المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.
لفضل العلم أوجهٌ عديدة، منها:
الوجه الأول: أن العلم أصلُ الهداية الإلهية، فلا هدى دون علم، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: ٣٣].
قال ابن كثير في تفسير الآية: (ثم قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ)، فالهدى: هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة ، والإيمان الصحيح ، والعلم النافع . ودين الحق : هي الأعمال [ الصالحة ] الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة)ا.هـ .
الوجه الثاني: أن العلم أصلٌ للعبادة، إذ لا يُعبد الله تعالى إلا بعلم، كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ ﴾ [محمد: ١٩]، ومن عبد الله بغير علم فقد ضل وغوى، كما قال ابن كثير في تفسير الآية السابعة من سورة الفاتحة: (ولا صراط الضالين، وهم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق).
الوجه الثالث: أن بالعلم يدرك المسلمُ مكايدَ الشيطان وسبل دفعها، وهذا لا شك أنه من أعظم فضائل العلم، لأنه لا يخفى على أحد أن من أكبر أعداء الإنسان الشيطانَ، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [البقرة: ٢٠٨].
ولا ريب أنّ من سلم من مكايد الشيطان كان ذلك دليلا على إخلاص العبد وسلوكه سبيل الهداية بإذن الله تعالى، لإقرار الشيطان بذلك، كما قال ربنا تعالى حكاية عن الشيطان في سورة الحجر: قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾
س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
يدل على هذه التسمية قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: ٢٨]، فقد حصر الله تعالى الخشية الحقة في العلماء.
وأما استحقاق العلماء وصفَ الإنابة، فذلك لأنّ أهل العلم هم صفوة أولوا الألباب، لقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: ٩]
ولما كان أولوا الألباب هم الذين ينتفعون بالذكرى، وينيبون إلى ربهم في كل حين، كما قال تعالى: ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: ١٩] كان من اللازم الحاصل أن يكون العلماء هم صفوة أصحاب الإنابة والله تعالى أعلم.
س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
الأصل في العمل بالعلم أنه من العبادات الشرعية والأعمال الصالحة التي يرضاها الله تعالى، ويمكن جعل حكمه على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: ما يلزم لصحة بنيان الإسلام وبقائه؛ وتخلُّفه يفضي إلى هدم إسلام المرء وإيمانه، وهذا هو عمل التوحيد الخالص الذي هو أصل الأعمال الصالحة وأُمّها، وهو شرط لقبول سائر الأعمال الصالحة، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: ٦٥]
المرتبة الثانية: ما يجب فعله من الأمور الشرعية الواجبة، وما يجب تركه من الأمور المنهي عنها شرعا، وهذه المرتبة مطالب بها كل مسلم، فإذا أتى بها على الوجه الشرعي المطلوب كان موعودا بالأجر والثواب، وإذا قصّر في شيء منها أو كلها كان متوعدا بالإثم والعقاب، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌفَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: ٤٠]
المرتبة الثالثة: ما يستحب فعله من الأمور الشرعية المرغوبة وما يستحب تركه من الأمور المكروهة، وهذه الأعمال إذا أتى بها المسلم استحق الثواب بإذن الله، وإذا قصّر فيها لم يكن عليه حرج إن شاء الله تعالى، وهذه المرتبة هي التي بها يتفاضل عباد الله الصالحين، وتجعلهم يرتقون من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، وبتفاوتها يتفاوت عباد الله المحسنين، وكلما زاد المرء وأكثر من أعمال هذه المرتبة كلما ارتقى في درجة الإحسان والله تعالى أعلم.
س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
صنّف العلماء قديما وحديثا في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه، وتفننوا في ذلك، فمنهم من أفردها بالتأليف، ومنهم من بوّب لها في المصنفات الموسعة ومنهم من نثرها ومنهم من نظمها...
فمن المؤلفات المفردة كتاب "اقتضاء العلم للعمل" للحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله.
ومن المؤلفات الموسعة التي تضمنت بابا في الحث على العمل "جامع بيان العلم وفضله " للحافظ ابن عبد البر رحمه الله.
ومن المنظومات التي ورد فيها الحث على العمل بالعلم نظم الشمري المسمى "حادية أولي الفهم في نظم حلية طالب العلم" للشيخ بكر أبو زيد، في الفصل المسمى "فصل في التحلي بالعمل".
س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
العجلة في الأصل شيء مذموم وخطير، وقد حذر النبيُّ صلى الله عليه وسلم منها فقال: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) . وخطرها في طلب العلم يمكن إجماله في أن المتعجل في طلب العلم قد يقع له:
أولا: إدراكُ المعلومات إدراكا غير صائب، وفهمُها فهما مغلوطا.
ثانيا: فوات التأصيل الصحيح والمنهج السليم، فيترك ما ينبغي البدء به ويبدأ بما كان الأولى فيه تأخيره.
ثالثا: الحرمان من بركة العلم وآثاره النافعة، كما تقول القاعدة الأصولية: "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"، والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.