(قيام حامل القرآن به)
وعن مخرمة بن شريح الحضرمي قال: ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ذاك لا يتوسد القرآن)) قال: وعن الحسن أنه سئل عمن جمع القرآن، أينام عنه فقال: يتوسد القرآن، لعن الله ذلك.
وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".
وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه.
[1/106]