دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > الأسئلة العلمية العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1435هـ/3-03-2014م, 03:41 AM
محمد كرم شحاتة حسن محمد كرم شحاتة حسن غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 155
افتراضي سؤال: هل يكون نفي الإيمان لنفي كماله المستحب؟

(وصايا لمن اجتاز دورة شرح ثلاثة الأصول وأدلتها):
شيخنا الكريم:
استفسار بسيط: قرأت أن نفي الإيمان لا يكون إلا لنفي أصله أو نفي كماله الواجب .. فهل يكون نفي الإيمان لنفي كماله المستحب؟
وكيف يفهم كلام ابن تيمية: (وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان. ثم إن نفي " الإيمان " عند عدمها؛ دل على أنها واجبة وإن ذكر فضل إيمان صاحبها - ولم ينف إيمانه - دل على أنها مستحبة؛ فإن الله ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر الله به ورسوله - إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله: ((لا صلاة إلا بأم القرآن)). وقوله: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)) ونحو ذلك فأما إذا كان الفعل مستحبا في " العبادة " لم ينفها لانتفاء المستحب فإن هذا لو جاز؛ لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج؛ لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا أبو بكر ولا عمر. فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه؛ لجاز أن ينفى عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل. فمن قال: إن المنفي هو الكمال فإن أراد أنه نفي "الكمال الواجب" الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة؛ فقد صدق، وإن أراد أنه نفي "الكمال المستحب" فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ولا يجوز أن يقع).
بارك الله فيكم ..


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 11:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد كرم شحاتة حسن مشاهدة المشاركة
شيخنا الكريم:
استفسار بسيط: قرأت أن نفي الإيمان لا يكون إلا لنفي أصله أو نفي كماله الواجب .. فهل يكون نفي الإيمان لنفي كماله المستحب؟
وكيف يفهم كلام ابن تيمية: (وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان. ثم إن نفي " الإيمان " عند عدمها؛ دل على أنها واجبة وإن ذكر فضل إيمان صاحبها - ولم ينف إيمانه - دل على أنها مستحبة؛ فإن الله ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر الله به ورسوله - إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله: ((لا صلاة إلا بأم القرآن)). وقوله: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)) ونحو ذلك فأما إذا كان الفعل مستحبا في " العبادة " لم ينفها لانتفاء المستحب فإن هذا لو جاز؛ لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج؛ لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا أبو بكر ولا عمر. فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه؛ لجاز أن ينفى عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل. فمن قال: إن المنفي هو الكمال فإن أراد أنه نفي "الكمال الواجب" الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة؛ فقد صدق، وإن أراد أنه نفي "الكمال المستحب" فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ولا يجوز أن يقع).
بارك الله فيكم ..
مراد شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يرد نفي الإيمان على جهة الذمّ إلا بترك واجب يُذمّ به من تركه، وهذا القدر متفق عليه، وأمّا نفي الإيمان المستحب لا على جهة الذم، وإنما لبيان أنّ صاحبه لم يبلغ الكمال فيه؛ ولحثّهم على بلوغ مرتبة الكمال؛ فيبيّن لهم معنى الكمال بصيغة من صيغ الحصر أو النفي فهذا وارد في النصوص ، وله أمثلة:
منها: قول الله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياتهم زادتهم إيمانا} وهذا وصف كمال، ولو كان هذا النفي لنفي الكمال الواجب لكان أكثر المسلمين آثمين إذا ذُكر الله عندهم، لأن المتحققين بهذا الوصف العظيم قليل جداً، وقد قال الله فيهم تشريفا لهم {أؤلئك هم المؤمنون حقا}
ومنها: قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). فيلزم على القول الأول أن كل من آثر نفسه فهو آثم، لأن نفي الإيمان عنده لا يكون إلا على أمر واجب يأثم المخالف فيه، ومن المعلوم أن من يبلغ مرتبة أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فقد بلغ مرتبة عظيمة في الإيمان.
وهذا الحديث قد رواه ابن حبان بلفظ: (لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير)، ولفظ "من الخير" بيان عام يشمل جميع أنواع الخير.
ومنها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان). رواه أبو داوود.
فدلّ هذا الحديث على أن من بلغ أن يكون حبّه لله وبغضه لله وعطاؤه لله ومنعه لله فقد بلغ مرتبة الكمال في الإيمان؛ فمن قصّر فيما دون ذلك دون أن يرتكب محرّماً فيجوز أن يُنفى عنه هذا القدر الكامل من الإيمان، مع تحققه بالإيمان الواجب.
ومنها: أن تفاضل المسلمين في مسائل الدين على المراتب الثلاثة : الإسلام والإيمان والإحسان أمر معلوم متقرر وله آثاره في مسائل العبادات الظاهرة والباطنة، ومن بلغ مرتبة الإيمان ولم يبلغ مرتبة الإحسان ؛ فإنّ نفي مرتبة الإحسان عنه لا يقتضي أنه ارتكب محرّما يأثم به؛ ومن المعلوم أنّ عمل المحسنين الذي امتازوا به عن أصحاب مرتبة الإيمان هو إيمان مستحب ، ونفيه عمّن لم يتحقق به لا يلزم منه أنّه آثم بذلك.
فتقرّر بذلك أنّ نفي الإيمان المستحب لا يستلزم إثم صاحبه.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir