دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > الأسئلة العلمية العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:06 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي مسائل عما ورد في رفع الله للبلاء وأنه ليس للعبد اختيار فيه


- ذكرتم في الأصل الخامس فيما يتعلق بعلاج الحسد: أن الحسد من البلاء والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يبتلى به وأن محاولات العبد وتكليفه نفسه رفع البلاء نوع من العناء ومكابدة الشقاء فإنه لا يرفع البلاء إلا الله وإنما يطلب من العبد اتباع هدى الله فيرفع الله عنه البلاء متى شاء وكيف يشاء لا اختيار للعبد في ذلك.

هل توضحون لنا بمثال بارك الله فيكم؟
وما حدود السعي في الأخذ بأسباب الشفاء؟
هل هذا فيما يتعلق بالأمراض الروحية فقط كالسحر والحسد فقط دون الأمراض العضوية؟
كيف نوفق بين هذا وبين مشروعية طلب التداوي؟
وهل يفهم من ذلك أن المبالغة في الأخذ بأسباب الشفاء تعلق بالسبب دون التعلق بالله حتى لو اجتهد العبد حال بلائه في التوبة والاستغفار والالتجاء إلى الله، هل هناك تضاد؟
نعلم أن القرآن فيه شفاء من الأمراض الروحية والبدنية ولكننا كثيرا ما نقدم حال الإصابة بالمرض العضوي الذهاب للأطباء وتناول الأدوية وربما لو تأخر الشفاء تذكرنا الرقية بالفاتحة والأدعية المأثورة والله المستعان فهل هذا خلل يحتاج لإصلاح؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 جمادى الآخرة 1434هـ/14-04-2013م, 10:55 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل أثابكم الله
- ذكرتم في الأصل الخامس فيما يتعلق بعلاج الحسد: أن الحسد من البلاء والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يبتلى به وأن محاولات العبد وتكليفه نفسه رفع البلاء نوع من العناء ومكابدة الشقاء فإنه لا يرفع البلاء إلا الله وإنما يطلب من العبد اتباع هدى الله فيرفع الله عنه البلاء متى شاء وكيف يشاء لا اختيار للعبد في ذلك.

هل توضحون لنا بمثال بارك الله فيكم؟
هذا أصل من الأصول المهمة ودليله قول الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} وقوله تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} والجواب أنه لا يكشف السوء إلا الله؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك)) رواه أبو داوود وغيره من حديث عروة بن عامر رضي الله عنه.
وإيمان العبد بهذا يدفع عنه آفتين عظيمتين:
الأولى: التعلق بالأسباب.
والأخرى: تكليف نفسه عناء رفع البلاء بما يشق عليه وما لا طاقة له به، وفي هذا من الآفات المضرّة بالنفس واحتمالها لما ابتليت به وجزعها من الفشل في رفع البلاء وما يتبع ذلك لدى كثير من الناس من يأس وقنوط أو اكتساب أخلاق ذميمة من العدوانية وحسد من عوفي من بلائه وكيد بعضهم والبغي عليهم وغير ذلك من الآفات.
فلو أن العبد آمن بقضاء الله وقدره وبذل من الأسباب ما يستطيع بإحسان وفوّض أمره إلى الله لكان قد أدّى ما عليه وكان أرجى له في حصول مراده من رفع البلاء والثواب على ما أصابه.
فقد يُبتلى العبد بمرض عضوي أو روحي وينهك نفسه في طلب الشفاء بالأسباب المادّية وهو مقصّر في الأسباب الإيمانية من التوكل والاستعانة والدعاء والتوبة والاستغفار والصدقة والإحسان وصلة الرحم وغيرها من الأسباب التي يدفع الله بها البلاء.
ثم إذا بذل من الأسباب الإيمانية ما بذل واستعجل الإجابة بحيث ييأس من جدواها ويقنط من رحمة ربه فيترك الدعاء فإنه يكون حينئذ ممن أدّى به استعجاله إلى عدم الانتفاع بما بذل من الأسباب بل ربما كان هذا سبباً لزيادة البلاء عليه وقلة التوفيق.
قد يبتلى إنسان بسحرٍ أو نحوه فتمضي عليه سنوات وهو يعاني من أثره ويجهد نفسه بأنواع من الرقى وربما سفر كثير إلى رقاة ومعالجين استعجالاً لرفع هذا البلاء وربما اقترف مما يدلّ على التسخط والجزع وسوء الظن بالله تعالى ما يقترف، وهو مع هذا في غفلة عن أعظم الأسباب النافعة والمؤثرة في دفع البلاء كالتضرع إلى الله والتوكل عليه وإحسان الظن به جل وعلا والرضا به والاهتداء بهداه.
ولو أنه صبر ورضي وعمل من الأسباب ما يستطيع واجتهد أن يأتي بها على وجه الإحسان الذي يحبّه الله من غير غلوّ ولا جفاء لكان قد سلك أحسن ما يمكن لرفع البلاء ؛ فإن أراد الله تعالى له أن يعجّل بشفائه ورفع بلائه كان ذلك من عاجل وثوابه، وإن أراد الله تعالى أن يؤخّر عنه الشفاء ورفع البلاء أيقن أن ذلك لحكمة عظيمة من الله تعالى هي خير له وأحسن عاقبة وأحب إلى الله تعالى وأن الله اختار له ما يحبّ له فيرضى ويسلّم ويطمئنّ قلبه بالله جل وعلا وبحسن اختياره له، ولم يعدْ على نفسه بالإيذاء الشديد والإحباط والتسخط والجزع الذي يقع فيه من يتعلّق بالأسباب.
ولذلك قد ترى شخصين مصابين ببلاء واحد ويبذلان سبباً واحداً للشفاء ؛ فيُشفى أحدهما سريعاً ويتأخر الآخر كثيراً، وهذا من أدلّة أن الأمر كله لله ، وأن دعوى من يدّعي من الرقاة والمعالحين أن الدواء الفلاني أو الرقية الفلانة مضمونة ومجربة وسريعة الأثر إنما هو في أحسن الأحوال كلام عما شاهدوه على بعض الحالات ولا يقتضي ذلك حصول ما ادعوه لجميع من يتعاطى علاجهم ورقاهم.
وقد لبث النبي صلى الله عليه وسلم مسحوراً ستة أشهر وقيل سنة ، ولم يلبث سهل بن حنيف رضي الله عنه في بلاء إصابته بالعين إلا بعض يوم.
فالذي أردت بيانه أن يكون العبد عند بذله لما يستطيع من الأسباب في حال طمأنينة وتوكل على الله وحسن ظنّ به، لا يستعجل ولا يقلق ولا يضطرب، وهذا أدعى لحسن حصول الأثر وبركته مع محبة الله تعالى لمن تكون فيه هذه الخصال فلا هو بالجافي المفرّط المعرض عن هدى الله ببذل الأسباب، ولا هو بالغالي المتشدد المتعجل القلق الذي إن حصل له ما يحب فرح فرحاً شديداً ينسى به الشكر، وإن لم يحصل له ما يحب جزع حتى يتسخط على ربه جل وعلا.
فهذا ما أردت بيانه، وهو مما لحظته على ما أعرف من أحوال المصابين بأنواع من بلاء السحر والعين وبعض الأمراض.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
وما حدود السعي في الأخذ بأسباب الشفاء؟
أن يكون على الحال الوسط غير مفرّط ولا غالٍ؛ فالمفرّط المعرض عن هدى الله في بذل الأسباب مسيء غير محسن، وكذلك الغالي في الأسباب حتى يتعلّق قلبه بها هو مسيء غير محسن، وينبغي للمؤمن عند بذله للأسباب أن يبذلها بإحسان؛ فإن الله تعالى قد كتب الإحسان على كل شيء.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
هل هذا فيما يتعلق بالأمراض الروحية فقط كالسحر والحسد فقط دون الأمراض العضوية؟
بل هو عام في جميع أنواع البلاء.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
كيف نوفق بين هذا وبين مشروعية طلب التداوي؟
لا تعارض بينهما؛ بل التداوي من هدى الله تعالى الذي هدى الناس إليه إذا أصابهم من العلل ما يحتاجون به إلى الشفاء منها أن يتداووا بما أباحه الله، ويجتنبوا التداوي بما حرّم الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
وهل يفهم من ذلك أن المبالغة في الأخذ بأسباب الشفاء تعلق بالسبب دون التعلق بالله حتى لو اجتهد العبد حال بلائه في التوبة والاستغفار والالتجاء إلى الله، هل هناك تضاد؟
قد يجمع العبد في بذله للأسباب جوانب إساءة وإحسان؛ فيكون محسناً في أعمال ومسيئاً في أخرى، وللإحسان أثره، وللإساءة أثرها، فمن كان يكثر من الدعاء والتوبة والاستغفار فهو قد أحسن بهذا ويرجى له خير إن كان قد أتى بهذه الأعمال مستوفياً شروط صحتها، ويعظم أثرها إذا أتى بها على وجه الإحسان.
فإن اقترف مع هذا بعض ما يسيء فيه كمجاوزة الحدّ في بعض الأسباب بالتداوي بمحرّم أو الاسترقاء برقية لا تجوز أو بدر منه تسخط واعتراض على قضاء الله وقدره أو شكّ في صدق وعد الله تعالى فإنه يكون قد أساء في هذه الأمور.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, عما


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir