سؤال عن حكم صلاة الضحى

[ميمونة]

قرأت مرة في كتاب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يصلي صلاة الضحي يومياً فهل هذا صحيحاً؟
(على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة، و يجزي عن ذلك كله ركعتا الضحى) صحيح
وهل يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصلاة يومياً أو بعض المرات؟
يعني ما هو الأفضل والسنة؟

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة

قرأت مرة في كتاب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يصلي صلاة الضحي يومياً فهل هذا صحيحاً؟
(على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة، و يجزي عن ذلك كله ركعتا الضحى) صحيح
وهل يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصلاة يومياً أو بعض المرات؟
يعني ما هو الأفضل والسنة؟

في هذه المسألة ثلاثة أقوال لأهل العلم:
القول الأول: أنها سنة مطلقا في كل يوم.
القول الثاني: أنها بدعة واختلف في المراد بالبدعة.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبَّح سبحة الضحى وإني لأسبحها).
زاد مسلم في روايته، وهي عند أحمد وأبي داوود: (وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل، وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم).
وفي صحيح البخاري عن مورق العجلي قال: قلت لابن عمر : (أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا ، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا ، قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله).
لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الضحى من حديث أنس بن مالك ، ولذلك قيل إن عائشة نفت الرؤية، وثبت لديها السماع بذلك، وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم أن معاذة العدوية سألتها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا؟ قالت: نعم ، أربعاً ويزيد ما شاء.
والخلاصة أن القول بأنها بدعة قال به بعض السلف وهو قول مهجور ، وسبب ذلك أنهم لم يكونوا يرون ذلك سنة ظاهرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخشى أن تفرض عليهم ، وبقي الأمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غير مشتهر حتى إن من الصحابة من لم يكن يعرفها كما في مصنف ابن أبي شيبة أن ابن عمر سئل عنها فقال: وللضحى صلاة؟
وروى عن ابن مسعود أنه كان ينكر على من يصليها في المسجد، ويقول : إن كنتم فاعلين ففي بيوتكم.
وسبب ذلك أن الضحى ليس بوقت نهي عن الصلاة، وأداؤها في المسجد قد يظن به الجاهل أنها فريضة أو مؤكدة فيحمل نفسه ما يشق عليه ولذلك قال لبعض أصحابهم لما بلغهم أنهم يصلونها بعد انصرافه من المسجد: (عبادَ الله لم تحمّلون عباد الله ما لم يحملهم الله، إن كنتم لا بد فاعلين ففي بيوتكم).

القول الثالث: أنها مسنونة غِبَّا، أي يفعلها أحياناً ويتركها أحيانا، وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: إني لأدع صلاة الضحى وأنا أشتهيها.

والصحيح أنها مسنونة مطلقاً وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ عليها حثّا مطلقاً كما في حديث أبي هريرة وأبي ذر وكذلك حديث زيد بن أرقم وغيرها.

والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.