بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهرسة مسائل صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
أولا/ العناصر
• صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم عموما من حيث:
-حسن الصوت
-جودة القراءة
-الترتيل
-تفسير الحروف
-الترجيع
-المد
- التقطيع
- الخشوع
- مستوى ارتفاع الصوت
- طول القراءة
• ما ورد في صفة ختمة الرسول صلى الله عليه وسلم
• تدبره عليه الصلاة والسلام للقرآن وهديه في الدعاء والتسبيح أثناء القراءة
• الأوضاع التي ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فيها القرآن
ثانيا/ التلخيص:
• صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم عموما من حيث:
-حسن الصوت
كان عليه الصلاة والسلام حسن الصوت بتلاوة القرآن دل على ذلك وصف عدد من الصحابة لقراءته منها:
O حديث البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه). رواه البخاري ومسلم(
o حديث علي رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادّا ليس له ترجيع)
[ العزو ؟ ]
-جودة القراءة
o حديث عبد الله بن مغفل قال: قرأ رسول الله يوم فتح مكة بسورة الفتح؛ فما سمعت قراءة أحسن منها؛ يرجّع.
-الترتيل
كان عليه الصلاة والسلام يرتل القرآن دل على ذلك:
O حديث حذيفة رضي الله عنه قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا
والترتيل سنة ثابتة:
قال النَّوَوِيُّ: وينبغي أن يرتل قراءته وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم - على استحباب الترتيل؛ قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
قالَ السيوطيُّ: يسن الترتيل في قراءة القرآن، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
-تفسير الحروف
o نعتت أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت قراءة مفسرة حرفا حرفا
o عن أمّ سلمة قالت: كانت قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم: {الحمد للّه ربّ العالمين} فذكرت حرفًا حرفًا
-الترجيع
أولا/ معنى الترجيع وصفته:
وردت هذه العبارات في كلام بعض من وصف الترجيع من العلماء:
- "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة
- كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ
- هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه
- وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ
- ويجوز أن يكون الراوي أراد بقوله: (يرجع) أي: يكرر الآية أو بعضها
ثانيا/ ما قيل في ترجيع النبي صلى الله عليه وسلم أثناء التلاوة:
الوصف الأول: ( فرجّع فيها) (يرجع بالقرآن)
o عن عبد اللّه بن مغفّلٍ قال: قرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
يوم فتح مكّة، سورة الفتح فرجّع فيها، قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لفعلت). [صحيح البخاري:6/135]
وفي رواية:
ثم قرأ معاوية قراءة لينة فرجع ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس لقرأت ذلك اللحن
o قول أم هانئ بنت أبي طالب: (كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمة على فراشي يرجع بالقرآن
الوصف الثاني: (ليس له ترجيع) (كان لا يرجع)
o عن علي رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادا ليس له ترجيع).
O وعن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرجع).
الجمع بين الوصفين:
من وصف قراءته صلى الله عليه وسلم بالترجيع
لم يرد ترجيع الغناء. لأنه نهى عن ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرءوا القرآن بألحان العرب، وإياكم وألحان أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم))..
-المد
o عن قتادة، قال: سألت أنسًا، عن قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يمدّ بها صوته مدًّا
وفي رواية: كانت مدًّا ثم قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
O وعن علي رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادا ليس له ترجيع
o عن وائل بن حجرٍ، قال سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ: {ولا الضّالّين} فقال: آمين يمدّ بها صوته
- التقطيع
o عن أم سلمة، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين
o عن أم سلمة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية
- الخشوع
o عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء).
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: (لم يقل: (من البكاء) إلا يزيد بن هارون. (مسند الإمام أحمد)
o قال أبو عبيد: قوله: (أزيز) يعني: غليان جوفه من البكاء، وأصل الأزيز: الالتهاب والحركة، وقوله عز وجل: {تؤزهم أزا} من هذا ، أي: تدفعهم وتسوقهم، وهو من التحريك).
- مستوى ارتفاع الصوت
أولا/ القراءة عموما:
O عن عبد الله بن قيس قال: سألت عائشة رحمة الله عليها: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟, أيسر القراءة، أم يجهر؟
فقالت: (كل ذلك قد كان يفعله؛ ربما أسر، وربما جهر).
قال: قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة
o عن وائل بن حجر قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {ولا الضالين} فقال: آمين، يمدّ بها صوته).
- حدثنا عبد الرحمن قال: وقال شعبة: وخفض بها صوته)
قالَ السَّخَاوِيُّ: (وعنه صلى الله عليه وسلم: (أنه لم تكن قراءته بالخفية ولا بالرفيعة.
ثانيا/ القراءة في صلاة الليل:
O عن أبي هريرة، قال: (كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا
o عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: (كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا على عريشي.: تعني بالليل.
O عن حذيفة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل.
- طول القراءة وقصرها
كان عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة جدا في صلاة الليل وقد وصف الصحابة رضوان الله عليهم قراءته في
صلاة الليل بعدة أحاديث منها:
O عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلى بها في ركعةٍ؛ فمضى؛ فقلت يركع بها؛ ثم افتتح النساء؛ فقرأها؛ ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مر بتعوذٍ تعوذ، ». ). [صحيح مسلم:2/185]
قال : ثم قام نحوا من سورة ، قال : وسجد نحوا من ذلك ، حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل
o قال عبد الله: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأطال حتى هممت بأمر سوءٍ).
قال: قيل: وما هممت به؟
قال: (هممت أن أجلس وأدعه) ). [صحيح مسلم:2/186]
o عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقوم ليلة التمام فيقرأ بسورة البقرة وآل عمران والنساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله سبحانه وتعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله تعالى واستعاذ ).
O وعن حذيفة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله تعالى سبح
أما في
غير قيام الليل فكان عليه الصلاة والسلام يقرأ بالنظائر
o عن عبد الله قال : أتاه رجل ، فقال : إني أقرأ المفصل في ركعة
فقال : "هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر (3) في كل ركعة . . . الرحمن والنجم في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، و يا أيها المزمل ، ويا أيها المدثر في ركعة ، وويل للمطففين ، وعبس في ركعة ، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة ، وعم يتساءلون ، والمرسلات في ركعة ، والدخان ، وإذا الشمس كورت في ركعة"
زاد في رواية: واقتربت والحاقة في ركعة
وفي رواية: فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين ، سورتين في ركعة
• ما ورد في صفة ختمة الرسول صلى الله عليه وسلم
o عن عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث).
O عن مسلم بن مخراق، قال: قلت لعائشة: إن رجالا يقرأ
أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا.
فقالت: ( (قرءوا، ولم يقرءوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام، فيقرأ بالبقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب، ولا آية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ).
O و عن أبي بن كعب: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
قرأ {قل أعوذ برب الناس}؛ افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى {أولئك هم المفلحون}، ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام
قالَ السيوطيُّ: يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لحديث الترمذي وغيره: ((أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل.
• تدبره عليه الصلاة والسلام للقرآن وهديه في الدعاء والتسبيح أثناء القراءة
o عن حذيفة قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ). [ مسلم ]
o وعن عوف بن مالك قال: (قمت مع النبي صلى الله عليه
وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ).
O عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفؤا أحد، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور[ بسند ضعيف جدا]
[ من ضعف السند ينبغي ذكر ذلك ]
عن أبي ذر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فقرأ بآيةٍ حتى أصبح يركع بها ويسجد بها {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ؛ فلما أصبح قلت: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها!!
قال: (إني سألت ربي عز وجل الشفاعةَ لأمتي فأعطانيها، وهي نائلةٌ إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئًا) ). [مسند الإمام أحمد:35/256-257]
o عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: وكان يقرأ في
السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها"
قالَ السيوطيُّ: وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن}.
وصفة ذلك: أن يشغل قلبه بالتفكير في معنى ما يلفظ به فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوذ، أو تنزيه نزه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب
• الأوضاع التي ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فيها القرآن
o عن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقضى حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة) ). [مسند الإمام أحمد]
o عن عبد الله بن مغفل قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح (
o روي عنه صلى الله عليه وسلم إذا صلى وهو جالس يقرأ فإذا
بقي على ركوعه نحو أربعين آية قام فقرأها قائما ثم ركع