتى تكلّم السباع الإنس،وحتى تكلّم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله،وتخبره فخذه بما أحدث أهّله بعده». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
عذبة سوطه: السير المعلق في طرفه.

7900 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، وذو الخلصة: طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية».
وفي رواية: «وذو الخلصة: صنم كان يعبده دوس في الجاهلية بتبالة». أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
أليات نساء دوس على ذي الخلصة: ذو الخلصة بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب، وقيل: هو صنم، وكان عمرو بن لحي نصبه بأسفل مكة، حين نصب الأصنام في مواضع شتى، فكانوا يلبسونه القلائد، ويعلّقون عليه بيض النعام، ويذبحون عنده، فكان معناهم في تسميتهم بذلك: أن عبّاده خلصة. وقيل: هو الكعبة اليمانية، والمعنى: أنهم يرتدون ويرجعون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان، فترمل نساء دوس طائفات حوله، فترتج أردافهن.

7901 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
لكع بن لكع: اللكع عند العرب: العبد، وقيل: هو اللئيم، وقيل: هو الوسخ القذر.

7902 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله».
وفي رواية: «حتى لا يقال في الأرض: الله الله». أخرجه مسلم.
وأخرج الترمذي الثانية، وقال الترمذي: وروي عنه غير مرفوع وهو أصح.

7903 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقوم رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه». أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
يسوق الناس بعصاه: لم يرد العصا نفسها، وإنما ضربها مثلا لطاعتهم، واستيلائه عليهم، إلا أن في ذكرها دليلا على ذلك، وعلى خشونته عليهم وعسفه بهم.

7904 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدّث القوم، إذ جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: إذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
وسّد الأمر إلى غير أهله: إذا أسند إليه، هذا كناية عن استقامة الناس وانقيادهم إليه واتفاقهم عليه.

7905 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلّ أكون أنا أنجو».
وفي رواية: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الثانية، وفي رواية لأبي داود مثل الثانية وقال: «عن جبل من ذهب».

7906 - (م) عبد الله بن الحارث بن نوفل - رضي الله عنه - قال: «كنت واقفا مع أبي ابن كعب، فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا: قلت أجل، قال: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذّهبنّ به كلّه، قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كلّ مائة تسعة وتسعون».
وفي رواية: «وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل أجم حسان». أخرجه مسلم.

7907 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها، مثل الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا». أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي مثله، ولم يذكر السارق وقطع يده.

[شرح الغريب]
تقيء الأرض أفلاذ كبدها: الأفلاذ: القطع، جمع فلذة، والقيء: مستعار لهما في إخراج كنوزها، كما يخرج القيء الطعام من الجوف.

7908 - (د) سلامة بنت الحر (أخت خرشة بن الحر) - رضي الله عنهما -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ من أشراط الساعة: أن يتدافع أهل المسجد الإمامة، فلا يجدون إماما يصلّي بهم» أخرجه أبو داود.
7909 - (خ) مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - وكان من أصحاب الشجرة: سمعه قيس بن أبي حازم يقول: «يقبض الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئا».
وفي رواية: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يذّهب الصالحون: الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة» أخرجه البخاري، وقال: ويقال: حفالة، وحثالة.

[شرح الغريب]
حثالة كل شيء: أردؤه وأرذله، وقد جاء في الحديث عند البخاري «حفالة» فإن صحت: فالفاء والثاء متقاربتان.

7910 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، لا تمرّ الدنيا حتى يمرّ الرجل بالقبر فيتمرّغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدّين، ما به إلا البلاء».
وفي رواية: «قال: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه». أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري الثانية، وأخرجه الموطأ.

7911 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: الجهجاه» وفي نسخة: الجّهجل. أخرجه مسلم.
7912 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضّرمة من النار» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
كالضرمة، الضرمة الشعلة الواحدة من النار: والضرمة بالتحريك: السعفة أو الشيحة في طرفها نار.

7913 - (ت) محمد بن أبي رزين - رحمه الله -: عن أمّه قال: «كانت أمّ الحريري إذا مات أحد من العرب اشتدّ عليها، فقيل لها: إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك؟ قالت: سمعت مولاي يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من اقتراب الساعة هلاك العرب».
قال محمد بن أبي رزين: ومولاها: طلحة بن مالك الخزاعي. أخرجه الترمذي.

