دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة علم السلوك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شعبان 1434هـ/23-06-2013م, 11:52 PM
شيماء بنت محمد شيماء بنت محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 175
افتراضي سؤال: هل الأفضل للعبد تذكر ذنوبه أم تناسيها؟

في الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله:

اقتباس:
...
(قال الجنيد: دخلت على شاب فسألني عن التوبة فأجبته، فسألني عن حقيقتها، فقلت: أن تنصب ذنبك بين عينيك حتى يأتيك الموت. فقال لي: مه، ما هذه حقيقة التوبة، فقلت له: فما حقيقة التوبة عندك يا فتى؟ قال: أن تنسى ذنبك. وتركني ومضى،فكيف هو عندك يا أبا القاسم؟ فقلت: القول ما قال الفتى. قال: كيف؟ قلت: إذا كنت معه في حال ثم نقلني من حال الجفاء إلى حال الوفاء، فذكري للجفاء في حال الوفاء جفاء).
هل هذا صحيح [نسيان الذنب]؟ [أن تنصب ذنبك بين عينيك حتى يأتيك الموت] هذا أحيانا يقود المرء إلى التعبد بالخوف وحده ويقطع عنه الرجاء؟ فما المخرج من ذلك؟ فالتائب حتى وإن تاب لم ير أن عمله الصالح بعد توبته يكافئ نعم الله عليه أو يوازي ذنبه، وهو لا ينبغي له أن يرى عمله مهما كان، فرؤيته لعمله ولا شك خذلان وقد يوقعه في العجب،
يقول الإمام ابن قيم رحمه الله في كتاب طريق الهجرتين (1/168-169):
اقتباس:
[السابع والعشرون: أن ينسيه رؤية طاعته ويشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه فإن الله إذا أراد بعبد خيرا سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة فإن ما تقبل من الأعمال رفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.
وقال بعض السلف: إن العبد ليعمل الخطيئة فيدخل بها الجنة ويعمل الحسنة فيدخل بها النار قالوا: كيف؟ قال: يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه إذا ذكرها ندم واستقال وتضرع إلى الله وبادر إلى محوها وانكسر وذل لربه وزال عنه عجبه وكبره، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يراها ويمن بها ويعتد بها ويتكبر بها حتى يدخل النار].
أفيدونا بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خيرا.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 شعبان 1434هـ/1-07-2013م, 01:58 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء بنت محمد مشاهدة المشاركة
في الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله:
اقتباس:
... (قال الجنيد: دخلت على شاب فسألني عن التوبة فأجبته، فسألني عن حقيقتها، فقلت: أن تنصب ذنبك بين عينيك حتى يأتيك الموت. فقال لي: مه، ما هذه حقيقة التوبة، فقلت له: فما حقيقة التوبة عندك يا فتى؟ قال: أن تنسى ذنبك. وتركني ومضى،فكيف هو عندك يا أبا القاسم؟ فقلت: القول ما قال الفتى. قال: كيف؟ قلت: إذا كنت معه في حال ثم نقلني من حال الجفاء إلى حال الوفاء، فذكري للجفاء في حال الوفاء جفاء).
هل هذا صحيح [نسيان الذنب]؟ [أن تنصب ذنبك بين عينيك حتى يأتيك الموت] هذا أحيانا يقود المرء إلى التعبد بالخوف وحده ويقطع عنه الرجاء؟ فما المخرج من ذلك؟ فالتائب حتى وإن تاب لم ير أن عمله الصالح بعد توبته يكافئ نعم الله عليه أو يوازي ذنبه، وهو لا ينبغي له أن يرى عمله مهما كان، فرؤيته لعمله ولا شك خذلان وقد يوقعه في العجب،
يقول الإمام ابن قيم رحمه الله في كتاب طريق الهجرتين (1/168-169):
اقتباس:
[السابع والعشرون: أن ينسيه رؤية طاعته ويشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه فإن الله إذا أراد بعبد خيرا سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة فإن ما تقبل من الأعمال رفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.
وقال بعض السلف: إن العبد ليعمل الخطيئة فيدخل بها الجنة ويعمل الحسنة فيدخل بها النار قالوا: كيف؟ قال: يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه إذا ذكرها ندم واستقال وتضرع إلى الله وبادر إلى محوها وانكسر وذل لربه وزال عنه عجبه وكبره، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يراها ويمن بها ويعتد بها ويتكبر بها حتى يدخل النار].
أفيدونا بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خيرا.
هذه المسألة فيها خلاف بين علماء السلوك، والمختار فيها أن يسلك العبد ما هو أصلح لنفسه وما يحقّق به الجمع بين الخوف والرجاء ويتخلّص به من القنوط من رحمة الله والأمن من مكره؛ فإنّه إذا حقّق ذلك بقيت مسألة تذكّر الذنب وتناسيه عائداً على المصلحة التي تعود على نفسه من ذلك؛ فإن كان تذكّر الذنب يدعوه إلى الندم والاجتهاد في الطاعات فذلك أمر محمود، وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي أن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأتُه فأخذت بيده، قال: فقلت: يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر؟
قال: ((يا عقبة احرس لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)).
والخطيئة هنا مفرد مضاف فيعمّ كلّ خطيئة.
وهذا من أدلّة القائلين بفضيلة تذكّر الذنب وتكرار التوبة منه فإنّه أدعى لردع النفس والازدياد من الأعمال الصالحة.
وأمّا إن كان تذكّر الذنب سبب للفتنة به كمعاودة النفس حنينها إليه فإنّ الأولى بالعبد والأصلح له الإعراض عن تذكّر هذا الذنب وأن يجتهد في التوبة وعمل الأعمال الصالحة المكفّرة؛ وأن يصرف نفسه عن التفكير في هذا الذنب لأنّه لا يأمن من نفسه معاودة الحنين إليه والافتتان به، ولذلك كان من عقوبة الزاني التغريب سَنَة ليبتعد عن الموضع الذي زنى فيه لئلا يعاود الوقوع فيه مرّة أخرى، وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدّاً فأقمه عليّ.
قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة فصلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلمّا قضى النبيّ صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله إنّي أصبت حدّاً فأقم فيّ كتاب الله.
قال: أليس قد صلّيت معنا؟
قال: نعم.
قال: ((فإنّ الله قد غفر لك ذنبك)) أو قال: حدّك.
ومن الناس من يحمله تذكّر الذنب على ترك أعمال صالحة جليلة قد يرتفع بها درجات عند الله، لازدرائه نفسه وظنّه أنه ليس ممن يقبل منه هذا العمل لو قام به، وهذا نوع قنوط، وهو من حيل الشيطان لصدّ الناس عن الأعمال الصالحة.

وليس من مقاصد الشريعة أن يعيش المؤمن منكسر النفس بين الناس محبطاً كئيباً قاعداً عن الأعمال الصالحة الجليلة، بل ينبغي للمؤمن أن يكون عزيزاً بالله تعالى، محسن الظنّ به، وأن يكون انكساره لله تعالى، وخضوعه لله، يحمله على التقرب إليه وطلب رضاه بإحسان العمل والاستكثار من الصالحات.
وإذا خشى على نفسه العجب والكبر، ذكّرها ما كان منها من تفريط في جنب الله وذنوب عصيان، ومنّة الله عليه بتوفيقه للتوبة منها؛ ولو شاء لخلّى بينه وبين نفسه الأمارة بالسوء تقوده إلى المهالك.



والمقصود أن تذكّر الذنب إذا صحّت المقاصد الأربعة المذكورة وهي الخوف والرجاء وعدم القنوط من رحمة الله وعدم الأمن من مكره فهو تابع لما هو أصلح للنفس وأزكى لها؛ فإن كان الإعراض عن تذكّره بعد التوبة الصحيحة والإقبال على الطاعات أزكى للنفس وأصلح لها كان هذا هو المختار في حقّه، وإن كان تذكّر الذنب وتكرار التوبة منه أدعى لحسن العمل والاستكثار من الصالحات وردع النفس كان هذا هو المختار في حقّه، والذنوب وأحوال النفوس تختلف في هذا.
والله تعالى أعلم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir