اقتباس:
- لا يوجد فرق بين الحكمة من تكرر النزول وفوائدة وأسبابه فالمقصود من ورائها واحد.
|
توقعت أن نُنبه على هذا الأمر، فقد فكرت فيه أثناء حل التدريب؛ ولكن أظن أن كل من الحكمة والفوائد والأسباب بينما قدر مشترك وربما كانوا على شاكلة الألفاظ المتقاربة أو المتكافئة، لكن كل منهما له وجه ليس في الآخر
فالحكمة: هي فائدة مقصودة
والفائدة : قد تكون مقصودة أو غير مقصودة
والسبب: قد يكون هو الحكمة وقد يكون جزء منها، وكذلك قد يكون هو الفائدة أو جزء منها أو قد يكون ليس هو الفائدة
ولنضرب لذلك مثالا:
إهلاك الله لقوم صالح بالصاعقة
سبب ذلك: أنهم استحبوا العمى على الهدى، وعقروا الناقة
الحكمة من ذلك: أن هذا من سنة الله إظهار الدين وإبطال الكفر وقيام حجة الله على الكافرين.
الفائدة: إظهار الدين، كانوا عبرة لمن بعدهم.
فهنا السبب ليس هو الحكمة وليس هو الفائدة.
والفائدة هنا ليست السبب.
والحكمة هنا جزء من الفائدة.
( مع الانتباه إلي أن التعبير بلفظ "الحكمة من كذا" ليس على سبيل التحقيق بل على سبيل التقريب فنحن نذكر ما بدا لنا من الحكمة وما خفي علينا فوق ذلك )
مثال آخر:
لو أن شخصا أرسل مبلغًا من المال لفقير مع عامل وأعطاه مبلغا من المال على إيصاله.
فسبب إرسال المال هنا: فقر المرسل إليه
والحكمة من إرساله: أن يجد هذا الفقير ما يكفيه
والفوائد هنا: إغناء الفقير وإعطاء العامل مالا ( فهذه الفائدة الأخيرة ليست مقصودة )
مثال آخر
لو أنّي مرضت فشربت عسلا
هنا سبب شرب العسل: المرض
والحكمة من شربه: الشفاء من هذا المرض
والفائدة: قد تكون الشفاء وقد يحدث مع ذلك فوائد أخرى حصلت بسبب شرب العسل لكنّي لم أقصدها.
لا أدري أيكون التفكير بهذه الطريقة التي ذكرت من باب التنطع أم من باب التدقيق الذي كان الدكتور الطيار يفعله في شرحه لمقدمة ابن تيمية؟