دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 محرم 1437هـ/25-10-2015م, 11:05 PM
لؤي حسان لؤي حسان غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 129
افتراضي سؤال: ما هو حكم مرتكب الكبيرة؟ وما هو حكم من مات وعليه ديون؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ عبد العزيز أحسن الله إليك
مسألة أشكلت علي، متداولة ويُتَكَلَّمُ عنها ... -أظن أن تصنيفها يعتبر في العقيدة-، أرغب بمعرفة صحيح المعتقد حول ذلك:
بما أن مرتكب الكبيرة من أهل الإسلام لا يخلد خلودا تاما في النار، وأيضا بما أن آكلي المال أو الكسب الحرام وردت حولهم نصوص تشديد العذاب الأخروي ومضاعفته لهم -مثل عذاب آكل الربا- ونحوه، وأن الدّين غير المردود يمنع صاحبه عن الجنة.
فما هو الحكم العقدي في من هم من أهل الإسلام يصلون ويزكون ويحجون ........ الخ ولكنهم ممن ابتلي بالمعصية المذكورة.
بمعنى كيف نوفق بين هذا وذاك -وعن أصحاب هذا الوصف (مثلا من مات وعليه ديون ولكنه من أهل الإسلام ...)- ما أمكن مما ورد حول ذلك وحكمه وأحكامه وأقوال أهل العلم، وجزاك الله خيرا؟


  #2  
قديم 26 محرم 1437هـ/8-11-2015م, 11:00 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي حسان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ عبد العزيز أحسن الله إليك
مسألة أشكلت علي، متداولة ويُتَكَلَّمُ عنها ... -أظن أن تصنيفها يعتبر في العقيدة-، أرغب بمعرفة صحيح المعتقد حول ذلك:
بما أن مرتكب الكبيرة من أهل الإسلام لا يخلد خلودا تاما في النار، وأيضا بما أن آكلي المال أو الكسب الحرام وردت حولهم نصوص تشديد العذاب الأخروي ومضاعفته لهم -مثل عذاب آكل الربا- ونحوه، وأن الدّين غير المردود يمنع صاحبه عن الجنة.
فما هو الحكم العقدي في من هم من أهل الإسلام يصلون ويزكون ويحجون ........ الخ ولكنهم ممن ابتلي بالمعصية المذكورة.
بمعنى كيف نوفق بين هذا وذاك -وعن أصحاب هذا الوصف (مثلا من مات وعليه ديون ولكنه من أهل الإسلام ...)- ما أمكن مما ورد حول ذلك وحكمه وأحكامه وأقوال أهل العلم، وجزاك الله خيرا؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مما يجب اعتقاده أن من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار.
كما دلّ على ذلك الكتاب والسنة المتواترة.
قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}
وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع»
قال: فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتا، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تبرح» فمكثت.
قلت: يا رسول الله، سمعت صوتا، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق؟
قال: «وإن زنى وإن سرق»
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟
فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النار»، وقلت أنا: «ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» متفق عليه.
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، أن من مات لا يشرك بالله شيئاً فهو من أهل الجنة، ولكن هذا الدخول لا يقتضي أن لا يكون قبله عذاب، ففي صحيح ابن حبان وغيره من حديث هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه».
ومن مات من أهل الإسلام وقد اجتنب الكبائر غفر له ما دونها، ودخل الجنة بغير عذاب، لقول الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}
وأما من مات وعليه كبيرة؛ فأمره إلى الله؛ إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه على ذنبه في الدنيا أو في قبره أو بأهوال يوم القيامة أو في النار حتى لا يدخل الجنة إلا وقد تطهّر من ذنوبه؛ فإنه لا يدخل الجنة إلا نفس طيبة.

وأما من مات وعليه دين فلا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون في حياته مريداً لأداء ما عليه من الدين، صادقاً في ذلك، باذلاً ما يستطيع من الأسباب المشروعة لأداء دينه؛ ثم يموت وعليه دين في ذمته؛ فهذا قد وعده الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن يؤدّي الله عنه، كما في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».
والحال الثانية: أن يموت حين يموت وعليه دين هو غير صادق في نيّة ردّه، أو يكون قد سرق أو غصب مالاً، وغير ذلك من أوجه المكاسب المحرّمة التي يجب عليه في حال حياته أن يتوب إلى الله تعالى وأن يردّ الأموال إلى أهلها؛ فمن مات ولم يتب فإنه يوم القيامة لا درهم ولا دينار، وإنما يكون الاستيفاء بالحسنات والسيئات كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هل تدرون من المفلس؟
قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع.
قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتى قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار". رواه الإمام أحمد ومسلم.

ولذلك فإن الخطر على المسلم أن يموت على كبيرة لم يتب منها ، أو يكون عليه حقّ لآدمي لم يؤدّه إليه ولم يرد أداءه إليه في حياته، ولم يؤدّ عنه هذا الحق بعد موته، ولم يبحه صاحب الحق.
أما من مات وهو مجتهد في أداء ما عليه من الحقوق بما يستطيع من الأسباب؛ فإنّ الله تعالى لا يعذّبه على ما لا يستطيع، وقد قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} فمن قدر عليه رزقه وعليه حقوق لم يؤدها فإن الله لا يكلّفه أداء ما لم يؤته.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, سؤال


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir