اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة
(الحور بعد الكور) كثيرا ما أسمعها، لكني لا أعرف معناها.
|
الحور في هذا الموضع الرجوع إلى الضلالة ، فالحور يطلق على معان منها الرجوع كما قال تعالى: {إنه ظن أن لن يحور} أي يرجع إلينا.
وقال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه = يحور رماداً بعد إذ هو ساطع
والكور إحكام الأمر وحسن إدارته مأخوذ من تكوير العمامة على الرأس ، فكورها إدارتها على الرأس وشدها وإحكامها، والحور نقضها.
والتعوذ من الحور بعد الكور هو من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ، يروى (الكور) ويروى (الكون) ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال). وهكذا هي رواية الترمذي بالنون ، وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي بالراء (الحور بعد الكور)
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ابن خزيمة : سئل عاصم - وهو بن سليمان الأحول - الرواي عن عبد الله بن سرجس : ما الحور ؟ قال : أما سمعته يقول حار بعدما كان
وقال أبو عيسى الترمذي : (ومعنى قوله: (الحور بعد الكون أو الكور - وكلاهما له وجه - يقال: إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية ، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر).
وهو كما قال الله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}
وقول عاصم : (حار بعدما كان ) هو من الأقوال السائرة عند العرب.
وفي معناه قول الإيادي وهو من أقدم شعر العرب
أين الذين بنوا فطال بناؤهم = وتمتعوا بالأهل والأولاد
فإذا النعيم وكل ما يُلهى به = يوماً يصير إلى بلى ونفاد