يقول الله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
كما أن للسّورة مقصد ومضمون ،فكذلك الآية مثلها،لها مقصد تهدف إليه ومضمون تحتويه،وقد ذكر هذا "ابن كثير" عند قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
فأخبر أن مضمونها الأمر بالإنفاق في سبيل اللّه والحثُ عليه، وذلك في سائر وجوه القربات ووجوه الطّاعات، وأخصُ ما كان في قتال الأعداء، وما و يقوى به المسلمون على عدوّهم، وأخبر سبحانه أن من تركه فأنه قد وقع في الخسارة والهلاكٌ والدمار .
وذكر عند قوله تعالى:(فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا اللّه كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكرً...)
أن المقصود من هذه الآية الحثّ على كثرة ذكر للّه عزّ وجلّ ، لما في ذلك من الخير الكثير، ومن ذلك إجابة الدّعاء ، لأنه أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره، لمظنّة الإجابة .