موضوع الحديث:
وجوب تغيير المنكر.
قصة الحديث:
أول من خطب في العيد قبل الصلاة مروان بن الحكم، فأنكر عليه رجل فعله فأبى، فقال أبو سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... الحديث.
تخريج الحديث:
رواه مسلم.
شرح الحديث:
- من رأى: من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما إلى ذلك.
- المنكر: هو ما نهى الله ورسوله عنه، ولا بد أن يكون منكراََ واضحاََ يتفق عليه الجميع، أما إذا كان المنكر من مساىل الاجتهاد فلا ينكره.
- إنكار المنكر يكون بأن يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه.
- يغير المنكر بالكتابة كما يغير باللسان؛ بأن يكتب في الصحف أو يكتب كتاباََ يبين فيه المنكر.
- يغير المنكر بقلبه يكون ببغضه وكرهه وأن يتمنى أن لم يكن. وهذا أضعف مراتب الإيمان في تغيير المنكر.
فوائد الحديث:
1. يجب على جميع أفراد الأمة تغيير المنكر إن رأوه، دون الحاجة إلى المنصب.
2. لا يجوز إنكار المنكر حتى يتيقين المنكر.
3. أن لا يكون المنكر من الأمور الخلافية، إلا إذا كان الخلاف ضعيفاََ لا قيمة له فإنه ينكر على الفاعل.
4. أن اليد هي آلة الفعل، لأن الغالب أن الأعمال باليد.
5. ليس في الدين من حرج، والوجوب مشروط بالاستطاعة، لقوله: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ) وهذه قاعدة عامة في الشريعة.
6. أن الإنسان إذا لم يستطع أن يغير بيده ولسانه، فليغير بالقلب، وذلك ببغض وكراهة المنكر وعزيمته على تغييره بيده ولسانه متى استطاع ذلك.
7. أن للقلب عملاََ، لقوله: "فَإن لَم يَستَطِع فَبِقَلبِهِ".
8. أن الإيمان عمل ونية، فالتغيير باليد وباللسان عمل، وبالقلب نية.
مسائل علمية:
*يتقين المنكر بوجهين:
- أن يتيقن أنه منكر.
- أن يتيقين أنه منكر في حق الفاعل.
* لا يفتح للعوام باب يتخيروا فيه ما شاءوا من أقوال العلماء لئلا تحصل الفوضى، وإنما عليهم أن يتبعوا علماء بلدهم فيما يرون.
* التغيير باليد لا يكون على الإطلاق، فإذا خاف في ذلك فتنة فلا يغير، لأن المفاسد يدرأ أعلاها بأدناها، لقوله تعالى: ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ).
* لا يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول:أنا كاره بقلبي؛ لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم إلا إذا أكرهوه، فحينئذ يكون معذوراً.
* قوله: "فَليُغَيرهُ بيَدِهِ" ليس عاماً لكل إنسان في مثل عصرنا هذا، لأننا لو قلنا بذلك لكان كل إنسان يرى شيئاً يعتقده منكراً يذهب ويغيره وقد لا يكون منكراً فتحصل الفوضى بين الناس.
* مراتب التغيير ثلاث: دعوة، أمر، تغيير، فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد و في أي مكان يجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه. والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو الذي يأمر الناس،أو ينهاهم. والمغير هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته.