توجيهات عامة من الشيخ عبد العزيز الداخل:
- ينبغي التفريق بين التفسير الموضوعي وكتابة الرسائل التفسيرية التي يتطرّق فيها إلى النظائر التفسيرية؛ فمن الممكن والمستحسن أن يختار الباحث الآيات التي يرى استيفاءها لأكثر مباحث الموضوع فيفصّل في تفسيرها ويجعلها هي محور رسالته، ثم يذكر من النظائر التفسيرية ما يتمّم به بحثه، ويمكن أن يقسم الرسالة إلى محاور متكاملة.
- من الملحوظات العامة اقتصار بعض الرسائل على المصادر المقررة في البرنامج وهذا لا ينبغي عند كتابة الرسائل التفسيرية؛ فتوسيع دائرة الاطلاع يثري الرسالة بأنواع من الفوائد واللطائف وأوجه الاستدلالات، وليس المطلوب من الطالب تلخيص جميع ما ورد في مصادره؛ فمقام كتابة الرسائل يختلف عن مقام التلخيص، ولذلك ينبغي للمفسّر اللبيب أن يحسن الاستفادة من كلام المفسّرين فربما ذكره بعض كلامهم ببعض الفوائد التي لم ينصّوا عليها؛ فيذكر ما فتح له فيه من تلك الفوائد، والمداومة على هذه الطريقة تنمّي الملكة التفسيرية وتعين على جريان القريحة بالفوائد المتسلسلة.
- من المهمّ عند كتابة الرسائل التفسيرية الرجوع إلى أمهات كتب التفسير، كتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم والزجاج والفراء وابن عطية فهذه التفاسير هي مظنة جمع الأقوال التفسيرية والتعرف على نشأتها ومآخذها. ثم يرجع طالب علم التفسير بحسب موضوع رسالته إلى التفاسير المعتنية بالتحرير العلمي.
- عند النقل عن العلماء ينبغي أن تذكر أسماؤهم بما اشتهروا به وليس بالكنية المجردة، فـ"أبو جعفر" كنية لاثنين من المفسرين المشهورين: أبو جعفر ابن جرير الطبري، وأبو جعفر النحاس، ولذلك ينبغي التوضيح.
- يجب أن نفرّق بين مقامين مهمّين:
المقام الأول: مقام البناء العلمي الذي يكون مراد صاحبه أن يتعرّف هو على مسائل الدرس وأقوال العلماء فيها ويحرر أقوالها، ليكون على علم بمسائل الدرس؛ ففي هذا المقام ينبغي لطالب علم التفسير أن يحسن تلخيص دروسه حتى يكون لديه أصل علمي في التفسير يستفيد منه فيما بعد فوائد كثيرة.
والمقام الثاني: مقام النشر العلمي، والدعوة إلى الله تعالى، وهذا المقام ينبغي أن ينظر فيه طالب العلم التفسير إلى ما يناسب المخاطبين، وأن يهّذب رسالته، ويحذف ما لا يرى مناسبته لهم من المسائل والأقوال، والأهمّ من ذلك أن تكون لغته في الخطاب لغة مناسبة لمن يُخاطبهم.
وهذا المقام يختلف عن المقام السابق، ولذلك ينبغي التفريق بينهما.
وقد يكون من الأفضل في أوّل الأمر أن يبني طالب العلم إعداد رسالته التفسيرية على مرحلتين:
المرحلة الأولى: إعداد ملخّص علمي للآيات التي يفسّرها، وأن يحرص على توسيع دائرة مراجعه بما يتيسّر له.
والمرحلة الثانية: أن يجعل هذا الملخّص مرجعاً ينطلق منه إلى كتابة رسالته التفسيرية بالأسلوب الذي يحدده، وذلك لأجل أن يكون كلامه في رسالته التفسيرية كلاماً مبنيّاً على معرفة حسنة بمسائل الدرس وأقوال العلماء فيه.