7914 - (م) أبو سعيد وجابر - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان، يحثو المال ولا يعدّه».
وفي رواية: «يعطي الناس بغير عدد» أخرجه مسلم.

7915 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبّة من إيمان إلا قبضته».
وفي رواية: «مثقال ذرّة» أخرجه مسلم.

7916 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس» أخرجه مسلم.
7917 - (م) عبد الرحمن بن شماسة - رضي الله عنه - قال: «كنت عند مسلمة بن مخلّد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا ردّه عليهم، فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر، فقال له مسلمة: يا عقبة، اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا، فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تزال عصابة من أمّتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوّهم، لا يضرّهم منّ خالفهم حتى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك، قال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحا كريح المسك، مسّها مس الحرير، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبّة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس. عليهم تقوم الساعة» أخرجه مسلم
7918 - (د) (عبد الله) بن زعب الإيادي قال: «نزل عليّ عبد الله بن حواله الأزديّ، فقال لي: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنغنم على أقدامنا، فرجعنا لم نغنم شيئا. وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا، وفقال: اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليه ثم وضع يده على رأسي - أو قال: على هامتي - ثم قال: يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل، والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك» أخرجه أبوداود.
7919 - (ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «فتح القسطنطينية مع قيام الساعة» أخرجه الترمذي.
الفصل الحادي عشر: في أحاديث جامعة لأشراط متعددة
7920 - (خ م) أبوهريرة رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لاتقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة،وحتى يبعث دّجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلّهم يزعم أنّه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقاب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج - وهو القتل القتل-
وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهمّ ربّ المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي عرضه عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمرّ الرجل بقبر الرجل، فيقول ياليتني مكانه.
وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته، فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه، ولتقومنّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه، فلا يطعمها».
وفي رواية إلى قوله: «يزعم أن رسول الله» أخرجه البخاري وأخرجه مسلم مفرقا.
ولمسلم في رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج قريب من ثلاثين كذّابين دجّالين، كلّهم يقول: إنه نبي، ولا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ويؤمن الناس أجمعون، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيفرّ اليهوديّ وراء الحجر، فيقول: يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي ورائي، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشّعر».
وله في أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، ويفيض، وحتى يخّرج الرجل بزكاة ماله، فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ويفيض، حتى يهمّ رب المال منّ يقبله منه صدقة، ويدعو إليه الرجل، فيقول: لا أرب لي فيه».

[شرح الغريب]
يليطه: لاط حوضه يليطه ويلوطه ليطا ولوطا: إذا لطخه بالطين وأصلحه به.
أكلته: الأكلة بضم الهمزة: اللقمة.

7921 - (م د ت) حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال: «اطّلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟
قلنا: نذكر الساعة.
قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدّخان، والدّجّال، والدّابّة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تطرد الناس إلى محشرهم».
وفي رواية قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في غرفة ونحن أسفل منه، فاطلع إلينا...» وذكر نحوه.
وفي أخرى نحوه: «وقال أحدهما في العاشرة: نزول عيسى ابن مريم، وقال آخر: وريح الناس في البحر» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنّا قعودا في ظلّ غرفة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا الساعة، فارتفعت أصواتنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لن تكون - أو لن تقوم - حتى يكون قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدّجال، وعيسى ابن مريم، والدّخان، وثلاث خسوف: خسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك تخرج نار من اليمن، من قعر عدن، تسوق الناس المحشر».
وفي رواية الترمذي نحو الأول، وزاد في ذكر النار قال: «ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس - أو تحشر الناس - فتبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا».

7922 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: عند قرب وفاته -: «ألا أحدّثكم حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا يحدّثكم به أحد عنه بعدي؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تقوم الساعة - أو قال: إن من أشراط الساعة - أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحد».
وفي رواية: «يظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

[شرح الغريب]
قيّم واحد: قيم المرأة: زوجها، لأنه يقوم بأمرها، وبما تحتاج إليه من نفقة وغيرها.

