لفت نظري في تفسير قوله تعالى :(الله يستهزئ بهم) تنوع المراد بالاستهزاء بتنوع الأداة المعتمد عليها والمنهج المتبع في التفسير:
فالقول القائل بأن المراد به استدراجهم من حيث لا يعلمون اعتمد على التفسير القرآني والذي ذكر في سورة أخرى حول هذا المعنى بقوله (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).
والقول القائل بأن المراد به هنا تسمية جزاء الذنب باسمه لعله يندرج تحت الأسلوب البلاغي في الرد عليهم والتنكيل بهم.
والقول القائل بأن المراد أن الله بكشفه لنفاقهم وبكونه ليس خفيا لديه كما هو الحال مع الناس، فإن في هذا نوع من أنواع الاستهزاء بهم لكشفه خديعتهم ومعاملته رغم ذلك لهم بناء على ظاهرهم في الأحكام الدنيوية ففي هذا نوع من الاستهزاء بهم ومجاراتهم في الدنيا بما يظهرون ، والوعيد الوعيد يوم الحساب .
والنقطة الأخيرة جدا ملفتة وهي استنباط بديع وفريد يدل على عمق القائل به وجدة فهمه.
فسبحان من ألهم المفسرين على فهم كتابه، وسبحان من لا تنتهي عجائب كتابه، ولا حد للاستنباط والفهم المتجدد والمتنوع له!