بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يتفاضل السائلون الله تعالى الهداية من وجوه، منها:
1- حضور القلب :
- المحسنون : يسألون الله تعالى كأنهم يرونه، الذى هو محط نظر الله تعالى، وذلك باخلاصه فى الدعاء وصدقه وشهود اضطراره إلى هداية الله، والإنابة إليه وخشيته، وخوفه ورجاءه، والتوكل عليه وحسن الظن به.
قال تعالى:" وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ - الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" الحج 34-35
- قلب حاضر: ولكن فيه شيء من التقصير والتفريط والإساءة، حظه من دعائه بقدر ما أحسن فيه.
قال تعالى:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ". الأعراف56
- قلب غافل : لاهى لا يعى ما يقول .
قال النبى –صلى الله عليه وسلم- :"إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل".
2- الإحسان :
- المحسنون : دعاء بتضرع وتقرب خوفا وطمعا ، ويشهدون اضطرارهم لإجابة دعائهم.
- ما دونهم: نصيب كل منهم بقدرما كان فى دعائه.
قال تعالى:" ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ-وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" الأعراف 55-56
3- مقاصد الداعى من سؤال الهداية :
- المحسنون: جميع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها.
- المتقون : الهداية لفعل الواجبات وترك المحرمات.
- أصل الهداية : وهى الهداية لأصل الدين اعتقادا وقولا وعملا.
قال تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" فاطر 32
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
المراد بالصراط المستقيم ما فسره الله تعالى به فى الآية التى بعدها بقوله :" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"
وسمى " صراطا" لوضوحه واستقامته ويسره وسعته.
وهذا الصراط له "سواء" وهو أوسطه وأعدله ، وله مراتب، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم الى سبل معوجة لا توصله إلا لهلكته. أما من كان انحرافه يسيرا لا يخرج به عن حدود الصراط فهو لازال عليه ولكن لابد أن يكون على حذر من تجاوزه لهذه الحدود.
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
الحكمة من ذلك:
1- التنبيه على علة كونهم من المنعم عليهم، وهى الهداية.
2- قطع التعلق بالأشخاص ونفى التقليد المجرد وإنما هو اتباع شرعى امتثال لأمر الله تعالى.
3- أن الآية عامة فى طبقات جميع المنعم عليهم، وأن الله هو الذى هدى كل من أنعم عليهم ألى تفاصيل الصراط المستقيم.
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر الفسرون عدة أوجه منها:
1- ابن عاشور:
- مراعاة فواصل الآيات.
- إفادة الترتيب فى التعوذ، فبدأ بالأقوى ثم الأضعف.
2- ابن القيم:
- اليهود مقدمون على النصارى فى الزمن.
- مجاورة الرسول لليهود بالمدينة بخلاف النصارى.
- اليهود أشد غلظة من النصارى. "ووافقه بن عثيمين فى هذا الوجه".
3- ابن حبان: الغضب يقابل الإنعام، فتقدم ذكر المغضوب عليهم. "ووافقه بن القيم فى هذا الوجه".
4- فاضل السمرائى: لأن أول ذنب عصى به الله هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم، لأنه عصيان عن علم ومعرفة.
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
الحكمة من ذلك:
1- إفادة عموم الغاضبين وكثرتهم، لأن الله عز وجل يغضب لغضبه جنوده فى السماوات وفى الأرض، فيجد أثر ذلك الغضب فى كل أحواله، وهذا مصداق لقول النبى -صلى الله عليه وسلم – فى الحديث الصحيح الذى رواه أبو هريرة:" أن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إني أحب فلاناً فأحبه ، ثم ينادي جبرائيل في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه ، ثم توضع له المحبة في الأرض. وإذا أبغض الله عبداً نادى جبرائيل إن الله يبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبرائيل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".
2- تأدبا مع الله تعالى بإسناد أفعال الإحسان والرحمة والجود لله تعالى، وأفعال العدل والجزاء يحذف الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه.
3- أبلغ فى تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الإلتفات إليهم، بخلاف تشريف المنعم عليهم حيث اسند الإنعام إليه تعالى.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
ما استفدته من دراسة دورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير:
1- الخطوة الأولى فى التفسير معرفة المعنى اللغوى.
2- الرجوع فى التفسير إلى :
- تفسير القرءان بالقرءان
- تفسير القرءان بالسنة
- أقوال الصحابة
- أقوال التابعين وتابعيهم
- أقول أهل العلم
3- جواز الجمع بين أكثر من معنى فى تفسير الأية طالما ان الآية محتملة لتلك الوجوه.
4- استنباط معانى ودلالات الآية مبنى على معرفة التفسير أولا.