المجموعة الأولى:
س1: ما هو المقسم به والمقسم عليه في سورة البلد ؟
المقسم به قوله تعالى:"لا أقسم بهذا البلد*وأنت حل بهذا البلد*ووالد وما ولد", فأقسم الله تعالى بالبلد الحرام, للتنبيه على مكاتها, ففيها بيته سبحانه, وبها تؤدى مناسك الحج, وهي بلد إسماعيل عليه السلام, زمحمد عليه الصلاة والسلام, وأقسم بها حال كون النبي عليه الصلاة والسلام مقيما فيه, وزاد شرف البلد الحرام, وزادت مكانتة, بوجوده عليه الصلاة والسلام فيها, أو إن المعنى إستحلال أهل مكة أذية النبي عليه الصلاة والسلام وهو فيها.
وأقسم الله تعالى أيضا, بكل والد ومولود, ويدخل فيه آدم وذريته, وكل والد ومولود في المخلوقات جميعا, تنبيها على عظم آية التناسل والتكاثر, التي من الله بها على الإنسان.
والمقسم عليه:"لقد خلقنا الإنسان في كبد", أي مشقة وتعب, يكابد ما يلاقي في هذه الحياة, فهو ينتقل من كبد إلى كبد, ليعلم إن هذه الحياة ليست هي الحيوانو فيسعى لعمل ما يصلح به حاله في الآخرة, ليزول عنه الكبد والتعب, ويصل إلى الراحة المرجوة الخالدة, وإلا فإنه سيستمر في الكبد, فيلاقي كبد الموت, ثم ما ينتظره في البرزخ, ثم أهوال يوم القيامة, وما يكون فيها, حتى يصل إلى دار قراره.
وهذا خلاصة قول السعدي والأشقر.
س2: فسر قوله تعالى : { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}.
بعد أن ذكر الله تعالى قوم عاد, وثمود, وفرعون وقومه, وصف حالهم التي كانوا عليه, والتي بها استحقوا ما انزل الله بهم من عذاب, فأخذهم أخذ عزيز مقتدر, فقال:
(الذين طغوا في البلاد): فتجاوزا الحد في الكفر والطغيان والظلم, بعد أن غرهم ما أنعم الله به عليهم من مال, وسلطة, وبسطة في الخلق وقوة, فاستعملوا نعم الله عليهم بأن كفروا بالمنعم, وعتوا على خلقه, وكذبوا رسله, فتسبب هذا في أن:
(ـكثروا فيها الفساد): فانتشر بينهم الظلم, وأعظمه الكفر بالله, وظلم العباد, وأكل حقوقهم, وتكذيب الرسل, ومحاربة دين الله ورسله, وعمت الفواحش, وفجر الناس بالمعاصي, التي يؤدي انتشارها إلى فساد الأرض فسادا حسيا, وفسادا معنويا, كما قال تعالى:"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدب الناس", فلما عم الفساد وطغا:
(فصب عليهم ربك سوط عذاب", أفرغ الله عليهم عذابا شديدا, كأنه الجلد بالسوط من شدته, وهو قليل بالنسبة لعذاب الآخرة, وإنما كان هذا ل:
(إن ربك لبالمرصاد): فهو سبحانه متربص بهم, يرقب أعمالهم, ويرصدها, ويحصيها عليهم, حتى إذا أخذهم, لم يفلتهم, كما قال تعالى:"سنستدرجهم من حيث لا يعلمون", فمن إستدراجه لهم, أن أمهلهم وهم في طغيانهم يعمهون, حتى إذا أمنوا مكر الله, أخذهم بغتة وهم لا يشعرون.
س3: علام يدل تعريف العسر وتنكير اليسر في قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا }؟
دل تعريف العسر على إنه واحد, وتنكير اليسر على تعدده, فكرره سبحانه للتأكيد على إن اليسر مصاحب للعسر, وجاءت ال الإستغراقية في (العسر), ليراد بها العموم, فاليسر يصاحب كل نوع من أنواع العسر, وهذا فيه بشارة للعبد, فيصبر ويحتسب, ويتعبد الله بإنتظار فرجه, لذلك قال ابن مسعود:"لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يدخله فيه فيخرجه, ولن يغلب عسر يسرين, إن الله يقول:"إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا",
س4: بيّن الخلاف في معنى ( ما ) في قوله تعالى { والسماء وما بناها }.
جاء في معنى (ما) قولان:
الأول: إنها موصولة, فتكون الآية فيها قسم بالسماء والذي بناها, أي الله جل وعلا, كقوله سبحانه وتعالى:"أولم يروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها".
الثاني: إن (ما) مصدرية, فيكون القسم بالسماء وبنيانها, لما فيه من إحكام, وإتقان, أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها...".
وهذا خلاصة قول السعدي والأشقر.
س5: ماسبب نزول سورة الضحى ؟
مرض النبي عليه الصلاة والسلام, ليوم أو يومين, فلم يستطع القيام لصلاة الليل, فأتته امرأة مشركة, شامتة, وقالت له: ما أرى شيطانك إلا تركك, لم يقربك ليلة أو ليلتين, فأنزل الله تعالى هذه السورة ليطمئن بها قلب النبي عليه الصلاة والسلام, بأن ربه معه ولن يتركه, فهو ما تركه ولا أبغضه بعدما أحبه, بل سيستمر في تربيته له التربية الخاصة التي لا تكون إلا لأولي العزم من الرسل, وسيستمر نزول الوحي عليه, حتى يبلغ رسالته للناس كافة.
س6: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) }.
- الحرص على أن يكون كسب المرء حلالا خالصا, وهذا يكون بالبعد حتى عن المشتبهات.
- الحرص على أداء حق المال, وتزكيته, بإخراج زكاته, والتصدق منه ما أمكن,.
- تصحيح المفهوم الخاطئ في طريقة حفظ المال, فحفظ المال حقيقة, يكون في إنفاقه في وجوه الخير, فهذا الذي يبقى وينفع.
- الزيادة في الأعمال التي تنفع العبد بعد موته, فهذه هي التي سيأخذها معه إلى قبره.
- التوسعة على الزوجة والأولاد بالمعروف, وعدم البخل عليهم, فهذا من اوجه الإنفاق الواجبة.
- إحسان تربية الأبناء, وتعليمهم الطرق الصحيحة في التعامل مع ما أعطاه الله من مال ونعم, حتى لا يأثم على التقصير, إذا أهلكوا المال في الحرام عندما يصل إليهم, وتناله منهم صالح الدعوات.
- تذكر الأموات, خاصة الوالدين, ببعض الصدقات عنهم, ليحصلوا ثوابها, بعد أن صاروا إلى مكان لا مكان فيه للعمل, إلا ما تركه الميت من علم صالح, أو صدقة جارية, أو ولد صالح يدعو له.