7923 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهما -: قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن أبا موسى قال لعبد الله: أتعلم الأيام التي ذكر فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أيام الهرج؟»... فذكر نحوه.
وقال عبد الله: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول...».
وأخرجه الترمذي عن أبي موسى وحده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ من ورائكم أياما يرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، قالوا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال القتل».

7924 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهّر الفتن، ويلقى الشّحّ، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله، وما الهرّج؟ قال: القتل القتل».
وفي رواية: «أن يرفع العلم، ويثبت الجهل - أو قال: ويظهر الجهل» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشحّ، ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله أيم هو؟ قال: القتل، القتل».

[شرح الغريب]
يتقارب الزمان: تقارب الزمان: كناية عن قصر الأعمار، وقلة البركة فيها، وقيل: هو أن الزمان يتقارب، حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السّعفة.
يلقى الشح: قال الحميدي: لم يضبط الرواة هذا الحرف، ويحتمل أن يكون «يلقّى» بمعنى يتلقى ويتعلّم ويتواصى به ويدعى إليه. قال الله تعالى: {ولا يلقّاها إلا الصابرون} [القصص: 80] أي: ما يعلمها وينبه عليها. وقال تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات} [البقرة: 37] أي: تقبلها وتعلمها، ولو قيل: يلقى بمعنى يوجد، لم يستقم، لأن الشح ما زال موجودا قبل تقارب الزمان، ولو قيل: يلقى - مخففة القاف - لكان أبعد، لأنه لو ألقى لترك، ولم يكن موجودا، وكان يكون مدحا. والحديث مبني على الذم، إلا أن في بعض الروايات لهذا الحديث «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال يفيض، حتى يهمّ ربّ المال من يقبض صدقته» فيكون يلقى - بالقاف مخففة - بمعنى الترك، هذا لفظ الحميدي.
أيم هو؟: يريد ما هو؟ وأصله: أي ما هو، مخفف الياء، فحذف الألف، كما قيل: أيش هو، موضع أي شيء هو؟.

7925 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فعلت أمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزّكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمّه، وبرّ صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شرّه، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتّخذت القيان، والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أوّلها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وخسفا أو مسخا».
أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
دولا: الدّول جمع دولة، وهو ما يتداول من المال، فيكون لقوم دون قوم.
الأمانة مغنما والزكاة مغرما: يعني أنه يرى ما قد ائتمن أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها، ويرى رب المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها وخسارة.
القيان: جمع قينة، وهي المغنية.

7926 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا اتّخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وتعلّم العمل لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمّه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شرّه، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة، وخسفا، ومسخا، وقذفا، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع».
أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
النظام: العقد من الخرز وغيره.
السّلك: الخيط الذي ينظم فيه الخرز وغيره.

7927 - (خ) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قبّة أدم، فقال: اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم، كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
موتان: الموتان بضم الميم: موت يقع في الماشية فيهلكها.
القعاص: داء يأخذ الغنم، لا يلبثها أن تموت.
غاية: الغاية بالغين المعجمة: الراية، ومنه غاية الخمار، وهي خرقة يرفعها على بابه، ومن رواه بالباء، فإنه أراد الأجمة، شبه كثرة رماح العسكر بها.

7928 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصّة أحدكم، أو أمر العامة».
وفي رواية مثله، والجميع بواو العطف، وفي آخره: «وخويصة أحدكم». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
خويصّة: خويصة تصغير خاصة الإنسان، وهي ما يخصه دون غيره وأراد به الموت الذي يخصه ويمنعه من العمل إن لم يبادر به قبله.

7929 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنّسه بعد، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أوّل الآيات خروجا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيّهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا».
وفي رواية: «جلس إلى مروان بن الحكم بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدّث عن الآيات: أنّ أوّلها خروجا: الدجال، فقال عبد الله بن عمرو: لم يقل مروان شيئا، قد حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد، سمعته يقول: أول الآيات خروجا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيّتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا». أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود نحو الثانية، وقال في آخرها: قال عبد الله: وكان يقرأ الكتب، وأظنّ أوّلها خروجا: طلوع الشمس من مغربها.

7930 - أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضحى، وأيّتهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا منها» أخرجه...
7931 - (د ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عمران بيت المقدس: خراب يثرب، وخراب يثرب: خروج الملحمة، وخروج الملحمة: فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية: خروج الدجال، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدّثه - أو منكبه - ثم قال: إن هذا لحق، كما أنك قاعد هاهنا، - أو كما أنك قاعد - يعني معاذ بن جبل». أخرجه أبو داود.
وفي رواية له وللترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الملحمة الكبرى، وفتح القسطنطينة، وخروج الدجال: في سبعة أشهر».

[شرح الغريب]
الملحمة: معظم القتال.

7932 - (د) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، يخرج المسيح الدجال في السابعة» أخرجه أبو داود.
7933 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في هذه الأمة خسف ومسخ، وقذف، فقال له رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور» أخرجه الترمذي.
7934 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون في آخر هذه الأمّة خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله، أنهك وفينا الصّالحون؟ قال: نعم، إذا ظهر الخبث». أخرجه الترمذي.
7935 - (س) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ من أشراط الساعة: أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظّهر الجهل، ويبيع الرجل البيع، فيقول: لا، حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحيّ العظيم الكاتب لا يوجد» أخرجه النسائي.
7936 - (م) نافع بن عتبة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف، فوافقوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد، قال: قالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه، قال: ثم قلت: لعلّه نجي معهم، فأتيتهم، فقمت بينهم وبينه، قال: فحفظت منه أربع كلمات أعدّهن في يدي، قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله، قال: فقال نافع: يا جابر - هو جابر بن سمرة - لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم» أخرجه مسلم.
قال الحميديّ: وقد أخرجه البخاري في «التاريخ» عن نافع بن عتبة: أنه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عليكم، وتغزون الدجال، فيفتح الله عليكم، وتغزون الروم، فيفتح الله عليكم، وتغزون فارس فيفتح الله عليكم».

[شرح الغريب]
أكمة: الأكمة: الرابية، والموضع المرتفع من الأرض.
يغتالونه: الاغتيال: هو أن يؤخذ الإنسان بغتة من حيث لا يشعر.
النجي: المناجي وهو المساور.

7937 - (خ د) أبو مالك - أو أبو عامر الأشعريان - رضي الله عنهما -: قال عبد الرحمن بن غنم الأشعري: حدّثني أبو عامر - أو أبو مالك الأشعري - واللّه ما كذبني، سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلّون الحرّ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقول: ارجع إلينا غدا، فيبيّتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلون الخزّ والحرير... وذكر كلاما، قال: يمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».

[شرح الغريب]
العلم: الجبل وما يهتدى به في البرية، من بناء أو جدار أو غير ذلك.

7938 - (م) يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي: قال: «سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنه - وجاءه رجل - فقال: ما هذا الحديث الذي تحدّث به الناس؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال: سبحان الله ! أو لا إله إلا الله، أو كلمة نحوها - لقد هممت أن لا أحدّث أحدا شيئا أبدا، إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما: يحرّق البيت، ويكون، ويكون، ثم سمعته يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج الدجال في أمّتي، فيمكث أربعين، لا أدري - وفي رواية قال ابن عمرو: لا أدري أربعين يوما، أو شهرا، أو عاما - فيبعث الله عيسى بن مريم، كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله عز وجل ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرّة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أنّ أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه، قال: سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فيبقي شرار الناس في خفّة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا، فيتمثّل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستحيون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا، فأول من يسمعه: رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس، قال كثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطّلّ، أو الظّل - نعمان يشك - فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس، هلمّوا إلى ربكم {وقفوهم إنهم مسؤولون} [الصافات: 24] ثم يقال لهم: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كمّ؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
كبد جبل: كبد الجبل: استعارة، والمراد: ما غمض من بواطنه.
أصغى ليتا: اللّيت: صفحة العنق، وإصغاؤه: إمالته.
يصعق: يغشى عليه ويموت.
الطّل: النّدى الذي ينزل من السماء في الصحو.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القيامة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir