دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1438هـ/10-11-2016م, 12:51 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مسائل الإيمان

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثاني)



اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

المجموعة الثانية:

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

س2: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.

س3: بعد دراستك لفتنة اللفظية؛ بيّن ما يأتي :
أ- سبب نشأتها.

ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
ج- خطر هذه الفتنة .
س4: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1438هـ/10-11-2016م, 03:56 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية.

1- ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة هم الذين يقولون : القرآن كلام الله و يقفون، فلا يقولون : مخلوق و لا غير مخلوق.
و قد ظهروا في عهد الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وهم على ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : طائفة من الجهمية يقولون بخلق القرآن في حقيقة أمرهم، لكنهم يتسترون بالوقف و يدعون إلى القول به في الظاهر و ينكرون على من قال بخلق القرآن ، و أهل هذا الصنف جهمية مخادعون، و فتنتهم أشد على العامة من الجهمية الذين يصرحون بالقول بخلق القرآن، لأن في قولهم هذا تشكيك في كلام الله تعالى، و الشك في الكتاب يقدح في إيمان العبد، و إذا ابتلي المرء بالشك وقع في الفتنة.
و قد اشتد انكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة و كثرت الروايات عنه في تكفيرهم و التحذير منهم.
فهم جهمية مجادلون متكلمون مخذلون عن الحق.

الصنف الثاني: الذين يقفون ترددا و شكا، فلا يقولون هو مخلوق و لا غير مخلوق، لأنهم يشكون في ذلك، و هؤلاء غير مؤمنين إيمانا جازما بالقرآن الكريم، لأن الإيمان يقتضي التصديق التام، بأن القرآن هو كلام الله تعالى ، و أن كلامه سبحانه صفة من صفاته، و صفاته تعالى و تبارك غير مخلوقة.
و الشاك في ذلك غير مؤمن ، الا الجاهل الذي قد يعذر بجهله. و قد ورد عن السلف آثار كثيرة تكفر الواقفي ، خاصة من يدخل في علم الكلام و الجدال، و قد كان الإمام أحمد يفرق بين العامي الواقفي و الجهمي الواقفي، فيعلَّم الأول و يبيَّن له الحق، و يعذَر لجهله، فإن رجع عن قوله بعدما تبين له الحق و إلا حكم بكفره.

الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث، قالوا بالوقف، و أخطأوا في ذلك، و منهم من دعا إلى القول بالوقف، و هؤلاء رأوا بأن القول بخلق القرآن أمر محدث لم يقل به السلف، و هم ينكرون على من يقول بخلق القرآن، لكنهم يتوقفون في هذه المسألة، فلا هم يثبتون أنه مخلوق و لا يثبتون أنه غير مخلوق، بل يكتفون بقول : القرآن كلام الله، و ظنوا أن الخوض في هذه المسألة من المنهي عنه، لكنهم بموقفهم هذا كانوا يمهدون الطريق لأهل الأهواء و يشككون العامة في كلام الله تعالى، حيث أن العوام ، في فتنة القول بخلق القرآن، كانوا أكثر قبولا للقول بالوقف منهم للقول بخلق القرآن، و كانوا بذلك يوافقون الجهمية و الشاكة، لهذا قام كبار الأئمة، و منهم الإمام أحمد، بالإنكار عليهم و هجرهم.
و أهل هذا الصنف اجتهدوا رحمهم الله لكنهم أخطأوا، فكلام الله صفة من صفاته، و صفاته تعالى ليست مخلوقة، و سكوتهم عن هذه المسألة في وقت الفتنة و التكلم عنها بالباطل لم يكن صوابا، فكان لا بد للعلماء أن يردوا باطلهم حتى لا تلتبس الأمور على الناس و يكونوا أقرب لأقوال أهل الأهواء.

س2- اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من قال بفتنة خلق القرآن: الجعد بن درهم، و كان قد زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، و لم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما قاله علوا كبيرا، و قد قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري عام 124 هـ، يوم عيد الأضحى.
ثم خلفه في ذلك الجهم بن صفوان، و لم يكن رجلا من أهل العلم، و لكنه كان رجلا أوتي جدلا و ذكاء و تفننا في الكلام، و كان كاتبا لبعض الأمراء في عصره، و لم يكن له أتباع ذوي شأن في زمانه، و إنما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام، و فتحوا بها على الأمة بابا عظيما من الفتن، من إنكار لأسماء الله تعالى و صفاته، و إنكار علوه سبحانه، و الغلو في الجبر و الإرجاء، و القول بخلق القرآن، ، و قد كفره العلماء في عصره، و قتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128 هـ، و ذكر البخاري في كتابه، أنه كان يأخذ كلامه من الجعد بن صفوان.
ثم ظهر بعد مدة بشر بن غياث المريسي، الذي كان في أول أمره مشتغلا بالفقه، لكن عُرف عنه الشغب و سوء الأدب، ثم أقبل على علم الكلام و افتتن به، و كان مجادلا مشاغبا و خطيبا مفوها.
و قد قال عنه الذهبي إنه انسلخ من الورع و التقوى و غلب عليه علم الكلام، و قال بخلق القرآن و دعا إلى ذلك، حتى عُدّ من الجهمية في عصره، و كفره عدة من أئمة السلف و حذروا منه.

س3- بعد دراستك لفتنة اللفظية، بين ما يأتي :
أ- سبب نشأتها:
كان أول من أشعل فتنة اللفظية حسين بن علي الكرابيسي، و كان رجلا قد أوتي علما كثيرا، و صنف مصنفات عديدة، و كان له أصحاب و أتباع، لكن كانت له سقطات دلت على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، و كان بذكائه يثير شبها لإفحام بعض العلماء و الارتفاع عليهم، لكن كل ذلك عاد وبالا عليه، -نسأل الله العافية- فعوقب بنقيض قصده، فحذر منه الإمام أحمد و نهى عن الأخذ عنه، و كان ذلك سببا لتنمره و قوله: لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر، فقال :لفظي بالقرآن مخلوق، و هي كلمة مجملة حمالة لوجوه، فيها تلبيس، تتأولها كل فرقة على ما تريد.
و قد اشتد إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ، لأنه تلبيس يفتن العامة و لا يبين لهم حقا و لا يهديهم سبيلا.
ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ:
مسألة اللفظ من المسائل الغامضة، لتوقفها على مراد القائل، و دخول التأويل فيها.
و قد كان الأئمة الكبار، كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى، يحذرون من الألفاظ المجملة المشتبهة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، و ما توقعه من الشبهة و الفتنة.
و سبب اختلاف الأفهام في ذلك، أن اللفظ مجمل مشترك، يراد به المصدر و يراد به المفعول، فمن قال : اللفظ ليس هو الملفوظ و القول ليس هو المقول و أراد باللفظ المصدر، كان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، و هذا صحيح.
و من قال اللفظ هو الملفوظ و القول هو المقول ، و أراد باللفظ و القول مسمى المصدر، كان معنى كلامه أن المراد بالقول و اللفظ الكلام الملفوظ المقول و هذا صحيح.
فمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق، دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو و ذلك هو كلام الله تعالى، و إن أراد بذلك مجرد صوته و فعله كان المعنى صحيحا.

ج- خطر هذه الفتنة:
بسبب هذه الفتنة التي انتشرت في عصر الإمام أحمد و بعده بقرون، اختلفت مواقف الناس بحسب فهمهم و تأويلهم لهذه العبارة، فكان كل منهم يبني موقفه على ما فهم و تأول، مما زاد في ظهور الفرق في الأمة الإسلامية.

س4- ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ و بين موقفه من مسألة اللفظ.
جعل الإمام البخاري رحمه الله على نفسه ألا يتكلم في مسألة اللفظ بعدما رأى ما نال الإمام أحمد من ذلك، فلما توجه إلى خراسان، وجد في بلده بخارى كثرة المخالفين له، فعزم على الإقامة في نيسابور، و لما علم أهل نيسابور بمقدمه احتفوا به احتفاء عظيما، فحسده بعض من كان هناك من شيوخ نيسابور لما رأوا من إقبال الناس إليه، و انتهز أحدهم فرصة اجتماع الناس عليه، فقام و سأله عن قوله في اللفظ بالقرآن مخلوق أم غير مخلوق؟، فأعرض عنه البخاري و لا زال الرجل يسأله حتى رد عليه قائلا: (القرآن كلام الله غير مخلوق، و أفعال العباد مخلوقة و الامتحان بدعة)
ونقلت مقالته على غير وجهها إلى قاضي نيسابور فأوذي كثيرا و تفرق الناس عنه حتى كفره بعضهم، و ضاقت عليه الأرض بما رحبت، لكنه صبر و احتسب رحمه الله.

س5- ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري ؟ و ما موقف أهل السنة منه؟
كان أبو الحسن الأشعري معتزليا في شبابه حتى بلغ الأربعين، و قد تربى في كنف زوج أمه الجبائي، و الذي كان من رؤوس المعتزلة في زمانه، فأخذ عنه علم الكلام حتى بلغ الغاية عندهم و عدوه إماما من أئمتهم، و كان الجبائي ينيبه في بعض مجالسه.
لكنه أدرك فساد قول المعتزلة، فأعلن توبته منها و التزامه قول أهل السنة، و عزم على الانتصار لها و الرد على المعتزلة.. و لقلة بضاعته في علوم السنة، نهج طريقة ابن كلاب، لأنه كان يرى أنه محاج عن أهل السنة، مدافع عنهم، فاشتهرت أخبار مناظراته و عظمه كثير من الناس..
ثم إنه في آخر حياته، خالف ابن كلاب في مسائل الصفات و الكلام و غيرها، و رجع عن أخطائه في مسائل ظن أنه كان فيها على منهج أهل السنة، و ذلك في كتابه : الإبانة.
اختلف في شأنه أهل العلم، فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة و الجماعة، و منهم من قال إن رجوعه كان مجملا لا يخلو من أخطاء في بعض مسائل الإعتقاد المفصلة..
لكن أتباعه لم يعملوا بما كان عليه الأشعري في آخر حياته، بل نهجوا ما كان عليه في الطريقة الأولى و زاد انحرافهم عن ذلك حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 10:26 AM
ريم السيد بيومي ريم السيد بيومي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 116
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القران :هم الذين يقولون القران كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق .
_سبب وقوف بعض أهل الحديث :
لأنه قالوا إن القول بخلق القران قول محدث فنحن لانقول إنه مخلوق ولانقول إنه غير مخلوق بل نبقى على ماكان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القران فنقول كلام الله ونسكت
_وممن نسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث
1_مصعب بن عبد الله الزبيري
2_إسحق بن أبي إسرائيل المروزي
3_بشر بن الوليد الكندي
4_على بن الجعد الجوهري
5_يعقوب بن شيبه السدوسي
........................................................................................................
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.؟
في زمن المأمون:
كان أول من امتحن من العلماء
1_عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد
_كان رجلا كبيرا في الرابعة والثانين من عمره وكان رجلا فقيرا وفي داره أربعين إنسانا ويجري عليهم من بيت المال ألف درهم كل شهر
_فدعاه نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم المصعبي
فقرأ عليه كتاب المأمون، فإذا فيه: (امتحن عفّان وادعه إلى أن يقول: القرآن مخلوق، فإن قال ذلك فأقرَّه على أمره، وإلا فاقطع عنه الذي يجري عليه).
قال عفان: فقال لي إسحاق: ما تقول؟
فقرأت عليه: " {قل هو الله أحد} " حتى ختمتها.
فقلت: أمخلوق هذا؟
قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك.
قال عفان: فقلت له: يقول الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}؛ فسكتَ وانصرفتُ.

2_وامتحن في تلك المدة أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛ وكان موصوفا بالعلم والفقه؛ وكان عظيم القدر عند أهل الشام.

وكان شيخاً كبيراً قد بلغ الثامنة والسبعين من عمره؛ فأُدخل على المأمون وبين يدي المأمون رجل مطروح قد ضُربت عنقه، ليرهبه بذلك؛ فقال له المأمون: ما تقول في القرآن؟
قال: كما قال الله: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.
قال: أمخلوق أو غير مخلوق؟
قال: ما يقول أمير المؤمنين؟
قال: مخلوق.
قال: بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، أو التابعين؟
قال: بالنظر. واحتج عليه.
قال: يا أمير المؤمنين، نحن مع الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق.
وأخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة؛ فأبى أبو مسهر أن يجيبه إلى ما قال؛ فدعا المأمون بالنطع والسيف؛ فلما رأى ذلك أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه.
قال ابن سعد: (فتركه من القتل وقال: أما إنك لو قلت ذلك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك وأهلك.
_وذهبوا به الى بغداد وحبسوه هناك حتى الموت

3_وأمر المأمون بامتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
ثمّ امتحن القوم فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة.
فمن أجاب أطلق، ومن أبى حُبس وقُيّد؛ فلمّا كان بعد ذلك دعا بالقواريري وسجّادة فأجابا وخلّى عنهما.
فكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول: (قد أعذرا وحُبِسَا وقُيِّدا، وقال الله عزّ وجل: {إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان} القَيْدُ كُرْه، والحَبْسُ كُرْه).
وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس؛ فمكثا أياماً؛ ثم ورد كتاب المأمون من طرسوس بأن يحملا إليه؛ فحملا مقيّدين زميلين؛ وشيّعهما العلماء وطلاب العلم إلى الأنبار.
وقال أبو بكر الأحول لأحمد بن حنبل: إن عرضت على السيف تجيب؟ قال: لا.
فلمّا وصلا إلى الرقّة حبسا فيها؛ حتى يقدم المأمون؛ وكان قد خرج إلى بلدة يقال لها: "البذندون".
ودخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي - وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").
قال: فيئسنا منه.
فقال أحمد: (لستُ أبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف؛ إنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر).
وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس؛ فمكثا أياماً؛ ثم ورد كتاب المأمون من طرسوس بأن يحملا إليه؛ فحملا مقيّدين زميلين؛ وشيّعهما العلماء وطلاب العلم إلى الأنبار.
ثمّ أُخِذ الإمام أحمد وصاحبه على محمل؛ وخرج عليهم الأمير رجاء الحضاري وكان من قادة الجيوش؛ فقال: هؤلاء الأشقياء!
فقال الإمام أحمد: يا عدوّ الله؛ أنت تقول: القرآن مخلوق، ونكون نحن الأشقياء.
ثم أنزلوا من المحامل وصيّروا في خيمة؛ فخرج عليهم خادم من خدم المأمون يمسح الدمع عن وجهه من البكاء وهو يقول: (عزّ عليَّ يا أبا عبد الله أن جرّد أمير المؤمنين المأمون سيفاً لم يجرّده قط، وبسط نطعاً لم يبسطه قط، ثم قال: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا دفعت عن أحمد وصاحبه حتى يقولا: القرآن مخلوق).
فبرك الإمام أحمد على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه، ثم قال: (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكن القرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته).
فما مضى ثلث الليل الأول حتى سمعوا صيحة وضجّة، وإذا رجاء الحُضاري قد أقبل فقال: (صدقت يا أبا عبد الله، القرآن كلام الله غير مخلوق، مات والله أمير المؤمنين).
وفي رواية أخرى أن الأمام أحمد قال: (كنتُ أدعو الله أن لا يريني وجهه - يعني المأمون - وذلك أنه بلغني عنه أنّه يقول: "لئن وقعت عيني على أحمد لأقطعنّه إرْبا إرْبا").
قال: (فلمّا دخلنا طرسوس أقمنا أيّاما وأنا في ذلك؛ إذا رجلٌ قد دخل علينا؛ قال لي: يا أبا عبد الله، قد مات الرجل؛ فحمدتُ الله تعالى، وكنت على ذلك أتوقّع الفرَج).

2_المحنة في زمن المعتصم :
1_أمرَ بنقل الإمام أحمد ومحمّد بن نوح مقيّدين إلى بغداد؛ ليُحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما، وكان الإمام أحمد ومحمد بن نوح قد مرضا تلك الأيام مرضاً شديداً، فأشخصا مقيّدين يُنقلان من بلد إلى بلد في طريق عودتهما إلى بغداد؛ فأما محمد بن نوح فاشتدّ به المرض حتى مات وهو مقيّد في موضع يقال له "عانات" على طريق بغداد؛ فصلى عليه الإمام أحمد.
وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم؛ فامتحن جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي بالتفريق بينه وبين أهله، وبأنواع أخرى من الأذى؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.
قوي عزمُ الخليفةِ على ضرب الإمام أحمد؛ فدعا بكرسي فوضع له؛ فجلس عليه، وابن أبي دؤاد وأصحابه قيام على رأسه.
فقال أحد الحراس للإمام أحمد: خذ الخشبتين بيدك وشدّ عليهما؛ فلم يتبيّن أحمد كلامه؛ فتخلّعت يداه بعد ذلك من الضرب.
ثم قال المعتصم للجلادين: أروني سياطكم؛ فنظر فيها؛ فقال: إيتوني بغيرها؛ فأتوه بغيرها.
ثم قال لهم: تقدّموا؛ وقال لهم: ادنوا واحداً واحداً، ثم قال لأوّلهم: أوجعْ قطع الله يدك.
قال الإمام أحمد: فتقدّم فضربني سوطين، ثمّ تأخر.
ثم قال للآخر: ادن، شدّ قطع الله يدك، ثم جاء آخر ؛ فلم يزالوا كذلك حتى أغمي على الإمام أحمد، فوقف المعتصم عليه وهم محدقون به حتى أفاق، فقال له: يا أحمد ، ويلك تقتل نفسك، ويحك أجبني، أُطلق عنك.
وأجلب الحاضرون عليه: أمير المؤمنين قائم على رأسك، إمامك يسألك أن تجيبه، يريدون أن يجيبهم إلى مقالتهم.
وضربه عُجيف - أحد قادة جيوش المعتصم - بقائمة سيفه، وقال له: تريد تغلب هؤلاء كلهم؟!!
وجعل بعضهم يقول: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي.
فرجع إلى الكرسي، وقال للجلاد: ادنه، أوجع قطع الله يدك، ولم يزل يدعو واحداً واحداً ، وكلّ واحد يضربه سوطين ثمّ يتنحّى، حتى يكون ذلك أشدّ في الضرب، حتى أغمي عليه مرّة أخرى، ثمّ ترك حتى أفاق؛ فقام إليه ثانية، فكرر عليه مقالته فلم يجبه، ثم أعاد ضربه مرة ثالثة حتى أغمي عليه، ثم ترك حتى أفاق، ثمّ قام إليه الثالثة؛ فجعل يقول: يا أحمد أجبني.
قال أحمد: وجعل عبد الرحمن يقول لي: أصحابك يحيى وفلان وفلان، أليس قد أجابوا؟
فلم يجبهم، وعزم على احتمال الضرب والأذى.
وقال المعتصم لابن أبي دؤاد: لقد ارتبكت في أمر هذا الرجل.
فقال له: يا أمير المؤمنين، إنّه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه؛ فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد.
فأعيدَ عليه الضربُ حتى ضرب نيّفاً وثلاثين سوطاً، وأغمي عليه ؛ ثم سحبوه وكبّوه على وجهه وداسوه، فلمّا رأى المعتصم أنّه لا يتحرّك دخله الرعب، وأمر بتخليته.
فلم يفق إلا وهو في حجرة قد أطلقت عنه الأقياد.
وأراد الخليفة أن يطلق سراحه بعد الضرب؛ فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين احبسه؛ فإنّه فتنة، يا أمير المؤمنين إنّه ضالّ مضلّ، وإن أخليته فتنتَ به الناس.
فلم يلتفت إليه الخليفة، وأخذه الندم والارتباك.

3_المحنة في عهد الواثق بن المعتصم

1_امتحن أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه، وخليفته في مجلسه بعد موته.
فاستدعاه والي مصر؛ فامتحنه فأبى أن يجيب، وكان الوالي حسن الرأي فيه؛ فقال: قل فيما بيني وبينك!
فقال: لا أقوله، ليس بي أنا، ولكن بي أن يقتدي بي مائة ألف يقولون: قال أبو يعقوب، ولا يدرون المعنى والسبب؛ فيضلون، ولا أقوله أبدا.
وكان ابن أبي دؤاد قد أمر أن يُحمل إلى بغداد في أربعين رطلاً من حديد يقيّد بها ويغرّمها من ماله إن لم يجب.
فيكون وزن القيد نحو 15 كيلوجرام من الحديد.

2_وفي آخر شعبان من تلك السنة أُحضر أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق؛ وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه، قال له: ما تقول في القرآن؟
قال: كلام الله.
قال: أفمخلوق هو؟
قال: كلام الله.
قال: فترى ربك في القيامة؟
قال: كذا جاءت الرواية.
قال الواثق: ويحك! يُرى كما يُرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان، ويحصره ناظر! أنا كفرت بمن هذه صفته.
ثمّ قال لمن حضره من قضاة المعتزلة: ما تقولون فيه؟
فقال عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.
وقال أبو عبد الله الأرمني: اسقني دمه يا أمير المؤمنين.
وقال ابن أبي دؤاد: هو كافر يستتاب، لعلّ به عاهةً أو نقصَ عقل.
فقال الواثق: إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي.
ثم نهض إليه بالصمصامة -وكانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي أهدي لموسى الهادي ثم صار إليه؛ فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط على النطع صريعا رحمه الله وتقبّله في الشهداء.

...................................................................................................
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.؟
اختلاف المواقف في مسألة اللفظ:
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها انتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف ،وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »

2_الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ.
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»

3_الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
قال أبو زرعة الرازي: ( لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدَّى).
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).

4_الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.

...................................................................................................
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن
، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.؟

سبب أصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن
قولته عندما دخل عليه إسحاق بن حنبل على ابن أخيه الإمام أحمد في السجن بصحبة الحاجب فقال له: (يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابُك، وقد أعذرتَ فيما بينك وبين الله، وقد أجاب أصحابك والقوم، وبقيت أنت في الحبس والضيق!!).
فقال: (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟!!).

ما استفدّته من خبر محنته.
1_الصبر على الأذى في سبيل الله سبحانه وتعالى
2_الايمان بالله والاستعانه به وصدق اللجوء اليه في كل أمر ومحنة نمر بها
3_العلم عن الله سبحانه وتعالى والعلم عن رسوله والعمل بهذا العلم
4_عدم التقول على الله وعلى رسوله شيئا يخالف قولهما
5_دعاء الله الثبات عند المحن
.............................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية
فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
ومنهم أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل
ورد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية
فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم
فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
كان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
وخرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل.
_موقف أهل السنة منه :
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
1_قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمّد البربهاري: ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (ت:444هـ) في الردّ على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنّة والذبّ عنها.
......................................................................................................

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 12:00 PM
أروى المزم أروى المزم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 114
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن: هو أن يقول القائل في القرآن كلام الله ثم يقف فلا يبين هو مخلوق أو غير مخلوق.
وسبب وقوف أهل الحديث: رغبة منهم في البقاء على ما كان عليه السلف الصالح قبل فتنة القول بخلق القرآن فهم يرون أن القول بخلق القرآن أمر محدث فلا يقولون هو مخلوق ولا يقولون غير مخلوق بل يقولون هو كلام الله ويسكتون.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
كان من أوائل من امتحنهم المأمون من العلماء عفان بن مسلم الصفار، وكان شيخًا كبيرًا فقيرًا في بيته أكثر من أربعين إنسان ينفق عليهم مما يجري عليه من بيت مال المسلمين، فكتب المأمون إلى والي بغداد أن يمتحنه في القول بخلق القرآن وإلا يقطع عن مايجري عليه. فأبى القول بخلق القرآن وقال: (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
وامتحن من المحدثين: يحيى بن معين والواقدي وأبو خيثمة والدورقي وابن أبي مسعود وإسماعيل الجوزي وأبو مسلم المستملي.. أمر المأمون بإحضارهم إليه من بلدانهم وامتحنهم فأجابوه خوفًا من معارضته.
ثم أرسل المأمون إلى والي دمشق أن يمتحن المحدثين في دمشق ومنهم: هشام بن عمار، وابن ذكون، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان بن عبدالرحمن.. وكان والي دمشق يحترمهم فامتحنهم امتحانًأ ليس بالشديد وأجابوه كلهم إلا أحمد بن أبي الحواري وكان من النساك وبعض الضغط عليه بزوجته وأولاده قال: مافي القرآن من الجبال والشجر مخلوق، فأرسلت إجابته تلك إلى الخليفة.
وامتحن قاضي دمشق أبو مسهر الغساني، وكان شيخًا جليل القدر فأدخل على المأمون وبين يدي المأمون رجل ضرب عنقه ليخاف ويجيب المأمون إلى ما أراد، ولكنه ثبت وصبر فجاء المأمون بالسيف فأجابه معتذرًا بالإكراه، فقيل له: الآن تخرج وتقول قلت ذلك خوفًا من الموت. وحبس حتى مات.
ولا شك أن أشهر من امتحن بهذا القول هو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وقد عذّب وضرب وهدد بالقتل وحبس لكنه ثبت وصبر.
وامتحن معه جماعة من أهل الحديث فأجابوا المأمون إلى ذلك القول عدا أربعة؛ الإمام أحمد ومحمد بن نوح، والحسن الحضرمي، والقواريري.
وامتحن في مدة سجن الإمام أحمد: الإمام أبو نعيم فقال عنقي أهون من زري هذا وقطع زر ثوبه، فطعن في عنقه وأصابته جراحات مات رحمه الله على إثرها.
وامتحن علي بن المديني والعباس العنبري، فضرب الثاني بالسوط حتى أجاب فلما أجاب فعل مثله علي دون أن يضرب فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليًا.
وامتحن أبو يعقوب البويطي تلميذ الشافعي، فلم يجب وثبت على السنة فغلّل في أرطال من الحديد وأثقلوا عليه قيوده. وقال: لأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم. وسجن حتى مات في تلك القيود رحمه الله!
وممن امتحن وحبس الإمام المروزي رحمه الله.
وممن امتحن الإمام أحمد بن نصر الخزاعي، وقد جيء به إلى مجلس الواثق فأبى أن يجيبه رغم الضغط عليه، فقام الواثق إلى الصمصامة وهو سيف عمر بن معد يكرب فلما انتهى إليه ضربه على عاتقه وكان مربوطا بحبل، ثم ضربه على رأسه ثم طعنه في بطنه فسقط على النطع صريعا رحمه الله...


س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترين باللفظ: وهم الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ.
كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ وفرحوا بها؛ لأنها تخفف عليهم تشنيع العامة وقد يقبلها بعضهم.
قال الإمام أحمد: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو كافر.

الموقف الثاني: موقف من خاضوا في علم الكلام وتأثروا ببعض ما قاله الجهمية، وعلى رأسهم رجل يقال له: الشراك. قال: إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقًا.
قال الطوسي: (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).

الموقف الثالث: موقف الظاهرية وعلى رأسهم: داود الظاهري الذي قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). ولما حدثت فتنة اللفظ كان يقول: القرآن محدث ولفظي بالقرآن مخلوق.
وقد هجره أهل الحديث وأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.

الموقف الرابع: موقف جمهور أهل السنة والحديث كالإمام البخاري والإمام أحمد وإسحاق بن راهويه؛ فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقًا وبدعوا الفريق الذي يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، والفريق الذي قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.

الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث أخطأوا في عبارتهم فقالوا: اللفظ بالقرآن غير مخلوق وكان يقصدون أن القرآن غير مخلوق. ولكن التبس عليهم. وحصل بسبب هذا القول فتنة وفرقة بينهم وبين جمهور أهل السنة ولم يختلف أهل السنة في شيء إلا في هذه المسألة.

الموقف السادس: موقف الأشاعرة وعلى رأسهم أبي الحسن الأشعري، هؤلاء وافقوا جمهور أهل السنة في عدم القول بأن لفظ القرآن مخلوق أو غير مخلوق؛ لكنهج جعلوا سبب الكراهة في كون القرآن يلفظ: أن اللفظ بمعنى الطرح والرمي والقرآن لا يليق به هذا.

الموقف السابع: موقف من يرى أن اللفظ بالقرآن غير مخلوقة ولكن سماعك لقراءة القرآن هو سماع مباشر من الله.. واختلفوا على عدة أقوال منها: أن صوت الرب حل في العبد، أو أنه ظهر ولم يحل، أو أنه لم يظهر ولم يحل وغيرها..


س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
أصر الإمام ابن أحمد على قوله وثبت في محنته رغم ما لاقاه من التعذيب والضرب والحبس والتهديد حتى يتبين الحق، وكان يقول: إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟!!
واستفدت من محنته: الثبات على الحق، وأن الدنيا أهون من أن يضيع الإنسان مبادئه ويبيعها فالعمر قصير والعبرة بما يذخره الله من الأجور الأخروية.
وها نحن اليوم حين نذكر الإمام أحمد -رحمه الله- وكل من ثبت في الفتنة ندعو لهم ونترحم عليهم، ولكن أين ذكر الجلادين؟ كيف بنا إذا مرت على مسامعنا أسماء القتلة؟ وبأي لسان نذكر حقبة الظلم -والظلام- تلك؟

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد أن يرد على المعتزلة واستعمل معهم حججهم وأصولهم المنطقية فجرّه ذلك إلى التسليم ببعض آرائهم الفاسدة، فأحدث أقوالًا جديدة لا هي من قول المعتزلة ولا أهل السنة، وهو يظن أنه ينصر السنة بذلك.
وقد أنكر عليه أهل السنة طريقته وما ابتدعه من أقوال، وحذروا منه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 04:50 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
اخترت الإجابة على أسئلة المجموعة الاولى :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

هو القول بأن القران كلام الله والوقوف في مسألة هل هو مخلوق ام غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم ظنوا ان الكلام في هذه المسألة وهي هل القران مخلوق ام لا كله من الخوض المنهي لذالك توقفوا فيها.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.

1)عفان بن مسلم الصفار ،نوع الاذى:ان يقطع عنه المال الذي كان يعطى من بيت المال لانه كان فقيرا
2)احمد بن ابي الحواري ،نوع الاذى:سجن في دار الحجارة
3)ابو مسهر عبدالأعلى بن مسهر الغساني ،نوع الاذى :1)انه دخل على المأمون وبين يديه رجل مطروح قد ضربت عنقه ليرهبه بذالك
2)دعى المأمون بالنطع والسيف ليرهبه ويجيب على القول بخلق القران فاجاب مكرها

4)احمد بن حَنْبَل ،نوع الاذى :سجن وقيد ومرض في السجن مرضا شديدا وكان ينقل الى محابس متعددة الى ان استقر حبسه في بغداد ثم جلد حتى أغمي عليه اكثر من مرة ثم سحبوه وكبوه على وجهه وداسوه .
5)محمد بن نوح العجلي ،نوع الاذى :سجن وقيد فمرض واشتد المرض به حتى مات في السجن
6)عبيد الله القواريري والحين بن حمّاد الحضرمي ،نوع الاذى الذي فهمته مما درست أنهما سجنا وقيدا حتى أجابا وأطلقا .
7)ابو نعيم الفضل بن كدين وكان قد قارب 90 من عمره ،نوع الاذى : طعن في عنقه وأصابه كسر في الصدر ومات بعد يوم من طعنه .

8)العباس بن عبد العظيم العنبري ،نوع الاذى :ضرب بالسوط حتى اجاب
9)علي بن المديني ،نوع الاذى وكان اذى نفسي لا جسدي :كان ينظر الى العباس العنبري وهو يضرب بالسوط فلما رأى ذالك اجاب ولم يضرب .
10)ابي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي ،نوع الاذى :حمل على البغل في عنقه غِل وفي رجليه قيد وبينه وبين الغل سلسلة فيها لبنة وزنها أربعون رطلا وترك في السجن الى ان مات في قيوده .
11)محمود بن غيلان المروزي ،نوع الاذى :الحبس
12)احمد بن نصر الخُزاعي ،نوع الاذى:ضرب بالسيف على عاتقه ثم ضرب اخرى على رأسه ثم طعن في بطنه فسقط صريعا ثم فصل رأسه عن جسده ثم علق رأسه في بغداد وصلب جسده في سامرا .
13)فضل بن نوح الانماطي ،نوع الاذى :الضرب وفرقوا بينه وبين امرأته .
14)الحارث بن مسكين ،نوع الاذى :السجن

وكان ممن دعاه لكنه نجح في مناظره المعتزلة ودحظ قتلوهم الأذني وهو عبدالله بن محمد بن إسحاق الاذرمي ثم اطلق صراحه.



س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1)موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم يقولون بخلق القران لكنهم يتسترون باللفظ وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة لانها اخف شناعة عند العامة من القول ان القران مخلوق ولأنها اقرب الى قبول الناس لها فإذا قبلوها كانوا اقرب الى قبول التصريح بالقران
وقد كثرت الروايات عن الإمام احمد في التحذير منهم وسماهم بالجهمية وروما جاء عنه ،ان ابنه عبدالله قال سمعت ابي يقول (كل من يقصد الى القران بلفظ او غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي )

2)موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر في الجهمية وعلى رأسهم الشراك رجل من أهل الشام قال ان القران كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا
فقال الامام احمد عنه فيما تكلم به (قاتله الله هذا كلام جهم بعينه )

3)موقف داوود بن علي الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر قال :اما القران الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق وأما الذي هو بين الناس فمخلوق ،وقال بأن القران محدث ،فهجره الامام احمد وأمر بهجره .

4)موقف جمهور أهل الحديث منهم الامام احمد ،فهم منو الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه ،وبدعوا الفريقين :من قال لفظي بالقران مخلوق ومن قال لفظي غير مخلوق ،وشددوا على من قال لفظي بالقران مخلوق لكي لايلتبس الى القول بخلق القران .

5)موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقران غير مخلوق وهو يقصدون ان القران غير مخلوق فاخطؤوا في استعمال هذا اللفظ منهم محمد بن يحيى الذهلي وأبو حاتم الرازي وهم يقولون بان القران غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة الا انهم أخطؤوا في استعمال اللفظ .
6)موقف ابي الحسن الأشعري وبعض اتباعه وهم فهموا في مسألة اللفظ معنى اخر فقالوا ان اللفظ بمعنى الطرح والرمي والقران لايلفظ فانكرواعلى من يقول لفظي بالقران مخلوق وايضاً على من يقول لفظي بالقران غير مخلوق .

7)موقف طائفة زعمت ان ألفاظ القرّاء بالقران غير مخلوقة وزعموا ان سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله تعالى واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال :
1)ان صوت الرب حل في العبد
2)ظهر فيه ولم يحل فيه
3)لا نقول ظهر ولا حل
4)الصوت المسموع قديم غير مخلوق
5)يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق
وهذه الاقوال كلها أقوال مبتدعة لم يقل السلف بها .

8)طائفة زعمت ان كلام الله بعينه في المصحف وهذا قول باطل وقد رد عليهم البخاري في كتابه خلق افعال العباد بعد ما ذكر قولهم قال (...يلزمك ان تقول :ان من ذكر الله في القران من الجن والانس والملائكة...عاينتهم بأعيانهم في المصحف لان فرعون مكتوب فيه كما ان القران مكتوب !!)


س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لان اكثر العلماء أجابوا اما بالاكراه ام بغير فَلَو هو ايضا اجاب فكيف يتبين الحق بعد ذلك وايضاً كان رأس المحدثين في زمانه وله اتباع كثيرون فو قال بهذا القول لاتبعه الكثير فأثار إظهار الحق على نفسه .

مما استفت منه :
1)الصبر والتحمل في سبيل الله
2)اذا ظهر الباطل وقل اتباع الحق ان نثبت على الحق لتبيين الحق لمن بعدنا
3)رخص النفس في سبيل الله
4)عدم الاستسلام حتى يظهر الحق لانه بعد العسر يسر

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
السبب :لكي يرد على المعتزلة الكلام الذي قالوه في حق القران وفي صفة الكلام لله قام بدراسته علم الكلام لكي يستطيع الرد عليهم من علم الكلام والمنطق فوقع في بعض مما قالوا من علم الكلام فوافقهم في بعض اصولهم .

موقف أهل السنة منه :أنكروا عليه ما قال وان يهجر

هذا والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1438هـ/12-11-2016م, 10:15 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم....وبه نستعين .
إجابات المجلس 11 :
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
معنى الوقف في القرآن : القول بأن القرأن كلام الله فقط ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث :
قولهم: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
أشهر من امتحن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله زمن المأمون
ثم زمن الواثق حتى أنه أحضر إليه للمناظرة أمامه وكاد الخليفة أن يلين لولا تهييج ابن أبي دؤاد ومن حوله ،فضربه ضربا شديدا ثم لما خشي عليه أطلقه رحمه الله
ثم إن الإمام أحمد عفا عنه وعن كل من آذاه إلا المبتدع
الإمام محمد بن نوح قيد وسيق مع الإمام أحمد ثم إنه مات في قيده فصلى عليه الإمام أحمد
أبو نعيم الفضل بن دكين : كان شيخا كبيرا قد قارب التسعين طعن في عنقه وكسر صدره حتى مات يوم الشك من رمضان
محمد بن غيلان المروزي وهو من شيوخ البخاري ومسلم
وغيرهم كثر كيحيى بن معين وعفان وغيرهم
رحمهم الله وجزاهم عن الاسلام والمسلمين خيرا



س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
على 7 مواقف :
-موقف الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ
- موقف لبعض الكلاميين :يقولون إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً منهم الشراك
-داوود الظاهري: ويقول : أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق ...واشتهر قوله :القرآن محدث
- جمهور أهل الحديث :كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة. منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق لئلا يؤدي التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
- موقف طائفة من أهل الحديث قالوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، و قد أخطؤوا.
- موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته
فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن
- موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال بعضهم: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وكلها باطلة


س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول
بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
بيانا للحق
قال لعمه :إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق
مما يستفاد : صفحات وصفحات من صبر هذا العالم الرباني في مواجهة الفتنة وبيانها
يكفي عفوه عمن ظلمه إلا المبتدع دروسا ودروس
أخذ العلم بقوة والذب عنه بقوة خاصة مع ظهور الفتن والشبهات .
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع وأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة منهم ابن كلاب البصري أراد الرد على المعتزلة بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فسلم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعضهم وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان ذلك بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، فخرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
حذر منه أئمة أهل السنة وأنكروا عليه :مثل ابن تيمية وابن خزيمة والامام أحمد

قال ابن تيمية: (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور.

هذا والله المستعان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 01:07 AM
سمر احمد محمد محمد سمر احمد محمد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 133
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن (القسم الثاني ) :
المجموعة الثانية :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
س2: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س3: بعد دراستك لفتنة اللفظية؛ بيّن ما يأتي:
أ- سبب نشأتها.
ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
ج- خطر هذه الفتنة.
س4: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟


الإجابة :
س1-ما حكم من وقف في القرآن ؟
الواقفة هم الذين يقولون :القرآن كلام الله ويقفون ،فلا يقولون :مخلوق ولا غير مخلوق .
وهم على ثلاثة أصناف :
-الصنف الأول :طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف ؛وهم في حقيقة الأمر يقولون بخلق القرآن ،لكنهم في ظاهر القول يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به ،وينكرون على من يقول :القرآن غير مخلوق .
حكمهم :أهل هذا الصنف جهمية مخادعون ،وفتنتهم على العامة أشد من فتنة الجهمية الذين يصرحون بالقول بخلق القرآن ؛لأنهم يستدرجونهم بذلك ثم يشككونهم في كلام الله ،فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق ،وإذا ابتلى المرء بالشك وقع في الفتنة ،وكان أقرب إلى التزام قولهم .
-وقد اشتد إنكار الإمام أحمد إمام أهل السنة علي هؤلاء الواقفة وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم .
-ومن أقوال الإمام أحمد فيهم :(صنف من الجهمية استتروا بالوقف ).
ولذلك لمّا سُئل الإمام أحمد عن الواقفة قال(من كان يخاصم ويُعرف بالكلام فهو جهمي).
- الصنف الثاني : الذين يقفون شكا وترددا ،فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكهم في ذلك .
حكمهم :لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله عز وجل ؛لأن الإيمان يقتضي التصديق ،والشك مناف للتصديق الواجب ،فالشاك غير مؤمن ،إلا أن الجاهل قد يعذر بجهله ،ومن عرضت له شبهه قد يعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة .
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سُئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة؛ فقال: (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم) قال: وسمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي.
-فالعامي الذي لم يدخل في علم الكلام ولم يجادل جدال أصحاب الأهواء يبين له الحق ويعلم ،ويجب عليه الإيمان والتصديق بأن القرءان كلام الله وكلامه صفة من صفاته وصفات الله غير مخلوقة ؛فإن قبل واتبع قبل منه وإن أبلى واستكبر أو بقي شاكا في كلام الله بعد إقامة الحجة عليه حكم بكفره .
الصنف الثالث :وهم طائفة من أهل الحديث ينكرون على من يقول :القرآن مخلوق ؛ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق ،وأخطؤوا في ذلك ،ومنهم من دعا إلى القول بالوقف .
- وهم يقولون إن القول بخلق القرآن قول محدث ،فلا يقواون مخلوق ولا غير مخلوق ويزعمون بذلك أنهم على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن ،فيقولون القرآن كلام الله ويسكتون .
حكمهم :وحين سئل الإمام أحمد عنهم وعن سكوتهم ؛قال عن من زعم ذلك :ولم يسكت ؟لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ،ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ،لأي شئ لا يتكلمون ؟).
-وكان الإمام أحمد شديد على المحدثين القائلين بالوقف ويأمر بهجرهم فهم يوطؤون الطريق لأصحاب الأهواء ،ويشككون العامة في كلام الله ؛وإذا أثيرت الشبهه وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان المزيل للشبهه الكاشف للبس .
-ونفي التشكيك في صفات الله عند حدوث الفتنة من البيان الواجب على العلماء وليس من الخوض المنهي عنه .
-----------------------------------------------------------
س2-اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون .
الإجابة :
-أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم وقد قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري عام 124هجريا يوم الأضحى؛حيث قال قولته الشهيرة :"ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم ،فإني مضح بالجعد بن درهم ،زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ،ولم يكلم موسى تكليما،تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم ،ثم نزل فذبحه ).رواه البخاري في خلق أفعال العباد
-ثم جاء بعد بهذه المقالة الجهم بن صفوان واشتهرت عنه ،وفي زمانه لم يكن له اتباع لهم شأن في زمانه ،ولكن تلقف هذه المقالة بعض أهل الكلام وفتحوا بها على الأمة أبوابا عظيمة من أبواب الفتنة .
- ولم يكن الجهم من أهل العلم ولم يعتن بالأحاديث والآثار ،ولكنه أوتي ذكاء ولسانا بارعا وتفننا في الكلام وجدلا ومراءا وكان كاتبا لبعض الأمراء فانتشرت بذلك مقالاته التي من أعظمها إنكار الأسماء والصفات وإنكار علو الله عز وجل _تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا _والقول بخلق القرآن ،والجبر والإرجاء الغاليان ،وكفره علماء عصره ؛فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128 هجريا .
- ذكر بن بطة عن يوسف القطان أن الجعد بن درهم جد الجهم بن صفوان ،وذكر البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"عن قتيبة أنه قال "بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم ".
- ثم ظهر بعدهما بمده بشر بن غياث المريسي وكان أول مره مشتغلا بالفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء ،فناظر الشافعي في مسائل ،وكان يسئ الأدب ويشغب ،وأقبل على علم الكلام وافتتن به وكان خطيبا مفوها ومجادلا مشاغبا .
قال عنه الذهبي :"نظر في الكلام فغلب عليه وانسلخ من الورع والتقوى وجرد القول بخلق القرآن ودعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم ؛فمقته أهل العلم وكفره عدة ،ولم يدرك الجهم بن صفوان ،بل تلقف مقالاته من أتباعه ".
-وكان متخفيا في زمن هارون الرشيد لما بلغه وعيد بقتله ،ثم أظهر مقالته اللعينة ودعا إليها بعد موت الرشيد سنة 193 هجريا .
- فكان تحذير أئمة السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهرا مستفيضا فحذرهم كثير من طلبة العلم ؛ولكنهم تسللوا إلى الحكام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب .
- ثم آلت الخلافة إلى المأمون سنة 192 هجريا ،وكان قد فتن بعلم الكلام ولطائف ما يأتي به المعتزلة من زخرف القول وعنايتهم بالأدب والمنطق وعلم الكلام ،فقربهم إليه وجالسهم فزادوه ولعا بالفلسفة وعلم الكلام حتى أمر باستخراج كتب الفلاسفة اليونانيين من قبرص وأمر بتعريبها فزاد البلاء بما في هذه الكتب من شبه وفتن .
-وكان في نفس المأمون القول بخلق القرآن ولكن كان في أول الأمر لم يتجاسر على القول به خشية إنكار العلماء عليه ،وكان من رؤوس المعتزلة في عصره "بشر بن غياث المريسي ،وثمامة بن أشرس النميري ،وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف ،وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي فزينوا له القول بخلق القرآن وأنه لا يتم الدين إلا به .
-------------------------------------------------------------
س3- بعد دراستك الفتنة اللفظية بين ما يأتي :
أ- سبب نشأتها .
كان أول من اشعل الفتنة اللفظية حسين بن علي الكرابيسي ؛وكان قد أوتي سعة في العلم وصنف مصنفات كثيرة وكان له أصحاب وأتباع ،ولكن لم يصحب علمه عقل ورشد ؛فقد ألف كتابا حط فيه على بعض الصحابة و زعم أن بن الزبير رضي الله عنه من الخوارج ؛وأدرج فيه ما يقوي به جانب الرافضة ببعض متشابه المرويات ،وحط أيضا على بعض التابعين كالأعمش وغيره ؛بينما انتصر للحسن بن صالح بن حي وكان يرى بالسيف .
-فلما عرضه كتابه على الإمام أحمد وهو لا يدري من هو استبشع بعض ما فيه وقال :(هذا أراد نصرة الحسن بن صالح ،فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم )-وقدجمع في هذا الكتاب بعض أحاديث للروافض – فقال الإمام أحمد : (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به )؛فحذر الإمام منه ونهى عن الأخذ عنه .
-فلما بلغ ذلك الكرابيسي غضب وتنمر وقال :"لأقولن مقالة حتى يقول بن حنبل بخلافها فيكفر ؛فقال :لفظي بالقرآن مخلوق ؛فأثار بهذه المقالة هذه الفتنة العظيمة .

ب-سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ .
مسألة اللفظ مسألة غامضة لتوقفها على مراد القائل ودخول التأول فيها .
-وسبب ذلك :أن لفظ التلاوة والقراءة واللفظ ؛مجمل مشترك يراد به المصدر ويراد به المفعول .
قول :لفظي بالقرآن مخلوق ؛قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفظ به فيكون موافقا للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن .
- وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن ؛لأن اللفظ في اللغة يأتي اسما ومصدرا ؛فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ والمصدر هو التلفظ ؛ويتفرع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى ؛وهذا سبب اختلاف الناس في تأويل قول القائل :"لفظي بالقرآن مخلوق "؛فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه وفيها من التلبيس ما يجعل كل فرقة تتأولها على ما تريد .

ج-خطر هذه الفتنة .
أدت هذه المقالة الخبيثة إلى اختلاف مواقف الناس اختلافا كثيرا كل يفهمها بفهم ويتأولها بتأول ويبني موقفه على ذلك وكل ذلك سببه غموضها واحتمالها لأكثر من وجه وما فيها من تلبيس يجعل كل فرقة تتأولها كما أرادت وقد نشأ بسببها عدة مواقف منها :
-موقف الجهمية المتسترة باللفظ .
-موقف من قال أن القرآن كلام الله فإن تلفظنا به صار مخلوقا وهويعود إلى صريح قول الجهمية .
-موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري .
-موقف طائفة من أهل الحديث التبس عليهم الأمر وقالوا أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق يريدون بذلك أن القرآن غير مخلوق فأخطؤوا العبارة .
- موقف أبي الحسن الأشعري قبل أن يتوب ويرجع عنه رحمه الله ؛فرغم توبته استمرت هذه المقولة بعده في كثير ممن تبعه .
-موقف الطوائف التي زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ سمع مباشر عن الله _تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا _فزعموا أن سماعهم لكلام الله حين يقرأكما سمعه موسى عليه السلام .
وهذا مما يبين خطر هذه الفتنة التي لبست على العامة وأيضا طالت بعض أهل الحديث فلبست عليهم فهي مقولة خبيثة لما احتملته من الأوجه والاحتمالات ؛وجاءت هذه المقولة في وقت كان الناس فيه بحاجة إلى بيان الحق ورفع اللبس فزادتهم تلبيسا وتوهيما .
-----------------------------------------------------------
س4- ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟وبين موقفه من مسألة اللفظ .
- لما رأى البخاري رحمه الله ما ناله الإمام أحمد في مسألة اللفظ وهو ببغداد ؛فرأى أنها مسألة مشؤومة وجعل على نفسه ألا يتكلم فيها ؛ولما كثر المخالفين له في بلده بخارى عزم على الذهاب إلى نيسابور بلد الإمام مسلم .
-وبعد مكثه في نيسابور ليوم أو يومين سأله رجل عن اللفظ بالقرآن ،وكان نهاهم عن ذلك محمد بن يحي الذهلي ؛فقال الإمام البخاري "أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا "فوقع بينهم الاختلاف ،وتناقل الناس الكلام واختلفوا فمنهم من قال أنه قال :لفظي بالقرآن مخلوق والبعض الآخر قال لم يقل ذلك .
-ونقل بن عدي أنه قد حسده بعض الناس لاجتماعهم عليه حين دخل نيسابور ،فلما امتحن في المجلس أعرض البخاري عن من سأله في مسألة اللفظ ثم شدد عليه حتى قال "القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل والناس وتفرقوا عنه ؛ونقلت مقالته على غير وجهها لقاضي نيسابور محمد بن يحي الذهلي فاتهمه أنه مبتدع ونهى عن مجالسته حتى هجره اكثر الناس غير مسلم ،و قد أوذي كثيرا في هذه المحنة حتى كفره بعضهم ،فذهب إلى بخارى ثم أخرج منها ؛فذهب إلى خرتنك وقبض بها رحمه الله .
------------------------------------------------------------
س5- ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري ؟وما موقف أهل السنة منه ؟
كان أبو الحسن الأشعري معتزليا في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره وذلك بسبب نشأته فكان زوج أمه أبي علي الجبائي الذي كان من رؤوس المعتزلة ؛فأخذ الأشعري عنه علم الكلام حتى صار من أئمة المعتزلة ،وكانت تحيك في نفسه مسائل حتى ناظر الجبائي في مسائل فانقطع الجبائي عنها فأدرك الأشعري فساد قول المعتزلة وتاب عن الاعتزال والتزم قول أهل السنة ؛وعزم على الانتصار لهم ؛ولكنه كان قليل البضاعة في علوم السنة متبحرا في علوم الكلام بصيرا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضها ،فاجتهد في الرد على المعتزلة وأفحم كبراءهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية فعظمه بعض الناس وعدوه منافحا عن السنة .
- وخاض مدة من عمره يظن أنه ينصر السنة المحضة _وهو أقرب إلى السنة من المعتزلة _إلا إنه خالف أهل السنة في طريقتهم وأحدث أقوالا في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل .
-ألف كتاب الإبانة في آخر حياته ورجع فيه عن الطريقة الكلامية والتزم قول أهل السنة ،وفي ما ذكر في كتابه رجوع عام مجمل إلى قول أهل السنة وخالف قول ابن كلاب في مسائل الأسماء والصفات والكلام والقرآن وغيرها ؛ولكنه أخطأ في مسائل ظن أنه وافق فيها أهل السنة وهو مخالف لهم فيها .
-لذلك اختلف فيه أهل العلم فمنهم من قال إن رجوعه رجوعا صحيحا إلى مذهب أهل السنة ،ومنهم من قال أن رجوعه مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد .
----------------------------------تم بحمد الله وتوفيقه
جزاكم الله خيرا استفدت كثيرا من دراسة مسائل الإيمان بالقرآن نسأل الله الثبات على الحق .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 02:07 AM
هيفاء بنت محمد هيفاء بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 109
افتراضي

بسم الله االرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القران: هو القول بأن القران كلام الله ويقف فلا يقول مخلوق أو غير مخلوق.
وظهر من أهل الحديث من يقول أن القران كلام الله ويقف وهم ينكرون على من يقول بخلق القران ويقولون إن القول بخلق القران محدث ونحن لا نقول إنه مخلوق ولا نقول إنه غير مخلوق بل نبقى على مكان عليه سلفنا الصالح قبل إحداث فتنة خلق القران ونقول القران كلام الله ونسكت.
والسبب في سكوتهم أنهم ظنوا أن الكلام في هذه المسألة من الخوض في المنهي عنه وليس الأمر كما ظنوا
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
كانت فتنة خلق القران فتنة عظيمه امتحن فيها العامة والخاصة ومن أهل الحديث ممن امتحن وأوذي وصبر ومنهم من امتحن وأذي فسلم ونلتمس لهم العذر لقوله تعالى(( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان))
وممن امتحن في خلق القران من أهل الحديث
• وممن أوذي وامتحن في خلق القران فضل بن نوح الأنماطي؛ فإنّه ضُرب، ثمّ فرّقوا بينه وبين امرأته.
• أرسل المأمون بكتابه لإمتحان عدد من أهل الحديث أبرزهم( يحيى بن معين، وأبو خيثمة بن حرب، وأحمد الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم المستملي، وابن أبي مسعود) وأمر بإحضارهم إليه في الرقة فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
• أرسل المأمون إلى واليه في دمش أن امتحن أهل الحديث ومنهم(هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري) فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد؛ لأنه كان يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة فأجابوا جميعهم، عدا أحمد بن أبي الحواري وكان أمير دمشق يحبّه ويجلّه؛ فجعل يرفق به في المحنة، ويقول: أليست السماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟ وأحمد يأبى أن يطيعه؛ فسجنه في دار الحجارة، واجتهد والي دمشق أن يجيبه ولو متأوّلاً لأنّه يعلم شدّة المأمون في هذه المحنة؛ فوجّه إلى امرأته وصبيانه ليأتوه ويبكوا عليه ليرجع عن رأيه. وقيل له: قل: ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق، فأجاب على هذا، وكتب إسحاق بإجابته إلى الخليفة.
• ووصل كتاب المأمون إلى والي بغداد وأمره بامتحان (أحمد بن حنبل، ومحمد العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن الحضرمي) وغيرهم من أهل الحديث فأحضر كل واحد منهم من موضعه، فأمتحن القوم جمعياً فأجابوا ترخصاً بالإكراه عدا هؤلاء الأربعة ثم دعي القواريري والحضرمي فأجابوا قال ابن كثير: (كان من الحاضرين من أجاب إلى القول بخلق القرآن مصانعة مكرها ؛ لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، ووقعت فتنة صماء، ومحنة شنعاء، وداهية دهياء)
وقد كانوا يشددون على الأئمة حتى يجيبوا فمن أجيب أطلق ومن أبى حبس وعذب وأشد من ناله الأذى الإمام أحمد بن حنبل فصبر ونصر بفضل الله ومنته.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
كانت فتنة خلق القران فتنة عظيمة انتشر وبالها في الأمه وعظم أمرها، والحمد لله الذي قيض لدين رجالاً فوقفوا في وجهها وردوها بفضل الله، ثم ظهرت بعدها فتنة الوقف وكانت أشد حتى أن من صبر في الأولى انطوت عليه هذه
وعقبتها فتنة اللفظ فكانت فتنتها أعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ فإنّها استمرّت قروناً من الزمان وجرى بسببها مِحَن طوال واختلفت مواقف الناس فيها وابرزها:-
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية.
الموقف الثالث: موقف أهل الظاهر، وعلى رأسهم داوود الظاهري وهو إمامهم وقد قال (لفظي بالقرآن مخلوق).
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث، وهؤلاء منعوا القول باللفظ لالتباسه وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة وقالوا ببدعة من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، وحذروا منها وكانوا شديدين الخشية من كلام الجهمية وتلبيسهم، وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق وهؤلاء (يقولون إن القرآن غير مخلوق،وإن أفعال العباد مخلوقة) بظنهم أنهم يقطعون على الجهمية ويردون عليهم بهذا القول لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
الموقف السادس: موقف الأشاعرة واتباعهم، وكان فهمهم لمسألة اللفظ فهما آخر فقالوا(إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.)
الموقف السابع: طوائف زعمت أن ألفاظ القراء للقران غير مخلوقه بل سماعهم من القراء سماعهم من الله مباشرة كما كلم الله عيسى واختلفوا في تفصيل ذلك
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
يظهر سبب إصرار الإمام أحمد بعدم الترخص بالإكراه في موقفه لما دخل عليه عمه إسحاق بن حنبل في السجن بصحبة الحاجب فقال له: (يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابُك، وقد أعذرتَ فيما بينك وبين الله، وقد أجاب أصحابك والقوم، وبقيت أنت في الحبس والضيق!!).
فقال: (يا عمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟!!). فأمسك عنه.
ويستفاد من ذلك
1) أن المكروه في حق العالم أو من يقتدى به قد يصل لمرتبه التحريم.
2) الثبات على الحق وتحمل الأذى في ذلك.
3) كل فتنه تهون إن سلم الدين والمعتقد.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
والسبب الرئيس في ظهور بدعة ابن كلاب أنه أراد الانتصار للسنه والرد على المعتزلة بنفس طريقتهم الكلامية، فاخطأ في ذلك وجره منهجه إلى التسليم لهم في بعض المعتقدات والأقوال الفاسدة وقال ابن تيميه (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه) فكانت أقوله بين أهل السنة والمعتزله وظهرت أقوال لم تعرف من قبل، وأنكر أهل السنة هذه الطريقة وحذروا منها وبينوا خطرها، قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)
واالله أعلم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 05:16 AM
نورة التميمي نورة التميمي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 24
افتراضي

ما حكم من وقف فيالقرآن؟
فتنة الوقف في القرآن
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
وهم على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول:طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
الصنف الثاني:الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشك منافٍ للتصديق الواجب؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ إلاأنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
س2: اعرض بإيجازنشأة القول بخلق القرآن قبل عهدالمأمون?
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هوالجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ،يوم الأضحى.
قال حبيب بن أبي حبيب: شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: «ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه» رواه البخاري في خلق أفعال العباد.
قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: "القرآنمخلوقٌ" جعد بن درهم
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاءولساناً بارعاً وتفننا في الكلام، وجدلاً ومراءً، وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات،وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.
قال بكيربن معروف: (رأيت سلم بن الأحوز حين ضربَ عُنُقَ الجهمِ فاسودَّ وجهه). وقال أبو معاذ البلخي: (كان جهمٌ على معبَر ترمذٍ، وكان رجلًا كوفيَّ الأصل،ِ فصيح اللّسان، لم يكن له علمٌ، ولا مجالسةٌ لأهل العلم، كان تكلّم كلام المتكلّمين، وكلّمه السُّمَنيّة فقالوا له: صف لنا ربّك الّذي تعبده، فدخل البيت لايخرج كذا وكذا.
قال: ثمّ خرج عليهم بعد أيّامٍ، فقال: هو هذا الهواء مع كلّ شيءٍ، وفيكلّ شيءٍ، ولا يخلو منه شيءٌ).
قال أبو معاذٍ: (كذب عدوّ اللّه، إنّاللّه في السّماء على عرشه وكما وصف نفسه). وقد ذكر ابن بطّة عن يوسف القطّان أنّ الجعد بن درهم جدّ الجهم بن صفوان.
وذكرالبخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" عن قتيبة بن سعيد أنه قال: «بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم»
ثم ظهربعدهما بمدّةبشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاءالعلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها،ومجادلاً مشاغباً.
قال الإمام أحمد: (ما كان صاحب حُججٍ، بل صاحب خطبٍ).
وقال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتّى كان عينَ الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم،وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه).
وكان متخفياً في زمان هارون الرشيدلما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
قال الذهبي: (روى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشربن غياث يقول: "القرآن مخلوق" لله علي إن أظفرني به لأقتلنه. قال الدورقي: وكان بشرمتواريا أيام الرشيد، فلما مات ظهر بشر ودعى إلى الضلالة).
وذكر البخاري عن يزيد بن هارون الواسطي أنه قال: «لقدحرَّضتُ أهل بغداد على قتله جهدي، ولقد أُخبرت من كلامه بشيء مرة وجدت وجَعَه فيصل بي بعد ثلاث».
وقال علي ابن المديني: «إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره»
وورى أيضابإسناده عن أحمد بن خالد الخلال: أنه قال: سمعت يزيد بن هارون وذَكَر أبا بكر الأصموالمريسي فقال: «هما والله زنديقان كافران بالرحمن، حلالاالدم»
وقال عبد الرحمن بن مهدي: «لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا» ذكره البخاري في كتاب خلق أفعال العباد.
وقالأيضاً: «من زعم إن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلاقتل».
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حَذِرَهم كثيرٌ من طلابِ العلم،لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بمالهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات، وحفظ نوادر الأخبار،ولطائف المحاضرات.
س3: بعد دراستك لفتنة اللفظية؛ بيّن ما يأتي :
أ- سبب نشأتها. وكان أوّل من أشعل فتنة اللفظية:حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وضعف السعي في تحقيق المصالح ودرء المفاسد؛ والعلم إذا لم يصحبه عقل ورشد كان وبالاً على صاحبه لأنّه ينصرف عن المقاصد السامية للعلم إلى التشغيب على العلماء ومماحكتهم؛ وربما تمكّن بذكائه وسعة معرفته من إثارة شبهات يريد بها إفحام بعض العلماء والارتفاع عليهم؛فيعاقب بنقيض قصده؛ فيسقط ويكون ما أثاره من الشبهات مثلبة عليه؛ ينكرها أهل العلم ويذمونه بها.
ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ. فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين؛ فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقديريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى.
ج- خطر هذه الفتنة
وظهرت فتنة اللفظية فكانت فتنتهاأعظم وأطول مدى من فتنة الوقف؛ فإنّها استمرّت قروناً من الزمان وجرى بسببها أمورعظيمه

س4: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمهالله؟ وبيّن موقفه من مسألةاللفظ؟
وجرت محنة عظيمة للإمام البخاري بسبب هذه المسألة، وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتواالعلم}.
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنةمنه؟
أبوالحسن علي بن إسماعيل الأشعري ؛ فإنّه كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجدلها جواباً شافياً فيتحيّر فيها، ويسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم.
فأصابته حيرة شديدة احتبس بسببها عن الناس خمسة عشر يوماً، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر، وأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، وكان قد امتلأ غيظاً من المعتزلة بسبب تمويههم على الناس بشبهات تبيّن له بطلانها وفسادها وقبح مؤدّاها، وضياع شطر من عمره في أباطيلهم.
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها،واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهويظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 05:26 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:
الوقف بالقران يعني ان يقال ان القران كلام الله ويسكت فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض اهل الحديث انهم قالوا ان القول بخلق القران قول محدث جديد على السلف فهم لا يتزعمون هذا القول المحدث بل يبقون على ماكان عليه السلف ولا يقولون مخلوق وا غير مخلوق.
...........................................................................
إجابه السؤال الثاني:

من الذين امتحنوا من الحديث:
يحيى بن معين/** خيثمه* زهير بن حرب
أحمد بن إبراهيم الدورقي/ إسماعيل الحوزي
محمد بن سعد كاتب الواقدي/ ابو مسلم عبدالرحمن بن يونس المستملي / بن ابي مسعود
*
كلهم أحضرهم في الرقه وخافوا وهابوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.
وأيضا هشام بن عمار / وسليمان بن عبدالرحمن / وعبدالله بن ذكوان / وأحمد بن ابي الحواري
كلهم امتحنوا وأجابوا ماعدا احمد بن الحواري كان ناسك وكان له قدرا عظيم وكان والي الشام يرفق به ويقول اليست السماوات مخلوقة اليست الارض مخلوقة وأحمد يأبى ان يجيبه في خلق* القرآن وسجن.
وكان يرفق به ارسل اليه امرأته وأولاده كأنهم يترجونه ويقولون له قل ان مافي القرآن من شجر وجبال مخلوق فقال ذلك وأرسلت إجابته* إلى خليفه وايضا ابو مسهر عبد الاعلى امتحن في خلق القران وادخل الى الخليفه وكان عند الخليفه رجل ضربت عنقه من اجل تخويفه فسأله الخليفه ما تقول في خلق القران فرد عليه باءيه* من القران (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) وحدثت محاوره بينه وبين الخليفه انتهت بتهديد الخليفه له بطلب السيف لقطع رأسه فلما رأى ذلك أجاب بعذر الاكراه لكن الخليفه قال لو انك اجبت قبل ان اطلب السيف لأطلقتك ولكن الان تسجن فسجن حتى مات.

...........................................................................إجابه السؤال الرابع:
سبب اصرار الامام احمد بن حنبل على عدم الترخص لعذر الاكراه في محنه القول بخلق القران انه في احد الايام دخل عم الامام احمد بن حنبل في السجن وقال له يا ابا عبدالله قد احاب اصحابك وقد اعذرت مابينك وبين الله وبقيت انت في الحبس والضيق.
فقال يا عم اذا اجاب العالم تقية والجاهل يجهل متى يستبين الحق.
الفوائد من محنه احمد بن حنبل غزيره لا يسعني ذكرها هنا على سبيل الحصر ولكن لعلي اذكر منها بعض ما اضفى على اروحنا طمأنينه وراحه.
1/ان الصبر على الاذى في سبيل الدعوه من اعمده النجاح في الاخره كما دلت على ذلك سوره العصر.
2/ان التثبت والتبصر والتبين قبل القول من سمات اهل السنه والجماعه.
3/ان التوكل على الله وتفويض الامر اليه كفايه من الله للعبد وهذه ثمره لا محاله ان يتذوقها ذلك المتوكل على الله.
4/ان الامام احمد بن حنبل علم من اعلام الامه في زمانه وفي غير زمانه .
5/ان تعلق القلب بالله وجزيل ثوابه يجعل كل امر عسير في الدنيا يسير.
...........................................................................
إجابه السؤال الخامس:
سبب ظهور فتنه ابن كلاب اراد ابن كلاب ان يرد على المعتزله بمناظرتهم بأصولهم وحججهم فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسده وايضا تمكن من الرد على بعض أقوالهم وتوضيح فسادهم فاشتهر وأعجب به بعض اهل السنه واغتر هو بذلك وظن انه ناصر للسنه وكان تقصيره في معرفه السنه وعلومها وسلوكه سلوك المتكلمين وموافقه المعتزله ببعض اصولهم الفاسده لهذه الاسباب خرج بقول بين اهل السنه والمعتزله .

اما موقف اهل السنه من ابن كلاب قال الامام احمد لا تجالس صاحب كلام وان دافع عن السنه فأمره لا يؤول لخير .
وقال الرب هاري احضر صغار المحدثات فإن الصغار تصبح كبار.
وايضا الحافظ ابو نصر ألف بالرد عبى ابن كلاب فيما قاله وخاصه قوله ان القران ليس بحرف ولا صوت وكان يرون اهل السنه ان ابن كلاب اقرب اليهم من ابو الحسن الاشعري.
...........................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:
الوقف بالقران يعني ان يقال ان القران كلام الله ويسكت فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض اهل الحديث انهم قالوا ان القول بخلق القران قول محدث جديد على السلف فهم لا يتزعمون هذا القول المحدث بل يبقون على ماكان عليه السلف ولا يقولون مخلوق وا غير مخلوق.
...........................................................................
إجابه السؤال الثاني:

من الذين امتحنوا من الحديث:
يحيى بن معين/** خيثمه* زهير بن حرب
أحمد بن إبراهيم الدورقي/ إسماعيل الحوزي
محمد بن سعد كاتب الواقدي/ ابو مسلم عبدالرحمن بن يونس المستملي / بن ابي مسعود
*
كلهم أحضرهم في الرقه وخافوا وهابوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.
وأيضا هشام بن عمار / وسليمان بن عبدالرحمن / وعبدالله بن ذكوان / وأحمد بن ابي الحواري
كلهم امتحنوا وأجابوا ماعدا احمد بن الحواري كان ناسك وكان له قدرا عظيم وكان والي الشام يرفق به ويقول اليست السماوات مخلوقة اليست الارض مخلوقة وأحمد يأبى ان يجيبه في خلق* القرآن وسجن.
وكان يرفق به ارسل اليه امرأته وأولاده كأنهم يترجونه ويقولون له قل ان مافي القرآن من شجر وجبال مخلوق فقال ذلك وأرسلت إجابته* إلى خليفه وايضا ابو مسهر عبد الاعلى امتحن في خلق القران وادخل الى الخليفه وكان عند الخليفه رجل ضربت عنقه من اجل تخويفه فسأله الخليفه ما تقول في خلق القران فرد عليه باءيه* من القران (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) وحدثت محاوره بينه وبين الخليفه انتهت بتهديد الخليفه له بطلب السيف لقطع رأسه فلما رأى ذلك أجاب بعذر الاكراه لكن الخليفه قال لو انك اجبت قبل ان اطلب السيف لأطلقتك ولكن الان تسجن فسجن حتى مات.

...........................................................................إجابه السؤال الرابع:
سبب اصرار الامام احمد بن حنبل على عدم الترخص لعذر الاكراه في محنه القول بخلق القران انه في احد الايام دخل عم الامام احمد بن حنبل في السجن وقال له يا ابا عبدالله قد احاب اصحابك وقد اعذرت مابينك وبين الله وبقيت انت في الحبس والضيق.
فقال يا عم اذا اجاب العالم تقية والجاهل يجهل متى يستبين الحق.
الفوائد من محنه احمد بن حنبل غزيره لا يسعني ذكرها هنا على سبيل الحصر ولكن لعلي اذكر منها بعض ما اضفى على اروحنا طمأنينه وراحه.
1/ان الصبر على الاذى في سبيل الدعوه من اعمده النجاح في الاخره كما دلت على ذلك سوره العصر.
2/ان التثبت والتبصر والتبين قبل القول من سمات اهل السنه والجماعه.
3/ان التوكل على الله وتفويض الامر اليه كفايه من الله للعبد وهذه ثمره لا محاله ان يتذوقها ذلك المتوكل على الله.
4/ان الامام احمد بن حنبل علم من اعلام الامه في زمانه وفي غير زمانه .
5/ان تعلق القلب بالله وجزيل ثوابه يجعل كل امر عسير في الدنيا يسير.
...........................................................................
إجابه السؤال الخامس:
سبب ظهور فتنه ابن كلاب اراد ابن كلاب ان يرد على المعتزله بمناظرتهم بأصولهم وحججهم فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسده وايضا تمكن من الرد على بعض أقوالهم وتوضيح فسادهم فاشتهر وأعجب به بعض اهل السنه واغتر هو بذلك وظن انه ناصر للسنه وكان تقصيره في معرفه السنه وعلومها وسلوكه سلوك المتكلمين وموافقه المعتزله ببعض اصولهم الفاسده لهذه الاسباب خرج بقول بين اهل السنه والمعتزله .

اما موقف اهل السنه من ابن كلاب قال الامام احمد لا تجالس صاحب كلام وان دافع عن السنه فأمره لا يؤول لخير .
وقال الرب هاري احضر صغار المحدثات فإن الصغار تصبح كبار.
وايضا الحافظ ابو نصر ألف بالرد عبى ابن كلاب فيما قاله وخاصه قوله ان القران ليس بحرف ولا صوت وكان يرون اهل السنه ان ابن كلاب اقرب اليهم من ابو الحسن الاشعري.
...........................................................................




بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:
الوقف بالقران يعني ان يقال ان القران كلام الله ويسكت فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض اهل الحديث انهم قالوا ان القول بخلق القران قول محدث جديد على السلف فهم لا يتزعمون هذا القول المحدث بل يبقون على ماكان عليه السلف ولا يقولون مخلوق وا غير مخلوق.
...........................................................................
إجابه السؤال الثاني:

من الذين امتحنوا من الحديث:
يحيى بن معين/** خيثمه* زهير بن حرب
أحمد بن إبراهيم الدورقي/ إسماعيل الحوزي
محمد بن سعد كاتب الواقدي/ ابو مسلم عبدالرحمن بن يونس المستملي / بن ابي مسعود
*
كلهم أحضرهم في الرقه وخافوا وهابوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.
وأيضا هشام بن عمار / وسليمان بن عبدالرحمن / وعبدالله بن ذكوان / وأحمد بن ابي الحواري
كلهم امتحنوا وأجابوا ماعدا احمد بن الحواري كان ناسك وكان له قدرا عظيم وكان والي الشام يرفق به ويقول اليست السماوات مخلوقة اليست الارض مخلوقة وأحمد يأبى ان يجيبه في خلق* القرآن وسجن.
وكان يرفق به ارسل اليه امرأته وأولاده كأنهم يترجونه ويقولون له قل ان مافي القرآن من شجر وجبال مخلوق فقال ذلك وأرسلت إجابته* إلى خليفه وايضا ابو مسهر عبد الاعلى امتحن في خلق القران وادخل الى الخليفه وكان عند الخليفه رجل ضربت عنقه من اجل تخويفه فسأله الخليفه ما تقول في خلق القران فرد عليه باءيه* من القران (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) وحدثت محاوره بينه وبين الخليفه انتهت بتهديد الخليفه له بطلب السيف لقطع رأسه فلما رأى ذلك أجاب بعذر الاكراه لكن الخليفه قال لو انك اجبت قبل ان اطلب السيف لأطلقتك ولكن الان تسجن فسجن حتى مات.

...........................................................................إجابه السؤال الرابع:
سبب اصرار الامام احمد بن حنبل على عدم الترخص لعذر الاكراه في محنه القول بخلق القران انه في احد الايام دخل عم الامام احمد بن حنبل في السجن وقال له يا ابا عبدالله قد احاب اصحابك وقد اعذرت مابينك وبين الله وبقيت انت في الحبس والضيق.
فقال يا عم اذا اجاب العالم تقية والجاهل يجهل متى يستبين الحق.
الفوائد من محنه احمد بن حنبل غزيره لا يسعني ذكرها هنا على سبيل الحصر ولكن لعلي اذكر منها بعض ما اضفى على اروحنا طمأنينه وراحه.
1/ان الصبر على الاذى في سبيل الدعوه من اعمده النجاح في الاخره كما دلت على ذلك سوره العصر.
2/ان التثبت والتبصر والتبين قبل القول من سمات اهل السنه والجماعه.
3/ان التوكل على الله وتفويض الامر اليه كفايه من الله للعبد وهذه ثمره لا محاله ان يتذوقها ذلك المتوكل على الله.
4/ان الامام احمد بن حنبل علم من اعلام الامه في زمانه وفي غير زمانه .
5/ان تعلق القلب بالله وجزيل ثوابه يجعل كل امر عسير في الدنيا يسير.
...........................................................................
إجابه السؤال الخامس:
سبب ظهور فتنه ابن كلاب اراد ابن كلاب ان يرد على المعتزله بمناظرتهم بأصولهم وحججهم فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسده وايضا تمكن من الرد على بعض أقوالهم وتوضيح فسادهم فاشتهر وأعجب به بعض اهل السنه واغتر هو بذلك وظن انه ناصر للسنه وكان تقصيره في معرفه السنه وعلومها وسلوكه سلوك المتكلمين وموافقه المعتزله ببعض اصولهم الفاسده لهذه الاسباب خرج بقول بين اهل السنه والمعتزله .

اما موقف اهل السنه من ابن كلاب قال الامام احمد لا تجالس صاحب كلام وان دافع عن السنه فأمره لا يؤول لخير .
وقال الرب هاري احضر صغار المحدثات فإن الصغار تصبح كبار.
وايضا الحافظ ابو نصر ألف بالرد عبى ابن كلاب فيما قاله وخاصه قوله ان القران ليس بحرف ولا صوت وكان يرون اهل السنه ان ابن كلاب اقرب اليهم من ابو الحسن الاشعري.
...........................................................................
إجابه السؤال الثالث:
اختلاف المواقف من مسأله اللفظ:
الموقف الاول:
موقف الجهميه المتستره باللفظ وهو لانهم يقولون بخلق القران وهم مثل الجهميه الذي يتسترون بالوقف في خلق القران وهذه الطائفه فرحت بمقاله اللفظ لانها اخف وقعا عند عامه الناس ويقبلونها وهم اكثر من نشر مسأله اللفظ وقد قال الامام احمد في رويات كثيره بالتحذير منه وقال ايضا الامام احمد من قال لفظي بالقران مخلوق يريد به القران فهو كافر وقال الامام احمد ان اللفظيه انما يدورون على كلام جهم يزعمون ان جبريل انما جاء بشيئ مخلوق الى مخلوق .
وايضا الكرابيسي يقول لفظي بالقران مخلوق وقد قال احمد بن حنبل لمحمد بن حسن إياك إياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه ولا يكلمك.
الموقف الثاني:
موقف أولئك الذين تأثرو بعلم الكلام وتأثرو بالجهميه وابرزهم الشراك يثول ان القران ولكن اذا تلوته فإن تلاوته مخلوقه وهذا كلام باطل مخالف لاهل السنه والجماعه.
وايضا هناك عبدك الصوفي كان صاحب كلام وهو رجل سوء وصوفي .
الموقف الثالث:
ايضا موقف داود رجل ذكي متوجه لقراءه كتب الشافعي بدايه عمره وقد قال قولا غريبا ماقاله احد قبله قال : ان الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق والذي لين يدي الناس مخلوق وايضا قال ان القران محدث.
ومحدث تعني ماكان بعد ان لم يكن.
واسحاق بن راهويه كان ضده وايضا الامام احمد بن حنبل حذر منه وامر بهجره وتجنبه.
الموقف الرابع:
موقف جمهور اهل الحديث مثل اسحاق بن راهويه والامام احمد بن حنبل والبخاري وابو ثور كلهم منعوا الكلام في اللفظ وقال احد التابعين: سألت احمد بن حنبل فقلت اذا قالوا لنا القران بألفاظنا مخلوق فقال قل القران في جميع الوجوه ليس بمخلوق.
وايضا كان هناك قصه قصيره بين الامام احمد وصاحب اللهو هو ابو طالب قد اخطأ بنقل كلام من الامام احمد وصحح خطأه فيما يخص القول بلفظيه القران.
الموقف الخامس:
جماعه من اهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقران غير مخلوق وهي عباره اخطأوا فيها حتى ان مهنم من نسب هذا القول بالخطأ للامام احمد بن حنبل وافترق اهل الحديث وصاروا فريقين منهم من يقول لفظنا بالقران غير مخلوق اي القران المسموع غير مخلوق ومنهم من قال التلاوه غير المتلوا والقراءه غير المقروء وأرادوا بذلك ان افعال العباد ليس كلام الله .
الموقف السادس:
موقف ابو الحسن الاشعري* الذي فهم من مسأله اللفظ معنى مختلف وقال ان الامام احمد كره مسأله اللفظ والمقصود باللفظ الرمي وهذا غير لائق ان يقال في حق القران .
وهذا واتباعه منتصرون للسنه وموافقين للامام احمد ولكنهم لا يحبيذون استعمال كلمه لفظ لانها تعني رمي ومنهم من ينكر تكلم الله بالصوت.
الموقف السابع:
جماعات زعمت ان ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقه وزعموا انهم اذا سمعوا القراء كأنهم سمعوا الله مباشره واختلفوا في ذلك بعده اقول
1/ان صوت الرب حل في العبد
2/ان صوت الرب ظهر في العبد ولم يحل فيه
3/وجماعه قالوا لا نقول ظهر ولا حل
4/ومنهم قالوا الصوت المسموع قديم غير مخلوق
5/ومنهم من قالوا يسمعوا منه صوتان مخلوق وغير مخلوق ومل هذه الاقوال قال عنها احمد بن حنبل وغيره من السلف ان من قال ان اصوات العباد وافعالهم وما يكتبون به قديم غير مخلوق فهم مبتدعون ضالون مخالفون لأهل السنه والجماعه.
.........................................................................
هذا والله أعلم
والحمدلله رب العالمين
ولكن نتمنى أن لايدخل هذا المجلس في الإختبار
وذلك لأن هذا الجزء العقائدي محتاج لذهن صافي
من أجل متابعة التسلسل التاريخي في أحداث
فتنة خلق القران.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 05:27 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

المعذره من العجله
تم النسخ اكثر من مره لم انتبه

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م, 07:24 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الوقف في القرآن هو القول بان القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق

سبب وقوف بعض أهل الحديث لانهم قالوا ان القول بخلق القرآن محدث فلا يقولون انه مخلوق ولا بغير مخلوق بل يبقون علی ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن فهم يقولون إن القرآن كلام الله ويسكتون ولا يبينون وهم أخطئوا في ذلك لانه اذا اثيرت شبهه وفتن الناس بها وجب علی المحدثين التصريح والتبيين الذي يزيل الشك ويكشف اللبس وهنا حدثت فتنه لذلك وجب التصريح والبيان

س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.

أول من امتحن وهو شيخ الامام احمد عفان بن مسلم وقد هدد بقطع عنه المال فلم يجبهم
وهناك مجموعة من المحدثين امتحنوا فخافوا معارضة المأمون فأجابوا منهم يحيی بن معين وزهير بن حرب وأحمد بن ابراهيم الدورقي واسماعيل الجوزي وغيرهم
وكذلك هناك مجموعة امتحنوا وهم من دمشق جميعهم اجابوا كالذين من قبلهم ماعدا أحمد بن ابي الحواري فسجن وكان والي دمشق يحاول معه بجميع الطرق ليجيب المأمون حتی أحضر اهله ليبكوا عنده فأجاب علی أن مافي القرآن من الجبال والشجر مخلوق
امتحن كذلك عبدالأعلی بن مسهر الغسانيمن شيوخ الامام احمد فجادله المأمون فأبی ان يجيبه فأمر المأمون بأحضار السيف فلما رأی ذلك أجاب مترخصا ولك يبل منه المأمون ذلك فحبس حتی مات
وأمتحن الامام أحمد ومحمد بن نوح وعبيدالله القواريري وسجادة وآخرون من أهل الحديث فجميهم أجابوا ترخصا بالاكراه الا الاربعة فحبسوا ثم أجاب القواريري وسجاده مكرهين وبقي الامام أحمد ومعه محمد بن نوح في الحبس وتوفي محمد بن نوح بالمرض في زمن خلافة امعتصم وبقي الامام أحمد وحيدا فحبس وكبل بالاغلال الثقيلة وجلد بالسوط حتی الإغماء وغيرها من انواع التعذيب والتضييق حتی بعد الافراج عنه منع من التحديث في زمن خلافة الواثق
وممن امتحن كذلك الفضل بن دكين فلم يجبهم فطع في عنقه وأصابه كسر في الصدر ومات بعد يوم من جراحته
ومتحن العباس العنبري وعلي بن المديني فلم يجيبا فضرب العباس بالسوط فأجاب والمديني لما رأی ما رأی أجاب
وامتحن يوسف بن يحيی البوطني عالم مثر ومفتيها وتلميذ الشافعي فأبی ان يجيب فقييد وسجن ومات في قيوده وسجنه
وكذلك حبس محمود بن غيلان المروزي من شيرخ البخاري ومسلم
وكذلك قتل أحمد بن نصر الخزاعي في هذه الفتنة وعلق رأسه في بغداد وصلب جسده في سمارا ثم بعد ست سنين جمع رأسه وجسده ودفن
وأوذي فضل بن نوح الأنماطي وفضرب وفرقوا بينه وبين زوجته
واخر من امتحن شيخ من أهل الشام ناظره بن دؤاد فغلبه وأقتنع الواثق بكلامه فافرج عنه ولم يمتحن بعده أحد
الخلاصة أن ما تعرضوا له هو الضرب والتعذيب والحبس فمنهم من صبر ومنهم من أجاب مترخصا بالاكراه

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

1. موقف الجهنية المتسترة باللفظ فهم يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ

2. موقف من خاض في علم الكلام وتأثر باقوال للجهمية وعلی رأسهم الشراك حيث قال إن القرآن كللم الله فاذا تلفظنا به صار مخلوقا

3. موقف داوود الظاهري فمنهجه في القرآن هو أن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق واما الذي بين الناس مخلوق وكذلك قال القرآن محدث أي مخلوق

4. موقف جمهور أهل الحديث فهم منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعوا الفريقين واشتدوا علی من قال: لفظي بالقرآن مخلوق خشية اتخاذه سبب للقول بخلق القرآن وبينوا أن افعال العباد مخلوقه

5. موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون ان القرآن غير مخلوق وأخطأوا بأستخدام هذه العبارة فهم مرادهم أن القرآن المسموع عصير مخلوق وليس مرادهم صوت العبد

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

لانه لابد من من يزيل الشك واللبس عن الناس من اهل الحديث في هذه الفتنه وكان الامام أحمد أعناق العامة ممتده إليه لانه رأس أهل الحديث في زمانه
وما استفدته: أنه مهما كان البلاء كبيرا وعزيما في عيني فلن يقابل بلاء أئمتنا وعلمائنا فهذا يعين علی الصبر وكذلك يفيد أن صاحب العلم يحمل مسؤولية العامة معه وما الذي سيؤدي إليه قوله في المسأله فينظر في حال المجتمع أيضا ولا يكتفي بالنظر لنفسه وكذلك يفيد أن الله يقيض لحفظ الدين أناسا يرفعهم ويعلي شأنهم ويظهرهم وينصرهم

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

سبب ظهور بدعته أنه أراد الرد علی المعتزلة بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية فخاض في علم الكلام مما ادی به الی التسليم لبعض أصولهم الفاسده وهو يعتقد انه علی متقد أهل السنة والجماعة بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها وقد تمكن من الرد علی بعض اقوالهم الفاسدة فغره هذا وصنف بعض الكتب في الرد علی المعتزلة واشتهرت ردوده علی المعتزلة فأعجب به من كان مغتاظ من المعتزله فشتهر ذكره حتی تبعه علی طريقته بعض الناس وفتن بها فهو قد خرج بقول بين قول اعل السنة وقول المعتزلة وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة
وأئمة أهل السنة أنكروا علی ابن كلاب طريقته المتدعة وما احدث من أقوال وحذروا منه ومن طريقته ومن تبع طريقته يهجر

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 صفر 1438هـ/15-11-2016م, 10:40 PM
رويدة خالد رويدة خالد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 105
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القران هو أن يقول: القرآن كلام الله، ويقف، فلا يقول هو مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو قولهم إن القول بخلق القران قول محدث وأمر مبتدع فنحن نبقى على ما قاله السلف قبل هذه المحنة، ولا نخوض في هذا الكلام المحدث.

س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
ممن امتحن في مسألة الخلق بالقرآن:
- عفان بن مسلم الصفار: قطع عنه الذي يجري عنه من بيت المال.
- يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، محمد بن سعد، وأبو مسلم المستلمي، وابن أبي مسعود، وكل هؤلاء أجابوا وأطلقوا.
- أبو مسهر عبدالأعلى الغساني، حبس في بغداد حتى مات.
- أحمد بن حنبل، ولا يستطيع القلم أن يصف ما ناله هذا الإمام الذي صبر في هذه المحنة على كل ما ناله من الحبس والتعذيب.
- محمد بن نوح العجلي، وهو الذي كان مع الإمام أحمد في محنته حتى مات رحمه الله.
- عبيد الله القواريري
- الحسن بن حماد الحضرمي.
- أبو نعيم الفضل بن دكين: ثبت على عدم القول بخلق القران، فطُعن في عنقه وأصابه كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته.
- العباس بن عبدالعظيم العنبري، ضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني لما رأى ما أصيب به العباس أجاب.
- أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي: سجن حتى مات في قيوده.
- محمود بن غيلان المروزي: حبس.
- أحمد بن نصر الخزاعي: ضرب بالسيف على رأسه حتى مات، وصلب وبقي جسده مصلوبا ست سنين.
- أذنه وهو أبو عبدالرحمن عبدالله بن محمد بن إسحاق الأذرمي.
- الحارث بن مسكين المصري.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ.

الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض بالكلام وتأثر ببعض كلام الجهمية، يقولون القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا.

الموقف الثالث: موقف داود بن علي الظاهري الظاهري، قال إن الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق، أما الذي هو بين الناس فمخلوق.

الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهوية والبخاري وغيرهم، منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه، وبدعوا الفريقين من ادعى أنه مخلوق ومن قال إن غير مخلوق، واشتدوا على الفريق الذي ادعى بأنه مخلوق.

الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، فأخطأوا في استعمال العبارة.

الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري ومن تبعه، يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين، ولكنهم يجعلون سبب الكراهة أن معنى اللفظ الرمي والطرح وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.

الموقف السابع: موقف طوائف زعموا بأن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وأن السماع لقارئ القرآن يكون مباشر من الله!




س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
يتضح سببه من خلال قوله لعمه إسحاق بن حنبل: ( يا عم إذا أجاب العالم تقية والجاهل بجهل فمتى يتبين الحق؟!)
ويستدل بحديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثم لا يصده ذلك عن دينه"
ومما يستفاد من هذه المحنة التي جرت له:
- شدة صبر العلماء وحرصهم على إقامة الحق والصدع به.
- مكانة الإمام أحمد وفضله حيث سد مسدا عظيما في الإسلام، والرد على أهل البدع والأهواء.
- أهمية التمسك بالكتاب والسنة وخطر الخوض في علم الكلام والتوغل فيه.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعته أنه أراد الرد على المعتزلة بأصولهم الكلامية وحججهم، فأدى به ذلك إلى التسليم ببعض أصولهم الفاسدة، وظن بذلك أنه نصر السنة.
فوافق المعتزلة على أصلهم الذي أصّلوه وهو امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا. فخرج ابن كلاب بأن القرآن حكاية عن القول القديم القائم بالله تعالى.

وقد أنكر أهل السنة على ابن كلاب طريقته وما أحدث من الأقوال، وحذروا منه ومن طريقته وأمروا بهجره.
وكان ابن خزيمة من أشد العلماء على الكلابية وأشدهم تحذيرا منهم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 16 صفر 1438هـ/16-11-2016م, 02:32 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*

( القسم الثاني)


أحسنتنّ جميعاً الإجابة على هذا المجلس ، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكنّ الإخلاص والقبول .


المجموعة الأولى :

التقويم :

الطاالبة : أروى المزم أ+
أحسنت ِجزاك الله خيراً ونفع بكِ .


الطالبة : إجلال سعد أ+
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ .

الطالبة : هيفاء محمد أ+
أحسنتِ جزاك الله خيراً ونفع بكِ .

الطالبة : شادن كردي أ
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ .

س2 : اختصرتِ فيه جداً رغم ثراء المادة العلمية .

الطالبة : ابتسام الرعوجي أ
جزاك الله خيراً ونفع بكِ .
س5 : لقد ورد في إجابتك على هذا السؤال هذه العبارة : (وقال الرب هاري احضر صغار المحدثات فإن الصغار تصبح كبار.) فماذا تعني ؟ ومن قائلها ؟ وهل وردت في الدرس ؟
أوصيكِ بالعناية بالكتابة ولا سيما التفريق بين همزتي القطع والوصل . والتاء المربوطة والهاء في أواخر الكلمات .

الطالبة : رويدة خالد أ
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ.
تم خصم نصف درجة على التأخير.

الطالبة :ريم بيومي ب+
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ
لو اجتهدتِ في تلخيص الإجابات بأسلوبكِ لكان أنفع وأثبت للمعلومات .
س3 : فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري ، وموقف
طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله.

الطالبة : عائشة الزبيري ب+
جزاك الله خيراً ونفع بكِ .
س3 : فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري ، وموقف
طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله.
تم خصم نصف درجة على التأخير .



المجموعة الثانية :

س3 النقطة : ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
كلمة لفظي بالقرآن تحمل وجهين:
1- تطلق ويراد بها المصدر: فيكون المعنى لفعل الكلام وما صدر عنه من صوت ،وهذا مخلوق .
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: صحيح.
2- وتطلق ويراد بها المفعول: فيكون المعنى حاصل للكلام الملفوظ،أي - الكلمات الملفوظة- .
وهذا ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: باطل والقول به كفر.


التقويم :


الطالبة : سمر أحمد أ+
أحسنتِ جدا ًجزاك الله خيراً ونفع بكِ.


الطالبة : للا حسناء الشنتوفي .أ+
أحسنتِ جزاك الله خيراً ونفع بكِ.
س3 : النقطة ج اختصرتِها رغم تميزك في بقية النقاط .


الطالبة : نورة التميمي ب

أحسنتِ جزاك الله خيراً ونفع بكِ.
س1 : ذكرتِ الأصناف ولم تبيّني حكم كل صنف .
س3: النقطة أ ؛ فاتك ذكر موقف
حسين بن علي الكرابيسي مع الإمام أحمد ، كما اختصرتِ في النقطة ج .
س4 : يحتاج المزيد من التفصيل ، ويمكنكِ الرجوع لإجابة الطالبة : سمر أحمد.
س5 : فاتكِ الإجابة عن الشق الثاني من السؤال .


---زادكنّ الله من فضله وتوفيقه ---

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 صفر 1438هـ/18-11-2016م, 09:35 AM
صفاء السيد محمد صفاء السيد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jun 2016
المشاركات: 186
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
___________________________________________________________________________________________
س1:ما معنى الوقف فى القرآن ؟وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
ج1:الواقفة فى القرآن هم الذين يقولون :القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
وقد وقف بعض أهل الحديث وهم لا يعتقدون أن كلام الله مخلوق وينكرون على من يقول أن القرآن مخلوق ،لكنهم قالوا :أن القول بخلق القرآن قول محدث ،فلا نقول أنه مخلوق ولا نقول أنه غير مخلوق.
وسئل الإمام أحمد :هل لهم رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ويسكت ؟قال:ولم يسكت؟لولا ما وقع فيه النا س كان يسعه السكوت؟ ولكن حيث تكلموا فيه تكلموا،لأى شىء لا يتكلمون؟
وكان الإمام أحمد شديدا عليهم ويأمر بهجرهم لأنهم يشككون العامة فى كلام الله تعالى ،وإذا أثيرت الشبهة وجب التصريح بما يزيل الشبهة ويكشف اللبس.
ونسب القول بالوقف إلى مصعب بن عبد الله الزبيرى ،وإسحاق ابن أبى إسرائيل المروزى وقد صرحا أنهما لم يقفا على الشك وإنما سكتا كما سكت من قبلهم وكرها الدخول فى هذه المسألة وكرها الكلام فيما ليس تحته عمل وهذا إجتهاد منهم أخطؤوا فيه.
__________________________________________________________________________________
س2:عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث فى مسألة الخلق بالقرآن مبينا أنواع الأذى الذى لحق بهم.
ج2:فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة ابتلى فيها الكثير من أهل الحديث ومنهم:
1-عفان بن مسلم الصفار: شيخ الإمام أحمد وكان شيخا كبيرا فى السن فى الرابعة والثمانين من العمر وكان فقيرا،وفى داره نحو أربعين إنسانا نوكان يأخذ من بيت المال ألف درهم كل شهر.
دعاه نا ئب بغداد إسحاق بن إبراهيم المصعبى وقرأ عليه كتاب المأمون وفيه:(امتحن عفان وادعه أن يقول :القرآن مخلوق فإن قال فأقره على ذلك وإلا فاقطع عنه الذى يجرى عليه).
قال عفان :قال لى إسحاق ما تقول؟ فقرأت عليه {قل هو الله أحد } حتى ختمتها وقلت أمخلوق هذا؟ فقال لى يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول :إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجرى عليك.
قال عفان: فقلت له:يقول الله تعالى:{وفى السماء رزقكم وما توعدون } فسكت وانصرفت. ودخله الغم بسبب ما انقطع عنه فلم يبت الليلة إلا وتاجرا من تجار المسلمين أتاه وقال له جزاك الله عن أهل السنة خيرا وهذه ألف درهم ولك مثلها كل شهر.
2-ثم ورد كتاب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم:يحى بن معين،وأبوخثيمة زهير بن حرب،وأحمد بن إبراهيم الدورقى،وإسماعيل الجوزى،ومحمد بن سعد كاتب الواقدى،أحضروا إلى المأمون فى الرقة ليمتحنهم ولم يمتحنهم فى بلادهم فخافوا من وهابوه فأجابوا وأطلقوا.
وقال الإمام أحمد لو كانوا صبروا وقاموا لله لانقطع الأمر وحذرهم الرجل -يعنى المأمون-لكن لما أجابوه إجترأ على غيرهم.وكان يغتم إذا ذكرهم.
3-وكان ممن امتحن أبو مسهرة عبد الأعلى بن مسهرالغسانى :وكان قاضى دمشق فى تلك الفترة وكان من شيوخ الإمام أحمد وكان شيخا كبيرا بلغ الثامنة والسبعين من عمره أدخل على المأمون وبين يديه رجل مطروح قد ضربت عنقه ليرهبه به ،قال له المأمون ما تقول فى القرآن ؟قال أقول: كما قال تعالى {وإن أحد من المشركين استجاك فأجره حتى يسمع كلام الله}
قال :أمخلوق ام غير مخلوق.
قال ما يقول أمير المؤمنين ؟قال :مخلوق.
قال:بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين؟ قال :.بالنظر.
قال يا أمير المؤمنين :نحن مع الجمهور الأعظم والقرآن كلام الله غير مخلوق.وأخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة فأبى أن يجيبه فأمر بالنطع والسيف،فلما رأى ذلك أجاب مترخصا بعذر الإكراه.فتركه من القتل وقال:أما لوأنك قلت ذلك قبل أن أدعوا لك بالسيف لقبلت منك ولرددتك إلى أهلك ،ولكنك تخرج فتقول قلت ذلك فرقا من القتل،أشخصوه إلى بغداد واحبسوه فيها حتى يموت،فأشخص وحبس عند اسحاق ابن إبراهيم ،فلم يلبث إلا يسيرا حتىمات فى غرة رجب سنة ثمانى عشر ومئتان.
4- ثم أمتحن الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلى ،وعبيد الله القواريرى،والحسن بن حماد الحضرمى الملقب بسجادة.وغيرهم.
واجتمعوا فى دار اسحاق بن إبراهيم ببغداد فقرأعليهم كتاب المأمون وفيه {الحمدلله الذى ليس كمثله شىء وهو خالق كل شىء }قال الإمام أحمد:{ وهو السميع البصير} فقال أحد المعتزلة ماذا تقصد فقال هكذا قال الله تعالى.
ثم امتحن القوم فأجابوا جميعا ترخصابالإكراه إلا هؤلاء الأربعة ،وكان من أجاب أطلق ومن امتنع حبس وعذب ثم بعد ذلك دعا بالقواريرى وسجادة فأجابا وأطلقا وكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} والحبس كره والقيد كره.
ومكث أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فى الحبس أياما ثم حملا إلى المأمون وشيعهما العلماء وطلاب العلم إلى الأنبار وقال أبو بكر الأحول :لأحمد ابن حنبل إن عرضت على السيف تجيب ؟قال :لا.
ودعا الإمام أحمد أن لا يريه الله وجه المأمون واستجاب الله تعالى له ومات المأمون ونقل الأمام أحمد وصاحبه إلى بغداد مقيدين حتى يقضى فى أمرهما فمات محمد بن نوح فى الطريق وصلى عليه الإمام أحمد ،واستقر حبس الإمام أحمد فى محبس العامة فى بغداد حبس سنتين،ثم ناظروا الإمام أحمد ثلاثة أيام متتالية،ثم عزم الخليفة على ضربه ،وضربوه حتى أغمى عليه،وأعادوا عليه الضرب نيفا وثلاثين ضربة وأغمى عليه وحبسوه فى غرفة فقال ودخل الرعب فى قلب الخليفة وعندما قال الإمام أحمد :(لى ولهم موقف بين يدى الله)ووصلت الكلمة إلى الخليفة فقال يخلى سبيله الساعة.
5-وفى الكوفة أخذ أبو نعيم الفضل بن دكين :وكان شيخا كبيرا قارب التسعين من عمره وأدخل على الوالى مع جماعة من أهل الحديث وامتحنه الوالى فثبت وقطع زرا من قميصه وقال عنقى أهون على من زرى هذا ثم أنه طعن فى عنقه وأصابه كسر فى صدره ومات بعد جرحه بيوم.
وفى البصرة أخذ العباس بن عبد العظيم العنبرى وعلى بن المدينى ،وامتحنا فلم يجيبا ثم ضرب العباس بالسوط فأجاب وكان على ينظر إليه فأجاب لما رأى أنه أجاب فكان أحمد يعذر العباس ولا يعذر على.
ثم أمتحن أبى يعقوب يوسف ابن يحى البويطى وذلك فى خلافة الواثق،فثبت ولم يجيبهم وأمر بن أبى دؤاد أن ينقل إلى بغداد مقيدا فى أربعين رطلا من حديد ويغرم ثمنها من ماله ،وقال لأموتن فى حديدى هذا حتى يأتى قوم يعلمون أنه مات فى هذا الأمر قوم فى حديدهم.ومات فى حبسه وهو مقيد بالحديد.
6-ثم أمر الواثق بامتحان الأئمة والمؤذنين وحبس جماعة منهم.
7-ثم أمتحن أحمد بن نصر الخزاعى
:وثبت وضربه الواثق بالصمامة وطعنه فى بطنه وقطع راسه وصلب جسده فى سامر ست سنين ثم جمع مع رأسه ودفن.
8- وأمتحن فى هذه الفتنة فضل بن نوح الأنماطى :فضرب وفرق بينه وبين زوجته.
9-وفى آخر زمن الواثق جىء بشيخ من الشام ليمتحن أمام الواثق فقام بمناظرة ابن أبى دؤاد فغلبه وقال للواثق إن لم يتسع لك الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ،فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم،فقال الواثق نعم ،وأمر بقع قيود الشيخ وسقط ابن أبى دؤاد من نظره ،ولم يمتحن أحد بعد ذلك وانتهت المحنة.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج3:اختلفت مواقف الناس فى مسألة اللفظ بحب فهمهم وتأويلهم لها ومن هذه المواقف:
1- الموقف الأول:موقف الجهمية الذين تستروا بهذه اللفظة فهم يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ وهؤلاء كالجهمية الذين تستروا بالوقف.وحذر منهم الإمام أحمد كثيرا،قال عبد الله بن الإمام أحمد :سمعت أبى يقول:[كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به القرآن مخلوق فهو جهمى].
الموقف الثانى:موقف من خاض فى علم الكلام وتأثر ببعض أقوال الجهمية وعل رأسهم الشراككان يقول:القرآن الكريم كلام الله ولكن إذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية.
والشراك هو ابن أخت عبدك الصوفى كما ذكر ذلك الإمام أحمد بن حنبل وهو صاحب كلام ورأى سوء وانتشر عنه بدع كبدعة الملامية وبدعة التحريم المطلق،كان يزعم أن كل ما فى الدنيا محرم إلا القوت.
الموقف الثالث:موقف داوود الظاهرى رأس أهل الظاهر وقد أوتى ذكاء حادوقوة فى الإستدلال ولكنه رد القياس وادعى الإستغناء عنه بالظاهر وهو صاحب الكرابيسى أخذ عنه مقالته فى اللفظ لكنه تأولها على مذهبه فى القرآن قال:[أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ،والذى بين الناس فمخلوق].قال الذهبى هذا التفصيل ما قاله أحد قبله،واشتهر عنه أنه قال القرآن محدث فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
الموقف الرابع :موقف أهل الحديث كالإمام أحمد واسحاق بن راهويه والبخارى وأبو ثور وغيرهم وهؤلاء منعوا الكلام فى اللفظ مطلقا خشية التلبيس وبدعوا الفريقين :من قال لفظى بالقرآن مخلوق ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق،وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطأو فى استعمال هذه العبارة.
ومنهم من نسب هذا إلى الإمام أحمد وأنكر عليه الإمام أحمد ذلك مثل ابى ططالب الذى تراجع عن هذا ،وممن قال بهذا القول أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق:محمد بن يحى الذهلى شيخ البخارى،وأبو حاتم الرازى،ومحمد بن داوود المصيصى،وهؤلاؤ يقولون أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ،وأن أفعال العباد مخلوقة، وهم أخطأو فى هذا القول فهم ظنوا أنهم بذلك يقطعون الطريق عل لجهمية لكنهم بذلك كانوا سبب فى ظهور ألفاظ مشتركة وأهواء للنفوس وحصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة.
الموقف السادس: موقف أبى الحسن الأشعرى وأتباعه وهؤلاء قالوا إن معنى اللفظ الرمى والطرح وهذا لا يليق بالقرآن فهم يجعلون سبب الكراهة أن القرآن لا يلفظ ومن هؤلاء من ينكر تكلم الله بالصوت ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع:موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة،وزعموا أن سماعهم لقراءة القارىء هى سماع مباشر من الله واختلفوا فى ذلك إلى أقوال كثيرة حكاها شيخ الإسلام بن تيمية وقال أن كلها أقوال مبتدعة.
_______________________________________________________________________________________________________________
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
ج
4:سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه فى محنة القول بخلق القرآن يظهر واضحا فى قوله لعمه إسحاق بن حنبل حينما قال له :(يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابك ،وقد أعذرت فيما بينك وبين الله وقد أجاب أصحابك وبقيت أنت فى الحبس والضيق)قال:(يا عم إذا أجاب العالم تقية،والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟).
وقال لمن ذكروه من أهل الحديث بأحاديث التقية (كيف تصنعون بحديث خباب :إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار فلا يصده ذلك عن دينه).
ويستفاد من خبر هذه المحنة:
1-حرص الإمام أحمد وعنايته بالسنة.
2-حرص الإمام على إيصال الحق للعامة.
3-صبر الإمام أحمد وتحمله للأذى وهذا يدل على قوته واقتداءه بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين للدفاع عن هذا الدين وأيصاله للناس.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5:سبب ظهور بدعة ابن كلاب أنه أراد الرد على المعتزلة وإبطال حججهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية وكان أهل السنة يردون عليهم بالكتاب والسنة فقط فسلموا ونجوا من الفتن لكنه عند رده بالكلام والحجج وقع فى البدع وأحدث أقوالا مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة،وبسبب تقصيره فى فهم علوم السنة وأخذه ببعض أصول المعتزلة الفاسدة أحدث قولا جديدا،قال ابن تيمية:(أحدث بن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة وهذا لم يكن يتصوره عاقل ولا خطرببال الجمهور،حتى أحدثه ابن كلاب)،ووافقه وتبعه من ظن أنه انتصر لأهل السنة ممن إهتموا بعلم الكلام وتبعه فى ذلك القلانسى وأبو الحسن الأشعرى.
وكان موقف أئمة أهل السنة منه أن أنكروا عليه وحذروا من طريقته المبتدعة،قال ابن خزيمة :(كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على سعيد بن كلاب ومن تبعه،وكذلك كان الإمام ابن خزيمة من أشد العلماء على الكلابية وأكترهم تحذيرا منهم .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 صفر 1438هـ/19-11-2016م, 01:39 PM
شيماء بخاري شيماء بخاري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 122
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.

وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو أنهم قالوا : إن القول بخلق القرآن محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وقد أخطئوا في ذلك وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّؤون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.

س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
1- أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً فقيراً , ويُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر.ثبت في الامتحان فقُطع عنه الرزق الذي كان يجري عليه
2- امتحان المأمون جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. وهؤلاء أُحضروا من بلدانهم وأجابوا فأطلقوا
3-هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، امتحنهم والي دمشق فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري وكان أمير دمشق يحبه فجعل يرفق به في المحنة، ويقول: أليست السماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟ وأحمد يأبى أن يطيعه؛ فسجنه في دار الحجارة.
4- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني امتحنه المأمون فلم يجبه فدعا بالسيف والنطع فأجاب مترخصاً فأمر المأمون بحبسه في بغداد حتى الموت فمكث يسيراً في الحبس ثم مات
5- الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث. امتحنوا كلهم فأجابوا غير الأربعة فحبسوا ثم دعوا فأجاب القواريري وسجادة , وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس؛ فمكثا أياماً؛ ثم ورد كتاب المأمون من طرسوس بأن يحملا إليه؛ فحملا مقيّدين فلمّا وصلا إلى الرقّة حبسا فيها؛ حتى يقدم المأمون؛ وكان قد خرج إلى بلدة يقال لها: "البذندون".
ثمّ أُخِذ الإمام أحمد وصاحبه على محمل؛ وخرج عليهم الأمير رجاء الحضاري ثم أنزلوا من المحامل وصيّروا في خيمة؛ فخرج عليهم خادم من خدم المأمون يمسح الدمع عن وجهه من البكاء وهو يقول: (عزّ عليَّ يا أبا عبد الله أن جرّد أمير المؤمنين المأمون سيفاً لم يجرّده قط، وبسط نطعاً لم يبسطه قط، ثم قال: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا دفعت عن أحمد وصاحبه حتى يقولا: القرآن مخلوق).
فبرك الإمام أحمد على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه، ثم قال: (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكن القرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته).
فما مضى ثلث الليل الأول حتى سمعوا صيحة وضجّة، وإذا رجاء الحُضاري قد أقبل فقال: (صدقت يا أبا عبد الله، القرآن كلام الله غير مخلوق، مات والله أمير المؤمنين

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق) واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
قوله لبعض أهل الحديث؛ عندما جعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث :(وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ").
ولأنه أراد العزة في الدين والثبات على الحق ليكون قدوة لمن بعده في التمسك بالمنهج الصحيح
ومما يستفاد : أن البلاء في الدين أعظم البلاء ولايثبت فيه إلا من وفقه الله وأيده
وأن الحق منصور غالب وان ضعف في حقب من أحقابه فهذه سنة الله في الأنبياء ومن بعدهم

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب الظهور : أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل. ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر

موقف اهل السنة منه : أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 19 صفر 1438هـ/19-11-2016م, 02:57 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء السيد محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
___________________________________________________________________________________________
س1:ما معنى الوقف فى القرآن ؟وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
ج1:الواقفة فى القرآن هم الذين يقولون :القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
وقد وقف بعض أهل الحديث وهم لا يعتقدون أن كلام الله مخلوق وينكرون على من يقول أن القرآن مخلوق ،لكنهم قالوا :أن القول بخلق القرآن قول محدث ،فلا نقول أنه مخلوق ولا نقول أنه غير مخلوق.
وسئل الإمام أحمد :هل لهم رخصة أن يقول الرجل القرآن كلام الله ويسكت ؟قال:ولم يسكت؟لولا ما وقع فيه النا س كان يسعه السكوت؟ ولكن حيث تكلموا فيه تكلموا،لأى شىء لا يتكلمون؟
وكان الإمام أحمد شديدا عليهم ويأمر بهجرهم لأنهم يشككون العامة فى كلام الله تعالى ،وإذا أثيرت الشبهة وجب التصريح بما يزيل الشبهة ويكشف اللبس.
ونسب القول بالوقف إلى مصعب بن عبد الله الزبيرى ،وإسحاق ابن أبى إسرائيل المروزى وقد صرحا أنهما لم يقفا على الشك وإنما سكتا كما سكت من قبلهم وكرها الدخول فى هذه المسألة وكرها الكلام فيما ليس تحته عمل وهذا إجتهاد منهم أخطؤوا فيه.
ممتاز
__________________________________________________________________________________
س2:عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث فى مسألة الخلق بالقرآن مبينا أنواع الأذى الذى لحق بهم.
ج2:فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة ابتلى فيها الكثير من أهل الحديث ومنهم:
1-عفان بن مسلم الصفار: شيخ الإمام أحمد وكان شيخا كبيرا فى السن فى الرابعة والثمانين من العمر وكان فقيرا،وفى داره نحو أربعين إنسانا نوكان يأخذ من بيت المال ألف درهم كل شهر.
دعاه نا ئب بغداد إسحاق بن إبراهيم المصعبى وقرأ عليه كتاب المأمون وفيه:(امتحن عفان وادعه أن يقول :القرآن مخلوق فإن قال فأقره على ذلك وإلا فاقطع عنه الذى يجرى عليه).
قال عفان :قال لى إسحاق ما تقول؟ فقرأت عليه {قل هو الله أحد } حتى ختمتها وقلت أمخلوق هذا؟ فقال لى يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول :إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجرى عليك.
قال عفان: فقلت له:يقول الله تعالى:{وفى السماء رزقكم وما توعدون } فسكت وانصرفت. ودخله الغم بسبب ما انقطع عنه فلم يبت الليلة إلا وتاجرا من تجار المسلمين أتاه وقال له جزاك الله عن أهل السنة خيرا وهذه ألف درهم ولك مثلها كل شهر.
2-ثم ورد كتاب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم:يحى بن معين،وأبوخثيمة زهير بن حرب،وأحمد بن إبراهيم الدورقى،وإسماعيل الجوزى،ومحمد بن سعد كاتب الواقدى،أحضروا إلى المأمون فى الرقة ليمتحنهم ولم يمتحنهم فى بلادهم فخافوا من وهابوه فأجابوا وأطلقوا.
وقال الإمام أحمد لو كانوا صبروا وقاموا لله لانقطع الأمر وحذرهم الرجل -يعنى المأمون-لكن لما أجابوه إجترأ على غيرهم.وكان يغتم إذا ذكرهم.
3-وكان ممن امتحن أبو مسهرة عبد الأعلى بن مسهرالغسانى :وكان قاضى دمشق فى تلك الفترة وكان من شيوخ الإمام أحمد وكان شيخا كبيرا بلغ الثامنة والسبعين من عمره أدخل على المأمون وبين يديه رجل مطروح قد ضربت عنقه ليرهبه به ،قال له المأمون ما تقول فى القرآن ؟قال أقول: كما قال تعالى {وإن أحد من المشركين استجاك فأجره حتى يسمع كلام الله}
قال :أمخلوق ام غير مخلوق.
قال ما يقول أمير المؤمنين ؟قال :مخلوق.
قال:بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين؟ قال :.بالنظر.
قال يا أمير المؤمنين :نحن مع الجمهور الأعظم والقرآن كلام الله غير مخلوق.وأخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة فأبى أن يجيبه فأمر بالنطع والسيف،فلما رأى ذلك أجاب مترخصا بعذر الإكراه.فتركه من القتل وقال:أما لوأنك قلت ذلك قبل أن أدعوا لك بالسيف لقبلت منك ولرددتك إلى أهلك ،ولكنك تخرج فتقول قلت ذلك فرقا من القتل،أشخصوه إلى بغداد واحبسوه فيها حتى يموت،فأشخص وحبس عند اسحاق ابن إبراهيم ،فلم يلبث إلا يسيرا حتىمات فى غرة رجب سنة ثمانى عشر ومئتان.
4- ثم أمتحن الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلى ،وعبيد الله القواريرى،والحسن بن حماد الحضرمى الملقب بسجادة.وغيرهم.
واجتمعوا فى دار اسحاق بن إبراهيم ببغداد فقرأعليهم كتاب المأمون وفيه {الحمدلله الذى ليس كمثله شىء وهو خالق كل شىء }قال الإمام أحمد:{ وهو السميع البصير} فقال أحد المعتزلة ماذا تقصد فقال هكذا قال الله تعالى.
ثم امتحن القوم فأجابوا جميعا ترخصابالإكراه إلا هؤلاء الأربعة ،وكان من أجاب أطلق ومن امتنع حبس وعذب ثم بعد ذلك دعا بالقواريرى وسجادة فأجابا وأطلقا وكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} والحبس كره والقيد كره.
ومكث أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فى الحبس أياما ثم حملا إلى المأمون وشيعهما العلماء وطلاب العلم إلى الأنبار وقال أبو بكر الأحول :لأحمد ابن حنبل إن عرضت على السيف تجيب ؟قال :لا.
ودعا الإمام أحمد أن لا يريه الله وجه المأمون واستجاب الله تعالى له ومات المأمون ونقل الأمام أحمد وصاحبه إلى بغداد مقيدين حتى يقضى فى أمرهما فمات محمد بن نوح فى الطريق وصلى عليه الإمام أحمد ،واستقر حبس الإمام أحمد فى محبس العامة فى بغداد حبس سنتين،ثم ناظروا الإمام أحمد ثلاثة أيام متتالية،ثم عزم الخليفة على ضربه ،وضربوه حتى أغمى عليه،وأعادوا عليه الضرب نيفا وثلاثين ضربة وأغمى عليه وحبسوه فى غرفة فقال ودخل الرعب فى قلب الخليفة وعندما قال الإمام أحمد :(لى ولهم موقف بين يدى الله)ووصلت الكلمة إلى الخليفة فقال يخلى سبيله الساعة.
5-وفى الكوفة أخذ أبو نعيم الفضل بن دكين :وكان شيخا كبيرا قارب التسعين من عمره وأدخل على الوالى مع جماعة من أهل الحديث وامتحنه الوالى فثبت وقطع زرا من قميصه وقال عنقى أهون على من زرى هذا ثم أنه طعن فى عنقه وأصابه كسر فى صدره ومات بعد جرحه بيوم.
وفى البصرة أخذ العباس بن عبد العظيم العنبرى وعلى بن المدينى ،وامتحنا فلم يجيبا ثم ضرب العباس بالسوط فأجاب وكان على ينظر إليه فأجاب لما رأى أنه أجاب فكان أحمد يعذر العباس ولا يعذر على.
ثم أمتحن أبى يعقوب يوسف ابن يحى البويطى وذلك فى خلافة الواثق،فثبت ولم يجيبهم وأمر بن أبى دؤاد أن ينقل إلى بغداد مقيدا فى أربعين رطلا من حديد ويغرم ثمنها من ماله ،وقال لأموتن فى حديدى هذا حتى يأتى قوم يعلمون أنه مات فى هذا الأمر قوم فى حديدهم.ومات فى حبسه وهو مقيد بالحديد.
6-ثم أمر الواثق بامتحان الأئمة والمؤذنين وحبس جماعة منهم.
7-ثم أمتحن أحمد بن نصر الخزاعى
:وثبت وضربه الواثق بالصمامة وطعنه فى بطنه وقطع راسه وصلب جسده فى سامر ست سنين ثم جمع مع رأسه ودفن.
8- وأمتحن فى هذه الفتنة فضل بن نوح الأنماطى :فضرب وفرق بينه وبين زوجته.
9-وفى آخر زمن الواثق جىء بشيخ من الشام ليمتحن أمام الواثق فقام بمناظرة ابن أبى دؤاد فغلبه وقال للواثق إن لم يتسع لك الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ،فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم،فقال الواثق نعم ،وأمر بقع قيود الشيخ وسقط ابن أبى دؤاد من نظره ،ولم يمتحن أحد بعد ذلك وانتهت المحنة.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
ج3:اختلفت مواقف الناس فى مسألة اللفظ بحب فهمهم وتأويلهم لها ومن هذه المواقف:
1- الموقف الأول:موقف الجهمية الذين تستروا بهذه اللفظة فهم يقولون بخلق القرآن ويتسترون باللفظ وهؤلاء كالجهمية الذين تستروا بالوقف.وحذر منهم الإمام أحمد كثيرا،قال عبد الله بن الإمام أحمد :سمعت أبى يقول:[كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به القرآن مخلوق فهو جهمى].
الموقف الثانى:موقف من خاض فى علم الكلام وتأثر ببعض أقوال الجهمية وعل رأسهم الشراككان يقول:القرآن الكريم كلام الله ولكن إذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية.
والشراك هو ابن أخت عبدك الصوفى كما ذكر ذلك الإمام أحمد بن حنبل وهو صاحب كلام ورأى سوء وانتشر عنه بدع كبدعة الملامية وبدعة التحريم المطلق،كان يزعم أن كل ما فى الدنيا محرم إلا القوت.
الموقف الثالث:موقف داوود الظاهرى رأس أهل الظاهر وقد أوتى ذكاء حادوقوة فى الإستدلال ولكنه رد القياس وادعى الإستغناء عنه بالظاهر وهو صاحب الكرابيسى أخذ عنه مقالته فى اللفظ لكنه تأولها على مذهبه فى القرآن قال:[أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ،والذى بين الناس فمخلوق].قال الذهبى هذا التفصيل ما قاله أحد قبله،واشتهر عنه أنه قال القرآن محدث فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
الموقف الرابع :موقف أهل الحديث كالإمام أحمد واسحاق بن راهويه والبخارى وأبو ثور وغيرهم وهؤلاء منعوا الكلام فى اللفظ مطلقا خشية التلبيس وبدعوا الفريقين :من قال لفظى بالقرآن مخلوق ومن قال لفظى بالقرآن غير مخلوق،وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطأو فى استعمال هذه العبارة.
ومنهم من نسب هذا إلى الإمام أحمد وأنكر عليه الإمام أحمد ذلك مثل ابى ططالب الذى تراجع عن هذا ،وممن قال بهذا القول أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق:محمد بن يحى الذهلى شيخ البخارى،وأبو حاتم الرازى،ومحمد بن داوود المصيصى،وهؤلاؤ يقولون أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ،وأن أفعال العباد مخلوقة، وهم أخطأو فى هذا القول فهم ظنوا أنهم بذلك يقطعون الطريق عل لجهمية لكنهم بذلك كانوا سبب فى ظهور ألفاظ مشتركة وأهواء للنفوس وحصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة.
الموقف السادس: موقف أبى الحسن الأشعرى وأتباعه وهؤلاء قالوا إن معنى اللفظ الرمى والطرح وهذا لا يليق بالقرآن فهم يجعلون سبب الكراهة أن القرآن لا يلفظ ومن هؤلاء من ينكر تكلم الله بالصوت ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع:موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة،وزعموا أن سماعهم لقراءة القارىء هى سماع مباشر من الله واختلفوا فى ذلك إلى أقوال كثيرة حكاها شيخ الإسلام بن تيمية وقال أن كلها أقوال مبتدعة.
_______________________________________________________________________________________________________________
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
ج
4:سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه فى محنة القول بخلق القرآن يظهر واضحا فى قوله لعمه إسحاق بن حنبل حينما قال له :(يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابك ،وقد أعذرت فيما بينك وبين الله وقد أجاب أصحابك وبقيت أنت فى الحبس والضيق)قال:(يا عم إذا أجاب العالم تقية،والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟).
وقال لمن ذكروه من أهل الحديث بأحاديث التقية (كيف تصنعون بحديث خباب :إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار فلا يصده ذلك عن دينه).
ويستفاد من خبر هذه المحنة:
1-حرص الإمام أحمد وعنايته بالسنة.
2-حرص الإمام على إيصال الحق للعامة.
3-صبر الإمام أحمد وتحمله للأذى وهذا يدل على قوته واقتداءه بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين للدفاع عن هذا الدين وأيصاله للناس.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ج5:سبب ظهور بدعة ابن كلاب أنه أراد الرد على المعتزلة وإبطال حججهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية وكان أهل السنة يردون عليهم بالكتاب والسنة فقط فسلموا ونجوا من الفتن لكنه عند رده بالكلام والحجج وقع فى البدع وأحدث أقوالا مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة،وبسبب تقصيره فى فهم علوم السنة وأخذه ببعض أصول المعتزلة الفاسدة أحدث قولا جديدا،قال ابن تيمية:(أحدث بن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة وهذا لم يكن يتصوره عاقل ولا خطرببال الجمهور،حتى أحدثه ابن كلاب)،ووافقه وتبعه من ظن أنه انتصر لأهل السنة ممن إهتموا بعلم الكلام وتبعه فى ذلك القلانسى وأبو الحسن الأشعرى.
وكان موقف أئمة أهل السنة منه أن أنكروا عليه وحذروا من طريقته المبتدعة،قال ابن خزيمة :(كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على سعيد بن كلاب ومن تبعه،وكذلك كان الإمام ابن خزيمة من أشد العلماء على الكلابية وأكترهم تحذيرا منهم .
ممتازة جداً جزاك الله خيراً ونفع بكِ . أ
أوصيكِ بعدم استخدام اللون الأحمر في الإجابات حتى لا يختلط بتعليقات المصحح .
تم خصم نصف درجة على الـتأخير .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 19 صفر 1438هـ/19-11-2016م, 08:17 PM
إكرام الأحمد إكرام الأحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 74
افتراضي

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وقد ظنَّ من وقف من المحدّثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
1- في عهد المأمون:
أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنساناً، ويُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر.
وأيضا: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
وفي دمشق: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، إلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وكذلك أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد
وفي بغداد: الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث، ومحمّد بن نوح.
وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم؛ فامتحن جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي بالتفريق بينه وبين أهله، وبأنواع أخرى من الأذى؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.

2- في عهد المعتصم:
وفي الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
وفي رواية: (فما رأيتُ خَلقاً يقول بهذه المقالة -يعني بخلق القرآن - ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رُمي بالزَّندقة).
ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا. ثمّ طُعن في عنقه وأصابه كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته، قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.
وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛ فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك.

3- في عهد الواثق:
أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وكان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدُقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم). وترك في السجن إلى أن مات في قيوده
وممن حُبس في تلك المحنة: الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لأنه محل اقتداء الناس ونظرهم، فخشي أن يَضل الناس بسبب قوله وإن كان مرخصاً له في حال الإكراه.
ومما يستفاد من خبر محنته:
أن على المؤمن أن يصطبر ويصابر في بيان الحق والثبات عليه، وأن لا يغره كثرة الهالكين وقلة الناجين الذين على الحق، وأن لا يخاف في الله لومة لائم، وأن يوقن بأن عاقبة الصابر حسنة، إن لم ينجو في الدنيا فسيكون جزاؤه على الله، وأن يلتجئ إلى الله ويتضرع له بالفرج مع تسلحه بأسبابه .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية، فخاض فيما نهى عنه أهل العلم؛ فوقع في بدع أخرى، وخرج بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
وقد كان أئمة أهل السنة يردّون على المعتزلة وغيرهم بالكتاب والسنة، ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم، ولا يتشاغلون به،
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).

تم بحمد الله
وأعتذر بشدة على التأخر، كنت مسافرة لعدة أيام

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 20 صفر 1438هـ/20-11-2016م, 02:11 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن يعني: القول بأن القرآن كلام الله والتوقف في مسألة هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق.
أما سبب توقف بعض أهل الحديث في هذه المسألة فيعود لثلاثة أمور:
الأول: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فقالوا لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
الثاني: ظن بعض المحدثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي.
الثالث: أنهم كرهوا الكلام فيما ليس تحته عمل، واستدلوا بقول مالكٍ: "الكلام في الدين كلُّه أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه، القدرَ ورأيَ جهم، وكلَّ ما أشبهه، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله فأحبُّ إليَّ السكوتُ عن هذه الأشياء؛ لأن أهل بلدنا ينهون عن الكلام إلا فيما تحته عمل" . والصحيح أن الأمر ليس كما ظنوا فإن الناس قد خاضوا في المسألة وفتنوا بها، وانتشرت الفتنة فوجب على أهل العلم حينئد الصدح بالحق وإزالة اللبس ونفي التشكيك في صفات الله.
............................................................................................................
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
امتحن وعذب في هذه الفتنة عشرات الأئمة من أهل الحديث عليهم رحمة الله، منهم:
1- عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد امتحن رحمه الله في هذه الفتنة فامتنع عن القول بخلق القرآن فقطع عليه ما كان يجري له من بيت المال.
2- أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد، امتحن فلم يجب فسجن فقيل له قل: ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق. فأجاب على هذا، وكتب إسحاق أمير دمشق بإجابته إلى الخليفة.
3- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وشيخ من شيوخ الإمام أحمد امتحن فقال فامتنع عن القول بخلق القرآن فلما فلما رأى السيف أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه، فتركه وأمر بحبسه لأنه قالها خوفا من القتل.
4- وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة امتحنا وحبسا ثم أجابا بالقول في خلق القرآن فخلي عنهما فعذرا بالإكراه كما قال الإمام أحمد.
5- أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وقال: "أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله... ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة" فطعن في عنقه ومات بعد يوم من جراحته
6- أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه امتحن فامتنع فقال له والي مصر: "قل فيما بيني وبينك! فقال: لا أقوله، ليس بي أنا، ولكن بي أن يقتدي بي مائة ألف يقولون: قال أبو يعقوب، ولا يدرون المعنى والسبب؛ فيضلون، ولا أقوله أبدا" فقيد وحملت عليه الأثقال والقيود والأغلال حتى مات بها وقد كان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم).
7- أحمد بن نصر الخزاعي وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه، قال له: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله... فناظره فيه فامتنع عن الإجابة وأثبت رؤية الله فاستباح الخليفه دمه بعد استشارة قضاته فتولى قتله بنفسه فضربه بالسيف حتى مات ثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.
8-فضل بن نوح الأنماطي؛ امتحن فلم يجب فضُرب، ثمّ فرّق بينه وبين امرأته.
9- محمّد بن نوح امتحن مع الإمام أحمد فامتنع فحبس فمرض واشتد عليه المرض فمات، وقد قال فيه الإمام أحمد: ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقومَ بأمر الله من محمّد بن نوح، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير.
10- الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- ناصر السنة وقامع البدعة امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وعقد له عدة مناظرات مع أهل الكلام فحجهم ثم إنه سجن وهدد بالقتل في عهد المأمون ثم كفاه الله آذاه بدعوته فمات المأمون ثم اشتدت عليه المحنة مرة اخرى في عهد المعتصم فضرب حتى قيل: إنه ضرب أكثر من ثلاثين سوطا وأغمي عليه عدة مرات، ثم ندم المعتصم على ضربه لشيخ مسن فأطلق صراحه وظل يعالج جراحه ويطبب وقتا حتى عافاه الله.
.......................................................................................
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار وافتتن بها الناس وتعددت مواقفهم فيها وفيما يأتي عرض موجز لها:
1/ الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهؤلاء من أشد الناس فرحا بهذه المقالة؛ لأنها أخف عليهم، وأقرب إلى قبول الناس لها؛ ومن ثم يتدرجون معهم حتى يصلون إلى القول بخلق القرآن صراحة، وقد اشتدّ تحذير العلماء من فتنة الجهمية هذه وذموهم وبينوا فساد قولهم.
2/ طائفة خاضت في علم الكلام وتأثّرت ببعض قول الجهمية دون الأصول، وعلى رأسهم الشرّاك؛ الذي كان يقول: "إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً"، ولا ريب أن هذا صريح قول الجهمية عند التحقيق، ولا شك (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).
3- الظاهرية وعلى رأسهم داوود بن عليّ بن خلف الظاهري إمام الظاهرية وله قولاً في القرآن لم يسبق إليه فقد قال:(أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). وحين حدثت الفتنة قال: (لفظي بالقرآن مخلوق)، واشتهر عنه أنه القول بأن القرآن مُحدث أي مخلوق كما هو مشتهر عند المعتزلة لكنّها ليست على المعنى الذي أراده المعتزلة وإنما يقصد أنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثًا أي جديداً عند إنزاله أو وقوعه.
4/ أهل الحديث، كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لا لتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ وذلك خوفا من التوصل بهذا اللفظ إلى إرادة القول بخلق القرآن، وكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم، وحذروا الناس منهم أشد الحذر.
5/ طائفة من أهل الحديث كمحمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وأبو نصر السجزي وغيرهم صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة والتبس الأمر عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
...................................................................................................
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لعل السبب في ذلك يعود إلى أمرين:
الأول: قوة إيمانه وشدة تدينه فقد كان يحدث فيقول:"إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه".
الثاني: خشيته رحمه الله من أن يفتتن الناس في دينهم ولا يتصدى أحد لهذه القتنه فيلتبس على الناس دينهم ويخفى عليهم الحق، وخاصة أنه كان رأس أهل الحديث في زمانه فأعناق الناس مشرئبة لمعرفة رأيه.
وفي هذه القصة فوائد وعبر جليلة لعل من أعظمها:
-أن الله ناصر دينه ولوكره المبطلون، وأن هناك طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله.
- وأنه يجب على العالم وطالب العلم مراعاة حال العامة والحرص على سلامة دينهم، ولو كان على حساب نفسه.
- وأن على العالم إذا وقع في محنة وعلم أنه إن أخذ بالرخصة ضاع الحق والتبس على الناس دينهم وفتنوا؛ أن يصبر على البلاء ويبين الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ويتحمل ما يصيبه ابتغاء وجه الله.
- وأنه لاحرج بأخذ الرخصة إذا أكره العالم وأوذي وحبس في الله كما قال تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
..................................................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ظهرت بدعة ابن كلاب بسبب تقصيره في معرفة السنة واتباعة للطرق الكلامية والحجج المنطقية عندما أراد الرد على من قال بأن القرآن مخلوق من المعتزلة فأدى خوضه فيما نهي عنه إلى التسليم لبعض أصول أهل البدع الباطلة وغره إفحام بعض كبرائهم فأحدث أقوالا مبتدعة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة منها قوله في القرآن: أنه حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلخ.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته فكان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره، كما ذكر ذلك ابن خزيمة.

اعتذر على التأخير لظروف خارجة عن إرادتي.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 11:58 AM
شقحه الهاجري شقحه الهاجري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 124
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو أن تقول : القرآن كلام الله وتقف، فلا تقول: مخلوق ولا غير مخلوق.

وسبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم* ينكرون على من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق.
لكنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
*عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخا كبيرا في الرابعة والثمانين من عمره لما امتحن، وكان رجلا فقيرا، وفي داره نحو أربعين إنسانا،*** وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنسانا، ويجرى عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر.

*
* يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.

أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقة ولم يُمتحنوا في بلدانهم وإنما أحضروا إليه فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.

وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد، وكان موصوفا بالعلم والفقه، وكان عظيم القدر عند أهل الشام.

الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
وعذب الإمام أحمد بن حنبل وحبس في عهد المأمون والمعتصم واول عهد الواثق حتى عاد إلى الحق .


س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

1_الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
2_الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك، قال: إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا،* وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.

3_الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإن له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).

4_الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقالالتباسه، وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
5_الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
*حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدم عن أبي طالب وأن الإمام أحمد أنكر عليه وتغيظ عليه وأنه رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
ومنهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

كان يجد في حديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ") دليل يدل على عدم تقبته في هذا الأمر .
ومما يستفاد من هذه المحنة انه إن كنت رأس قوم ومن أكابر علمائهم فلا يحق لك التقية حتى لا يفتتن بك الناس ولا ينشر عنك في كتب العلم انك قلت بقول لم يقله أحد.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فاغتر بذلك،* وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة .
وقد رد عليه طائفة من علماء أهل السنة:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل فالسعيد من لزم السنة)
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري ( احذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنة والذب عنها.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 10:13 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إكرام الأحمد مشاهدة المشاركة
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وقد ظنَّ من وقف من المحدّثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
1- في عهد المأمون:
أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنساناً، ويُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر.
وأيضا: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
وفي دمشق: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، إلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وكذلك أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد
وفي بغداد: الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث، ومحمّد بن نوح.
وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم؛ فامتحن جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي بالتفريق بينه وبين أهله، وبأنواع أخرى من الأذى؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.

2- في عهد المعتصم:
وفي الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
وفي رواية: (فما رأيتُ خَلقاً يقول بهذه المقالة -يعني بخلق القرآن - ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رُمي بالزَّندقة).
ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا. ثمّ طُعن في عنقه وأصابه كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته، قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.
وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛ فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك.

3- في عهد الواثق:
أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وكان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدُقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم). وترك في السجن إلى أن مات في قيوده
وممن حُبس في تلك المحنة: الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لأنه محل اقتداء الناس ونظرهم، فخشي أن يَضل الناس بسبب قوله وإن كان مرخصاً له في حال الإكراه.
ومما يستفاد من خبر محنته:
أن على المؤمن أن يصطبر ويصابر في بيان الحق والثبات عليه، وأن لا يغره كثرة الهالكين وقلة الناجين الذين على الحق، وأن لا يخاف في الله لومة لائم، وأن يوقن بأن عاقبة الصابر حسنة، إن لم ينجو في الدنيا فسيكون جزاؤه على الله، وأن يلتجئ إلى الله ويتضرع له بالفرج مع تسلحه بأسبابه .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية، فخاض فيما نهى عنه أهل العلم؛ فوقع في بدع أخرى، وخرج بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
وقد كان أئمة أهل السنة يردّون على المعتزلة وغيرهم بالكتاب والسنة، ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم، ولا يتشاغلون به،
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).

تم بحمد الله
وأعتذر بشدة على التأخر، كنت مسافرة لعدة أيام
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ .ب+
س4 : يوجد سبعة مواقف من مسألة اللفظ أتيتِ بثلاثة منها فقط .
لو لخصتِ الأجوبة بأسلوبك لكان أنفع وأدعى لتثبيت المعلومة وتنمية ملكة التعبير .
تم خصم نصف درجة على التأخير .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء بنت علي شبير مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن يعني: القول بأن القرآن كلام الله والتوقف في مسألة هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق.
أما سبب توقف بعض أهل الحديث في هذه المسألة فيعود لثلاثة أمور:
الأول: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فقالوا لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
الثاني: ظن بعض المحدثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي.
الثالث: أنهم كرهوا الكلام فيما ليس تحته عمل، واستدلوا بقول مالكٍ: "الكلام في الدين كلُّه أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه، القدرَ ورأيَ جهم، وكلَّ ما أشبهه، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله فأحبُّ إليَّ السكوتُ عن هذه الأشياء؛ لأن أهل بلدنا ينهون عن الكلام إلا فيما تحته عمل" . والصحيح أن الأمر ليس كما ظنوا فإن الناس قد خاضوا في المسألة وفتنوا بها، وانتشرت الفتنة فوجب على أهل العلم حينئد الصدح بالحق وإزالة اللبس ونفي التشكيك في صفات الله.
............................................................................................................
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
امتحن وعذب في هذه الفتنة عشرات الأئمة من أهل الحديث عليهم رحمة الله، منهم:
1- عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد امتحن رحمه الله في هذه الفتنة فامتنع عن القول بخلق القرآن فقطع عليه ما كان يجري له من بيت المال.
2- أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد، امتحن فلم يجب فسجن فقيل له قل: ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق. فأجاب على هذا، وكتب إسحاق أمير دمشق بإجابته إلى الخليفة.
3- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وشيخ من شيوخ الإمام أحمد امتحن فقال فامتنع عن القول بخلق القرآن فلما فلما رأى السيف أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه، فتركه وأمر بحبسه لأنه قالها خوفا من القتل.
4- وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة امتحنا وحبسا ثم أجابا بالقول في خلق القرآن فخلي عنهما فعذرا بالإكراه كما قال الإمام أحمد.
5- أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وقال: "أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله... ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة" فطعن في عنقه ومات بعد يوم من جراحته
6- أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه امتحن فامتنع فقال له والي مصر: "قل فيما بيني وبينك! فقال: لا أقوله، ليس بي أنا، ولكن بي أن يقتدي بي مائة ألف يقولون: قال أبو يعقوب، ولا يدرون المعنى والسبب؛ فيضلون، ولا أقوله أبدا" فقيد وحملت عليه الأثقال والقيود والأغلال حتى مات بها وقد كان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم).
7- أحمد بن نصر الخزاعي وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه، قال له: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله... فناظره فيه فامتنع عن الإجابة وأثبت رؤية الله فاستباح الخليفه دمه بعد استشارة قضاته فتولى قتله بنفسه فضربه بالسيف حتى مات ثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.
8-فضل بن نوح الأنماطي؛ امتحن فلم يجب فضُرب، ثمّ فرّق بينه وبين امرأته.
9- محمّد بن نوح امتحن مع الإمام أحمد فامتنع فحبس فمرض واشتد عليه المرض فمات، وقد قال فيه الإمام أحمد: ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقومَ بأمر الله من محمّد بن نوح، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير.
10- الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- ناصر السنة وقامع البدعة امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وعقد له عدة مناظرات مع أهل الكلام فحجهم ثم إنه سجن وهدد بالقتل في عهد المأمون ثم كفاه الله آذاه بدعوته فمات المأمون ثم اشتدت عليه المحنة مرة اخرى في عهد المعتصم فضرب حتى قيل: إنه ضرب أكثر من ثلاثين سوطا وأغمي عليه عدة مرات، ثم ندم المعتصم على ضربه لشيخ مسن فأطلق صراحه وظل يعالج جراحه ويطبب وقتا حتى عافاه الله.
.......................................................................................
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار وافتتن بها الناس وتعددت مواقفهم فيها وفيما يأتي عرض موجز لها:
1/ الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهؤلاء من أشد الناس فرحا بهذه المقالة؛ لأنها أخف عليهم، وأقرب إلى قبول الناس لها؛ ومن ثم يتدرجون معهم حتى يصلون إلى القول بخلق القرآن صراحة، وقد اشتدّ تحذير العلماء من فتنة الجهمية هذه وذموهم وبينوا فساد قولهم.
2/ طائفة خاضت في علم الكلام وتأثّرت ببعض قول الجهمية دون الأصول، وعلى رأسهم الشرّاك؛ الذي كان يقول: "إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً"، ولا ريب أن هذا صريح قول الجهمية عند التحقيق، ولا شك (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).
3- الظاهرية وعلى رأسهم داوود بن عليّ بن خلف الظاهري إمام الظاهرية وله قولاً في القرآن لم يسبق إليه فقد قال:(أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). وحين حدثت الفتنة قال: (لفظي بالقرآن مخلوق)، واشتهر عنه أنه القول بأن القرآن مُحدث أي مخلوق كما هو مشتهر عند المعتزلة لكنّها ليست على المعنى الذي أراده المعتزلة وإنما يقصد أنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثًا أي جديداً عند إنزاله أو وقوعه.
4/ أهل الحديث، كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لا لتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ وذلك خوفا من التوصل بهذا اللفظ إلى إرادة القول بخلق القرآن، وكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم، وحذروا الناس منهم أشد الحذر.
5/ طائفة من أهل الحديث كمحمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وأبو نصر السجزي وغيرهم صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة والتبس الأمر عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
...................................................................................................
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لعل السبب في ذلك يعود إلى أمرين:
الأول: قوة إيمانه وشدة تدينه فقد كان يحدث فيقول:"إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه".
الثاني: خشيته رحمه الله من أن يفتتن الناس في دينهم ولا يتصدى أحد لهذه القتنه فيلتبس على الناس دينهم ويخفى عليهم الحق، وخاصة أنه كان رأس أهل الحديث في زمانه فأعناق الناس مشرئبة لمعرفة رأيه.
وفي هذه القصة فوائد وعبر جليلة لعل من أعظمها:
-أن الله ناصر دينه ولوكره المبطلون، وأن هناك طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله.
- وأنه يجب على العالم وطالب العلم مراعاة حال العامة والحرص على سلامة دينهم، ولو كان على حساب نفسه.
- وأن على العالم إذا وقع في محنة وعلم أنه إن أخذ بالرخصة ضاع الحق والتبس على الناس دينهم وفتنوا؛ أن يصبر على البلاء ويبين الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ويتحمل ما يصيبه ابتغاء وجه الله.
- وأنه لاحرج بأخذ الرخصة إذا أكره العالم وأوذي وحبس في الله كما قال تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
..................................................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ظهرت بدعة ابن كلاب بسبب تقصيره في معرفة السنة واتباعة للطرق الكلامية والحجج المنطقية عندما أراد الرد على من قال بأن القرآن مخلوق من المعتزلة فأدى خوضه فيما نهي عنه إلى التسليم لبعض أصول أهل البدع الباطلة وغره إفحام بعض كبرائهم فأحدث أقوالا مبتدعة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة منها قوله في القرآن: أنه حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلخ.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته فكان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره، كما ذكر ذلك ابن خزيمة.

اعتذر على التأخير لظروف خارجة عن إرادتي.
أحسنتٍ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ . ب+
س4 : فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري ، وموقف من يرى أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ولكن السماع لقراءة القرآن هو سماع مباشر من الله.
أوصيكِ بتجنب اللون الأحمر في الإجابات حتى لا يختلط بتعليقات المصحح .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 10:23 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شقحه الهاجري مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو أن تقول : القرآن كلام الله وتقف، فلا تقول: مخلوق ولا غير مخلوق.

وسبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم* ينكرون على من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق.
لكنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
*عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخا كبيرا في الرابعة والثمانين من عمره لما امتحن، وكان رجلا فقيرا، وفي داره نحو أربعين إنسانا،*** وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنسانا، ويجرى عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر.

*
* يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.

أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقة ولم يُمتحنوا في بلدانهم وإنما أحضروا إليه فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.

وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد، وكان موصوفا بالعلم والفقه، وكان عظيم القدر عند أهل الشام.

الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
وعذب الإمام أحمد بن حنبل وحبس في عهد المأمون والمعتصم واول عهد الواثق حتى عاد إلى الحق .


س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

1_الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
2_الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك، قال: إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا،* وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.

3_الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإن له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).

4_الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقالالتباسه، وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
5_الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
*حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدم عن أبي طالب وأن الإمام أحمد أنكر عليه وتغيظ عليه وأنه رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
ومنهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري .

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

كان يجد في حديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ") دليل يدل على عدم تقبته في هذا الأمر .
ومما يستفاد من هذه المحنة انه إن كنت رأس قوم ومن أكابر علمائهم فلا يحق لك التقية حتى لا يفتتن بك الناس ولا ينشر عنك في كتب العلم انك قلت بقول لم يقله أحد.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فاغتر بذلك،* وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة .
وقد رد عليه طائفة من علماء أهل السنة:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل فالسعيد من لزم السنة)
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري ( احذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنة والذب عنها.
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ . ب
اختصرتِ إجابات معظم الأسئلة .
أوصيكِ بصياغة الجواب بأسلوبك الخاص ؛ فهذا أدعى لثبات المعلومة وتنمية مهارة التعبير .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22 صفر 1438هـ/22-11-2016م, 04:19 PM
خديجة الكداري خديجة الكداري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 76
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
الإجابة على أسئلة المجموعة الأولى بإذن الله
السؤال الأول :
مامعنى الوقف في القرآن ؟ وماسبب وقوف بعض أهل الحديث ؟

الوقف في القرآن :أن يقول القائل القرآن الكريم هو كلام الله ، ويقف ، لايقول مخلوق أو غير مخلوق ، وهي فتنة عظيمة ظهرت وولدت بعد فتنة القول بخلق القرآن .
وسبب وقفهم أنهم قالوا أن القول بخلق القرآن قول محدث ، ورأو أن البقاء على ماكان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن هو الأسلم ، بنظرهم واعتبروه من الخوض المنهي عنه ، وليس الأمر كما ظنوا فقد كان الإمام أحمد يأمر بهجر من يقول بالوقف من المحدثين ، لأنهم يوطؤون الطريق لأصحاب الأهواء ويشككون العامة في كلام الله ، وإذا أثيرت الشبهة وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس .

السؤال الثاني:
عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبينا أنواع الأذى الذي لحق بهم ؟
- أول من امتحن من العلماء من أهل القرآن في مسألة الخلق بالقرآن عفان بن مسلم الصفار ، شيخ الإمام أحمد ،وكان نائب بغداد إسحاق بن ابراهيم قد هدده بما في كتاب المأمون ، أنه إذا لم يقل بخلق القرآن قطع عنه ما يجرى عليه، (وكان يجري عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر) وكان رجلا فقيرا،وفي داره نحو أربعين إنسانا ،فلم يجبهم إلى ذلك،فسكتوا عنه.
ثم توالت ،الامتحانات على أهل الحديث منهم :
يحيى بن معين
وإسماعيل الجوزي
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي
وأبو مسلم عبد الرحمان بن يونس المستسلمي
وأبو خيثمة زهير بن حرب
وأبي بن مسعود
وأحمد بن ابراهيم الدورقي ، هؤلاء كلهم أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقة ،فأحضروا إليه، فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.
ثم أمر المأمون بإحضار المحدثين بدمشق فامتحنهم وهم:
هشام بن عمار
وسليمان بن عبد الرحمان
وعبد الله بن ذكوان
وأحمد بن علي الحواري
امتحنهم أمير دمشق امتحانا ليس بالشديد لأنه كان يجل هؤلاء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة، فأجابوا جميعا إلا أحمد بن أبي الحواري ، الذي كان عابدا ناسكا معروفا بصلاحه، فأبى أن يطيع الأمير، فسجنه في دار الحجارة ،واجتهد والي دمشق أن يجيبه ولو متأولا فقيل له: قل: ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق، فأجاب على هذا،وكتب إسحاق بإجابته إلى الخليفة.
وممن امتحن ايضا ، أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسالي قاضي دمشق ،وهو من شيوخ الإمام أحمد وكان شيخا كبيرا قد بلغ الثامنة والسبعين من عمره وعند امتحانه أخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة، فأبى أبو مسهر أن يجيبه الى ما قال، فدعا المأمون بالنطع والسيف، فلما رأى ذلك أجاب مترخصا بعذر الإكراه، فأمر المأمون أن يشخصوه إلى بغداد ويحبسوه بها حتى يموت، فلم يلبث في الحبس إلا يسيرا حتى مات فيه، رحمه الله تعالى.
ثم جاء دور الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح العجلي ،وعبيد الله القواريري ،والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة، وجماعة من أهل الحديث ،حيث اجتمعوا في دار الأمير إسحاق بن ابراهيم ببغداد ،وقرأ عليهم كتاب المأمون ، يدعوهم فيه إلى القول بخلق القرآن ،فأجابوا جميعا مصانعة وترخصا بالإكراه ، غير هؤلاء الأربعة ،السالف ذكرهم ، بعد ذلك دعا بالقواريري ،وسجادة فأجابا بعد أن حبسا وقيدا وخلى عنهما.
وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس ،إلى أن تولى الخلافة المعتصم أخ المأمون ،حيث نقلا مقيدين إلى بغداد ليحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما ،وكانا قد مرضا مرضا شديدا ،فأما محمد بن نوح فاشتد به المرض حتى مات وهو مقيد ،فصلى عليه الإمام أحمد . وبقي الإمام وحده فلبث في ذلك الحبس نحو السنتين.
وكانت أعناق العامة ممتدة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس الحديث قي زمانه،ثم أخذو يناظرونه فأفحمهم، وخطأهم ،فحوله من ليلته إلى غرفة مظلمة وزيدت عليه القيود حتى أثقلته فلما كان الغد بدؤوا في مناظرته وكان الإمام أحمد وحده والمعتزلة نحو خمسين ،وجعل صوته يعلو أصوتهم وحجته تدحض حجتهم.
ولما كان اليوم الثالث من مناظرته واحتج عليهم كعادته بالكتاب و السنة ،حرضوا عليه الخليفة فاشتد الخليفة عند ذلك وعزم على ضربه فدعا بالعقابين والسياط والجلادين ،
عندها وعظ الإمام الخليفة موعظة بليغة ،فكأنه امسك ولان ،فزاد تحريض المعتزلة للخليفة ،وعلى رأسهم بن ابي دؤاد فقوى عزم الخليفة على ضرب الامام ،وتعاقب عليه الجلادون يضربونه حتى أغمي عليه حتى إذا أفاق ،جلدوه مرة أخرى فيغمى عليه وذلك ثلاث مرات، ثم أعيد عليه الضرب نيفا وثلاثين سوطا ، وأغمي عليه ثم سحبوه وكبوه على وجهه وداسوه، فلما رأى المعتصم أنه لايتحرك دخله الرعب وأمر بتخليته في الحال ، وأمر أن يكسى كسوة حسنة مبطنة ، وقميصا و طيلسانا وخفا وقلنسوة ، وأن يحمل في منزله ، رحمة الله على الإمام ، ولم يعرض له المعتصم بقية حياته حتى مات الخليفة 226 هجرية .
وأثناء مدة حبس الإمام أحمد الذي سجن سنتين ، كان العلماء يمتحنون ويؤذون ،
ففي الكوفة امتحن أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخا قارب التسعين وأحمد بن يونس وابن أبي حنيفة .
وفي البصرة امتحن العباس بن عبد العظيم العنبري وعلى المديني امتحنا فلم يجيبا أول الأمر ثم لما ضرب العباس ، أجابا الخليفة إلى ماقال .
وفي خلافة الواثق امتحن أبو يعقوب يوسف بن يحيى البوطي عالم مصر ومفتيها وتلميذ الشافعي ، امتحن فلم يجب فحمل إلى بغداد في أربعين رطلا من حديد مقيد بها ، وترك في السجن إلى أن مات في قيوده ، سنة 231 هجرية .
وممن حبس في تلك المحنة الحافظ المحدث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم ، ثم أمر الخليفة الواثق الإمام أحمد أن لايجتمع إليه أحد وليذهب حيث شاء من أرض الله ، فبقي الإمام متخفيا إلى منزله واحتبس فيه ، ثم امتنع عن التحديث و مجالسة الناس .
وممن أوذي وامتحن في هذه المحنة أيضا أحمد ابن نصر الخزاعي ، ضربه الخليفة الواثق بالسيف حتى سقط صريعا ، ثم علق رأسه رحمه الله في بغداد وصلب جسده في سمراء وبقي مصلوبا ست سنوات ، ثم جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه ، وكان آخر من امتحن في هذه المحنة أبو عبد الرحمان عبد الله بن محمد بن اسحاق الأذرمي ، أدخل على الخليفة مقيدا وطلب منه مناظرة ابن أبي دؤاد ، فأفحمه الشيخ وغلبه بالحجج ، مما جعل الخليفة الواثق وابنه المهتدي يتراجع عن مقالة خلق القرآن ، ولم يمتحن بعدها أحدا .
وممن حبس في هذه المحنة وطال حبسه المحدث الفقيه الحارث بن مسكين المصري ، شيخ أبي داود والنسائي . وفي سنة 233 هجرية رفعت المحنة رفعا تاما وأظهر المتوكل السنة ، وأكرم المحدثين ، واشتهرت مجالس الحديث وانكشفت الغمة عن أهل السنة ، بفضل الله ورحمته .

السؤال الثالث :
أعرض بإيجاز اختلاف المواقف في مسألة اللفظ ؟
وفتنة اللفظية كانت مما اختلف فيه بشكل كبير وتعددت المواقف في هذه المسألة أوجزها في مايلي :

الموقف الأول :
موقف الجهمية المتسترة باللفظ ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن ، ويتسترون باللفظ ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف ،
وقد فرحوا بهذه المقالة لأنها أقل شناعة عليهم عند العامة ، وهي أقرب إلى قبول الناس ، فإن قبلوها كان أقرب إلى القبول بالتصريح بخلق القرآن وكانو أكثر من أشاع مسألة اللفظ ،
وقد حذر منهم الإمام أحمد في عدة روايات وسماهم بالجهمية - يقصد من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ - قال عبد الله ابن الإمام أحمد : سألت أبي فقلت : إن قوما يقولون : ألفاظنا بالقرآن مخلوقة .
قال : هم جهمية وهم أشر ممن يقف .

الموقف الثاني :
وهو موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام ، وتأثر ببعض قول الجهمية ،غير أنه ليس بجار على أصول الجهمية ، وعلى رأس هؤلاء رجل من الشام يقال له "الشراك " قال : إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا ، وهذا هو صريح قول الجهمية عند التحقيق .
قال أبو طالب للإمام أحمد : كتب إلي من طرسوس أن الشراك يزعم أن القرآن كلام الله ، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة .
قال : قاتله الله هذا كلام جهم بعينه .

الموقف الثالث :
موقف داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري رأس أهل الظاهر وإمامهم ، أوتي ذكاء وقوة بيان ، كان مولعا بكتب الشافعي في أول عمره ، حصل علما كثيرا ثم رد القياس ، وادعى الاستغناء عنه بالظاهر ،
وهو من أصحاب حسن الكرابيسي وعنه أخذ مقالته في اللفظ ، ولكنه تأولها على مذهبه في القرآن ،
وله قول في القرآن لم يسبق إليه أحد ، قال : ( أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق ، وأما الذي هو بين الناس : فمخلوق )
واشتهر عنه أنه قال : ( القرآن محدث ) فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته .
والمقصود أن داود بن علي الظاهري ، كان ممن تكلم باللفظ لكنه تأوله على مذهبه في القرآن .

الموقف الرابع :
موقف جمهور أهل الحديث ، كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة ، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعوا الفريقين : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، واشتدوا على من قالوا : لفظي بالقرآن مخلوق ، إذ كانو شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم ، كما أنهم بينوا أن أفعال العباد مخلوقة .
قال عبد الله ابن الإمام أحمد : (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيئ أو يقال مخلوق وغير مخلوق )
والقرآن كلام الله الذي تكلم به لا ما وصل به إلينا من أفعال العباد وأصواتهم .
فإذا قيل لفظي جعل نفس الوسائط غير مخلوقة ،
وهذا باطل ، كما أن يرى راء نفسه في المرآة فيقول : أكرم الله هذا الوجه وحياه ، فدعاؤه للوجه الموجود في الحقيقة الذي رآه بواسطة المرآة لا للشعاع المنعكس عليها .
الموقف الخامس :
موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق وأخطؤوا في استخدام العبارة ،
وهؤلاء يقولون ، إن القرآن غير مخلوق ، وإن أفعال العباد مخلوقة ،
لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق .
وظنوا أنهم بقولهم ( أقوانا بالقرآن غير مخلوقة ) يقطعون الطريق على الجهمية ، الذين يريدون التحايل باللفظ للقول بخلق القرآن .
وصار طائفة من أهل الحديث يقولون : لفظنا بالقرآن غير مخلوق يريدون القرآن المسموع وليس صوت العبد ،
وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه ، وفهم ذلك بعض الأئمة فصاروا يقولون ، أفعال العباد مخلوقة وأصواتهم مخلوقة ردا على هؤلاء ، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وآخرون من أهل السنة .
وحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة ، حصل بسببها نوع من الفرقة والفتنة كما حصل بين البخاري و محمد بن يحيى الذهلي ، وصار قوم مع البخاري وقوم عليه .
وكلهم من أهل السنة والحديث ومن أصحاب أحمد بن حنبل .

السؤال الرابع :
ماسبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن ؟ وبين ما استفدته من خبر محنته ؟
لقد كان الإمام أحمد أفضل من وقف في وجه المبتدعين في هذه المحنة وخاطر بحياته لأجل نشر الدعوة والحق ، حتى قال بن المديني : ( إن الله عز وجل أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث : أبو بكر الصديق يوم الردة ، وأحمد بن حنبل يوم المحنة ) رواه الخطيب وعبد الغني القدسي .
فقد أصر رحمه الله على عدم الترخص بعذر الإكراه كما فعل أغلب شيوخ عصره وكان من بين أسباب إصراره على ذلك ،أنه كان رجلا يقتدى به وكان سيد المحدثين في عصره ، فإن سمع الناس موافقته على مسألة خلق القرآن فستستفحل الفتة وسيصدق متبعيه ذلك ولن يظهر الحق .
وذلك كما قال له محمد بن نوح : ( يا أبا عبد الله ! ... الله الله إنك لست مثلي ولست مثلك ، وإن الله ابتلاني فأجبت فلا يقاس بي ، فإنك لست مثلي ولست مثلك ، وأنت رجل يقتدى بك ، وقد مد هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك ، فاتق الله واثبت لأمر الله ) ، فزاده ذلك ثباتا وعزيمة .
وقد أصر رحمة الله عليه على إظهار الحق وإعلائه وحفظ الدين الذي هو أمانة لديه فقال لأبي عباس الرقي الذي جعل يذكره ماروي في التقية من أحاديث ، فقال أحمد :( وكيف تصنعون بحديث خباب " إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لايصده ذلك عن دينه " )
كما أنه رحمه الله كان حريصا على المسلمين ويحمل نفسه مسؤولية نشر الحق وإظهاره فقال لعمه إسحاق بن حنبل الذي كان يحاول إقناعه بالرجوع عن أمره والأخذ بالتقية ، فقال أحمد : ( يا عم ! إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق ) .

المستفاد من خبر محنة الإمام أحمد :
- اطلعت جوانب من حياة بعض الأمة لم أعلم بها ، إلا الآن .
-تعلمت أن الخوض في علم الكلام خطير جدا .
- وأن التمسك بالكتاب والسنة يعصم المسلم من الفتن .
- وأنه لايجوز الخروج على الحاكم ولو كان مخطئا حتى لا تقوم فتنة أكثر وأكبر .
-وأن الابتلاء من سنن الله في الكون للتمحيص والاختبار .
- وأن خطورة الغرور والعجب عند المدح والانتصار له نتائج وخيمة .
-
السؤال الخامس :
ماسبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
- نشأنت فتنة ابن كلاب وظهرت حين أراد ابن كلاب البصري (ت 243 ) الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ، وقد تمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم ، فغره ذلك ، وصنف الكتب في الرد عليهم ، واجتهد في ذلك أيما اجتهاد ، وظن بذلك أنه نصر السنة كما ظن ذلك بعض الجهلة ، ووافق طريقته من انتحل الطرق الكلامية في الرد على المعتزلة .
وبما أنه قصر في معرفة السنة وعلوم أهلها ، وسلك طريقة المتكلمين ، وخرج بقول بين أهل السنة وبين قول المعتزلة ، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة ، ووافق المعتزلة على أصلهم الذي أصلوه ، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسير هذا القول يقتضي نفي كلام الله تعالى ، بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة ، وخرج بذلك بقول محدث في القرآن وهو أنه : (القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وأنه ليس بحرف ولاصوت ولايتجزأ ولايتبعض إلى آخر ماقال ... ) كان لأهل السنة والجماعة منه مواقف منها :
قال ابن خزيمة :( كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( كان الناس قبل أبي محمد بن كلاب صنفين :
أ- فأهل السنة والجماعة يثبتون مايقوم بالله تعالى من الصفات ، والأشباء التي يقدر عليها .
ب- والجهمبة والمعتزلة تنكر هذا وذاك .
فأثبت ابن كلاب قيام الصغات اللازمة به تعالى ، ونفى أن يقوم له مابتعلق بمشيئته وقدرته ، على الأفعال وغيرها ، ووافقه على ذلك أبو العباس القلانيسي ، وأبو الحسن الأشعري وغيرهما )
وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نثر السجزي (ت 444 ه ) في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانيسي ، رسالته في الحرف والصوت وكتاب الإبانة ، واجتهد في نصر السنة والذب عنها .
انتهى.
آسفة جدا عن هذا التأخير سبب مرضي الشديد ...
وجزاكم الله عنا كل خير ...

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 24 صفر 1438هـ/24-11-2016م, 05:09 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
التوقف في القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق, فيقولون القرآن كلام الله.
والسبب في وقوف بعض أهل الحديث:
لأن بالخلق محدث فلأرادوا أن يكونون على ماكان عليه السلف قبل الفتنة.

س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
1-عفّان بن مسلم الصفّار شيخ أحمد وكان عالما كبيرا فقيرا يعول في بيته أكثر من أربعين نفسا ويجرى عليه من بيت المال فاستدعاه نائب بغداد المصعبي وقرأ عليه كتاب الوالي الذي يدعو فيه النائب أن يمتحن الصفار فإن أجاب فيجرى عليه ماكان يجرى عليه سابقا وإلا فيقطع عنه, فلم يجب في الفتنة .
2-يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.
أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
قال الإمام أحمد: (لو كانوا صبروا وقاموا لله عزّ وجلّ لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني المأمون - ولكن لمّا أجابوا وهم عينُ البلد اجترأ على غيرهم).
وكان إذا ذكرهم اغتمّ وقال: (همّ أوّل من ثلم هذه الثلمة، وأفسد هذا الأمر).
3- ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق يطلب منه امتحان:هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد، أبى فسجن.
4-أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني شيخ الإمام أحمد وأبى أن يجيب المأمون إلا بعد رؤيته للنطع والسيف أجاب مترخصا فسجن.
5-ورد كتاب المأمون على والي بغداد ليمتحن: أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي ، ومعهم جماعة من أهل الحديث. فأجابوا إلا الأربعة فحبسوا وقيدوا ثم أجابوا إلا أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح ودام عليهما البلاء مدة المأمون ثم المعتصم وولى المعتصم ابن أبي دؤاد القضاء فأمر بالامام أحمد ومحمد بن نوح أن يؤتى بهما مقيّدين إلى بغداد؛ ليُحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما، وكان الإمام أحمد ومحمد بن نوح قد مرضا تلك الأيام مرضاً شديداً، فأشخصا مقيّدين يُنقلان من بلد إلى بلد في طريق عودتهما إلى بغداد؛ فأما محمد بن نوح فاشتدّ به المرض حتى مات وهو مقيّد في موضع يقال له "عانات" على طريق بغداد؛ فصلى عليه الإمام أحمد.
ونقّل الإمام أحمد في محابس متعددة إلى أن استقرّ حبسه في محبس العامّة في بغداد، فكان معه جماعة كثيرة في حبسه، ومكث في ذلك الحبس نحو سنتين, وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.
ثم جرت مناظرات للامام أحمد في القول بخلق القرآن فكان لايجيب إلا بما في الكتاب والسنة ولا يلتفت للكلام, قال الإمام أحمد: (ولقد احتجوا بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه، وأنكروا الرواية والآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالاتهم).
وضرب الامام أحمد وعذب حتى أثرت السياط في جسمه, لكنه لم يستجب للفتنة.



س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1- موقف الجهمية قالوا (لفظي بالقرآن مخلوق).وكان حكم الامام أحمد فيهم أن من كان منهم يحسن الكلام، فهو جهميٌّ.
2- موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
3-موقف داوود الظاهري وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
4-موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
5-موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
6-أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
7-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية .

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لأنه كان قدوة العلماء والعامة وكل ينتظر قوله -رحمه الله-
- صلابة الامام أحمد ومتانة ديانته.
- الاختبار والابتلاء سنة الله ومن يصبر يصبره الله
- العلم نور من الله لذته تنسي كل المصائب والأهوال

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ظهرت بسبب أنه أراد التوفيق بين رأي المعتزلة وأهل السنة لكنه أدى به اجتهاده هذا إلى احداث قول مبتدع.
حذر منه أهل السنة وردوا أقواله ولم يقبلوها.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 26 صفر 1438هـ/26-11-2016م, 11:48 PM
الصورة الرمزية مريم الذويخ
مريم الذويخ مريم الذويخ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 77
افتراضي

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: البروج.
النجوم
ب: الأخدود.
الحفر في الأرض.
ج: رويدا.
قليلاً.
السؤال الثاني: فسّر قوله تعالى:-
أ: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)
يصف الله حال االكافر الذي تُثنى يده ويؤتى كتابه وراء ظهره
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)
فسوف يدعوا هذا الكافر على نفسه بالهلاك والخسارة لما وجد في هذا اليوم من الخزي والفضيحة.
وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)
وسيدخل جهنم بسبب عمله ويعاني حرها وبأسها
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13)
إنه كان حال في الدنيا أنه يلهو ويعبث ناسيًا يوم البعث
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)
بسبب لهوه ولعبه ظن هذا الكافر أنه لن يرجع إلى ربه ويُجازى بعمله
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)) الانشقاق.
بلى سبيعث وسيجازى وسيحاسب بعمله فإن ربه كان عليمًا بصيرًا بحاله

السؤال الثالث:
أ: بيّن مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)) الانشقاق.
قيل: أنه عائد إلى العمل، أنك ستلاقي عملك يوم القيامة.
وقيل: أنه عائد إلى الله، فستلاقي ربك يوم القيامة بما عملته في الدنيا.
ب: ما المقصود بالحساب اليسير في قوله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)) الانشقاق؟ استدلّ لما تقول.

هو الحساب السهل بلا تعسير فلا تحقق عليه دقائق أعماله.
والدليل: عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول في بعض صلاته: ((اللّهمّ حاسبني حساباً يسيراً)). فلمّا انصرف قلت: يا رسول اللّه ما الحساب اليسير؟ قال: ((أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنّه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذٍ هلك)).
ج: بيّن فائدة اقتران اسمي الله "الغفور" و"الودود" في سورة البروج.
أن العبد إذا أذنب ذنبًا فاستغفر الله غفر الله وأحبه فالله فالله يفرح بتوبة عبده.
فلا يقال: أن الله يغفر ولا بحب.
السؤال الرابع: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)) الطارق.

على المسلم أن يستعشر عظم مخلوقات الله كالسماء والأرض ويذكر نعمه عليه كالمطر والأرض التي تتصدع بالنبات والثمار.
على المسلم أن يستعشر عظمة هذا الكتاب ويحاجّ به فهو فصل في كل القضايا والأحكام.
على المسلم أن يثق بالله في نصر الإسلام والمسلمين فالله وعدهم بالنصر ووعد الكافرين برد كيدهم عليهم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir